المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات الرجل الحقيقية...لابي خولة


عُضو مُحترم
2010-06-04, 09:54
السلام عليكم


كلمات / تنبيهات

صفات الرجولة في القرآن الكريم



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فإن الرجولة التي تكلم عنها القرآن، والتي ضاعت مضامينها اليوم، وفقدت أركانها عند الكثيرين، فصاروا أشباه الرجال ولا رجال، هذه الرجولة لها خصائصها ومقوماتها وأركانها التي تضمنها كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وحث عليها وأثنى على أهلها، وأشاد بذكرهم، ورفع مكانتهم؛ لأنها تحققت فيهم، فارتقوا بها، وارتقت بهم، وسموا بها بعد أن سمت بهم، فتعالوا لننظر ما هي صفات الرجولة في القران الكريم.

[b]الصفة الأولى: التعلق بالمساجد وحب الطهارة:

يقول الله - تعالى -: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}1.

أين مكان أولئك الرجال؟ هل هم في المجتمعات الفارغة التي تُفْرِغ الرجولة من معانيها؟

كلا - أيها الإخوة - {فِيهِ رِجَالٌ}2 في هذا المسجد رجال، {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}3 فيأتون إلى المسجد على طهارة، فكان جزاؤهم أن أحب الله هؤلاء الرجال الذين من صفتهم الطهارة لأن{اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}4، هذه صفة من صفات الرجال العظماء الذين حازوا على شرف الرجولة.

الصفة الثانية: ذكر الله - تعالى -، وإقام الصلاة وترك ما يلهي عنها:

يقول الله - عز وجل -: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}5.

مَن في هذا المسجد؟

إنهم رجالٌ!

قال بعض السلف - رحمه الله -: "يبيعون ويشترون - هؤلاء الرجال -؛ ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة"، ومر عمرو بن دينار - رحمه الله - ومعه سالم بن عبد الله قال: "كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد المسجد، فمررنا بسوق المدينة وقد قاموا إلى الصلاة، وخَمَّروا متاعهم، فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد فتلا هذا الآية: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}" ثم قال: هم هؤلاء" هؤلاء الذين عنى الله بقوله في هذه الآية، هؤلاء الذين قدموا مراد الله على مراد أنفسهم، وآثروا طاعة الله على المتاع الدنيوي الزائل، آثروا الاستجابة لهذا النداء العلوي الرباني: حي على الصلاة، حي على الفلاح؛ على نداء الجشع والطمع الذي يثيره الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء.

الصفة الثالثة: الثبات على المنهج الرباني:

قال الله - عز وجل - مادحاً صنفاً من أصناف الرجالِ {منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُوَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}6، لم يبدلوا ولم يغيروا ولم ينحرفوا، بل هم مستقيمون على هذا المنهاج، ينتظرون أمر الله - تعالى - أن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب، لا يلوُون على شيء إلا مرضاة ربهم - عز وجل -، إنه الثبات على المنهج الذي افتقده كثيرٌ من المسلمين اليوم حتى ممن شغلوا بالعمل للإسلام، فقامت عندهم انحرافات في التصور والسلوك، وانحرفوا عن منهج الله.

الصفة الرابعة: تأييد الرسل ومناصرتهم:

قال - تعالى -: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ}7.

من صفات الرجولة - أيها الإخوة - أن تكونوا أعواناً للرسل، حرباً على أعداء الرسل، وليس حرباً على الرسل، وأن تكونوا مؤيدين لدعوة الرسل، لا مثبطين عن دعوة الرسل، وأن تكونوا مستجيبين لدعوة الرسل، متبعين لا عاصين، ولا مبتدعين، ولا معاندين.

وكم من الرجال من يمتلك هذه الصفة اليوم؟

كم من الرجال من يؤيد دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم-؟

إنهم قليل.

الصفة الخامسة: تقديم النصيحة في حال الخوف:

ولقد كان هذا الرجل مؤمناً {قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ}8 فيتشاورون في أمرك، {لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}9 لأني أكشف لك مخططاتهم، وأعرِّي لك دسائسهم ونياتهم الخبيثة، فاخرج من هذه المدينة، قال ابن كثير - رحمه الله -: "وُصِف بالرجولة؛ لأنه خالف الطريق يعني بالطرق الجادة التي تُسلك في الشارع، فسلك طريقاً أقرب من طريق الذين بُعثوا وراءه، فسبق إلى موسى وحذره، قال: إن الناس آتون ورائي ليقبضوا عليك ويقتلوك، أعوان فرعون الطاغية: {فَاخْرُجْ إِنِّي لَِكَ مِنَ النِّاصِحِينَ}"10.

انظر إلى عجيب أمر هذا الرجل يأتي يسعى، ويختصر الطريق؛ ليحذر ولي الله ونبيه موسى - عليه السلام -، وفي حال الخوف إنما يتقدم الرجال بالنصح لله - عز وجل -، رغم الخوف الذي يكتنفهم، وأجواء الإرهاب التي تحيط بهم، فيقومون بواجب النصيحة.

رجل واحد يفعل أفعالاً لا تفعلها أمة بأسرها، رجل واحد يعدل غثاءً، بل إنه يرجح على هذا الغثاء المترامي الأطراف، الذي لا يجمعه تصور واحد، ولا منهج واحد، ولا عقيدة واحدة، يقوم هؤلاء الرجال بواجب النصح لله - عز وجل -، ويحذرون أولياء الله من المخاطر التي تحدق بهم.

نسأل الله تعالى أن يصلح ظواهرنا وبواطننا، وأن يجعل نياتنا خالصة له إنه على كل شيء قدير، والحمد لله أولاً وآخراً.



--------------------------------------------------------------------------------

1 التوبة (108).

2 التوبة (108).

3 التوبة (108).

4 التوبة (108).

5 النور (36-37).

6 الأحزاب (23).

7 يس (20-21).

8 القصص (20).

9 القصص (20).

10 القصص (20).
[/b

إضافة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين. وبعد:

فقد ذكر الله الرجولة في القرآن الكريم في أكثر من خمسين موضعًا، فذكر الرجل، والرجلين، والرجال، وقرن الرجل بالمرأة في آيتين اثنتين، والرجال بالنساء في عشرة مواضع، ولنا مع الرجولة الوقفات التالية:

الوقفة الأولى: المقصود بالرجولة:

ذكر الله الرجولة في القرآن، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، وأراد الله بالرجولة النوع تارة، وأراد بها الصفة تارة أخرى، وأراد بها النوع والصفة تارة ثالثة.

أما النوع:

فيقصد بالرجولة الذكورة، فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾[النساء: 1]، وقال:﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾[النساء: 32]، وقال: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ [الأعراف: 81].

وأما الصفة:

فيقصد بالرجولة توافر صفات الرجولة في الذكر فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾[الأحزاب: 23]، فكلمة المؤمنين جمع مذكر سالم، ولم يقل الله عز وجل كل المؤمنين رجال وإنما قال: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ، ومن للتبعيض أي ليس كل ذكر رجلاً وإنما كل رجل ذكر، فأراد هاهنا صفة الرجولة ولم يرد النوع أي الذكورة.

وأما النوع والصفة: فيذكر الله - عز وجل - الرجولة ويريد بها توافر النوع والصفة، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾[النساء: 34]، فلابد للقوامة من الذكورة ومن الرجولة فنحن نرى رجالا تقودهم النساء وذلك راجع إلى انتفاء الصفة مع وجود النوع.

الوقفة الثانية: الاشتراك في الحكم:

إذا ورد لفظ الرجل في القرآن الكريم والسنة ولم يرد دليل على اختصاص الرجل بالحكم، فالأصل دخول النساء في الحكم مع الرجال لقوله صلى الله عليه وسلم : (إنما النساء شقائق الرجال). [رواه الترمذي وصححه الألباني]. فحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله جاء فيه السبعة بلفظ

رجل، ومع ذلك فهذا الحديث يشمل الرجال والنساء، فمن النساء من سيظلهن الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

الوقفة الثالثة: صفات الرجولة في القرآن والسنة:

أولاً: في القرآن:

أ- الطهارة بشقيها المادي والمعنوي: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108].

ب- الصدق مع الله: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾[الأحزاب: 32].

ج- إيثار الآخرة على الدنيا: ﴿رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾ [النور: 37].

د- القوامة وحسن التوجيه لبيوتهم وذويهم: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ [النساء: 34].

هـ- الإيجابية: وتتفصل في:

1- مؤمن «يس» والسعي لتبليغ دعوة الله ومناصرة الأنبياء: قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يس: 20].

2- مؤمن آل فرعون والدفاع عن رمز الدعوة ضد مؤامرة الكفار: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾ [غافر: 28].

3- التحرك السريع لدرء الخطر وبذل النصيحة: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾[القصص: 20].

ثانيًا في السنة:

1- القيام بالفرائض: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: إن أعرابيًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: ( تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ). قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ). [متفق عليه].

2- الصلاح: عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: رأيت في المنام كأن في يدي قطعة إستبرق «حرير سميك» وليس مكان أريد من الجنة إلا طرت إليه، قال: فقصصته على حفصة، فقصته حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( أرى عبد الله رجلاً صالحًا ). [متفق عليه].

3- الصبر على الشدائد: عن خباب بن الأرت- رضي الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا.

فقال: ( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله لَيَتِمَنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ). [رواه البخاري].

4- الثبات: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس فقال: (ألا أخبركم بخير الناس، فقلنا: نعم يا رسول الله، قال: رجل ممسك برأس فرسه أو قال: فرس في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، فأخبركم بالذي يليه، فقلنا: نعم يا رسول الله، قال: امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل... الناس ).

[رواه الدارمي ورواه الترمذي وصححه الألباني].

5- الأمانة والقناعة والحكمة:

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كان فيمن كان قبلكم رجل اشترى عقارًا فوجد فيها جرة من ذهب فقال: اشتريت منك الأرض ولم اشتر منك الذهب. فقال الرجل: إنما بعتك الأرض بما فيها، فتحاكما إلى رجل فقال: ألكما ولد؟ فقال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: فأنكحا الغلام الجارية وأنفقا على أنفسهما منه وليتصدق ). [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].

فسبحان الله كيف كانت أمانة المشتري وقناعة البائع وحكمة القاضي بينهما !!

6- السماحة: عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً بائعًا ومشتريًا ). [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني].

فالسماحة في البيع والشراء والاقتضاء تحتاج إلى رجل، فكم رأينا من يبيع ويعود في بيعه من أجل أموال قليلة أو يبيع على بيع أخيه.

7- قيام الليل: عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً ). [متفق عليه].

8- ترك الحرام: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال:( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء). وفي رواية: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال). [رواه البخاري].

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل. [رواه أبو داود وصححه الألباني].

الوقفة الرابعة: الرجولة والنبوة:

أرسل الله- عز وجل- الرسل وبعث الأنبياء وكلهم بلغوا الكمال في صفات الرجولة، ولم يرسل الله- عز وجل- أنثى قط، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالا﴾ً [يوسف: 109، النحل: 43، الأنبياء: 7]، أما من قال بنبوة مريم وأم موسى عليهما السلام مستدلاً على ذلك بالوحي لهما فمردود عليه بأن الوحي هنا بمعنى الإلهام ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ [النحل: 68]،

وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الذي قتل مائة نفس: ( فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال: قيسوا ما بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له ). [متفق عليه]. والوحي هنا إلى أرض المعصية وأرض التوبة، ولم يقل أحد بنبوة النحل أو الأرض؟!

كما أن الله- عز وجل - ﴿قد حسم القضية بقوله تعالى: مَا الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾ [المائدة: 75]، ولم يقل نبية، بل إن كفار قريش يعلمون أن الأنبياء رجال فقد حكى الله عنهم قولهم: ﴿وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: 31]، وقولهم: ﴿وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: 8، 9].

الوقفة الخامسة: الرجولة وعلامات الساعة:

عن أنس- رضي الله عنه- قال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لا يحدثكم به غيري، قال ( من أشراط الساعة أن يظهر الجهل ويقل العلم ويظهر الزنا وتشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم رجل واحد ). [رواه البخاري].

وذكر قلة الرجال وكثرة النساء مع ارتكاب الكبائر وظهور الجهل وقلة العلم يدل على أن قلة الرجال وكثرة النساء أمر سيئ تترتب عليه مفاسد كثيرة.

2- عن عبد الله- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئت ظلمًا وجورً ) [رواه أبو داود وقال عنه الألباني حديث حسن صحيح].

أخيرًا، فبعد أن ذكرنا الرجولة ومعناها في الكتاب والسنة، فما أحوجنا اليوم أن نتصف بصفات الرجولة، فوالله ما ضيعنا الدين إلا بتضييعنا لصفات الرجولة، فعندما سقطت الأندلس وقف آخر ملوكها يبكي، فقالت له أمه: «ابك بكاء النساء ملكًا لم تحفظه حفظ الرجال». فعلينا بالتحلي بصفات الرجولة وتعليمها لأبنائنا حتى نعيد للإسلام صولته كما كان.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

"مجلة التوحيد"

قلم ضائع
2010-06-04, 10:20
http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [ 23: الأحزاب ].

batina
2010-06-04, 13:49
بارك الله فيك على الطرح المميز

اميرة اليالي البيضاء
2010-06-04, 13:51
بارك الله فيك أخي الفتى الصغير على الموضوع الرائع

حقا إنها صفات رجولية حقيقية

لكن المشكل من يتصف بهذه الصفات

الكثير من الرجال يعرفونها لكن لا يجاهدون أنفسهم للأتصاف بيها

جزاك الله خيرا

thorpe
2010-06-04, 13:52
اخي موضوع رائع بالفعل شكرا جزيلا

ما رايك في ذكور يعملون في الخفاء يعني يرون انفسهم رجالا واقوياء لكن للاسف يكون ما يفعلونه من وراء علم الشخص المعني ؟
هل هاؤلاء رجال ؟ ام انهم لا يستحقون حتى ان يكونو بنات ؟

حمـ 0418 ــزة
2010-06-04, 16:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
نسأل الله أن يصلح بواطننا وظواهرنا وأن يجعل نيتنا خالصة له
سلام

♥ وآثقة الخطــــى ♥
2010-06-04, 16:44
بــــــــــارك الله فيك

قلم ضائع
2010-06-04, 19:15
اين انتم يا رجال المنتدى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عُضو مُحترم
2010-06-04, 19:18
نتلاقاو ساعة خير

صُبح الأندلس
2010-06-04, 19:19
بعضهم لا يظهر إلا لو تعلق الأمر بالمرأة و العاملة خصوصا !!

قلم ضائع
2010-06-04, 20:58
نتلاقاو ساعة خير

علاه خير ان شاء الله ...
كي يروح ابو خولة
وش راح يبقى :mad::mad::mad:

الـ^ـسَّــآآحِـ^ــرْ ،
2010-06-04, 21:52
وين رايح خويا أبو خولة ؟

سفيان
2010-06-05, 09:22
بارك الله فيك

كمال الاسلام
2010-06-05, 09:41
وعليكم السلام


بارك الله فيك



اللهم اجعلنا منهم

سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى~
2010-06-05, 09:47
بارك الله فيك