المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لما لا نتقبل غيرنا


ايمن جابر أحمد
2010-06-02, 14:38
إبان الحرب الأمريكية في فيتنام، رن جرس الهاتف في منزل من منازل أحياء كاليفورنيا الهادئة، كان المنزل لزوجين عجوزين لهما ابن واحد مجند في الجيش الأمريكي، كان القلق يغمرهما على ابنهما الوحيد، يدعوان الله لأجله باستمرار، وما إن رن جرس الهاتف حتى تسابق الزوجان لتلقى المكالمة في شوق وقلق.

...الأب: ألو... من المتحدث؟

الطرف الثاني: أبي، إنه أنا كلارك، كيف حالك يا والدي العزيز؟

الأب: كيف حالك يا بني، متى ستعود؟

الأم: هل أنت بخير؟

كلارك: نعم أنا بخير، وقد عدت منذ يومين فقط.

الأب: حقا، ومتى ستعود للبيت؟ أنا وأمك نشتاق إليك كثيرا.

كلارك: لا أستطيع الآن يا أبي، فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى في الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم، هل أستطيع أن أحضره معي يا أبي؟

الأب: تحضره معك!؟
كلارك: نعم، أنا لا أستطيع أن أتركه، وهو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة، ولا يقدر على مواجهتهم، إنه يتساءل: هل يا ترى سيقبلونه على هذا الحال أم سيكون عبئا وعالة عليهم؟

الأب: يا بني، مالك وماله اتركه لحاله، دع الأمر للمستشفى ليتولاه، ولكن أن تحضره معك، فهذا مستحيل، من سيخدمه؟
أنت تقول إنه فقد ذراعيه وقدمه اليمنى، سيكون عاله علينا، من سيستطيع أن يعيش معه؟

كلارك... هل مازلت تسمعني يا بني? لماذا لا ترد؟

كلارك: أنا أسمعك يا أبي هل هذا هو قرارك الأخير؟

الأب: نعم يا بني، اتصل بأحد من عائلته ليأتي ويتسلمه ودع الأمر لهم.

كلارك: ولكن هل تظن يا أبي أن أحداً من عائلته سيقبله عنده هكذا؟

الأب: لا أظن يا ولدي، لا أحد يقدر أن يتحمل مثل هذا العبء!

كلارك: لا بد أن أذهب الآن وداعا.

وبعد يومين من المحادثة، انتشلت القوات البحرية جثة المجند كلارك من مياه خليج كاليفورنيا بعد أن استطاع الهرب من مستشفى القوات الأمريكية

وانتحر من فوق إحدى الجسور!.

دعي الأب لاستلام جثة ولده... وكم كانت دهشته عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين ولا قدم يمنى،

فأخبره الطبيب أنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب!

عندها فقط فهم! لم يكن صديق ابنه هذا سوى الابن ذاته (كلارك) الذي أراد أن يعرف موقف الأبوين من إعاقته

قبل أن يسافر إليهم ويريهم نفسه.



إن الأب في هذه القصة يشبه الكثيرين منا، ربما من السهل علينا أن نحب مجموعة من حولنا دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل،

ولكننا لا نستطيع أن نحب أبدا "غير الكاملين" سواء أكان عدم الكمال في الشكل أو في الطبع أو في التصرفات.



ليتنا نقبل كل واحد على نقصه متذكرين دائما إننا نحن، أيضا، لنا نقصنا، وإنه لا أحد كامل مهما بدا عكس ذلك

الباشـــــــــــق
2010-06-03, 20:05
هذه ثقافة وحضارة الغرب المزعومة مادية بحته لا انسانية ، بعيدين كل البعد عن التواد والتراحم والتعاطف
ونحن كمسلمين قد شبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له ساير الجسد بالسهر والحمي
ولكل إنسان عيوب .وكل شخص منا يمتلك صفه لايرغبها في شخصيته او طبع او سلوك يتضايق منه ويتمنى لو يغيره ،
هذا اذا لم يكن فيه اعاقة بدنية ، فلنتقبل الاخرين كما يتقبلوننا ،وليس هناك احدا كامل إلا الله سبحانه وتعالى ..


اشكرك اخوي العزيز ايمن على الموضوع
الله لا يحرمنى من جديدك

وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
2010-06-03, 22:44
ليست مشكلة تقبله
بل هي مشكلة الأنانية وحب النفس والمادة
وليست مشكلة الغرب لوحده بل هي مشكلة الجميع في هذا العصر أسئل هذا السؤال لأي فرد تجده في الخارج
ماذا سيجيبك
ان سألته هل تأخذ ههكذا معاق معك؟؟
إن الإجابة تكاد تكون بديهية حتى........
لا أدري عيب من أنحن ام الزمن الذي نعيش فيه لا تستطيع ان تلوم احدا لا قلب يكبر أحمر
ولم ير في حياته النور

ايمن جابر أحمد
2010-06-04, 17:14
لاحرمنا الله من الاستفادة من بعضنا البعض الأخ الغنام فكلنا نتعلم من بعضنا البعض و جزاك الله خيرا على مرورك أنت والأخت الفاضلة بسمة ألم
وجعل تواصلكما في موازين الحسنات

ابو تراب
2010-06-04, 23:09
شكرا .

ف الزهراء
2010-06-05, 12:50
السلام عليكم

أظن أن هذه ثقافة يجب غرسها من الصغر في نفوس أطفالنا

وإلا فإنه من الصعب التعود على الأمر حين نكبر

حسب رأي لا بد من التعاون مع هذه الفئة

رغم أني لا أنكر أننا نتعامل معهم بنوع مختلف سواءا تعمدنا أم لم نتعمد ذلك

ايمن جابر أحمد
2010-06-05, 19:28
السلام عليكم

أظن أن هذه ثقافة يجب غرسها من الصغر في نفوس أطفالنا

وإلا فإنه من الصعب التعود على الأمر حين نكبر

حسب رأي لا بد من التعاون مع هذه الفئة

رغم أني لا أنكر أننا نتعامل معهم بنوع مختلف سواءا تعمدنا أم لم نتعمد ذلك

أحيي فيك الأخت الزهراء تفاعلك
فعلا هذه الثقافة تغرس منذ الصغر ولا يكون ذلك الا بالتشبع بالروح الاسلامية والايمان بالله
حتى نغرس فيه الايثار والاحساس بالغير و المسارعة بالخيرات واستغلال فرص الخير والتعاون

التنهنان
2010-06-06, 20:01
في الواقع هذه حقيقة مرة تحدث في مجتمعنا اليوم للاسف،
فشخص منقوص وغير كاملا وحتى لو كان هذا النقص
من الخالق فهوغير مرغوب فيه في مجتمع لا يرحم الا القليل
نسأل الله ان نتكتل ونضع اليد في اليد كما اوصانا
الرسول
مبركت على هذا الموضوع الحساس

بحر العطاء
2010-06-06, 20:24
أحيي فيك الأخت الزهراء تفاعلك
فعلا هذه الثقافة تغرس منذ الصغر ولا يكون ذلك الا بالتشبع بالروح الاسلامية والايمان بالله
حتى نغرس فيه الايثار والاحساس بالغير و المسارعة بالخيرات واستغلال فرص الخير والتعاون
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
كما قلت أخي يجب أن تغرس هذه الصفة النبيلة في الأطفال الصغار ومنذ نعومة أظافرهم و إلا فلن يتعودوا عليها أبدا و مهما مر من الوقت...و لكن إذا كان الآباء لا يملكون و لاتتوفر فيهم هذه الصفة فما باليد حيلة و مصير أبنائهم تربية أبائهم التي تخلو من الحنية و حب الآخر و التي تمتل~ بحب النفس و الأنانية.
أحيي صاحب الموضوع عليه فبارك الله فيه و جزاه كل خير على هكذا موضوع يعالج أحد أهم مفاسد هذه الأمة.
سلام...

ايمن جابر أحمد
2010-06-07, 00:25
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
كما قلت أخي يجب أن تغرس هذه الصفة النبيلة في الأطفال الصغار ومنذ نعومة أظافرهم و إلا فلن يتعودوا عليها أبدا و مهما مر من الوقت...و لكن إذا كان الآباء لا يملكون و لاتتوفر فيهم هذه الصفة فما باليد حيلة و مصير أبنائهم تربية أبائهم التي تخلو من الحنية و حب الآخر و التي تمتل~ بحب النفس و الأنانية.
أحيي صاحب الموضوع عليه فبارك الله فيه و جزاه كل خير على هكذا موضوع يعالج أحد أهم مفاسد هذه الأمة.
سلام...

بارك الله فيك الأخ نزيف
فعلا إذا إنعدمت الاخلاق عند الأباء لن يتعلم الصغار
كما يقول المثل : (( فاقد الشيئ لا يعطيه ))
ولكن لتغيير أخلاق أمة يجب التضحية والانتظار لنعلم الجيل القادم مانود أن نراه عليه
أحييك على ملاحظتك الفعالة وننتظر مناقشة بقية الأخوة الكرام والأخوات الكريمات

يوسُف سُلطان
2010-06-07, 00:48
العبرة جميلة بارك الله فيك