مشاهدة النسخة كاملة : ما مدى مشروعية الذكر الجماعي لمن أراد محبة النبي صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه ،
أما بعد :
فقد انتشر في العديد من المنتديات مواضيع تدعو الأعضاء الى التسبيح والتكبير ، وبعضها تدعوهم إلى أن يذكر كل عضو اسم من أسماء الله الحسنى ، وبعضها تدعوهم إلى الدخول من أجل الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد أحببت من خلال موضوعي أن اوضح حكم الشرع في مثل هذه المواضيع ، فأسأل الله ان يعينني لإيصال هذا الموضوع بأبسط وأوضح صورة ممكنة ، إنه سميع مجيب .
من المعروف إخوتي أن الذكر الجماعي بدعة محدثة والدليل على ذلك ما ورد في الأثر عن عمرو بن سلمة:
عن عمرو بن سلمة : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
{أخرجه الدارمي وصححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة 5-12}
من هذا الأثر يتبين لنا إنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا ، وسبب إنكاره واضح فقد احدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - أبدا .
وقد أفتى الكثير من علماء المسلمين بحرمة هذا العمل وأنه من البدع المحدثة ، اقرأ معي الفتاوى التالية :
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2745.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_811.shtml
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4283
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2962
وهذي فتوى لتوضيح الامر
افتتاح المنتديات بالتهليل والتكبير
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/بدع الأذكار والأدعية
التاريخ 7/9/1424هـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد:
نلاحظ في كثير من المنتديات مواضيع يبدأ العضو الأول بقول سبحان الله، والثاني: الله أكبر، وهكذا يستمرون في التسبيح والتهليل في كل مرة يتم الدخول إلى المنتدى.
فما الحكم في ذلك بارك الله فيكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،،
وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته.
وبعد:
فالذي أراه أن هذا العمل من قبيل الذكر الجماعي البدعي، بل ربما كان من اتخاذ آيات الله هزواً. نسأل الله العافية. والله أعلم.
وهذا الرابط
http://www.islamtoday.net/questions...nt.cfm?id=26939
وهذه فتاوي أخرى في نفس الموضوع تم نقلها من احد المنتديات
الفتوى الأولى :-
-------------
السؤال:
-------
أريد فتوى مستعجلة - جزاكم الله خير – في هذا الأمر..
في إحدى المنتديات وضعت إحداهن هذه المشاركة "سجل حضورك اليومي بالصلاة على
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أريد أن أعرف ما حكم ذلك.. هل هذا من الدين؟
فأنا أخشى أن يكون ذلك من البدع، وجزاكم الله خيرا.
الفتوى وهي تخص الشيخ محمد الفايز
----------------------
سؤالك قبل مشاركتك أمر طيب تشكرين عليه؛ إذ كثير من الأخوات تفعل
الأمر ثمَّ تذهب للسؤال عنه.
أمَّا عن السؤال؛ فإنَّ مثل هذا المطلب، وهو جمع عدد معين من الصلاة والسلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر حادث، لم يكن عليه عمل المتقدمين من الصحابة والتابعين
ومن بعدهم، ثم لا يظهر فيه فائدة أو ميزة معينة.
فإن قيل: إنَّ فيه حثاً للناس لفعل هذه السنة العظيمة، فيقال: بالإمكان حثهم ببيان فضل الصلاة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بهذه الطريقة.
وإني أخشى أن يكون وراء مثل هذه الأفعال بعض أصحاب البدع، كالصوفية ونحوهم،؛ فينبغي الحذر
من ذلك.
وبكل حال.. وبغض النظر عمَّن وراء ذلك؛ إلا أن هذا الطلب مرفوض لما ذكر.
أسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقك العلم النافع
والعمل الصالح، وجميع فتياتنا المؤمنات.. آمين.
الفتوى الثانية :-
----------
تخص الشيخ عبد الرحمن السحيم وهي كتعقيب على الفتوى الاولى
ذكر فيها فضيلته ان ( حسن النية لا يُسوِّغ العمل وابن مسعود لما دخل المسجد
ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون ...
فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء
وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصاً نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء .
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم
متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي
من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم .
فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج .
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .
الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
الأستاذ المشارك - قسم العقيدة
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shari.../www/MG-006.htm
وبعد هذه الفتاوى من العلماء - فقد بات من الواضح لكم تماما حكم الذكر الجماعي ، ولهذا فإني أرجو من إخوتي الكرام الحذر من مثل هذه المواضيع وعدم المشاركة بها وتحذير باقي المسلمين من مثل هذه المواضيع حتى لا يقعوا في البدعة .
وانا لم اضع هذه المشاركه هنا الا عندما رأيت الموضوع
بعنوان سجل حضورك اليومي بالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا من البدع كما اسلفت في الاعلى
ارجوا الدعاء لي
وجزاكم الله خيرا
منقول
أبو زيد العربي
2010-06-04, 22:48
جزاك الله خيرا ووفقك لفعل الخير ونشر السنة وهدم البدعة وهذه من ابتداعات الصوفية والله المستعان
محمد بن العربي
2010-06-04, 23:30
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
كمال الاسلام
2010-06-05, 09:55
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
ابعدنا الله عن البدع
ونرجوا تنبيه كل عضو يطرح موضوع مثل تلك المواضيع
ghezal mohamed
2010-06-05, 14:19
مشكوووووووووووووووور
حمـ 0418 ــزة
2010-06-05, 15:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
وهدانا الله لما يُحبه ويرضاه
سلام
السلفي الأثري
2010-06-06, 06:07
السلام عليكم
اثابك الله الفردوس الاعلى
ويوجد الرابطين رابط الاسلام اليوم ورابط الامام محمد بن سعود الاسلامية لا يعملان
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة
نورالإيمان
2010-06-06, 09:48
بارك الله فيك على هذا التوضيح وجزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
أبو معاوية الفهري
2010-06-06, 23:18
جزاك الله خيرا وأحسن الله اليك على النصح والارشاد
و غالب من وراء هذه البدع هم اعداء الدين من اليهود والنصارى ومنافقين
وانكار او قبول هذه البدع من المجتمع المسلم يعكس مدى تمسك المسلمين بالاسلامهم الصافي وهي كتارمومتر
يقيس به اعداء الاسلام الملمين ومدى وعيهم واستفاقتهم ويقضتهم في دينهم
فالامة الاسلامية يجب من تعرف ما يحاك لها و تتمسك بما كان عليه سلفها وهذا من فقه الواقع الذي غفل عنه الحزبيون
مع أنهم يدعون فقه الواقع ولكن كذبوا فالله ورسوله أعلم بما يكون به صلاح دين وواقع العباد والامم
سلام الجزائري
2010-06-06, 23:30
جزاك الله خيرا
الزملكاوي المصري
2010-06-07, 01:20
رفع الله قدرك وابلغك قصدك
تَــــــيْمَـــــآءْ ,
2010-06-07, 11:17
بارك الله فيك
~@*صدام الحسين*@~
2010-06-07, 20:53
جزااااااااااك الله خيرا
فريدرامي
2010-06-11, 19:51
بـــارك الله فيك
http://img102.herosh.com/2010/06/10/392217385.gif
taratara
2010-06-12, 23:04
شكرا لك اخي انت مميز
taratara
2010-06-12, 23:05
شكرا لك اخي انت مميز حقا
يوسف زكي
2010-06-16, 19:10
جزاكم الله كل خير و أثابكم الجنة
كل ما يعتقده الناس مما خالف الكتاب والسنة فهو مجرد خرافات وأوهام ومن وحي الشيطان،
فالبدعة سراب يظنة الظمأن مأء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
" كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ".
جزاكى الله خير اختى الفاضلة
ام مريم
الهامل الهامل
2010-06-23, 19:50
نَهْجُ الصَّوَاب في مَا يَتَحَلَّى بِهِ المُصَاب!
أُلْقيت يوم الجمعة03صفر1430هـ الموافق ليوم:30جانفي2009م.
--------------------------------------------------------------------------------
كتبه سمير سمراد ( إمام خطيب بالجزائر )
بسم الله الرحمٰن الرحيم
روى الإمامُ البخاريُّ في"صحيحه" في كتاب الجنائز, عن أسامة بن زيد (رضي الله عنه)قال: أرسلت ابنةُ النبي(صلى الله عليه وسلم) إليه: إنَّ ابْنًا لي قُبِضَ]أي" يكاد أن يقبض؛ أي يموت] فَأْتِنَا, فأرسل يُقْرِئُ السلام ويقول: "إنَّ للهِ ما أخذ وله ما أعطى, وكلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّى, فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ", فأرسلت إليه تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا, فقام ومعه سعد بن عبادة, ومعاذ بن جبل, وأبي بن كعب, وزيد بن ثابت, ورجال, فَرُفِعَ إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) الصبي ونَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ,...ففاضت عيناه[أي: بكى رسول الله(صلى الله عليه وسلم)؛ لأن الصبيَّ وهو في حال النَّزْعِ, وهو يَتَقَعْقَعُ, لاشكَّ أَنَّهُ أَلَمٌ شديدٌ يُدْرِكُهُ هذا الصَّبِيُّ], فقال سعد: يا رسول الله, ما هذا؟ فقال:"هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده, وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" [1].
(هذه التعزية العظيمة من الرسول(صلى الله عليه وسلم)هي التعزية المحبوبة المشروعة, يقول عليه الصلاة والسلام, "إن لله ما أخذ وله ما أعطى" وإذا كان الله تعالى هو الذي له ما أخذ, وله ما أعطى, فله أن يأخذ, ويعطي.
ثم قال:"كلُّ شَيْءٍ عنده بأجلٍ مُسَمَّى" لا يمكن أن يتأخر ولا أن يتقدم) [2]
فَعَزَّاهَا أوَّلاً: (بِكَوْنِ الملك لله عز وجل, يأخذ ما يشاء, ويُعطي ما يشاء) [3],
وَعَزَّاهَا ثانيًا: (بِكَوْنِ هذا الموت بأجلٍ مسمَّى, لا يتقدم, ولا يتأخر, وحينئذ يطمئن الإنسان) [4]. وكلُّ ما سَبَقَ تَعْزِيَةٌ لها بالأمر القَدَرِيّ؛ أيْ: أنَّ هذا الموت قَدَّرَهُ الله تعالى وقضاه على عباده, فَقَدْ كَتَبَ على كُلِّ نفسٍ أن تموت, وَقَّتَ لِذلكَ وَقْتًا, وأَعْطَاهُ أَجَلاً, لا يتأخر عنه ولا يتقدم؛ إنه قضاءُ الله في ملكه, وأَمْرُهُ القَدَرِيّ الكوْنيّ, يَمْضِي عَلَيْهم لا يملكون لَهُ دَفْعًا ولاَ تحويلاً.
(ثم أرشدها إلى الأمر الشرعي فقال:"فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ"), وهذه تعزيةٌ بأمر شرعيّ.
(وقوله:"فَلْتَصبر ولْتَحْتَسِبْ" يعني: تحتسب أَجْرَ الصَّبْرِ على قَدَرِ اللهِ عَزَّ وجلَّ) [5]
(ووظيفة المؤمن عند المصيبة أن يصبر؛ ويحتسب, ويقول ما قاله الصابرون:﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾[البقرة:155-157]."اللهم أْجُرْنِي في مُصيبتي, وأَخْلِفْ لِي خَيْرًا منها")[6] .
رَوَتْ أُمُّ المؤمنين أمُّ سَلَمَةَ(رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يقول: "ما مِنْ مسلمٍ تُصيبه مصيبة فيقول: ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم أْجُرْنِي في مُصيبتي وأَخْلِفْ لِي خيرًا مِنْهَا" قالت: فلمَّا مات أبو سلمة قلت: أيُّ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم), ثم إني قلتها, فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رسول الله(صلى الله عليه وسلم).
وهذه هي بركةُ اتِّبَاعِ ما أمر الله به, وأَمَرَ بِهِ رسولُهُ, جاءها الخيرُ, وأتاها ما هو خيرٌ مِمَّا فَقَدَتْهُ, ذلك لأنَّهَا دَعَتْ بهذا الدعاء, وقالت هذه الكلمات, التي تدلُّ على الرضا والتسليم لله, قَالَتْهَا بإيمانٍ وصِدْقٍ وتوكُّلٍ ويَقين, فَعَلَى المؤمن إذَا أُصيب بأَحَدٍ مِنْ أهله وذَوِي قَرَابَتِهِ مِنْ والدٍ أو والدةٍ أو ابنٍ أو ابنةٍ, أَنْ يَصْبِرَ, ويقولَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ, وأن يَلْزَمَ القَصْدَ في حُزْنِهِ, وذلك أَنَّ مِنَ الناس مَنْ إذا أصابته مصيبةٌ سَخِطَ:(يسخطُ [هذا]الإنسان ما قضاه الله, وهذا حرامٌ, وعلامة السخط أن يقول قولا منكرًا, أو أن يفعل فعلاً مُنْكَرًا), مثاله: ما صحَّ النَّهْيُ عَنْهُ, عَنْ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُود, وشَقَّ الجُيُوب[أي قطع الثياب] ودَعَا بِدَعْوَى الجاهلية", فهذه مِنْ أعمال الجاهلية التي نُهِينَا عَنْهَا عِنْدَ المُصِيبَةِ!
والواجبٌ عند المصيبة: الصبر: وإنْ كان الإنسانُ يَتَأَلَّمُ نَفْسِيًّا(وتكونُ عليه المصيبة عظيمة...ولكنه يصبر, فلا يشقُّ ثَوْبًا, ولاَ يَلْطِمُ خَدًّا, ولا يقولُ مُنْكَرًا), فهذا رسول الله(صلى الله عليه وسلم)وهو بشر يَأْلَمُ كَمَا يَأْلَمُ البشر, ويحزن كما يحزنون, جاء نبأُ قتلِ جماعة من أَعَزِّ النَّاسِ وأَحَبِّهِمْ إِلَيْهِ؛ تقول عائشة: "لما جاء النبيَّ(صلى الله عليه وسلم)قتلُ ابنِ حارثة, وجعفرٍ وابنِ رواحة, جَلَسَ[أي في المسجد]يُعْرَفُ فِيهِ الحزن...." [7], فهذا فيه (أنه لا بأس أن يحزن الإنسان عند المصيبة, وأن يظهر ذلك في وجهه) [8] (وهذه المصيبة التي وقعت للرسول(صلى الله عليه وسلم) مصيبة عظيمة, فقد قتل ابن عم رسول الله(صلى الله عليه وسلم), وقتل أيضا حِبُّهُ زيد بن حارثة, وقُتِلَ أيضًا خَطِيبُهُ عبد الله بن رواحة, فهي صعبة عليه(صلى الله عليه وسلم)). فالرسول(صلى الله عليه وسلم) أَثَّرَتْ فيه هذه المصيبة, ولا شكَّ أن الإنسان يحزن ولكن لا يفعلُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ) [9].
وها هو رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أيضا يُصَابُ بِفَقْدِ ابْنِهِ إبراهيم؛ وقد مات صغيرًا في الثَّدْيِ[أيْ: وهو رضيع], فصحَّ مِنْ حديثِ أنس[10] أنهم دخلوا عليه(صلى الله عليه وسلم) (وإبراهيم يجود بنفسه, فجعلت عينا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) تذرفان, فقال له عبد الرحمن بن عوف: "وأنت يا رسول الله؟", فقال: "يا ابن عوف, إنها رحمة", ثم أتبعها بأخرى فقال(صلى الله عليه وسلم): "إن العين تدمع, والقلب يحزن, ولا نقول إلاَّ ما يُرْضِي رَبَّنَا[وفي لفظٍ:"ولا نقول ما يسخط الربّ"], وإنَّا بِفراقك يا إبراهيم لمحزونون", وفي بعض الروايات: قال عبد الرحمن بن عوف: (فقلت: يا رسول الله: تبكي, أو لم تَُنْهَ عن البكاء؟. فقال(صلى الله عليه وسلم): (إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنِ البُكاء), "إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين؛ صوتٍ عندَ نِعْمَةٍ؛ لهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطان, وصوتٍ عندَ مصيبةٍ, خَمْشِ وُجُوهٍ, وشَقِّ جُيُوبٍ, ورَنَّةِ شَيْطَانٍ".
فالنبيُّ (صلى الله عليه وسلم)برأ من تلكم الأفعال والأقوال المنكرة: لأنها(عنوانٌ على عدم الصبر, والواجب على المرء أن يُصَبِّرَ نفسه على قضاء الله؛ لأنه مربوبٌ, وعبدٌ يفعل به سيده عزَّ وجلَّ ما يشاء, فلْيَصبر ولْيَحتسب) [11].
الخطبة الثانية:
ومما نُنَبِّهُ إليه في هذا المقام:
ـ أنه ينبغي للإنسان في حياته أن يُوصي أهله ويُرشدهم ويُعلمهم ما يجب عليهم عند وقوع المصيبة عليهم بفَقْدِهِ ومَوْتِهِ؛ فلا تَبْكِيَنَّ عليه باكية؛ بكاءً غيرَ مَأْذُونٍ فيه, وهو ما صاحبه صراخٌ وعويل, وخرج عن حَدِّ بكاءِ الرحمة وذَرْفِ العيون حَزَنًا, إلى نياحةٍ وَنَدْبٍ؛ يَدُلاَّنِ على السَّخَطِ وعدمِ الرضا بالمصيبة! وقد صحَّ عن النبيِّ(صلى الله عليه وسلم): "يُعَذَّبُ الميِّتُ بِبُكَاءِ أهلِهِ عَلَيْهِ", فالإنسان محاسبٌ ومؤاخذٌ حتى بعد موته بما يكون من أهله مِنْ مُخالفة وتَعَدٍّ للمأذون فيه!, مؤاخذٌ ومحاسبٌ , بل ومُعَذَّبٌ بما نِيحَ عَلَيْهِ!, فَلْيَخْشَ العبدُ على نفسِهِ, ولْيَدْفَعْ عنها العقوبة والمؤاخذة؛ بأن يُبَرِّئَ ذِمَّتَهُ, ويُخَلِّصَ عُهْدَتَهُ, وذلك بأن يجهر في أهله مُعَلِّمًا ومُوَجِّهًا ومُحذِّرًا ومُتَبَرِّئًا في الوقت نفِسِهِ, مما يَصْدُرُ عنهم من منكرات الأقوال والأفعال كالنياحة وخَمْشِ الوُجُوه وتقطيع الثياب وتمزيق الشعر, وغيرِ ذلك مِنْ قَالَةِ السوء, وفِعَالِ سوء الأدب مع الله! فَبَرِّئْ ذِمَّتَكَ الآن يا عبد الله!, وعَلِّمْ أهلَكَ ومَنْ إِلَيْكَ, كيف يَصبرون على المقدور, فلا يقولون ما يُسْخِطُ الرَّبَّ الجَلِيلَ!
ـ وكما ينهى الإنسانُ بلسانه وصريحِ مَقَالِهِ, فإنَّهُ ينبغي عليه أيضًا, بَلْ يجب أن يكتب وَصِيَّتَهُ عنده, ويحفظها لديه, بعد أن يُنَبِّئَهُمْ بها, ويُعْلِمَهُمْ بِخَبَرِهَا؛ إنها وَصِيَّتُهُ بأنه يَتَبَرَّأُ مِنْ كُلِّ ما يَتَبَرَّأُ مِنْهُ الله تعالى, ويتبرأُ منه رسوله الكريم, فَلْيَخُطَّ بِيَدِهِ, ولْيُوَقِّعْ بأنامله: أنَّهُ بَرِئَ مِنْ كُلِّ صارخة ومن كلِّ نائحة, ومن كلِّ مُتَسَخِّطَةٍ على قضاء ربها بأيِّ نَوْعٍ من الأفعال أو الأقوال, وليس ذلك مقصورًا على النساء وإنْ كُنَّ هُنَّ اللاَّئِي يَقَعُ مِنْهُنَّ ذلكَ في الغالب ويَكْثُرُ فِيهِنَّ, بَلْ هِيَ براءةٌ من كلِّ أحدٍ؛ ذكرًا كان أو أنثى, ممَّنْ يتجاوزُ الحدود!, ولا ينضَبِطُ بالقُيُود!!
أمَّا مَنْ لم يَنْهَ ولم يَأْمُرْ في حياته, ولم يُخْلِ ذِمَّتَهُ, ولم يُنَحِّ عَنْهُ مسؤوليةَ ما يكونُ مِنْ بَعْدِهِ!, فمن ذا الذي يدفع عنه! ومن الذي يُخَلِّصُهُ!! هيهات, هيهات, فإن لم تَسْعَ لِنجاتك الآن, فقد فاتَكَ الأوان, والله يرحمُ من يشاء. ويتأكَّدُ ذَلِكَ كُلَّ التأكيد في حَقِّ مَنْ يعلمُ أَنَّ أَهْلَهُ وذَوِيهِ سَيَفْعَلُونَ ذلك المنكر أو ذاك! وأنه قَدْ جرت بِهِ عادتُهُمْ, أو عَرَفَ مِنْ حالهم أنهم يرتكبون تلكمُ الأفاعيل, ويَسْلُكُونَ ذلكُمُ النَّهْجَ المَشِين؛ نَهْجَ الشيطان عند المصيبة, فهذا يُؤَكَّدُ عَلَيْهِ في التَّنْبِيهِ وإظهار البراءة, ويُشَدَّدُ عَلَيْهِ في تَرْكِ نَهْيِهِمْ, واللهُ المستعان, نسأل الله تعالى أن يجعلنا مِمَّنْ يَسْلُكُ عند المُصيبةِ مَسْلَكَ الصواب, ويُوَفَّقُ للرَّحْمَةِ والإِنَابَةِ والمَتَاب, وأنْ يجعلنا مِمَّنْ يَتَلَقَّى قَضَاءَ رَبِّهِ بتسليمٍ وانقياد, وأن لا يجعلنا ممن يُقَابِلُ أَمْرَ الله بِتَسَخُّطٍ واعتراض, أقول قولي هذا وأستغفر الله.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - "صحيح البخاري"(رقم:1248).
[2] - "شرح صحيح البخاري"للإمام محمد بن عثيمين (4/455-456)/ط.المكتبة الإسلامية-القاهرة.
[3] - المصدر نفسه.
[4] - المصدر نفسه.
[5] - "شرح صحيح البخاري"(4/455-456).
[6] - "شرح صحيح البخاري"(4/466).
[7] - "صحيح البخاري"(رقم: 1299).
[8] - "شرح صحيح البخاري"(4/475).
[9] - "شرح صحيح البخاري"(4/476).
[10] - "صحيح البخاري"(رقم:1303).
[11] - "شرح صحيح البخاري"(4/473).
بارك الله فيك أخي على الخطبتين لما لم تضيفهم كموضوع جديد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا ام مريم
وعليكم السلام ورحمة الله
وإياك اختي سمية جزاكم الله خيرا
جزاك الرحمن و نفع بك الاسلام و المسلمين
بنت الحجاج
2010-07-10, 15:40
بارك الله فيك اختي ام مريم ....
جزاك الله الجنة ................
جزاك الله خيرا ووفقك لفعل الخير
سمير زمال
2010-07-10, 18:18
جزاكم الله خيرا
مقتفية الأثر الصالح
2010-07-14, 12:35
جزاك الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله
خيرا جزاكم الله جميعا
الباشـــــــــــق
2010-07-14, 17:20
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
اثابك الله على هذا الموضوع
شريف عبد الستار
2010-07-14, 18:02
وما تعليقكم عن:فتاوى لكبار علماء الأمة بهذا الشأن يجيزون الذكر الجماعى
شيخ الإسلام بن تيمية
هذا ما جاء في كتاب الفتاوى الكبرى لشيخنا شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية عن مجالس الذكر الجماعي:
كتاب الذكر والدعاء . مسألة رجل ينكر على من يجهر بالذكر. 318 - 6 - مَسْأَلَةٌ : فِي رَجُلٍ يُنْكِرُ عَلَى أَهْلِ الذِّكْرِ , يَقُولُ لَهُمْ : هَذَا الذِّكْرُ بِدْعَةٌ وَجَهْرُكُمْ فِي الذِّكْرِ بِدْعَةٌ , وَهُمْ يَفْتَتِحُونَ بِالْقُرْآنِ وَيَخْتَتِمُونَ , ثُمَّ يَدْعُونَ لِلْمُسْلِمِينَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ , وَيَجْمَعُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّكْبِيرَ وَالْحَوْقَلَةَ , وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُنْكِرُ يَعْمَلُ السَّمَاعَ مَرَّاتٍ بِالتَّصْفِيقِ وَيَبْطُلُ الذِّكْرُ فِي وَقْتِ عَمَلِ السَّمَاعِ .
الْجَوَابُ : الِاجْتِمَاعُ لِذِكْرِ اللَّهِ وَاسْتِمْتَاعِ كِتَابِهِ وَالدُّعَاءُ عَمَلٌ صَالِحٌ , وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ وَالْعِبَادَاتِ فِي الْأَوْقَاتِ , فَفِي الصَّحِيحِ , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ , فَإِذَا مَرُّوا بِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إلَى حَاجَتِكُمْ } وَذَكَرَ الْحَدِيثَ , وَفِيهِ : { وَجَدْنَاهُمْ يُسَبِّحُونَك وَيَحْمَدُونَك } . لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا أَحْيَانًا فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَالْأَمْكِنَةِ , فَلَا يُجْعَلُ سُنَّةً رَاتِبَةً يُحَافِظُ عَلَيْهَا إلَّا مَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَمِنْ الْجُمُعَاتِ وَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
وَأَمَّا مُحَافَظَةُ الْإِنْسَانِ عَلَى أَوْرَادٍ لَهُ مِنْ الصَّلَاةِ أَوْ الْقِرَاءَةِ أَوْ الذِّكْرِ أَوْ الدُّعَاءِ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ , فَهَذَا سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا , فَمَا سُنَّ عَمَلُهُ عَلَى وَجْهِ الِاجْتِمَاعِ كَالْمَكْتُوبَاتِ , فُعِلَ كَذَلِكَ , وَمَا < 385 > سُنَّ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهِ عَلَى وَجْهِ الِانْفِرَادِ مِنْ الْأَوْرَادِ عُمِلَ كَذَلِكَ , كَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَجْتَمِعُونَ أَحْيَانًا يَأْمُرُونَ أَحَدَهُمْ يَقْرَأُ وَالْبَاقُونَ يَسْتَمِعُونَ , وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى ذَكِّرْنَا رَبَّنَا , فَيَقْرَأُ وَهُمْ يَسْتَمِعُونَ , وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ مَنْ يَقُولُ : " اجْلِسُوا بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً " { وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ التَّطَوُّعَ فِي جَمَاعَةٍ مَرَّاتٍ } , { وَخَرَجَ عَلَى الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَفِيهِمْ قَارِئٌ يَقْرَأُ فَجَلَسَ مَعَهُمْ يَسْتَمِعُ } .
وَمَا يَحْصُلُ عِنْدَ السَّمَاعِ وَالذِّكْرِ الْمَشْرُوعِ مِنْ وَجَلِ الْقَلْبِ , وَدَمْعِ الْعَيْنِ , وَاقْشِعْرَارِ الْجُسُومِ , فَهَذَا أَفْضَلُ الْأَحْوَالِ الَّتِي نَطَقَ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ , وَأَمَّا الِاضْطِرَابُ الشَّدِيدُ وَالْغَشْيُ وَالْمَوْتُ وَالصَّيْحَاتُ , فَهَذَا إنْ كَانَ صَاحِبُهُ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ لَمْ يُلَمْ عَلَيْهِ , كَمَا قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ , فَإِنَّ مَنْشَأَهُ قُوَّةُ الْوَارِدِ عَلَى الْقَلْبِ مَعَ ضَعْفِ الْقَلْبِ , وَالْقُوَّةُ وَالتَّمَكُّنُ أَفْضَلُ كَمَا هُوَ حَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ . وَأَمَّا السُّكُونُ قَسْوَةٌ وَجَفَاءٌ فَهَذَا مَذْمُومٌ لَا خَيْرَ فِيهِ .
وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ السَّمَاعِ فَالْمَشْرُوعُ الَّذِي تَصْلُحُ بِهِ الْقُلُوبُ وَيَكُونُ وَسِيلَتَهَا إلَى رَبِّهَا بِصِلَةِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا هُوَ سَمَاعُ كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ سَمَاعُ خِيَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ } وَقَالَ : { زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ } وَهُوَ السَّمَاعُ الْمَمْدُوحُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , لَكِنْ لَمَّا نَسِيَ بَعْضُ الْأُمَّةِ حَظًّا مِنْ هَذَا السَّمَاعِ الَّذِي ذُكِّرُوا بِهِ أُلْقِيَ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ , فَأَحْدَثَ قَوْمٌ سَمَاعَ الْقَصَائِدِ وَالتَّصْفِيقِ وَالْغِنَاءِ مُضَاهَاةً لِمَا ذَمَّهُ اللَّهُ مِنْ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ وَالْمُشَابَهَةِ لِمَا ابْتَدَعَهُ النَّصَارَى , وَقَابَلَهُمْ قَوْمٌ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ , وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً مُضَاهَاةً لِمَا عَابَهُ اللَّهُ عَلَى الْيَهُودِ .
وَالدِّينُ الْوَسَطُ هُوَ مَا عَلَيْهِ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
السلام عليكم ورحمة الله
وما تعليقكم عن:فتاوى لكبار علماء الأمة بهذا الشأن يجيزون الذكر الجماعى
لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا أَحْيَانًا فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَالْأَمْكِنَةِ , فَلَا يُجْعَلُ سُنَّةً رَاتِبَةً يُحَافِظُ عَلَيْهَا إلَّا مَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَمِنْ الْجُمُعَاتِ وَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
فَلَا يُجْعَلُ سُنَّةً رَاتِبَةً يُحَافِظُ عَلَيْهَا إلَّا مَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَمِنْ الْجُمُعَاتِ وَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
أين هو الجواز ؟؟؟؟؟؟
طبعا الذكر الجماعي هو عمل حسن لكن المداومة عليه يعني يصبح سنة فهنا يكمن عدم الجواز لأنه أصبح بدعة في الدين
فإنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا ، وسبب إنكاره واضح فقد احدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم -
و مع إبدا حسن النية لا يُسوِّغ العمل وابن مسعود لما دخل المسجد
ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون ...
فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء
وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصاً نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء .
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم
متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي
من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم .
فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج .
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .
فالأمر واضح أخي وفتاوى العلماء كثير جيدا
ملاحظة بسيطة أن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يجب تمعن فيها كثيرا وقرائتها ببطء كي تفهمها جيدا
شريف عبد الستار
2010-07-15, 22:42
"]مشروعية الذكر الجماعي ومجالس الذكر
يقول الإِمام النَّوَوي- يرحمه الله- في كتابه المشهور "الأذْكَار": "اعلم أنه كما يُستحبُّ الذكر يُستحبُّ الجلوس في حِلَق أهله، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك، ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم-: "إذا مَرَرْتُمْ بِرِياضِ الجَنَّةِ فارْتَعُوا. قالُوا: وَمَا رِياضُ الجَنَّةِ يا رَسُولَ اللّه؟! قالَ: حِلَقُ الذّكْرِ، فإنَّ للّه تعالى سَيَّارَاتٍ مِنَ المَلائِكَةِ يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذّكْرِ، فإذَا أَتَوْا عَليْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ.
وفي صحيح مسلم عن معاوية- رضي اللّه عنه- أنه قال: خرج رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم- على حلقة من أصحابه فقال: "ما أجْلَسَكُم؟ قالوا: جلسنا نذكُر اللّه تعالى ونحمَدُه على ما هدانا للإسلام ومَنَّ به علينا، قال: آللّه ما أجْلَسَكُمْ إلا ذَاكَ؟ قالوا: واللَّهِ، ما أجلسنا إلاّ ذاك، قال: أما إني لَمْ أستحلِفكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولَكنَّهُ أتاني جبْرِيلُ فأخْبَرَنِي أنَّ اللّه تعالى يُباهي بكُمُ المَلائكَةَ".
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما جلس قوم مجلسًا يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده" (أخرجه مسلم).
وفي تعليق الإمام الصنعاني على الحديث يقول: "دلَّ الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين وفضيلة الاجتماع على الذكر، والمراد بالذكر هو التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن ونحو ذلك، وفي حديث البزار أنه تعالى يسأل ملائكته ما يصنع العباد وهو أعلم بهم فيقولون يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك ويسألونك لآخرتهم ودنياهم" (سبل السلام).
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله ملائكة سيارة فضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض، فإذا أتوا على مجلس ذكر حفَّ بعضهم بعضًا بأجنحتهم إلى السماء، فيقول تبارك وتعالى من أين جئتم وهو أعلم، فيقولون: ربنا جئنا من ثم عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك، يقول: ما يسألونني وهو أعلم؟، فيقولون: ربنا يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟، فيقولون: لا يا رب، فيقول: كيف لو رأوها؟، فيقول: ومم يستجيرونني وهو أعلم؟، فيقولون: من النار. فيقول: هل رأوها؟، فيقولون: لا. فيقول: فكيف لو رأوها؟، ثم يقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني. فيقولون: ربنا إن فيهم عبدًا خطاء جلس إليهم وليس معهم فيقول وهو أيضا: قد غفرت له، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".
يقول الإمام النووي: "وفي هذا الحديث فضيلة الذكر وفضيلة مجالسه والجلوس مع أهله وإن لم يشاركهم وفضل مجالسة الصالحين وبركتهم والله أعلم" (شرح النووي على صحيح مسلم).
كما يقول ابن حجر في فتح الباري: "ويؤخذ من مجموع طرق الحديث المراد بمجالس الذكر وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما، وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة" (فتح الباري).
وفي الحديث عن يعلى بن شداد قال: حدثني أبي شداد وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه. قال: كنا ثم النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال غريب يعني أهل الكتاب. قلنا: لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب، وقال: "ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع - صلى الله عليه وسلم- يده ثم قال: الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد: ثم قال: ألا أبشروا فإن الله قد غفر لكم". (أخرجه أحمد والطبراني والبزار ورجاله موثقون).
آثار عن الصحابة
وقد وردت آثار عن الصحابة - رضوان الله عليهم - تؤكد حرصهم على الذكر في جماعة واجتماعهم عليه، فعن أنس بن مالك قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة" (أخرجه أحمد وإسناده حسن).
وعن الأسود بن هلال قال: كان معاذ يقول لرجل من إخوانه اجلس بنا فلنؤمن ساعة، فيجلسان يتذاكران الله ويحمدانه، وعنه قال: قال لي معاذ اجلس بنا نؤمن ساعة، يعني نذكر الله (مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح).
وعن عون بن عبد الله قال: كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عز وجل عندها، فقالوا لعلنا قد أمللناك، قالت: تزعمون أنكم قد أمللتموني فقد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئًا أشفى خالقي ولا أحرى أن أصيب به الدين من مجالس الذكر" (كتاب الزهد لابن أبي عاصم).
ومما تتم به الفائدة أن نذكر هذه الفتوى الجليلة القيمة من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية حول الذكر في جماعة.. هذا نصها: "(مسألة 175) وسُئل عن رجل ينكر على أهل الذكر يقول لهم هذا الذكر بدعة وجهركم في الذكر بدعة وهم يفتتحون بالقرآن ويختتمون ثم يدعون للمسلمين الأحياء والأموات ويجمعون التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة ويصلون على النبي، والمنكر يعمل السماع مرات بالتصفيق ويبطل الذكر في وقت عمل السماع.
فأجاب: الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح، وهو من أفضل القربات والعبادات في الأوقات، ففي الصحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض فإذا مروا بقوم يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم".. وذكر الحديث وفيه "وجدناهم يسبحونك ويحمدونك".
لكن ينبغي أن يكون هذا أحيانا في بعض الأوقات والأمكنة فلا يجعل سنة راتبة يحافظ عليها إلا ما سنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المداومة عليه في الجماعات من الصلوات الخمس في الجمعات ومن الجمعات والأعياد ونحو ذلك.
وأما محافظة الإنسان على أورادٍ له من الصلاة أو القراءة أو الذكر أو الدعاء طرفي النهار وزلفًا من الليل وغير ذلك.. فهذا سنة رسول الله والصالحين من عباد الله قديمًا وحديثًا، فما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات فعل كذلك، وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك.
كما كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانًا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب يقول يا أبا موسى ذكِّرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون، وكان من الصحابة مَن يقول اجلسوا بنا نؤمن ساعة.
وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه التطوع في جماعةٍ مرات، وخرج على الصحابة من أهل الصفة وفيهم قارئ يقرأ والحاصل معهم يستمع.
وما يحصل ثم السماع والذكر المشروع من وجل القلب ودمع العين وإقشعرار الجسوم.. فهذا أفضل الأحوال التي نطق بها الكتاب والسنة، وأما الاضطراب الشديد والغشى والموت والصيحات فهذا إن كان صاحبه مغلوبًا عليه لم يلم عليه، كما قد كان يكون في التابعين ومن بعدهم فإن منشأة قوة الوارد على القلب مع ضعف القلب والقوة والتمكن أفضل كما هو حال النبي والصحابة، وأما السكون قسوة وجفاء فهذا مذموم لا خيرَ فيه.
وأما ما ذكر من السماع فالمشروع الذي تصلح به القلوب ويكون وسيلتها إلى ربها بصلة ما بينه وبينها هو سماع كتاب الله الذي هو سماع خيار هذه الأمة، لا سيما وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وقال: "زينوا القرآن بأصواتكم" وهو السماع الممدوح في الكتاب والسنة.
لكن لما نسى بعض الأمة حظًا من هذا السماع الذي ذُكِّروا به ألقى بينهم العداوة والبغضاء فأحدث قوم سماع القصائد والتصفيق والغناء مضاهاةً لما ذمه الله من المكاء والتصدية والمشابهة لما ابتدعه النصارى وقابلهم قوم قست قلوبهم عن ذكر الله وما أنزل من الحق، وقست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة مضاهاةً لما عابه الله على الوسط هو ما عليه خيار هذه الأمة قديمًا وحديثًا، والله أعلم، (الفتاوى الكبرى لابن تيمية).
نينا الجزائرية
2010-07-17, 08:04
جزاك الله خيرا اختي لكن اضن انه مكرر
عابر . سبيل
2010-07-18, 07:46
وما تعليقكم عن:فتاوى لكبار علماء الأمة بهذا الشأن يجيزون الذكر الجماعى
شيخ الإسلام بن تيمية
هذا ما جاء في كتاب الفتاوى الكبرى لشيخنا شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية عن مجالس الذكر الجماعي:
كتاب الذكر والدعاء . مسألة رجل ينكر على من يجهر بالذكر. 318 - 6 - مَسْأَلَةٌ : فِي رَجُلٍ يُنْكِرُ عَلَى أَهْلِ الذِّكْرِ , يَقُولُ لَهُمْ : هَذَا الذِّكْرُ بِدْعَةٌ وَجَهْرُكُمْ فِي الذِّكْرِ بِدْعَةٌ , وَهُمْ يَفْتَتِحُونَ بِالْقُرْآنِ وَيَخْتَتِمُونَ , ثُمَّ يَدْعُونَ لِلْمُسْلِمِينَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ , وَيَجْمَعُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّكْبِيرَ وَالْحَوْقَلَةَ , وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُنْكِرُ يَعْمَلُ السَّمَاعَ مَرَّاتٍ بِالتَّصْفِيقِ وَيَبْطُلُ الذِّكْرُ فِي وَقْتِ عَمَلِ السَّمَاعِ .
الْجَوَابُ : الِاجْتِمَاعُ لِذِكْرِ اللَّهِ وَاسْتِمْتَاعِ كِتَابِهِ وَالدُّعَاءُ عَمَلٌ صَالِحٌ , وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ وَالْعِبَادَاتِ فِي الْأَوْقَاتِ , فَفِي الصَّحِيحِ , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ , فَإِذَا مَرُّوا بِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إلَى حَاجَتِكُمْ } وَذَكَرَ الْحَدِيثَ , وَفِيهِ : { وَجَدْنَاهُمْ يُسَبِّحُونَك وَيَحْمَدُونَك } . لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا أَحْيَانًا فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَالْأَمْكِنَةِ , فَلَا يُجْعَلُ سُنَّةً رَاتِبَةً يُحَافِظُ عَلَيْهَا إلَّا مَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَمِنْ الْجُمُعَاتِ وَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
وَأَمَّا مُحَافَظَةُ الْإِنْسَانِ عَلَى أَوْرَادٍ لَهُ مِنْ الصَّلَاةِ أَوْ الْقِرَاءَةِ أَوْ الذِّكْرِ أَوْ الدُّعَاءِ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ , فَهَذَا سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا , فَمَا سُنَّ عَمَلُهُ عَلَى وَجْهِ الِاجْتِمَاعِ كَالْمَكْتُوبَاتِ , فُعِلَ كَذَلِكَ , وَمَا < 385 > سُنَّ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهِ عَلَى وَجْهِ الِانْفِرَادِ مِنْ الْأَوْرَادِ عُمِلَ كَذَلِكَ , كَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَجْتَمِعُونَ أَحْيَانًا يَأْمُرُونَ أَحَدَهُمْ يَقْرَأُ وَالْبَاقُونَ يَسْتَمِعُونَ , وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ يَا أَبَا مُوسَى ذَكِّرْنَا رَبَّنَا , فَيَقْرَأُ وَهُمْ يَسْتَمِعُونَ , وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ مَنْ يَقُولُ : " اجْلِسُوا بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً " { وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ التَّطَوُّعَ فِي جَمَاعَةٍ مَرَّاتٍ } , { وَخَرَجَ عَلَى الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَفِيهِمْ قَارِئٌ يَقْرَأُ فَجَلَسَ مَعَهُمْ يَسْتَمِعُ } .
وَمَا يَحْصُلُ عِنْدَ السَّمَاعِ وَالذِّكْرِ الْمَشْرُوعِ مِنْ وَجَلِ الْقَلْبِ , وَدَمْعِ الْعَيْنِ , وَاقْشِعْرَارِ الْجُسُومِ , فَهَذَا أَفْضَلُ الْأَحْوَالِ الَّتِي نَطَقَ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ , وَأَمَّا الِاضْطِرَابُ الشَّدِيدُ وَالْغَشْيُ وَالْمَوْتُ وَالصَّيْحَاتُ , فَهَذَا إنْ كَانَ صَاحِبُهُ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ لَمْ يُلَمْ عَلَيْهِ , كَمَا قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ , فَإِنَّ مَنْشَأَهُ قُوَّةُ الْوَارِدِ عَلَى الْقَلْبِ مَعَ ضَعْفِ الْقَلْبِ , وَالْقُوَّةُ وَالتَّمَكُّنُ أَفْضَلُ كَمَا هُوَ حَالُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ . وَأَمَّا السُّكُونُ قَسْوَةٌ وَجَفَاءٌ فَهَذَا مَذْمُومٌ لَا خَيْرَ فِيهِ .
وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنْ السَّمَاعِ فَالْمَشْرُوعُ الَّذِي تَصْلُحُ بِهِ الْقُلُوبُ وَيَكُونُ وَسِيلَتَهَا إلَى رَبِّهَا بِصِلَةِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا هُوَ سَمَاعُ كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ سَمَاعُ خِيَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ } وَقَالَ : { زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ } وَهُوَ السَّمَاعُ الْمَمْدُوحُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , لَكِنْ لَمَّا نَسِيَ بَعْضُ الْأُمَّةِ حَظًّا مِنْ هَذَا السَّمَاعِ الَّذِي ذُكِّرُوا بِهِ أُلْقِيَ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ , فَأَحْدَثَ قَوْمٌ سَمَاعَ الْقَصَائِدِ وَالتَّصْفِيقِ وَالْغِنَاءِ مُضَاهَاةً لِمَا ذَمَّهُ اللَّهُ مِنْ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ وَالْمُشَابَهَةِ لِمَا ابْتَدَعَهُ النَّصَارَى , وَقَابَلَهُمْ قَوْمٌ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ , وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً مُضَاهَاةً لِمَا عَابَهُ اللَّهُ عَلَى الْيَهُودِ .
وَالدِّينُ الْوَسَطُ هُوَ مَا عَلَيْهِ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
"]مشروعية الذكر الجماعي ومجالس الذكر
يقول الإِمام النَّوَوي- يرحمه الله- في كتابه المشهور "الأذْكَار": "اعلم أنه كما يُستحبُّ الذكر يُستحبُّ الجلوس في حِلَق أهله، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك، ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم-: "إذا مَرَرْتُمْ بِرِياضِ الجَنَّةِ فارْتَعُوا. قالُوا: وَمَا رِياضُ الجَنَّةِ يا رَسُولَ اللّه؟! قالَ: حِلَقُ الذّكْرِ، فإنَّ للّه تعالى سَيَّارَاتٍ مِنَ المَلائِكَةِ يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذّكْرِ، فإذَا أَتَوْا عَليْهِمْ حَفُّوا بِهِمْ.
وفي صحيح مسلم عن معاوية- رضي اللّه عنه- أنه قال: خرج رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم- على حلقة من أصحابه فقال: "ما أجْلَسَكُم؟ قالوا: جلسنا نذكُر اللّه تعالى ونحمَدُه على ما هدانا للإسلام ومَنَّ به علينا، قال: آللّه ما أجْلَسَكُمْ إلا ذَاكَ؟ قالوا: واللَّهِ، ما أجلسنا إلاّ ذاك، قال: أما إني لَمْ أستحلِفكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولَكنَّهُ أتاني جبْرِيلُ فأخْبَرَنِي أنَّ اللّه تعالى يُباهي بكُمُ المَلائكَةَ".
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما جلس قوم مجلسًا يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده" (أخرجه مسلم).
وفي تعليق الإمام الصنعاني على الحديث يقول: "دلَّ الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين وفضيلة الاجتماع على الذكر، والمراد بالذكر هو التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن ونحو ذلك، وفي حديث البزار أنه تعالى يسأل ملائكته ما يصنع العباد وهو أعلم بهم فيقولون يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك ويسألونك لآخرتهم ودنياهم" (سبل السلام).
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله ملائكة سيارة فضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض، فإذا أتوا على مجلس ذكر حفَّ بعضهم بعضًا بأجنحتهم إلى السماء، فيقول تبارك وتعالى من أين جئتم وهو أعلم، فيقولون: ربنا جئنا من ثم عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك، يقول: ما يسألونني وهو أعلم؟، فيقولون: ربنا يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟، فيقولون: لا يا رب، فيقول: كيف لو رأوها؟، فيقول: ومم يستجيرونني وهو أعلم؟، فيقولون: من النار. فيقول: هل رأوها؟، فيقولون: لا. فيقول: فكيف لو رأوها؟، ثم يقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني. فيقولون: ربنا إن فيهم عبدًا خطاء جلس إليهم وليس معهم فيقول وهو أيضا: قد غفرت له، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".
يقول الإمام النووي: "وفي هذا الحديث فضيلة الذكر وفضيلة مجالسه والجلوس مع أهله وإن لم يشاركهم وفضل مجالسة الصالحين وبركتهم والله أعلم" (شرح النووي على صحيح مسلم).
كما يقول ابن حجر في فتح الباري: "ويؤخذ من مجموع طرق الحديث المراد بمجالس الذكر وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما، وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة" (فتح الباري).
وفي الحديث عن يعلى بن شداد قال: حدثني أبي شداد وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه. قال: كنا ثم النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال غريب يعني أهل الكتاب. قلنا: لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب، وقال: "ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع - صلى الله عليه وسلم- يده ثم قال: الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد: ثم قال: ألا أبشروا فإن الله قد غفر لكم". (أخرجه أحمد والطبراني والبزار ورجاله موثقون).
آثار عن الصحابة
وقد وردت آثار عن الصحابة - رضوان الله عليهم - تؤكد حرصهم على الذكر في جماعة واجتماعهم عليه، فعن أنس بن مالك قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة" (أخرجه أحمد وإسناده حسن).
وعن الأسود بن هلال قال: كان معاذ يقول لرجل من إخوانه اجلس بنا فلنؤمن ساعة، فيجلسان يتذاكران الله ويحمدانه، وعنه قال: قال لي معاذ اجلس بنا نؤمن ساعة، يعني نذكر الله (مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح).
وعن عون بن عبد الله قال: كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عز وجل عندها، فقالوا لعلنا قد أمللناك، قالت: تزعمون أنكم قد أمللتموني فقد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئًا أشفى خالقي ولا أحرى أن أصيب به الدين من مجالس الذكر" (كتاب الزهد لابن أبي عاصم).
ومما تتم به الفائدة أن نذكر هذه الفتوى الجليلة القيمة من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية حول الذكر في جماعة.. هذا نصها: "(مسألة 175) وسُئل عن رجل ينكر على أهل الذكر يقول لهم هذا الذكر بدعة وجهركم في الذكر بدعة وهم يفتتحون بالقرآن ويختتمون ثم يدعون للمسلمين الأحياء والأموات ويجمعون التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة ويصلون على النبي، والمنكر يعمل السماع مرات بالتصفيق ويبطل الذكر في وقت عمل السماع.
فأجاب: الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح، وهو من أفضل القربات والعبادات في الأوقات، ففي الصحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض فإذا مروا بقوم يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم".. وذكر الحديث وفيه "وجدناهم يسبحونك ويحمدونك".
لكن ينبغي أن يكون هذا أحيانا في بعض الأوقات والأمكنة فلا يجعل سنة راتبة يحافظ عليها إلا ما سنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المداومة عليه في الجماعات من الصلوات الخمس في الجمعات ومن الجمعات والأعياد ونحو ذلك.
وأما محافظة الإنسان على أورادٍ له من الصلاة أو القراءة أو الذكر أو الدعاء طرفي النهار وزلفًا من الليل وغير ذلك.. فهذا سنة رسول الله والصالحين من عباد الله قديمًا وحديثًا، فما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات فعل كذلك، وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك.
كما كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانًا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب يقول يا أبا موسى ذكِّرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون، وكان من الصحابة مَن يقول اجلسوا بنا نؤمن ساعة.
وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه التطوع في جماعةٍ مرات، وخرج على الصحابة من أهل الصفة وفيهم قارئ يقرأ والحاصل معهم يستمع.
وما يحصل ثم السماع والذكر المشروع من وجل القلب ودمع العين وإقشعرار الجسوم.. فهذا أفضل الأحوال التي نطق بها الكتاب والسنة، وأما الاضطراب الشديد والغشى والموت والصيحات فهذا إن كان صاحبه مغلوبًا عليه لم يلم عليه، كما قد كان يكون في التابعين ومن بعدهم فإن منشأة قوة الوارد على القلب مع ضعف القلب والقوة والتمكن أفضل كما هو حال النبي والصحابة، وأما السكون قسوة وجفاء فهذا مذموم لا خيرَ فيه.
وأما ما ذكر من السماع فالمشروع الذي تصلح به القلوب ويكون وسيلتها إلى ربها بصلة ما بينه وبينها هو سماع كتاب الله الذي هو سماع خيار هذه الأمة، لا سيما وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وقال: "زينوا القرآن بأصواتكم" وهو السماع الممدوح في الكتاب والسنة.
لكن لما نسى بعض الأمة حظًا من هذا السماع الذي ذُكِّروا به ألقى بينهم العداوة والبغضاء فأحدث قوم سماع القصائد والتصفيق والغناء مضاهاةً لما ذمه الله من المكاء والتصدية والمشابهة لما ابتدعه النصارى وقابلهم قوم قست قلوبهم عن ذكر الله وما أنزل من الحق، وقست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة مضاهاةً لما عابه الله على الوسط هو ما عليه خيار هذه الأمة قديمًا وحديثًا، والله أعلم، (الفتاوى الكبرى لابن تيمية).
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته ...
جزاك الله خيرا اخي ..واثابك الجنة ....
والاخت ام مريم مشكورة كذلك على مجهودها ....
لكني ارى ان تثبيت مثل هذا الموضوع ليس بالامر الصائب ..
لكثرة الاختلاف فيه .... وما اختلف فيه ترك لعلماء الامة خير ...
طاهر القلب
2010-07-18, 08:00
السلام عليكم
جزاك الله خيرا و أثابكم الجنة
على الموضوع و مداخلات الأعضاء الثرية
دمتم في رعاية الله و حفظه
http://vb.arabseyes.com/uploaded/126714_1199123513.jpghttp://vb.arabseyes.com/uploaded/126714_1199123513.jpg
http://vb.arabseyes.com/uploaded/126714_1199123513.jpghttp://vb.arabseyes.com/uploaded/126714_1199123513.jpg
ROU7 EL-WARD
2010-07-18, 15:33
جزاك الله خيرا أختي على الموضوع المفيد
بارك الله فيك ياختاه على هذا الموضوع المفيد والقيم enter]
العربي عبدية
2010-08-05, 12:22
السلام عليكم ورحمة الله
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه ،
أما بعد :
فقد انتشر في العديد من المنتديات مواضيع تدعو الأعضاء الى التسبيح والتكبير ، وبعضها تدعوهم إلى أن يذكر كل عضو اسم من أسماء الله الحسنى ، وبعضها تدعوهم إلى الدخول من أجل الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد أحببت من خلال موضوعي أن اوضح حكم الشرع في مثل هذه المواضيع ، فأسأل الله ان يعينني لإيصال هذا الموضوع بأبسط وأوضح صورة ممكنة ، إنه سميع مجيب .
من المعروف إخوتي أن الذكر الجماعي بدعة محدثة والدليل على ذلك ما ورد في الأثر عن عمرو بن سلمة:
عن عمرو بن سلمة : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا : لا . فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا. قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه. قال : رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حَصَى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة .
قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك .
قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فعدّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء . ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري ، لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
{أخرجه الدارمي وصححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة 5-12}
من هذا الأثر يتبين لنا إنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا ، وسبب إنكاره واضح فقد احدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - أبدا .
وقد أفتى الكثير من علماء المسلمين بحرمة هذا العمل وأنه من البدع المحدثة ، اقرأ معي الفتاوى التالية :
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2745.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_811.shtml
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hid=4283
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hid=2962
وهذي فتوى لتوضيح الامر
افتتاح المنتديات بالتهليل والتكبير
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف العقائد والمذاهب الفكرية/البدع والمحدثات/بدع الأذكار والأدعية
التاريخ 7/9/1424هـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد:
نلاحظ في كثير من المنتديات مواضيع يبدأ العضو الأول بقول سبحان الله، والثاني: الله أكبر، وهكذا يستمرون في التسبيح والتهليل في كل مرة يتم الدخول إلى المنتدى.
فما الحكم في ذلك بارك الله فيكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،،
وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته.
وبعد:
فالذي أراه أن هذا العمل من قبيل الذكر الجماعي البدعي، بل ربما كان من اتخاذ آيات الله هزواً. نسأل الله العافية. والله أعلم.
وهذا الرابط
http://www.islamtoday.net/questions...nt.cfm?id=26939
وهذه فتاوي أخرى في نفس الموضوع تم نقلها من احد المنتديات
الفتوى الأولى :-
-------------
السؤال:
-------
أريد فتوى مستعجلة - جزاكم الله خير – في هذا الأمر..
في إحدى المنتديات وضعت إحداهن هذه المشاركة "سجل حضورك اليومي بالصلاة على
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أريد أن أعرف ما حكم ذلك.. هل هذا من الدين؟
فأنا أخشى أن يكون ذلك من البدع، وجزاكم الله خيرا.
الفتوى وهي تخص الشيخ محمد الفايز
----------------------
سؤالك قبل مشاركتك أمر طيب تشكرين عليه؛ إذ كثير من الأخوات تفعل
الأمر ثمَّ تذهب للسؤال عنه.
أمَّا عن السؤال؛ فإنَّ مثل هذا المطلب، وهو جمع عدد معين من الصلاة والسلام على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر حادث، لم يكن عليه عمل المتقدمين من الصحابة والتابعين
ومن بعدهم، ثم لا يظهر فيه فائدة أو ميزة معينة.
فإن قيل: إنَّ فيه حثاً للناس لفعل هذه السنة العظيمة، فيقال: بالإمكان حثهم ببيان فضل الصلاة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بهذه الطريقة.
وإني أخشى أن يكون وراء مثل هذه الأفعال بعض أصحاب البدع، كالصوفية ونحوهم،؛ فينبغي الحذر
من ذلك.
وبكل حال.. وبغض النظر عمَّن وراء ذلك؛ إلا أن هذا الطلب مرفوض لما ذكر.
أسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقك العلم النافع
والعمل الصالح، وجميع فتياتنا المؤمنات.. آمين.
الفتوى الثانية :-
----------
تخص الشيخ عبد الرحمن السحيم وهي كتعقيب على الفتوى الاولى
ذكر فيها فضيلته ان ( حسن النية لا يُسوِّغ العمل وابن مسعود لما دخل المسجد
ووجد الذين يتحلّقون وأمام كل حلقة رجل يقول : سبحوا مائة ، فيُسبِّحون ، كبِّروا مائة ، فيُكبِّرون ...
فأنكر عليهم - مع أن هذا له أصل في الذِّكر - ورماهم بالحصباء
وقال لهم : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن حصاً نعدّ به التكبير والتهليل والتسبيح
قال : فعدوا سيئاتكم ! فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء .
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم
متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبلَ ، وأنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي
من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير !
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم .
فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج .
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها .
الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
الأستاذ المشارك - قسم العقيدة
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shari.../www/mg-006.htm
وبعد هذه الفتاوى من العلماء - فقد بات من الواضح لكم تماما حكم الذكر الجماعي ، ولهذا فإني أرجو من إخوتي الكرام الحذر من مثل هذه المواضيع وعدم المشاركة بها وتحذير باقي المسلمين من مثل هذه المواضيع حتى لا يقعوا في البدعة .
وانا لم اضع هذه المشاركه هنا الا عندما رأيت الموضوع
بعنوان سجل حضورك اليومي بالصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا من البدع كما اسلفت في الاعلى
ارجوا الدعاء لي
وجزاكم الله خيرا
منقول
بارك الله فيك أختي الكريمة و جزاك الله ألف خير فهناك العديد من الجماعات تقوم بالذكر الجماعي و يذهب وراءهم العوام
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك
ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
ضياء منار
2010-08-10, 19:35
جزاك الله عنا كل خير.فقد كثرت البدع في هذا الزمان.رمضان مبارك.
نينا الجزائرية
2010-08-11, 13:28
حزاكم الله خيرا
elbarmoh
2010-08-15, 11:50
http://dc09.arabsh.com/i/01878/9cpsri3bv4l1.gif (http://arabsh.com/9cpsri3bv4l1.html)
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
بارك الله فيك على الموضوع المميز
و جزاك الله كل خير
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_12770474411b5b0041.gif
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir