المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : * يسروا ولا تعسروا *


fatimazahra2011
2010-05-22, 11:46
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat1366843d58.gif

* يسروا ولا تعسروا *

فإن مشيئة الله تعالى أرادت لنا أن نعمل ونكد في هذه الحياة الدنيا ، لنعمر الأرض، وننعم بثمرات أعمالنا {هو أنشأكم من الأرض واسـتعمركم فيها} [هود: 61] وكل عمل لنا فالله مطلع عليه، وكلنا مجزي بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر،وصدق الله العظيم إذ يقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورســوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون} [التوبة: 105].
وقد جاء العمل الصالح قرين الإيمان بصورة مسجلة في القرآن الكريم من مثل قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30].
كما نفى الإيمان عن أولئك الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً} [الحجرات: 14].

يسروا ولا تعسروا

الحمد لله الذي خلقنا لطاعته، وأخلصنا لعبادته، جعل الدنيا لنا دار ممر، وجعل الآخرة دار مقر، أمرنا بالعمل لنعمر الأرض، وننعم بما فيها، {... هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}
[هود: 61].
سبحانه له الخلق والأمر، دبر الكون بحكمته، وسخر لنا ما في السموات والأرض بقدرته، نحمده حمد الشاكرين، ونتوب إليه توبة الأوابين إنه هو الغفور الرحيم... ونشهد أن لا إله إلا الله.. ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صدع بأمر ربه، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، أقام على الأرض دولة التوحيد، وأسس على التقوى أمة الإسلام... صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن مشيئة الله تعالى أرادت لنا أن نعمل ونكد في هذه الحياة الدنيا ، لنعمر الأرض، وننعم بثمرات أعمالنا {هو أنشأكم من الأرض واسـتعمركم فيها} [هود: 61] وكل عمل لنا فالله مطلع عليه، وكلنا مجزي بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر،وصدق الله العظيم إذ يقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورســوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون} [التوبة: 105].
وقد جاء العمل الصالح قرين الإيمان بصورة مسجلة في القرآن الكريم من مثل قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} [الكهف: 30].
كما نفى الإيمان عن أولئك الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً} [الحجرات: 14].
( 2 )
والله تعالى لا يتقبل العمل إلا إذا كان خالصاً لوجهه تعالى، ولذلك رد ادعاء المنافقين الكاذب عليهم وسجل ذلك في آيات الذكر الحكيم {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله و الله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} [المنافقون: 1].
ولذلك انهارت جبهة النفاق عند أول اختبار يقول تعالى في محكم كتابه العزيز {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون} [الحشر: 11، 12].
والإخلاص في العمل صنو الإيمان ودليله، وأول ركيزة يبني عليها المجتمع وتقوم عليها حضارات الأمم ولذلك أمرنا الله تعالى بالإخلاص في عبادته لكي تؤدي كل أعمالنا في الحياة على هذا النحو من الإخلاص الذي لا يقبل الله سبحانه وتعالى عبادة من دونه {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين * ألا لله الدين الخالص} [الزمر: 2، 3].
وقد أسس الرسول صلى الله عليه وسلم دولته على الإخلاص وتجلى هذا الإخلاص في أوقات الشدة في العديد من مواقف المسلمين على عهد الرسول(صلي الله عليه وسلم) ففى غزوة الأحزاب تخاذل المنافقون ونكصوا على أعقابهم وتبدلت أحوالهم، يقول المولى سبحانه وتعالى في وصف حالهم الخبيثة هذه {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً * أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً} [الأحزاب: 18 - 19].
في حين كان موقف المؤمنين المخلصين موقف الثبات والتسليم المطلق والثقة فيما عند الله {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً * من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب 22، 23] وعلى هذه المواقف الإيمانية قامت دولة الإسلام، وارتفع بناؤها، ولم يكن المؤمنون حينما خرجوا بدعوتهم إلى آفاق الأرض من حولهم أقوى التجمعات البشرية عدة وعتاداً ولا أكثرها جندا، ولا أوفرها مالاً وثروة، وإنما كانوا دونها في كثير من هذه المجالات ولكنهم، كانـوا أقوى إيماناً وأكثر إخلاصاً وأحرص على أداء العمــل في أنقى صوره خالصـاً.
( 3 )
لوجه الله تعالى ولذلك تقول الآية الكريمة {صدقوا ما عاهدوا الله عليه} "فالعهد بينهم وبين الله عهد صدق وتسليم بما وعد الله تعالى ولذلك قالوا للرسول(صلي الله عليه وسلم) في غزوة بدر حينما أخبرهم أن القافلة قد نجت وأفلتت العير، وأنهم سيلقون النفير وهو جيش الشرك الكثير العدد والعدد فلم يكن من تلك الصفوة المؤمنة إلا أن قالوا للرسول(ضلي الله عليه وسلم) امض لما أمرك الله فوالله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، وكتب الله تعالى لهم النصر على الرغم من قلة عددهم وضعف عتادهم الحربي إذ كانوا ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً وكان تعداد جيش المشركين حوالي ألف رجل وصدق الله العظيم {لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشــكرون } [آل عمران: 123].
وكما أخلص المسلمون في ميادين القتال ووسط احتدام المعارك أخلصوا في أداء واجباتهم المدنية من أمانة فيما يوكل إلى كل منهم من عمل مصداقاً لقول الرسول(صلي الله عليه وسلم) "إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه" [رواه النسائي حديثه حسن / 1852] كما أسسوا مدارس علمية في جميع فروع المعرفة الإنسانية النافعة من قوانين وتشريعات وآداب وأخلاق ونظم اقتصادية واجتماعية، وقيم حضارية فقامت للإسلام دول متتابعة كلما ذهبت دولة قامت على اعقابها أخرى، وسواد الأمة الإسلامية ديدنه الوفاء لدينه والإخلاص لوجه الله تعالى، ولذلك وعدهم الله تعالى الجزاء الأوفى، وجعل مثوى المنافقين الدركات السفلى من النار، قال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً * إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً }[145، 146 النساء].
وإن أشد الأدواء خطراً على الأمم والشعوب هو أن تصاب في دخيلة نفسها بالنفاق والرياء وعدم الإخلاص، فلا يؤدي أحدهم عمله على الوجه المطلوب إلا تحت رقابة صارمة من رؤسائه، فإذا أمن من آثار هذه الرقابة تفلت من أداء الواجب وإن اداه أتى به على نحو هزيل ضعيف شأن المنافقين الذين يراؤون الناس، ولا يخلصون عملهم لله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً} [النساء: 142].
( 4 )
وما منى المسلمون بالتخلف وما حاقت بهم الهزائم إلا يوم أن فقدوا الإخلاص في العمل، فانطفأت في نفوسهم جذوة الحماسة والتسابق لتحمل المسئولية وأداء الواجب وتفرقوا شيعاً وأحزاباً كل حزب بما لديهم فرحون، فباتوا نهبا لأمم الأرض يتقاسمون ديارهم ويفتكون بالمستضعفين منهم.
عن أبي موسى عبدالله بن قيس الأِشعري رضي الله عنه قال: سئل رسـول الله(صلي الله عليه وسلم) عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" [متفق عليه].






http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3edfc149ca.gif

chaima djalfa
2010-05-22, 11:56
بارك الله فيك

Barçawia
2010-05-22, 12:02
بارك الله فيك..بارك الله فيك

NEWFEL..
2010-05-22, 14:21
بارك الله فيكِ..........................

fatimazahra2011
2010-05-22, 19:31
بارك الله فيكِ..........................

بارك الله فيك..بارك الله فيك

بارك الله فيك

http://i38.tinypic.com/2wf0q6e.jpg

لحلوا
2010-05-24, 08:17
لك مني دعاء في ظهر الغيب يا fatimazahra2011
حفظك الله و رعاك و سدد خطاك و احسن مثواك و جعلك من عباده الصالحين
و بارك الله فيك هذا الموضوع الرائع

said ramadhan
2011-08-17, 12:07
http://vb.arabseyes.com/uploaded/29828_1201588186.gif