wessam12
2010-05-14, 13:27
(نحن) في إعلامهم حقيقة،،أم،،خدعة!
(الإعلام)..
القوة العظمى في هذا العصر..
هي العصا (الغير سحرية) التي تصل النقطة العليا بالسفلى من الكرة الأرضية..
وهي التي تدير دفة الحوار دون طاولة مستديرة..
هي حرب و سلم .. حقيقة وخدعة ..
هي فرصة العض عليها (واجب) لأنها لغة الزمن الذي نعيشه..
الصورة بلا ألوان بلا خلفية لابد ناقصة.
أضحى قتل المعلمين والكتّاب والصحفيين والفنانين أفعالاً إسلامية تكتسب شرعيتها من هذا الدين وتعبر عن الكراهية للقيم الغربية!..
هذا بالضبط ما يتصوره بعض محرروا الصحف العالمية..
وحينما يصف الصحفي الكتابة،الإبداع،التعليم أوالفن في المجتمعات الإسلامية فهو يصورها قيماً غربية
تنتمي للنظام الغربي الذي يحاربه الإسلاميون..ولا يمكن اعتبارها جزءً من الثقافة المحلية أو نظام القيم المحلي..
كما يمكن ملاحظة أن الإسلام من خلال تغطية أخباره في الإعلام العالمي قد تمَّ تحويله إلى (نظام من الرموز) Signs تتكرر بشكل مستمر من أشخاص ذوي لحى طويلة وكثـَّة ونساء محجبات وأيدٍ مرفوعة غالبًا تمسك بشعارات الجهاد أو الشهادة أو الموت للشيطان وجماهير متعصبة جامحة.
مؤامرة العربي على نفسه.
(إن انشغال الإعلام العربي بقضايا "المؤامرة الغربية" وتركيزهم عليها في حين أن المؤامرة الحقيقية إن وجدت فهي مؤامرة العربي على نفسه بعدم دفاعه عن ذلك التشويه الذي يتعرض له ويخطط لتحسين صورته في الإعلام الغربي).
كما أضافت:
(إن الإعلام الغربي من وجهة نظري إعلام مفصول عن شعبه أي ليس بالضرورة أن ما ينقل يعبر عن الشارع الغربي والذي هو بدوره جاهل بالآخر العربي إلا في ضوء الوجبة الإعلامية التي تقدم له ؛ خاصة وانه قد نصل في تفكيرنا إلى أن الهجمة ضد العرب هي هجمة اتحادية بين وسائل الإعلام الغربي والشارع الغربي وهذا في رائي غير صحيح إذ أن العقل الغربي يستجيب للخدعة الإعلامية شأنه شأن غيره من العقول مما يجعله يستقبل الصورة المرئية أو المسموعة أو المقروءة عن العرب وفقا للطريقة التي تقدم بها أي أن الغرب مخدوع بأعلامه اكثر من انخداع العرب بتلك الصورة المتكاملة عن الشارع الغربي ووسائل إعلامه).
- نحن في عناوينهم:
الصحافة العالمية وإن أخذنا الصحافة البريطانية على وجه التمثيل لا التخصيص..
ساهمت في بناء صلة وثيقة بين كل ماهو (إسلامي) وبين (أفكار)و(أفعال) العنف والإرهاب واحتقار حياة الإنسان وحقوقه ولاسيما المرأة والأقليات..
ونظرة سريعة لعناوين بعض الصحف البريطانية كفيلة يتوضيح مدى ترسيخ هذه الصلة في ذهن القارئ..
"المسلمون البريطانيون يرسلون إلى معسكرات تدريب إسلامية".
"إيطاليا تشدد من إجراءات الأمن بعد تحذير بعمل إرهابي إسلامي".
"كلينتون يرأس قمة ضد الإرهاب الإسلامي".
"فرنسا تخشى من عملية إرهابية إسلامية طويلة".
"متعصبون إسلاميون يقتلون بريطانيًّا في إطار حملة إرهابية".
"المسلمون المتطرفون يتحدون الرؤية الأوروبية العلمانية للدولة".
جدلية الموضوعية والتحيز و (تأطير الإسلام):
هل الإعلام الغربي موضوعي في تصويره للإسلام!
إن الصحافة في الغرب غالبًا متهمة بتقديم صور ذهنية متحيزة عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية..
وغالباً من يرفع أيادي التظلم ويقف مستنكراً هو المسلم ذاته..
ولكن البعض يرفعها (تمتة) بينه وبين ذاته ولا يشرع في العمل لتصويب الصورة!
إن الصورة والحرف التي تعتمد عليها الصحافة الغربية بإمكانها تقريب العدسة تصغيرها،تعظيمها،وحتى التحكم بألوانها..
لذلك فالموضوعية دائمًا نسبية وترتبط بنظام مفاهيمي معين وقيم ثقافية، غير أنه مثلما تثير فكرة التحيز جدلاً شديدًا، فإن فكرة الموضوعية أيضًا لا تخلو من بعض المشكلات، حيث لا يستطيع أحد من العاملين بأجهزة الإعلام الغربية ادعاء الموضعية فيما يكتب عن الإسلام؛ لأن الموضوعية- كما أوضح كثير من الدارسين- تنتفي حينما يكون هناك صراع أو خلاف بين النظم والمفاهيم والقيم الثقافية السائدة في مجتمعين مختلفين. الموضوعية إذن وفق ذلك المنظور تصبح "فعلا سياسيا" لممارسة السلطة على الآخرين.
وإذا كانت الموضوعية برأيهم مثار خلاف فماذا عن التأطير!
إن الإطار الذي يحمل الإسلام والمسلمين بداخله يكاد يكون جامداً بل هو كذلك..
لا يحمل مرونة لتوضيح أن ذاك جانب وحتى هذا الجانب يملك مسببات وتبعات لا يظهرها الإطار.!
*يفهموننا من خلالهم..
إن بدايات الظهور الإسلامي في الإعلام الغربي كان مركبًا أساسيًّا في البناء المفاهيمي للصورة النمطية للإسلام في أجهزة الإعلام البريطانية، حيث تم تصوير المسلمين وكأنهم يمثلون كل ما هو معاكس للغرب، وبالفعل فإن بعض الكتابات الغربية – وحتى الإسلامية في بعض الأحيان - أدت إلى التركيز المطلق على أبنية مفاهيمية وقيم ثقافية لكل من الجانبين حينما تبنت النسق الغربي على أنه الإطار المفاهيمي الوحيد الذي يمكن من خلاله فهم الوجود الإسلامي والإخبار عنه.
إذاً أضحى الإعلام الغربي هو المصدر الإعلامي لفهم الإسلام..
وهذا ما أوضحه (نوبوأكي نوتوهارا) في كتابه (العرب وجهة نظر يابانية) حيث قال:
(نحن فهمنا بالتدريج،الآن أصبحت الأمور واضحة،في البداية كررنا ماقاله الاستشراق الغربي لم يكن عندنا مصدر آخر للمعلومات.أحسسنا أنهم لا يقولون الحقيقة أحياناً.والقضية الفلسطينية مثال ممتاز على ذلك،لقد فهمنا متأخرين هذا صحيح ولكننا فهمنا.
حتى الصحافة عندنا كانت تقدم القضية الفلسطينية لليابانيين نقلاً عن الإعلام الأمريكي والأوروبي أما الآن تغيرت الصورة الصحفيون أنفسهم فهموا أن ذلك الإعلام لايقول الحقيقة .. .. لقد فهمنا أن علينا أن نستقبل الكتابات الغربية بحذر وتدقيق وحيطة.يوجد صحفي ياباني معروف درس في إسرائيل وعاد مؤيداً للقضية الفلسطينية لأنه رأى بنفسه التناقض بين ما تقوله وسائل الإعلام الإسرائيلي وبين الواقع.انتهى)
و الإعلام الغربي بذلك قدم الأرضية التي تم فوقها بناء صورة للإسلام أصبحت في حكم التقديس
أو موثوقاً بصحتها على حد قول (إدوارد سعيد).
ولا بد من الاعتراف بحقيقة أن الغرب قد احتل بالفعل مكانة سائدة في (الخطاب الإسلامي) غير أن بعض التقارير الصحافية الغربية - بل وبعض الكتابات الإسلامية - قدمت تصويرًا للوجود الإسلامي فقط من خلال علاقته بالغرب والهيمنة الغربية وكأنه مضاد للقيم الثقافية الغربية!
وقد أسقط تمامًا من حسابات هؤلاء الكُتَّاب أن فهم ودراسة المجتمعات الإسلامية لا بد وأن يتم في إطار منظومة من العلاقات وليس عنصر واحد مهما كانت قوته!
* الغرب واللا غرب..(ثنائية الإسلام والغرب):
إن الخطاب الإعلامي حول الإسلاميين كان يجنح لاستخدام ثنائيات الإسلام والغرب.
ويصور هاتين الفئتين على أنهما نقيضين!وكأن العالم تم تقسيمه إلى غرب و(لا) غرب.
وفي حال أن الـ(ـلا) مضافة لعالمنا الإسلامي فلابد أن (الأصل) مجرد من اللا.!
وبالتالي نجد أن هناك تناقضًا بين الحداثة التي يمثل الغرب خلاصتها بالحضارة والديمقراطية والعقلانية والحرية، وبين اللاحداثة التي تمثل البربرية واللاعقلانية والعبودية.
*الآراء تعبر عن كاتبها أم ماذا؟!
رأي الكاتب واتجاه القلم حق شرعي أياً كانت الديانة.
وفي المقابل فإن هذا الحق يحفظ للكاتب رأيه كما يحفظ للقضية حق المناعة ضد التحيز والمغالاة.
وهنا نأتي لـ اللب الذي لم نمنح فيه حتى حق القشور!
فالتقارير الصحافية التي تتناول الإسلام والمسلمين لا تقدم على أنها تقارير تحوي وجهات نظر سياسية تمثل كاتب المقال أو أنها قد تحوي - أحيانًا في طياتها - آراء متحيزة، إلا أنها تقدم وكأنها الحقيقة بذاتها لا تشوبها شائبة أو جهل بحقيقتها أو حتى عدم إلمام بحيثيات المجتمع الإسلامي.
وهنا ليس الدفاع منبرنا بل مطالبة فقط بمنبر منصف أياً كانت أخطاء الخطباء.
أياً كان الكاتب فرد أم جهة فرأيه نظرة لا قاعدة معممة..
وهنا يشير دوغلاس ليتل في كتاب "الاستشراق الأميركي.. أميركا والشرق الأوسط منذ 1945" عن دور الإعلام الأميركي في دعم رؤية أميركا الاستشراقية تجاه الإسلام والمسلمين.فيقول: أن من أبرز وجوه هذا الدعم حرص وسائل الإعلام الأميركي –كمجلة ناشيونال جيوغرافيك الأميركية العريقة- على تصوير مظاهر التقدم والازدهار في إسرائيل وما تتمتع به من طرق سريعة واسعة ومنشآت حديثة تشبه نظيرتها الأميركية، وفتيات صغيرات يزرعن الزهور في حدائق منازلهن، في الوقت الذي تم فيه التأكيد في صور العرب على سباقات الخيول وحياة الصحراء والطرق الفقيرة والمباني المتهدمة والعجائز الفقراء المستضعفين أو المسلحين المتهورين.
كما يقول يوسف معمري من المجلس الإسلامي لمارسيليا (بفرنسا):
أن التلفزيون والصحف الفرنسية غالبا ما تنقل رؤية من جانب واحد ولا تعطي للسياسيين وزعماء الدين المسلمين مساحة كافية للإعراب عن رأيهم.
*الفصل بين الخبر والنطاق الاجتماعي!
أصبح أحد معالم التغطية الإخبارية العالمية هو الجنوح لتحقيق الفصل بين الحقائق الإخبارية والنطاق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي وقعت فيه، والذي أدى لظهورها بالأساس والذي لا يمكن فهم تلك الظواهر فهما صحيحًا إلا من خلاله.
حيث يحتوي التقرير الإخباري على أخبار غير متوازنة: فبينما يشير إلى حوادث عنف لا يتحدث عن الأسباب التي أدت لوقوع تلك الحوادث. وهذا الإجراء من شأنه أن يقدم خطابًا إعلاميًّا خارج سياقه التاريخي حينما ينظر إلى تلك الهجمات وهذا العنف على أنه جزء من الموروث الإسلامي لا يحتاج إلى تفسير أو أن يوضع في نسقه التاريخي والسياسي الذي أدى لظهوره، وبالتالي يصبح كون هذا العنف أو تلك الهجمات أو احتقار المرأة وحق الحياة إسلاميًّا أمرًا بديهيًّا. العنف إذن – كما تبرزه الصحف العالمية - يرتكب لأن هذه الجماعات مسلمة تعتنق الإسلام، وبالتالي يتم الإخبار عن العنف وكأنه أمر محتم لتحقيق النظام الإسلامي.
(إشكالية المصدر إلى متى):
في أعينهم: المرأة و (الإحياء) الإسلامي الذي توفاها!
هناك ميل واضح نحو تقديم تساؤلات حول نواحي معينة في الإسلام - ولا سيما فيما يتعلق بالمرأة – وهذه التساؤلات كانت ومازالت سائدة في كثير من التقارير الإخبارية والمقابلات..
وهذا مانريده..نريد الفهم الأعمق للإسلام بأبنائه ومجتمعاته ولكن يكمن لب المشكلة في (المصدر)..
الذي لطالما كان حائلاً دون الحقيقة.
وهذا ما يتجلى في إحدى التقارير التي تناولت موضوع وضع المرأة في مصر في ظل ما أسمته المحررة بـ الصعود المتنامي للمد الإسلامي.
تبدأ الجملة الافتتاحية بالمقال على هيئة اقتباسه على لسان إحدى ناشطات حقوق الإنسان في مصر والتي عرفت في المقال على أنها (قبطية)، وتقول بأنها "تألمت بشدة لما آل إليه حال النساء في مصر؛ فبينما كانت نساء مصر في وقت من الأوقات رائدات الحركة النسائية في العالم العربي أصبحن متخلفات بفضل موجات (الإحياء الإسلامي)". وتنتهي الاقتباسة على مدى التقرير، حيث تم تصوير الإسلام – من خلال كلمات هذه الناشطة وسيدتين أخرتين من المدافعات عن حقوق النسوة – على أنه السبب الرئيسي وراء إقصاء المرأة من العمل العام ومعاملتها كمخلوق من الدرجة الثانية.
وصُوِّر الإسلام على أنه دين النسوة ذوي الخلفية الريفية المحافظة، وليس النساء اللائى ينتمين إلى الأوساط المتحررة المثقفة؛ ومن خلال التركيز على (الإحياء الإسلامي) تم تصوير الإسلام وكأنه العامل الوحيد الذي أدى لاضطهاد الفتيات القبطيات وأزال حقوق المرأة وأن النساء اللائى يطالبن بتلك الحقوق يقعن دائمًا تحت طائلة التهديد!
هذه التقارير مثيرة للمخاوف؛ لأنها ورغم حرص المحرر أو المحررة على التحدث إلى عناصر ومصادر محلية، إلا أنها وعلى الرغم من ذلك لا تقدم تقارير محايدة حينما تقوم بإقصاء الرأي السائد.
وهو في مثل هذا التقرير الذي يتطلب رأي النساء المسلمات اللائى يدور حولهن المقال في المقام الأول.
ولك أن تلحظ أنه اختار ناشطة حقوق إنسان قبطية للتحدث عن الاضطهاد الذي تواجهه المرأة من جرَّاء الإحياء الإسلامي.
لا بد أن نلحظ إذن كيف أن هناك مشكلة متعلقة بالمصادر التي توجد في تلك القصص الإخبارية، حيث تجنح معظم هذه التقارير إلى التحدث إلى أولئك الذين (يشبهوننا) أي يشبهون الغرب Those who are like us..
وهذا يثير قضية المصادر التي تُستخدم عند الكتابة عن الإسلام، وهنا يمكن ملاحظة ميل العديد من الصحفيين للتحدث إما إلى أصوات متطرفة تدعم صورة الدين المعروفة كدين عنف وتطرف، أو مصادر محلية ولكنها "مُغرِّبَة" تقدم على أنها ضحية هذا التطرف والعنف وتعاني من غضبة الإسلاميين وغالبًا ما تكون هذه الفئات إما النساء أو الأقليات.
الفن السابع العالمي عدد فردي لا (ينصف):
(إن السينما الأمريكية لديها دائما صورة نمطية للعالم الإسلامي ولشخوصه، لم تحاول أن تغيرها بل سعت عبر تاريخها الطويل لتؤكد على الصفات السلبية في الشخصية العربية والإسلامية من حيث طبيعة التكوين النفسي لهذه الشخصيات.
فهي إما خبيثة، أو ماكرة، غير مؤتمنة، لا يمكن الوثوق بها، قذرة، حسية وغرائزية!)
تغيير مؤقت!لماذا؟!
(وقد تكون هناك بعض الأفلام التي حاولت أن تقدم صورة شخصية العربي بشكل مختلف، إلا أن هذا الاختلاف كان يرتبط بظروف وملابسات سياسية في هذه الفترة. مثل فيلم "المحارب 13" والذي قدم العربي بشخصية مساعدة فاعلة وهذا كان مرتبطا بفترة حرب الخليج الثانية "غزو الكويت" وفيلم آخر وهو "روبن هوت" والذي قدم العربي كعالم وكمحارب شريف. وأيضا كان يرتبط بتلك الفترة وذلك من أجل تمرير عملية المساندة ما بين القوات العربية والإسلامية للولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد العراق.
وهناك أيضا أفلام كثيرة ستظهر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واحتلال أفغانستان واحتلال العراق، لتؤكد على الشر الكامن والمتأصل في الشخصية العربية والإسلامية. )
هذا ما قاله الأستاذ علاء عبدالعزيز المدرس المساعد بالمعهد العالي للسينما في مصر.
*هل الإسلام حقاً ظاهرة!
وإن يكن..فعلينا أن نعي..والوعي هنا ليس (فعلاً مضارعاً)..
بقدر ماهو مطلب لفهم (قواعد) الآخر و(نحوه)، و(صرفه) نحو الحقيقة.
فعلينا أن نعي أن الإسلام لم يعد في نظرهم أو لنقل البعض حضارة أو دين!
بل هو ظاهرة تستحق استرعاء انتباه المراقب- وهو هنا الصحفي وصنَّاع السياسة الخارجية-
وبذلك أصبح الإسلام موضوعًا عالميًّا يحتل مرتبة ذات أولوية في الأجندة السياسية الغربية.
إذاً فالظاهرة حسبما هو معروف تبدأ، تنتشر،تصعد،تنحدر،،،تنتهي!
وهي يقيناً بإيماننا بضعفنا وبقوتنا لن تنتهي.
***
الإرهاب و الإسلام هل هما وجهان لعملة واحدة!
الجلي والواضح مدى الاختلاف بيننا وبينهم في التعريف بـ(ـالإرهاب) ومن ثم الاعتراف به ..
فمن النظرة الغربية المسوقة عالمياً عرف الإرهاب كونه كل تهديد للمدنية والمدنيين.
وما بين اتفاقنا الأولي مع رأيهم وبين رفضنا تطويع التعريف لأهدافهم فنحن اتفقنا في التعريف واختلفنا بالاعتراف. والمؤكد أن التفاوت في تطبيق طرفي المعتقد يخل بمصداقيته ومن ثم باعتناقه.
إن ردود الفعل في العالم الإسلامي والعربي تجاه هكذا (تهمة)..
لم تنتظر حتى (تثبت الإدانة) فهناك من اقتنع بأن الإرهاب إسلامي!
وهناك من لم يعد يملك القدرة على التمييز بين عمليات المقاومة وما بين العمليات العشوائية!
وهناك من يقرأ هذه الأسطر ويتساءل معنا ويبحث عن الإجابات بل ويضعها..
- في عيونهم:
الإرهاب أضحى أمراً فطرياً في الإسلام..!
كما أن التوصيفات التي تم إلصاقها بالنظام الإسلامي قد تمَّ تقديمها وكأنها من طبيعة هذا النظام أو كأنها أمور فطرية لا تحتاج إلى تفسير أعمق من كونها واقع!
إن أكثر الإطارات شيوعًا لتوصيف الإسلام هو إطار(الأزمة)، التي تم اختصارها في فئات العنف والإرهاب والتطرف وكراهية الغرب.
مثل هذا الإطار يعطي أهمية أكثر للضحايا الأبرياء للعنف الذي يرتكبه المسلمون العرب ضد الإسرائيليين- دون الإشارة إلى العكس!
- الإسلاموفوبيا:
يتعرض كتاب (الإسلام والمسلمون في الإعلام البريطاني-المؤلف: إليزابيث بوول)
في أكثر من موضع لمسألة الإسلاموفوبيا (أي الخوف من الإسلام) والإعلام, وكيف يتم تضخيمها والنفخ فيها. فالمشكلة هنا تكمن في أن الإعلام يبحث عن الإثارة ويتابعها, ويبحث في أدق تفاصيل القصص المتعلقة بها.
ويؤدي هذا عادة وفي خضم التنافس على الحصول على الخبر المثير إلى انحدار في المعايير المهنية ومستوى التحري والتدقيق مما يضخم من الأخبار الهامشية, ويعطي أهمية فائقة لأفراد وجهات غير ممثلة للتيار الأعرض من المسلمين.
لكن النتيجة هي أن أصوات أولئك الأفراد, نظرا لتطرفها وأحيانا غرائبيتها, تنتشر انتشارا كاسحا, وتكاد توحي بأنها التي تمثل الصوت الأكثر سماعا في أوساط المسلمين. لهذا فإن الإعلام والأصوات المتطرفة في أوساط الجالية المسلمة يتقاسمان المسؤولية في إثارة الخوف من الإسلام وتشويه صورته العامة ووصمه بـ(ـالارهاب).
- ماذا قاله قادة اليمين عن (الإســــ)ـلام وماذا عن ارتباطه بـالإر( هاب):
فرفض فرانكلين غرام وصف الإسلام بأنه "دين مسالم"،
ووصف جيري فالويل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي"،
وقال بات روبرتسون إن الإرهابيين لا "يحرفون الإسلام!! إنهم يطبقون ما في الإسلام".
- الكم والكيف:
كتب إدوارد سعيد يوم 2 أغسطس/آب 2003 في جريدة ذي غارديان البريطانية يقول "قد أتمنى أن أقول إن الفهم العام للشرق الأوسط وللعرب وللإسلام في أميركا قد تحسن (بعد 11/9)، ولكنه في الحقيقة لم يتحسن"، وأضاف أن رفوف المكتبات الأميركية بعد 11 سبتمبر/أيلول امتلأت بكتب عن الإسلام ولكنها كتب سيئة "مليئة بعناوين رئيسية صارخة عن الإسلام والإرهاب والتهديد العربي والخطر الإسلامي".
لكسر القالب وجبر الكسور لابد أن نعي :
أن اللجوء إلى التطرف أو العنف هو ظاهرة نفسية اجتماعية يمكن أن نجدها في كل المجتمعات شرقية كانت أو غربية، وقد تكون مرتبطة بالدين أو مستقلة عنه، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال ربط الإسلام بالتطرف كما تتوهمه العقلية الغربية المتحاملة على الإسلام.
***
(نحن) ونبــــــض الشارعين الغربي والعربي
ماذا يقول الشارع الغربي و العربي تجاه قضيتنا؟
وهل رؤيتهم للواقع تفوق رؤية أصحاب القرار؟!
هل العربي المغترب يحمل بين حناياه شوق لأرض أكثر خصوبة ونماء..
وألم لواقع يعلوه الجفاف..!
ومن منهم يرغب في الاقتراب من الآخر؟! أم كلاهما يفكر في دربه فحسب؟!
تساؤلات عدة اختزلناها في لقاءات هنا وهناك..
فما الذي قيل؟!!!
أجرت (أبجد حياة) لقاءات عدة..
وقد منحنا (جيراد خريت) رئيس وحدة التحكم بالأمراض المعدية (هولندي)..هذه الإجابات:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ بالحروب والمجاعات!
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ عدم قبول الآخر.
- هل تعتقد أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟أعتقد ذلك.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
لا أفهم الفرق بين الإسلام والمسلمين لكن العنف موجود بالدين الإسلامي .
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وما هي مصادرك؟ التلفزيون و الكتاب.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ نعم هناك الكثير من الأخبار شبه اليومية عن قصص من المسلمين داخل المجتمع الهولندي وأحياناً تصل لحد القتل..
أما (جون هيبي) باحث الوراثة الجزئية (بريطاني) فكان هذا نصيبنا من إجاباته:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ العراق
- هل تعتقد أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟ إذا قلت لي ما هو الإسلام الصحيح أستطيع أن أجيبك.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ الإسلام دين يعتمد على القسوة ولذا فإن من أفكار الإسلام قتل غير المسلمين..والإسلام لا يقبل الغير.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ من أعقد القضايا الموجودة على وجه الأرض وأعتقد أن كلا الطرفين محقين ولهم أخطائهم.
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وما هي مصادرك؟لا أسعى لها ولكن لا أتحاشاها.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ نعم الإسلام والمسيحية واليهودية وجميع الأديان ظلمت المرأة فهل تستطيع أن تذكر لي امرأة تمثل دين!
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ الله.(سبحانه وتعالى)
وأما (لاي) فني شبكات.. ( الأمريكي) فقد قال حينما سألناه:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ الإسلام يمثل التاريخ وجزء كبير من العالم.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ أعتقد أنهم المسلمين لأنهم يشعرون بالظلم.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ يبدو أنه يقيد حريتها.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ ابن لادن.
وكان لـ(دوبرا) أخصائية الأحياء الدقيقة (هولندية) رأي آخر:
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ لا توجد أخطاء معينة إنما الأخطاء توجد مع الإنسان.
- هل تعتقدين أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟نعم أعتقد ذلك.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ صراع فيه ظلم من الجانبين
- هل تسعين الى الحوار مع المسلمين ومناقشة القضايا العالمية معهم؟ ليس بالتحديد ولكن إذا أتت الفرصة أحب أن أطلع على الثقافات الأخرى.
- هل تسعين للبحث عن معلومات حول الاسلام؟ وماهي مصادرك؟ أغلب مصادري البرامج الدينية عن الأقليات.
- هل تعتقدين أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ نعم تستطيع أن ترى شكل المرأة والحجاب والزواج.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ الله.(سبحانه وتعالى)
أما (دين مانس) الأمريكي فقد أجاب حينما سألناه:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟
أول ما يرد لذهني هو (الإرهاب).
ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟
أنهم متخلفين اقتصادياً وتعليمياً.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
أعتقد أنه الإسلام ، فالكتاب المقدس ذكر كثيراً من الآيات عن الجهاد.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟
أعتقد أن الفلسطينين غير جادين بشأن السلام.
- هل تؤمن بأن الصورة التي يظهر بها العرب والمسلمين في السينما الأمريكية هي الصورة الحقيقية؟
أنا لست من السذاجة بحيث يغسل دماغي إلا أنني أعتقد أن الأفلام لها أساس من الواقع.
وعن (جيمس) نيويورك – أمريكا فكانت هذه إجابته:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟
دين عظيم.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
أعتقد أن المسلمين يناقشون مآسيهم بالطريقة الخطأ.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟
أعتقد أن على الجميع أن يكونوا شديدي الاهتمام بهذا الموضوع، فهذا مهم للسلام في وقتنا الحالي.
كما أرى أن الأمريكيين غير قادرين على الإمساك بزمام الأمور وغير فعالين في إيجاد الحلول لهذه القضية.
هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وماهي مصادرك؟
أرغب بمعرفة المزيد،حتى الآن فمعظم مصادري التلفاز والصحف.
ولكني أخشى ألا أحصل على الصورة الكاملة من خلالهما.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟
هذا ما يبدو من الخارج،، ولكن على المرء أن يعرف المزيد حول ذلك ليعلق عليه.
-من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟
هذا سؤال صعب ، فلا أعرف أحداً!
وأما د/(ألكس فان بلكم) رئيس وحدة الأمراض المعدية والبكتيريا (هولندي):
- ما هي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ التخلف العلمي و الدكتاتورية.
- هل تعتقد أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟ هل يوجد إسلام آخر لا نعرفه.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ لا أفهم الفرق بين الاثنين.
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وما هي مصادرك؟ الإنترنت-الكتاب-الإعلام-الأصدقاء.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟أعتقد ذلك فإجبار المرأة على إخفاء الوجه فيه ظلم.
- هل تؤمن بأن الصورة التي يظهر بها العرب والمسلمين في السينما الأمريكية هي الصورة الحقيقية؟ لا.
وكان لـ(جم) مهندس (أمريكي) رأياً مختلفاً:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ دين قوي.
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ التعلق بالتاريخ
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ الإسلام لديه آراء قوية حول الجهاد.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ الصراع طال أمده بسبب الحمق وغياب القيادة الرشيدة عند الجانبين.
- هل تسعى الى الحوار مع المسلمين ومناقشة القضايا العالمية معهم؟ أحب أن أتعرف على الإسلام أكثر.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ كريم عبدالجبار (لاعب كرة سلة أمريكي مسلم).
كما أجاب على أسئلتنا (آرد هوردس) أخصائي التحكم بالأمراض المعدية (هولندي)
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ عدم التسامح والحكومات الديكتاتورية.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ في كل الأديان هناك من يفسر على أهوائه.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ إحدى الصراعات الذي يأخذ طابع الدين والمقصود به الأرض.
- هل تؤمن بأن الصورة التي يظهر بها العرب والمسلمين في السينما الأمريكية هي الصورة الحقيقية؟
لا أؤمن بالسينما الأمريكية إطلاقاً.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ محمد.
وأخيراً مع (ريموند هاموند) الأمريكي وإجابات مغايرة:
فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟
مكة.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
لا أعتقد أنه الإسلام ، فبعض المسلمين يستغلون الإسلام لتعزيز قضيتهم.
ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟
أعتقد بأنه من المهم للعالم أجمع أن يجلس كلا الطرفين لتوطيد العلاقات والأخذ والعطاء فيما بينهم.
- هل تسعى الى الحوار مع المسلمين ومناقشة القضايا العالمية معهم؟
أنا تواق للفرصة الملائمة لذلك.
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الاسلام؟ وماهي مصادرك؟
نعم، مؤكداً أتمنى معرفة المزيد.والقليل الذي أعلمه مصدره نقا شاتي مع أصدقائي المسلمين
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟
كلا على الإطلاق، فأعتقد أن المرأة المسلمة لديها العديد من المميزات..وتبدو أكثر سعادة واقتناع من المرأة الغربية في كثير من المجالات.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟
لويس فرخان.
وقد علق د/وليد عبدالله مغترب عربي مسلم واختصاصي وراثة جزئية بهولندا على هذه الإجابات قائلاً:
في البداية يجب التفريق بين الإجابات المستقاة من أوروبا والأخرى من أمريكا وإن كنا نميل في تعاملنا اليومي إلى تسميتهم بـ(الغرب).
فالنظرة الأوروبية تختلف عن النظرة الأمريكية لأسباب واضحة ولكن دعونا نعود إلى التاريخ لمحاولة فهم هذه الفروق.فعلاقات المسلمين واحتكاكهم مع الأوربيين بدأ مع بداية الإسلام وخاصة في الحروب مع الروم.
وكانت نقطة الالتقاء الثاني عبر الحملات الصليبية وما تلا ذلك من عمليات الاستشراق، ويضاف إلى البعد التاريخي القرب الجغرافي حيث لعب دوراً أساسياً في معرفة الأوربيين وتعرفهم على المسلمين والعرب.
أما على الجانب الآخر فإن الأمريكيين عرف عنهم العزلة والجهل بالآخر حتى أن جيرانهم المكسيكيين يشكون جهلهم بهم وبالطبع لا نستطيع التعميم بكل الأحوال وإلا بذلك كررنا خطأهم في رسم صورة المسلمين والعرب.
لذلك يجب ألا نستغرب إذا وجدنا فروقاً بين المجتمعين ويجب أن يكون التعامل معهما مختلف.
أما عن النقطة الثانية والجديرة بالاهتمام فهي ورود اسم (الله) كشخصية إسلامية وفي اعتقادي أن السبب يعود إلى تأثير الديانة المسيحية فإن عيسى في حياته الدنيوية كان إنساناً (إله) وقد يكون هذا ما أوجد لبساً لديهم وهنا تتضح أهمية المعرفة بالآخر لكيلا تختلط النوايا وتطلق التهم من الجانبين دون أن يعي كل منهم ماهو عليه الطرف الآخر.
أما عن اعتقادهم أن المسألة الفلسطينية مسألة تحل بتقسيم الأرض بين اليهود والمسلمين (العرب) فقد يكون هذا هو الحل الأمثل من وجهة نظر إنسان بعيد عن القضية وهذه أبسط الحلول لإرضاء الطرفين!
فلا نغفل أن الإنسان بطبعه يميل للصلح والإصلاح إذا كان طرفاً غير مشارك.
وإذا أردنا الحديث عن ورود أسماء أخرى كشخصية إسلامية فهو بلاشك تأثير مرحلي من أثر الإعلام الغربي القوي على الإنسان المعاصر وخاصة الأوروبي والأمريكي وكان هذا واضحاً في إجاباتهم عن مصدر معلوماتهم عن الإسلام.
وأخيراً هذه وجهة نظر أشخاص بعينهم دون أن تكون تمثل المجتمع كاملاً.
ولكن هذه محاولة لقراءة ومعرفة أسباب الاختلاف والبحث عن نقاط الالتقاء بين الطرفين.
كما علقت د/ حنان عطاالله الاختصاصية وأستاذة علم النفس في جامعة الملك سعود قائلة:
إن الأجوبة مؤسفة وإن كانت تعكس واقعنا المؤلم،وجميل جداً أن نرى رأي الآخر فينا لأننا كشعوب مازلنا نتغنى ونتفاخر بأننا أفضل الشعوب وحان الوقت لنعرف أين نحن من الأمم.
لقد فات علينا التقييم الذاتي ولابد من صحوة قد تأتي:
- إما من الذات.
- وإما من الآخر.
إن الصورة التي تتضح في الإجابات صورة غير صحيحة عن الدين الإسلامي.
كدين يدعو إلى (التسامح) وإلى (تقبل الآخر).
إننا نملك الكثير من المشاكل في التعامل مع الآخر المختلف عنا لاشك.
كما أننا أضحينا أمة تعيش على الغير لا تملك حتى أحقية صنع سلاحها الذي تحارب به صانعها!
إن المحاربة الحقيقية تأتي عن طريق الإبداع والتقدم العلمي لا العنف والقتل.
إننا مجتمعات تعاني من (بارانويا الاضطهاد) إن صح التعبير وطالما أننا نعاني من هذا المرض الاجتماعي النفسي الخطير فإننا سنشير للغرب بأصابع الاتهام وبالتالي سنظل مشلولي الإرادة وسنقول كما قال إدوارد سعيد (الحسناء النائمة).
لقد حان الوقت أن ندرك أن هناك أديان أخرى متعددة وأن (الإسلام) وإن كان هو الأفضل فليس هو الوحيد.
وذاك المعنى تجسده الآية القرآنية (لكم دينكم ولي دين)
وأذكر مثالاً من واقعي يجسد الضعف لدينا في قبول الآخر حيث لي صديقة أمريكية قضت في المملكة العربية السعودية قرابة الـ 10 سنوات ولكنها ذكرت لي وبحسرة:
أنها لم تتعرف على الشعب السعودي وقالت أعتقد أنكم شعب (غير صدوق)...!
وقامت bbc)) بإجراء استطلاع يتصدره السؤال التالي:
(ماذا ينبغي برأيك على المسلمين القيام به لتحسين صورتهم في أوروبا؟) وإليكم مقتطفات من هذه الإجابات:
*عثمان(السعودية): سؤال بسيط: هل هذه النظرة السلبية كانت قبل 11 سبتمبر أم بعدها؟ النظرة النمطية للإنسان العربي والمسلم موجودة منذ أبعد الأزمان وتغيرت صعوداً وارتفاعا في دروبه، ولنا أن نقرأ في أدبيات العصور الوسطى ليظهر لنا كيف كان يتم حشد الأوربيين للجهاد المقدس ضد الكفار. أعتقد نحن بحاجة أن نحسن صورتنا أمام أنفسنا لا أمام غيرنا.
*أحمد سيد أبوعطية(مصر): من موقع عملي في القطاع السياحي في مصر لاحظت فعلا النظرة السطحية التي ينظر إليها الأوروبيون إلى الإسلام! إنهم ينظرون إلى الإسلام على أنه من صنع العرب! بمعنى أن العرب هم من وضعوا قواعد الإسلام ويمشون عليها منذ أكثر من 1400 عام!! بل وسألني أحدهم: لماذا لا تغيرون قواعد الإسلام ليصبح أكثر تحضرا؟! فكانت إجابتي له: كيف تغير ما تعتقد أنه ليس من صنعك ولا من صنع البشر!
*أحمد نوفل(مصر): الأوروبيون لا يعلمون الكثير عن عالمنا والسبب في ذلك هو أننا لا نسعى إلى الاتصال بهم وإيضاح الصورة لهم. والعقلية الأوروبية سلسة ويمكنها الاستماع والفهم بشرط مخاطبتهم بالطريقة التي تناسب تكوين عقليتهم، لكن للأسف ونتيجة للقصور الثقافي في مجتمعاتنا فإن القادرين على التعامل مع الأوروبيين قلة نادرة وغالبا هم مقهورون في أوطانهم.
*أحمد صليحة (نيويورك): ليس من المهم أن نحسن صورتنا أمام الغرب، بل المهم أن نتحول إلى طرف فاعل منتج للحضارة والعلم والمعرفة مثل أشقائنا في الصين والهند الآن ،وحينئذ سوف نكسب احترام العالم بأكمله دون أن نضيع مليما واحدا على الدعاية الفارغة.
* ريني موفق(بغداد): أنا مسيحي من العراق وما يحدث الآن من تشويه صورة الإسلام حدث قبل ألف عام تقريبا عندما كانت الحروب الصليبية (التي كانت عارا على المسيحيين) تقتل وتفتك وتغزو البلدان باسم الله. هذا يحدث الآن ولكن من قبل متطرفين إسلاميين يشوهون الدين الإسلامي. فإذا كنت أوروبيا وأرى على التلفاز خمسة مسلحين يمسكون القرآن بيد ويمسكون السيف بيد أخرى ويقطعون رأس إنسان، ماذا تتوقعون مني أن أقول ؟
* توفيق عباس(مصر) إن تخلف المسلمين في جميع المجالات جعل الغربيين لا يحفلون بحضارتهم أو معتقداتهم أو علومهم وخاصة الدينية منها،كما أن قلة الهجرة العكسية من أوروبا إلى بلاد المسلمين واقتصرت على المختصين والمهتمين فقط بعلوم المسلمين.
*سعود الذويخ(الكويت):إن تلك النظرة للمسلمين، تنم عن السطحية التي يتمتع بها نظر الأوروبيين إلى الإسلام، ويعذرون في ذلك لأن المسلمين لم يقوموا بواجبهم نحو إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام.
*ليلى(دمشق): لغياب العرب إعلاميا بالإضافة إلى الصورة المشوهة التي يتلقاها الطفل الغربي في كتب التاريخ وأفلام الكرتون عن البربرية الإسلامية ووجود عدد من المسلمين في الغرب من الذين يكفرون بقيمهم و يتبارون في التبرؤ من تاريخهم كأسهل طريق للحصول على إقامة.
أما الإجابات على السؤال التالي فجاءت كما يلي:
هل ترى أن الدول الإسلامية تتحمل جزءا من المسؤولية عن توتر العلاقات مع الدول الغربية، أم أنك تحمل الغرب فقط مسؤولية هذا التوتر؟
*يحيى حسين(الكويت) هنالك عدة أسباب لهذه الفجوة:
أولاً:الجاليات الإسلامية المتمكنة هناك لم تنجح لا باحتواء الدوائر الحكومية الغربية كما فعل اللوبي الصهيوني ولا تحييدهم على الأقل ولا إيصال المفهوم الإسلامي الصحيح.
ثانيا: لا يوجد ارتباط أو أي تنسيق وثيق بين الحكومات العربية والجاليات الإسلامية بدول الغرب للتشاور بل بكل الأسف ربما يتم النظر إليهم كجهات معارضة .
*مالك أبومالك (لبنان):انه صراع بين من يريد أن يكتشف النجوم وبين من يريد أن يكتفي بعدّهاّ..
*حارث الأعظمي(بغداد) عشت أنا شخصيا خلال السبعينات والثمانينات في بريطانيا كممثل للجالية العربية والإسلامية في اتحاد الطلبة البريطاني حيث كانت العلاقة بين الطلبة المسلمين وبقية الجاليات الأوربية المتنوعة في ذلك الاتحاد على أروع ما يكون. أما اليوم فنرى الصورة مختلفة تماما. فالطالب العربي ينظر إليه بعين الريبة والحذر، والزائر العربي والمسلم يعامل بأسلوب غير لائق في المطارات الأوربية ومنذ لحظة الوصول!
*صلاح الفضلي(الكويت): اعتقد آن المشكلة تكمن في الإعلام من الطرفين، يغذيها بعض المثقفين. فالغرب يصورون العرب على أنهم قتلة إرهابيين والمثقفين العرب يصورون الغرب علة أنه ارض فساد و مجون.
*أبوعلي(بغداد) علينا مواجهة أنفسنا بصراحة والبحث عن عيوبنا. أن محاولة إلقاء اللوم الأكبر على الجانب الأخر ليس بصحيح.
*أحمد سعودي في (بريطانيا) اعتقد أن أسباب هذا التوتر هي عدم فهم ثقافة البعض للآخر وعدم احترام خصوصيات الشعوب. طبعا الإعلام قد يساعد في توسيع الخلاف وقد يجمع بين أطراف الصراع.
*محمد عادل(القاهرة): لمن يريد أن يعرف كيف يتم ردم الهوة بين العالم الاسلامي والغرب يمكنه أن يجد الإجابة الشافية لدى الصينيين. فرغم كونهم العملاق القادم ورغم قوتهم، فقد احتلوا العالم وغزوا كل بيت فيه بمنتجاتهم عالية الكفاءة زهيدة الثمن.
*نصيرة سعودي جزائرية تقطن فرنسا:"نشعر وكأن أصابع الاتهام تسدد لنا، فالمسلمون الذين يعيشون هنا في فرنسا يشعرون وكأنهم يُحمّلون بشكل ما مسؤولية مناخ عدم الأمن الذي يسود أنحاء كثيرة من الغرب الآن".
وتقول "إذا سمعت ما يقوله الفرنسيون في مارسيليا حينما يختلون إلى بعضهم البعض عن العرب فستجد عبارات عنصرية،ومن الصعب جدا العثور على وظيفة إذا كان اسمك عربيا.."
ومن نبض الشارع إلى رؤية الدراسات والأبحاث..
فقد أجرى باحثون أستراليون دراسة تعتمد على استطلاع شمل خمسة آلاف أسترالي وكانت النتيجة تفيد بأن (هناك مشاعر قوية مضادة للمسلمين في أستراليا).
وتصف الدراسة المسلمين بأنهم أحد أكثر الجماعات الدينية والعرقية (تهميشا)، مع وجود الكثير من الأستراليين ممن يؤمنون بأن المسلمين وجميع القادمين من الشرق الأوسط لا يصلحون للعيش في أستراليا!
وقال أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يرغبون بزواج قريب أو قريبة لهم بمسلم أو مسلمة.
ويلقي الدكتور(كيفين دان) من جامعة ساوث ويلز الذي سيعرض نتائج البحث في مؤتمر حول الهجرة يعقد في سيدني باللائمة على طريقة وسائل الإعلام في تقديم المسلمين وكراهية الغرب للإسلام.
وقال إن المسلمين يواجهون آراء جامدة تتهمهم بالموقف السلبي من المرأة والتمييز بين الجنسين.
كما أوضحت دراسة قام بها معهد العلاقات الدولية الألماني ان الصورة التي يحملها أغلب الأوروبيين عن المجتمعات الإسلامية سلبية الى حد كبير.
وطرح المعهد سؤالا وهو "ماذا تفكر عندما تسمع كلمة اسلام؟" على عينة تمثل أفراداً ينتمون إلى مختلف الشرائح الاجتماعية، وكانت إجابات نحو ثلاثة أرباع المشاركين أن الإسلام يعني النسبة لهم قمع المرأة والتطرف والإرهاب،ولم يقدم إلا نحو ربع المشاركين إجابات تعكس رؤية افضل للإسلام.
وأوضح باحثون أوروبيون وعرب في ندوة عقدت بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب لبحث هذا الموضوع ان هناك نظرة سطحية شائعة عن الإسلام في أوروبا لا تشتمل على جوانب حضارية وإنسانية كثيرة في الإسلام.
كما قالت وفود نساء مسلمات في مؤتمر عالمي حول المرأة والإسلام في مدينة قرطبة الإسبانية إنهن تعبن من تصويرهن طوال الوقت في صورة الضعيفات مسلوبات الحق.
وقلن إن قرار ارتداء الحجاب أو غطاء الرأس يصور دائما على أنه مركز اهتمامهن في حين أن لديهن في الواقع عدة موضوعات أخرى هي التي تشغل بالهن.
،،،،،،
مشاهدات وجهود لتصحيح الصورة وبناء الجسور
إننا هنا نطل عبر نافذة صغيرة على (بعض) الجهود التي ساهمت وما تزال تقدم للصورة الإسلامية والعربية في العالم بصمات تعلن عن وجود حقيقي متزن وفعال في فكر الآخر عنا..
* جهود فردية في ألمانيا لتصحيح صورة الإسلام..
يقول (أحمد زايد) أستاذ بقسم الدعوة الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف: :
هناك جهود للتصحيح، لكنها فردية، فقد رأيت مثلا مسلمين فى (ألمانيا) يسعون للوصول إلى كل الأماكن لتصحيح صورة الإسلام -حتى فى الكنيسة- وهناك يقومون بعرض الإسلام والتعريف بحقيقته، وهذا هو محور تركيز المسلمين الآن.. هناك أيضا يتاح للمسلمين الذهاب إلى المدارس غير الإسلامية لعرض الإسلام، ويحدث هذا فى أمريكا بشكل كبير، ومن التجارب أيضا ما رأيته فى المركز الإسلامى فى ألمانيا الذى يقوم بإصدار نشرات توزع على الأفراد فى الأماكن الحكومية لعرض الإسلام.
* رحـــــلة:
(رحلة) برنامج تلفزيوني قدمه الأستاذ (حمزة يوسف) الذي يعمل مستشارا للبيت الأبيض وللجامعة العربية للشؤون الإسلامية، وهو مؤسس معهد الزيتونة في كاليفورنيا، كما أنه أمريكي المولد واعتنق الإسلام.
و يصاحبه مجموعة من الشباب المسلم العربي..
يتضمن البرنامج جولات في أمريكاوكان خط سيرهم يمر نيوميكسيكو، فيلاديلفيا، بوسطن، نيويورك، واشنطن، شيكاغو، سان فرنسيسكو يلتقون فيها بالمسلم وغير المسلم مسيحياً كان أم يهودياً.
وكانت من أهم أهدافهم في البرنامج معرفة آراء الشعب الأمريكي عما يحدث في العراق، وعن رأيهم في الإسلام والمسلمين. وهنا تابعنا عن كثب رأي الآخر فينا ورأينا نماذج المسلمين الرائعة هناك..
كانت رحلة جسراً جديداً يمتد إلى هناك يحمل معه وإلينا (جهداً) يتسحق التقدير.
* مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير):
يعتبر اكبر منظمات الحقوق المسلمة الأمريكية ولـ(كير) 29 مكتبا وفرعا اقليميا وتهدف الى زيادة فهم المجتمع الأمريكي للإسلام وتشجيع الحوار وحماية الحريات المدنية وتقويه المسلمين الأمريكيين وبناء التحالفات المعنيه بنشر العدالة.
قامت المؤسسة بنشر معلومات تعزز قوى المسلمين الأمريكيين وتزيد من وعيهم السياسي والحقوقي والإعلامي، كما استخدمت كير قوة قواعدها الجماهيرية لمواجهة الأفكار التي تثير الخوف من الإسلام والمسلمين.
ولا نغفل أن جهودها تتركز في منطقة مهمة في خريطة العالم.
سنورد (قطرات) من بحرهم هنا ..
قامت (كير)بحملة علاقات عامة وجماهيرية واسعة لتوعية الرأي العام الأمريكي بأخطاء وأضرار فيلم (الحصار) الذي أنتجته شركة أفلام (20th Century Fox) والذي يصور المسلمين والعرب كخطر حقيقي على المجتمع الأمريكي، فالفيلم الذي تم تصويره في " بروكلين" بمدينة " نيويورك" يحكي عن مؤامرة تفجيرية ينوي المسلمون القيام بها مما كان سببا لقيام الجيش الأمريكي بإعلان حالة طوارئ عسكرية وتنظيم معسكرات اعتقال جماعية ضد المسلمين والعرب الأمريكيين!
وبدلا من تنظيم حملات الاحتجاج التقى مسئولو كير بمنتجي الفيلم لمناقشة مخاوف كير من النتيجة السلبية المحتملة التي قد يتركها الفيلم على مسلمي أمريكا وعلى الرأي العام الأمريكي ورؤيته للإسلام وللمسلمين، واستجابة لتحليلات كير حول الفيلم وافقت شركة (20th Century Fox) على إدخال بعض التعديلات الطفيفة على مشاهد معينة، ولكنها رفضت إعادة النظر في الحبكة الدرامية للفيلم، فقد ادعت الشركة أن الفيلم يناهض فكرة الخوف من الإسلام ويعارض مبدأ انتهاك الحكومة للحقوق الدستورية، لذا رفض مسئولو كير هذه المبررات. وطالبوا المسلمين الأمريكيين بتنظيم مظاهرات سليمة أمام دور العرض السينمائي التي عرضت الفيلم لتوزيع معلومات عن الإسلام ولتوزيع تحليلات للفيلم وأضراره، ونال هذا التحرك الإيجابي إعجاب المراقبين، كما سجلت العديد من وكالات الأخبار أن مبيعات الفيلم خسرت 20 مليون دولارا أمريكيا.
كما أننا لا نستطيع إغفال ما انتشر من مشاعر عداء ضد المسلمين على شبكة الإنترنت عام 1998، وبالتعاون مع شركة AOL ساعدت كير في إيقاف موقع إنترنت حاول تقليد القرآن، وقالت شركة AOL إن الموقع يخرق قواعد الخدمة التي توفرها لكونه صمم بشكل واضح للإيذاء والتشهير.
وفي حادثة هامة أعلنت كلا من كير وشركة Nike للمنتجات الرياضية قرارا بشأن قضية حازت على اهتمام شعبي وإعلامي واسع، إذ صممت الشركة خطئا شعارا على أحد أحذيتها الرياضية يشبه لفظ الجلالة " الله" باللغة العربية
وبعد مفاوضات استطاعت كير وشركة " نايكي" حل الخلاف بينهما بوضع شروط ثنائية وافق عليها الطرفان، وتضمن الاتفاق أن تقوم شركة " نايكي" بالاعتذار على التصميم المسيء وبسحبه من الأسواق العالمية، وكذلك قيام نايكي بإدخال التعديلات الإدارية المناسبة التي تضمن عدم وقوع إدارة التصميم بها في مشاكل مشابهة في المستقبل.
وقد أصبحت قضية Nike من القضايا الشهيرة في وسائل الإعلام الأمريكية حتى أنها باتت تدرس في كلية التجارة والأعمال بجامعة "جورج واشنطن"، كما ظهرت في العديد من الكتب الدراسية الأمريكية الخاصة بعلم التسويق.
إن هذه الأمثلة لم تكن إلا نماذج للعديد من النقاط المضيئة في طريقهم والمحاولات (العملية) لتصحيح صورة العرب والمسلمين في أمريكا..فهل نتابعهم؟ ندعمهم؟ نمد لهم يد العون في الغربة؟!
Http://www.cair-net.org
* اهتمام الغرب بالسينما الإيرانية مؤشر مدخل للتصحيح!
تقول (ذيبا مير حسيني) التي حصل فيلمها الأول والوحيد، الطلاق على الطريقة الإيرانية، على عدد من الجوائز، أخذت مكانها بين نحو ثلاثمئة جائزة حصدتها إيران في السنوات العشر الأخيرة في حديث لها مع بي بي سي أونلاين.
( إن السبب يكمن في أن السينما الإيرانية تقدم صورة مناقضة ومخالفة للصورة التي يحملها الغرب في مخيلته للجمهورية الإسلامية وللإسلام بصورة عامة. فالأفلام الإيرانية تعكس مجتمعا إنسانيا لأبعد الحدود مليئا بالفلسفة والعمق والتناغم الشعري، كما أن بها بعض القيم التي يقدرها الغرب.)
سبب آخر كما تقول ذيبا هو أن السينما الإيرانية تقدم أفلاما مختلفة عن نوعية الأفلام التي تنتجها هوليود، أفلاما غنية بالمشاعر الإنسانية وتعطي لمحة عن مجتمع مختلف مغلق أمام الغرب منذ عشرين عاما..
وهنا إن كان المجتمع الإيراني منغلقاً منذ عشرين عاماً فماذا عن مجتعاتنا الإسلامية ككل التي أغلقت في (إيطار)
يحتاج قوة إعلامية لكسره!
ومن أين تأتي قوة العمل إلا من قوة (الأفراد) بعد خالقهم...
وحينما تصطف النقاط تصبح خطاً...وإن شئنا فقد يكون مستقيماً أيضاً.
ومن الجانب الآخر كيتي زيجلمانز، وهي أستاذة بجامعة ليدن الهولندية ومن المهتمين بالسينـما الإيـرانية. تقول: السينما الإيرانية بها غموض غريب وإثارة، كما أنني كمشاهدة غربية لا أستطيع الإمساك بالمعنى الذي يريد المخرج التعبير عنه، صحيح أنني أدركه من الناحية المعنوية لكن لا يمكنني وضع يدي عليه أو لمسه ..
،،،،،
معاً لــــحلول (عمليــــــــة)
إن تصحيح صورة الإسلام في العالم وتخليصها من كل ما يشوبها.
هو من المهام المستعجلة المطروحة بل (الملزم) بها المسلمون؛ لأنه لا يمكن لهذه الفجوة بين المجتمع المسلم العربي والآخر أن تستمر في التعمق لدرجة يصعب معها التحكم في الأوضاع العامة والاستقرار الاجتماعي والتعايش بين المسلمين وغيرهم في العالم، كما أن الدين الإسلامي (طهر) يتحتم علينا تبيان حقيقته رغم أنف أخطاء أبنائه..
إن الاستبصار بحقيقة المشكلة وأسبابها..
سواء كانت الأسباب من أحد الطرفين أو كلاهما هو البداية (الصحية) للعلاج الأمثل.
ويذكر المستعرب الياباني (نوبوآكي نوتوهارا) في كتابه (العرب وجهة نظر يابانية) أثناء رحلاته للعالم العربي أنه كانت ترافقه أسئلة بسيطة وصعبة على حد قوله هي:
" لماذا لايستفيد العرب من تجاربهم؟....نحن نعرف أن تصحيح الأخطاء يحتاج إلى وقت قصير أو طويل. فلكل شئ وقت ولكن السؤال هو:كم يحتاج العرب من الوقت لكي يستفيدوا من تجاربهم ويصححوا أخطائهم، ويضعوا أنفسهم على الطريق السليم؟ "
هل بإمكاننا فقط أن نثير تساؤله في نفوسنا ومن ثم نشرع بخطى متفائلة نحو (بعض) الحلول:
*تجديد الخطاب الإعلامي الإسلامي والعربي:
اللغة إن لم تكن حاجز فهي ثغرة وإن لم تكن ثغرة فهي مطلب..
أياً كانت ماهيتها فهي (ضرورة)..
وهناك ضرورة للاعتراف بقصور(شديد) في الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي الموجه نحو الآخر.
إن العالم الفضائي العربي مغمض العينين ليس بالضرورة أن يغمضها أحدهم فقد تكون هي لا تريد أن (ترى)!
وهنا علينا أن ندعم الوعي بضرورة (الإبصار) و(الاستبصار) بحقيقة برامجنا، حواراتنا وحتى مسلسلاتنا..
هل الترجمة المكتوبة لمادتنا الإعلامية وعرضها في القنوات العالمية (معضلة)..
وهل تنفيذ برامج بلغتهم وبمضموننا مهمة مستحيلة!
وهل أجبرنا على استخدام (مصطلحات) فرضت علينا.
وهل مازلنا نفكر هل (الساندوتش) شاطر ومشطور وبينهما طازج كما أراده مجمع اللغة العربية!
*الحــــــوار:
إن الحوار وبناء جسور الثقة والتفاهم يمنح (الفهم) الذي نسعى له لتكتمل الصورة الناقصة في ذهن كل منهما. كما أنه يعزز التوجهات الإيجابية بين الطرفين.
في حين تكون القطيعة ومحاربة التوجهات الدينية، والخوف من الإسلام، والقناعة المعممة بأن الغربي فاسد ومتآمر غير مبررة وليست مقبولة ثقافياً ودينياً!
إن فتح حوار حضاري وثقافي وديني حقيقي بين الديانات والحضارات بين الإسلام والغرب، دون أي استعلاء، ومع الاعتراف المتبادل بالمساهمات المشرقة التي قدمها كل منهما في إطار بناء الحضارة الإنسانية؛ والاقتناع المتبادل بأن المشروع الحضاري المعاصر يحتاج للمساهمات الغربية، كما يحتاج أيضاً للمساهمات الرائدة للإسلام حضارياً وثقافياً وأخلاقياً.
ولا يمكن لهذا الحوار الحضاري أن يحقق أهدافه وطموحاته المتوقعة ما لم تراجع وسائل الإعلام والاتصال الغربية سياسة فرض إقتران وهمي بين الإسلام والإرهاب، كلما تعلق الأمر بحادث أو أزمة طارئة.
وحتى يفتح المسلمون ذهنهم للآخر دون الانسلاخ عن مبادئهم،كما أن عليهم أن يكونوا المصدر الفاعل لا المدافع فحسب.
*لماذا ننتظر من (يدافع) .. فيم نملك سلاحاً آخر لإظهار الحقائق؟!
إن تشكيل العرب والمسلمين في (العالم) - هيئات وأفراد - قوى ضاغطة ترفع صوتها مدافعة عن صورتها وهويتها بدلا من انتظار آن يبادر الآخر بالدفاع عنها أو بمهاجمتها ضرورة حتمية..
وضرورة عدم الانتظار لا تعني ألا نمد أيدينا مصافحة للآخر الذي يسعى للتصحيح والمبادرة لإظهار الحقيقة..
فهناك منهم من يدعم قضايانا ويشارك في محو التشويه الذي يعكر صفو ملامحنا الإسلامية.
*(الكتابـ)ـات:
دعا (د/ عبد القادر طاش رئيس تحرير صحيفة البلاد السعودية سابقاً) إلى "ضرورة صناعة صورة بديلة جديدة ربما كان الغرب بعد أحداث سبتمبر أيلول يبحث عنها. وهو ما يشهد عليه الإقبال الكبير على (الكتابات) التي تتحدث عن الإسلام في المرحلة الراهنة."
كتاب أم كتابات أياً كانت..
في صحفنا و صحفهم..لنسمعهم صوتاً مسلماً و عربي..
مضمونها،إقناعه،قوته وأولاً وأخيراً (صدقه) هو المفتاح الذي سيفك الكثير من الطلاسم التي تجهل حقيقة الإسلام والمسلمين.
* نملك (قيماً) يفتقدها كثر فلنبدع فيما لدينا:
إننا نملك مجتمعاً يحوي قيماً شتى وأبعاداً مختلفة وثقافة إسلامية نراها في دقائق الأمور إن أردنا تصفية العدسة التي ننظر بها لمجتمعنا.
وعليه فإن التدقيق فيما حولنا يعطينا شارات ومداخل لمنح الآخر الأفضل بل لمنح أنفسنا فرصة تنفس الهواء النقي في مجتعاتنا الإسلامية والعربية.
كما أن كل ذا (تخصص) يملك الكثير والكثير في مجال تخصصه..
خيرات الأرض،خيرات الفكر،خيرات اليد الإنسانية معولاً أو قلماً جميعها عناصر نملكها فمتى التنفيذ؟
*الخلافات المذهبية ماذا تفعل هناك؟!
مشكلة الخلافات بين المسلمين خارج العالم الإسلامي تأتى نتيجة نقلهم أخطائهم الاجتماعية والفكرية من بلادهم إلى البلدان الجديدة التي نزحوا إليها، وذلك فضلا عن الخلافات المذهبية فى فهم الدين الإسلامى ومقاصده والتركيز على الخلافات الفقهية في الفروع!
إن (طريقة) الجدل المذهبي لدينا قضية بحد ذاتها..وما ويزيد الأمر صعوبة أن حرية التعبير التي تُمنح لهم هناك تُستغل لتمتد الخلافات..وتكن حينها أخطاء (المسلمين) طاغية على حقيقة (الإسلام)..
وبذلك نشارك في ظلم ديننا وأنفسنا ونظرة الآخر لنا الذي لا يملك إلا ما يرى وما يروى.
.إذا تجاوزنا عن إشكالية المصدر وأخطاء النقل المشوه.
]علينا أن نراعي أننا (نمثل) الإسلام وليس مذهب فحسب[.
* هل يتعلم المسلمون مما يجري شيئاً؟
تعلم المسلمون دروساً بعد الحادثة المفجعة في (أوكلاهوما)، وعرفوا أن سبب اضطهادهم هو شبهة تعميم تورط المسلمين في حوادث الإرهاب، وتنفسوا الصعداء حينما انكشفت هوية الفاعل، وبذلك تزعزعت الفرضيات الخاطئة والشائعة عند عامة الغربيين، عن تحميل المسلمين مسؤولية العنف في العالم.
وفي نفس الوقت كشفت حادثة أوكلاهوما، المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها المسلمون بسبب هذه الشبهة. ولو لم يتم إلقاء القبض على الجاني بفترة زمنية قصيرة، لدفع المسلمون ثمنا فادحا لهذه الشبهة وبمرات مضاعفة، كما يدفعونها الآن بعد أحداث نيويورك وواشنطن.
إن ما جرى وما يجري مؤشر بل جرس (نداء) لا (إنذار) لضرورة العمل في إيجاد مخرج من الدائرة التي تحيط بالمسلمين.
إن (الجهد) لا يضيع..ولكن هل بدأنا ببذل الجهود حقاً..؟
إن كانت الإجابة بلا..فإلى متى..
وإن كانت الإجابة بنعم...فلنبحث عمن يعمل ولندعم (معنوياً، مادياً) بدل من أن نتسابق في التصويت على الفضائيات العربية!
* هل نحن ترجمة للآخر:
الإعلام ليس عبارة عن مجموعة واحدة متجانسة، فتغطية الإعلام البريطاني لحدث ما أو موضوع إسلامي، يختلف عن تغطية الإذاعات الفرنسية وكليهما يختلفان عن الأعلام الإيطالي أو النرويجي أو الأمريكي لنفس الحدث، كل حسب توجهاته وسياسة كل دولة.
فلماذا إعلامنا ترجمة للآخر وليس ترجمة لنا ليفهمنا الآخر.!
*الفهم لواقعنا (واجب شرعي):
(الصورة لن تتحسن طالما لازالت هناك رؤى خاطئة للنفس وبالتالي للمجتمع خاصة مع المسافة المتناقضة بين (الرؤية الذاتية) والتي تعتمد على القراءة الخاطئة للذات وبين (الرؤية المجتمعية) التي تعتمد على الرؤية النقدوية للمجتمع بمعنى أن الفرد الذي لا ينتقد ذاته أو سلوكه هو ذاته الذي قد يجتهد في نقد مجتمعه بتناقض ملحوظ،إن الوقوف على هذا التناقض بقراءة واعية كفيل بالمساهمة في تحسين الصورة) هذا ما ذكرته الأستاذة غادة الخضير الكاتبة والمحاضرة في قسم علم النفس بجامعة الملك سعود لـ(ـأبجد حياة) حول مدى إمكانية العقل العربي الإسلامي في فهم واقعه المعاصر.
وهنا نحن نبحث تلك الرؤية لدى الآخر علها (محفزاً) لإدراك الحقائق.
*الجاليات المسلمة سفراؤنا في العالم:
إن واجب الدفاع عن الإسلام وتحسين صورته في الغرب، يفرض على الجاليات المسلمة في أوربا العمل على:
- ترشيد الصحوة الإسلامية وتوجيه شبابها المؤمن نحو منهج الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمرتكزة على مبدأ الاعتدال والحوار والوئام دون مغالاة أو تشدد أو تعصب.
وذلك تحقيقاً لقوله تعـالى:
{ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}.
- العمل لإيجاد مناخ اجتماعي تَسَاكُنِيّ خال من كل ما يمكنه أن يضرّ بالعلاقات الطيبة بين الجاليات المسلمة وغيرها، مناخ يعمّه الاستقرار والطمأنينة والتعاون. غير أن على الجالية المسلمة المدعوة لمراعاة قوانين البلاد التي تعمل فيها، وتستفيد في إطار أنظمتها التشريعية والقانونية وعوائدها وظروفها، أن تعمل على تحصين هويتها الإسلامية وعقيدتها الدينية ومقوماتها المتميزة وحقوقها الاجتماعية المشروعة.
- العمل أيضاً لتكثيف الجهود وتنسيقها بين كل العناصر المسلمة وقادة الرأي في العالم، وذلك في إطار العمل الإسلامي المشترك، ومحاولة التخلي عن أسباب الخلافات والصراعات التي لا تفيد الإسلام والمسلمين، وذلك عملاً بقول الله عز وجل { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }.
- التواصل (المستمر) مع المؤسسات الإسلامية والعربية داخل المجتمع الغربي لاستقاء الجديد و(الأصح) عن عالمهم ولدعم الجهود المبذولة والمشاركة في تغيير الصورة.
*استطلاعات (الرأي) العامة أولى الخطى نحو التصحيح:
وذكر لـ(أبجد حياة) د/ وليد عبدالله اختصاصي وراثة جزئية:
(أن فهم الفرد العربي المسلم لصورته لدى الآخر لن يكون إلا بإجراء استطلاعات رأي عامة وشاملة من مصادر مختلفة لبدء مسيرة التغيير بنظرة الآخر عن الإسلام والمسلمين.)
وهنا يتضح مطلب علمي منظم وتغيير (حقيقي) حتى في أسلوب العلاج الذي يستخدمه المجتمع الإسلامي العربي لتصحيح صورته.
*الطفل .. لبنة الجيل الجديد:
نفتقد الرسوم المتحركة ذات الطابع الأخلاقي الناضج.
والتي ترسم للطفل العربي المسلم النموذج الذي يتطلع و(يعمل) لأجله..
الطاقات الشابة التي يتمتع بها العالم الإسلامي والعربي لابد تحمل بين حناياها..
حلماً يستحق التنفيذ..
*الرسائل الموجهة للصحف وماذا يقول (القصيبي):
ذكر د/غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة ):
(أن هناك مكتب متخصص في إعداد ]رسائل موجهة للصحف[ في لوس أنجلوس وفي كل مدينة أمريكية.
وبوسع كل متعاطف مع إسرائيل يرى مقالاً لا يعجبه عن اسرائيل أن يرسل المقال إلى المكتب،وفي خلال 48 ساعة يصله رد جاهز بالأرقام والتواريخ وماعليه إلا توقيعه وإرساله إلى الصحيفة المعنية.
هذا مايفسر لنا أنه يستحيل أن ينشر أي مقال ضد اسرائيل في أي صحيفة أمريكية دون أن تصل هذه الصحيفة عدة ردود (عقلانية) تعترض على المقال.
كثير من العرب يكتبون رسائل إلى الصحف ولكنهم يكتبونها بطريقة انفعالية تحول بينها وبين النشر، أو تسئ إلى القضية أكثر مما تخدمها إذا نشرت.
كتابة الرسائل إلى الصحف فن قائم بذاته،لاعلاقة له بالبلاغة، ولا بعدالة القضية).
هل نحتاج هكذا مكتب؟! أم هل نملك إنشاء مكتب مماثل؟!
وهل إنشاءه ضرب من المستحيل!
(الإعلام)..
القوة العظمى في هذا العصر..
هي العصا (الغير سحرية) التي تصل النقطة العليا بالسفلى من الكرة الأرضية..
وهي التي تدير دفة الحوار دون طاولة مستديرة..
هي حرب و سلم .. حقيقة وخدعة ..
هي فرصة العض عليها (واجب) لأنها لغة الزمن الذي نعيشه..
الصورة بلا ألوان بلا خلفية لابد ناقصة.
أضحى قتل المعلمين والكتّاب والصحفيين والفنانين أفعالاً إسلامية تكتسب شرعيتها من هذا الدين وتعبر عن الكراهية للقيم الغربية!..
هذا بالضبط ما يتصوره بعض محرروا الصحف العالمية..
وحينما يصف الصحفي الكتابة،الإبداع،التعليم أوالفن في المجتمعات الإسلامية فهو يصورها قيماً غربية
تنتمي للنظام الغربي الذي يحاربه الإسلاميون..ولا يمكن اعتبارها جزءً من الثقافة المحلية أو نظام القيم المحلي..
كما يمكن ملاحظة أن الإسلام من خلال تغطية أخباره في الإعلام العالمي قد تمَّ تحويله إلى (نظام من الرموز) Signs تتكرر بشكل مستمر من أشخاص ذوي لحى طويلة وكثـَّة ونساء محجبات وأيدٍ مرفوعة غالبًا تمسك بشعارات الجهاد أو الشهادة أو الموت للشيطان وجماهير متعصبة جامحة.
مؤامرة العربي على نفسه.
(إن انشغال الإعلام العربي بقضايا "المؤامرة الغربية" وتركيزهم عليها في حين أن المؤامرة الحقيقية إن وجدت فهي مؤامرة العربي على نفسه بعدم دفاعه عن ذلك التشويه الذي يتعرض له ويخطط لتحسين صورته في الإعلام الغربي).
كما أضافت:
(إن الإعلام الغربي من وجهة نظري إعلام مفصول عن شعبه أي ليس بالضرورة أن ما ينقل يعبر عن الشارع الغربي والذي هو بدوره جاهل بالآخر العربي إلا في ضوء الوجبة الإعلامية التي تقدم له ؛ خاصة وانه قد نصل في تفكيرنا إلى أن الهجمة ضد العرب هي هجمة اتحادية بين وسائل الإعلام الغربي والشارع الغربي وهذا في رائي غير صحيح إذ أن العقل الغربي يستجيب للخدعة الإعلامية شأنه شأن غيره من العقول مما يجعله يستقبل الصورة المرئية أو المسموعة أو المقروءة عن العرب وفقا للطريقة التي تقدم بها أي أن الغرب مخدوع بأعلامه اكثر من انخداع العرب بتلك الصورة المتكاملة عن الشارع الغربي ووسائل إعلامه).
- نحن في عناوينهم:
الصحافة العالمية وإن أخذنا الصحافة البريطانية على وجه التمثيل لا التخصيص..
ساهمت في بناء صلة وثيقة بين كل ماهو (إسلامي) وبين (أفكار)و(أفعال) العنف والإرهاب واحتقار حياة الإنسان وحقوقه ولاسيما المرأة والأقليات..
ونظرة سريعة لعناوين بعض الصحف البريطانية كفيلة يتوضيح مدى ترسيخ هذه الصلة في ذهن القارئ..
"المسلمون البريطانيون يرسلون إلى معسكرات تدريب إسلامية".
"إيطاليا تشدد من إجراءات الأمن بعد تحذير بعمل إرهابي إسلامي".
"كلينتون يرأس قمة ضد الإرهاب الإسلامي".
"فرنسا تخشى من عملية إرهابية إسلامية طويلة".
"متعصبون إسلاميون يقتلون بريطانيًّا في إطار حملة إرهابية".
"المسلمون المتطرفون يتحدون الرؤية الأوروبية العلمانية للدولة".
جدلية الموضوعية والتحيز و (تأطير الإسلام):
هل الإعلام الغربي موضوعي في تصويره للإسلام!
إن الصحافة في الغرب غالبًا متهمة بتقديم صور ذهنية متحيزة عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية..
وغالباً من يرفع أيادي التظلم ويقف مستنكراً هو المسلم ذاته..
ولكن البعض يرفعها (تمتة) بينه وبين ذاته ولا يشرع في العمل لتصويب الصورة!
إن الصورة والحرف التي تعتمد عليها الصحافة الغربية بإمكانها تقريب العدسة تصغيرها،تعظيمها،وحتى التحكم بألوانها..
لذلك فالموضوعية دائمًا نسبية وترتبط بنظام مفاهيمي معين وقيم ثقافية، غير أنه مثلما تثير فكرة التحيز جدلاً شديدًا، فإن فكرة الموضوعية أيضًا لا تخلو من بعض المشكلات، حيث لا يستطيع أحد من العاملين بأجهزة الإعلام الغربية ادعاء الموضعية فيما يكتب عن الإسلام؛ لأن الموضوعية- كما أوضح كثير من الدارسين- تنتفي حينما يكون هناك صراع أو خلاف بين النظم والمفاهيم والقيم الثقافية السائدة في مجتمعين مختلفين. الموضوعية إذن وفق ذلك المنظور تصبح "فعلا سياسيا" لممارسة السلطة على الآخرين.
وإذا كانت الموضوعية برأيهم مثار خلاف فماذا عن التأطير!
إن الإطار الذي يحمل الإسلام والمسلمين بداخله يكاد يكون جامداً بل هو كذلك..
لا يحمل مرونة لتوضيح أن ذاك جانب وحتى هذا الجانب يملك مسببات وتبعات لا يظهرها الإطار.!
*يفهموننا من خلالهم..
إن بدايات الظهور الإسلامي في الإعلام الغربي كان مركبًا أساسيًّا في البناء المفاهيمي للصورة النمطية للإسلام في أجهزة الإعلام البريطانية، حيث تم تصوير المسلمين وكأنهم يمثلون كل ما هو معاكس للغرب، وبالفعل فإن بعض الكتابات الغربية – وحتى الإسلامية في بعض الأحيان - أدت إلى التركيز المطلق على أبنية مفاهيمية وقيم ثقافية لكل من الجانبين حينما تبنت النسق الغربي على أنه الإطار المفاهيمي الوحيد الذي يمكن من خلاله فهم الوجود الإسلامي والإخبار عنه.
إذاً أضحى الإعلام الغربي هو المصدر الإعلامي لفهم الإسلام..
وهذا ما أوضحه (نوبوأكي نوتوهارا) في كتابه (العرب وجهة نظر يابانية) حيث قال:
(نحن فهمنا بالتدريج،الآن أصبحت الأمور واضحة،في البداية كررنا ماقاله الاستشراق الغربي لم يكن عندنا مصدر آخر للمعلومات.أحسسنا أنهم لا يقولون الحقيقة أحياناً.والقضية الفلسطينية مثال ممتاز على ذلك،لقد فهمنا متأخرين هذا صحيح ولكننا فهمنا.
حتى الصحافة عندنا كانت تقدم القضية الفلسطينية لليابانيين نقلاً عن الإعلام الأمريكي والأوروبي أما الآن تغيرت الصورة الصحفيون أنفسهم فهموا أن ذلك الإعلام لايقول الحقيقة .. .. لقد فهمنا أن علينا أن نستقبل الكتابات الغربية بحذر وتدقيق وحيطة.يوجد صحفي ياباني معروف درس في إسرائيل وعاد مؤيداً للقضية الفلسطينية لأنه رأى بنفسه التناقض بين ما تقوله وسائل الإعلام الإسرائيلي وبين الواقع.انتهى)
و الإعلام الغربي بذلك قدم الأرضية التي تم فوقها بناء صورة للإسلام أصبحت في حكم التقديس
أو موثوقاً بصحتها على حد قول (إدوارد سعيد).
ولا بد من الاعتراف بحقيقة أن الغرب قد احتل بالفعل مكانة سائدة في (الخطاب الإسلامي) غير أن بعض التقارير الصحافية الغربية - بل وبعض الكتابات الإسلامية - قدمت تصويرًا للوجود الإسلامي فقط من خلال علاقته بالغرب والهيمنة الغربية وكأنه مضاد للقيم الثقافية الغربية!
وقد أسقط تمامًا من حسابات هؤلاء الكُتَّاب أن فهم ودراسة المجتمعات الإسلامية لا بد وأن يتم في إطار منظومة من العلاقات وليس عنصر واحد مهما كانت قوته!
* الغرب واللا غرب..(ثنائية الإسلام والغرب):
إن الخطاب الإعلامي حول الإسلاميين كان يجنح لاستخدام ثنائيات الإسلام والغرب.
ويصور هاتين الفئتين على أنهما نقيضين!وكأن العالم تم تقسيمه إلى غرب و(لا) غرب.
وفي حال أن الـ(ـلا) مضافة لعالمنا الإسلامي فلابد أن (الأصل) مجرد من اللا.!
وبالتالي نجد أن هناك تناقضًا بين الحداثة التي يمثل الغرب خلاصتها بالحضارة والديمقراطية والعقلانية والحرية، وبين اللاحداثة التي تمثل البربرية واللاعقلانية والعبودية.
*الآراء تعبر عن كاتبها أم ماذا؟!
رأي الكاتب واتجاه القلم حق شرعي أياً كانت الديانة.
وفي المقابل فإن هذا الحق يحفظ للكاتب رأيه كما يحفظ للقضية حق المناعة ضد التحيز والمغالاة.
وهنا نأتي لـ اللب الذي لم نمنح فيه حتى حق القشور!
فالتقارير الصحافية التي تتناول الإسلام والمسلمين لا تقدم على أنها تقارير تحوي وجهات نظر سياسية تمثل كاتب المقال أو أنها قد تحوي - أحيانًا في طياتها - آراء متحيزة، إلا أنها تقدم وكأنها الحقيقة بذاتها لا تشوبها شائبة أو جهل بحقيقتها أو حتى عدم إلمام بحيثيات المجتمع الإسلامي.
وهنا ليس الدفاع منبرنا بل مطالبة فقط بمنبر منصف أياً كانت أخطاء الخطباء.
أياً كان الكاتب فرد أم جهة فرأيه نظرة لا قاعدة معممة..
وهنا يشير دوغلاس ليتل في كتاب "الاستشراق الأميركي.. أميركا والشرق الأوسط منذ 1945" عن دور الإعلام الأميركي في دعم رؤية أميركا الاستشراقية تجاه الإسلام والمسلمين.فيقول: أن من أبرز وجوه هذا الدعم حرص وسائل الإعلام الأميركي –كمجلة ناشيونال جيوغرافيك الأميركية العريقة- على تصوير مظاهر التقدم والازدهار في إسرائيل وما تتمتع به من طرق سريعة واسعة ومنشآت حديثة تشبه نظيرتها الأميركية، وفتيات صغيرات يزرعن الزهور في حدائق منازلهن، في الوقت الذي تم فيه التأكيد في صور العرب على سباقات الخيول وحياة الصحراء والطرق الفقيرة والمباني المتهدمة والعجائز الفقراء المستضعفين أو المسلحين المتهورين.
كما يقول يوسف معمري من المجلس الإسلامي لمارسيليا (بفرنسا):
أن التلفزيون والصحف الفرنسية غالبا ما تنقل رؤية من جانب واحد ولا تعطي للسياسيين وزعماء الدين المسلمين مساحة كافية للإعراب عن رأيهم.
*الفصل بين الخبر والنطاق الاجتماعي!
أصبح أحد معالم التغطية الإخبارية العالمية هو الجنوح لتحقيق الفصل بين الحقائق الإخبارية والنطاق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي وقعت فيه، والذي أدى لظهورها بالأساس والذي لا يمكن فهم تلك الظواهر فهما صحيحًا إلا من خلاله.
حيث يحتوي التقرير الإخباري على أخبار غير متوازنة: فبينما يشير إلى حوادث عنف لا يتحدث عن الأسباب التي أدت لوقوع تلك الحوادث. وهذا الإجراء من شأنه أن يقدم خطابًا إعلاميًّا خارج سياقه التاريخي حينما ينظر إلى تلك الهجمات وهذا العنف على أنه جزء من الموروث الإسلامي لا يحتاج إلى تفسير أو أن يوضع في نسقه التاريخي والسياسي الذي أدى لظهوره، وبالتالي يصبح كون هذا العنف أو تلك الهجمات أو احتقار المرأة وحق الحياة إسلاميًّا أمرًا بديهيًّا. العنف إذن – كما تبرزه الصحف العالمية - يرتكب لأن هذه الجماعات مسلمة تعتنق الإسلام، وبالتالي يتم الإخبار عن العنف وكأنه أمر محتم لتحقيق النظام الإسلامي.
(إشكالية المصدر إلى متى):
في أعينهم: المرأة و (الإحياء) الإسلامي الذي توفاها!
هناك ميل واضح نحو تقديم تساؤلات حول نواحي معينة في الإسلام - ولا سيما فيما يتعلق بالمرأة – وهذه التساؤلات كانت ومازالت سائدة في كثير من التقارير الإخبارية والمقابلات..
وهذا مانريده..نريد الفهم الأعمق للإسلام بأبنائه ومجتمعاته ولكن يكمن لب المشكلة في (المصدر)..
الذي لطالما كان حائلاً دون الحقيقة.
وهذا ما يتجلى في إحدى التقارير التي تناولت موضوع وضع المرأة في مصر في ظل ما أسمته المحررة بـ الصعود المتنامي للمد الإسلامي.
تبدأ الجملة الافتتاحية بالمقال على هيئة اقتباسه على لسان إحدى ناشطات حقوق الإنسان في مصر والتي عرفت في المقال على أنها (قبطية)، وتقول بأنها "تألمت بشدة لما آل إليه حال النساء في مصر؛ فبينما كانت نساء مصر في وقت من الأوقات رائدات الحركة النسائية في العالم العربي أصبحن متخلفات بفضل موجات (الإحياء الإسلامي)". وتنتهي الاقتباسة على مدى التقرير، حيث تم تصوير الإسلام – من خلال كلمات هذه الناشطة وسيدتين أخرتين من المدافعات عن حقوق النسوة – على أنه السبب الرئيسي وراء إقصاء المرأة من العمل العام ومعاملتها كمخلوق من الدرجة الثانية.
وصُوِّر الإسلام على أنه دين النسوة ذوي الخلفية الريفية المحافظة، وليس النساء اللائى ينتمين إلى الأوساط المتحررة المثقفة؛ ومن خلال التركيز على (الإحياء الإسلامي) تم تصوير الإسلام وكأنه العامل الوحيد الذي أدى لاضطهاد الفتيات القبطيات وأزال حقوق المرأة وأن النساء اللائى يطالبن بتلك الحقوق يقعن دائمًا تحت طائلة التهديد!
هذه التقارير مثيرة للمخاوف؛ لأنها ورغم حرص المحرر أو المحررة على التحدث إلى عناصر ومصادر محلية، إلا أنها وعلى الرغم من ذلك لا تقدم تقارير محايدة حينما تقوم بإقصاء الرأي السائد.
وهو في مثل هذا التقرير الذي يتطلب رأي النساء المسلمات اللائى يدور حولهن المقال في المقام الأول.
ولك أن تلحظ أنه اختار ناشطة حقوق إنسان قبطية للتحدث عن الاضطهاد الذي تواجهه المرأة من جرَّاء الإحياء الإسلامي.
لا بد أن نلحظ إذن كيف أن هناك مشكلة متعلقة بالمصادر التي توجد في تلك القصص الإخبارية، حيث تجنح معظم هذه التقارير إلى التحدث إلى أولئك الذين (يشبهوننا) أي يشبهون الغرب Those who are like us..
وهذا يثير قضية المصادر التي تُستخدم عند الكتابة عن الإسلام، وهنا يمكن ملاحظة ميل العديد من الصحفيين للتحدث إما إلى أصوات متطرفة تدعم صورة الدين المعروفة كدين عنف وتطرف، أو مصادر محلية ولكنها "مُغرِّبَة" تقدم على أنها ضحية هذا التطرف والعنف وتعاني من غضبة الإسلاميين وغالبًا ما تكون هذه الفئات إما النساء أو الأقليات.
الفن السابع العالمي عدد فردي لا (ينصف):
(إن السينما الأمريكية لديها دائما صورة نمطية للعالم الإسلامي ولشخوصه، لم تحاول أن تغيرها بل سعت عبر تاريخها الطويل لتؤكد على الصفات السلبية في الشخصية العربية والإسلامية من حيث طبيعة التكوين النفسي لهذه الشخصيات.
فهي إما خبيثة، أو ماكرة، غير مؤتمنة، لا يمكن الوثوق بها، قذرة، حسية وغرائزية!)
تغيير مؤقت!لماذا؟!
(وقد تكون هناك بعض الأفلام التي حاولت أن تقدم صورة شخصية العربي بشكل مختلف، إلا أن هذا الاختلاف كان يرتبط بظروف وملابسات سياسية في هذه الفترة. مثل فيلم "المحارب 13" والذي قدم العربي بشخصية مساعدة فاعلة وهذا كان مرتبطا بفترة حرب الخليج الثانية "غزو الكويت" وفيلم آخر وهو "روبن هوت" والذي قدم العربي كعالم وكمحارب شريف. وأيضا كان يرتبط بتلك الفترة وذلك من أجل تمرير عملية المساندة ما بين القوات العربية والإسلامية للولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد العراق.
وهناك أيضا أفلام كثيرة ستظهر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واحتلال أفغانستان واحتلال العراق، لتؤكد على الشر الكامن والمتأصل في الشخصية العربية والإسلامية. )
هذا ما قاله الأستاذ علاء عبدالعزيز المدرس المساعد بالمعهد العالي للسينما في مصر.
*هل الإسلام حقاً ظاهرة!
وإن يكن..فعلينا أن نعي..والوعي هنا ليس (فعلاً مضارعاً)..
بقدر ماهو مطلب لفهم (قواعد) الآخر و(نحوه)، و(صرفه) نحو الحقيقة.
فعلينا أن نعي أن الإسلام لم يعد في نظرهم أو لنقل البعض حضارة أو دين!
بل هو ظاهرة تستحق استرعاء انتباه المراقب- وهو هنا الصحفي وصنَّاع السياسة الخارجية-
وبذلك أصبح الإسلام موضوعًا عالميًّا يحتل مرتبة ذات أولوية في الأجندة السياسية الغربية.
إذاً فالظاهرة حسبما هو معروف تبدأ، تنتشر،تصعد،تنحدر،،،تنتهي!
وهي يقيناً بإيماننا بضعفنا وبقوتنا لن تنتهي.
***
الإرهاب و الإسلام هل هما وجهان لعملة واحدة!
الجلي والواضح مدى الاختلاف بيننا وبينهم في التعريف بـ(ـالإرهاب) ومن ثم الاعتراف به ..
فمن النظرة الغربية المسوقة عالمياً عرف الإرهاب كونه كل تهديد للمدنية والمدنيين.
وما بين اتفاقنا الأولي مع رأيهم وبين رفضنا تطويع التعريف لأهدافهم فنحن اتفقنا في التعريف واختلفنا بالاعتراف. والمؤكد أن التفاوت في تطبيق طرفي المعتقد يخل بمصداقيته ومن ثم باعتناقه.
إن ردود الفعل في العالم الإسلامي والعربي تجاه هكذا (تهمة)..
لم تنتظر حتى (تثبت الإدانة) فهناك من اقتنع بأن الإرهاب إسلامي!
وهناك من لم يعد يملك القدرة على التمييز بين عمليات المقاومة وما بين العمليات العشوائية!
وهناك من يقرأ هذه الأسطر ويتساءل معنا ويبحث عن الإجابات بل ويضعها..
- في عيونهم:
الإرهاب أضحى أمراً فطرياً في الإسلام..!
كما أن التوصيفات التي تم إلصاقها بالنظام الإسلامي قد تمَّ تقديمها وكأنها من طبيعة هذا النظام أو كأنها أمور فطرية لا تحتاج إلى تفسير أعمق من كونها واقع!
إن أكثر الإطارات شيوعًا لتوصيف الإسلام هو إطار(الأزمة)، التي تم اختصارها في فئات العنف والإرهاب والتطرف وكراهية الغرب.
مثل هذا الإطار يعطي أهمية أكثر للضحايا الأبرياء للعنف الذي يرتكبه المسلمون العرب ضد الإسرائيليين- دون الإشارة إلى العكس!
- الإسلاموفوبيا:
يتعرض كتاب (الإسلام والمسلمون في الإعلام البريطاني-المؤلف: إليزابيث بوول)
في أكثر من موضع لمسألة الإسلاموفوبيا (أي الخوف من الإسلام) والإعلام, وكيف يتم تضخيمها والنفخ فيها. فالمشكلة هنا تكمن في أن الإعلام يبحث عن الإثارة ويتابعها, ويبحث في أدق تفاصيل القصص المتعلقة بها.
ويؤدي هذا عادة وفي خضم التنافس على الحصول على الخبر المثير إلى انحدار في المعايير المهنية ومستوى التحري والتدقيق مما يضخم من الأخبار الهامشية, ويعطي أهمية فائقة لأفراد وجهات غير ممثلة للتيار الأعرض من المسلمين.
لكن النتيجة هي أن أصوات أولئك الأفراد, نظرا لتطرفها وأحيانا غرائبيتها, تنتشر انتشارا كاسحا, وتكاد توحي بأنها التي تمثل الصوت الأكثر سماعا في أوساط المسلمين. لهذا فإن الإعلام والأصوات المتطرفة في أوساط الجالية المسلمة يتقاسمان المسؤولية في إثارة الخوف من الإسلام وتشويه صورته العامة ووصمه بـ(ـالارهاب).
- ماذا قاله قادة اليمين عن (الإســــ)ـلام وماذا عن ارتباطه بـالإر( هاب):
فرفض فرانكلين غرام وصف الإسلام بأنه "دين مسالم"،
ووصف جيري فالويل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي"،
وقال بات روبرتسون إن الإرهابيين لا "يحرفون الإسلام!! إنهم يطبقون ما في الإسلام".
- الكم والكيف:
كتب إدوارد سعيد يوم 2 أغسطس/آب 2003 في جريدة ذي غارديان البريطانية يقول "قد أتمنى أن أقول إن الفهم العام للشرق الأوسط وللعرب وللإسلام في أميركا قد تحسن (بعد 11/9)، ولكنه في الحقيقة لم يتحسن"، وأضاف أن رفوف المكتبات الأميركية بعد 11 سبتمبر/أيلول امتلأت بكتب عن الإسلام ولكنها كتب سيئة "مليئة بعناوين رئيسية صارخة عن الإسلام والإرهاب والتهديد العربي والخطر الإسلامي".
لكسر القالب وجبر الكسور لابد أن نعي :
أن اللجوء إلى التطرف أو العنف هو ظاهرة نفسية اجتماعية يمكن أن نجدها في كل المجتمعات شرقية كانت أو غربية، وقد تكون مرتبطة بالدين أو مستقلة عنه، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال ربط الإسلام بالتطرف كما تتوهمه العقلية الغربية المتحاملة على الإسلام.
***
(نحن) ونبــــــض الشارعين الغربي والعربي
ماذا يقول الشارع الغربي و العربي تجاه قضيتنا؟
وهل رؤيتهم للواقع تفوق رؤية أصحاب القرار؟!
هل العربي المغترب يحمل بين حناياه شوق لأرض أكثر خصوبة ونماء..
وألم لواقع يعلوه الجفاف..!
ومن منهم يرغب في الاقتراب من الآخر؟! أم كلاهما يفكر في دربه فحسب؟!
تساؤلات عدة اختزلناها في لقاءات هنا وهناك..
فما الذي قيل؟!!!
أجرت (أبجد حياة) لقاءات عدة..
وقد منحنا (جيراد خريت) رئيس وحدة التحكم بالأمراض المعدية (هولندي)..هذه الإجابات:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ بالحروب والمجاعات!
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ عدم قبول الآخر.
- هل تعتقد أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟أعتقد ذلك.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
لا أفهم الفرق بين الإسلام والمسلمين لكن العنف موجود بالدين الإسلامي .
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وما هي مصادرك؟ التلفزيون و الكتاب.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ نعم هناك الكثير من الأخبار شبه اليومية عن قصص من المسلمين داخل المجتمع الهولندي وأحياناً تصل لحد القتل..
أما (جون هيبي) باحث الوراثة الجزئية (بريطاني) فكان هذا نصيبنا من إجاباته:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ العراق
- هل تعتقد أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟ إذا قلت لي ما هو الإسلام الصحيح أستطيع أن أجيبك.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ الإسلام دين يعتمد على القسوة ولذا فإن من أفكار الإسلام قتل غير المسلمين..والإسلام لا يقبل الغير.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ من أعقد القضايا الموجودة على وجه الأرض وأعتقد أن كلا الطرفين محقين ولهم أخطائهم.
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وما هي مصادرك؟لا أسعى لها ولكن لا أتحاشاها.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ نعم الإسلام والمسيحية واليهودية وجميع الأديان ظلمت المرأة فهل تستطيع أن تذكر لي امرأة تمثل دين!
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ الله.(سبحانه وتعالى)
وأما (لاي) فني شبكات.. ( الأمريكي) فقد قال حينما سألناه:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ الإسلام يمثل التاريخ وجزء كبير من العالم.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ أعتقد أنهم المسلمين لأنهم يشعرون بالظلم.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ يبدو أنه يقيد حريتها.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ ابن لادن.
وكان لـ(دوبرا) أخصائية الأحياء الدقيقة (هولندية) رأي آخر:
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ لا توجد أخطاء معينة إنما الأخطاء توجد مع الإنسان.
- هل تعتقدين أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟نعم أعتقد ذلك.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ صراع فيه ظلم من الجانبين
- هل تسعين الى الحوار مع المسلمين ومناقشة القضايا العالمية معهم؟ ليس بالتحديد ولكن إذا أتت الفرصة أحب أن أطلع على الثقافات الأخرى.
- هل تسعين للبحث عن معلومات حول الاسلام؟ وماهي مصادرك؟ أغلب مصادري البرامج الدينية عن الأقليات.
- هل تعتقدين أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ نعم تستطيع أن ترى شكل المرأة والحجاب والزواج.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ الله.(سبحانه وتعالى)
أما (دين مانس) الأمريكي فقد أجاب حينما سألناه:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟
أول ما يرد لذهني هو (الإرهاب).
ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟
أنهم متخلفين اقتصادياً وتعليمياً.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
أعتقد أنه الإسلام ، فالكتاب المقدس ذكر كثيراً من الآيات عن الجهاد.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟
أعتقد أن الفلسطينين غير جادين بشأن السلام.
- هل تؤمن بأن الصورة التي يظهر بها العرب والمسلمين في السينما الأمريكية هي الصورة الحقيقية؟
أنا لست من السذاجة بحيث يغسل دماغي إلا أنني أعتقد أن الأفلام لها أساس من الواقع.
وعن (جيمس) نيويورك – أمريكا فكانت هذه إجابته:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟
دين عظيم.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
أعتقد أن المسلمين يناقشون مآسيهم بالطريقة الخطأ.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟
أعتقد أن على الجميع أن يكونوا شديدي الاهتمام بهذا الموضوع، فهذا مهم للسلام في وقتنا الحالي.
كما أرى أن الأمريكيين غير قادرين على الإمساك بزمام الأمور وغير فعالين في إيجاد الحلول لهذه القضية.
هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وماهي مصادرك؟
أرغب بمعرفة المزيد،حتى الآن فمعظم مصادري التلفاز والصحف.
ولكني أخشى ألا أحصل على الصورة الكاملة من خلالهما.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟
هذا ما يبدو من الخارج،، ولكن على المرء أن يعرف المزيد حول ذلك ليعلق عليه.
-من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟
هذا سؤال صعب ، فلا أعرف أحداً!
وأما د/(ألكس فان بلكم) رئيس وحدة الأمراض المعدية والبكتيريا (هولندي):
- ما هي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ التخلف العلمي و الدكتاتورية.
- هل تعتقد أن تصرفات المسلمين في هذا العصر تمثل الإسلام الصحيح؟ هل يوجد إسلام آخر لا نعرفه.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ لا أفهم الفرق بين الاثنين.
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الإسلام؟ وما هي مصادرك؟ الإنترنت-الكتاب-الإعلام-الأصدقاء.
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟أعتقد ذلك فإجبار المرأة على إخفاء الوجه فيه ظلم.
- هل تؤمن بأن الصورة التي يظهر بها العرب والمسلمين في السينما الأمريكية هي الصورة الحقيقية؟ لا.
وكان لـ(جم) مهندس (أمريكي) رأياً مختلفاً:
- فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟ دين قوي.
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ التعلق بالتاريخ
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ الإسلام لديه آراء قوية حول الجهاد.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ الصراع طال أمده بسبب الحمق وغياب القيادة الرشيدة عند الجانبين.
- هل تسعى الى الحوار مع المسلمين ومناقشة القضايا العالمية معهم؟ أحب أن أتعرف على الإسلام أكثر.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ كريم عبدالجبار (لاعب كرة سلة أمريكي مسلم).
كما أجاب على أسئلتنا (آرد هوردس) أخصائي التحكم بالأمراض المعدية (هولندي)
- ماهي أبرز أخطاء العرب والمسلمين برأيك؟ عدم التسامح والحكومات الديكتاتورية.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟ في كل الأديان هناك من يفسر على أهوائه.
- ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟ إحدى الصراعات الذي يأخذ طابع الدين والمقصود به الأرض.
- هل تؤمن بأن الصورة التي يظهر بها العرب والمسلمين في السينما الأمريكية هي الصورة الحقيقية؟
لا أؤمن بالسينما الأمريكية إطلاقاً.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟ محمد.
وأخيراً مع (ريموند هاموند) الأمريكي وإجابات مغايرة:
فيم تفكر حينما تسمع كلمة (إسلام)؟
مكة.
- من يلجأ للعنف هل هو الإسلام أم المسلمين ؟ ولماذا برأيك؟
لا أعتقد أنه الإسلام ، فبعض المسلمين يستغلون الإسلام لتعزيز قضيتهم.
ما رأيك بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني؟
أعتقد بأنه من المهم للعالم أجمع أن يجلس كلا الطرفين لتوطيد العلاقات والأخذ والعطاء فيما بينهم.
- هل تسعى الى الحوار مع المسلمين ومناقشة القضايا العالمية معهم؟
أنا تواق للفرصة الملائمة لذلك.
- هل تسعى للبحث عن معلومات حول الاسلام؟ وماهي مصادرك؟
نعم، مؤكداً أتمنى معرفة المزيد.والقليل الذي أعلمه مصدره نقا شاتي مع أصدقائي المسلمين
- هل تعتقد أن الإسلام ظلم المرأة؟ ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟
كلا على الإطلاق، فأعتقد أن المرأة المسلمة لديها العديد من المميزات..وتبدو أكثر سعادة واقتناع من المرأة الغربية في كثير من المجالات.
- من هي أبرز شخصية يرتبط اسمها في ذاكرتك مع الإسلام؟
لويس فرخان.
وقد علق د/وليد عبدالله مغترب عربي مسلم واختصاصي وراثة جزئية بهولندا على هذه الإجابات قائلاً:
في البداية يجب التفريق بين الإجابات المستقاة من أوروبا والأخرى من أمريكا وإن كنا نميل في تعاملنا اليومي إلى تسميتهم بـ(الغرب).
فالنظرة الأوروبية تختلف عن النظرة الأمريكية لأسباب واضحة ولكن دعونا نعود إلى التاريخ لمحاولة فهم هذه الفروق.فعلاقات المسلمين واحتكاكهم مع الأوربيين بدأ مع بداية الإسلام وخاصة في الحروب مع الروم.
وكانت نقطة الالتقاء الثاني عبر الحملات الصليبية وما تلا ذلك من عمليات الاستشراق، ويضاف إلى البعد التاريخي القرب الجغرافي حيث لعب دوراً أساسياً في معرفة الأوربيين وتعرفهم على المسلمين والعرب.
أما على الجانب الآخر فإن الأمريكيين عرف عنهم العزلة والجهل بالآخر حتى أن جيرانهم المكسيكيين يشكون جهلهم بهم وبالطبع لا نستطيع التعميم بكل الأحوال وإلا بذلك كررنا خطأهم في رسم صورة المسلمين والعرب.
لذلك يجب ألا نستغرب إذا وجدنا فروقاً بين المجتمعين ويجب أن يكون التعامل معهما مختلف.
أما عن النقطة الثانية والجديرة بالاهتمام فهي ورود اسم (الله) كشخصية إسلامية وفي اعتقادي أن السبب يعود إلى تأثير الديانة المسيحية فإن عيسى في حياته الدنيوية كان إنساناً (إله) وقد يكون هذا ما أوجد لبساً لديهم وهنا تتضح أهمية المعرفة بالآخر لكيلا تختلط النوايا وتطلق التهم من الجانبين دون أن يعي كل منهم ماهو عليه الطرف الآخر.
أما عن اعتقادهم أن المسألة الفلسطينية مسألة تحل بتقسيم الأرض بين اليهود والمسلمين (العرب) فقد يكون هذا هو الحل الأمثل من وجهة نظر إنسان بعيد عن القضية وهذه أبسط الحلول لإرضاء الطرفين!
فلا نغفل أن الإنسان بطبعه يميل للصلح والإصلاح إذا كان طرفاً غير مشارك.
وإذا أردنا الحديث عن ورود أسماء أخرى كشخصية إسلامية فهو بلاشك تأثير مرحلي من أثر الإعلام الغربي القوي على الإنسان المعاصر وخاصة الأوروبي والأمريكي وكان هذا واضحاً في إجاباتهم عن مصدر معلوماتهم عن الإسلام.
وأخيراً هذه وجهة نظر أشخاص بعينهم دون أن تكون تمثل المجتمع كاملاً.
ولكن هذه محاولة لقراءة ومعرفة أسباب الاختلاف والبحث عن نقاط الالتقاء بين الطرفين.
كما علقت د/ حنان عطاالله الاختصاصية وأستاذة علم النفس في جامعة الملك سعود قائلة:
إن الأجوبة مؤسفة وإن كانت تعكس واقعنا المؤلم،وجميل جداً أن نرى رأي الآخر فينا لأننا كشعوب مازلنا نتغنى ونتفاخر بأننا أفضل الشعوب وحان الوقت لنعرف أين نحن من الأمم.
لقد فات علينا التقييم الذاتي ولابد من صحوة قد تأتي:
- إما من الذات.
- وإما من الآخر.
إن الصورة التي تتضح في الإجابات صورة غير صحيحة عن الدين الإسلامي.
كدين يدعو إلى (التسامح) وإلى (تقبل الآخر).
إننا نملك الكثير من المشاكل في التعامل مع الآخر المختلف عنا لاشك.
كما أننا أضحينا أمة تعيش على الغير لا تملك حتى أحقية صنع سلاحها الذي تحارب به صانعها!
إن المحاربة الحقيقية تأتي عن طريق الإبداع والتقدم العلمي لا العنف والقتل.
إننا مجتمعات تعاني من (بارانويا الاضطهاد) إن صح التعبير وطالما أننا نعاني من هذا المرض الاجتماعي النفسي الخطير فإننا سنشير للغرب بأصابع الاتهام وبالتالي سنظل مشلولي الإرادة وسنقول كما قال إدوارد سعيد (الحسناء النائمة).
لقد حان الوقت أن ندرك أن هناك أديان أخرى متعددة وأن (الإسلام) وإن كان هو الأفضل فليس هو الوحيد.
وذاك المعنى تجسده الآية القرآنية (لكم دينكم ولي دين)
وأذكر مثالاً من واقعي يجسد الضعف لدينا في قبول الآخر حيث لي صديقة أمريكية قضت في المملكة العربية السعودية قرابة الـ 10 سنوات ولكنها ذكرت لي وبحسرة:
أنها لم تتعرف على الشعب السعودي وقالت أعتقد أنكم شعب (غير صدوق)...!
وقامت bbc)) بإجراء استطلاع يتصدره السؤال التالي:
(ماذا ينبغي برأيك على المسلمين القيام به لتحسين صورتهم في أوروبا؟) وإليكم مقتطفات من هذه الإجابات:
*عثمان(السعودية): سؤال بسيط: هل هذه النظرة السلبية كانت قبل 11 سبتمبر أم بعدها؟ النظرة النمطية للإنسان العربي والمسلم موجودة منذ أبعد الأزمان وتغيرت صعوداً وارتفاعا في دروبه، ولنا أن نقرأ في أدبيات العصور الوسطى ليظهر لنا كيف كان يتم حشد الأوربيين للجهاد المقدس ضد الكفار. أعتقد نحن بحاجة أن نحسن صورتنا أمام أنفسنا لا أمام غيرنا.
*أحمد سيد أبوعطية(مصر): من موقع عملي في القطاع السياحي في مصر لاحظت فعلا النظرة السطحية التي ينظر إليها الأوروبيون إلى الإسلام! إنهم ينظرون إلى الإسلام على أنه من صنع العرب! بمعنى أن العرب هم من وضعوا قواعد الإسلام ويمشون عليها منذ أكثر من 1400 عام!! بل وسألني أحدهم: لماذا لا تغيرون قواعد الإسلام ليصبح أكثر تحضرا؟! فكانت إجابتي له: كيف تغير ما تعتقد أنه ليس من صنعك ولا من صنع البشر!
*أحمد نوفل(مصر): الأوروبيون لا يعلمون الكثير عن عالمنا والسبب في ذلك هو أننا لا نسعى إلى الاتصال بهم وإيضاح الصورة لهم. والعقلية الأوروبية سلسة ويمكنها الاستماع والفهم بشرط مخاطبتهم بالطريقة التي تناسب تكوين عقليتهم، لكن للأسف ونتيجة للقصور الثقافي في مجتمعاتنا فإن القادرين على التعامل مع الأوروبيين قلة نادرة وغالبا هم مقهورون في أوطانهم.
*أحمد صليحة (نيويورك): ليس من المهم أن نحسن صورتنا أمام الغرب، بل المهم أن نتحول إلى طرف فاعل منتج للحضارة والعلم والمعرفة مثل أشقائنا في الصين والهند الآن ،وحينئذ سوف نكسب احترام العالم بأكمله دون أن نضيع مليما واحدا على الدعاية الفارغة.
* ريني موفق(بغداد): أنا مسيحي من العراق وما يحدث الآن من تشويه صورة الإسلام حدث قبل ألف عام تقريبا عندما كانت الحروب الصليبية (التي كانت عارا على المسيحيين) تقتل وتفتك وتغزو البلدان باسم الله. هذا يحدث الآن ولكن من قبل متطرفين إسلاميين يشوهون الدين الإسلامي. فإذا كنت أوروبيا وأرى على التلفاز خمسة مسلحين يمسكون القرآن بيد ويمسكون السيف بيد أخرى ويقطعون رأس إنسان، ماذا تتوقعون مني أن أقول ؟
* توفيق عباس(مصر) إن تخلف المسلمين في جميع المجالات جعل الغربيين لا يحفلون بحضارتهم أو معتقداتهم أو علومهم وخاصة الدينية منها،كما أن قلة الهجرة العكسية من أوروبا إلى بلاد المسلمين واقتصرت على المختصين والمهتمين فقط بعلوم المسلمين.
*سعود الذويخ(الكويت):إن تلك النظرة للمسلمين، تنم عن السطحية التي يتمتع بها نظر الأوروبيين إلى الإسلام، ويعذرون في ذلك لأن المسلمين لم يقوموا بواجبهم نحو إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام.
*ليلى(دمشق): لغياب العرب إعلاميا بالإضافة إلى الصورة المشوهة التي يتلقاها الطفل الغربي في كتب التاريخ وأفلام الكرتون عن البربرية الإسلامية ووجود عدد من المسلمين في الغرب من الذين يكفرون بقيمهم و يتبارون في التبرؤ من تاريخهم كأسهل طريق للحصول على إقامة.
أما الإجابات على السؤال التالي فجاءت كما يلي:
هل ترى أن الدول الإسلامية تتحمل جزءا من المسؤولية عن توتر العلاقات مع الدول الغربية، أم أنك تحمل الغرب فقط مسؤولية هذا التوتر؟
*يحيى حسين(الكويت) هنالك عدة أسباب لهذه الفجوة:
أولاً:الجاليات الإسلامية المتمكنة هناك لم تنجح لا باحتواء الدوائر الحكومية الغربية كما فعل اللوبي الصهيوني ولا تحييدهم على الأقل ولا إيصال المفهوم الإسلامي الصحيح.
ثانيا: لا يوجد ارتباط أو أي تنسيق وثيق بين الحكومات العربية والجاليات الإسلامية بدول الغرب للتشاور بل بكل الأسف ربما يتم النظر إليهم كجهات معارضة .
*مالك أبومالك (لبنان):انه صراع بين من يريد أن يكتشف النجوم وبين من يريد أن يكتفي بعدّهاّ..
*حارث الأعظمي(بغداد) عشت أنا شخصيا خلال السبعينات والثمانينات في بريطانيا كممثل للجالية العربية والإسلامية في اتحاد الطلبة البريطاني حيث كانت العلاقة بين الطلبة المسلمين وبقية الجاليات الأوربية المتنوعة في ذلك الاتحاد على أروع ما يكون. أما اليوم فنرى الصورة مختلفة تماما. فالطالب العربي ينظر إليه بعين الريبة والحذر، والزائر العربي والمسلم يعامل بأسلوب غير لائق في المطارات الأوربية ومنذ لحظة الوصول!
*صلاح الفضلي(الكويت): اعتقد آن المشكلة تكمن في الإعلام من الطرفين، يغذيها بعض المثقفين. فالغرب يصورون العرب على أنهم قتلة إرهابيين والمثقفين العرب يصورون الغرب علة أنه ارض فساد و مجون.
*أبوعلي(بغداد) علينا مواجهة أنفسنا بصراحة والبحث عن عيوبنا. أن محاولة إلقاء اللوم الأكبر على الجانب الأخر ليس بصحيح.
*أحمد سعودي في (بريطانيا) اعتقد أن أسباب هذا التوتر هي عدم فهم ثقافة البعض للآخر وعدم احترام خصوصيات الشعوب. طبعا الإعلام قد يساعد في توسيع الخلاف وقد يجمع بين أطراف الصراع.
*محمد عادل(القاهرة): لمن يريد أن يعرف كيف يتم ردم الهوة بين العالم الاسلامي والغرب يمكنه أن يجد الإجابة الشافية لدى الصينيين. فرغم كونهم العملاق القادم ورغم قوتهم، فقد احتلوا العالم وغزوا كل بيت فيه بمنتجاتهم عالية الكفاءة زهيدة الثمن.
*نصيرة سعودي جزائرية تقطن فرنسا:"نشعر وكأن أصابع الاتهام تسدد لنا، فالمسلمون الذين يعيشون هنا في فرنسا يشعرون وكأنهم يُحمّلون بشكل ما مسؤولية مناخ عدم الأمن الذي يسود أنحاء كثيرة من الغرب الآن".
وتقول "إذا سمعت ما يقوله الفرنسيون في مارسيليا حينما يختلون إلى بعضهم البعض عن العرب فستجد عبارات عنصرية،ومن الصعب جدا العثور على وظيفة إذا كان اسمك عربيا.."
ومن نبض الشارع إلى رؤية الدراسات والأبحاث..
فقد أجرى باحثون أستراليون دراسة تعتمد على استطلاع شمل خمسة آلاف أسترالي وكانت النتيجة تفيد بأن (هناك مشاعر قوية مضادة للمسلمين في أستراليا).
وتصف الدراسة المسلمين بأنهم أحد أكثر الجماعات الدينية والعرقية (تهميشا)، مع وجود الكثير من الأستراليين ممن يؤمنون بأن المسلمين وجميع القادمين من الشرق الأوسط لا يصلحون للعيش في أستراليا!
وقال أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يرغبون بزواج قريب أو قريبة لهم بمسلم أو مسلمة.
ويلقي الدكتور(كيفين دان) من جامعة ساوث ويلز الذي سيعرض نتائج البحث في مؤتمر حول الهجرة يعقد في سيدني باللائمة على طريقة وسائل الإعلام في تقديم المسلمين وكراهية الغرب للإسلام.
وقال إن المسلمين يواجهون آراء جامدة تتهمهم بالموقف السلبي من المرأة والتمييز بين الجنسين.
كما أوضحت دراسة قام بها معهد العلاقات الدولية الألماني ان الصورة التي يحملها أغلب الأوروبيين عن المجتمعات الإسلامية سلبية الى حد كبير.
وطرح المعهد سؤالا وهو "ماذا تفكر عندما تسمع كلمة اسلام؟" على عينة تمثل أفراداً ينتمون إلى مختلف الشرائح الاجتماعية، وكانت إجابات نحو ثلاثة أرباع المشاركين أن الإسلام يعني النسبة لهم قمع المرأة والتطرف والإرهاب،ولم يقدم إلا نحو ربع المشاركين إجابات تعكس رؤية افضل للإسلام.
وأوضح باحثون أوروبيون وعرب في ندوة عقدت بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب لبحث هذا الموضوع ان هناك نظرة سطحية شائعة عن الإسلام في أوروبا لا تشتمل على جوانب حضارية وإنسانية كثيرة في الإسلام.
كما قالت وفود نساء مسلمات في مؤتمر عالمي حول المرأة والإسلام في مدينة قرطبة الإسبانية إنهن تعبن من تصويرهن طوال الوقت في صورة الضعيفات مسلوبات الحق.
وقلن إن قرار ارتداء الحجاب أو غطاء الرأس يصور دائما على أنه مركز اهتمامهن في حين أن لديهن في الواقع عدة موضوعات أخرى هي التي تشغل بالهن.
،،،،،،
مشاهدات وجهود لتصحيح الصورة وبناء الجسور
إننا هنا نطل عبر نافذة صغيرة على (بعض) الجهود التي ساهمت وما تزال تقدم للصورة الإسلامية والعربية في العالم بصمات تعلن عن وجود حقيقي متزن وفعال في فكر الآخر عنا..
* جهود فردية في ألمانيا لتصحيح صورة الإسلام..
يقول (أحمد زايد) أستاذ بقسم الدعوة الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف: :
هناك جهود للتصحيح، لكنها فردية، فقد رأيت مثلا مسلمين فى (ألمانيا) يسعون للوصول إلى كل الأماكن لتصحيح صورة الإسلام -حتى فى الكنيسة- وهناك يقومون بعرض الإسلام والتعريف بحقيقته، وهذا هو محور تركيز المسلمين الآن.. هناك أيضا يتاح للمسلمين الذهاب إلى المدارس غير الإسلامية لعرض الإسلام، ويحدث هذا فى أمريكا بشكل كبير، ومن التجارب أيضا ما رأيته فى المركز الإسلامى فى ألمانيا الذى يقوم بإصدار نشرات توزع على الأفراد فى الأماكن الحكومية لعرض الإسلام.
* رحـــــلة:
(رحلة) برنامج تلفزيوني قدمه الأستاذ (حمزة يوسف) الذي يعمل مستشارا للبيت الأبيض وللجامعة العربية للشؤون الإسلامية، وهو مؤسس معهد الزيتونة في كاليفورنيا، كما أنه أمريكي المولد واعتنق الإسلام.
و يصاحبه مجموعة من الشباب المسلم العربي..
يتضمن البرنامج جولات في أمريكاوكان خط سيرهم يمر نيوميكسيكو، فيلاديلفيا، بوسطن، نيويورك، واشنطن، شيكاغو، سان فرنسيسكو يلتقون فيها بالمسلم وغير المسلم مسيحياً كان أم يهودياً.
وكانت من أهم أهدافهم في البرنامج معرفة آراء الشعب الأمريكي عما يحدث في العراق، وعن رأيهم في الإسلام والمسلمين. وهنا تابعنا عن كثب رأي الآخر فينا ورأينا نماذج المسلمين الرائعة هناك..
كانت رحلة جسراً جديداً يمتد إلى هناك يحمل معه وإلينا (جهداً) يتسحق التقدير.
* مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير):
يعتبر اكبر منظمات الحقوق المسلمة الأمريكية ولـ(كير) 29 مكتبا وفرعا اقليميا وتهدف الى زيادة فهم المجتمع الأمريكي للإسلام وتشجيع الحوار وحماية الحريات المدنية وتقويه المسلمين الأمريكيين وبناء التحالفات المعنيه بنشر العدالة.
قامت المؤسسة بنشر معلومات تعزز قوى المسلمين الأمريكيين وتزيد من وعيهم السياسي والحقوقي والإعلامي، كما استخدمت كير قوة قواعدها الجماهيرية لمواجهة الأفكار التي تثير الخوف من الإسلام والمسلمين.
ولا نغفل أن جهودها تتركز في منطقة مهمة في خريطة العالم.
سنورد (قطرات) من بحرهم هنا ..
قامت (كير)بحملة علاقات عامة وجماهيرية واسعة لتوعية الرأي العام الأمريكي بأخطاء وأضرار فيلم (الحصار) الذي أنتجته شركة أفلام (20th Century Fox) والذي يصور المسلمين والعرب كخطر حقيقي على المجتمع الأمريكي، فالفيلم الذي تم تصويره في " بروكلين" بمدينة " نيويورك" يحكي عن مؤامرة تفجيرية ينوي المسلمون القيام بها مما كان سببا لقيام الجيش الأمريكي بإعلان حالة طوارئ عسكرية وتنظيم معسكرات اعتقال جماعية ضد المسلمين والعرب الأمريكيين!
وبدلا من تنظيم حملات الاحتجاج التقى مسئولو كير بمنتجي الفيلم لمناقشة مخاوف كير من النتيجة السلبية المحتملة التي قد يتركها الفيلم على مسلمي أمريكا وعلى الرأي العام الأمريكي ورؤيته للإسلام وللمسلمين، واستجابة لتحليلات كير حول الفيلم وافقت شركة (20th Century Fox) على إدخال بعض التعديلات الطفيفة على مشاهد معينة، ولكنها رفضت إعادة النظر في الحبكة الدرامية للفيلم، فقد ادعت الشركة أن الفيلم يناهض فكرة الخوف من الإسلام ويعارض مبدأ انتهاك الحكومة للحقوق الدستورية، لذا رفض مسئولو كير هذه المبررات. وطالبوا المسلمين الأمريكيين بتنظيم مظاهرات سليمة أمام دور العرض السينمائي التي عرضت الفيلم لتوزيع معلومات عن الإسلام ولتوزيع تحليلات للفيلم وأضراره، ونال هذا التحرك الإيجابي إعجاب المراقبين، كما سجلت العديد من وكالات الأخبار أن مبيعات الفيلم خسرت 20 مليون دولارا أمريكيا.
كما أننا لا نستطيع إغفال ما انتشر من مشاعر عداء ضد المسلمين على شبكة الإنترنت عام 1998، وبالتعاون مع شركة AOL ساعدت كير في إيقاف موقع إنترنت حاول تقليد القرآن، وقالت شركة AOL إن الموقع يخرق قواعد الخدمة التي توفرها لكونه صمم بشكل واضح للإيذاء والتشهير.
وفي حادثة هامة أعلنت كلا من كير وشركة Nike للمنتجات الرياضية قرارا بشأن قضية حازت على اهتمام شعبي وإعلامي واسع، إذ صممت الشركة خطئا شعارا على أحد أحذيتها الرياضية يشبه لفظ الجلالة " الله" باللغة العربية
وبعد مفاوضات استطاعت كير وشركة " نايكي" حل الخلاف بينهما بوضع شروط ثنائية وافق عليها الطرفان، وتضمن الاتفاق أن تقوم شركة " نايكي" بالاعتذار على التصميم المسيء وبسحبه من الأسواق العالمية، وكذلك قيام نايكي بإدخال التعديلات الإدارية المناسبة التي تضمن عدم وقوع إدارة التصميم بها في مشاكل مشابهة في المستقبل.
وقد أصبحت قضية Nike من القضايا الشهيرة في وسائل الإعلام الأمريكية حتى أنها باتت تدرس في كلية التجارة والأعمال بجامعة "جورج واشنطن"، كما ظهرت في العديد من الكتب الدراسية الأمريكية الخاصة بعلم التسويق.
إن هذه الأمثلة لم تكن إلا نماذج للعديد من النقاط المضيئة في طريقهم والمحاولات (العملية) لتصحيح صورة العرب والمسلمين في أمريكا..فهل نتابعهم؟ ندعمهم؟ نمد لهم يد العون في الغربة؟!
Http://www.cair-net.org
* اهتمام الغرب بالسينما الإيرانية مؤشر مدخل للتصحيح!
تقول (ذيبا مير حسيني) التي حصل فيلمها الأول والوحيد، الطلاق على الطريقة الإيرانية، على عدد من الجوائز، أخذت مكانها بين نحو ثلاثمئة جائزة حصدتها إيران في السنوات العشر الأخيرة في حديث لها مع بي بي سي أونلاين.
( إن السبب يكمن في أن السينما الإيرانية تقدم صورة مناقضة ومخالفة للصورة التي يحملها الغرب في مخيلته للجمهورية الإسلامية وللإسلام بصورة عامة. فالأفلام الإيرانية تعكس مجتمعا إنسانيا لأبعد الحدود مليئا بالفلسفة والعمق والتناغم الشعري، كما أن بها بعض القيم التي يقدرها الغرب.)
سبب آخر كما تقول ذيبا هو أن السينما الإيرانية تقدم أفلاما مختلفة عن نوعية الأفلام التي تنتجها هوليود، أفلاما غنية بالمشاعر الإنسانية وتعطي لمحة عن مجتمع مختلف مغلق أمام الغرب منذ عشرين عاما..
وهنا إن كان المجتمع الإيراني منغلقاً منذ عشرين عاماً فماذا عن مجتعاتنا الإسلامية ككل التي أغلقت في (إيطار)
يحتاج قوة إعلامية لكسره!
ومن أين تأتي قوة العمل إلا من قوة (الأفراد) بعد خالقهم...
وحينما تصطف النقاط تصبح خطاً...وإن شئنا فقد يكون مستقيماً أيضاً.
ومن الجانب الآخر كيتي زيجلمانز، وهي أستاذة بجامعة ليدن الهولندية ومن المهتمين بالسينـما الإيـرانية. تقول: السينما الإيرانية بها غموض غريب وإثارة، كما أنني كمشاهدة غربية لا أستطيع الإمساك بالمعنى الذي يريد المخرج التعبير عنه، صحيح أنني أدركه من الناحية المعنوية لكن لا يمكنني وضع يدي عليه أو لمسه ..
،،،،،
معاً لــــحلول (عمليــــــــة)
إن تصحيح صورة الإسلام في العالم وتخليصها من كل ما يشوبها.
هو من المهام المستعجلة المطروحة بل (الملزم) بها المسلمون؛ لأنه لا يمكن لهذه الفجوة بين المجتمع المسلم العربي والآخر أن تستمر في التعمق لدرجة يصعب معها التحكم في الأوضاع العامة والاستقرار الاجتماعي والتعايش بين المسلمين وغيرهم في العالم، كما أن الدين الإسلامي (طهر) يتحتم علينا تبيان حقيقته رغم أنف أخطاء أبنائه..
إن الاستبصار بحقيقة المشكلة وأسبابها..
سواء كانت الأسباب من أحد الطرفين أو كلاهما هو البداية (الصحية) للعلاج الأمثل.
ويذكر المستعرب الياباني (نوبوآكي نوتوهارا) في كتابه (العرب وجهة نظر يابانية) أثناء رحلاته للعالم العربي أنه كانت ترافقه أسئلة بسيطة وصعبة على حد قوله هي:
" لماذا لايستفيد العرب من تجاربهم؟....نحن نعرف أن تصحيح الأخطاء يحتاج إلى وقت قصير أو طويل. فلكل شئ وقت ولكن السؤال هو:كم يحتاج العرب من الوقت لكي يستفيدوا من تجاربهم ويصححوا أخطائهم، ويضعوا أنفسهم على الطريق السليم؟ "
هل بإمكاننا فقط أن نثير تساؤله في نفوسنا ومن ثم نشرع بخطى متفائلة نحو (بعض) الحلول:
*تجديد الخطاب الإعلامي الإسلامي والعربي:
اللغة إن لم تكن حاجز فهي ثغرة وإن لم تكن ثغرة فهي مطلب..
أياً كانت ماهيتها فهي (ضرورة)..
وهناك ضرورة للاعتراف بقصور(شديد) في الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي الموجه نحو الآخر.
إن العالم الفضائي العربي مغمض العينين ليس بالضرورة أن يغمضها أحدهم فقد تكون هي لا تريد أن (ترى)!
وهنا علينا أن ندعم الوعي بضرورة (الإبصار) و(الاستبصار) بحقيقة برامجنا، حواراتنا وحتى مسلسلاتنا..
هل الترجمة المكتوبة لمادتنا الإعلامية وعرضها في القنوات العالمية (معضلة)..
وهل تنفيذ برامج بلغتهم وبمضموننا مهمة مستحيلة!
وهل أجبرنا على استخدام (مصطلحات) فرضت علينا.
وهل مازلنا نفكر هل (الساندوتش) شاطر ومشطور وبينهما طازج كما أراده مجمع اللغة العربية!
*الحــــــوار:
إن الحوار وبناء جسور الثقة والتفاهم يمنح (الفهم) الذي نسعى له لتكتمل الصورة الناقصة في ذهن كل منهما. كما أنه يعزز التوجهات الإيجابية بين الطرفين.
في حين تكون القطيعة ومحاربة التوجهات الدينية، والخوف من الإسلام، والقناعة المعممة بأن الغربي فاسد ومتآمر غير مبررة وليست مقبولة ثقافياً ودينياً!
إن فتح حوار حضاري وثقافي وديني حقيقي بين الديانات والحضارات بين الإسلام والغرب، دون أي استعلاء، ومع الاعتراف المتبادل بالمساهمات المشرقة التي قدمها كل منهما في إطار بناء الحضارة الإنسانية؛ والاقتناع المتبادل بأن المشروع الحضاري المعاصر يحتاج للمساهمات الغربية، كما يحتاج أيضاً للمساهمات الرائدة للإسلام حضارياً وثقافياً وأخلاقياً.
ولا يمكن لهذا الحوار الحضاري أن يحقق أهدافه وطموحاته المتوقعة ما لم تراجع وسائل الإعلام والاتصال الغربية سياسة فرض إقتران وهمي بين الإسلام والإرهاب، كلما تعلق الأمر بحادث أو أزمة طارئة.
وحتى يفتح المسلمون ذهنهم للآخر دون الانسلاخ عن مبادئهم،كما أن عليهم أن يكونوا المصدر الفاعل لا المدافع فحسب.
*لماذا ننتظر من (يدافع) .. فيم نملك سلاحاً آخر لإظهار الحقائق؟!
إن تشكيل العرب والمسلمين في (العالم) - هيئات وأفراد - قوى ضاغطة ترفع صوتها مدافعة عن صورتها وهويتها بدلا من انتظار آن يبادر الآخر بالدفاع عنها أو بمهاجمتها ضرورة حتمية..
وضرورة عدم الانتظار لا تعني ألا نمد أيدينا مصافحة للآخر الذي يسعى للتصحيح والمبادرة لإظهار الحقيقة..
فهناك منهم من يدعم قضايانا ويشارك في محو التشويه الذي يعكر صفو ملامحنا الإسلامية.
*(الكتابـ)ـات:
دعا (د/ عبد القادر طاش رئيس تحرير صحيفة البلاد السعودية سابقاً) إلى "ضرورة صناعة صورة بديلة جديدة ربما كان الغرب بعد أحداث سبتمبر أيلول يبحث عنها. وهو ما يشهد عليه الإقبال الكبير على (الكتابات) التي تتحدث عن الإسلام في المرحلة الراهنة."
كتاب أم كتابات أياً كانت..
في صحفنا و صحفهم..لنسمعهم صوتاً مسلماً و عربي..
مضمونها،إقناعه،قوته وأولاً وأخيراً (صدقه) هو المفتاح الذي سيفك الكثير من الطلاسم التي تجهل حقيقة الإسلام والمسلمين.
* نملك (قيماً) يفتقدها كثر فلنبدع فيما لدينا:
إننا نملك مجتمعاً يحوي قيماً شتى وأبعاداً مختلفة وثقافة إسلامية نراها في دقائق الأمور إن أردنا تصفية العدسة التي ننظر بها لمجتمعنا.
وعليه فإن التدقيق فيما حولنا يعطينا شارات ومداخل لمنح الآخر الأفضل بل لمنح أنفسنا فرصة تنفس الهواء النقي في مجتعاتنا الإسلامية والعربية.
كما أن كل ذا (تخصص) يملك الكثير والكثير في مجال تخصصه..
خيرات الأرض،خيرات الفكر،خيرات اليد الإنسانية معولاً أو قلماً جميعها عناصر نملكها فمتى التنفيذ؟
*الخلافات المذهبية ماذا تفعل هناك؟!
مشكلة الخلافات بين المسلمين خارج العالم الإسلامي تأتى نتيجة نقلهم أخطائهم الاجتماعية والفكرية من بلادهم إلى البلدان الجديدة التي نزحوا إليها، وذلك فضلا عن الخلافات المذهبية فى فهم الدين الإسلامى ومقاصده والتركيز على الخلافات الفقهية في الفروع!
إن (طريقة) الجدل المذهبي لدينا قضية بحد ذاتها..وما ويزيد الأمر صعوبة أن حرية التعبير التي تُمنح لهم هناك تُستغل لتمتد الخلافات..وتكن حينها أخطاء (المسلمين) طاغية على حقيقة (الإسلام)..
وبذلك نشارك في ظلم ديننا وأنفسنا ونظرة الآخر لنا الذي لا يملك إلا ما يرى وما يروى.
.إذا تجاوزنا عن إشكالية المصدر وأخطاء النقل المشوه.
]علينا أن نراعي أننا (نمثل) الإسلام وليس مذهب فحسب[.
* هل يتعلم المسلمون مما يجري شيئاً؟
تعلم المسلمون دروساً بعد الحادثة المفجعة في (أوكلاهوما)، وعرفوا أن سبب اضطهادهم هو شبهة تعميم تورط المسلمين في حوادث الإرهاب، وتنفسوا الصعداء حينما انكشفت هوية الفاعل، وبذلك تزعزعت الفرضيات الخاطئة والشائعة عند عامة الغربيين، عن تحميل المسلمين مسؤولية العنف في العالم.
وفي نفس الوقت كشفت حادثة أوكلاهوما، المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها المسلمون بسبب هذه الشبهة. ولو لم يتم إلقاء القبض على الجاني بفترة زمنية قصيرة، لدفع المسلمون ثمنا فادحا لهذه الشبهة وبمرات مضاعفة، كما يدفعونها الآن بعد أحداث نيويورك وواشنطن.
إن ما جرى وما يجري مؤشر بل جرس (نداء) لا (إنذار) لضرورة العمل في إيجاد مخرج من الدائرة التي تحيط بالمسلمين.
إن (الجهد) لا يضيع..ولكن هل بدأنا ببذل الجهود حقاً..؟
إن كانت الإجابة بلا..فإلى متى..
وإن كانت الإجابة بنعم...فلنبحث عمن يعمل ولندعم (معنوياً، مادياً) بدل من أن نتسابق في التصويت على الفضائيات العربية!
* هل نحن ترجمة للآخر:
الإعلام ليس عبارة عن مجموعة واحدة متجانسة، فتغطية الإعلام البريطاني لحدث ما أو موضوع إسلامي، يختلف عن تغطية الإذاعات الفرنسية وكليهما يختلفان عن الأعلام الإيطالي أو النرويجي أو الأمريكي لنفس الحدث، كل حسب توجهاته وسياسة كل دولة.
فلماذا إعلامنا ترجمة للآخر وليس ترجمة لنا ليفهمنا الآخر.!
*الفهم لواقعنا (واجب شرعي):
(الصورة لن تتحسن طالما لازالت هناك رؤى خاطئة للنفس وبالتالي للمجتمع خاصة مع المسافة المتناقضة بين (الرؤية الذاتية) والتي تعتمد على القراءة الخاطئة للذات وبين (الرؤية المجتمعية) التي تعتمد على الرؤية النقدوية للمجتمع بمعنى أن الفرد الذي لا ينتقد ذاته أو سلوكه هو ذاته الذي قد يجتهد في نقد مجتمعه بتناقض ملحوظ،إن الوقوف على هذا التناقض بقراءة واعية كفيل بالمساهمة في تحسين الصورة) هذا ما ذكرته الأستاذة غادة الخضير الكاتبة والمحاضرة في قسم علم النفس بجامعة الملك سعود لـ(ـأبجد حياة) حول مدى إمكانية العقل العربي الإسلامي في فهم واقعه المعاصر.
وهنا نحن نبحث تلك الرؤية لدى الآخر علها (محفزاً) لإدراك الحقائق.
*الجاليات المسلمة سفراؤنا في العالم:
إن واجب الدفاع عن الإسلام وتحسين صورته في الغرب، يفرض على الجاليات المسلمة في أوربا العمل على:
- ترشيد الصحوة الإسلامية وتوجيه شبابها المؤمن نحو منهج الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمرتكزة على مبدأ الاعتدال والحوار والوئام دون مغالاة أو تشدد أو تعصب.
وذلك تحقيقاً لقوله تعـالى:
{ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}.
- العمل لإيجاد مناخ اجتماعي تَسَاكُنِيّ خال من كل ما يمكنه أن يضرّ بالعلاقات الطيبة بين الجاليات المسلمة وغيرها، مناخ يعمّه الاستقرار والطمأنينة والتعاون. غير أن على الجالية المسلمة المدعوة لمراعاة قوانين البلاد التي تعمل فيها، وتستفيد في إطار أنظمتها التشريعية والقانونية وعوائدها وظروفها، أن تعمل على تحصين هويتها الإسلامية وعقيدتها الدينية ومقوماتها المتميزة وحقوقها الاجتماعية المشروعة.
- العمل أيضاً لتكثيف الجهود وتنسيقها بين كل العناصر المسلمة وقادة الرأي في العالم، وذلك في إطار العمل الإسلامي المشترك، ومحاولة التخلي عن أسباب الخلافات والصراعات التي لا تفيد الإسلام والمسلمين، وذلك عملاً بقول الله عز وجل { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }.
- التواصل (المستمر) مع المؤسسات الإسلامية والعربية داخل المجتمع الغربي لاستقاء الجديد و(الأصح) عن عالمهم ولدعم الجهود المبذولة والمشاركة في تغيير الصورة.
*استطلاعات (الرأي) العامة أولى الخطى نحو التصحيح:
وذكر لـ(أبجد حياة) د/ وليد عبدالله اختصاصي وراثة جزئية:
(أن فهم الفرد العربي المسلم لصورته لدى الآخر لن يكون إلا بإجراء استطلاعات رأي عامة وشاملة من مصادر مختلفة لبدء مسيرة التغيير بنظرة الآخر عن الإسلام والمسلمين.)
وهنا يتضح مطلب علمي منظم وتغيير (حقيقي) حتى في أسلوب العلاج الذي يستخدمه المجتمع الإسلامي العربي لتصحيح صورته.
*الطفل .. لبنة الجيل الجديد:
نفتقد الرسوم المتحركة ذات الطابع الأخلاقي الناضج.
والتي ترسم للطفل العربي المسلم النموذج الذي يتطلع و(يعمل) لأجله..
الطاقات الشابة التي يتمتع بها العالم الإسلامي والعربي لابد تحمل بين حناياها..
حلماً يستحق التنفيذ..
*الرسائل الموجهة للصحف وماذا يقول (القصيبي):
ذكر د/غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة ):
(أن هناك مكتب متخصص في إعداد ]رسائل موجهة للصحف[ في لوس أنجلوس وفي كل مدينة أمريكية.
وبوسع كل متعاطف مع إسرائيل يرى مقالاً لا يعجبه عن اسرائيل أن يرسل المقال إلى المكتب،وفي خلال 48 ساعة يصله رد جاهز بالأرقام والتواريخ وماعليه إلا توقيعه وإرساله إلى الصحيفة المعنية.
هذا مايفسر لنا أنه يستحيل أن ينشر أي مقال ضد اسرائيل في أي صحيفة أمريكية دون أن تصل هذه الصحيفة عدة ردود (عقلانية) تعترض على المقال.
كثير من العرب يكتبون رسائل إلى الصحف ولكنهم يكتبونها بطريقة انفعالية تحول بينها وبين النشر، أو تسئ إلى القضية أكثر مما تخدمها إذا نشرت.
كتابة الرسائل إلى الصحف فن قائم بذاته،لاعلاقة له بالبلاغة، ولا بعدالة القضية).
هل نحتاج هكذا مكتب؟! أم هل نملك إنشاء مكتب مماثل؟!
وهل إنشاءه ضرب من المستحيل!