نصرو
2008-02-12, 11:12
ست نجوم لمصر وستة دروس للجزائر
الفرق بين منتخب متربّع على العرش وآخر لم تتحدّد معالمه
ست نجوم لمصر وستة دروس للجزائر
http://www.up07.com/up8/uploads/bafdaf9c07.jpg (http://www.up07.com/up8)
المنتخب المصري لحظة تسلمه الكأس السادسة
بتتويجه باللقب الإفريقي الثاني على التوالي والسادس في تاريخه، يكون المنتخب المصري قد أثبت وجوده في الساحة الكروية القارية ولقن بمناسبة الدورة الـ 26 التي احتضنتها غانا على مدار قرابة شهر، دروسا كروية للمنتخبات العربية.
نجد في مقدمة هذه المنتخبات المنتخب الجزائري الذي يبقى تموقعه حاليا بعيدا عن الخارطة الكروية القارية، ومنح بذلك مصر ستة ألقاب قارية وستة دروس للجزائر.
الدرس الأول: روح التحدي
مهما قيل عن الطبعة الـ ,26 ثالث تظاهرة كروية عالمية بعد المونديال وكأس أمم أوروبا، فإن الأكيد هو أن المنتخب المصري لم يسرق التاج القاري، في ظل مشاركة منتخبات ذات شأن في هذه المنافسة من أمثال السينغال، الكوت ديفوار، الكاميرون وغانا.. وغيرها من المنتخبات التي تضم في صفوفها أرمادة من المحترفين الذين يصنعون حاليا أفراح الأندية الأوروبية. ويكفي في هذا المقام الإشارة إلى الكاميروني صاموييل إيتو مهاجم برشلونة الإسباني أو الغاني ميكاييل إسيان والإيفواري دروغبا ثنائي تشيلسي الإنجليزي. فقد كان لروح التحدي لدى المصريين دورا هو بمثابة السلاح القوي الكسب رهانات صعبة وتشريف الكرة المصرية وإسعاد كل الجماهير.
الدرس الثاني: الأولوية للكفاءة المحلية
.. من هنا، فإن الدرس الأول الذي قدمه المصريون في هذه الدورة الـ 26 لكافة المنتخبات هو أن النجاح أضحى غير مرتبط إطلاقا بمدى جلب أي منتخب مدربا أجنبيا أو لاعبين محترفين. كما هو الشأن بالنسبة لكوت ديفوار أو السينغال.. وبالتالي ضرورة الاعتماد على الكفاءات المحلية. وهو ما ترجمه صانع ملحمة مصر في غانا المدرب حسن شحاتة أو مهندس فوز المنتخب المصري محمد أبوتريكة الذي رغم أنه ينشط في البطولة المحلية وبالضبط في الأهلي، إلا أنه كان أحد مفاتيح وصول منتخب مصر إلى هرم الترتيب بجدارة. هذا دون أن ننسى ''المحارب'' عمرو زاكي الذي كان حقا سما قاتلا في دفاع المنتخبات التي واجهت مصر.
الدرس الثالث: التكوين ثم التكوين ثم التكوين
أبوتريكة، وائل جمعة، عمرو زاكي، عصام الحضري وغيرهم لم يأتوا من عدم، بل كانوا نتاج بطولة مصرية خالصة، استطاعت أن تكوّن لاعبين لهم مؤهلات لا تقل شأنا عن مؤهلات المحترفين الذين شاركوا في الدورة الـ 26 بغانا.. والذي يشكك في الأمر، فما عليه إلا أن يقدر وزن الأندية المصرية على الساحة الإفريقية.. وهنا يكفي أن نضرب مثالا على نادي الزمالك حتى لا نستدل بغريمه الأهلي الذي يصنفه العارفون ضمن قائمة الأندية العالمية لطريقة لعبه الممتازة. فالقائمون على الكرة المصرية أعطوا الأولوية للبطولة المحلية مسخرين لها كامل إمكانات النجاح على عكس مثلا، القائمين على الكرة الجزائرية الذين يتخبطون حاليا في متاهات لا تغني ولا تسمن من جوع. كالتساؤل مثلا: هل كان حكم التماس الذي أدار مباراة وفاق سطيف ومولودية الجزائر أخطأ في التقدير أم كان خطأه مقصودا.. هذا السؤال بالطبع لا يطرح إلا في الجزائر؛ لأن أشقاءنا المصريين منهمكون حاليا في كيفية تثمين هذا الإنجاز السادس ، وفي كيفية بناء منشآت رياضية تسمح للاعبين المحلين بتفجير قدراتهم على عكس القائمين مثلا على عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر الذين يبحثون حاليا عن الميدان الذي يستقبلون فيه منافسيهم .. ويبحثون حاليا عن اللاعبين الذين يمنحونهم الملايير دون أن يرقى هؤلاء، مع احتراماتي، إلى قدم اللاعبين المصريين الذين يتقاضون أجورا معقولة مقارنة بالدخل العادي للمواطن المصري..
الدرس الرابع: الاعتماد على النوعية في انتقاء المحترفين
هذا الكلام لا يعني أن المنتخب المصري أهمل محترفيه الذين ينشطون في البطولات الأجنبية، بل بالعكس فرض ضوابط في كيفية انتقاء المحترفين والدليل أن ''المعلم '' حسن شحاتة انتقى ثلاثة لاعبين فقط بإمكانهم حقا إعطاء شيء إضافي للمنتخب. ونعني بهم القائد أحمد حسن، لاعب وسط ميدان أندرلخت البلجيكي متصدر البطولة، محمد زيدان مهاجم هامبورغ الألماني، والاحتياطي محمد شوقي لاعب ميدلسبروه الإنجليزي.. هذا الثلاثي وبشهادة الجميع كان له الفضل في انتزاع المنتخب المصري التاج السادس. فأحمد حسن ''حرث'' ميادين غانا وزيدان، وبالرغم من إصابته ونحافة جسمه، إلا أنه خرج منتصرا في صراعه مع العملاق الكهل ريغوبير سونغ ومنح كرة الهدف لزميله أبوتريكة..
الدرس الخامس: الوطن قبل المال
وبغض النظر عن إمكانات هذا الثلاثي التي لا تناقش، فإن نقطة مهمة خطفت انتباهي. وهي أن لا أحد من هؤلاء تجرأ مرة واحدة على إثارة مشكلة حتى ولو كانت بسيطة، فمثلا زيدان، وبالرغم من أن الجميع وحتى الأجانب يلقبونه بـ''زيزو'' العرب، بقي في كرسي الاحتياط خلال المباراة النهائية، ولم ينطق بأي كلمة في هذا الموضوع. والأكثر من هذا لم نسمع أبدا من خلال المشاركات العديدة للمنتخب المصري في نهائيات العرس الكروي القاري، أن لاعبي المنتخب يتحدثون عن منح المقابلات.. على عكس كرتنا المسكينة التي رغم النكسات المتتالية التي زادت من هموم المواطن الجزائري، وبالرغم من غيابها عن النهائيات إلا أن موضوع المنح طرح مؤخرا واقتضى الأمر تدخل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شخصيا لحل المشكلة، ووضع سلم للمنح، حتى يثلج صدور محترفينا الذين صنعوا ''البسمة'' في وجوه الشعب الجزائري من خلال انتزاعهم للقب التخاذل ووضع المصلحة الشخصية في الأمام على حساب المصلحة الوطنية..
الدرس السادس: الرصيد الفكري والواقعية
اللاعبون المصريين لم يكتفوا بذلك، بل قرروا منح بعض علاوات المباريات للمستشفيات الخاصة بمرض السرطان. وهي التفاتة غير غريبة عن رفاق أبوتريكة الذين يملكون رصيدا فكريا يفوق بكثير رصيد رؤساء فرقنا الذين هم منهمكون حاليا في تبادل الشتائم..
ومهما قيل عن هذه الدروس في الوطنية والاحترافية والواقعية الكروية، فإن الأكيد هو أن المنتخب المصري متواجد حالياـ في السماء السادسة، على عكس منتخبنا الذي لم تتحدد معالمه بعد.
الفرق بين منتخب متربّع على العرش وآخر لم تتحدّد معالمه
ست نجوم لمصر وستة دروس للجزائر
http://www.up07.com/up8/uploads/bafdaf9c07.jpg (http://www.up07.com/up8)
المنتخب المصري لحظة تسلمه الكأس السادسة
بتتويجه باللقب الإفريقي الثاني على التوالي والسادس في تاريخه، يكون المنتخب المصري قد أثبت وجوده في الساحة الكروية القارية ولقن بمناسبة الدورة الـ 26 التي احتضنتها غانا على مدار قرابة شهر، دروسا كروية للمنتخبات العربية.
نجد في مقدمة هذه المنتخبات المنتخب الجزائري الذي يبقى تموقعه حاليا بعيدا عن الخارطة الكروية القارية، ومنح بذلك مصر ستة ألقاب قارية وستة دروس للجزائر.
الدرس الأول: روح التحدي
مهما قيل عن الطبعة الـ ,26 ثالث تظاهرة كروية عالمية بعد المونديال وكأس أمم أوروبا، فإن الأكيد هو أن المنتخب المصري لم يسرق التاج القاري، في ظل مشاركة منتخبات ذات شأن في هذه المنافسة من أمثال السينغال، الكوت ديفوار، الكاميرون وغانا.. وغيرها من المنتخبات التي تضم في صفوفها أرمادة من المحترفين الذين يصنعون حاليا أفراح الأندية الأوروبية. ويكفي في هذا المقام الإشارة إلى الكاميروني صاموييل إيتو مهاجم برشلونة الإسباني أو الغاني ميكاييل إسيان والإيفواري دروغبا ثنائي تشيلسي الإنجليزي. فقد كان لروح التحدي لدى المصريين دورا هو بمثابة السلاح القوي الكسب رهانات صعبة وتشريف الكرة المصرية وإسعاد كل الجماهير.
الدرس الثاني: الأولوية للكفاءة المحلية
.. من هنا، فإن الدرس الأول الذي قدمه المصريون في هذه الدورة الـ 26 لكافة المنتخبات هو أن النجاح أضحى غير مرتبط إطلاقا بمدى جلب أي منتخب مدربا أجنبيا أو لاعبين محترفين. كما هو الشأن بالنسبة لكوت ديفوار أو السينغال.. وبالتالي ضرورة الاعتماد على الكفاءات المحلية. وهو ما ترجمه صانع ملحمة مصر في غانا المدرب حسن شحاتة أو مهندس فوز المنتخب المصري محمد أبوتريكة الذي رغم أنه ينشط في البطولة المحلية وبالضبط في الأهلي، إلا أنه كان أحد مفاتيح وصول منتخب مصر إلى هرم الترتيب بجدارة. هذا دون أن ننسى ''المحارب'' عمرو زاكي الذي كان حقا سما قاتلا في دفاع المنتخبات التي واجهت مصر.
الدرس الثالث: التكوين ثم التكوين ثم التكوين
أبوتريكة، وائل جمعة، عمرو زاكي، عصام الحضري وغيرهم لم يأتوا من عدم، بل كانوا نتاج بطولة مصرية خالصة، استطاعت أن تكوّن لاعبين لهم مؤهلات لا تقل شأنا عن مؤهلات المحترفين الذين شاركوا في الدورة الـ 26 بغانا.. والذي يشكك في الأمر، فما عليه إلا أن يقدر وزن الأندية المصرية على الساحة الإفريقية.. وهنا يكفي أن نضرب مثالا على نادي الزمالك حتى لا نستدل بغريمه الأهلي الذي يصنفه العارفون ضمن قائمة الأندية العالمية لطريقة لعبه الممتازة. فالقائمون على الكرة المصرية أعطوا الأولوية للبطولة المحلية مسخرين لها كامل إمكانات النجاح على عكس مثلا، القائمين على الكرة الجزائرية الذين يتخبطون حاليا في متاهات لا تغني ولا تسمن من جوع. كالتساؤل مثلا: هل كان حكم التماس الذي أدار مباراة وفاق سطيف ومولودية الجزائر أخطأ في التقدير أم كان خطأه مقصودا.. هذا السؤال بالطبع لا يطرح إلا في الجزائر؛ لأن أشقاءنا المصريين منهمكون حاليا في كيفية تثمين هذا الإنجاز السادس ، وفي كيفية بناء منشآت رياضية تسمح للاعبين المحلين بتفجير قدراتهم على عكس القائمين مثلا على عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر الذين يبحثون حاليا عن الميدان الذي يستقبلون فيه منافسيهم .. ويبحثون حاليا عن اللاعبين الذين يمنحونهم الملايير دون أن يرقى هؤلاء، مع احتراماتي، إلى قدم اللاعبين المصريين الذين يتقاضون أجورا معقولة مقارنة بالدخل العادي للمواطن المصري..
الدرس الرابع: الاعتماد على النوعية في انتقاء المحترفين
هذا الكلام لا يعني أن المنتخب المصري أهمل محترفيه الذين ينشطون في البطولات الأجنبية، بل بالعكس فرض ضوابط في كيفية انتقاء المحترفين والدليل أن ''المعلم '' حسن شحاتة انتقى ثلاثة لاعبين فقط بإمكانهم حقا إعطاء شيء إضافي للمنتخب. ونعني بهم القائد أحمد حسن، لاعب وسط ميدان أندرلخت البلجيكي متصدر البطولة، محمد زيدان مهاجم هامبورغ الألماني، والاحتياطي محمد شوقي لاعب ميدلسبروه الإنجليزي.. هذا الثلاثي وبشهادة الجميع كان له الفضل في انتزاع المنتخب المصري التاج السادس. فأحمد حسن ''حرث'' ميادين غانا وزيدان، وبالرغم من إصابته ونحافة جسمه، إلا أنه خرج منتصرا في صراعه مع العملاق الكهل ريغوبير سونغ ومنح كرة الهدف لزميله أبوتريكة..
الدرس الخامس: الوطن قبل المال
وبغض النظر عن إمكانات هذا الثلاثي التي لا تناقش، فإن نقطة مهمة خطفت انتباهي. وهي أن لا أحد من هؤلاء تجرأ مرة واحدة على إثارة مشكلة حتى ولو كانت بسيطة، فمثلا زيدان، وبالرغم من أن الجميع وحتى الأجانب يلقبونه بـ''زيزو'' العرب، بقي في كرسي الاحتياط خلال المباراة النهائية، ولم ينطق بأي كلمة في هذا الموضوع. والأكثر من هذا لم نسمع أبدا من خلال المشاركات العديدة للمنتخب المصري في نهائيات العرس الكروي القاري، أن لاعبي المنتخب يتحدثون عن منح المقابلات.. على عكس كرتنا المسكينة التي رغم النكسات المتتالية التي زادت من هموم المواطن الجزائري، وبالرغم من غيابها عن النهائيات إلا أن موضوع المنح طرح مؤخرا واقتضى الأمر تدخل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شخصيا لحل المشكلة، ووضع سلم للمنح، حتى يثلج صدور محترفينا الذين صنعوا ''البسمة'' في وجوه الشعب الجزائري من خلال انتزاعهم للقب التخاذل ووضع المصلحة الشخصية في الأمام على حساب المصلحة الوطنية..
الدرس السادس: الرصيد الفكري والواقعية
اللاعبون المصريين لم يكتفوا بذلك، بل قرروا منح بعض علاوات المباريات للمستشفيات الخاصة بمرض السرطان. وهي التفاتة غير غريبة عن رفاق أبوتريكة الذين يملكون رصيدا فكريا يفوق بكثير رصيد رؤساء فرقنا الذين هم منهمكون حاليا في تبادل الشتائم..
ومهما قيل عن هذه الدروس في الوطنية والاحترافية والواقعية الكروية، فإن الأكيد هو أن المنتخب المصري متواجد حالياـ في السماء السادسة، على عكس منتخبنا الذي لم تتحدد معالمه بعد.