حسن بدر الدين
2010-06-24, 16:33
النــــــداء الأخـــــــــير
منذ بزوغ شمس الإسلام الصافية ، وإطلالتها المباركة لتداعب بأشعتها الذهبية وجه الأرض الحزين المغطى بظلام الشرك والكفر ، ولتحرق عنها أغلاها ، وتوقظها من نومها العميق .
عندها غردت الأرض لله تسبيحاً وتهليلاً وتتوجت أمتي بتاج الإسلام الوضاء ولكن هناك وحوش تترصد لنا إنهم اليهود أعداء الإسلام في كل زمان ومكان .
إنهم يخططون بعقولٍ مظلمة ، أظلمها حب التعالي والسيطرة ، وبنفوس جشعة همها جمع المال ، وإشعال نار العداوة بين المسلمين .
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أدرك خطرهم وعرف شرهم فتصدى لهم فاجتثَّ شجرتهم الخبيثة . وكسّر طغيانهم العنيد .
فطردهم من بيوتهم ، وأجلاهم من ديارهم ثم جاء عمر الفاروق ليطرد آخر رجل منهم ، تدبّ قدمه على هذه الأرض المباركة .
فخرجوا من جزيرة الطهر ، وهم يبكون لكنهم قالوا : لا بد أن نعود !!
فما هي إلا أعوام منصرمة ، وصفحات مطوية حتى رجعوا من جديد !!
فها هي أصواتهم المنكرة تعوي وتنبحُ ، وها هو غبار أقدامهم قد اشمأزت منه السماء والأرض لقد رجعوا يا أخي ...
أتدري لماذا رجعوا ؟
إنهم رجعوا للثأر القديم ، والجرح الأليم ، الذي ما زال محفوراً في سويداء قلوبهم ويلّقنه الأول منهم للآخر .
أتدري ماذا فعلوا يا أخي ؟
لقد اعتقلوا القدس الحبيب ، واغتالوا الأرض المباركة وقتلوا رجالنا ، وحرقوا نساءنا ، وألقوا أطفالنا في بئر العذاب ، تطحنهم رحى الحزن والآلام .
فبعد هذا هل يستطيع مسلم أن ينام وأن يلامس جنبه الأرض ؟
وإخواننا ينامون على جمرات الألم ، وجنوبهم على شفرات السيوف .
أبعد هذا نضحك والمسلمات تهتك عوراتهن ، وتمزق ثيابهن .. فكيف القرار ؟؟ وكيف يهدأ لنا بال ؟
يا أخي أنسيت أُمنا تلك المرأة الكبيرة السن التي تتوكأ على عصا الصبر؟ ، وتمشي على أقدام الأمل وقد دّمر الكلاب بيتها ، وجرجروا زوجها وأولادها وهي تصيح ، ودماء أولادها على الأرض تسيح وتصرخ بأعلى صوتها .. أولادي .. زوجي فجاءتها كالبرق الخاطف لكمة في رأسها من كلب حقير ، فسقطت على الأرض وهي تتجرع مرارة الألم ، وصاحت بصوت كأنه جاء من أغوار بئر عميقة وقالت: ألالله مظلمتي وصبري وغربت شمس ذلك اليوم الحزين وغربت معه شمس الحق والحرية ، وزمجرت زوبعة غاضبة فأطفأت قناديل الفجر وأرخى الليل سدوله وغارت نجومه .
وغُرِّب عنها زوجها وأولادها أكثر من أربعين سنة ، عمر طويل .. حتى كأنهم من عاد ومن إرَم ! لم تكتحل عينها برؤيتهم ، بل ولا برؤية صغيرهم عاشوا في سجن مظلم تحيط به أربعة جدران كأنها الجبال على صدر عليل ، وعاشت الأم في سجن مثله ، ذي جدران عاتية عنيدة .
ها هي عند باب بيتها المدمر الذي أصبح أطلالاً وفي كل جناح منه ذكرى لها ، أصبحت تتلاطم بداخلها أمواج الأسى في محيط الألم .
والله يـعـلم ما قلـّبت سـيرتهم
يـومـاً واخطـأ دمع العين مجراه
كفكفت دمعي مسرعاً ، ونظرت إليها فإذا بعبرةٍ تترقرق على شفتيها ، كأنها تلومني وتلومك إلى متى ذا الجمود ؟ إلى متى ذا الرقود ؟
وتنادينا النداء الأخير :
أمـــا لله والإســلام حـق
يـدافـع عنـه شبـان وشيـب
فقـل لـذوي البصـائر أين كـانوا
أجـيبـوا الله ويْـحكـمُ أجـيبوا
ورفعت يديها إلى بارئها ، ودمعاتها تتقاطر على خديها ..
اللهم أشكو إليك حالي ، وأشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس .
اللهم يا ناصر المستضعفين ، ويا مغيث المظلومين اللهم عجل بفرجي وعجل بمخرجي .
وختاماً
عذراً ثم عذراً إن لم نلبِّ النداء الأخير وعذراً ثم عذراً إن لم نجد َّ إليك يا قدسنا بالمسير
منذ بزوغ شمس الإسلام الصافية ، وإطلالتها المباركة لتداعب بأشعتها الذهبية وجه الأرض الحزين المغطى بظلام الشرك والكفر ، ولتحرق عنها أغلاها ، وتوقظها من نومها العميق .
عندها غردت الأرض لله تسبيحاً وتهليلاً وتتوجت أمتي بتاج الإسلام الوضاء ولكن هناك وحوش تترصد لنا إنهم اليهود أعداء الإسلام في كل زمان ومكان .
إنهم يخططون بعقولٍ مظلمة ، أظلمها حب التعالي والسيطرة ، وبنفوس جشعة همها جمع المال ، وإشعال نار العداوة بين المسلمين .
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أدرك خطرهم وعرف شرهم فتصدى لهم فاجتثَّ شجرتهم الخبيثة . وكسّر طغيانهم العنيد .
فطردهم من بيوتهم ، وأجلاهم من ديارهم ثم جاء عمر الفاروق ليطرد آخر رجل منهم ، تدبّ قدمه على هذه الأرض المباركة .
فخرجوا من جزيرة الطهر ، وهم يبكون لكنهم قالوا : لا بد أن نعود !!
فما هي إلا أعوام منصرمة ، وصفحات مطوية حتى رجعوا من جديد !!
فها هي أصواتهم المنكرة تعوي وتنبحُ ، وها هو غبار أقدامهم قد اشمأزت منه السماء والأرض لقد رجعوا يا أخي ...
أتدري لماذا رجعوا ؟
إنهم رجعوا للثأر القديم ، والجرح الأليم ، الذي ما زال محفوراً في سويداء قلوبهم ويلّقنه الأول منهم للآخر .
أتدري ماذا فعلوا يا أخي ؟
لقد اعتقلوا القدس الحبيب ، واغتالوا الأرض المباركة وقتلوا رجالنا ، وحرقوا نساءنا ، وألقوا أطفالنا في بئر العذاب ، تطحنهم رحى الحزن والآلام .
فبعد هذا هل يستطيع مسلم أن ينام وأن يلامس جنبه الأرض ؟
وإخواننا ينامون على جمرات الألم ، وجنوبهم على شفرات السيوف .
أبعد هذا نضحك والمسلمات تهتك عوراتهن ، وتمزق ثيابهن .. فكيف القرار ؟؟ وكيف يهدأ لنا بال ؟
يا أخي أنسيت أُمنا تلك المرأة الكبيرة السن التي تتوكأ على عصا الصبر؟ ، وتمشي على أقدام الأمل وقد دّمر الكلاب بيتها ، وجرجروا زوجها وأولادها وهي تصيح ، ودماء أولادها على الأرض تسيح وتصرخ بأعلى صوتها .. أولادي .. زوجي فجاءتها كالبرق الخاطف لكمة في رأسها من كلب حقير ، فسقطت على الأرض وهي تتجرع مرارة الألم ، وصاحت بصوت كأنه جاء من أغوار بئر عميقة وقالت: ألالله مظلمتي وصبري وغربت شمس ذلك اليوم الحزين وغربت معه شمس الحق والحرية ، وزمجرت زوبعة غاضبة فأطفأت قناديل الفجر وأرخى الليل سدوله وغارت نجومه .
وغُرِّب عنها زوجها وأولادها أكثر من أربعين سنة ، عمر طويل .. حتى كأنهم من عاد ومن إرَم ! لم تكتحل عينها برؤيتهم ، بل ولا برؤية صغيرهم عاشوا في سجن مظلم تحيط به أربعة جدران كأنها الجبال على صدر عليل ، وعاشت الأم في سجن مثله ، ذي جدران عاتية عنيدة .
ها هي عند باب بيتها المدمر الذي أصبح أطلالاً وفي كل جناح منه ذكرى لها ، أصبحت تتلاطم بداخلها أمواج الأسى في محيط الألم .
والله يـعـلم ما قلـّبت سـيرتهم
يـومـاً واخطـأ دمع العين مجراه
كفكفت دمعي مسرعاً ، ونظرت إليها فإذا بعبرةٍ تترقرق على شفتيها ، كأنها تلومني وتلومك إلى متى ذا الجمود ؟ إلى متى ذا الرقود ؟
وتنادينا النداء الأخير :
أمـــا لله والإســلام حـق
يـدافـع عنـه شبـان وشيـب
فقـل لـذوي البصـائر أين كـانوا
أجـيبـوا الله ويْـحكـمُ أجـيبوا
ورفعت يديها إلى بارئها ، ودمعاتها تتقاطر على خديها ..
اللهم أشكو إليك حالي ، وأشكو إليك ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس .
اللهم يا ناصر المستضعفين ، ويا مغيث المظلومين اللهم عجل بفرجي وعجل بمخرجي .
وختاماً
عذراً ثم عذراً إن لم نلبِّ النداء الأخير وعذراً ثم عذراً إن لم نجد َّ إليك يا قدسنا بالمسير