عبد الحفيظ 26
2010-05-31, 14:55
أصدر عدد من علماء الأمة العربية والإسلامية بيانا للناس بشأن العدوان الصهيوني على قافلة الحرية وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المؤمنين، ومذل المتكبرين، وقاهر الجبارين، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهداة المصلحين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛
فإن العلماء الموقعين على هذا البيان قد هالهم ما فعلت العصابات الصهيونية الآثمة بالأبطال الكرام الذين تنادوا من مختلف دول العالم لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، وقد تابع علماء الأمة مع جمهور أمتنا ببالغ الألم هذه الجريمة الصهيونيةَ، التي قادها جيش الاحتلال الإجرامي الصهيوني ، والتي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المناضلين الكرماء. كما تابع العلماء بعظيم التقدير والاحترام التحديَ العظيمَ والتصديَ البطوليَّ من الأبطال المتضامنين بصدورهم العارية للهجوم الصهيوني الغادر، وإذ يحفظُ العلماءُ أسمى آيات التقدير للشهداء وللجرحى الذين سالت دماؤهم دفاعًا عن المظلومين المحاصرين في غزة، وللأسرى الأبطال الذين أصروا على نصرة المظلوم رغم كل التهديدات الصهيونية الفجة ؛ وإذ يطالب العلماء بالتحرك العربي والإسلامي والدولي الفوري لاستخلاص الأسرى بأسرع ما يمكن؛ فإنهم يتوجهون بالبيان التالي إلى الأمة حكامًا ومحكومين؛ ليقوم الجميع بدوره في حماية هؤلاء الأسرى لدى الصهاينة، وحماية إخواننا الفلسطينيين ، ونصرة المجاهدين على ثرى فلسطين المباركة؛ فإن حجم المواجهة قتلا وجرحا واعتقالا لهؤلاء الأبرياء العزل في "قافلة الحرية" من أكثر من أربعين دولة فجر اليوم الاثنين (17 جمادى الآخر 1431 هـ الموافق31/5/2010م) يعني أن الكيان الصهيوني أمِن تماما من أي رد إسلامي أو لوم أمريكي أو موقف عالمي أمام طغيانهم، ونحن ندعو علماء الأمة أولا، وأنظمتها ثانيا، وشعوبها الإسلامية والعربية ثالثا، وأحرار العالم جميعا أن يتحركوا في هذه المواقف العملية التالية:
أولاً: يدعو العلماء حكام الأمة العربية والإسلامية للتخلي عن مواقفهم السلبية- التي صارت أقرب إلى التواطؤ مع العدو الصهيوني- إزاء هذه المحاولات الصهيونية المتكررة، والدعوة العاجلة لمؤتمر عربي إسلامي يحدِّد الخطوات الواجب اتباعها سياسيًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا؛ لردع العدو الصهيوني عن التمادي في عدوانه، وأول ما يجب فعله: سحبُ المبادرة العربية للسلام تمامًا، والتوقفُ الكامل عن ممارسة أي شكل من أشكال التطبيع الظاهر أو المستتر مع العدو الصهيوني، وتوظيفُ الإمكانيات العربية والإسلامية، واستثمارُ العلاقات مع دول العالم المختلفة للضغط على الكيان الغاصب، ونصرة قضية الأقصى وفلسطين، ودعمُ جهادِ المقاومةِ الفلسطينيةِ ماديًّا ومعنويًّا وإعلاميًّا، وتثبيتُ قوّتِها، وتسهيل التواصل الرسميّ والشعبي معها؛ حتى لا تظلَّ وحيدةً في ميْدانِ المعركة، وخصوصًا بعد الإنجازات الرائعة التي حققتها في السنوات الأخيرة.
ثانيًا: يدعو العلماء الفصائل الفلسطينية إلى سرعة التصالح والتوحد وترك المناكفة السياسية والحزبية، والتوحد في خندق المقاومة لمواجهة العدو الحقيقي، ويدعو العلماءُ السلطةَ الفلسطينيةَ إلى التوقف الكامل عن ملاحقة المجاهدين، وإعلان التوقف الفوري والنهائي عن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وإلغاء اللقاءات العبثية مع قادة الكيان الغاصب؛ لما توفره من غطاء أخلاقي وقانوني للمارسات الظالمة لهذا الكيان.
ثالثًا: يدعو العلماء كافة المثقفين في الأمة إلى العمل على دعْمِ ونشرِ القضيةِ، وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ، من خلال وسائلِ الإعلامِ، والمنابر الدينية والثقافية، والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش العلمية؛ للتأكيدِ على هُوِيَّةِ وعروبةِ وإسلاميةِ القدس، وكذلك إلى العمل على استقطابِ الرأيِ العامِ الغربيِّ والعالميِّ لنُصرةِ الحقِّ الفلسطينيِّ العربيِّ الإسلاميِّ، من خلالِ حملات إعلامية وقانونية، ونشرِ دراسات علمية وتاريخية حقيقية، بمختلف اللغات الحية، وعبر كلِّ وسائلِ الإعلامِ وصناعةِ الرأيِ العامِ المؤثرة، تقوم بها لجانٌ متخصصةٌ يتوفر فيها الإخلاصُ للقضية، ويتوفر لها الدعمُ الماليُّ المناسبُ رسميًّا وشعبيًّا؛ حتى تتمكنَ من إحداثِ التأثير المطلوب.
رابعًا: يدعو العلماء كافة الهيئات والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم إلى التحرك العاجل لمواجهة هذا الإجرام الصهيوني على كافة الأصعدة على المستوى الشعبي، وعلى المستوى القانوني لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، ورفع الدعاوى أمام كل المحاكم الأوربية والدولية على قادة هذا الكيان الآثم، حتى لا ينجو المجرم من الحساب والمعاقبة.
خامسًا: يدعو العلماء إخوانهم الدعاة والعلماء في المجامعِ والهيئات العلميَّةِ والفقهيَّةِ؛ للقيام بدورهم في إحياءِ الروحِ الإسلاميَّةِ في الأمَّةِ، وإصدار الفتاوَى الشرعيةِ التي تُلْزِمُ الأمة حكامًا ومحكومين بالعملِ لاستنقاذِ فلسطين والمسجد الأقصى؛ باعتبارِ ذلك واجبًا دينيًّا ومسئوليةً شرعيةً وأخلاقيةً، لا مجال للتردد في تحمُّلها بحقِّها، كما يدعون الخطباءَ في كل الأنحاء إلى التذكير المستمر بتاريخ الصراع الإسلامي الصهيوني في الفلسطين، ودور المسلمين في حماية الأقصى.
سادسًا: يدعو العلماء سائر أفراد الأمة إلى تحقيق مشروعِ صندوقِ فلسطين والأقصى وتفعيله؛ بحيث يكون حكوميًّا وأهليًّا، فرديًّا وجماعيًّا، تُسْهِمُ فيه المؤسساتُ والأفرادُ، وتتبنَّاه جميعُ الهيئاتِ والأُسَر في الأمة، كما يدعو العلماء كافة الشعوب العربية والإسلامية إلى تفعيل المقاطعة لبضائع الأعداء، ومن عاونهم أجمعين.
سابعا: ندعو بأسمائنا جميعا شيخ الأزهر وهو رجل يتولى منصبا له مكانة تاريخية، ونحسبه يغار على المقدسات الفلسطينية وأطفال ونساء غزة، وأحرار العالم الذين جاؤوا لكسر الحصار، إننا ندعوه أن يكون أول من يتبنى وقف بناء الجدار وفك الحصار خاصة من معبر رفح، فالمعلوم يقينا أن القوافل التي اتخذت البحر سبيلا كان ذلك بعد يأسهم من الدخول برا آمنين، كما حدث من مصادمات مع قافلة "شريان الحياة 3"، وواجبنا الإنساني والإسلامي والعربي وحق الجوار والبذل للمضطر، كل واحدة من هذه على حدتها توجب وقف بناء الجدار وكسر الحصار، وخاصة من الأزهر وعلمائه الذين تتعلق بذممهم بيان الحق والذب عنه، بعيدا عن حسابات خاسرة ورهانات مفلسة.
ثامنا: ندعو إلى استمرار الاعتصامات والإضرابات يقودها علماء الأمة تأييدا وإكبارا لكل من شارك في هذه القافلة ولتأكيد مساندتنا لهذه الجهود الإنسانية الراقية.
تاسعا: نثمن هذه الجهود الهائلة من الشعب والمؤسسات والحكومة التركية، ونقدر أن أكبر التضحيات كانت من هذا الشعب التركي، وندعو الأمة الإسلامية وأحرار العالم أن يثمنوا ويقتدوا بهذا الدور التركي الإنساني الشجاع.
عاشرا: أمام هذا العدوان الصهيوني على أحرار العالم وليس فقط على أبنائنا في غزة نؤكد على وجوب إحياء وإعلان عقيدة الجهاد والمقاومة، ورفض المفاوضات والسلام مع الصهاينة، فالجهاد هو الطريق الوحيد لردع هؤلاء المحتلين وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
حادي عشر: ندعو وسائل الإعلام العربية والإسلامية إلى إعطاء الأهمية القصوى لفضح الكيان الصهيوني والأوضاع المأساوية في قطاع غزة في مواجهة التعتيم الإعلامي الغربي على مجزرة "قافلة الحرية" كما توعد المتحدث باسم الكيان الصهيوني سلفا قبل المجزرة.
ثاني عشر: تكوين لجان شعبية ونقابية تتواصل مع النخب الحاكمة، وأصحاب الأقلام المؤثرة والقنوات الفضائية؛ سعيا إلى تبني القضية الفلسطينية وتشكيل جماعات ضغط سلمية ومجموعات شبابية للتصحيح لا التجريح، والنصيحة لا الفضيحة.
ثالث عشر: إحياء وتفعيل ثقافة المقاومة الثقافية والإعلامية والإلكترونية لبيان الوجه القبيح للكيان الصهيوني، ليس في وجه العرب والمسلمين فقط بل في وجه أحرار العالم كله، ونشر ما يتاح عن صور المجزرة في أوسع دائرة ممكنة على مستوى العالم.
رابع عشر: عمل مهرجانات جماهيرية وشعبية لإحياء الجهاد ونصرة الأقصى، وتكريم شهداء مجزرة "قافلة الحرية" وأبنائنا في غزة، تجمع بين الأنشودة والقصة والشعر والمقالات والمشغولات واللوحات والمسرحيات، وكل وسائل التوعية المتاحة.
خامس عشر: ندعو الفنانين والكتاب والصحفيين أن يتضامنوا مع هؤلاء الأحرار من دول العالم، وأن يكملوا مسيرة إنهاء الحصار وإعلان موقف إنساني حر في مواجهة الكيان الصهيوني الخسيس.
سادس عشر: ندعو أن تتبنى أية حكومة عربية أو إسلامية نقل الجرحى والمصابين جميعا خشية أن يقتل هؤلاء صبرا بإهمال علاجهم أو تعمد قتلهم، وعلى رأس هؤلاء الشيخ المجاهد رائد صلاح.
سابع عشر: إن علماء الأمة يؤكدون على وجوب قطع التواصل مع السلطة الفلسطينية التي لا تزال صامتة إن لم تكن راغبة ومنسقة في الهجوم على "قافلة الحرية"، هذا فضلا عن الاعتقالات والاغتيالات في الصف الفلسطيني والسماح للاستيطان على أشده من الكيان الصهيوني، والصمت المريب على اقتحام ساحات وباحات المسجد الأقصى بل مجزرة "قافلة الحرية".
ثامن عشر: إننا ندعو كل مسلم على وجه الأرض أن يضاعف الصدقات الجارية لأبنائنا وبناتنا في غزة تعويضا لهم عما انتظروه في قافلة الحرية، وهم يعيشون أسوأ كارثة إنسانية ليكون ردنا بحق عمليا كما قال الشاعر:
وكن على الضيم معوانا لذي أمل يرجو نداك فإن الحر معوان
تاسع عشر: إحياء وتجديد عقيدة الأمل في الله تعالى - رغم شدة الألم - أنه غالب على أمره وبطشه شديد وأخذه أليم ونصره للمؤمنين يقين، لقوله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ) (محمد: 11).
عشرون: دوام التضرع والابتهال إلى الواحد القهار، والصيام والقيام والبذل والإنفاق، والدعاء والقنوت أن يهلك الله الصهاينة المعتدين وعملائهم من المنافقين، وأن يعز الله الإسلام والمسلمين، وأن يحمي الأحرار من عدوان الظالمين، وأن يحفظ الأمة من كيد الخائنين، وأن يشفي فيهم صدور قوم مؤمنين.
وأخيرًا.. لا بدَّ أن يعلمَ الجميعُ أن الموقف الإيجابي في مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه هو معيارُ الشرعيةِ الحقيقيةِ للنظامِ السياسيِّ العربيِّ والإسلامي، وأن التَخَلِّيَ عن ذلك يُسْقط الشرعية عن كل نظام ينفض يده من هذه المسئولية.
إذا كان علماء الأمة الإسلامية هم عقلها الواعي، وقلبها الحي اليقظ، ولسانها المعبر عن تطلعاتها وآلامها، فقد حلوا موقع الرأس من جسمها، وسكنوا قلوبها في كل مراحل العافية، فندعوهم أن يقودوا زمام المبادرة في بيان الوجه الحقيقي للصهاينة قديما وحديثا، وما يجب أن تستعد له الأمة الإسلامية لمواجهة هؤلاء الصهاينة، وتحرير الأسرى والأقصى، والانتصار للجرحى والقتلى واستعادة كرامة الأمة.
والله أكبر والنصر للإسلام والمسلمين.
الموقعون على البيان حتى الآن :
م الاسم / الوظيفة
1 أ.د. عبد الرحمن البر أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
2 ا.د. صلاح الدين سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة.
3 ا.د يحي إسماعيل أحمد
أستاذ الحديث وعلومه بجامعتي الأزهر والكويت.
4 د. مسعود صبري إبراهيم عضو اتحاد علماء المسلمين
5 وصفي عاشور أبو زيد عضو اتحاد علماء المسلمين
6 عطية فتحي الويشي باحث في التاريخ والفكر الإسلامي
7 هشام محمود غنيم عضو اتحاد علماء المسلمين
8 رضا محمد كركور إمام وخطيب وداعية إسلامي
9 د. صفوت حجازي الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المؤمنين، ومذل المتكبرين، وقاهر الجبارين، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهداة المصلحين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛
فإن العلماء الموقعين على هذا البيان قد هالهم ما فعلت العصابات الصهيونية الآثمة بالأبطال الكرام الذين تنادوا من مختلف دول العالم لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، وقد تابع علماء الأمة مع جمهور أمتنا ببالغ الألم هذه الجريمة الصهيونيةَ، التي قادها جيش الاحتلال الإجرامي الصهيوني ، والتي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المناضلين الكرماء. كما تابع العلماء بعظيم التقدير والاحترام التحديَ العظيمَ والتصديَ البطوليَّ من الأبطال المتضامنين بصدورهم العارية للهجوم الصهيوني الغادر، وإذ يحفظُ العلماءُ أسمى آيات التقدير للشهداء وللجرحى الذين سالت دماؤهم دفاعًا عن المظلومين المحاصرين في غزة، وللأسرى الأبطال الذين أصروا على نصرة المظلوم رغم كل التهديدات الصهيونية الفجة ؛ وإذ يطالب العلماء بالتحرك العربي والإسلامي والدولي الفوري لاستخلاص الأسرى بأسرع ما يمكن؛ فإنهم يتوجهون بالبيان التالي إلى الأمة حكامًا ومحكومين؛ ليقوم الجميع بدوره في حماية هؤلاء الأسرى لدى الصهاينة، وحماية إخواننا الفلسطينيين ، ونصرة المجاهدين على ثرى فلسطين المباركة؛ فإن حجم المواجهة قتلا وجرحا واعتقالا لهؤلاء الأبرياء العزل في "قافلة الحرية" من أكثر من أربعين دولة فجر اليوم الاثنين (17 جمادى الآخر 1431 هـ الموافق31/5/2010م) يعني أن الكيان الصهيوني أمِن تماما من أي رد إسلامي أو لوم أمريكي أو موقف عالمي أمام طغيانهم، ونحن ندعو علماء الأمة أولا، وأنظمتها ثانيا، وشعوبها الإسلامية والعربية ثالثا، وأحرار العالم جميعا أن يتحركوا في هذه المواقف العملية التالية:
أولاً: يدعو العلماء حكام الأمة العربية والإسلامية للتخلي عن مواقفهم السلبية- التي صارت أقرب إلى التواطؤ مع العدو الصهيوني- إزاء هذه المحاولات الصهيونية المتكررة، والدعوة العاجلة لمؤتمر عربي إسلامي يحدِّد الخطوات الواجب اتباعها سياسيًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا؛ لردع العدو الصهيوني عن التمادي في عدوانه، وأول ما يجب فعله: سحبُ المبادرة العربية للسلام تمامًا، والتوقفُ الكامل عن ممارسة أي شكل من أشكال التطبيع الظاهر أو المستتر مع العدو الصهيوني، وتوظيفُ الإمكانيات العربية والإسلامية، واستثمارُ العلاقات مع دول العالم المختلفة للضغط على الكيان الغاصب، ونصرة قضية الأقصى وفلسطين، ودعمُ جهادِ المقاومةِ الفلسطينيةِ ماديًّا ومعنويًّا وإعلاميًّا، وتثبيتُ قوّتِها، وتسهيل التواصل الرسميّ والشعبي معها؛ حتى لا تظلَّ وحيدةً في ميْدانِ المعركة، وخصوصًا بعد الإنجازات الرائعة التي حققتها في السنوات الأخيرة.
ثانيًا: يدعو العلماء الفصائل الفلسطينية إلى سرعة التصالح والتوحد وترك المناكفة السياسية والحزبية، والتوحد في خندق المقاومة لمواجهة العدو الحقيقي، ويدعو العلماءُ السلطةَ الفلسطينيةَ إلى التوقف الكامل عن ملاحقة المجاهدين، وإعلان التوقف الفوري والنهائي عن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وإلغاء اللقاءات العبثية مع قادة الكيان الغاصب؛ لما توفره من غطاء أخلاقي وقانوني للمارسات الظالمة لهذا الكيان.
ثالثًا: يدعو العلماء كافة المثقفين في الأمة إلى العمل على دعْمِ ونشرِ القضيةِ، وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ، من خلال وسائلِ الإعلامِ، والمنابر الدينية والثقافية، والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش العلمية؛ للتأكيدِ على هُوِيَّةِ وعروبةِ وإسلاميةِ القدس، وكذلك إلى العمل على استقطابِ الرأيِ العامِ الغربيِّ والعالميِّ لنُصرةِ الحقِّ الفلسطينيِّ العربيِّ الإسلاميِّ، من خلالِ حملات إعلامية وقانونية، ونشرِ دراسات علمية وتاريخية حقيقية، بمختلف اللغات الحية، وعبر كلِّ وسائلِ الإعلامِ وصناعةِ الرأيِ العامِ المؤثرة، تقوم بها لجانٌ متخصصةٌ يتوفر فيها الإخلاصُ للقضية، ويتوفر لها الدعمُ الماليُّ المناسبُ رسميًّا وشعبيًّا؛ حتى تتمكنَ من إحداثِ التأثير المطلوب.
رابعًا: يدعو العلماء كافة الهيئات والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم إلى التحرك العاجل لمواجهة هذا الإجرام الصهيوني على كافة الأصعدة على المستوى الشعبي، وعلى المستوى القانوني لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، ورفع الدعاوى أمام كل المحاكم الأوربية والدولية على قادة هذا الكيان الآثم، حتى لا ينجو المجرم من الحساب والمعاقبة.
خامسًا: يدعو العلماء إخوانهم الدعاة والعلماء في المجامعِ والهيئات العلميَّةِ والفقهيَّةِ؛ للقيام بدورهم في إحياءِ الروحِ الإسلاميَّةِ في الأمَّةِ، وإصدار الفتاوَى الشرعيةِ التي تُلْزِمُ الأمة حكامًا ومحكومين بالعملِ لاستنقاذِ فلسطين والمسجد الأقصى؛ باعتبارِ ذلك واجبًا دينيًّا ومسئوليةً شرعيةً وأخلاقيةً، لا مجال للتردد في تحمُّلها بحقِّها، كما يدعون الخطباءَ في كل الأنحاء إلى التذكير المستمر بتاريخ الصراع الإسلامي الصهيوني في الفلسطين، ودور المسلمين في حماية الأقصى.
سادسًا: يدعو العلماء سائر أفراد الأمة إلى تحقيق مشروعِ صندوقِ فلسطين والأقصى وتفعيله؛ بحيث يكون حكوميًّا وأهليًّا، فرديًّا وجماعيًّا، تُسْهِمُ فيه المؤسساتُ والأفرادُ، وتتبنَّاه جميعُ الهيئاتِ والأُسَر في الأمة، كما يدعو العلماء كافة الشعوب العربية والإسلامية إلى تفعيل المقاطعة لبضائع الأعداء، ومن عاونهم أجمعين.
سابعا: ندعو بأسمائنا جميعا شيخ الأزهر وهو رجل يتولى منصبا له مكانة تاريخية، ونحسبه يغار على المقدسات الفلسطينية وأطفال ونساء غزة، وأحرار العالم الذين جاؤوا لكسر الحصار، إننا ندعوه أن يكون أول من يتبنى وقف بناء الجدار وفك الحصار خاصة من معبر رفح، فالمعلوم يقينا أن القوافل التي اتخذت البحر سبيلا كان ذلك بعد يأسهم من الدخول برا آمنين، كما حدث من مصادمات مع قافلة "شريان الحياة 3"، وواجبنا الإنساني والإسلامي والعربي وحق الجوار والبذل للمضطر، كل واحدة من هذه على حدتها توجب وقف بناء الجدار وكسر الحصار، وخاصة من الأزهر وعلمائه الذين تتعلق بذممهم بيان الحق والذب عنه، بعيدا عن حسابات خاسرة ورهانات مفلسة.
ثامنا: ندعو إلى استمرار الاعتصامات والإضرابات يقودها علماء الأمة تأييدا وإكبارا لكل من شارك في هذه القافلة ولتأكيد مساندتنا لهذه الجهود الإنسانية الراقية.
تاسعا: نثمن هذه الجهود الهائلة من الشعب والمؤسسات والحكومة التركية، ونقدر أن أكبر التضحيات كانت من هذا الشعب التركي، وندعو الأمة الإسلامية وأحرار العالم أن يثمنوا ويقتدوا بهذا الدور التركي الإنساني الشجاع.
عاشرا: أمام هذا العدوان الصهيوني على أحرار العالم وليس فقط على أبنائنا في غزة نؤكد على وجوب إحياء وإعلان عقيدة الجهاد والمقاومة، ورفض المفاوضات والسلام مع الصهاينة، فالجهاد هو الطريق الوحيد لردع هؤلاء المحتلين وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
حادي عشر: ندعو وسائل الإعلام العربية والإسلامية إلى إعطاء الأهمية القصوى لفضح الكيان الصهيوني والأوضاع المأساوية في قطاع غزة في مواجهة التعتيم الإعلامي الغربي على مجزرة "قافلة الحرية" كما توعد المتحدث باسم الكيان الصهيوني سلفا قبل المجزرة.
ثاني عشر: تكوين لجان شعبية ونقابية تتواصل مع النخب الحاكمة، وأصحاب الأقلام المؤثرة والقنوات الفضائية؛ سعيا إلى تبني القضية الفلسطينية وتشكيل جماعات ضغط سلمية ومجموعات شبابية للتصحيح لا التجريح، والنصيحة لا الفضيحة.
ثالث عشر: إحياء وتفعيل ثقافة المقاومة الثقافية والإعلامية والإلكترونية لبيان الوجه القبيح للكيان الصهيوني، ليس في وجه العرب والمسلمين فقط بل في وجه أحرار العالم كله، ونشر ما يتاح عن صور المجزرة في أوسع دائرة ممكنة على مستوى العالم.
رابع عشر: عمل مهرجانات جماهيرية وشعبية لإحياء الجهاد ونصرة الأقصى، وتكريم شهداء مجزرة "قافلة الحرية" وأبنائنا في غزة، تجمع بين الأنشودة والقصة والشعر والمقالات والمشغولات واللوحات والمسرحيات، وكل وسائل التوعية المتاحة.
خامس عشر: ندعو الفنانين والكتاب والصحفيين أن يتضامنوا مع هؤلاء الأحرار من دول العالم، وأن يكملوا مسيرة إنهاء الحصار وإعلان موقف إنساني حر في مواجهة الكيان الصهيوني الخسيس.
سادس عشر: ندعو أن تتبنى أية حكومة عربية أو إسلامية نقل الجرحى والمصابين جميعا خشية أن يقتل هؤلاء صبرا بإهمال علاجهم أو تعمد قتلهم، وعلى رأس هؤلاء الشيخ المجاهد رائد صلاح.
سابع عشر: إن علماء الأمة يؤكدون على وجوب قطع التواصل مع السلطة الفلسطينية التي لا تزال صامتة إن لم تكن راغبة ومنسقة في الهجوم على "قافلة الحرية"، هذا فضلا عن الاعتقالات والاغتيالات في الصف الفلسطيني والسماح للاستيطان على أشده من الكيان الصهيوني، والصمت المريب على اقتحام ساحات وباحات المسجد الأقصى بل مجزرة "قافلة الحرية".
ثامن عشر: إننا ندعو كل مسلم على وجه الأرض أن يضاعف الصدقات الجارية لأبنائنا وبناتنا في غزة تعويضا لهم عما انتظروه في قافلة الحرية، وهم يعيشون أسوأ كارثة إنسانية ليكون ردنا بحق عمليا كما قال الشاعر:
وكن على الضيم معوانا لذي أمل يرجو نداك فإن الحر معوان
تاسع عشر: إحياء وتجديد عقيدة الأمل في الله تعالى - رغم شدة الألم - أنه غالب على أمره وبطشه شديد وأخذه أليم ونصره للمؤمنين يقين، لقوله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ) (محمد: 11).
عشرون: دوام التضرع والابتهال إلى الواحد القهار، والصيام والقيام والبذل والإنفاق، والدعاء والقنوت أن يهلك الله الصهاينة المعتدين وعملائهم من المنافقين، وأن يعز الله الإسلام والمسلمين، وأن يحمي الأحرار من عدوان الظالمين، وأن يحفظ الأمة من كيد الخائنين، وأن يشفي فيهم صدور قوم مؤمنين.
وأخيرًا.. لا بدَّ أن يعلمَ الجميعُ أن الموقف الإيجابي في مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه هو معيارُ الشرعيةِ الحقيقيةِ للنظامِ السياسيِّ العربيِّ والإسلامي، وأن التَخَلِّيَ عن ذلك يُسْقط الشرعية عن كل نظام ينفض يده من هذه المسئولية.
إذا كان علماء الأمة الإسلامية هم عقلها الواعي، وقلبها الحي اليقظ، ولسانها المعبر عن تطلعاتها وآلامها، فقد حلوا موقع الرأس من جسمها، وسكنوا قلوبها في كل مراحل العافية، فندعوهم أن يقودوا زمام المبادرة في بيان الوجه الحقيقي للصهاينة قديما وحديثا، وما يجب أن تستعد له الأمة الإسلامية لمواجهة هؤلاء الصهاينة، وتحرير الأسرى والأقصى، والانتصار للجرحى والقتلى واستعادة كرامة الأمة.
والله أكبر والنصر للإسلام والمسلمين.
الموقعون على البيان حتى الآن :
م الاسم / الوظيفة
1 أ.د. عبد الرحمن البر أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
2 ا.د. صلاح الدين سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة.
3 ا.د يحي إسماعيل أحمد
أستاذ الحديث وعلومه بجامعتي الأزهر والكويت.
4 د. مسعود صبري إبراهيم عضو اتحاد علماء المسلمين
5 وصفي عاشور أبو زيد عضو اتحاد علماء المسلمين
6 عطية فتحي الويشي باحث في التاريخ والفكر الإسلامي
7 هشام محمود غنيم عضو اتحاد علماء المسلمين
8 رضا محمد كركور إمام وخطيب وداعية إسلامي
9 د. صفوت حجازي الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة.