عبد الغني البلي
2010-05-23, 21:40
نكبة بأي حال عدت يا نكبة
بقلم:عبد الغني بلقيروس
عبد الغني بلقيروس ـ الجزائر ـ
توافينا ذكرى نكبة فلسطين الثانية والستون ككل عام في مثل هذه الأيام ، ليعود معها مهمازها لينكأ في ذاكرتنا المتكلسة، وليحاول إيقاظ عقولنا البلّيدة من سباتها الطويل على حقيقة احتلال درة تاج العالم الإسلامي، وإحدى أقدس المقدسات التي باركها ربنا من فوق سبع سموات، و التي أوصانا بها الأنبياء والصالحون من بعدهم.
توافينا النكبة والقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى خاتم الأنبياء تفرغ من سكانها، وتهود أحيائها، أمام شجبنا واستنكارنا الذي هو أقبح من الصمت وأشبه بالتواطؤ، وأمام أعيننا تتهاوى أثارها ومعالمها كتهاوي درر عقد العروس درّة درّة، وتتهاوى معها كرامة الأمة وعزتها أو ما بقي منهما.
توافينا النكبة وإخواننا في غزة يحاصرون في قوت أطفالهم، وحليب رضعهم، ويمنع الدواء عن شيبهم وشبابهم ، بل ونشارك في حصارهم بأمر وحيد القرن الأمريكي، ومن يفري فره، لجريرة تمسكهم بأرضهم، وحفظهم لعرضهم، ولا تصدر منا أصوات تسمع ولا طبول تقرع .
توافينا النكبة والمهجرين الفلسطينيين يهجرون من جديد، وتتجدد أحزانهم و ألامهم، ولكن هذه المرة بيد دول عربية تسميهم في أدبياتها الإخوة الفلسطينيين، ولا يجدون هذه المرة من يستقبلهم ويقبلهم رغم الحالة المأساوية التي يعيشون فيها بمخيمات الحدود، حتى رقت لهم دولا من أقصى الأرض لا تدين بدينهم ولا تتكلم لغتهم.
توافينا النكبة وقد غدت نكبات والمأساة وقد أمست مآسي ولم تبق فلسطين وحدها تدمي القلوب المكلومة، وقد لحقتها العراق والصومال وأفغانستان، ولا يتحرك لنا طرف، بل وتغمض لنا جفون على شواردها ، ويسهر الأعداء في تخطيطهم ويتحدوا.
توافينا النكبة وعجائز الكراسي والأفعال لا يورثون إلا عجائز الكراسي والأفعال، وهم على عهدهم يأبون الرحيل وإراحة كاهلنا من حملهم الثقيل، ومن استنساخهم المتكرر للفشل والخيبة، وإطعامهم شعوبهم حدّ التخمة من ألوان الضيم والعسف والطغيان، فاشترك ظلامهم مع ظلام وحيد القرن وظلام اللّيالي في تعتيم حياة الشعوب و حاضرها ومستقبلها.
توافينا النكبة ونحن في ظلام يحجبه ظلام وعتمة تخفيها عتمة، حتى إذا بلغت القلوب الحناجر تدارك الله أمته برحمته التي لا تحدها حدود، وظهر وسط هذا الظلام بصيص نور سرعان اشتد لمعانه وأخذ شعاعه يأخذ بالقلوب قبل الأحداق، وما فتأت أشعته في التوسع والإندياح على حساب العتمة المتكاتفة في سعيها لتحجيمه أو في تلوينه بسوادها، وسط هذا البصيص ظهر رجال ليسوا ككل الرجال، النور في وجوههم، والنار في فعالهم، والطهارة من سماتهم، رجال لا يساومون على حقوقهم ولا على أعراضهم فوق موائد المفاوضات عفوا موائد التنازلات، رجال درسوا تاريخهم فكان لهم عبرة، وفقهوا حاضرهم فكان لهم حافز، وأحبوا وطنهم فكان لهم شعلة، و عرفوا طريقهم فكان لهم قبلة، رجال سموا برجال الله فكانوا حقا، وشدوا الرحال تجاه الأقصى لينالوا المستحق، وبقينا كدهماء يوم كربلاء قلوبنا معهم وسيوفنا عليهم.
بقلم:عبد الغني بلقيروس
عبد الغني بلقيروس ـ الجزائر ـ
توافينا ذكرى نكبة فلسطين الثانية والستون ككل عام في مثل هذه الأيام ، ليعود معها مهمازها لينكأ في ذاكرتنا المتكلسة، وليحاول إيقاظ عقولنا البلّيدة من سباتها الطويل على حقيقة احتلال درة تاج العالم الإسلامي، وإحدى أقدس المقدسات التي باركها ربنا من فوق سبع سموات، و التي أوصانا بها الأنبياء والصالحون من بعدهم.
توافينا النكبة والقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى خاتم الأنبياء تفرغ من سكانها، وتهود أحيائها، أمام شجبنا واستنكارنا الذي هو أقبح من الصمت وأشبه بالتواطؤ، وأمام أعيننا تتهاوى أثارها ومعالمها كتهاوي درر عقد العروس درّة درّة، وتتهاوى معها كرامة الأمة وعزتها أو ما بقي منهما.
توافينا النكبة وإخواننا في غزة يحاصرون في قوت أطفالهم، وحليب رضعهم، ويمنع الدواء عن شيبهم وشبابهم ، بل ونشارك في حصارهم بأمر وحيد القرن الأمريكي، ومن يفري فره، لجريرة تمسكهم بأرضهم، وحفظهم لعرضهم، ولا تصدر منا أصوات تسمع ولا طبول تقرع .
توافينا النكبة والمهجرين الفلسطينيين يهجرون من جديد، وتتجدد أحزانهم و ألامهم، ولكن هذه المرة بيد دول عربية تسميهم في أدبياتها الإخوة الفلسطينيين، ولا يجدون هذه المرة من يستقبلهم ويقبلهم رغم الحالة المأساوية التي يعيشون فيها بمخيمات الحدود، حتى رقت لهم دولا من أقصى الأرض لا تدين بدينهم ولا تتكلم لغتهم.
توافينا النكبة وقد غدت نكبات والمأساة وقد أمست مآسي ولم تبق فلسطين وحدها تدمي القلوب المكلومة، وقد لحقتها العراق والصومال وأفغانستان، ولا يتحرك لنا طرف، بل وتغمض لنا جفون على شواردها ، ويسهر الأعداء في تخطيطهم ويتحدوا.
توافينا النكبة وعجائز الكراسي والأفعال لا يورثون إلا عجائز الكراسي والأفعال، وهم على عهدهم يأبون الرحيل وإراحة كاهلنا من حملهم الثقيل، ومن استنساخهم المتكرر للفشل والخيبة، وإطعامهم شعوبهم حدّ التخمة من ألوان الضيم والعسف والطغيان، فاشترك ظلامهم مع ظلام وحيد القرن وظلام اللّيالي في تعتيم حياة الشعوب و حاضرها ومستقبلها.
توافينا النكبة ونحن في ظلام يحجبه ظلام وعتمة تخفيها عتمة، حتى إذا بلغت القلوب الحناجر تدارك الله أمته برحمته التي لا تحدها حدود، وظهر وسط هذا الظلام بصيص نور سرعان اشتد لمعانه وأخذ شعاعه يأخذ بالقلوب قبل الأحداق، وما فتأت أشعته في التوسع والإندياح على حساب العتمة المتكاتفة في سعيها لتحجيمه أو في تلوينه بسوادها، وسط هذا البصيص ظهر رجال ليسوا ككل الرجال، النور في وجوههم، والنار في فعالهم، والطهارة من سماتهم، رجال لا يساومون على حقوقهم ولا على أعراضهم فوق موائد المفاوضات عفوا موائد التنازلات، رجال درسوا تاريخهم فكان لهم عبرة، وفقهوا حاضرهم فكان لهم حافز، وأحبوا وطنهم فكان لهم شعلة، و عرفوا طريقهم فكان لهم قبلة، رجال سموا برجال الله فكانوا حقا، وشدوا الرحال تجاه الأقصى لينالوا المستحق، وبقينا كدهماء يوم كربلاء قلوبنا معهم وسيوفنا عليهم.