تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار بين مجنون وعابد


benaissa oumama
2010-06-09, 23:35
مر مجنون على عابد يناجي ربه و هو يبكي و الدموع منهمرة على خديه و هو يقول :-

ربي لا تدخلني النار فارحمني و أرفق بي
يا رحيم يا رحمن لا تعذبني بالنار
إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني يا الله
يا رب ان جلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني
يا رب ان عظمي دقيق لا يقوى على شدة النار فارحمني ...

ضحك المجنون بصوت مرتفع فالتفت إليه العابد قائلاً : ماذا يضحكك أيها المجنون ؟؟؟

المجنون : كلامك أضحكني

العابد : و ماذا يضحكك فيه ؟

المجنون : لأنك تبكي خوفا من النار

العابد : و أنت ألا تخاف من النار ؟؟؟

المجنون : لا ... لا أخاف من النار

ضحك العابد و قال صحيح أنك مجنون

المجنون : كيف تخاف من النار أيها العابد و عندك رب رحيم رحمته وسعت كل شيء ؟

العابد : إن علي ذنوبا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار و إني ابكي كي يرحمني و يغفر لي و لا يحاسبني بعدله بل بفضله و لطفه و رحمته حتى لا أدخل النار !!!

هنالك ضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة ...

انزعج العابد و قال له ما يضحكك مرة اخرى ؟؟؟

المجنون : أيها العابد عندك رب عادل لا يجور و تخاف عدله ؟؟؟ عندك رب غفور رحيم تواب و تخاف ناره ؟؟؟

العابد : ألا تخاف من الله أيها المجنون ؟؟؟

المجنون : بلى , إني أخاف الله و لكن خوفي ليس من ناره ...

تعجب العابد و قال إذا لم يكن من ناره فمما خوفك ؟!
المجنون : إني أخاف من مواجهة ربي و سؤاله لي : لماذا يا عبدي عصيتني ؟؟؟

فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه ... فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنه و أجيبه بلسان كاذب ... و إن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس به ...

تعجب العابد و اخذ يفكر في كلام هذا المجنون ...

و بينما كان يفكر اكمل المجنون كلامه قائلا : أيها العابد سأقول لك سر فلا تذيعه لأحد ...

العابد : ما هو هذا السر أيها المجنون العاقل ؟؟؟

المجنون : أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا ؟؟؟

العابد : لماذا يا مجنون ؟؟؟

المجنون : لأني عبدته حباً و شوقاً و أنت يا عابد عبدته خوفا و طمعاً ... و ظني به أفضل من ظنك و رجاءي منه أفضل من رجاءك فكن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو ... فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفىء بها فرجع بالنبوة ... و أنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنونا ً ...


ذهب المجنون يضحك و العابد يبكي ... و يقول لا اصدق أن هذا مجنون فهذا أعقل العقلاء و أنا المجنون الحقيقي فسوف اكتب كلامه بالدموووووووع ...

أبو اماني
2010-06-10, 06:27
بارك الله فيك على القصة الهادفة و المعبرة على حب العزيز القدير اه لو يكن مجتمعنا كله كمجنونك

kamel benaboud
2010-06-10, 15:40
قال الله تعالي(وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة) وقال قل يا عبادي الذين اسرفوا لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) ويقول الله في الحديث القدسي عبدي لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي عبدي لو جئتني بقراب الارض ذنوبا واستغفرتني غفرت لك

benaissa oumama
2010-06-10, 21:43
شكرا لكما حمدي عبد القادر و كمال بن عبود وفقكما الله لما تحبونه ويرضاه لكما

medhamou
2010-06-10, 22:18
مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــور

أمين إسلام
2010-06-11, 05:22
السلام عليكم :
إعلم يا أخي أو أختي أن كلام هذا المجنون لا أساس له من الصحة في ديننا الحنيف ولا عبرة فيه على الإطلاق ، إنما فيه إشارة إلى مذهب الصوفية الذين يزعمون أنهم يعبدون الله حبا فيه لا خوفا من ناره ويمثلون بالشخصية الهلامية رابعة العدوية وهم بهذا جعلوا أنفسهم خيرا من الأنبياء الذين قال الله فيهم " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " فانظر بارك الله فيك إلى " رغبا ورهبا "، أي رغبا فيما عندنا وهذا مبناه على الحب ، ورهبا مما عندنا أيضا وهذا مبناه على الخوف .
كما أنه لافرق بين ظن المجنون وظن العابد . لأن على المسلم أن يجمع بين الظنين .
ومن تأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه فسيجده يسأل ربه الجنة ويعوذ به من النار وهذا في الكثير من الأحاديث ، وانظر أيضا إلى سير الصحابة والتابعين وما أخبار الفاروق عمر عنك ببعيد
أما ما جاء في خاتمة القصة من أن المجنون ذهب ليرى جمال ربه فرجع مجنونا فالسؤال
أين ذهب ؟
وكيف يرى جمال ربه ؟
وهل يمكن رؤية الله في الدنيا ؟
أخي إن كنت نقلت هذه القصة دون أن تعلم فسادها فها قد علمت في هذه العجالة والمقام لايتسع للإطالة .
أرجوا التقبل . وجزاك الله خيرا