benaissa oumama
2010-06-19, 06:48
نقلا عن جريدة الخبر 2010/06/19
كان يتبجّح في تبرير التعذيب أثناء الثورة
سفاح ''معركة الجزائر'' يفارق الحياة دون عقاب
http://www.elkhabar.com/images/key4press3/ph-6-bigeard-dr2010q.jpg
توفي سفاح معركة الجزائر، الجنرال مارسيل بيجار أمس بمنزله شرق فرنسا، عن عمر يفوق 94 سنة. واشتهر المظلي الفرنسي بكونه أحد أهم الضباط ممن استنجدت بهم فرنسا الاستعمارية لقمع انتفاضة سكان العاصمة في .1957
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن زوجة مارسيل بيجار، أنه توفي في الصباح الباكر بمنزله في تول قرب مدينة نانسي.
واقترن اسم الضابط بالصرامة والتشدد في قمع ثورات البلدان التي استعمرتها فرنسا، وخاصة الفيتنام والجزائر. واشتهر بيجار بقتاله ضمن صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وبمشاركته في معركة ديان بيان فو الشهيرة (7 ماي 1954) التي عاد منها يجرّ أذيال الخيبة إثـر هزيمته من طرف بطل المعركة الجنرال جياب. ودخل بيجار السجن بالفيتنام بعد الهزيمة حيث قضى ستة أشهر.
وبعد واقعة ديان بيان فو استنجدت به فرنسا في محاولة للقضاء على ثورة التحرير الجزائرية، وقاد عدة حملات عسكرية ضد مجاهدي حرب التحرير في الشرق فأصيب في أحد المعارك بآرقو في جبال تبسة عام .1956 ومع بداية أولى العمليات الفدائية بالجزائر العاصمة نهاية نفس العام، نقله الجيش الاستعماري إليها بأمر من الجنرال ماسو، بغرض إخماد ثورة الفدائيين قبل استفحالها.
ومعروف عن بيجار أنه أباح لعناصره في فوج المظليين الثالث الذي زج به في معركة الجزائر، استعمال كل ممارسات التعذيب والقمع البوليسي ضد الثوار والسكان المدنيين، واستغلال كل الوسائل خدمة للهدف العسكري. وكتب الجنرال السفاح عن هذه الممارسات فقال إنه كان مكلفا بـ''أداء مهمة بوليسية''، وقال أيضا إن وسائل القمع التي استخدمها ضد الجزائريين كانت صارمة وشديدة في المدينة والريف على حد سواء.
وبعد استقلال الجزائر، تولى بيجار منصب وزيرا منتدبا للدفاع (1976/1975). وانتخب نائبا عن اليمين بين سنوات 1978 و.1988 وألف كتبا عديدة أشهرها ''معركتي بالجزائر''.
وفور صدور خبر وفاته، عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ''حزنه العميق لوفاة جندي كبير جدا''. وقال عنه إنه كان يمثل للفرنسيين ''صورة المقاتل البطل''. وقد اتهمت المجاهدة لويزات إيغيل أحريز في سنة 2000، الجنرال السفاح بأنه هو من أمر بتعذيبها. ورغم نفيه ذلك إلا أنه صرح حينها بأن التعذيب ''شر لا بد منه''.
وذكر أستاذ التاريخ محمد القورصو في اتصال مع ''الخبر''، أن بيجار ''بقي إلى آخر حياته سفاحا في فكره ومواقفه، لم يندم على ما قام به هو شخصيا ولا فرنسا الاستعمارية. وقد اعتبر التعذيب آلية من آليات مكافحة الثورة، وصرح بذلك متباهيا رغم مرور سنوات عديدة على الثورة. وبيجار هو أحد ضباط الجيش الفرنسي الذين ترسخت فيهم إيديولوجية الاحتلال''. وأضاف القورصو ''ما أتأسف له أنه لم يكن محل متابعة ولو رمزية من طرف الجزائر''.
كان يتبجّح في تبرير التعذيب أثناء الثورة
سفاح ''معركة الجزائر'' يفارق الحياة دون عقاب
http://www.elkhabar.com/images/key4press3/ph-6-bigeard-dr2010q.jpg
توفي سفاح معركة الجزائر، الجنرال مارسيل بيجار أمس بمنزله شرق فرنسا، عن عمر يفوق 94 سنة. واشتهر المظلي الفرنسي بكونه أحد أهم الضباط ممن استنجدت بهم فرنسا الاستعمارية لقمع انتفاضة سكان العاصمة في .1957
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن زوجة مارسيل بيجار، أنه توفي في الصباح الباكر بمنزله في تول قرب مدينة نانسي.
واقترن اسم الضابط بالصرامة والتشدد في قمع ثورات البلدان التي استعمرتها فرنسا، وخاصة الفيتنام والجزائر. واشتهر بيجار بقتاله ضمن صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وبمشاركته في معركة ديان بيان فو الشهيرة (7 ماي 1954) التي عاد منها يجرّ أذيال الخيبة إثـر هزيمته من طرف بطل المعركة الجنرال جياب. ودخل بيجار السجن بالفيتنام بعد الهزيمة حيث قضى ستة أشهر.
وبعد واقعة ديان بيان فو استنجدت به فرنسا في محاولة للقضاء على ثورة التحرير الجزائرية، وقاد عدة حملات عسكرية ضد مجاهدي حرب التحرير في الشرق فأصيب في أحد المعارك بآرقو في جبال تبسة عام .1956 ومع بداية أولى العمليات الفدائية بالجزائر العاصمة نهاية نفس العام، نقله الجيش الاستعماري إليها بأمر من الجنرال ماسو، بغرض إخماد ثورة الفدائيين قبل استفحالها.
ومعروف عن بيجار أنه أباح لعناصره في فوج المظليين الثالث الذي زج به في معركة الجزائر، استعمال كل ممارسات التعذيب والقمع البوليسي ضد الثوار والسكان المدنيين، واستغلال كل الوسائل خدمة للهدف العسكري. وكتب الجنرال السفاح عن هذه الممارسات فقال إنه كان مكلفا بـ''أداء مهمة بوليسية''، وقال أيضا إن وسائل القمع التي استخدمها ضد الجزائريين كانت صارمة وشديدة في المدينة والريف على حد سواء.
وبعد استقلال الجزائر، تولى بيجار منصب وزيرا منتدبا للدفاع (1976/1975). وانتخب نائبا عن اليمين بين سنوات 1978 و.1988 وألف كتبا عديدة أشهرها ''معركتي بالجزائر''.
وفور صدور خبر وفاته، عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ''حزنه العميق لوفاة جندي كبير جدا''. وقال عنه إنه كان يمثل للفرنسيين ''صورة المقاتل البطل''. وقد اتهمت المجاهدة لويزات إيغيل أحريز في سنة 2000، الجنرال السفاح بأنه هو من أمر بتعذيبها. ورغم نفيه ذلك إلا أنه صرح حينها بأن التعذيب ''شر لا بد منه''.
وذكر أستاذ التاريخ محمد القورصو في اتصال مع ''الخبر''، أن بيجار ''بقي إلى آخر حياته سفاحا في فكره ومواقفه، لم يندم على ما قام به هو شخصيا ولا فرنسا الاستعمارية. وقد اعتبر التعذيب آلية من آليات مكافحة الثورة، وصرح بذلك متباهيا رغم مرور سنوات عديدة على الثورة. وبيجار هو أحد ضباط الجيش الفرنسي الذين ترسخت فيهم إيديولوجية الاحتلال''. وأضاف القورصو ''ما أتأسف له أنه لم يكن محل متابعة ولو رمزية من طرف الجزائر''.