مشاهدة النسخة كاملة : الأشاعرة.
الأشاعرة
التعريف:
الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
أبو الحسن الأشعري: هو أبو الحسن علي بن إسماعيل، من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ ومرت حياته الفكرية بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: عاش فيها في كنف أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته. ولم يزل أبو الحسن يتزعم المعتزلة أربعين سنة .
المرحلة الثانية: ثار فيه على مذهب الاعتزال الذي كان ينافح عنه، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل وفيها اتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة عليها .
المرحلة الثالثة: إثبات الصفات جميعها لله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تمثيل، وفي هذه المرحلة كتب كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي عبّر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم، الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل. ولم يقتصر على ذلك بل خلّف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدّر بثمانية وستين مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد ونودي على جنازته: "اليوم مات ناصر السنة".
بعد وفاة أبو الحسن الأشعري، وعلى يد أئمة المذهب وواضعي أصوله وأركانه، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور، تعددت فيها اجتهاداتهم ومناهجهم في أصول المذهب وعقائده، و ما ذلك إلا لأن المذهب لم يبن في البداية على منهج مؤصل، واضحة أصوله الاعتقادية، ولا كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، بل تذبذبت مواقفهم واجتهاداتهم بين موافقة مذهب السلف واستخدام علم الكلام لتأييد العقيدة والرد على المعتزلة. من أبرز مظاهر ذلك التطور:
ـ القرب من أهل الكلام والاعتزال .
ـ الدخول في التصوف، والتصاق المذهب الأشعري به .
ـ الدخول في الفلسفة وجعلها جزء من المذهب .
من أبرز أئمة المذهب:
القاضي أبو بكر الباقلاني(328ـ402هـ) (950ـ1013م): هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، من كبار علماء الكلام، هذَّب بحوث الأشعري، وتكلَّم في مقدمات البراهين العقلية للتوحيد وغالى فيها كثيراً إذ لم ترد هذه المقدمات في كتاب ولا سنة، ثم انتهى إلى مذهب السلف وأثبت جميع الصفات كالوجه واليدين على الحقيقة وأبطل أصناف التأويلات التي يستعملها المؤولة وذلك في كتابه: (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل) . ولد في البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها . وجهه عضد الدولة سفيراً عنه إلى ملك الروم، فجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها . من كتبه: ( إعجاز القرآن، الإنصاف، مناقب الأئمة، دقائق الكلام، الملل والنحل، الاستبصار، تمهيد الأوائل ، كشف أسرار الباطنية ).
أبو إسحاق الشيرازي(293ـ476هـ) (1003ـ1083م): وهو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز أبادي الشيرازي، العلامة المناظر، ولد في فيروز أباد بفارس وانتقل إلى شيراز، ثم البصرة ومنها إلى بغداد سنة (415هـ) . وظهر نبوغه في الفقه الشافعي وعلم الكلام، فكان مرجعاً للطلاب ومفتياً للأمة في عصره، وقد اشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة . بنى له الوزير نظام الملك: المدرسة النظامية على شاطئ دجلة، فكان يدرس فيها ويديرها .
من مصنفاته: ( التنبيه والمهذَّب في الفقه، والتبصرة في أصول الشافعية، وطبقات الفقهاء، واللمع في أصول الفقه وشرحه، والملخص، والمعونة في الجدل ) .
أبو حامد الغزالي(450ـ505هـ) (1058ـ1111م): وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، ولد في الطابران، قصبة طوس خراسان وتُوفِّي بها . رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد، فالحجاز، فبلاد الشام، فمصر ثم عاد إلى بلدته .
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال، وذم علم الكلام وبيَّن أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه المنقذ من الضلال، وكتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة ، وحرم الخوض فيه فقال: " لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام " . اتجه نحو التصوف، واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .. وعاد في آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري .
أبو إسحاق الإسفراييني(ت418هـ) (1027م): وهو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق عالم بالفقه والأصول وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من الفقهاء. نشأ في إسفرايين (بين نيسابور وجرجان) ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له مدرسة عظيمة فدرس فيها، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق، فاشتهر في العالم الإسلامي . ألَّف في علم الكلام كتابه الكبير، الذي سماه ( الجامع في أصول الدين والرد على الملحدين ). قال ابن خلكان: " رأيته في خمسة مجلدات ". توفي أبو إسحاق الإسفراييني في يوم عاشوراء سنة عشرة وأربعمائة بنيسابور ثم نقل إلى إسفرايين ودفن بها وكان قد نيف على الثمانين .
إمام الحرمين أبو المعالي الجويني(419ـ478هـ) (1028ـ1085م): وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، الفقيه الشافعي ولد في بلد جوين (من نواحي نيسابور) ثم رحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور فيها أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرّس . ثم عاد إلى نيسابور فبنى له فيها الوزير نظام الملك المدرسة النظامية، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء . وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، ودافع فيها عن الأشعرية فشاع ذكره في الآفاق، إلا أنه في نهاية حياته رجع إلى مذهب السلف. وقد قال في رسالته:" النظامية والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة إتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة …" ويعضد ذلك ما ذهب إليه في كتابه غياث الأمم في التياث الظلم، فبالرغم من أن الكتاب مخصص لعرض الفقه السياسي الإسلامي فقد قال فيه: " والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب، أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق على مذاهب السلف السابقين، قبل أن نبغت الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات … " .
نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه: " يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به " . توفي رحمه الله بنيسابور وكان تلامذته يومئذ أربعمائة. ومن مصنفاته : ( العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، البرهان في أصول الفقه، ونهاية المطلب في دراية المذهب في فقه الشافعية، والشامل في أصول الدين ) .
الفخر الرازي (544هـ ـ 1150م) (606هـ ـ 1210م): هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن الحسين التيمي الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بابن الخطيب الفقيه الشافعي قال عنه صاحب وفيات الأعيان: " إنه فريد عصره ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام، والمعقولات " أهـ، وهو المعبر عن المذهب الأشعري في مرحلته الأخيرة حيث خلط الكلام بالفلسفة، بالإضافة إلى أنه صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدمه على الأدلة الشرعية. قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: (4/426 ـ 429): " كان له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة، وكان يورد شبه الخصوم بدقة ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهن "، إلا أنه أدرك عجز العقل فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده . فقد نبه في أواخر عمره إلى ضرورة إتباع منهج السلف، وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته في طريق علم الكلام فقال: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق، طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5 ] و {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10 ]، و أقرأ في النفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11] و {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110 ]، ثم قال في حسرة وندامة: "ومن جرب تجربتي عرف معرفتي " أهـ . (الحموية الكبرى لابن تيمية) .
من أشهر كتبه في علم الكلام: ( أساس التقديس في علم الكلام، شرح قسم الإلهيات من إشارات ابن سينا، واللوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات، البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والضلال، كافية العقول ).
الأفكار والمعتقدات:
مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام؛ ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم .
عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي. والمتواتر منها يجب تأويله، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن، ولقوله صلى الله عليه وسلم : «نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها كما سمعها …» الحديث، وحديث تحويل القبلة وغير ذلك من الأدلة .
مذهب طائفة منهم وهم: صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي، تقديم الكشف والذوق على النص، وتأويل النص ليوافقه. ويسمون هذا "العلم اللدني" جرياً على قاعدة الصوفية "حدثني قلبي عن ربي" . وكما وضح ذلك في الرسالة اللدنية 1/114ـ118 من مجموعة القصور العوالي، وكبرى اليقينيات لمحمد سعيد رمضان البوطي، الإهداء ـ 32ـ35 . ولا يخفى ما في هذا من البطلان والمخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وإلا فما الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب .
يقسم الأشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام:
ـ قسم مصدره العقل وحده وهو معظم الأبواب ومنه باب الصفات ولهذا يسمون الصفات التي تثبت بالعقل " عقلية " وهذا القسم يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي عندهم. أما ما عدا ذلك من صفات خبرية دل الكتاب والسنة عليها فإنهم يؤولونها .
ـ قسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية، على خلاف بينهم فيها.
ـ قسم مصدره النقل وحده وهو السمعيات ذات المغيبات من أمور الآخرة كعذاب القبر والصراط والميزان وهو مما لا يحكم العقل باستحالته، فالحاصل أنهم في صفات الله جعلوا العقل حاكماً، وفي إثبات الآخرة جعلوا العقل عاطلاً، وفي الرؤية جعلوه مساوياً. أما في مذهب أهل السنة والجماعة فلا منافاة بين العقل والنقل أصلاً ولا تقديم للعقل في جانب وإهماله في جانب آخر وإنما يُبدأ بتقديم النقل على العقل .
• خالف الأشاعرة مذهب السلف في إثبات وجود الله تعالى، ووافقوا الفلاسفة والمتكلمين في الاستدلال على وجود الله تعالى بقولهم: " إن الكون حادث ولا بد له من محدث قديم وأخص صفات القديم مخالفته للحوادث وعدم حلوله فيها ". ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس بجوهر ولا جسمٍ ولا في جهة ولا في مكان . وقد رتبوا على ذلك من الأصول الفاسدة ما لا يدخل تحت حصر مثل: إنكارهم صفات الرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم من أجل الرد على القائلين بقدم العالم، بينما طريقة السلف هي طريقة القرآن الكريم في الاستدلال على وجود الخالق سبحانه وتعالى .
• التوحيد عند الأشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي نفي الكمية المتصلة والمنفصلة. وفي ذلك يقولون: " إن الله واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له ". ولذلك فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، و أنكروا صفات الوجه واليدين والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم. وفي هذا مخالفة كبيرة لمفهوم التوحيد عند أهل السنة والجماعة من سلف الأمة ومن تبعهم، وبذلك جعل الأشاعرة التوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيته .
وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبيد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.
ـ إن أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان، ولا تكفي المعرفة الفطرية ثم اختلفوا فيمن آمن بغير ذلك بين تعصيته و تكفيره ..
بينما يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلفين هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، توحيد الألوهية بدليل الكتاب والسنة والإجماع، وأن معرفة الله تعالى أمر فطري مركوز في النفوس .
ـ يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء . وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل حيث شمل أكثر نصوص الإيمان، خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء. أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص ـ بمعنى تحريفه ـ أو تفويضه، سواءً كان في نصوص الصفات أو غيرها .
• الأشاعرة في الإيمان بين المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان، وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي. ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين، (تبسيط العقائد الإسلامية 29ـ32) . ومال إليه البوطي و (كبرى اليقينيات 196) . وفي هذا مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد، ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:21]. عليه يكون إبليس من الناجين من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم، وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن هناك داع لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله وغير ذلك كثير .
• الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير فتارة يقولون لا نكفر أحداً، وتارة يقولون لا نكفر إلا من كفرنا، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق والتبديع، فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من يأخذ بظواهر النصوص حيث يقولون: " إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر ".
أما أهل السنة والجماعة فيرون أن التكفير حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً، ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفره بإثبات شروط وانتفاء موانع .
• قولهم بأن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي وأن الكتب بما فيها القرآن مخلوقة. يقول صاحب الجوهرة: " يمتنع أن يقال إن القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم " وذلك في محاولة لم يحالفها النجاح للتوفيق بين أهل السنة والجماعة والمعتزلة. أما مذهب أهل السنة والجماعة فهو: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل و سمعه موسى ـ عليه السلام ـ ويسمعه الخلائق يوم القيامة . يقول تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6].
• والإيمان والطاعة بتوفيق الله، والكفر والمعصية بخذلانه، والتوفيق عند الأشعري، خلق القدرة على الطاعة، والخذلان عنده: خلق القدرة على المعصية، وعند بعض أصحاب الأشعري، تيسير أسباب الخير هو التوفيق وضده الخذلان .
• كل موجود يصح أن يرى، والله موجود يصح أن يُرى، وقد ورد في القرآن أن المؤمنين يرونه في الآخرة، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) [القيامة:22-23]. ولكن يرى الأشاعرة أنه لا يجوز أن تتعلق به الرؤية على جهة ومكان وصورة ومقابلة واتصال شعاع فإن كل ذلك مستحيل! وفي ذلك نفي لعلو الله تعالى والجهة بل ونفي للرؤية نفسها. ويقترب الرازي كثيراً من قول المعتزلة في تفسيره للرؤية بأنها مزيد من الانكشاف العلمي .
• حصر الأشاعرة دلائل النبوة بالمعجزات التي هي الخوارق، موافقة للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية دلالتها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بينما يرى جمهور أهل السنة أن دلائل ثبوت النبوة للأنبياء كثيرة ومنها المعجزات .
• صاحب الكبيرة إذا خرج من الدنيا بغير توبة حكمه إلى الله تعالى، إما أن يغفر له برحمته، وإما أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم، موافقة لمذهب أهل السنة والجماعة.
• يعتقد الأشاعرة أن قدرة العبد لا تأثير لها في حدوث مقدورها ولا في صفة من صفاته، وأن الله تعالى أجرى العادة بخلق مقدورها مقارناً لها، فيكون الفعل خلقاً من الله وكسباً من العبد لوقوعه مقارناً لقدرته. ولقد عدَّ المحققون " الكسب " هذا من محالات الكلام وضربوا له المثل في الخفاء والغموض، فقالوا: " أخفى من كسب الأشعري "، وقد خرج إمام الحرمين وهو من تلاميذ الأشعري عن هذا الرأي، وقال بقول أهل السنة والجماعة بل والأشعري نفسه في كتاب الإبانة رجع عن هذا الرأي .
• قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً، ولكنهم قالوا إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل إثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم فتناقضوا في ذلك بين ما يسمونه نفي الحكمة والغرض وبين إثبات الله للرسول المعجزة تفريقاً بينه وبين المتنبئ .
• وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة في الإيمان بأحوال البرزخ، وأمور الآخرة من: الحشر والنشر، والميزان، والصراط، والشفاعة والجنة والنار، لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها الصادق صلى الله عليه وسلم، وأيدتها نصوص الكتاب والسنة، وبذلك جعلوها من النصوص السمعية .
• كما وافقوهم في القول في الصحابة على ترتيب خلافتهم، وأن ما وقع بينهم كان خطأ وعن اجتهاد منهم، ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم، لأن الطعن فيهم إما كفر، أو بدعة، أو فسق، كما يرون الخلافة في قريش، وتجوز الصلاة خلف كل برٍ وفاجر، ولا يجوز الخروج على أئمة الجور. بالإضافة إلى موافقة أهل السنة في أمور العبادات والمعاملات .
• فضلاً عن تصدي الأشعري للمعتزلة ومحاجتهم بنفس أسلوبهم الكلامي ليقطع شبهاتهم ويرد حجتهم عليهم، تصدى أيضاً للرد على الفلاسفة والقرامطة والباطنية، والروافض وغيرهم من أهل الأهواء الفاسدة والنحل الباطلة .
• والأشعري في كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي هو آخر ما ألَّف من الكتب على أصح الأقوال، رجع عن كثير من آرائه الكلامية إلى طريق السلف في الإثبات وعدم التأويل .. يقول رحمه الله: " وقولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا عليه السلام، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته ـ قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق، ورفع به ضلال الشاكِّين، فرحمة الله عليه من إمام مقدَّم وجليل معظَّم وكبير مفخَّم ".
• إن مدرسة الأشعرية الفكرية لا تزال مهيمنة على الحياة الدينية في العالم الإسلامي، ولكنها كما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: " فقدت حيويتها ونشاطها الفكري، وضعف إنتاجها في الزمن الأخير ضعفاً شديداً وبدت فيها آثار الهرم والإعياء ". لماذا ؟
ـ لأن التقليد طغى على تلاميذ هذه المدرسة وأصبح علم الكلام لديهم علماً متناقلاً بدون تجديد في الأسلوب .
ـ لإدخال مصطلحات الفلسفة وأسلوبها في الاستدلال في علم الكلام .. فكان لهذا أثر سيئ في الفكر الإسلامي، لأن هذا الأسلوب لا يفيد العلم القطعي .. ولهذا لم يتمثل الأشاعرة بعد ذلك مذهب أهل السنة والجماعة ومسلك السلف، تمثُّلاً صحيحاً، لتأثرهم بالفلاسفة وإن هم أنكروا ذلك .. حتى الغزالي نفسه الذي حارب الفلاسفة في كتابه (تهافت الفلاسفة) يقول عنه تلميذه القاضي ابن العربي: " شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر".
ـ تصدي شيخ الإسلام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية التي انحرفت عن الكتاب والسنة ـ ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم ـ في كتابه القيم: (درء تعارض العقل والنقل) وفنَّد آراءهم الكلامية، وبيَّن أخطاءهم وأكَّد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة .
الجذور الفكرية والعقائدية:
• كما رأينا في آراء أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية أن العقيدة الإسلامية، كما هي في الكتاب والسنة وعلى منهج ابن كلاب هي الأساس في آرائه الكلامية وفي ما يتفق مع أحكام العقل.
• تأثر أئمة المذهب بعد أبي الحسن الأشعري ببعض أفكار ومعتقدات: الجهمية من الإرجاء والتعطيل(*)، وكذلك بالمعتزلة والفلاسفة في نفي بعض الصفات وتحريف نصوصها، ونفي العلو والصفات الخبرية كما تأثرو بالجبرية في مسألة القدر.
• لا ينفي ذلك تأثرهم بعقيدة أهل السنة والجماعة فيما وافقوهم فيها .
الانتشار ومواقع النفوذ:
انتشر المذهب الأشعري في عهد وزارة نظام الملك الذي كان أشعريِّ العقيدة، وصاحب الكلمة النافذة في الإمبراطورية السلجوقية، ولذلك أصبحت العقيدة الأشعرية عقيدة شبه رسمية تتمتع بحماية الدولة .
وزاد في انتشارها وقوتها مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكان يقوم عليهما رواد المذهب الأشعري، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها، كما تبنى المذهب وعمل على نشره المهدي بن تومرت مهدي الموحدين، ونور الدين محمود زنكي، والسلطان صلاح الدين الأيوبي، بالإضافة إلى اعتماد جمهرة من العلماء عليه، وبخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين . ولذلك انتشر المذهب في العالم الإسلامي كله، لا زال المذهب الأشعري سائداً في أكثر البلاد الإسلامية وله جامعاته ومعاهده المتعددة .
يتضح مما سبق:
أن الأشاعرة فرقة كلامية إسلامية تنسب إلى أبي الحسن الأشعري في مرحلته الثانية التي خرج فيها على المعتزلة ودعا فيها إلى التمسك بالكتاب والسنة، على طريقة ابن كلاب، وهي تثبت بالعقل الصفات العقلية السبع فقط لله تعالى، (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام) واختلفوا في صفة البقاء، أما الصفات الاختيارية والمتعلقة بالمشيئة من الرضا والغضب والفرح والمجيء والنزول فقد نفوها، بينما يؤلون الصفات الخبرية لله تعالى أو يفوضون معناها . ويؤمن متأخرو الأشاعرة ببعض الأفكار المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة التي تصدى لها ولغيرها شيخ الإسلام ابن تيمية، لا سيما في مجال العقيدة، حيث أكد أن أسلوب القرآن والسنة بفهم السلف الصالح هو الأسلوب اليقيني للوصول إلى حقيقة التوحيد والصفات وغير ذلك من أمور العقيدة والدين . وعموماً فإن عقيدة الأشاعرة تنسب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة بالمعنى العام في مقابل الشيعة، وأن الأشاعرة وبخاصة أشاعرة العراق الأوائل أمثال أبو الحسن الأشعري، والباهلي، وابن مجاهد، والباقلاني وغيرهم، أقرب إلى السنة والحق من الفلاسفة والمعتزلة بل ومن أشاعرة خراسان كأبي بكر بن فورك وغيره، وإنهم ليحمدوا على مواقفهم في الدفاع عن السنة والحق في وجه الباطنية والرافضة والفلاسفة، فكان لهم جهدهم المحمود في هتك أستار الباطنية وكشف أسرارهم، بل وكان لهم جهادهم المشكور في كسر سورة المعتزلة والجهمية .
إلا أنه ينبغي عليهم وقد تبينت الأمور في هذا الزمان أن يتخلصوا من مخالفاتهم، ويلحقوا بأهل السنة، وما ذلك على الله بعزيز .
نادية مجدوبي
2008-02-04, 00:13
كل ما ذكرته من نقولات غثاء كغثاء السيل
لا تسمن و لا تغني من جوع تلبسين و تضليلين
على الناس، ولا حول ولا قوة الا بالله .
الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة و منها واليها وليسوا وهابية مجسمة مثلكم .
السفينة تمر و ...
أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الابل.
مهاجر إلى الله
2008-02-04, 10:16
بارك الله فيك اخي الهيثم على التوضيح المفيد حول عقيدة الأشاعرة....
ولي ملاحظة بسيطة وهوأن أبو الحسن الأشعري رحمه الله لم يرجع رجوعا كاملا إلى عقيدة السلف وإن كان قد صرح بها كما في مقدمة كتابه الإبانة...وقد بقي عالقا به بعض عقائد الكلابية ...وهذا هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم حيث انتقدا الأشعري في كثير من المسائل...
شكرا أخي المهاجر على الملاحظة.
نادية مجدوبي
2008-02-04, 18:20
بارك الله فيك اخي الهيثم على التوضيح المفيد حول عقيدة الأشاعرة....
ولي ملاحظة بسيطة وهوأن أبو الحسن الأشعري رحمه الله لم يرجع رجوعا كاملا إلى عقيدة السلف وإن كان قد صرح بها كما في مقدمة كتابه الإبانة...وقد بقي عالقا به بعض عقائد الكلابية ...وهذا هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم حيث انتقدا الأشعري في كثير من المسائل...
زدنا أيها العلامة مهاجر .أهل بن تيمية وتلميذه بن القيم على السنة، وغيرهم على ضلال ؟ أجب أيها العلامة مهاجر؟؟
اياك والغرور فاتق الله قبل فوات الفوت ولا تقدح في السادة العلماء، فالامام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه، من أئمة أهل السنة والجماعة .
أهل كل ما قاله بن تيمية في العقيدة صحيح ؟ مثلا ما ردك أيها العلامة : قول امامك في كتابه الموافقة " 2- 29 و 30 " : " وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدوه بذلك الا المريسي الضال وأصحابه، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوا ذلك اذا أحزن الصبي شيء يرفع يده الى ربه ويدعوه في السماء دون ما سواها، وكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية . "
قال امامك في كتاب بيان تلبيس الجهمية " 1- 445" قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الامام أحمد لذلك بما في القرءان مما يدل على أن الله تعالى له " حد " يتميز به عن مخلوقاته .
ويقول أيضا في كتابه تلبيس الجهمية : " 1 - 111" : والباري سبحانه وتعالى فوق العرش فوقية حقيقية ليست فوقية الرتبة ." ؟؟؟
فأين ما ادعاه من اتفاق كلمة المسلمين على اثبات الحد لله تعالى، وبقية أئمة السلف على ما كانوا عليه من نفي الحد عن الله تعالى بدليل قول العلامة الامام الطحاوي رضي الله عنه .؟؟ وانني لا أقدح ولا أضلل أحدا من المسلمين وانما أنقل أقوال العلماء وردودهم،
في انتظار الجواب تحياتي
مهاجر إلى الله
2008-02-04, 21:24
دنا أيها العلامة مهاجر .أهل بن تيمية وتلميذه بن القيم على السنة، وغيرهم على ضلال ؟ أجب أيها العلامة مهاجر؟؟
اياك والغرور فاتق الله قبل فوات الفوت ولا تقدح في السادة العلماء، فالامام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه، من أئمة أهل السنة والجماعة .
هوّني عليك ...ويبدو أن الإنفعال قد بلغ بك كل مبلغ...أرجو ان لا نتسبب في ارتفاع ضغط الدم لديك ..فنحن بحاجة إلى مثل مشاركاتك المثيرة للنقاش والبحث عن الحقيقة....
أما الإمام أبو الحسن الأشعري فالكل يعرف أنه مكث في الإعتزال مايقارب الأربعين -40- عاما ...وهذه المدة ليست بالقصيرة وبإمكانها أن تحدث تغيرا جذريا في منهج الشخص وسلوكه وطريقة تفكيره....فإذا تاب الإمام أبو الحسن الأشعري من الإعتزال الذي تغلغل في كريات الدم الحمراء والبيضاء...وسلك منه كل مسلك...فهل ستكون توبته خالصة من كل شوائب المعتزلة ؟؟؟ وهذا مجرد طرح عقلي وافتراض جدلي فقط ...وهذا الكلام لبعض الباحثين الذين اهتموا بسيرة هذا البحر .....وإن كان هذا الكلام ليس بحجة قوية مع من وفقه الله للهداية الكاملة وتاب عليه......
وكلام الأخت نادية يتضح منه التعصب الأعمى للرجال وهذا ما نعيبه عليها ...فياليتها تناقش الأدلة بدل أن تجعل من الشخص هو عين الحق......
وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في حق موسى " نحن أولى بموسى منكم" فنحن أولى بأبي الحسن الأشعري منكم ...
والدليل على ذلك هو موضوعي : أبو الحسن الأشعري يرد على أبي الحسن الأشعري" فقد ذكرت فيه أقوالا لأبي الحسن الأشعري الموافقة لما عليه اهل السنة ..فما كان منك إلا التكذيب والبكاء على الأطلال وانها مدسووسة......
فأبو الحسن الأشعري رحمه الله إمام من أئمة المسلمين تحفظ
كرامته ويعرف له قدره وفضله وأما أن نقدسه ونجعله هو عين الحق فلا وألف لا ... هو أو غيره .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نادية مجدوبي
2008-02-04, 23:24
مهاجر والله أضحكتني، فالامام مكث 40 عاما في الاعتزال، ونسيت بأنه كان عالما، ورجع عن قناعة وعلم وبحث عن الحقيقة ووجدها ولله الحمد، أما المدة قصيرة أو طويلة فهذا لا يهم ما دام الرجل كان عالما، فيخاف على واحد مثلك تبرأ من معتقد أجداده بين عشية وضحاها ؟؟
مشكلتك أنك تخلط بين الاحترام والتقديس ولا تفرق بينهما.
الكذب عندك كشراب الماء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، تتهم الامام الأشعري بما وما قلت فيه والآن تقول نحن أولى به منكم يا سبحان الله، ما هذا البهتان الأعمى
أما موضوعك الآخر فمجرد العنوان يضحك : " أبو الحسن الأشعري يرد على أبو الحسن الأشعري " كيف هذا ؟
مهاجر جاوبني عن أسئلتي أعلاه، ولي عدة أسئلة بعدها ان شاء الله
أما الهيثم أنت غي تجري من وراء مهاجر وتصفق عجيب أمركم يا وهابية
أخي المهاجر لقد تبين أن الجدال أصبح عقيما وأصبح استفزازا لبث سموم اهل الاهواء ,فهم يريدون هذا ليس للمناضرة ولكن ليطلع عليه الغير فيلتبس عليه الامر ,لانهم رأوا منهج اهل السنة والجماعة ,المنهج السلفي يدك معاقلهم الواحد تلو الآخر ,فبقت لهم هذه المنتديات وما شابهها الوسيلة الاخيرة ليتنفسوا منها ,فاحذر أن يتنفسوا بسببك وانت لا تدري بارك الله فيك.
حسين القسنطيني
2008-02-13, 15:32
ترى كم عاش الإمام الأشعري رحمه الله حتى يكون معتزليا أربعين سنة ثم يعود إلى مذهب السلف الصالح و يؤلف فيه زهاء الستين نؤلفا و ينتقل أربعة مراحل في حياته العقدية، ثم أليس حريا بنا أن نعتمد هذه الكتب التي كتبها الإمام الأشعري رحمه الله لنعرفه معتقده خروجا من أزمة الدس عليه؟؟؟
و قد رد مشايخنا رحمة الله عليهم و حفظ الله من بقي منهم على نفس الموضوع المنقول هنا و هناك، و أنا انقل لكم باقة من الرد عليهم، لتعلموا أن هذا النقل من غير دراية و لا فقه و لا أدنى تحصيل علمي، والله المستعان:
فأول هذه الأخطاء وصفك الجبائي بأنه شيخ المعتزلة في عصره ، وهذا خطأ شنيع فلم يكن الجبائي شيخا لعموم المعتزلة بل كان شيخا لطائفة من طوائف المعتزلة
ثانيها أن أبا الحسن كان نائبه وهذا كلام فيه تجاوز فلم يكن أبو الحسن نائبا له بصورة مطلقة بل كان نائبا عنه في المناظرات فقط ، اما التاصيل والتقرير لمذهب المعتزلة فقد كان مهمة الجبائي دون أبي الحسن
الخطأ الثالث وهو الأشنع قولك أن أبا الحسن تزعم المعتزلة أربعين سنة
فمعلوم لأطفال الأشاعرة أن أبا الحسن ترك مذهب المعتزلة عندما بلغ عمره أربعين سنة فلا ندري هل تظن وهل يظن شيوخك الكرام الذين لقنوك هذا الهراء ان أبا الحسن كان زعيما للمعتزلة منذ ان خرج من بطن امه أم ماذا؟
وكلامك ينقض ما ذكرته من أن أبا الحسن كان نائبا لشيخه ، فمعلوم عند أطفالنا أيضا أن الأشعري ترك مذهب المعتزلة في حياة شيخه ودارت بينهما مناظرات فكيف يكون نائبا وزعيما في آن واحد
الذي يستنتجه قارئ كلامك يصل لأحد أمرين
إما أن الأشعري تلقى العلم عن الجبائي حتى صار نائبه وموضع ثقته ، وهذا كله قبل أن يولد . فلما ولد وبمجرد خروجه من بطن أمه تنازل له الجبائي عن زعامة المعتزلة فأصبح الأشعري زعيمهم حتى بلغ من العمر أربعين سنة فتركهم
وإما أنكم تكتبون كلاما لا تعرفون معناه وأنكم ممن كان علماء الجرح والتعديل يصفونهم بقولهم كان يلقن فيتلقن
ثم جاء الأخ الهيثم صاحب الموضوع أو المتلقن أو الملقن بفرية أخرى تمثلت في في خروج الإمام بمذبه ثم العودة إلى مذهب أهل الحديث و الحقيقة أنها فرية يكذبها علماء الإسلام فإمامنا الأشعري لم ينشئ مذهبا من هواه عندما ترك مذهب المعتزلة كما ادعيتم ، بل رجع إلى مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب أهل الحديث ، وخطبته عند رجوعه تشهد لذلك وهي مدونة في كتب التاريخ والتراجم
ويكذبكم الإمام السبكي رضي الله عنه إذ يقول:
(اعلم أن أبا الحسن لم يبدع رأياً ولم ينشء مذهباً، وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله ‘، فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقاً وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعرياً) ثم قال رحمه الله تعالى مبيناً أن هذه الطريقة عليها جل الأمة:
(وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري) اهـ(الطبقات 3/ 365):
ويكذبكم الإمام البيهقي أيضا إذ يقول
(.. إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي الحسن الأشعري رحمه الله فلم يحدث في دين الله حَدَثاً، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة شرح وتبيين، وأن ما قالوا وجاء به الشرع في الأصول صحيح في العقول، بخلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء، فكان في بيانه تقوية ما لم يدلَّ عليه من أهل السنة والجماعة، ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة، والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين، ومن نحا نحوهما من الحجاز وغيرها من سائر البلاد، وكأحمد بن حنبل وغيره من أهل الحديث، والليث بن سعد وغيره وأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين) اهـ
فقل بربك هل نصدق هذين الإمامين العلمين أم نصدق هؤلاء الذين نقلت عنهم هذه التفاهات والأكاذيب وليتك ذكرت لنا أسماءهم ؟؟؟؟؟؟؟؟
وإنني أتحداك وأتحدى كل من على مذهبك الذي تسمونه بالسلفي أن تأتوا بسند متصل صحيح لهذه الأكاذيب
كل الذي عندكم هو يقولون ويزعمون ويحكون...
ثم أتيت أخي الفاضل بأمور لا أظنك تفقهها مع احخترامي الشديد لك و لمن تنقل عنه و قد وجدت ذلك في مواضيع شتى في هذا المنتدى و هي القول باعتماد الأشاعرة على العقل دون النقل أو تقديم ذلك على هذا، و كما هو المعهود عندكم فأنتم تنقلون كلاما لم تعقلوه و قد رده علماء المسلمين جملة و تفصيلا :
مرة أخرى يرد عليك الإمام السبكي فيقول
المتكلمون طلبوه- أي العلم الإلهي- بالعقل والنقل معا وافترقوا ثلاث فرق:
إحداها غلب عليها جانب العقل وهم المعتزلة.
والثانية غلب عليها جانب النقل وهم الحشوية.
والثالثة ما غلب عليها أحدهما؛ بل بقي الأمران مرعيين عندهم على حد سواء وهم الأشعرية. وجميع الفرق الثلاث في كلامها مخاطرة: إما خطأ في بعضه وإما سقوط هيبة، والسالم من ذلك كله ما كان عليه الصحابة والتابعون وعموم الناس الباقون على الفطرة السليمة، ولهذا كان الشافعي رضي الله عنه ينهى عن الاشتغال بعلم الكلام ويأمر بالاشتغال بالفقه فهو طريق السلامة، ولو بقي الناس على ما كانوا عليه في زمن الصحابة كان الأولى للعلماء تجنب النظر في علم الكلام جملة؛ لكن حدثت بدعٌ أوجبت للعلماء النظر فيه لمقاومة المبتدعين ودفع شبههم حذراً من أن تزيغ بها قلوب المهتدين.
والفرقة الأشعرية هم المتوسطون في ذلك، وهم الغالبون من الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة وسائر الناس.
وأما المعتزلة فكانت لهم دولة في أوائل المائة الثالثة ساعدهم بعض الخلفاء ثم انخذلوا وكفى الله شرهم.
وهاتان الطائفتان الأشعرية والمعتزلة هما المتقاومتان، فالأشعرية أعدلها لأنها بنت أصولها على الكتاب والسنة والعقل الصحيح...
وأما الحشوية فهي طائفة... ينتسبون إلى أحمدَ وأحمدُ مبرأ منهم، وسبب نسبتهم إليه انه قام في دفع المعتزلة وثبت في المحنة رضي الله عنه، نقلت عنه كليمات ما فهمها هؤلاء الجهال، فاعتقدوا هذا الإعتقاد السيئ، وصار المتأخر منهم يتبع المتقدم إلا من عصمه الله فهذا الإمام العالم يقضي على ما قلته تماما والقراء مخيرون بين الأخذ بقوله أو الأخذ بقول من يعلم أن المفعول به منصوب وبالمناسبة الحشوية الذين يتكلم عنهم الإمام السبكي هم الذين يسمون أنفسهم في عصرنا الحاضر بالسلفيين...ولزيادة بيان حول هذه النقطة انقل كلام الدكتور الغرسي في رده على المدعو سفر الحوالي
يقول حفظه الله أقول:لابد هنا من التنبيه على أمور:
الأول: أنه من المقرر عند أهل النظر – ومنهم الأشاعرة – أن أسباب العلم ثلاثة: العقل، والحواس السليمة، والخبر الصادق. والخبر الصادق هو خبر الله تعالى، وخبر رسوله، وخبر أهل التواتر، والخبر المحتف بالقرائن. فمصدر التلقي عند الأشاعرة ليس هو العقل فقط، بل هو الخبر الصادق والعقل. قال الغزالي: «وأهل النظر في هذا العلم يتمسكون أولا بآيات الله تعالى من القرآن، ثم بأخبار الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ثم بالدلائل العقلية والبراهين القياسية»، وكيف يكون مصدر التلقي عندهم هو العقل وحده ومن مذهبهم أنه لا مجال للعقل في التحسين والتقبيح، وأنه لا حسن إلا ما حسنه الشرع ولا قبيح إلا ما قبحه الشرع.
الثاني: أن الإسلام هو دين النقل المؤيد بالعقل، ومن أجل ذلك كان من عادة الله تعالى في كتابه المبين عندما يبين عقيدة من عقائد الإسلام أن يقرنها بذكر دليلها العقلي أو يشير إلى هذا الدليل.
الثالث: أن التعارض لا يتصور بين العقل والنص القطعي الثبوت القطعي الدلالة، لامتناع التعارض بين يقينيين، وإنما يتصور التعارض بين العقل والنص غير قطعي الثبوت أو غير قطعي الدلالة، كما يتصور التعارض بين هذين النوعين من النصوص، فالذي قرره الأشاعرة من تقديم العقل على النقل مفروض فيما إذا تعارض ما هو ثابت بالعقل ثبوتا قطعيا للنص غير القطعي الثبوت أو غير قطعي الدلالة.
الرابع: أن أهم أصول العقيدة الإسلامية لا يصح إثباتها إلا بالعقل، وإثباتها بالدلائل النقلية مستلزم للدور المحال؛ وذلك مثل إثبات وجود الله تعالى وعلمه وقدرته ومشيئته وغيرها مما يتوقف عليه ثبوت الوحي. فلأن ثبوت النقل موقوف على ثبوت الوحي، وثبوت الوحي موقوف على ثبوتها لا يصح الاستدلال عليها بالنقل. والاستدلال عليها بالنقل موجب لتقدم الشيء على نفسه وهو الدور المحال.
وكذلك النبوة إنما يتوقف ثبوتها على المعجزة الدالة عليه بطريق العقل، فكان العقل على هذا أصلا للنقل وشاهدا على صدقه، فإهمال العقل إذا كانت دلالته قطعية، ورد مقتضاه موجب لإنهيار أصل النقل، وللطعن في شاهده الذي لم يثبت إلا به، فيكون هذا إبطالا للنقل. والقاعدة -كما قلنا- مفروضة فيما إذا تعارض ما هو ثابت بالعقل ثبوتا قطعيا لظاهر نص غير قطعي الثبوت أو غير قطعي الدلالة، وأما النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة فلا يتصور التعارض بينه وبين العقل.
فالقاعدة التي قررها الأشاعرة قاعدة ذهبية لا ينبغي أن يختلف فيها اثنان، لكنه مما ينبغي التنبيه عليه أيضا أن هذه القاعدة قد أسيء استخدامها من قبل بعض المتكلمين ولا سيما المعتزلة منهم، فردوا بها كثيرا من النصوص المتفق على صحتها من السنة، وأولوا بسببها كثيرا من الآيات، وأخرجوها عن ظواهرها، وليس ذلك إلا لمخالفة هذه النصوص وهذه الظواهر لما أدى إليه اجتهادهم العقلي المتأثر بالفلسفة وبعقائده الفاسدة، وليس ذلك لمخالفتها للعقل القطعي الدلالة الذي لا يقبل النقض.
فظهر بهذا التحقيق أن الأشاعرة قد استعملوا العقل في المجال الذي لا يجوز أن يستعمل فيه إلا العقل، ويكون استعمال النقل فيه موجبا للدور والمحال،كمايكون اهمال العقل فيه موجبا لإبطال العقل والنقل جميعا، فهم قد استعملوا العقل في مجاله الذي يجب أن يستعمل فيه، وهذه هي الحكمة، "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"
يتبع إن شاء الله
حسين القسنطيني
2008-02-13, 15:35
الخامس: أن تقديم العقل على النقل إذا عارض العقل النقل، وتأويل النقل بناء على هذا التعارض أورَدَّهُ ليس شيئا انفرد به الأشاعرة بل هو من مقررات العقول؛ وقد قرره أصحاب العلوم المختلفة في علومهم، فمثلا التأويلات التي أول بها السلف جملة من نصوص الكتاب والسنة كثير منها مبنية على مخالفة ظواهر هذه النصوص للعقل، وحتى المحدثون الذين قد يتخيل أنهم أبعد الناس عن هذا التقديم قد قرروا هذا التقديم في مؤلفاتهم وجعلوه من أصولهم، قال الخطيب البغدادي: باب القول فيما يرد به خبر الواحد، ....: وإذا روى الثقة المأمون خبرا متصل الإسناد رد بأمور:
أحدها: أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه؛ لأن الشرع إنما يرد بمجوزات العقول، وأما بخلاف العقول فلا.
والثاني: أن يخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة فيعلم انه لا أصل له أو منسوخ.
والثالث: أن يخالف الإجماع فيستدل على أنه منسوخ أو لا أصل له، انتهى[.
وأفاجئ الدكتور بأن ابن تيمية أيضا قائل بهذه القاعدة التي قررها الأشاعرة. قال في الرسالة التدمرية في معرض الإستدلال على أمر من أمور العقيدة: "والسمع قد دل عليه، ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي، فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم" ففكر أيها الدكتور في كلام ابن تيمية هذا، أليس معناه أنه إذا عارض هذا الدليل من السمع معارض عقلي لا يَثْبُت ما دل عليه لعدم سلامته عن المعارض الذي هو الدليل العقلي. وهل هذا إلا قول بهذه القاعدة التي قررها الأشاعرة ؟؟!!
أهـ
إن ما كتبه الأخ الهيثم لا يعدو أن يكون مجرد نقل من غير دراية، و هذا يسقط من ضبطه و فقهه و عدالته، و ما يزيد الطين بلة هو أنه اعتمد نفس الأخطاء و نفس المغالطات و تبعه فيها مشجعه الأخ المهاجر حفظهما الله، و كنا نهيب بأبناء الجزائر أن يكونوا من أمثال الشيخ بلقرد و آيت علجات و حماني، ليكونوا منارات علم كما كان أسلافهم السنوسي و الونشريسي و شيخ الإسلام يحيى و ابن قنفذ و غيرهم كثير، فإذا بنا نعبد شموسا لا لشيء فيها سوى أنها تشرق من المملكة الشرقية...
و قد رأيت أن أذكر هنا لهؤلاء الأخوين و للقارئ الجزائري المسلم من يسب هؤلاء:
من أهل الحديث:
· الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى إمام وقته والذي لم يرَ مثل نفسـه، وقصته مع الإمام الباقلاني تغني عن الإطالة في إثبات اتباعه لمذهب الأشعري.(انظر تبيين كذب المفتري 255، السير 17/558، أثناء ترجمة الحافظ أبي ذر الهروي، وتذكرة الحفاظ 3/1104).
· الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى، صاحب حلية الأولياء، كان من الطبقة الثانية من أتباع الإمام الأشعري، أي من طبقة الإمام الباقلاني والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني والحاكم وابن فورك رحم الله الجميع (تبيين كذب المفتري 246، الطبقات الكبرى للتاج السبكي 3/370).
· الحافظ أبو ذر الهروي عبد بن أحمد رحمه الله تعالى، عدّه الحافظ ابن عساكر في الطبقةالثالثة ممن أخذ عن أصحاب أصحاب الأشعري (انظر المصادر السابقة، والطبقات الكبرى للتاج السبكي 3/370).
· الحافظ أبو طاهر السلفي رحمه الله تعالى، ذكره التاج السبكي في الخامسة. (الطبقات 3/372)
· الحافظ الحاكم النيسابوري رحمه الله تعالى صاحب المستدرك على الصحيحين، وإمام أهل الحديث في عصره، وشهرته تغني عن التعريف به، اتفق العلماء على أنه من أعلم الأئمة الذين حفظ الله بهم هذا الدين. ذكره الحافظ ابن عساكر في الطبقة الثانية، أي من أصحاب أصحاب الإمام. (تبيين كذب المفتري ص/227).
· الحافظ ابن حبان البستي رحمه الله تعالى صاحب الصحيح وكتاب الثقات وغيرها، الإمام الثبت القدوة إمام عصره ومقدم أوانه.
· الحافظ أبو سعد ابن السمعاني رحمه الله تعالى، صاحب كتاب الأنساب. (الطبقات 3/372)
· الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى صاحب التصانيف التي طار صيتها في الدنيا والمؤلفات المرضية عند المؤيدين والمخالفين.
· الإمام الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى صاحب كتاب تاريخ مدينة دمشق الذي لم يترك فيه شاردة ولا واردة إلا أحصاها.
· الإمام الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، ذكره الحافظ ابن عساكر أول الطبقة الرابعة.(التبيين ص / 268).
· الإمام الحافظ محي الدين يحيى بن شرف النووي محي الدين رحمه الله تعالى، صاحب المؤلفات النافعة التي كتب الله لها القبول في الأرض وبين الناس، مثل كتاب رياض الصالحين والأذكار وشرح صحيح مسلم وغيرها.
· الإمام المحقق بقية الحفاظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائي الذي لم يخلف بعده في الحديث مثله، ولم يكن في عصره من يدانيه في علم الحديث.
· شيخ الإسلام الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى وهو أول من ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية التي كان لا يليها إلا أشعري.
· الإمام الحافظ ابن أبي جمرة الأندلسي مسند أهل المغرب رحمه الله تعالى ورضي عنه، صاحب كتاب بهجة النفوس في شرح مئة حديث من صحيح البخاري.
· الإمام الحافظ الكرماني شمس الدين محمد بن يوسف رحمه الله ورضي عنه، صاحب الشرح المشهور على صحيح البخاري.
· الإمام الحافظ المنذري رحمه الله تعالى صاحب الترغيب والترهيب.
· الإمام الحافظ الأبي رحمه الله تعالى شارح صحيح مسلم.
· الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى صاحب أعظم شرح على صحيح البخاري المسمّى بـ " فتح الباري " والذي قيل فيه: لا هجرة بعد الفتح.
· الإمام الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى.
· الإمام الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى.
· الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى شارح الصحيح.
· الإمام الحافظ المناوي رحمه الله تعالى.
وغيرهم وغيرهم من أئمة الحديث وحفاظ الأمة، كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
الفقهاء:
قال الحافظ ابن عساكر - رحمه الله تعالى - (تبيين كذب المفتري ص/ 410):
(وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه – يعني مذهب الأشعري – وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه... وهل من الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق له أو منتسب إليه أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله أو مثنٍ بكثرة العلم عليه) اهـ.
وقال الإمام ابن السبكي رحمه الله تعالى (الطبقات 3/365): (وقد ذكر شيخ الإسلام عز الدين ابن عبد السلام أن عقيدته - يعني الأشعري - اجتمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب، وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري) اهـ.
وقال الإمام أبو المظفر الإسفراييني - رحمه الله تعالى - (التبصير في الدين ص / 189):
(علوم الفقه ويختص بالتبحر فيه أصحاب الحديث وأصحاب الرأي.......) اهـ.
وقول هؤلاء الأعلام يغنينا عن الإفاضة بذكر أسماء العلماء الذين فاقوا نجوم السماء عدّا وسَمَوْا عليها جدّا.
أعلام الأمة في اللغة والأدب من الأشاعرة والماتريدية
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني - رحـمه الله تعالى - (المصدر السابق [بتصرف يسير] وانظر الفرق بين الفرق ص/183، ص / 240، واتحاف السادة المتقين 2/102):
(وجملة الأئمة في النحو واللغة من أهل البصرة والكوفة في دولة الإسلام كانوا من أهل السنة والجماعة وأصحاب الحديث والرأي.... وكذلك لم يكن في أئمة الأدب أحد إلا وله إنكار على أهل البدعة شديد وبُعدٌ من بدعهم بعيد، مثل الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وسيبويه والأخفش والزجّاج والمبرد وأبي حاتم السجستاني وابن دريد والأزهري وابن فارس والفارابي، وكذلك من كان من أئمة النحو واللغة مثل الكسائي والفراء والأصعمي وأبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيد القاسم بن سلام، وما منهم أحد إلا وله في تصانيفه تعصّبٌ لأهل السنة والجماعة ورَدٌّ على أهل الإلحاد والبدعة، ولم يقرّ واحد في شيء من الأعصار من أسلاف أهل الأدب بشيء من بدع أهل الأهواء.... ومن كان متدنساً بشيء من ذلك لم يَجُزْ الاعتماد عليه في رواية أصول اللغة وفي نقل معـاني النحو، ولا في تأويـل شيء من الأخبـار، ولا في تفسيـر آية من كتاب الله تعالى) اهـ.
هؤلاء هم المتقدمون من أئمة اللغة والأدب والنحو، ثم جاء من بعدهم وساروا على نفس الطريق السويّ في الاعتقاد لم يبدلوا ولم يغيروا مثل الإمام ابن الأنباري وابن سيده صاحب كتاب المخصص في اللغة وابن منظور صاحب كتاب لسان العرب والجوهري صاحب الصحاح والمجد الفيروزآباذي صاحب كتاب القاموس المحيط والمرتضى الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس، ومن النحويين محمد بن مالك صاحب الألفية المشهورة في النحو وشارحها ابن عقيل وابن هشام المصري وغيرهم ممن لا غَناء لمتعلم أو متأدب عن كتبهم ومصنفاتهم، وكلهم كانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم.
المفسرون لكتاب الله من الأشاعرة من بعد الأشعري رحمه الله تعالى، و أما من كان قبله و على نفس اعتقاده، فسنذكرهم في المؤخرة:
· الإمام الفذ المفسر والمحدث العلامة القرطبي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير الجامع لأحكام القرآن، وقد سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان، حكى في تفسيره مذاهب السلف كلها، قال عنه الداوودي في الطبقات " هو من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً ".
· الإمام الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى، صاحب التفسير العظيم والبداية والنهاية وغيرها، فقد نُـقِـلَ عنه أنه صَـرَّحَ بأنه أشعري كما في الدرر الكامنة 1/58، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/89، أضف إلى ذلك أنه ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية التي كان شرط واقفها أن لا يلي مشيختها إلا أشعري، وزدْ عليه ما في تفسيره من التنزيه والتقديس والتشديد على من يقول بظواهر المتشابه كما مـرَّ من قوله عند تفسيره لقوله تعالىمن سـورة الأعراف ( ثمّ استوي على العرش ) (تفسيره 2/220) إلى غير ذلك من الأمثلة الظاهرة الجلية في كونه من أهل السنة الأشاعـرة.
· الإمام المفسر الكبير قدوة المفسرين ابن عطية الأندلسي رحمه الله تعالى صاحب تفسير المحرر الوجيز، ألّف كتابه في التفسير فأحسن فيه وأبدع، كان رحمه الله من أفاضل أهل السنة والجماعة ومن أكابر أهل الفضل، قال أبو حيان الأندلسي فيه (في مقدمة البحر المحيط): " هو أجلّ من صنف في علم التفسير وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير "
· الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله تعالى صاحب البحر المحيط والنهر الماد من البحر، الحجة الثبت اللغوي، وهو غني عن التعريف به والتنويه بذكره.
· الإمام المقدم فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى صاحب تفسير مفاتيح الغيب، المفسر، المتكلم، إمام وقته، وفريد عصره، كان شجاً في حلوق المبتدعة، وسيفاً مصلتاً على أهل الزيغ والإلحاد.
· الإمام المفسر الحافظ البغوي محي السنة رحمه الله تعالى صاحب كتاب شرح السنة، وتفسيـره مملوء بما يدل على اعتقاد أهل السنة، وزاخر بالتأويل السني لنصوص المتشابه.
· الإمام المفسر أبو الليث السمرقندي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير بحر العلوم، وكتاب تنبيه الغافلين وبستان العارفين، وقد اشتهر بلقب إمام الهدى.
· الإمام المفسر الواحدي أبو الحسن على النيسابوري أستاذ عصره في النحو والتفسير، كان سنياً أشعرياً من أهل السنة والجماعة، صاحب المؤلفات النافعة والإشارات الرائعة، وله كتاب أسباب النزول، وهو من أشهر الكتب في بابه.
· الإمام المفسر أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي الحسيني الحسني رحمه الله تعالى، خاتمة المفسريـن ونخبة المحدثيـن كما وصفه الشيـخ بهجة البيطار وقال عنه أيضاً (حلية البشر 3 / 1450): " كـان رضي الله عنه أحد أفراد الدنيا يقول الحق ولا يحيد عن الصدق، متمسكاً بالسنن، متجنباً للفتن.
· الإمام المفسر السمين الحلبي رحمه الله تعالى صاحب تفسير الدر المصون.
· الإمام الحافظ المفسر جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى صاحب الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
· الإمام الخطيب الشربينى رحمه الله تعالى صاحب تفسير السراج المنير.
وغير هؤلاء ممن لو أطلنا النفس بذكرهم لخرجنا عن المقصود، كلهم كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
و أما من جاء قبل الأشعري رحمهم الله جميعا و كانوا على نفس ما أصله هذا الأخير فنذكر على رأسهم الحافظ المفسر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى
* ومن المفسرين المعاصرين:
· الأستاذ الداعية سيد قطب رحمه الله تعالى صاحب الكتاب العظيم " في ظلال القرآن ".
· الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور صاحب التفسير العظيم " التحرير والتنوير ".
· الأستاذ الداعية الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى صاحب كتاب " الأساس في التفسير".
· الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى الذي ارتبط اسمه بالقرآن حتى إذا ما ذكر القرآن ذكر الشيخ، وإذا ذكر الشيخ ذكر القرآن.
· والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله تعالى ورعاه صاحب التفسير المنير والفقه الإسلامي وغيرها من الكتب النافعة
فكل هؤلاء هم عند هذا الأخ و من شجعه على النقل الخالي من كل طلب للعلم، هم ضلال حتى لا نقول أكثر مما قاله بعضهم
و لعلنا نذكر كذلك من الفتحين الخلفاء ما قد يحار له أدنى عامي من المسلمين، نذكر على رأسهم صلاح الدين الأيوبي و نظمه للصلاحية و محمد الفاتح، و كل الأمراء و الخلفاء على مر عصور الخلافة العثمانية...
و لا نحب أن نظن بأن إخواننا هنا يقولون ما كان يعتمده الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو ما نقله عنه بعض علماء المسلمين من أنه كان يمتحن الداخل إلى طائفته بشهادة أنه كان قبلها على الشرك و أن كل المسلمين أو جلهم انقلبوا إلى الشرك بعد المائة السادسة، و قدنقل ذلك العالم زيني دحلان و أخوه سليمان و بعض فقهاء المذاهب الأربعة في عصره، فهل إلى أوبة من سبيل؟؟؟ و إحسانا بالظن قلنا فيما نقل عنه، و لم نجزم بذلك.. والله أعلى و أعلم و هو يهدي للتي هي أقوم... و عند الله تلتقي الخصوم...
حسين القسنطيني
2008-02-13, 15:42
الصارخ في الأمر و الموجع حقا أن نرى إخواننا هنا و هناك يتكلمون عن سلفية و عن أدلة، و عندما تنقل لهم الأدلة عن سلف هذه الأمة يولون الدبر، و يتبعون المعاصرين و المتأخرين ليتركوا السلف الصالح و على رأسهم إمام الأئمة مالك، و الإمام الأعظم أبوحنيفة و الإمام الحجة الشافعي، و الإمام احمد العلامة، رضي الله عنهم أجمعين، أو تراهم يتلبسون زورا و بهتانا بمذهب احمد و هو منهم بريئ، و والله لو وجدنا من أهل المنشرق من يتحنبل أو يتحنف أو يتشفع لما أدهشنا الأمر، لكن أن نجد أقواما هنا يحاولون الإنتصار لمذهب احمد من غير دراية و لا فقه، ليشذوا عنه في مسائل عديدة، فهذا هو المحير، لأننا نجزم بأنهم مقلدون لمشايخ معاصرين تأثروا بهم و فقط، و هم لا عندهم دليل و لا هم يحزنون، و قد سبق لنا مرات عديدة أن كلمنا بعض مشايخهم هنا في الجزائر فوجدناهم يحيلون على كتب مشايخ لا هم من السلف و لا شيء غير التقليد، فليتهم قلدوا من جعله الإمام احمد حجة في الفقه و الحديث... الله المستعان...
نادية مجدوبي
2008-02-13, 18:06
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الجمع والسؤال .
السلام عليكم أيها الأخ الكريم حسين القسنطيني، رد جميل ومقنع جعله الله تعالى في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .
صراحة أخي لا أدري ماذا يريد هؤلاء يضللون كل من خالفهم بدعوى أنهم على الحق وغيرهم على ضلال، و الشيء الذي يدهشني أنهم لا يتقلدون بمذهب من المذاهب الأربعة المباركة، واذا حاورتهم يقولون نحن لا نتبع المذهبية وانما الكتاب والسنة؟ هم رجال ونحن رجال ؟ أنظر أخي كيف تطاولوا على الأئمة الأربعة، سمعت هذا الكلام في كثير من المواعظ ببعض المساجد بباريز للأسف الشديد ؟ و المدهش ولا أحد يرد عليهم؟ ما عساني المرأة الضعيفة أفعل الا أن أستغفر الله تعالى ؟
فالحمد لله الكتاب والسنة مع أئمتنا الأربعة رضي الله عنهم، هم علماء أهل السنة والجماعة والاجتهاد أقفلت أبوابه بعدهم ،
اللهم أنصر الحق وأهل الحق، ولا تفتنا وثبتنا واجعلنا تابعين لسلفنا الصالح لا مبتدعين، يا أرحم الراحمين آمين
تحياتي
crazy8885
2008-04-18, 19:34
الحمد لله
مالية المذهب اشعري العقيدة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir