ابو إبراهيم
2008-02-02, 15:08
بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وبعد هذه سلسلة مقالات الغرض منها مقابلة ما ادخلله الكلميين من الخلف في مفاهيم وتعريفات المصطلحات العقائدية ماليس منه وابراز ماكان عليه سلف هذه الامة لانه هو الاسلم والاعلم والاحكم * ومع الجزا الاول من هذه السلسلة والله ولي التوفيق:
**الأشعـريـة وكلام الله تعالى
البيجوري أستاذ الأشاعرة في عصرنا ومعلمهم عقائد السلف كما يبين في شرحه لجوهرة التوحيـد يفيض ويسهـب في شرح عقيدته في كلام الله تعالى ،
مرت على المسلمين في الأزمان السالفة التي دخلت فيها علينا عقائد اليونان ونفاياتهم وعقائد الهندوس وضلالاتهم باسم الإسلام وعقيدة المسلمين.
فما هي عقيدة البيجوري ومن قبله اللقاني ومن شايعهم من الأشاعرة في كلام الله تعالى:
يقول اللقاني ناظم الجوهرة:
ونزه القرآن أي كلامه ** عن الحدوث واحذر انتقامه
فكل نص للحدوث دلاّ ** إحمل عن اللفظ الذي قد دلاّ "1"
ويشرح البيجوري هذا النظم بقوله:
أي واعتقد أيها المكلف تنزه القرآن –بمعنى كلامه تعالى- عن الحدوث ، خلافاً للمعتزلة القائلين بحدوث الكلام ، زعماً منهم أن من لوازمه الحروف والأصوات ، وذلك مستحيل عليه تعالى ، فكلام الله تعالى عندهم مخلوق ، لأن الله خلقه في بعض الأجرام ، ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق ، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم ، لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق ، ولذلك امتنعت الأئمة من القول بخلق القرآن "2" .
ثم قال في شرحه:
فكل نص للحدوث دلاّ *** إحمل على اللفظ الذي قد دلاّ
أي إذا تحققت ما سبق (من التفريق بين اللفظ القرآني-والكلام النفسي) فكل نص ... إلخ ؛ فالفاء فاء الفصيحة ، وهذا من باب الحقيقة جواب عما تمسك به المعتزلة من النصوص الدالة على الحدوث مثل: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } .. { إنا نحن نزلنا الذكر } والمراد من النص: الظاهر من الكتاب والسنة ؛ وقوله "للحدوث دلاّ" أي دل على حدوث القرآن "3".
ثم قال: "والحاصل أن كل ظاهر من الكتاب والسنّـة دل على حدوث القرآن ، فهو محمول على اللفظ المقروء لا على الكلام النفسي ، لكن يمتنع أن يُقال: القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم" "4" .
هذه الأقوال تبين لنا مراد البيجوري في عقيدته في كلام الله تعالى ، وهو التفريق بين المعنى واللفظ وأن المعنى واللفظ وأن المعنى هو كلام الله تعالى النفسي القديم ، وأنه ليس بمخلوق واللفظ القرآني ليس هو كلام الله تعالى بل هو مخلوق وإن كان يصح إطلاق كلام الله عليه ولكن يكون كلام الله هنا مخلوق ولا يقال ذلك إلا في مقام التعليم هذا هو الأمر المراد من كلامه.
أما المراد الثاني: فهو أن كلام الله تعالى نفسي قديم ليس بحرف ولا صوت . وصرح بذلك في موطن آخر حين قال: فقد سمع سيدنا موسى كلام الله القديم وهو ليس بحرف ولا صوت "5" .
ومن عقيدته كذلك في كلام الله تعالى ، قوله بأن الله بم يزل متكلماً أزلاً وأبداً "6" .
عقيدة السلف في كلام الله تعالى:
أ - هل التفريق بين المعنى واللفظ معلوم من كلام العرب وهل الكلام يطلق على اللفظ دون المعنى أو العكس؟
الكلام عند النحاة: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
هذا التعريف لمعنى الكلام يدل بعبارته على أن الكلام هو ما اجتمع فيه أمران اللفظ والإفادة "7" .
فالكلام هو الملفوظ المنطوق وفيه دلالة على معنى وبهذا يعلم أن لغة العرب لا تفرق بين اللفظ والمعنى حين إطلاق معنى الكلام.
فقولنا كلام الله تعالى: لابد فيه من أمرين في لغة العرب اللفظ والإفادة (المعنى) . ولا يصح فصل أحد الأمرين عن الآخر إلا لسبب لغوي أو شرعي مقبول وإلا بقي الأمر على أصله.
وهذا المذهب الذي ذكرناه من أن كلام الله تعالى هو ما حوى اللفظ والمعنى ، فاللفظ القرآني والمعنى المراد من اللفظ هو كلام الله تعالى على الحقيقة هو مذهب السلف بلا خلاف وما دخل الخـلاف إلا عندما دخل الدخن من عقول الفلاسفة ومنطق اليونان.
ومذهب الأشعرية هو مذهب المعتزلة ولكنه متطور بغرابة غير معقولة ولا مفهومة ، وهذا ديدن الأشاعرة في تلفيق مذهبهم وتوفيقهم بين المتناقضات بما لا يتفق.
فمؤدى مذهب الأشاعرة أن القرآن الذي بين أيدينا مخلوق ، وأنه دال على كلام الله وليس هو كلام الله تعالى ، لأن كلام الله معنى ، وليس لفظاً ومعنى ، ونفسيّ: ليس بمقروء على الألسن ولا محفوظ في الصدور وليس بمكتوب على الأوراق ؛ قديم ، ومعنى قولهم قديم أي أن الله عز وجل لم يزل متكلماً أزلاً وأبداً "8" .
بعد هذا الذي بيناه هل في كلام السلف ما يوافقه ( وهو أن الكلام لفظ ومعنى حرف وصوت؟
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: وقد نصَّ أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة أن الله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه بصوت نفسه كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف ، وصوت العبد ليس هو صوت الرب ولا مثل صوته فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وقد نص أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة بأن الله ينادي بصوت وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف وصوت ليس منه شيء كلاماً لغيره لا لجبريل ولا غيره "9" .
قال أبو المعالي كنت يوماً عند الشيخ أبي البيان رحمه الله تعالى فجاءه ابن تميم الذي يدعى الشيخ الأمين ، فقال له الشيخ بعد كلام جرى بينهما: ويحك ، الحنابلة إذا قيل لهم: ما الدليل على أن القرآن بحرف وصوت؟ قالوا: قال الله تعالى كذا ، وقال رسوله كذا ، وسرد الشيخ الآيـات والأخبــار: وأنتم إذا قيل لكم: ما الدليل على أن القرآن معنى قائمه في النفس؟ قلتم: قال الأخطل (إن الكلام لفي الفؤاد) إيشن هذا الأخطل؟!! نصراني خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسنة "10" .
وقال أبو أحمد الأسفرائيني: مذهبي ومذهب الشافعي –رحمه الله تعالى- وجميع علماء الأمصار أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، ومن قال مخلوق فهو كافر ، وأن جبرائيل عليه السلام سمعه من الله عز وجل وحمله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبرائيل عليه السلام وسمعه الصحابة رضي الله عنهم من محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن كل حرف منه كالباء والتاء كلام الله عز وجل ليس بمخلوق "11" .
فالقرآن كلام الله لفظاً ومعنى منزّل غير مخلوق وهو المتلو المسموع والمكتوب في المصاحف وتفصيل ذلك على الآتي:
الكلام صفة كمال لأن من يتكلم أكمل ممن لا يتكلم ومن يتكلم بمشيئة وقدرة أكمل ممن يكون الكلام لا إرادياً ليس لهو عليه قدرة ولا له فيه مشيئة ولذلك فالله عز وجل متكلم حقيقة بكلام هو صفة من صفاته العليا حقيقة ويتكلم متى شاء بما شاء ولذلك قال تعالى: { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه } .
والآية تبين وقت كلام الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى عليه السلام وهو إنما كان بعد ما جاء موسى لميقات ربه وليس كما قال البيجوري وأشياعه وسلفه ، أن الله عز وجل لم يزل متكلماً أزلاً وأبداً ومعنى كلامه أن الله عز وجل لم يزل ولا يزال أزلاً وأبداً يقول يا موسى يا موسى يا موسى وكلام الله عز وجل يعلم منه أنه حين جاء موسى كلمه فهو سبحانه وتعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومشيئته وقعت حين جاء موسى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأتباع السلف يقولون إن كلام الله قديم إي لم يزل متكلماً إذا شاء لا يقولون إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك "12"
ومثال ذلك الذي ذكرنا في كتاب الله كثير ومنه قول الله تعالى: { فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهم ربهما ألم أنهكم عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين }.
وكقوله تعالى: { وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً }.
وقد تكلم الله بلفظه ومعناه بصوت نفسه قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام لله }. فبين سبحانه وتعالى أن المسموع هو كلام الله تعالى حقيقة وقد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام الذي سمعه من الله تعالى ونزل به إليه وأسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو الذي أمره الله عز وجل بإسماعه للمشرك المستجير.
وقولهم أن القرآن دال على كلام الله عز وجل وليس هو كلام الله عز وجل ؛ بل ليس فيه إلا المعنى القائم بذات الله واللفظ مخلوق فهذا يرده قوله تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ولم يقل الله عز وجل: "حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله" والأصل في الإطلاق الحقيقة كما أشـار البيجوري نفسه ص74.
قال شارح العقيدة الطحاوية: " وحقيقة كلام الله تعالى الخارجيـة: هي ما يسمع منه أو من المبلِّغ عنه فإذا سمعه السامع علمه وحفظه ، فكلام الله تعالى مسموع له معلوم محفوظ ، فإذا قاله السامع فهو مقروء له متلو فإن كتبه فهو مكتوب له مرسوم. وهو حقيقة في هذه الوجوه كلها لا يصح نفيه ، والمجاز يصح نفيه ، فلا يجوز أن يقال: ليس في المصحف كلام الله ، ولا: ما قرأ القارئ كلام الله تعالى وقد قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } وهو لا يسمع كلام الله من الله وإنما يسمعه من مبلِّغه عن الله. والآيـة تدل على فسـاد قول من قال: إن المسموع عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله فإنه تعالى قال: { حتى يسمع كلام الله } ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله ، أو حكاية عن كلام الله ، وليس فيها كلام الله فقد خالف الكتاب والسنة وسلف الأمة وكفى بذلك ضلالاً" "13".
والبيجوري قال هذا الضلال عندما قال: " واعلم أن كلام الله يطلق على الكلام النفسي القديم ، بمعنى أنه صفة قائمة بذاته تعالى ، وعلى الكلام اللفظي بمعنى أنه خلقه ، وليس لأحد في أصل تركيبه كسب ، وعلى هذا المعنى يحمل قول عائشة: ما بين دفتي المصحف كلام الله تعالى. وإطلاقه عليهما قيل بالاشتراك ، وقيل حقيقي في النفسي ، مجاز في اللفظي" "14".
أما بالنسبة للأمر الآخر الذي كان بينه في كلامه أن الله تعالى لم يتكلم بحرف وصوت ودليله على ذلك لم يفصح عنه وإن كان معلوماً أنه نفى ذلك هو وسلفه وأشياعه مخافة التشبيه.
ومذهب السلف في ذلك هو ما ذكره سابقاً شيخ الإسلام ابن تيمية: " وقد نصَّ أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة أن الله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه بصوت نفسه كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف ، وصوت العبد ليس هو صوت الرب ولا مثل صوته فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وقد نص أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة بأن الله ينادي بصوت وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف وصوت ليس منه شيء كلاماً لغيره لا لجبريل ولا غيره" "15".
والأدلة على ذلك كثيرة من السنن النبوية الشريفة فمنها:
1 – قوله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول لكم ألم حرف ؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )) .
فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كتاب الله حروف ، وكتاب الله هو كلامه وقد سمى الصحابة آيات الله وكلامه حروفاً ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حزام يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها ، قال: فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة فلما فرغ قلت: من أقرأك هذه القراءة. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: كذبت والله ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخذت بيده أقوده فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ حروفاً لم تكن أقرأتنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إقرأ يا هشـام. فقرأ كما كان قرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت. ثم قال: إقرأ يا عمر فقرأت فقال: هكذا أنزلت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه" "16".
والآثــار في ذلك كثيرة.
أما أن الله عز وجل يتكلم بصوت وهو ما قدمنا أنه قول السلف من الصحابة رضوان الله عنهم ومن تابعهم فأدلته كثيرة منها:
1 – قال البخاري في صحيحه في كتاب التفسير في باب قوله: {وترى الناس سكارى} حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبيك ربنا وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار. قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف – أراه- قال: تسعمائة وتسعة وتسعين. فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسع وتسعين. ومنكم واحد. ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجوا أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبرنا. ثم قال: ثلث أهل الجنة ، فكبرنا. ثم قال: شطر أهل الجنة ، فكبرنا )) "17" .
قال البخاري في خلق أفعال العباد: حدثنا داود بن شبيب حدثنا همام حدثنا القاسم بن عبدالواحد حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل أن جابر بن عبدالله حدثهم أنه سمع عبدالله بن أنيس رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة "18".
وقال البخاري قبله: " وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال الله عز وجل: {فلا تجعلوا لله أنداداً} "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وذلك أن من آمن بما وصف الله به كلامه ، فأقر بأنه جميعه كلام الله ، وأقر به فلم يكفر بحرف منه ، وعلم أن كلام الله أفضل من كل كلام وأن خير الكلام كلام الله ، وأنه لا أحسن من الله حديثاً ولا أصدق منه قيلاً ، وأقر بما أخبر الله به ورسوله من فضل بعض كلامه ، كفضل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد ونحو ذلك ؛ بل وتفضيل يس وتبارك والآيتين من آخر سورة البقرة ؛ بل وتفضيل البقرة وآل عمران وغير ذلك من السور والآيات التي نطقت النصوص بفضلها وأقربأنه كلام الله ليس منه شيء كلاماً لغيره لا معانيه ولا حروفه فهو أبعد عن جعله عِضين اه والى جزا اخر بحول الله --ابو ابراهيم الجزائري--
**الأشعـريـة وكلام الله تعالى
البيجوري أستاذ الأشاعرة في عصرنا ومعلمهم عقائد السلف كما يبين في شرحه لجوهرة التوحيـد يفيض ويسهـب في شرح عقيدته في كلام الله تعالى ،
مرت على المسلمين في الأزمان السالفة التي دخلت فيها علينا عقائد اليونان ونفاياتهم وعقائد الهندوس وضلالاتهم باسم الإسلام وعقيدة المسلمين.
فما هي عقيدة البيجوري ومن قبله اللقاني ومن شايعهم من الأشاعرة في كلام الله تعالى:
يقول اللقاني ناظم الجوهرة:
ونزه القرآن أي كلامه ** عن الحدوث واحذر انتقامه
فكل نص للحدوث دلاّ ** إحمل عن اللفظ الذي قد دلاّ "1"
ويشرح البيجوري هذا النظم بقوله:
أي واعتقد أيها المكلف تنزه القرآن –بمعنى كلامه تعالى- عن الحدوث ، خلافاً للمعتزلة القائلين بحدوث الكلام ، زعماً منهم أن من لوازمه الحروف والأصوات ، وذلك مستحيل عليه تعالى ، فكلام الله تعالى عندهم مخلوق ، لأن الله خلقه في بعض الأجرام ، ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق ، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم ، لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق ، ولذلك امتنعت الأئمة من القول بخلق القرآن "2" .
ثم قال في شرحه:
فكل نص للحدوث دلاّ *** إحمل على اللفظ الذي قد دلاّ
أي إذا تحققت ما سبق (من التفريق بين اللفظ القرآني-والكلام النفسي) فكل نص ... إلخ ؛ فالفاء فاء الفصيحة ، وهذا من باب الحقيقة جواب عما تمسك به المعتزلة من النصوص الدالة على الحدوث مثل: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } .. { إنا نحن نزلنا الذكر } والمراد من النص: الظاهر من الكتاب والسنة ؛ وقوله "للحدوث دلاّ" أي دل على حدوث القرآن "3".
ثم قال: "والحاصل أن كل ظاهر من الكتاب والسنّـة دل على حدوث القرآن ، فهو محمول على اللفظ المقروء لا على الكلام النفسي ، لكن يمتنع أن يُقال: القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم" "4" .
هذه الأقوال تبين لنا مراد البيجوري في عقيدته في كلام الله تعالى ، وهو التفريق بين المعنى واللفظ وأن المعنى واللفظ وأن المعنى هو كلام الله تعالى النفسي القديم ، وأنه ليس بمخلوق واللفظ القرآني ليس هو كلام الله تعالى بل هو مخلوق وإن كان يصح إطلاق كلام الله عليه ولكن يكون كلام الله هنا مخلوق ولا يقال ذلك إلا في مقام التعليم هذا هو الأمر المراد من كلامه.
أما المراد الثاني: فهو أن كلام الله تعالى نفسي قديم ليس بحرف ولا صوت . وصرح بذلك في موطن آخر حين قال: فقد سمع سيدنا موسى كلام الله القديم وهو ليس بحرف ولا صوت "5" .
ومن عقيدته كذلك في كلام الله تعالى ، قوله بأن الله بم يزل متكلماً أزلاً وأبداً "6" .
عقيدة السلف في كلام الله تعالى:
أ - هل التفريق بين المعنى واللفظ معلوم من كلام العرب وهل الكلام يطلق على اللفظ دون المعنى أو العكس؟
الكلام عند النحاة: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
هذا التعريف لمعنى الكلام يدل بعبارته على أن الكلام هو ما اجتمع فيه أمران اللفظ والإفادة "7" .
فالكلام هو الملفوظ المنطوق وفيه دلالة على معنى وبهذا يعلم أن لغة العرب لا تفرق بين اللفظ والمعنى حين إطلاق معنى الكلام.
فقولنا كلام الله تعالى: لابد فيه من أمرين في لغة العرب اللفظ والإفادة (المعنى) . ولا يصح فصل أحد الأمرين عن الآخر إلا لسبب لغوي أو شرعي مقبول وإلا بقي الأمر على أصله.
وهذا المذهب الذي ذكرناه من أن كلام الله تعالى هو ما حوى اللفظ والمعنى ، فاللفظ القرآني والمعنى المراد من اللفظ هو كلام الله تعالى على الحقيقة هو مذهب السلف بلا خلاف وما دخل الخـلاف إلا عندما دخل الدخن من عقول الفلاسفة ومنطق اليونان.
ومذهب الأشعرية هو مذهب المعتزلة ولكنه متطور بغرابة غير معقولة ولا مفهومة ، وهذا ديدن الأشاعرة في تلفيق مذهبهم وتوفيقهم بين المتناقضات بما لا يتفق.
فمؤدى مذهب الأشاعرة أن القرآن الذي بين أيدينا مخلوق ، وأنه دال على كلام الله وليس هو كلام الله تعالى ، لأن كلام الله معنى ، وليس لفظاً ومعنى ، ونفسيّ: ليس بمقروء على الألسن ولا محفوظ في الصدور وليس بمكتوب على الأوراق ؛ قديم ، ومعنى قولهم قديم أي أن الله عز وجل لم يزل متكلماً أزلاً وأبداً "8" .
بعد هذا الذي بيناه هل في كلام السلف ما يوافقه ( وهو أن الكلام لفظ ومعنى حرف وصوت؟
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: وقد نصَّ أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة أن الله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه بصوت نفسه كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف ، وصوت العبد ليس هو صوت الرب ولا مثل صوته فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وقد نص أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة بأن الله ينادي بصوت وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف وصوت ليس منه شيء كلاماً لغيره لا لجبريل ولا غيره "9" .
قال أبو المعالي كنت يوماً عند الشيخ أبي البيان رحمه الله تعالى فجاءه ابن تميم الذي يدعى الشيخ الأمين ، فقال له الشيخ بعد كلام جرى بينهما: ويحك ، الحنابلة إذا قيل لهم: ما الدليل على أن القرآن بحرف وصوت؟ قالوا: قال الله تعالى كذا ، وقال رسوله كذا ، وسرد الشيخ الآيـات والأخبــار: وأنتم إذا قيل لكم: ما الدليل على أن القرآن معنى قائمه في النفس؟ قلتم: قال الأخطل (إن الكلام لفي الفؤاد) إيشن هذا الأخطل؟!! نصراني خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسنة "10" .
وقال أبو أحمد الأسفرائيني: مذهبي ومذهب الشافعي –رحمه الله تعالى- وجميع علماء الأمصار أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، ومن قال مخلوق فهو كافر ، وأن جبرائيل عليه السلام سمعه من الله عز وجل وحمله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبرائيل عليه السلام وسمعه الصحابة رضي الله عنهم من محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن كل حرف منه كالباء والتاء كلام الله عز وجل ليس بمخلوق "11" .
فالقرآن كلام الله لفظاً ومعنى منزّل غير مخلوق وهو المتلو المسموع والمكتوب في المصاحف وتفصيل ذلك على الآتي:
الكلام صفة كمال لأن من يتكلم أكمل ممن لا يتكلم ومن يتكلم بمشيئة وقدرة أكمل ممن يكون الكلام لا إرادياً ليس لهو عليه قدرة ولا له فيه مشيئة ولذلك فالله عز وجل متكلم حقيقة بكلام هو صفة من صفاته العليا حقيقة ويتكلم متى شاء بما شاء ولذلك قال تعالى: { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه } .
والآية تبين وقت كلام الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى عليه السلام وهو إنما كان بعد ما جاء موسى لميقات ربه وليس كما قال البيجوري وأشياعه وسلفه ، أن الله عز وجل لم يزل متكلماً أزلاً وأبداً ومعنى كلامه أن الله عز وجل لم يزل ولا يزال أزلاً وأبداً يقول يا موسى يا موسى يا موسى وكلام الله عز وجل يعلم منه أنه حين جاء موسى كلمه فهو سبحانه وتعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومشيئته وقعت حين جاء موسى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأتباع السلف يقولون إن كلام الله قديم إي لم يزل متكلماً إذا شاء لا يقولون إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك "12"
ومثال ذلك الذي ذكرنا في كتاب الله كثير ومنه قول الله تعالى: { فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهم ربهما ألم أنهكم عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين }.
وكقوله تعالى: { وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً }.
وقد تكلم الله بلفظه ومعناه بصوت نفسه قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام لله }. فبين سبحانه وتعالى أن المسموع هو كلام الله تعالى حقيقة وقد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام الذي سمعه من الله تعالى ونزل به إليه وأسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو الذي أمره الله عز وجل بإسماعه للمشرك المستجير.
وقولهم أن القرآن دال على كلام الله عز وجل وليس هو كلام الله عز وجل ؛ بل ليس فيه إلا المعنى القائم بذات الله واللفظ مخلوق فهذا يرده قوله تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ولم يقل الله عز وجل: "حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله" والأصل في الإطلاق الحقيقة كما أشـار البيجوري نفسه ص74.
قال شارح العقيدة الطحاوية: " وحقيقة كلام الله تعالى الخارجيـة: هي ما يسمع منه أو من المبلِّغ عنه فإذا سمعه السامع علمه وحفظه ، فكلام الله تعالى مسموع له معلوم محفوظ ، فإذا قاله السامع فهو مقروء له متلو فإن كتبه فهو مكتوب له مرسوم. وهو حقيقة في هذه الوجوه كلها لا يصح نفيه ، والمجاز يصح نفيه ، فلا يجوز أن يقال: ليس في المصحف كلام الله ، ولا: ما قرأ القارئ كلام الله تعالى وقد قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } وهو لا يسمع كلام الله من الله وإنما يسمعه من مبلِّغه عن الله. والآيـة تدل على فسـاد قول من قال: إن المسموع عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله فإنه تعالى قال: { حتى يسمع كلام الله } ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله ، أو حكاية عن كلام الله ، وليس فيها كلام الله فقد خالف الكتاب والسنة وسلف الأمة وكفى بذلك ضلالاً" "13".
والبيجوري قال هذا الضلال عندما قال: " واعلم أن كلام الله يطلق على الكلام النفسي القديم ، بمعنى أنه صفة قائمة بذاته تعالى ، وعلى الكلام اللفظي بمعنى أنه خلقه ، وليس لأحد في أصل تركيبه كسب ، وعلى هذا المعنى يحمل قول عائشة: ما بين دفتي المصحف كلام الله تعالى. وإطلاقه عليهما قيل بالاشتراك ، وقيل حقيقي في النفسي ، مجاز في اللفظي" "14".
أما بالنسبة للأمر الآخر الذي كان بينه في كلامه أن الله تعالى لم يتكلم بحرف وصوت ودليله على ذلك لم يفصح عنه وإن كان معلوماً أنه نفى ذلك هو وسلفه وأشياعه مخافة التشبيه.
ومذهب السلف في ذلك هو ما ذكره سابقاً شيخ الإسلام ابن تيمية: " وقد نصَّ أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة أن الله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه بصوت نفسه كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف ، وصوت العبد ليس هو صوت الرب ولا مثل صوته فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وقد نص أئمة الإسـلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة بأن الله ينادي بصوت وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف وصوت ليس منه شيء كلاماً لغيره لا لجبريل ولا غيره" "15".
والأدلة على ذلك كثيرة من السنن النبوية الشريفة فمنها:
1 – قوله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول لكم ألم حرف ؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )) .
فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كتاب الله حروف ، وكتاب الله هو كلامه وقد سمى الصحابة آيات الله وكلامه حروفاً ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حزام يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها ، قال: فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة فلما فرغ قلت: من أقرأك هذه القراءة. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: كذبت والله ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخذت بيده أقوده فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ حروفاً لم تكن أقرأتنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إقرأ يا هشـام. فقرأ كما كان قرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت. ثم قال: إقرأ يا عمر فقرأت فقال: هكذا أنزلت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه" "16".
والآثــار في ذلك كثيرة.
أما أن الله عز وجل يتكلم بصوت وهو ما قدمنا أنه قول السلف من الصحابة رضوان الله عنهم ومن تابعهم فأدلته كثيرة منها:
1 – قال البخاري في صحيحه في كتاب التفسير في باب قوله: {وترى الناس سكارى} حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبيك ربنا وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار. قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف – أراه- قال: تسعمائة وتسعة وتسعين. فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسع وتسعين. ومنكم واحد. ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجوا أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبرنا. ثم قال: ثلث أهل الجنة ، فكبرنا. ثم قال: شطر أهل الجنة ، فكبرنا )) "17" .
قال البخاري في خلق أفعال العباد: حدثنا داود بن شبيب حدثنا همام حدثنا القاسم بن عبدالواحد حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل أن جابر بن عبدالله حدثهم أنه سمع عبدالله بن أنيس رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة "18".
وقال البخاري قبله: " وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال الله عز وجل: {فلا تجعلوا لله أنداداً} "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وذلك أن من آمن بما وصف الله به كلامه ، فأقر بأنه جميعه كلام الله ، وأقر به فلم يكفر بحرف منه ، وعلم أن كلام الله أفضل من كل كلام وأن خير الكلام كلام الله ، وأنه لا أحسن من الله حديثاً ولا أصدق منه قيلاً ، وأقر بما أخبر الله به ورسوله من فضل بعض كلامه ، كفضل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد ونحو ذلك ؛ بل وتفضيل يس وتبارك والآيتين من آخر سورة البقرة ؛ بل وتفضيل البقرة وآل عمران وغير ذلك من السور والآيات التي نطقت النصوص بفضلها وأقربأنه كلام الله ليس منه شيء كلاماً لغيره لا معانيه ولا حروفه فهو أبعد عن جعله عِضين اه والى جزا اخر بحول الله --ابو ابراهيم الجزائري--