المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن خلدون ينصف الترك: هل سيعيد التاريخ نفسه؟


العوفي العوفي
2010-06-11, 08:27
يبين ابن خلدون، في تاريخه 'كتاب العبر' ... ج 5 ص 802، بيروت 1968 أهلية الترك لحكم العالم الإسلامي، وخلافة الخلافة العربية في بغداد، فيقول:
'حتى إذا استغرقت الدولة العربية في الحضارة والترف، ولبست أثواب البِلاء والعجز، ورميت الدولة بكفرة التتر الذين أزالوا كرسي الخلافة وطمسوا روانق البلاد، وأدالوا بالكفر من الإيمان، بما أخذ أهلها عند الاستغراق في التنعم والتشاغل في الملذات والاسترسال في الترف، من تكاسل الهمم والقعود عن المناصرة، والانسلاخ من جلدة البأس وشعار الرجولية؛ فكان من لطف الله سبحانه أن تدارك الإيمان بإحياء رمقه، بأن بعث لهم من هذه الطائفة التركية وقبائلها العزيزة المتوافرة، يدخلون في الدين بعزائم إيمانية وأخلاق بدوية لم يدنسها لؤم الطباع، ولا خالطتها أقذار اللذات، ولا كسر من سورتها غزارة الترف ...وكان مبدأ ذلك واقعة المتوكل، وما حصل بعدها، من تغلب الموالي واستبدادهم بالأمر والسلطان، ونهج السلف منهم في ذلك السبيل للخلف، فكانت لهم دول في الإسلام متعددة، كمثل دولة بني سامان وراء النهر، وبني سبكتكين بعدهم، وبني طولون في مصر، وبني طغج . وما كان بعد الدولة السلجوقية من دولتهم مثل بني خوارزم شاه بما وراء النهر، وبني طغرلتكين بدمشق، وبني زنكي بالموصل والشام، وغير ذلك من دولهم'.
بهذا برر العلامة ابن خلدون بروز الترك على الساحة السياسية والعسكرية وتأسيسهم للخلافة العثمانية، فوصف انحلال العرب وتخليهم عن الشهامة والعزة، ولجوئهم للدعة، فأنقذ الله الإسلام بأن أرسل الأتراك لاستلام أمور الإسلام والمسلمين:
أولا: انتشر الأتراك فحرروا القدس من الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي
ثانيا: أوقفوا زحف المغول وقد شاهد ابن خلدون ذلك بنفسه.
ثالثا: وصل الأتراك المغرب العربي سنة 1516 أي بعد ربع قرن من سقوط آخر مملكة عربية بالأندلس، فأوقفوا المد الصليبي الإسباني والبرتغالي الذي تمدد بالمغرب بمجرد سقوط الأندلس سنة 1492 وقرار الإسبان تمسيح المغرب العربي. حرر الأتراك أكثر من عشرين مدينة ساحلية مغاربية من الاحتلال الإسباني والبرتغالي في ليبيا وتونس والجزائر. لكنهم لم يصلوا المغرب الأقصى فبقيت سبتة ومليلة والجزر الخالدات (الكناري) محتلة حتى الآن. دخل الإخوة عروج القطر الجزائري وحرروا مدنه بما فيها مدينة الجزائر. ومن بين الإخوة الثلاثة استشهد اثنان منهم : بابا عروج وهو يدافع عن مدينة تلمسان، وإلياس وهو يدافع عن مدينة مستغانم. كان الإسبان يسيطرون على ميناء مدينة الجزائر من خلال بنائهم (لعلعة) في مدخله ولمدة عشرين سنة، وفي شهر أيار/مايو سنة 1529 م تمكن خير الدين من تدميرها وتحرير الميناء. حاول شارل الخامس الإسباني السيطرة على إيالة الجزائر التي كانت تقف سدا أمام مدهم الصليبي بالجزائر وتونس، فشن عدة حملات تحطمت كلها في مدينة الجزائر.
رابعا: بعد تدمير هولاكو الأول لبغداد سنة 1258 أوقف المغول قطزُ فتصدى لهم ولم يسمح لهم بتجاوز بغداد والعراق، في معركة عين جالوت سنة 1260 م . وجاء بعد 745 سنة هولاكو الثاني بوش الابن ودمر العراق مرة ثانية فقتل مليونا ونصف المليون، وشرد خارج العراق أربعة ملايين، وداخل العراق مليونا ونصف المليون، ورمّل مليون امرأة، ويتم خمسة ملايين طفل، وبرهن أنه عن جدارة هولاكو الثاني. هل سيعيد التاريخ نفسه فيأتي مرة أخرى (لطف الله سبحانه فيتدارك الإيمان بإحياء رمقه، بأن يبعث للمسلمين والعرب ـ مرة أخرى ـ هذه الطائفة التركية بعزائم إيمانية وأخلاق لم يدنسها لؤم الطباع، ولا خالطتها أقذار اللذات، ولا كسر من سورتها غزارة الترف) ـ كما يقول ابن خلدون ـ ، هل يقوم الأتراك مرة أخرى باستلام زمام الأمور من الأنظمة العربية التي دجنت من واشنطن وتل أبيب، فيواجهون الصهيونية والإمبريالية ويحررون فلسطين والعراق؟
علامات استفهام من حقنا رفعها ...

منقول عن:
د. عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية

فريدرامي
2010-06-11, 13:27
بــــــــــــــارك الله فيك
http://img102.herosh.com/2010/06/10/392217385.gif