صقر القدس
2010-05-27, 17:16
نسيت أن أموت
--يعجبني كثيرا صمت رامبو ( شاعر فرنسي كتب اعظم القصائد ومات وعمره 24 عاما وكتب في وصيته على ما اعتقد : لم يعد هناك كلام يقال ) ، وثرثرة الأمير بوشكين، وهندسة النفس البشرية عند دوستوفسكي، وأطرب لأجراس ارنست همنغواي، ولكني لم أبك على احزان جورج أمادو، ولم أتألم كثيراً من خنجر حنا مينا، حتى أنني لم أشعر قط بطعنات الطاهر وطار، ولكنني شعرت بالزلزال.
أرني الله يا اوغستين، لأعرف الفرق بين الراهب مالثوس وسيد قطب، يا سيدي وحبيبي ومعلمي أبو حنيفة، هات يدك لأقبلها وقلي ما رأيك في د. ديزموند مورس؟
صفعتني يدي: يا أبله اسأل ديزموند موريس عن رأيه بأبي حنيفة وليس العكس ؟ ورفضت!! رفضت!! فصفعتني وزجرتني يدي فرفضت وأرفض!!!
وسألني "هشام" عن أجمل دولة زرتها بين ال 70 دولة التي زرتها فقلت : لا أحب البرتغال ! سألني وهل زرتها: قلت لا . فرن الهاتف فإذا به يدعوني لزيارة لشبونة في نهاية حزيران!!! فقررت أن أسكت وابتلع لساني، فكل ما نتحدث به مزاحا سرعان ما يصبح حقيقة... وفي الحقيقة، أنا لا أحب الحمضيات ولكن والدتي تقول لي دائماً: أسفي على علمك، وهل هناك عاقل لا يحب الحمضيات؟؟ وظللت آكل الحمضيات رغم أني أحب الحلويات.
وفتاة صغيرة عمياء تسببت في تحطيم سعادة أرملة جميلة في ايران، وكلما جاء شاب وتقدم لخطبتها يكتشف أن لها ابنة عمياء فكان يتركها ولا يعود ، فقررت التخلص من الطفلة العمياء وعمرها ثلاث سنوات، أخذتها في سيارة وتركتها في الصحراء وتسللت هاربة والطفلة العمياء تصرخ مذعورة: ماما ماما أنا خائفة، يبدو أنك نسيتيني، وهربت الام وعادت الى طهران، فجاء أجمل الشبان لخطبتها ولكنها ظلت تبكي وتبكي وفقدت راحة البال والسعادة، وبعد ثلاثة أشهر جاءت قافلة تجار وطرقوا الباب وأعادوا الطفلة التي وجدوها وحيدة تبكي بين الذئاب، فركعت الأم الجميلة عند قدمي الطفلة العمياء تقبّل حذائها وتتوسل أن تسامحها وعادت السعادة اليها.. يا الهي، لماذا قرأت كتاب بنات ايران ؟؟ ولماذا قرات كتاب الحرام لجان ساسون، فتكدرت لمدة أسبوع.
كولن ويلسون كتب ضياع في سوهو، فوجدتني اذهب الى لندن وأمشي في شوارع سوهو... عبثية انبثقت عن فوضوية ، وفوضوية انبثقت عن وجودية انبثقت عن ماركسية وماركسية انبثقت عن مسيحية ومسيحية انبثقت عن يهودية ويهودية انبثقت عن وثنية.... وفي كل واحد منا بعض من وثنيته، نصنع أصناماً ثم نجوع ثم نأكلها.
جان جاك روسو كتب العقد الاجتماعي فعقّدنا، سامحك الله يا جان، وكم أنت محظوظ يا برنارد شو لعبت بالكلمات حين تعب الناس من اللعب بالسيوف فلمع صيتك.
زمن حراشي، وثورة العبيد ضد السلاطين، لماذا يخصي الحكام الغلمان ؟و لماذا يدخل الغلمان مخادع النساء بإذن السلاطين؟
.... العفيف الأخضر، عبد الله عروي، سلامة موسى، ثم عزمي بشارة، فلاسفة ام الام حادة في المعدة؟
لا شيء يحدث لا أحد يأتي عفواً، لا أحد يأتي لا شيء ييحدث.
حبيبي يا اميل حبيبي يا ابن حيفا وجبل الكرمل، يا متشائل، يا شقي، هل التقيت بابن الحارة الشرقية في الناصرة توفيق زياد في الآخرة ؟ هل تغيّرت الكنيسة أم تغيرت الفريسة؟
جفرا يا عز الدين مناصرة، وريتا يا محمود درويش، هل فعلا احببت تلك اليهودية الجميلة؟ هل قرأت لها نشيد الأنشاد يا محمود؟ أنا قرأت نشيد الأنشاد أربعين مرة، وذهبت الى جبال جلعاد 4 مرات ولم أجد الا امرأة يروشلمية تصرخ في درب الآلام ( ليتك أخي ابن امي وأبي لأخرج وأقبلنّك أمام الناس فلا يلومونني بنات يروشلايم) .... وارد عليها : وأنا لا أحبّك مرتين ولا اهاجر مرتين ولا أرى في البحر غير اليحر.
هل كان هولاكو يكره الكتب أم كان يكره العرب؟ المأمون، أبو جعفر المنصور والظاهر بيبرس وصولاً الى محمد الفاتح في الأندلس... هل طارق بن زياد ضابط في الأمن الوقائي؟ هل تعرفني أحلام مستغانمي؟ لماذا طلبت رايسا غوربوتشوف من رونالد ريغان أن تزور منزل أرنست همنغواي حين انهار الاتحاد السوفييتي ؟؟؟
صلّيت في الأزهر فسرق الأطفال الاشقياء حذائي، وصليت مع سميح شقير في المسجد الأموي وأنا أحمل حذائي في كيس بلاستيك خشية ان يسرق ثانية وجلسنا على نفس المقعد الذي كان بن نفيس يداوي عليه المرضى قبل الف عام. وتذكرنا كلمات مظفر النواب " دخلت المسجد الاموي وقلت ارى يزيدا لعله ندم على قتل الحسين وجدته ثمل وجيش الروم في حلب .. فرشت عبائتي البيضاء وصليت الشجى وقرأنا الفاتحة بالعبرية الفصحى فضج الحان بالافخاد والطرب " .
طاااااااااااأغور يا شاعر الهند، اياك أن تفتح فمك . خدعتني بأشعارك الجميلة ومثلك بوشكين ومعك فولتير وميشيل فوكو ... اسكتوا جميعا، وأنت يا وليد الشيخ ومثلك زياد خداش والمتوكل طه ونجوان درويش وغسان زقطان ، اسكتو لا اريد أن أقرأ، لا تقرضوا الشعر امامي .. تعبت روحي وانتم تتحدثون عن الانوثة والصدر الذي يتنفس الامواج يغرقنا والجمر الذي يأتي من الساقين يحرقنا والعنق الذي يؤكل.
دثروني ...... دثروني ولا تقرأوا لداروين ......... اقرأوا لأبو القاسم الشابي وناظم حكمت وعبد اللطيف عقل وبابلونورودا ... واسقوني عصير الجوافا في فنجان في خيمة تحرسها ناقة، واقتلوني .. اقتلوني اذ نسيت أن أموت.
بقلم : ناصر اللحام
--يعجبني كثيرا صمت رامبو ( شاعر فرنسي كتب اعظم القصائد ومات وعمره 24 عاما وكتب في وصيته على ما اعتقد : لم يعد هناك كلام يقال ) ، وثرثرة الأمير بوشكين، وهندسة النفس البشرية عند دوستوفسكي، وأطرب لأجراس ارنست همنغواي، ولكني لم أبك على احزان جورج أمادو، ولم أتألم كثيراً من خنجر حنا مينا، حتى أنني لم أشعر قط بطعنات الطاهر وطار، ولكنني شعرت بالزلزال.
أرني الله يا اوغستين، لأعرف الفرق بين الراهب مالثوس وسيد قطب، يا سيدي وحبيبي ومعلمي أبو حنيفة، هات يدك لأقبلها وقلي ما رأيك في د. ديزموند مورس؟
صفعتني يدي: يا أبله اسأل ديزموند موريس عن رأيه بأبي حنيفة وليس العكس ؟ ورفضت!! رفضت!! فصفعتني وزجرتني يدي فرفضت وأرفض!!!
وسألني "هشام" عن أجمل دولة زرتها بين ال 70 دولة التي زرتها فقلت : لا أحب البرتغال ! سألني وهل زرتها: قلت لا . فرن الهاتف فإذا به يدعوني لزيارة لشبونة في نهاية حزيران!!! فقررت أن أسكت وابتلع لساني، فكل ما نتحدث به مزاحا سرعان ما يصبح حقيقة... وفي الحقيقة، أنا لا أحب الحمضيات ولكن والدتي تقول لي دائماً: أسفي على علمك، وهل هناك عاقل لا يحب الحمضيات؟؟ وظللت آكل الحمضيات رغم أني أحب الحلويات.
وفتاة صغيرة عمياء تسببت في تحطيم سعادة أرملة جميلة في ايران، وكلما جاء شاب وتقدم لخطبتها يكتشف أن لها ابنة عمياء فكان يتركها ولا يعود ، فقررت التخلص من الطفلة العمياء وعمرها ثلاث سنوات، أخذتها في سيارة وتركتها في الصحراء وتسللت هاربة والطفلة العمياء تصرخ مذعورة: ماما ماما أنا خائفة، يبدو أنك نسيتيني، وهربت الام وعادت الى طهران، فجاء أجمل الشبان لخطبتها ولكنها ظلت تبكي وتبكي وفقدت راحة البال والسعادة، وبعد ثلاثة أشهر جاءت قافلة تجار وطرقوا الباب وأعادوا الطفلة التي وجدوها وحيدة تبكي بين الذئاب، فركعت الأم الجميلة عند قدمي الطفلة العمياء تقبّل حذائها وتتوسل أن تسامحها وعادت السعادة اليها.. يا الهي، لماذا قرأت كتاب بنات ايران ؟؟ ولماذا قرات كتاب الحرام لجان ساسون، فتكدرت لمدة أسبوع.
كولن ويلسون كتب ضياع في سوهو، فوجدتني اذهب الى لندن وأمشي في شوارع سوهو... عبثية انبثقت عن فوضوية ، وفوضوية انبثقت عن وجودية انبثقت عن ماركسية وماركسية انبثقت عن مسيحية ومسيحية انبثقت عن يهودية ويهودية انبثقت عن وثنية.... وفي كل واحد منا بعض من وثنيته، نصنع أصناماً ثم نجوع ثم نأكلها.
جان جاك روسو كتب العقد الاجتماعي فعقّدنا، سامحك الله يا جان، وكم أنت محظوظ يا برنارد شو لعبت بالكلمات حين تعب الناس من اللعب بالسيوف فلمع صيتك.
زمن حراشي، وثورة العبيد ضد السلاطين، لماذا يخصي الحكام الغلمان ؟و لماذا يدخل الغلمان مخادع النساء بإذن السلاطين؟
.... العفيف الأخضر، عبد الله عروي، سلامة موسى، ثم عزمي بشارة، فلاسفة ام الام حادة في المعدة؟
لا شيء يحدث لا أحد يأتي عفواً، لا أحد يأتي لا شيء ييحدث.
حبيبي يا اميل حبيبي يا ابن حيفا وجبل الكرمل، يا متشائل، يا شقي، هل التقيت بابن الحارة الشرقية في الناصرة توفيق زياد في الآخرة ؟ هل تغيّرت الكنيسة أم تغيرت الفريسة؟
جفرا يا عز الدين مناصرة، وريتا يا محمود درويش، هل فعلا احببت تلك اليهودية الجميلة؟ هل قرأت لها نشيد الأنشاد يا محمود؟ أنا قرأت نشيد الأنشاد أربعين مرة، وذهبت الى جبال جلعاد 4 مرات ولم أجد الا امرأة يروشلمية تصرخ في درب الآلام ( ليتك أخي ابن امي وأبي لأخرج وأقبلنّك أمام الناس فلا يلومونني بنات يروشلايم) .... وارد عليها : وأنا لا أحبّك مرتين ولا اهاجر مرتين ولا أرى في البحر غير اليحر.
هل كان هولاكو يكره الكتب أم كان يكره العرب؟ المأمون، أبو جعفر المنصور والظاهر بيبرس وصولاً الى محمد الفاتح في الأندلس... هل طارق بن زياد ضابط في الأمن الوقائي؟ هل تعرفني أحلام مستغانمي؟ لماذا طلبت رايسا غوربوتشوف من رونالد ريغان أن تزور منزل أرنست همنغواي حين انهار الاتحاد السوفييتي ؟؟؟
صلّيت في الأزهر فسرق الأطفال الاشقياء حذائي، وصليت مع سميح شقير في المسجد الأموي وأنا أحمل حذائي في كيس بلاستيك خشية ان يسرق ثانية وجلسنا على نفس المقعد الذي كان بن نفيس يداوي عليه المرضى قبل الف عام. وتذكرنا كلمات مظفر النواب " دخلت المسجد الاموي وقلت ارى يزيدا لعله ندم على قتل الحسين وجدته ثمل وجيش الروم في حلب .. فرشت عبائتي البيضاء وصليت الشجى وقرأنا الفاتحة بالعبرية الفصحى فضج الحان بالافخاد والطرب " .
طاااااااااااأغور يا شاعر الهند، اياك أن تفتح فمك . خدعتني بأشعارك الجميلة ومثلك بوشكين ومعك فولتير وميشيل فوكو ... اسكتوا جميعا، وأنت يا وليد الشيخ ومثلك زياد خداش والمتوكل طه ونجوان درويش وغسان زقطان ، اسكتو لا اريد أن أقرأ، لا تقرضوا الشعر امامي .. تعبت روحي وانتم تتحدثون عن الانوثة والصدر الذي يتنفس الامواج يغرقنا والجمر الذي يأتي من الساقين يحرقنا والعنق الذي يؤكل.
دثروني ...... دثروني ولا تقرأوا لداروين ......... اقرأوا لأبو القاسم الشابي وناظم حكمت وعبد اللطيف عقل وبابلونورودا ... واسقوني عصير الجوافا في فنجان في خيمة تحرسها ناقة، واقتلوني .. اقتلوني اذ نسيت أن أموت.
بقلم : ناصر اللحام