المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ** الإحتفال بالمولد النبوي **


فتحي الجزائري
2008-02-16, 16:51
*** بسم الله الرحمان الرحيم ***


http://www.ferkous.com/image/gif/ArchiveA7.gif


لفضيلة الشيخ : علي فركوس الجزائري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فقد قرر أهل السنة والجماعة أنّ العبادة لا تقع صحيحة ولا مقبولة إلاّ إذا قامت على أصلين عظيمين:

أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، أي أن تكون العبادة خالصة لله تعالى من شوائب الشرك إذ كلّ عبادة خالطها شرك أبطلها قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلىَ الذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ، بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾(الزمر ٦٥-٦٦)، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(الأنعام ٨٨).
كما أنّ الأصل يقتضي أن يكون الله سبحانه وتعالى هو الوحيد المشرّع لها قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ﴾(الشورى ٢١) وقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَبِعْ أَهْوَاءَ الذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾(الجاثية ١٨)، وقال سبحانه عن نبيه: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾(الأحقاف ٩)، ومعنى ذلك أنّ العبادة التي شرعها الله تعالى توقيفية في هيئتها وعددها ومواقيتها ومقاديرها لا يجوز تعديها وتجاوزها بحال ولا مجال للرأي فيها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرُ﴾(هود ١١٢).
ثانيها: عبادة الله بما شرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويظهر من هذا الأصل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو المبلّغ الوحيد عن الله تعالى والمبيّن لشريعته قولا وفعلا، أي هو القدوة في العبادة، ولا يقضى بصلاح العبادة وصوابها إلاّ إذا قيّدت بالسنة والإخلاص قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾(الكهف ١١٠). وقد أمر الله تعالى بطاعته، وجعل طاعته من طاعة الله، قال تعالى: ﴿مَن يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾(النساء ٨٠)، وقال تعالى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾(الحشر ٧)، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾(الأحزاب ٢١)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ)(١- أخرجه مسلم في الأقضية(٤٥٩٠)، وأحمد(٢٥٨٧٠)، والدارقطني في سننه(٤٥٩٣)، من حديث عائشة رضي الله عنها).
ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدين وأدّى واجب التبليغ خير أداء، وقد امتثل لأمر ربه في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾(المائدة ٣)،وقام به أتمّ قيام وقد أتمّ الله به هذا الدين فلا ينقصه أبدا ورضيه فلا يسخطه أبدا، قال تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾(المائدة ٣) فكملت الشريعة واستغنت عن زيادة المبتدعين واستدراكات المستدركين قال صلى الله عليه وسلم: (وأيم الله لقد تركتم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء)(٢- أخرجه ابن ماجة في المقدمة(٥)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٩)، وفي السلسلة الصحيحة(٦٨٨))، وقد شهدت له أمّته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع، وقد سار على هديه الشريف أهل الإيمان من سلفنا الصالح من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان غير مبدلين ولا مغيرين سالكين السبيل المستقيم فمن جانبه وحاد عنه ساء مصيره، قال تعالى: ﴿وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾(النساء ١١٥).
وتفريعا على ما تقدم فإنّ الاحتفال بالمولد النبوي الذي أحدثه بعض الناس إمّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإمّا محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له يعتبر من البدع المحدثة في الدين التي حذّر الشرع منها، لأنّ هذا العمل ليس له أصل في الكتاب والسنة، ولم يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم موالد لمن قبله من الأنبياء والصالحين، ولم يؤثر عن الصحابة والتابعين إحياء مثل هذه الموالد والاحتفال بها، أي: لم ينقل عن أهل القرون المفضلة إقامة هذا العمل، وإنّما حدث ذلك في دولة بني عبيد، المتسمّين بالفاطميين، وأنّ أول من أحدث المعز لدين الله سنة (٣٦٢ﻫ) بالقاهرة، واستمر الاحتفال به إلى أن ألغاه الأفضل أبو القاسم أمير الجيوش ابن بدر الجمالي، ووزير الخليفة المستعلي بالله، سنة (٤٩٠ﻫ)(٣- انظر الإبداع لعلي محفوظ (١٢٦)، "المواعظ والاعتبار" للمقريزي: (١/٤٣٢-٤٣٣)، "القول الفصل في حكم الاحتفال بولد خير الرسل" صلى الله عليه وسلم، لإسماعيل الأنصاري: (٦٨)).
ومعنى ذلك أنّ هذه الموالد لم تعرف عند المسلمين قبل القرن الرابع الهجري، ولم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وانتفاء المانع، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحقّ به منّا، فإنّهم كانوا أشدّ محبة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له منّا، وهم على الخير أحرص، كما صرح بذلك شيخ الإسلام في "الاقتضاء"(٤- "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية: (٢/١٢٣))، علما أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ)(٥- أخرجه أبو داود في «السنة»: (4607)، والترمذي في «العلم»: (2891)، وابن ماجة في «المقدمة»: (44)، وأحمد: (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(936).)، والمهديون من الخلفاء لم يفعلوا هذا العمل.
هذا وكعادة أهل الأهواء التمسك بالشبهات يلبسّونها على العوام وسائر من سار على طريقتهم، ومن جملة الشبهات والتعليلات استنادهم إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾(يونس:58)، على أنّ في الآية أمرا بالفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفال به، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: (فيه ولدت، وفيه أنزل عليّ)(٦- أخرجه مسلم في الصيام(٢٨٠٧)، وأبو داود في الصوم(٢٤٢٨)، وأحمد(٢٣٢١٥)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه)، ووجهه يدلّ على شرف ولادته صلى الله عليه وآله وسلم ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، لأنّ الغرض من إقامة مولده صلى الله عليه وآله وسلم هو شكر الله على نعمة إيجاده، وشكر الله تعالى عليه بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء، فضلا عن أعمال البر الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة كل ذلك محمود غير محظور بل مطلوب، لذلك حثّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صوم عاشوراء شكرا لله على نجاة موسى ومن معه فإنّ ذلك كلّه يستفاد منه شرعية الاحتفال بالمولد ويعكس-حال الاجتماع عليها- محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ويذهب بعضهم إلى أنّ أعياد الميلاد من عادات أهل الكتاب، والعادة إذا تفشت عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعة لا تلج العادات وإنّما تدخل في العبادات.
ولا يخفى أنّ تفسير«فضل الله ورحمته» على مولده صلى الله عليه وآله وسلم لا يشهد له أيّ تفسير، وهو مخالف لما فسّرها الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، وقد جاء عنهم أنّ المراد بفضل الله القرآن، ورحمته الإسلام، وبهذا قال ابن عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ورحمته أن يجعلكم من أهله، وقيل العكس(٧- تفسير القرطبي(٨/٢٥٣)، تفسير ابن كثير(٢/٤٠٢/٤٠٣)) فالحاصل أنّ الله تعالى لم يأمر عباده بتخصيص ليلة المولد بالفرح والاحتفال، وإنّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دين الحق الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويدلّ عليه قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء 107)، وفي صحيح مسلم: (إنّي لم أبعث لعانا، وإنّما بعثت رحمة(٨- أخرجه مسلم في البر والآداب والصلة(٦٧٧٨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه))(٩- حوار المالكي لابن منيع: (٨٥)).
أمّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين وقد اكتفى به، وما كفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكفي أمّته، وما يسعه وسعها. ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به صلى الله عليه وآله وسلم إنّما يكون في هذا المعنى المشروع.
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول -إن صحّ أنّه مولده- من ميزة دون الأيام الأخرى، لأنّه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه خصصه بالصيام أو بأي عمل آخر ولا فعله أهل القرون المفضلة من بعده، فدلّ ذلك على أنّه ليس له من فضل على غيره من الأيام.
والتوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البر والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاّ بنص شرعي، إذا انتفى تنتفي المشروعية.
أمّا الدروس والعبر والعظات وتلاوة القرآن والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقراءة سيرته وغيرها إنّما تشرع كلّ وقت وفي كلّ مكان من غير تخصيص كالمساجد والمدارس والمجالس العامة والخاصة.
وأمّا عاشوراء الذي حثّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صيامه شكرا لله على نجاة موسى ومن معه فإنّما كان امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطاعة له وهو شكر لله على تأييده للحق على الباطل، لكن ليس فيه دليل لا من قريب ولا من بعيد على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية لربط الأزمنة بالأحداث -زعموا- فتعدد الأعياد وتكثر المناسبات، وإنمّا التوجيه النبوي لأمّته يتمثل في صيام عاشوراء شكرا لله تعالى.
ثمّ إنّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى عليه السلام ليس من عادات الكفار، وإنّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم بقوله: <من خصّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات، لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد(١٠- التعميد أو المعمودية عند النصارى: أن يغمس القَسُّ الطفل في الماء باسم الأب والابن وروح القدس، ويتلو عليه بعض فِقَرٍ من الإنجيل، تعبيرا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب، وهو آية التنصير عندهم، (انظر: "المعجم الوسيط"(٢/٦٢٦)، "المسيحية" لأحمد شبلي: (٣٠/١٦٨-١٦٩)))، وغير ذلك من أحواله>(١١- "زاد المعاد" لابن القيم: (١/٥٩)).
وإذا سلمنا -جدلا- أنّه من عاداتهم، فقد نهينا عن التّشبه بأهل الكتاب، وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها. ومعلوم أنّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنّها تورّث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنّ إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشدّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-(١٢- "اقتضاء الصراط المستقيم": (١/٥٥٠)).
وليس من محبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه ارتكاب البدع التي حذّر منها، وأخبر أنّها شر وضلالة، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أشدّ محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له منّا، وأحرص على الخير ممّن جاء بعدهم، وأسبق إليه من غيرهم، وكانوا أعلم الناس بما يصلح له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان في إقامة مولده صلى الله وعليه وآله وسلم والاحتفال به واتخاذه عيدا أدنى فضل ومحبة له وتعظيم له صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا رضي الله عنهم أسرع الناس إليه وأحرصهم على إقامته والاحتفال به، لكن لم ينقل عنهم ذلك وإنّما أثر عنهم هو ما عرفوه من الحق من محبته وتعظيمه بالإيمان به وطاعته واتباع هديه والتمسك بسنته ونشر ما دعا إليه، والجهاد على ذلك بالقلب واللسان، وتقديم محبته صلى الله عليه وآله وسلم على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين(١٣- الاقتضاء لابن تيمية(٢/١٣٢)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: <كلّ ما لم يسنه ولا استحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أحد من هؤلاء الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم، فإنّه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحد في مثل هذا إنّه بدعة حسنة>(١٤- مجموع الفتاوى لابن تيمية(٢٧/١٥٢)).
هذا، وأخيرا فإنّنا نحمد الله تعالى على نعمة ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى نعمة النبوة والرسالة فأنزل عليه القرآن وأتمّ به الإسلام، وبيّنه أتمّ البيان، وبلّغه على التمام، وبهذا نفرح ونبتهج من غير غلو ولا إطراء ونستلهم العبر والعظات من سيرته العطرة ومن شمائله الشريفة وسائر مواقفه المشرفة في ميادين الجهاد والتعليم، ونحرص على اتباع هديه صلى الله عليه وآله وسلم والتمسك بسنته على ما مضى عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى.
ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله متلبسا علينا فنضل، ولا يجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا إنّه رؤوف رحيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.


الجزائر في: 19 صفر 1426ﻫ
الموافق لـ: 29 مارس 2005م

www.ferkous.com

DMA
2008-02-16, 17:03
بارك الله فيك

ياسمينة
2008-02-16, 17:15
بارك الله فيك أخي على نقلك الهادف

حسين القسنطيني
2008-02-16, 20:16
ترى أخي صاحب الموضوع أو الشيخ علي فركوس، لو أننا أحلنا الموضوع إلى عمل عادي لا تعبدي، فهل يبقى لكلامكم هذا داع أو معنى؟ هذ
لكلامكم هذا معنى او قيمة علمية ما إذا غضضنا الطرف عن تعريفكم البدعة و عدم وجود بدعة حسنة يثاب فاعلها
بفعلها و من فعلها بعده إلى يوم الدين، لأن البدعة التي تتكلمون عنها مقيدة ب "في أمرنا" فلو كانت عادة جعلها
الناس يوما للتدارس و التذاكر و التوسعة على العيال، و إقامة الندوات و الحلقات، تماما كما يفعل في السعودية بأسبوع
الشيخ ابن عبد الوهاب، فهل ترى كلامه أو نقلك عنه يبقى له قيمة؟؟؟ أم أنكم لا تفرقون بين الأمر العادي و الأمر
التعبدي، أما إن أردتم حصره في التعبدي فكان لازما عليكم أولا أن تدللوا على كونه أمرا تعبديا، و هذا يلزمكم أن تبينوا أمر النبي صلى الله عليه و على آله و سلم أو نهيه عنه، و لكن تأكدوا أنه حتى مع وجود هذا فلن يسلم لكم ذلك، تعلمون لماذا، لوجود قرائن أخرى
نبرزها في وقتها إن شاء الله تعالى.... و سنحاول إن شاء الله على نقل كلام السيوطي من الحواي للفتاوي في هذه
المسألة، و لا أظن أخي صاحب الموضوع و لا الشيخ الذي نقلت عنه يبلغ معشار مبلغ الحافظ السيوطي....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نادية مجدوبي
2008-02-17, 01:29
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على حبيب قلوبنا وشفيعنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


في الكتب التى صيغت في المولد النبوي الشريف

الكتب التي صيغت في هذا الباب كثيرة جدا، منها المنظوم ومنها المنثور، ومنها المختصر والمطول والوسط، وسأقتصر هنا على ذكر كبار علماء الأمة، من الحفاظ والأئمة الذين صنفوا في هذا الباب . فمنهم :

1- من أولئك الحافظ الإمام عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير صاحب التفسير ولد سنة 701هـ وتوفى سنة 774هـ.

وقد صنف الإمام ابن كثير مولدا نبويا طبع أخيرا بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد.

2- الحافظ عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن المصري الشهير بالحافظ العراقي المولود سنة 725هـ والمتوفي سنة 808هـ، إن هذا الإمام قد صنف مولدا شريفا أسماه: (المورد الهنى في المولد السنى).

3- الحافظ محمد بن أبي بكر بن عبد الله القيس الدمشقى الشافعي المعروف بالحافظ بن ناصر الدين الدمشقي المولود سنة (777) هـ والمتوفي سنة (842) هـ.
وقد صنف في المولد الشريف أجزاء عديدة، (جامع الآثار في مولد النبي المختار) في ثلاثة مجلدات، (واللفظ الرائق في مولد خير الخلائق)، وله أيضا (مورد الصادى في مولد الهادي).

4- ومن أولئك الحافظ بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد القاهرى المعروف بالحافظ السخاوي المولود سنة 831هـ والمتوفي سنة 902 هـ بالمدينة المنورة. وللحافظ السخاوي جزء في المولد الشريف

5- ومن أولئك الحافظ وجيه الدين عبد الرحمن بن على ابن محمد الشيباني اليمني الزبيدي الشافعي (المعروف بابن الديبع، والديبع بمعنى الأبيض بلغة السودان، وهو لقب لجده الأعلى ابن يوسف) ولد سنة 866 هـ وتوفي سنة 994 هـ. وقد صنف مولدا نبويا.
راجع كتاب (حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف) لسماحة الإمام السيد محمد علوي المالكي الحسنى.

6- ومن أولئك الحافظ المجتهد الإمام ملا على قارى ابن سلطان بن محمد الهروى المتوفي سنة 1014هـ.
وقد صنف في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا، اسمه (المورد الروى في المولد النبوي).

7- ومن أولئك الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم ولد في 27 رجب 1286 هـ وانتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 27 رجب 1356 هـ

وكان رحمه الله أستاذا للشريعة الإسلامية بجامعة الخرطوم سابقا، وقد أملى في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ،كتابه المسمى: (بشائر الأخيار في مولد المختار صلى الله عليه وسلم ) الذي طبع عدة مرات، أولاها عام 1340هـ الموافق 1921م

فأين الشيخ علي فركوس، من هؤلاء الحفاظ الأعلام ؟؟


ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجب علينا نحن المسلمين، لأنه يعيننا ويسمح لنا بالاعراب عن مدى تعلقنا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ودينه الحنيف، وخاصة في زماننا الراهن، " الذي تطاول فيه أعداء الاسلام علينا وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم صحفي دانماركي تحدى العالم الاسلامي ؟؟؟ "، كرد على هؤلاء يجب علينا أن نعرفهم من هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اذن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف " أصبح من واجب الواجبات، للتعريف به وبذكر سيرته ورحمته وأخلاقه و تعامله مع زوجاته وأصحابه وفي غزواته وووو، بطبيعة الحال الاحتفال بالضوابط الشرعية أي عدم الاختلاط، وتخصيص دروس ومواعظ تصب في صلب الموضوع فما المانع يا ترى ؟ فمن ينكر الفرح بمولد الرحمة المهداة ؟؟ وشهر ذكره بين المسلمين وحتى بين غير المسلمين ليراجعوا أنفسهم وليعلموا بأنه رسول رب العالمين للناس أجمعين فمن لبى النداء أفلح ونجى والمعرض فهو في الآخرة من الخاسرين .....

من قال بأننا نقلد النصارى، أنهم يرقصون ويشربون الخمور في احتفالهم، ونحن ولله الحمد نقرأ القرآن والسيرة النبوية و بعض الأمداح فأين التقليد بل الفرق شاسع وبعيد بعد الأرض من السماء ...

ولله در القائل :

ليلة المولد الذي كان للدين == سرور بيومه وازدهاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قد == ولد المصطفى وحق الهناء .

الله يفهنا .

فتحي الجزائري
2008-02-17, 09:37
شكرا جزيلا للأخوة الكرام Dma ..ياسمينة....حسين ...نادية ...وشكر الله حرصكم ...

حسين القسنطيني
2008-02-18, 10:16
بانتظار ردك أخي صاحب الموضوع عما إذا كان العمل عاديا لا تعبديا، فماذا يكون حكمه، و أي قيمة تصبح لاستدلالاتكم، و حبذا لو أن أحد الإخوة ينقل تساؤلنا للشيخ فركوس لتعم الفائدة...

أبو بكر
2008-02-18, 14:45
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا


أنصحك أخي الفاضل للمرة الثانية أن ترجع لكتاب :

فتاوى العقيدة للشيخ محمد بن صالح العثيمين فله الإجابة الكافية لأسئلتك .



جزاكم الله خيرا

حسين القسنطيني
2008-02-18, 15:31
لم لا تنقلها إلى هنا أخي لنتدارسها، فهذا من باب تأخير البيان، بينه لنا أخي إن كان في كلام الشيخ ابن عثيمين شيئا تدارسناه إن شاء الله، و قبلنا الحق و لو كان من عند المعاصرين هيا روح يا سيدي

فتحي الجزائري
2008-02-18, 20:15
بانتظار ردك أخي صاحب الموضوع عما إذا كان العمل عاديا لا تعبديا، فماذا يكون حكمه، و أي قيمة تصبح لاستدلالاتكم، و حبذا لو أن أحد الإخوة ينقل تساؤلنا للشيخ فركوس لتعم الفائدة...

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم حسين ...بخصوص إستفسارك حول قضية أنه إذا كان العمل من العادة لا من العبادة ( في إطار الإحتفال بالمولد النبوي )

لننظر فيما يكون في المولد، إنه اجتماع لتلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة، ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد..
وهذا بلا ريب عبادة محضة، والأدلة على ذلك :
أولا: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليوم عيدا، والعيد هو ما يعتاد مجيئه في كل زمن، فالجمعة عيد، لأنه كل أسبوع، والفطر والأضحى عيد، لأنه كل عام، وعلى ذلك فقس المولد، فهو يحتفل به كل عام، وهذا تشريع، واتخاذ ليوم لم يأذن به الشارع أن يكون عيدا، ونحن نعلم أن المسلمين ليس لهم إلا عيدين يحتفلون فيهما، الفطر والأضحى، ولا يجوز لهم أن يتخذوا عيدا ثالثا ورابعا، والحاصل في المولد أنه صار عيدا يحتفل به، أي صار عيدا ثالثا في الإسلام، وهذه هي الضلالة.
ثانيا: أن الموالد ذكر، والذكر عبادة.
ثالثا: أن أهل الموالد يقصدون التقرب إلى الله تعالى بما يفعلون، والتقرب عبادة.

إذن الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: الأصل في العبادات المنع إلا بنص، ولا تدخل في باب: الأصل في العادات الإباحة إلا بنص..

القول بأن المولد مثل المحاضرات والدروس والعلمية.

يجاب عن هذا بالاعتراض، فليست الموالد كالمحاضرات والدروس العلمية..
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، ويقرر لهم الدروس والخطب، وخصص يوما للنساء يعلمهن فيه، فإذن الدروس والخطب والمحاضرات مشروعة، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وأمره: ( بلغوا عني ولو آية)..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس ليخطب فيهم نادى بهم ليجتمعوا، فيجتمعوا، فيلقي عليهم ما أراد تعليمهم، والإعلان عن الدروس والمحاضرات هو من هذا النوع الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مثلا بمثل، سواء بسواء..
فأين هذا من المولد؟..
هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بين جواز جمع الناس لتعليمهم أمور دينهم، إذ لا يمكن تعليم الناس إلا بهذه الطريقة، أو قل هو طريق عظيم لتعليم الناس، لكنه ما بين للناس جواز أن يجتمعوا لأجل المولد، الذي في الحقيقة ليس فيه تعليم بشيء، إلا شيئا واحدا هو ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يصل الأمر إلى الغلو والمنكر..
وهذه الموالد حتى في حال خلوها من الغلو والمنكرات ليس فيها تعليم ولا تفقيه..
والدليل أنك تجد جل الذين يؤمون الموالد لا يفقهون في دين الله شيئا، وذلك أنهم لا يجدون في الموالد شيئا من العلم والفقه إلا المدائح النبوية الغالية والرد على الخصوم في جواز الاحتفال بالمولد...
أما قضايا الفقه والعقيدة وأحوال المسلمين فلا تجد منها شيئا، فكيف يكون طريقا للعلم؟، وكيف يصح تشبيه الموالد بالمحاضرات والدروس العلمية والندوات؟..
إن الذي يتابع ويحضر الدروس العلمية والمحاضرات تجده بعد مدة متفقها واعيا، مستدلا على طريق السنة، عارفا بحقيقة أحوال المسلمين، بخلاف الذي يؤم الموالد، لا تجد عنده شيء من ذلك، وهذا مما يؤكد الفرق بين الأمرين.

أم بخصوص قولكم :

(( ... و إقامة الندوات و الحلقات، تماما كما يفعل في السعودية بأسبوع
الشيخ ابن عبد الوهاب...))

أخي الكريم إن أسبوع الشيخ محمد عبد الوهاب أو غيره من الندوات والمحاضرات الدينية فهي تماما مثل غيرها من الأيام التحسيسية كأسبوع المرور مثلا ...فإنه لايقصد منها التعبد أو التقرب بها إلى الله وليست أيضا من باب الإحتفال كما يقصد في هذه الموالد إذ أنها ربطت بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف تلك المحاضرات.... وأزيد أنها ليست عامة في كافة أنحاء العالم مثل المولد النبوي فهذا اليوم عند المسلمين صار يعظم مثل الأعياد وتقام فيه مراسيم معينة بل وينكر فيه على الذي لا يحتفل به وكأنه سوف يحاسب عليه يوم القيامة ...أو يطعن فيه بأن محبته للنبي ناقصة إن لم يتهم بأنه لايقدر ولا يحترم النبي صلى الله عليه وسلم .... على العكس تماما في أسبوع المرور أو أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ...فمن حضر إستفاد من بعض تلك الدروس ومن لم يحضر فالأمر عادي جدا ....فأرى الفرق واضحا بارك الله فيكم ....أما قولكم بأن كلام الشيخ إبن عثيمين في هذه القضية من نسج الخيال فأرجوا منكم التفكير مليا بارك الله فيكم فلو أننا فتحنا هذا الباب لجاء منه شر عظيم .....وبالتوفيق لنا ولكم ولسائر المسلمين ....

نادية مجدوبي
2008-02-18, 22:25
بسم الله الرحمن الرحيم .


محبي خير خلق الله تقترب أيام مباركة ،،، تفوح مسكاً وطيباً بذكرى مولد خير البشر ،، الكوكب الدري،، السراج المنير،،

فيا من أراد أن يشرب من النبع الصافي الهني ،،، هلموا بنا إلى الصلاة على سيدنا النبيّ ففيها سر الوصول وبلوغ كل مأمول

وفيها الطاعة لأمر المولى حيث قال عز وجل في سورة الأحزاب آية56: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً

نبدأ ببسم الله وعلى بركة الله وبالصلاة والسلام على خير خلق الله ، بكثرة الصلاة على الحبيب في شهر مولده ،خالصاً لوجه الله ،،

محبة وطاعة وقرباً وعلى كل نية صالحة لخيري الدنيا والآخرة ونسأل الله تعالى القبول ، بسر الفاتحة الشريفة لروحه الطاهرة الشريفة

اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين .

الحارث
2008-02-19, 11:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا احب ان انقل اقوال العلماء احسن من ان اتكلم خاصة في امور تكون من البدع او من المادية الى البدع
لان العللماء هم ورثة الانبياء وهم سراج هذه الامة ولقد بوب الباخاري بابا في فضل العلماء فقال
بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ }
فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
وَقَالَ
{ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }
{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
وَقَالَ
{ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لَوْ وَضَعْتُمْ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
{ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ }
حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ وَيُقَالُ الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ..رواه البخاري

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
قَالَ الْفِرَبْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ.رواه البخاري
ومن هذاذين الحديثين انقل لكم اقوال العلماء الربانيين الذين افتوى بعدم جواز الاحتفال بالمولد كي لا يتلبس على الزائر ولا على القارىء شيىء قد يزيغه على الحق فلهذا ارجوا لكل من يريد البحث على الحقيقية الجلية الواضحة ان يزور هذا الرابط http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/index.htm

حسين القسنطيني
2008-02-19, 14:06
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد :

[QUOTE=BFDZ;188912][B]بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم حسين ...بخصوص إستفسارك حول قضية أنه إذا كان العمل من العادة لا من العبادة ( في إطار الإحتفال بالمولد النبوي )

لننظر فيما يكون في المولد، إنه اجتماع لتلاوة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة، ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد..
ربما أخي تقصد أقواما مخصوصين بذلك، و إلا فما علمت عندنا من يقوم بذلك، و إلا لكنت حضرتها شخصيا لما فيها من السماع لمدح رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم و الطرب بها، و الأكل الجماعي، فأنا أحب كل هذه الأمور، و كلها ليست عبادات، اللهم إلا إذا استثنينا إطعام الطعام، فكيفجعلتها أنت عبادة، ربما لا نستحضر أنا و أنت نفس المعنى للعبادة، فمن وجه سميتها عبادة و محضة كذلك؟؟؟

ثم قلت أخي الفاضل :

أولا: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليوم عيدا، والعيد هو ما يعتاد مجيئه في كل زمن، فالجمعة عيد، لأنه كل أسبوع، والفطر والأضحى عيد، لأنه كل عام، وعلى ذلك فقس المولد، فهو يحتفل به كل عام،

ليس كل ما يعتاد مجيئه في كل زمن يسمى عيدا أخي، فعندك عادة المرأة تجيئها في كل زمن و ليست عندها بعيد، فما هو الدافع الذي جعلك تحكم على احتفال هؤلاء بهذا اليوم أنه عيد؟؟؟ لماذا لم تقل مثلا أنها عادة؟؟؟
و قلت بعدها :
وهذا تشريع،

فما أسرع الحكم على الشيء من غير تصور صاف له، من شرع من المحتفلين بيوم مولد أكرم الخلق على ربه بأن هذا الإحتفال من الشرع أو من الدين أو أن هذا اليوم عيد في الدين؟؟؟

و قلت أخي الكريم :

واتخاذ ليوم لم يأذن به الشارع أن يكون عيدا، ونحن نعلم أن المسلمين ليس لهم إلا عيدين يحتفلون فيهما، الفطر والأضحى،

ربما نسيت الجمعة، و إذا حصرت العيدين بحديث إبدال الناس بعيدي الفطر و الأضحى تكون أخرجت الجمعة من كونها عيدا، رغم عدم ثبوتها في هذا الحاصر، فإن لم يكن حاصرا فالكلام يختلف عندها، و لكننا نسلم لك رغم ذلك من أنه ليس للمسلمين إلا ما ثبت بالنص أنه عيد لنا، و المولد لم يثبت أنه عيد لنا، فليس لأحد أن يجعله عيدا في ديننا، لم نختلف حول هذا... و تكون الضلالة التي تكلمت عنها حينما يثبت عن المسلمين أنهم زادوا في دين الله عيدا آخر يوم مولد نبيهم، و هذا لم ينقل عن المحتفلين بالمولد الشريف...

ثم قلت أخي الفاضل
ثانيا: أن الموالد ذكر، والذكر عبادة.
الموالد ربما تقصد بها الحضرات التي يحضرها جمع من الناس لمدح النبي صلى الله عليه و على آله و سلم و ربما رددوا فيها أذكارا و ما إلى ذلك، إن كنت تقصد هذا فهذا ليس ذكر و إن تخلله ذكر، و يبقى الذكر هو ما بينه الشرع، أي ما يخرج من في ابن آدم من قراءة لكتاب الله و تهليل و تكبير و تسبيح و حوقلة و ما إلى ذلك مما هو مبثوث في الشرع، و إن تخير له صاحبه ما يظنه مقربا إلى الله من مناسبة أو ظرفية فنرجو أن يكون ذلك من التقوى، و أما إن قصدت اليوم في حد ذاته، فاليوم ليس بذكر، و أنا قلما وجدت في بلدتي هذه من يقوم بذلك، مع أننا كلنا نحتفل بمولده صلى الله عليه و على آله و سلم و نحاول التقرب إلى الله في ذلك اليوم بما يمن به علينا ربنا...

و قلت أخي:
ثالثا: أن أهل الموالد يقصدون التقرب إلى الله تعالى بما يفعلون، والتقرب عبادة.

آه نعم، التقرب إلى الله عبادة يرجى بها تعظيم ما يقدمه الفرد بين يدي ربه رجاء القبول، فمن قدم بدنة راعى أن تكون سليمة من كل عيب و راعى أن تكون بالنهار، و أن تكون جميلة سمينة كاملة، و ما دقق في الحسن أحد إلا كان يقصدالتقرب بها إلى الله و تجميل و تحسين عمله لربه، نسأل الله القبول لنا و لكم... و تقربهم إلى الله ليس باليوم، و ليس باحتفالهم، فمن غنى فيه مثلا لا يسمى متقربا إلى الله بغنائه، و من لبس الجديد لم يكن ذلك من التقرب إلى الله، فالتقرب إلى الله يكون بما شرع من عبادات، و أن نختار اليوم لتلك العبادة ليس بعبادة، و إنما اختيار مناسبة لعبادتنا، فاليوم ليس هو العبادة، لكن الصوم مثلا عبادة، و اختيارنا ليوم الصوم هو تقرب إلى الله في ذلك اليوم بتلك العبادة التي هي الصوم، و ليست العبادة هي ذلك اليوم الذي اخترناه لعبادتنا...

ثم خلصت إلى نتيجة و هي:
إذن الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: الأصل في العبادات المنع إلا بنص، ولا تدخل في باب: الأصل في العادات الإباحة إلا بنص..

فلا أعلم أخي أبعد كل الذي قلناه يبقى الإحتفال بمولده صلى الله عليه و على آله و سلم عبادة عندك...
و حتى لو سلمنا لك بذلك، فإن القاعدة التي ذكرتها لا تفي بالمفهوم الذي تريد أن تستشهد به على المسألة... فمن السلف من كان يواصل الصوم، و منهم من كان يسرد الأشهر الحرم بالصوم، و منهم من كان يختم كل ليلة، و من هذا الكثير، لإتراهم كلهم تنطبق عليهم القاعدة التي ذكرتها؟؟؟

و حتى لا استرسل في تعقب كلامك كله على هذا النحو أخي أنقل لك ما كتبته في موضوع شبيه، لعل فيه تبيينا لما ذكرت أخي الفاضل :
قال ابن تيمية ( ومن هنا يعرف ضلال من ابتدع طريقا أو اعتقادا زعم أن الايمان لا يتم الا به مع العلم بأن الرسول لم يذكره وما خالف النصوص فهو بدعة باتفاق المسلمين وما لم يعلم أنه خالفها فقد لا يسمى بدعة قال الشافعي رحمه الله البدعة بدعتان بدعة خالفت كتابا وسنة وإجماعا وأثرا عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عله وسلم فهذه بدعه ضلاله وبدعه لم تخالف شيئا من ذلك فهذه قد تكون حسنة لقول عمر نعمت البدعة هذه هذا الكلام أو نحوه رواه البيهقي باسنادة الصحيح فى المدخل ويروى عن مالك رحمه الله أنه قال إذا قل العلم ظهر الجفا وإذا قلت الآثار كثرت الأهواء ...)

قال ابن تيمية في منهاج السنة 6 \ 292
( أحدث عليُّ بن أبي طالب في خلافته العيد الثاني بالجامع، فإن السُّنة المعروفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان أنه لا يصلى في المصر إلا جمعة واحدة ، ولا يصلى يوم النحر والفطر إلا عيد واحد، فلما كان عهده قيل له: إن بالبلد ضعفاء لا يستطيعون الخروج إلى المصلى فاستخلف عليهم رجلاً يصلي بالناس بالمسجد ).

قال ابن تيمية ( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب ، أو كما قال . مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة ، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط ، وليس مقصود أحمد هذا وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة ، وفيه أيضا مفسدة كره لأجلها . )
اقتضاء الصراط المستقيم 1/297- 298

و انظر بعدها يرحمك الله إلى قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله :
الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب
ضمن المجلد الخامس من مؤلفات الشيخ
ص (103 ) الرسالة السادسة عشرة
( والمقصود بيان ما نحن عليه من الدين وأنه عبادة الله وحده لا شريك له فيها بخلع جميع الشرك، ومتابعة الرسول فيها نخلع جميع البدع إلا بدعة لها أصل في الشرع كجمع المصحف في كتاب واحد وجمع عمر رضي الله عنه الصحابة على التراويح جماعة وجمع ابن مسعود أصحابه عل القصص كل خميس ونحو ذلك خميس ونحو ذلك فهذا حسن والله أعلم ) اه