تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اما ان للامة ان تتوحد


بوعلام العاصمي
2010-06-03, 10:37
بسم الله الرحمن الرحيم


{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46)


الحمد لله رب العالمين مشَّرف الأقصى بآياته إلى يوم الدين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد المسري به إلى بيت المقدس وصلى بالنبيين, وعلى اله وأصحابه من رفعوا راية الجهاد حتى فتحوا ثالث الحرمين..
وبعد

نحن لسنا بصدد الكلام عن مجازر اليهود وجرائمهم, ولسنا بصدد إظهار حقيقة اليهود للمسلمين, ولكننا في هذا المقام نريد إن نبين للأمة سبب تجرأ اليهود على دينهم وعقيدتهم وأراضيهم ودمائهم...

إن ما حصل للمسلمين عقب سقوط الخلافة العثمانية من تمزق وشتات, وما حصل عقب تقسيم الدول الإسلامية كغنائم بين الصليبيين في اتفاقية سايكس بيكو, وما حصل للمسلمين من خضوع وخنوع لتلك الاتفاقية فقسمت أراضي المسلمين إلى دول بل دويلات..وأصبح المسلم في العراق يعد العراق بلده ودونه لا, والمسلم في المغرب يعد المغرب بلده ودونه لا..وهكذا نجح الصليبيون بوضع الحدود وإيهام حكام الدول المصطنعة إن تلك الدول هي حق شعوبهم ويجب منع باقي المسلمين من دخولها دون إذن..فتفرق المسلمون على الأرض..

ثم بعد نجاح الغزو العسكري, جاء دور الغزو الفكري الضال فنخر فيما تبقى من هذه الأمة وفي البلد المصطنع نفسه, ففكرٌ شيوعي وفكرٌ علماني وفكرٌ رأسمالية وفكرٌ ميكافيللي وفكرٌ..وفكرٌ..حتى انهارت العلاقات بين أبناء البلد نفسه ولا حول ولا قوة إلا بالله..

ثم بعد نجاح الغزو الفكريُ , جاء دور الغزو الأخلاقي المنحرف فظهرت الغانيات والعاهرات وظهرت دور السينما والمسارح , وظهرت النوادي وأماكن بيع الخمور , وظهرت دور الزنا واللواطة , وزنا المحارم, وظهر الربا وانتشر, وظهر الفساد في البر والبحر وحتى في الجو..فانهارت الأخلاق العربية التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لإتمامها..

نعم..لولا أن الله تعالى لا يعذبنا نحن امة حبيبه بما عذب به الأمم من قبلنا , لنزل بنا ما نزل بهم..فلم يعد للمسلمين من الإسلام إلا صلاة وصيام وحج...وما عداها فهو إرهاب أو تخلف..ولكنه تعالى سلط علينا الأمراض التي لم تكن في أسلافنا, وسلط علينا الجفاف والجدب وغلاء الأسعار ونزع منا العلم والحياء والسبب هو قال تعالى {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة:21)..نعم..لعلنا نرجع إليه تعالى..

نعم...هذه الأسباب أيها الإخوة هي التي جعلت من أعداء الأمة يفتكون بنا ويهزأون بنا, ونحن نقبل رؤوسهم وأقدامهم إن غضبوا علينا أو إن مسهم سوء منا..ونقدم لهم الولاءات بمؤتمرات ضد الإرهاب وغيرها وبتحريف للفتاوى وبتضليل للمسلمين..

ونسال ما السبيل والعلاج لاستعادة المجد وأسباب النصر؟! وما السبيل لتحرير بيت المقدس؟!...لقد ظل العلماء منذ فجر الإسلام والى يومنا هذا يعلموننا أسباب النصر والتمكين ولكننا لا نعي كلامهم ولا نسترجعه في الملمات والخطوب..

ارجع أيها المسلم إلى الآية في بداية المقال والتي لم تقرأها إلا عابرا, ودقق في كلماتها تجد جواب سؤال النصرة والتمكين, فلو كانت هذه الآية شعارا لنا لما تفككت الأسر ومن بعدها المجتمعات والقبائل..ولولا ابتعادنا عنها ما خرج من تلك المجتمعات أمثال حكام المسلمين اليوم الذين لا يملكون من أمرهم شيئا..بل لو تمسكنا بها لأنجبت الأمة عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي و سيف الدين قطز وألب ارسلان وغيرهم كثير..
إن إصلاح الأسرة إن حصل فسيكون كل فرد فيها صالحا, فتتكون منها الأسر فيكون المجتمع صالحا, وبعدها تلد الأمة فاتحا أو محررا جديدا... قال تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }(الرعد: من الآية11)
إن اليأس والقنوط واستبطاء نزول النصر هي من سلبيات الأمم ومن أسباب انهيارها , فقد بقى بيت المقدس محتلا من عام 1099م وحتى عام 1187م فلو بقى المسلمون فيمن سبقنا على يأسهم وقنوطهم لما تحررت ولبقيت إلى يومنا هذا محتلة..

فالشعوب أيها الإخوة هي من تصنع الأبطال , وهي من تصنع الفتح , وهي من تحرر البلدان , لقد ذلت الشعوب بسبب ابتعادها عن دينها وقيمها , فما عاد المسلم اليوم يفكر إلا بطعامه وشرابه وملبسه ولا ينظر إلى إخوانه ولا يسال عنهم, ولا نقول ينظر إلى حال إخوانه خارج حدود سايكس بيكو ولكننا نقول حتى مع جيرانه وقريته ومدينته ولا حول ولا قوة إلا بالله..

وللأقصى وبيت المقدس نقول:

لا تحزن أيها المسجد الطاهر..فان امة الإسلام ستلد لك يوما بطلا جديدا ومحررا جديدا, وان تلك الأيام قريبة جدا, فمثلك تحمل الأسر 90 عاما, لا يضره 90 عاما جديدة, وعذرا إلى ربنا فيك, فقد مزقتنا الأهواء والملل والنحل , و استمالتنا الدنيا وما فيها, فما عاد لك من نصير إلا الله تعالى..

والله يا أيها الإخوة:

إن ريح النصر والفتح تهب من جديد , فلا تضيعوا الفرصة, ولن تعذر الشعوب بسبب تسلط حكامها , فالوحدة الوحدة , فإنها رأس الأمر وغايته , وبعدها الجهاد الجهاد , والنفير النفير إلى بيت المقدس..لعل الله ينعم علينا بالصلاة فيه وهو مبتسم لنا .

((أما بعد فاني أمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال, فانتقوى الله عز وجل أفضل العدة على العدو, وأقوى العدة في الحرب وأمرك ومن معك أنتكونوا اشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم فان ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم،وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله, ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لان عددنا ليسكعددهم, ولا عدتنا كعدتهم, فإذا استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة،وان لا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا, واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة منالله يعلمون ما تفعلون, فاستحيوا منهم, ولا تعملوا بمعاصي الله وانتم في سبيل اللهولا تقولوا أن عدونا شر منا ولنيسلط علينا وان أسأنا, فرب قوم سلط عليهم شر منهمكما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفرة المجوس فجاسوا خلال الدياروكان وعدا مفعولا, اسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم, اسألالله ذلك لنا ولكم)) قالها الفاروق عمر.........



وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

منقول

نورالإيمان
2010-06-03, 10:48
جزاك الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك

بوعلام العاصمي
2010-06-03, 11:00
سلام عليكم بارك الله فيك وجزاك خيرا

نورالإيمان
2010-06-03, 12:41
جزاك الله خيرا ربي يأجرك إنشاء الله