مشاهدة النسخة كاملة : أهل القبلة مسلمون مؤمنون
عبدالحليم ح
2010-06-10, 19:37
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين .
نعم نؤمن بأهل القبلة بأهل القبلة، ونؤمن أنهم من أهل الإسلام، ولا نخرجهم من ملة الإسلام،
من هم أهل القبلة؟
أهل القبلة هم من يدعي الإسلام، وينتسب إلى الإسلام، ويستقبل القبلة في الصلاة وفي الذبح وفي الدعاء،
وإن كان من أهل البدع ، أو من أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
فنسميهم مسلمين ونسميهم مؤمنين، ما داموا معترفين ومقرين بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- مصدقين بأخباره وأقواله، ولم يكذبوا بشيء مما جاء به،
هؤلاء نسميهم المسلمين إلا من فعل ناقضا من نواقض الإسلام، فارتد ...
أما إذا التزم بالإسلام، ونطق بالشهادتين، وكان يصلي ويستقبل القبلة، والتزم ظاهرا بالإسلام، هذا نسميه مسلما، ولا نكفره،
ولو كان عنده بعض البدع، ولو كان عنده بعض المعاصي،
إلا إذا
ارتكب مكفرا، كأن أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة،
أو سب الله أو سب الرسول أو استهزأ بالله، كما سيأتي،
أما إذا لم يفعل شيئا من ذلك؛ فنسميه مسلما ونسميه مؤمنا، ولا نكفره،
والدليل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا .
الماسة الزرقاء
2010-06-10, 19:57
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اسمحلي باستفسار عن هذا الحديث
والدليل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا .
علمت مثله في قصة لخالد بن الوليد في رسالته إلى مرازبة فارس
اليك نص الرسالة
رسالته العظيمة التي يقول فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس , سلام على من اتبع الهدى أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم , وسلب ملككم , ووهنّ كيدكم , من صلى صلاتنا , واستقبل قبلتنا , وأكل ذبيحتنا , فذلكم المسلم له ما لنا وعليه ما علينا , إذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرهن واعتقدوا مني الذمة وإلا فو الله الذي لا إله إلا هو لأبعثن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ) .
هل هذا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
من اخرجه ؟
الماسة الزرقاء
2010-06-11, 16:02
علمت عن اهل القبلة و انقل للافادة
متى يكون اتباع الهوى شركا أكبر ومتى يكون معصيةالسؤال
هل يصح ان نطلق على من يتبع هواه ويحب لأجله ويبغض لأجله ويحكم به ويخاف منه بأنه كافر خارج من الملة ؟ مستدلين بقوله تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) الجاثية/23 ؛ فعلى سبيل المثال : لو أن رجلاً يحب الزنا حباً شديداً ويترك الصلاة من أجله، وإذا دعي للجهاد في سبيل الله تقاعس وأخلد إلى الأرض لأنه يخاف أن تفوته لذة الزنا، وإذا قيل له صم شهر رمضان رفض ، لأنه لا يريد أن ينقطع عن الزنا، وإذا قيل له حج بيت الله رفض لأنه لا يريد أن يطهّر نفسه من الزنا ... وليس نادماً على ذلك كله ، ويرفض أن يتوب ؛ فهل يمكن ان يصنف مثل هذا الشخص بأنه كافر؟
الجواب :
الحمد لله
ذم الله اتباع الهوى في مواضع كثيرة من كتابه ، منها قوله تعالى : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ) الفرقان/43 ، وقوله : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) الجاثية/23 ، وقوله : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) القصص/50 .
واتباع الهوى ليس على منزلة واحدة ، فمنه ما يكون كفرا أو شركا أكبر ، ومنه ما يكون كبيرة ، ومنه ما يكون صغيرة من الصغائر .
فإن اتبع هواه حتى قاده إلى تكذيب الرسول ، أو الاستهزاء به ، أو الإعراض عنه - كما هو واضح من سياق آيتي الفرقان والجاثية - فهذا مشرك شركا أكبر . وهكذا كل من قاده الهوى إلى ارتكاب ما دلت الأدلة على أنه شرك أكبر أو كفر أكبر ، كدعاء الأموات ، أو جحد المعلوم بالضرورة ، أو ترك الصلاة ، أو استحلال الزنا أو الخمر .
وإن اتبع هواه فحلف بغير الله تعالى ، أو راءى بعمله ، فهو مشرك شركا أصغر .
وإن اتبع هواه ففعل بدعة غير مكفّرة فهو مبتدع .
وإن اتبع هواه ففعل كبيرة كالزنا أو شرب الخمر من غير استحلال ، فهو فاسق .
وإن اتبع هواه ففعل صغيرة ، فهو عاص غير فاسق .
وبهذا تعلم أن اتباع الهوى يقود إلى أمور متفاوتة ، فلا يصح أن يقال : إن من اتبع هواه فهو كافر بإطلاق .
ولفظ ( من اتخذ إلهه هواه ) تنطبق على من أتى الشرك الأكبر والأصغر ، فكل من تعلق بغير الله ، ففيه عبودية وتأله لهذا الغير ، وهذا قد يكون كفرا أكبر أو أصغر ، ولهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن جميع المعاصي تدخل في الشرك بمفهومه العام لأن كل من عصى الله تعالى فهو متبع لهواه ، وعابد لهواه ، كما دل عليه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ ) رواه البخاري (2887).
لكن الحكم على كون الفعل - الذي قاد الهوى إليه - كفرا أكبر أو أصغر يُرجع فيه إلى قواعد الشريعة وأدلتها التفصيلة الأخرى .
وإليك بعض كلام أهل العلم في ذلك .
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره "أضواء البيان" : " قوله تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ). قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) أي : مهما استحسن من شيء ، ورآه حسنا في هوى نفسه : كان دينه ومذهبه . إلى أن قال : قال ابن عباس : كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر الأبيض زمانا ، فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثاني وترك الأول . انتهى منه .
وذكر صاحب «الدر المنثور» : أن ابن أبي حاتم وابن مردويه أخرجا عن ابن عباس أن عبادة الكافر للحجر الثاني مكان الأول هي سبب نزول هذه الآية ، ثم قال صاحب «الدر المنثور» : وأخرج ابن مردويه عن أبي رجاء العطاردي ، قال : كانوا في الجاهلية يأكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر ، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه ، رموا به وعبدوا الآخر ، فإذا فقدوا الآخر أمروا مناديا فنادى : أيها الناس إن إلهكم قد ضل فالتمسوه ، فأنزل الله هذه الآية : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) ، وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) ، قال : ذلك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) قال : لا يهوى شيئا إلا تبعه .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن قتادة : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) ، قال : كلما هوى شيئا ركبه ، وكلما اشتهى شيئا أتاه ، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ، أنه قيل له : أفي أهل القبلة شرك ؟ قال : نعم ، المنافق مشرك ، إن المشرك يسجد للشمس والقمر من دون الله ، وإن المنافق عبد هواه ، ثم تلا هذه الآية : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) .
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما تحت ظل السماء من إله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع ) ، انتهى محل الغرض من كلام صاحب «الدر المنثور» .
وإيضاح أقوال العلماء المذكورة في هذه الآية أن الواجب الذي يلزم العمل به ، هو أن يكون جميع أفعال المكلف مطابقة لما أمره به معبوده جل وعلا ، فإذا كانت جميع أفعاله تابعة لما يهواه ، فقد صرف جميع ما يستحقه عليه خالقه من العبادة والطاعة إلى هواه ، وإذن فكونه اتخذ إلهه هواه في غاية الوضوح " انتهى من "أضواء البيان".
فأنت ترى فيما ذكره ابن عباس وأبي رجاء العطاردي والحسن وقتادة أن هذا المتخذ إلهه هواه ، عبد الحجر ، أو نافق ، أو ما هوى شيئا إلا ركبه وأتاه ، وهذا الأخير يتضمن فعل الشرك والكفر ، فمن كانت جميع أفعاله راجعة للهوى ، فلابد أن يكون فاعلا للشرك والكفر تاركا لجميع الأعمال من صلاة وغيرها ، فلا إشكال في كون هذا مشركا شركا أكبر ، ويكون تأليهه للهوى تأليها يخرجه عن الملة ، بخلاف من لم يصل به هواه إلى عبادة الحجر ، أو نحوه من صور الشرك الأكبر أو الكفر الأكبر
موقع الاسلام سؤال وجواب
الباشـــــــــــق
2010-06-11, 17:48
[color="green"]
إلا من فعل ناقضا من نواقض الإسلام، فارتد ...
هنا مربط الفرس
عبدالحليم ح
2010-06-11, 17:57
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اسمحلي باستفسار عن هذا الحديث
علمت مثله في قصة لخالد بن الوليد في رسالته إلى مرازبة فارس
اليك نص الرسالة
رسالته العظيمة التي يقول فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس , سلام على من اتبع الهدى أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم , وسلب ملككم , ووهنّ كيدكم , من صلى صلاتنا , واستقبل قبلتنا , وأكل ذبيحتنا , فذلكم المسلم له ما لنا وعليه ما علينا , إذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرهن واعتقدوا مني الذمة وإلا فو الله الذي لا إله إلا هو لأبعثن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ) .
هل هذا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
من اخرجه ؟
الحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري بهذا اللفظ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته "
و أما الصحابي الجليل خالد بن الوليد فلم يزد على أن أدرج هذا الحديث الشريف في رسالته ، و هذا الأسلوب عند العرب يسمى الإدراج .
و هناك نوع من الأحاديث يسمى : " الحديث المدرج " ، و هو الذي يقول فيه الإمام البيقوني :
و المدرجات في الحديث ما أتت من بعض ألفاظ الرواة اتصلت
شكرا على سؤالك ، و شكرا على إفادتك ..
عبدالحليم ح
2010-06-11, 18:06
هنا مربط الفرس
هناك وظيفة العالم ..
و هناك وظيفة القاضي ..
و هناك وظيفة الحاكم ..
و عندما تتصدى الدهماء لمثل هذه الوظائف ، تختل الموازين ، و يختلط الحابل بالنابل ..
اللهم أرزقنا معرفة أقدارنا حتى لا نتجاوزها ..
شكرا أخي الغنام على مرورك الطيب ..
الماسة الزرقاء
2010-06-11, 19:30
الحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري بهذا اللفظ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته "
و أما الصحابي الجليل خالد بن الوليد فلم يزد على أن أدرج هذا الحديث الشريف في رسالته ، و هذا الأسلوب عند العرب يسمى الإدراج .
و هناك نوع من الأحاديث يسمى : " الحديث المدرج " ، و هو الذي يقول فيه الإمام البيقوني :
و المدرجات في الحديث ما أتت من بعض ألفاظ الرواة اتصلت
شكرا على سؤالك ، و شكرا على إفادتك ..
عفوا اخ عبد الحليم
في الخدمة ان شاء الله نستفيد و نفيد
و بارك الله فيك لردك الكريم
wessam12
2010-06-12, 00:40
بارك الله فيك =====================
عبدالحليم ح
2010-06-12, 17:34
بارك الله فيك =====================
و فيك بارك الله أخي .. وفي جميع المسلمين ..
شكرا على مرورك الطيب..
الباشـــــــــــق
2010-06-12, 21:11
إقامة الحجة وشروط تكفير المعين
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الكفر حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فما دل الكتاب والسنة على أنه كفر فهو كفر ، وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر ، فليس على أحد بل ولا له أن يكفر أحداً حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره.
وإذا كان من المعلوم أنه لا يملك أحد أن يحلل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، أو يوجب ما لم يوجبه الله تعالى إما في الكتاب أو السنة ، فلا يملك أحد أن يكفر من لم يكفره الله إما في الكتاب وإما في السنة
ولا بد في التكفير من شروط أربعة :
الأول : ثبوت أن هذا القول ، أو الفعل ، أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة .
الثاني : ثبوت قيامه بالمكلف.
الثالث : بلوغ الحجة.
الرابع : انتفاء مانع التكفير في حقه.
فإذا لم يثبت أن هذا القول، أو الفعل، أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر، لأن ذلك من القول على الله بلا علم وقد قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) وقال: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء :36) وإذا لم يثبت قيامه بالمكلف فإنه لا يحل أن يرمى به بمجرد الظن لقوله تعالى : ]ولا تقف ما ليس لك به علم[. الآية ولأنه يؤدي إلى استحلال دم المعصوم بلا حق .
وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال: "أيما امرئ قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما ؛ إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه" ، هذا لفظ مسلم. وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه
ـ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول : "لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه ، إن لم يكن صاحبه كذلك". أخرجه البخاري ولمسلم معناه.
وإذا لم تبلغه الحجة فإنه لا يحكم بكفره لقوله تعالى: ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ )(الأنعام: من الآية19). وقوله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59) وقوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ـ إلى قوله ـ : رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:164 ،165) [ . وقوله تعالى: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الاسراء: من الآية15) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ـ يعني أمة الدعوة ـ يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
لكن إن كان مَن لم تبلغه الحجة لا يدين بدين الإسلام، فإنه لا يعامل في الدنيا معاملة المسلم، وأما في الآخرة فأصح الأقوال فيه أن أمره إلى الله تعالى.
وإذا تمت هذه الشروط الثلاثة أعني ثبوت أن هذا القول، أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، وأنه قام بالمكلف، وأن المكلف قد بلغته الحجة ولكن وجد مانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع.أ ـ هـ( )
ومما سبق من كلام العلماء نخلص إلى المسلم الذي قال قول الكفر أو عمل عمل الكفر أنه لا يقع الكفر عليه إلا بعد إقامة الحجة (وهو وصول الحكم الشرعي لمن وقع في الكفر ) بشروط منها :
1 ـ أن ينشرح صدره للكفر ويطمئن قلبه به وتسكن نفسه إليه
قال تعالى : ( وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً )(النحل: من الآية106)
2 ـ أن يكون النص قد بلغه ؛ لأنه لا تكليف إلا بعد وصول الخطاب كما قال تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الإسراء: من الآية15) فلا تكليف بمجهول
3 ـ أن يكون قد فهم النص وإلا اعتبر أن الخطاب لم يصل إليه .
4 ـ أن لا يكون هناك شبهات عرضت عليه ، مثل حال أهل التأويل والاجتهاد .
5 ـ من يقيم الحجة يكون أهلا لها ، ولا يكن هناك عداء بين صاحب القول أو الفعل وبين من يقيم الحجة
6 ـ أن لا يكون هناك عارض مثل الجهل أو الإكراه ونحوهما
بارك الله فيك وجزاك خيرا...........................
محبة الحبيب
2010-06-12, 22:08
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash1/hs313.ash1/27788_123960374303229_100000678011501_183937_45761 9_n.jpg
محبة الحبيب
2010-06-12, 22:10
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs532.snc3/30208_1512963063275_1210354921_31425379_4569182_n. jpg
عبدالحليم ح
2010-06-13, 16:08
[quote=الغنام;3074307]إقامة الحجة وشروط تكفير المعين
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الكفر حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فما دل الكتاب والسنة على أنه كفر فهو كفر ، وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر ، فليس على أحد بل ولا له أن يكفر أحداً حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره.
وإذا كان من المعلوم أنه لا يملك أحد أن يحلل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، أو يوجب ما لم يوجبه الله تعالى إما في الكتاب أو السنة ، فلا يملك أحد أن يكفر من لم يكفره الله إما في الكتاب وإما في السنة ...
[size="5"]شكرا أخي الغنام على هذه الإفادة التي أوردت ..
و رحم الله شيخنا إبن عثيمين و أسكنه فسيح جنانه..
عبدالحليم ح
2010-06-13, 16:11
بارك الله فيك وجزاك خيرا...........................
شكرا أخت خولة على مرورك الكريم..
عبدالحليم ح
2010-06-13, 16:13
http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs532.snc3/30208_1512963063275_1210354921_31425379_4569182_n. jpg
شكرا أختي محبة الحبيب على مرورك الكريم ..
الماسة الزرقاء
2010-06-18, 19:41
الردّ على مَن يستشهِد بقول ابن تيمية أنّ أهل القِبلة كلهم مسلمون ولو كانوا مُبتدعينالسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل اعزك الله و رفع قدرك و زادك علما و يقينا
اسمحلي بسؤال عن موضوع احد الاعضاء بالمنتدى سامحم الله يقول في موضوعه عن اهل القبلة
نص الموضوع
http://www.almeshkat.net/vb/images/misc/quotes/quot-top-left.gifاقتباسhttp://www.almeshkat.net/vb/images/misc/quotes/quot-top-right.gifhttp://www.almeshkat.net/vb/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين .
نعم نؤمن بأهل القبلة بأهل القبلة، ونؤمن أنهم من أهل الإسلام، ولا نخرجهم من ملة الإسلام،
من هم أهل القبلة؟
أهل القبلة هم من يدعي الإسلام، وينتسب إلى الإسلام، ويستقبل القبلة في الصلاة وفي الذبح وفي الدعاء،
وإن كان من أهل البدع ، أو من أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
فنسميهم مسلمين ونسميهم مؤمنين، ما داموا معترفين ومقرين بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- مصدقين بأخباره وأقواله، ولم يكذبوا بشيء مما جاء به،
هؤلاء نسميهم المسلمين إلا من فعل ناقضا من نواقض الإسلام، فارتد ...
أما إذا التزم بالإسلام، ونطق بالشهادتين، وكان يصلي ويستقبل القبلة، والتزم ظاهرا بالإسلام، هذا نسميه مسلما، ولا نكفره،
ولو كان عنده بعض البدع، ولو كان عنده بعض المعاصي،
إلا إذا
ارتكب مكفرا، كأن أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة،
أو سب الله أو سب الرسول أو استهزأ بالله، كما سيأتي،
أما إذا لم يفعل شيئا من ذلك؛ فنسميه مسلما ونسميه مؤمنا، ولا نكفره،
والدليل على هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا .
http://www.almeshkat.net/vb/images/misc/quotes/quot-bot-left.gifhttp://www.almeshkat.net/vb/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif
سؤلنا شيخنا الفاضل : هل صح ما قاله عن اهل القبلة
و من هم اهل القبلة ؟
اما الدليل الذي قدمه لنا
علمت مثله في قصة لخالد بن الوليد في رسالته إلى مرازبة فارس
اليك نص الرسالة
رسالته العظيمة التي يقول فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس , سلام على من اتبع الهدى أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمكم , وسلب ملككم , ووهنّ كيدكم , من صلى صلاتنا , واستقبل قبلتنا , وأكل ذبيحتنا , فذلكم المسلم له ما لنا وعليه ما علينا , إذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلي بالرهن واعتقدوا مني الذمة وإلا فو الله الذي لا إله إلا هو لأبعثن إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ) .
هل هذا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ؟
ارشدنا الى الصواب شيخنا اعزك الله
الماسة الزرقاء
2010-06-18, 19:44
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لعل تلك الكلمة كلمة حقّ أُريد بها باطِل !
أولا : يجب تحديد أهل القبلة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا ، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا ؛ فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ . رواه البخاري .
وفي رواية له : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، فَإِذَا قَالُوهَا ، وَصَلَّوْا صَلاتَنَا ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا ، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا ؛ فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ .
وسَأَلَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه فقَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، مَا يُحَرِّمُ دَمَ الْعَبْدِ وَمَالَهُ ؟ فَقَالَ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا ، وَصَلَّى صَلاَتَنَا ، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا ؛ فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ . رواه البخاري .
قال الإمام الطحاوي في " العقيدة الطحاوية " : ونُسَمِّي أهل قِبلتنا مُسلمين مؤمنين ، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مُعْتَرِفِين ، وله بِكُلّ ما قاله وأخبر مُصَدِّقِين .
قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : والمراد بقوله : " أهل قبلتنا " : مَن يَدَّعِي الإسلام ويَستقبل الكعبة ، وإن كان من أهل الأهواء ، أو مِن أهل المعاصي ، ما لم يُكَذِّب بِشَيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . اهـ .
وقال ابن رجب في شرح الحديث السابق : وقد دَلّ هذا الحديث على أن الدَّم لا يُعْصَم بِمُجَرَّد الشهادتين ، حتى يَقوم بِحقوقهما ، وآكد حقوقهما الصلاة ؛ فلذلك خَصَّها بالذِّكْر . وفي حديث آخر أضاف إلى الصلاة الزكاة .
وذِكْر استقبال القبلة إشارة إلى أنه لا بُدّ مِن الإتيان بصلاة المسلمين المشروعة في كتابهم الْمُنَزَّل على نبيهم ، وهي الصلاة إلى الكعبة ، وإلاَّ فَمَن صَلّى إلى بيت المقدس بعد نَسْخِه كاليهود ، أو إلى المشرق كالنصارى فليس بِمُسْلِم ، ولو شَهِد بِشهادة التوحيد ...
وذِكْرُه أكْل ذَبيحة المسلمين ، فيه إشارة إلى أنه لا بُدّ مِن الْتِزَام جميع شرائع الإسلام الظاهرة ، ومن أعظمها أكل ذبيحة المسلمين ، وموافقتهم في ذبيحتهم ، فمن امتنع من ذلك فليس بِمُسْلِم . اهـ .
وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
مَن هُم أهل القبلة ؟
فأجابت اللجنة : أهل القبلة هم : المسلمون .
وفي " تاج العروس " للزبيدي : وأهْلُ الأهْواءِ : هُم أهْلُ القِبلَةِ الذين مُعْتَقَدُهم غيرُ مُعْتَقَدِ أهلِ السنَّة .
ثانيا : متى يجوز أن يُحكَم على أحدٍ مِن أهل القبلة بِعدم الاندراج تحت هذا المفهوم ؟
قال الإمام الطحاوي في " العقيدة الطحاوية " :
ولا نُكَفِّر أحدًا مِن أهل القبلة بِذَنْب ما لم يَسْتَحِلّه .
قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : أراد بأهل القبلة الذين تَقدَم ذِكْرهم في قوله : " ونُسَمِّي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ، ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مُعْتَرِفين ، وله بِكُلّ ما قال وأخبر مُصَدِّقِين " يُشير الشيخ رحمه الله بهذا الكلام إلى الرد ّعلى الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب .
واعلم - رحمك الله وإيانا- أن باب التكفير وعدم التكفير ، باب عَظُمت الفتنة والمحنة فيه ، وكثُر فيه الافتراق ، وتَشتتت فيه الأهواء والآراء ، وتَعارَضت فيه دلائلهم . فالناس فيه في جنس تكفير أهل المقالات والعقائد الفاسدة ، المخالِفة للحق الذي بَعَث الله به رسوله في نفس الأمر ، أو المخالفة لذلك في اعتقادهم ، على طرفين ووسط ، مِن جنس الاختلاف في تكفير أهل الكبائر العملية .
فطائفة تقول : لا نُكَفِّر مِن أهل القبلة أحدا ، فَتَنْفِي التكفير نَفْيًا عاما ، مع العلم بأن في أهل القبلة المنافقين ، الذين فيهم مَن هو أكْفَر مِن اليهود والنصارى بالكتاب والسنة والإجماع ، وفيهم مَن قد يُظهر بعض ذلك حيث يمكنهم ، وهم يتظاهرون بالشهادتين .
وأيضا : فلا خلاف بين المسلمين أن الرجل لو أظهر إنكار الواجبات الظاهرة المتواترة ، والمحرمات الظاهرة المتواترة ، ونحو ذلك ، فإنه يُستتاب ، فإن تاب وإلاّ قُتِل كافرا مُرْتدا , والنفاق والردة مظنتها البدع والفجور ، كما ذكره الخلال في كتاب السنة بِسَنده إلى محمد بن سيرين ، أنه قال : إن أسرع الناس رِدّة أهل الأهواء . وكان يرى هذه الآية نَزَلت فيهم : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) ، ولهذا امتنع كثير مِن الأئمة عن إطلاق القول بأنا لا نُكَفِّر أحدا بِذَنْب ، بل يُقال : لا نُكَفّرهم بِكُلّ ذَنْب ، كما تفعله الخوارج . وفَرْق بين النفي العام ونَفْي العُموم . والواجب إنما هو نفي العموم ، مناقضة لقول الخوارج الذين يُكَفِّرون بِكُلّ ذَنْب . ولهذا - والله أعلم - قيده الشيخ رحمه الله بِقَوله : ما لم يَسْتَحِلّه . وفي قوله : ما لم يَسْتَحِلّه إشارة إلى أن مُراده مِن هذا النفي العام لكل ذَنب مِن الذنوب العَمَلية لا العِلْمِية . اهـ .
وقال ابن عبد البر : وقد أجمعوا أن الزنديق إذا أظهر الزندقة يُستتاب كَغَير الزنديق .
قال : وَدَلّ قوله : " عَصَمُوا مِنِّي دماءهم " على أن مِن أهل القبلة مَن يَشهد بها غير مُخْلِص ، وأنها تَحْقِن دَمه وحِسَابه على الله .
وأجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر ، وإلى الله عز و جل السرائر . اهـ .
وقد اجتمع الصحابة على قِتال مانعي الزكاة ، وإن كانوا في الأصل مِن أهل القبلة ، ويشهدون شهادة التوحيد .
قال أنس بن مالك رضي اللّه عنه : كَرِهت الصحابة قِتال مانِعي الزكاة ، وقالوا : أهل القبلة ، فتقلّد أبو بكر سيفه وخَرَج وحده ، فلم يجدوا بُدًّا مِن الخروج على أثره .
وقال ابن مسعود : كَرِهْنا ذلك في الابتداء ، ثم حَمِدْناه عليه في الانتهاء .
والمقصود أن لا نقول بِقول الخوارج ، بالتكفير بالكبائر ، ولا بِقول المرجئة : أنه لا يضرّ مع الإيمان ذَنْب ، فيُحكَم بإسلام كلّ من ادّعى الإسلام !
قال عطاء بن أبي رباح : ما كنت لأدع الصلاة على أحدٍ مِن أهل القبلة ، ولو كانت حبشية حُبْلَى مِن الزنا ؛ لأني لم أسمع الله حَجَب الصلاة إلاّ على المشركين ، يقول الله، عز وجل : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) .
وليس كلّ من ادّعى الإسلام قُبِل منه ، خاصة أهل البِدَع الْمُكفِّرَة ؛ فقد كفّر العلماء الرافضة ، والجهمية ، والمعتزلة القائلين بِخَلْق القرآن ، والنصيرية ، وغيرهم ممن أتَى ببدعة مُكفِّرة مثل الفِرَق المعاصرة ، مثل : البهائية والقاديانية وغيرها مِن الفِرَق المارِقة .
ولم يَقُل شيخ الإسلام ابن تيمية أن مَن استقبل قِبْلَتنا أنه لا يَكْفُر ، أو لا يُكْفَّر .
فإن مما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يُنْكِر القيامة ومَعَاد الأبدان أحدٌ مِن أهل القبلة ، وأنكر هذه الأمور التي جاءت بها الأحاديث المستفيضة ، بل المتواترة عند علماء أهل الحديث : طوائف مِن أهل البدع إما مِن المعتزلة ، وإما من الخوارج ، وإما مِن غيرها . اهـ .
فأنت ترى أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جَعَل أهل البِدَع المغلّظة في مُقابِل أهل القبلة !
وقال رحمه الله : كان السلف يحذّرون من هذين النوعين : مِن المبتدع في دينه ، والفاجِر في دُنياه ، وكل مِن هذين النوعين - وإن لم يكن كُفرًا مَحْضًا - فهو مِن الذنوب والسيئات التي تقع مِن أهل القبلة .
وقال : أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة ؛ بَيان حالهم وتَحذير الأمة منهم واجِب باتِّفَاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل : "الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ ؟ فَقَالَ : إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ ، هَذَا أَفْضَلُ . فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ . اهـ .
وقال ابن القيم في " النونية " :
وكذاك أتباع على منهاجهم ... من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذا ... لك وافقوا جهما على الكفران
فَهُم بِذا جهمية أهل اعتزال ... ثَوبهم أضحى له علمان
ولقد تَقَلّد كُفرهم خمسون في ... عشر مِن العلماء في البلدان
واللالكائي الامام حكاه عن ... هُم بل حكاه قبله الطبراني
قال ابن عيسى في " شرح النونية " : قوله : " ولقد تَقَلّد كُفرهم خمسون في عشر الخ .. " أي : أن القائلين بِخَلْق القرآن كَفَّرهم خمسمائة عالم مِن علماء المسلمين ..
قوله : " واللالكائي الامام حكاه عنهم الخ .."
قال الامام الحافظ أبو القاسم اللالكائي - وقد ذَكَر أقوال السلف والائمة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وما ورد عنهم من تكفير مَن يقول ذلك - ثم قال : فهؤلاء خمسمائة وخمسون نَفْسًا وأكثر من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين سوى الصحابة الخبيرين على اختلاف الأعصار ومُضي السنين والأعوام ، وفيهم نحو مِن مائة إمام ممن أخذ الناس بِقَولهم وتَدَيّنوا بمذاهبهم . قال : ولو اشتغلت بِنَقْل قول الْمُحَدِّثِين لَبَلَغَتْ أسماؤهم ألُوفًا كثيرة ، لكن اختصرت ، فَنَقَلْت عن هؤلاء عَصْرًا بَعد عَصْر ، لا يُنْكر عليهم مُنْكِر ، ومن أنكر قولهم استتابوه وأمروا بِقَتْله ، أو نَفْيه ، أو صَلْبه . قال : ولا خلاف بين الأمة أن أول مَن قال القرآن مخلوق الجعد بن درهم ، ثم الجهم بن صفوان ؛ فأما جَعْد فَقَتَله خالد بن عبد الله القسري ، وأما جَهْم فَقُتِل بَمْرو في خلافة هشام بن عبد الملك . اهـ .
في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
وأهل القبلة هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا " أخرجه البخاري وغيره مِن حديث أنس رضي الله عنه .
وهم أهل السنة والجماعة السائرون على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان .
لكن مَن عَمِل ناقِضًا مِن نواقض الإسلام فهو كافِـر ، كَمَن يَستغيث بالأموات ، أو يذبح لهم ، أو يَسبّ الله ورسوله ، أو يستهزئ بالدين ونحو ذلك ، كما أوضح ذلك أهل العلم في باب حُكم المرتد .
وأهل السنة لا يَشهدون على أحدٍ مُعَيّن أنه مِن أهل الوعيد وأنه كافر إلاَّ بأمْر تجوز معه الشهادة ، فإنه مِن أعظم البَغي أن يُشهد على مُعين أن الله لا يَغفر له ولا يرحمه ، وورَد في هذا وَعيد شديد .
والله تعالى أعلم .
المجيب عبد الرحمن السحيم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir