المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيعة(الروافض)التشيع فرقة وليس مذهبا فقهيا


BENALI
2010-06-01, 07:04
من المغالطات الشائعة – للأسف – القول بأن التشيع مذهب فقهي كسائر المذاهب الأربعة! وهذا خطأ فادح، خاصة حين يصدر عن بعض العلماء والفقهاء، الذين يحلمون أن تجتمع كلمة الأمة الإسلامية، فيظنون أنهم حين يجعلون الشيعة مذهبا فقهيا كسائر المذاهب الأربعة يعملون على تحقيق الوحدة المنشودة، لكنهم في الحقيقة يبعدون الأمة عن مجدها وعزتها بهذا الصنيع، فالأمة ليست بحاجة لهؤلاء الشيعة بقدر حاجتها لأبنائها الضّالين وراء شهواتهم أو المتقاعسين عن خدمتها، ففيهم الغنية عن الشيعة وأمثالهم.



مفهوم مصطلح "المذهب" :

يعرّف الدكتور عبد العزيز الخياط معنى المذهب في الاصطلاح بقوله: " طريقة المجتهد في استنباط الأحكام من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ومجموع الاجتهادات والآراء الفقهية التي توصل إليها في أمور الناس وفق القواعد الأصولية والفقهية "([1]).

فالمذهب إذاً هو نظر واجتهاد في الأحكام الفقهية (الفروع) ولا يتعلق بمسائل العقائد والإيمان، ولذلك لا تعدّ الخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة من المذاهب الفقهية، وكذلك هو حال الشيعة، فهي فرقة وليست مذهبا، لأنها تخالف وتنازع في الأصول والعقائد وليس في الفروع والأحكام الفقهية.

صحيح أن كثيراً من أهل العلم أطلق لفظ المذهب على المعتزلة والشيعة، ولكن بمعنى النحلة والفرقة، أما بمعنى المذهب الفقهي فهذا معنى لم يقصده أحد ٌ منهم.

والذي دفعني لكتابة هذا البحث هو ما أراه اليوم من تساهل البعض في جعل التشيع مذهبا فقهياً كسائر المذاهب الأربعة، بل ومحاولة تدريسه في الجامعات والكليات الشرعية لأهل السنة بدعوى أنه مذهب فقهي .

أصل هذه الظاهرة:

لم تكن الأمة الإسلامية في يوم من الأيام تعتبر التشيع مذهباً فقهياً، بل إن أول من حاول جعله مذهبا فقهياً هو الحاكم الإيراني نادر شاه([2]) الذي أراد الجمع بين أهل السنة ومذاهبهم، والتشيع لوقف الحروب بين حكام إيران الصفويين، والدولة العثمانية. وكانت له رغبة حقيقية بذلك ورتب مؤتمرا في مدينة النجف العراقية (سنة 1156 هـ - 1743 م)[3] جمع فيه علماء الشيعة والسنة، وأقام مناظرة بينهم انتهت بخضوع الشيعة لمنهج أهل السنة، وأمر أن يصلي الجميع سوية في ذلك الجمع، وكانت النتيجة أن ثار علماء الشيعة عليه وأفشلوا محاولته، فبرز من يومها اسم المذهب الجعفري نسبة إلى جعفر الصادق؛ لذا يطلق البعض على الشيعة أحياناً اسم (الجعفرية) .

كانت هذه حادثة تاريخية نادرة لم تتكرر، ثم تجددت هذه الدعوى من بعض الإيرانيين الذين قدموا إلى القاهرة وأسسوا جمعية التقريب ([4] ) ، بعد ذلك جاءت فتوى الشيخ شلتوت، شيخ الأزهر، والتي أصبحت مستندا للكثيرين في اعتبار الشيعة مذهبا فقهيا.

يتبع منقول للكاتب :أسامة شحاتة