hamid78
2010-06-02, 12:11
إن المتأمل في مؤلفات المفكر "مالك بن نبي" يلاحظ جليّا أن الهاجس الأول الأكثر حضورا في وعيه هو موضوع"الحضارة" بكل قضاياه و حيثياته. و مما قدمه في هذا الصدد تعريفان متسقان للحضارة أحدهما له بعد وظيفي و الآخر تركيبي.
يذكر المفكر مالك بن نبي في التعريف الوظيفي للحضارة أنها «جملة الشروط المعنوية و المادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أفراده جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتقدمه».
غير أن مالك بن نبي لا يقتنع في تعريف مصطلح "المجتمع" بالمدلول البسيط الذي يقدمه القاموس لهذه الكلمة و المتمثل في أنه، أي المجتمع،« تجمع أفراد ذوي عادات متّحدة، و يعيشون في ظل قوانين واحدة و لهم فيها بينهم مصالح مشتركة»؛ ذلك أن هذا التعريف يظهر حسبه وصفيًا و جامدًا"statique" لا يرقى إلى مستوى النظر إليه كبنية اجتماعية قصدية قوامها الحركة"la dynamique" تقدمًا أو تأخرًا في إطار الفضاء الزماني
" "espace temporel التاريخي الذي يحتل فيه مجتمعٌ موقعًا ما.
وانطلاقا من هذه الرؤية، يقدم مالك بن نبي تعريفًا للمجتمع ينسجم مع مُجمل أفكاره التي أوردها حول مشكلات الحضارة و يأخذ بعين الاعتبار موقع المجتمع في عملية البناء الحضاري؛ و يتلخص هذا التعريف في أن المجتمع « هو الجماعة الإنسانية التي تتطور ابتداء من نقطة يمكن أن نطلق عليها مصطلح"ميلاد" حيث تغير و في نطاق الزمن التاريخي خصائصها الاجتماعية بإنتاج وسائل التغيير، مع علمها بالهدف الذي تسعى إليه من وراء هذا التغيير».
إذا أمعنا التفكير في هذا التعريف يمكن أن نستنتج أن المجتمع، في نظر مالك بن نبي، نظام إنساني يقوم على ثلاثة عناصر هي:
1. حركة يتسم بها المجموع الإنساني،
2. إنتاج لأسباب هذه الحركة،
3. تحديد لإتجاهاتها؛
و أن المجتمعات نوعان، إما مجتمعات ساكنة""statiques و بالتالي خارجة عن سيرورة التاريخ و حركيته و هي التي لا يشعر الفرد فيها بأي قلق أو توتر يجعله يبذل أية محاولة لتغيير الوضع من حوله؛ وإما مجتمعات متحركة""dynamiques، أو كما يسميها "مجتمعات تاريخية" تخضع لـ"قانون التغيير" و هذا انطلاقًا من الفرد الذي إذا تحرك، تحرك المجتمع و التاريخ؛ و إذا سكن، سكن المجتمع و التاريخ.
ولتفسير هذه الحركة التاريخية للمجتمع وظف المفكر مالك بن نبي أحد مبادئ الميكانيك الكلاسيكية فيقول: « كل وسط إنساني مندمج في حركته، منتج لأسباب هذه الحركة ينطوي على عامل أساسي يقهر الخمود الفطري (l’inertie) –طبقا لمبدأ الميكانيك الكلاسيكية-حين يحيل عناصر الخمود في وسط معيّن إلى قيم حركيّة».
و الخمود الفطري الذي ذكره مالك بن نبي يمكن أن يُعبَر عنه، على المستوى الفردي، بعبارات أخرى مثل: الكسل، نقص الطاقة، ضعف الإرادة،...، و على مستوى الجماعة بـ: الركود، التخلّف،...
و يخلص مالك بن نبي من خلال هذا الطرح إلى تحديد العلاقة في تفاعل الطبيعة و التاريخ داخل الحضارة الإنسانية فيقول: « إن الطبيعة توجد النوع و لكن التاريخ يصنع المجتمع و هدف الطبيعة هو مجرد المحافظة على البقاء، بينما غاية التاريخ أن يسير بركب التقدم نحو شكل من أشكال الحياة الراقية و هو ما نطلق عليه اسم "الحضارة"».
هذا غيض من فيض ما أورده المفكر مالك بن نبي، في سياق معالجته للقضايا الحضارية، حول وجهة نظره إلى المجتمع كبنية إنسانية تُعتَبَر الحضارة نَتَاجًا لحركيَتها و حركية أفرادها التقدُمية عبر التاريخ.
يذكر المفكر مالك بن نبي في التعريف الوظيفي للحضارة أنها «جملة الشروط المعنوية و المادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل فرد من أفراده جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتقدمه».
غير أن مالك بن نبي لا يقتنع في تعريف مصطلح "المجتمع" بالمدلول البسيط الذي يقدمه القاموس لهذه الكلمة و المتمثل في أنه، أي المجتمع،« تجمع أفراد ذوي عادات متّحدة، و يعيشون في ظل قوانين واحدة و لهم فيها بينهم مصالح مشتركة»؛ ذلك أن هذا التعريف يظهر حسبه وصفيًا و جامدًا"statique" لا يرقى إلى مستوى النظر إليه كبنية اجتماعية قصدية قوامها الحركة"la dynamique" تقدمًا أو تأخرًا في إطار الفضاء الزماني
" "espace temporel التاريخي الذي يحتل فيه مجتمعٌ موقعًا ما.
وانطلاقا من هذه الرؤية، يقدم مالك بن نبي تعريفًا للمجتمع ينسجم مع مُجمل أفكاره التي أوردها حول مشكلات الحضارة و يأخذ بعين الاعتبار موقع المجتمع في عملية البناء الحضاري؛ و يتلخص هذا التعريف في أن المجتمع « هو الجماعة الإنسانية التي تتطور ابتداء من نقطة يمكن أن نطلق عليها مصطلح"ميلاد" حيث تغير و في نطاق الزمن التاريخي خصائصها الاجتماعية بإنتاج وسائل التغيير، مع علمها بالهدف الذي تسعى إليه من وراء هذا التغيير».
إذا أمعنا التفكير في هذا التعريف يمكن أن نستنتج أن المجتمع، في نظر مالك بن نبي، نظام إنساني يقوم على ثلاثة عناصر هي:
1. حركة يتسم بها المجموع الإنساني،
2. إنتاج لأسباب هذه الحركة،
3. تحديد لإتجاهاتها؛
و أن المجتمعات نوعان، إما مجتمعات ساكنة""statiques و بالتالي خارجة عن سيرورة التاريخ و حركيته و هي التي لا يشعر الفرد فيها بأي قلق أو توتر يجعله يبذل أية محاولة لتغيير الوضع من حوله؛ وإما مجتمعات متحركة""dynamiques، أو كما يسميها "مجتمعات تاريخية" تخضع لـ"قانون التغيير" و هذا انطلاقًا من الفرد الذي إذا تحرك، تحرك المجتمع و التاريخ؛ و إذا سكن، سكن المجتمع و التاريخ.
ولتفسير هذه الحركة التاريخية للمجتمع وظف المفكر مالك بن نبي أحد مبادئ الميكانيك الكلاسيكية فيقول: « كل وسط إنساني مندمج في حركته، منتج لأسباب هذه الحركة ينطوي على عامل أساسي يقهر الخمود الفطري (l’inertie) –طبقا لمبدأ الميكانيك الكلاسيكية-حين يحيل عناصر الخمود في وسط معيّن إلى قيم حركيّة».
و الخمود الفطري الذي ذكره مالك بن نبي يمكن أن يُعبَر عنه، على المستوى الفردي، بعبارات أخرى مثل: الكسل، نقص الطاقة، ضعف الإرادة،...، و على مستوى الجماعة بـ: الركود، التخلّف،...
و يخلص مالك بن نبي من خلال هذا الطرح إلى تحديد العلاقة في تفاعل الطبيعة و التاريخ داخل الحضارة الإنسانية فيقول: « إن الطبيعة توجد النوع و لكن التاريخ يصنع المجتمع و هدف الطبيعة هو مجرد المحافظة على البقاء، بينما غاية التاريخ أن يسير بركب التقدم نحو شكل من أشكال الحياة الراقية و هو ما نطلق عليه اسم "الحضارة"».
هذا غيض من فيض ما أورده المفكر مالك بن نبي، في سياق معالجته للقضايا الحضارية، حول وجهة نظره إلى المجتمع كبنية إنسانية تُعتَبَر الحضارة نَتَاجًا لحركيَتها و حركية أفرادها التقدُمية عبر التاريخ.