تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ســـــــــــــــ؟ــــــــــــؤال


الجارية ♥تودّد
2010-05-12, 22:04
كيف يأتيكم الإلهام وتشرعون في كتابة الخاطرة

أو ما الذي يوحي لكم بالمعاني

أهي ذكرى ؟ أم إحساس ؟ أم مشهد أم صورة معبرة ؟ أم أغنية أم قصيدة ؟ أو ربما ... ؟

هادي حامد
2010-05-12, 22:42
كيف يأتيكم الإلهام وتشرعون في كتابة الخاطرة


أو ما الذي يوحي لكم بالمعاني

أهي ذكرى ؟ أم إحساس ؟ أم مشهد أم صورة معبرة ؟ أم أغنية أم قصيدة ؟ أو ربما ... ؟



سأتحدّث هنا عن نفسي فأقول أننا نمتلك الكثير من المعاني والقيم والمفردات اللتي تعبّر عن أشياء كثيرة موجودة حولنا ، هذه المعاني والقيم والمفردات نختزنها في عقولنا وقلوبنا ووجداننا ، فقط هي بحاجة إلى أن نفلتها من هذه الأوعية ونترك لها المجال للإنسياب ، فنراها تتدفّق كشلّال المياه ، كيف نفلتها وكيف نترك لها المجال ، أعتقد أننا بحاجة إلى حاسة التّذوق والوعي لننطلق في عالم الفكر والإبداع ، فكلنا يمتلك ملكات للفكر والإبداع وهذه الملكات سريعا ما تستجيب إذا ما قمنا بإستعمالها وإيقاظها بشكل متكرّر ،فعندما نتذوّق الكلمات نعشقها فيسيل لعابها ، وتتدحرج ككرة الثلج على صفحات أذهاننا وعقولنا ، وهنا أيضا يجب ألّا نضيع أو نغرق في دوّامة الواقع المحبط ، بل يجب أن نرسّخ في أذهاننا وعقولنا أننا ما خلقنا للتعب أو الوجع أو الشعور بمرارة ، بل خلقنا لنعيش ونصادق ونحب ونعشق ونستمتع بالحياة بالوجود بالكون .
ويبقى الأمل بريقا وبوصلة لنا نسير معه إلى عالم الرجاء والتمنّي .
تحياتي لك ، ودمتم بود وسعادة .

الجارية ♥تودّد
2010-05-13, 13:26
سأتحدّث هنا عن نفسي فأقول أننا نمتلك الكثير من المعاني والقيم والمفردات اللتي تعبّر عن أشياء كثيرة موجودة حولنا ، هذه المعاني والقيم والمفردات نختزنها في عقولنا وقلوبنا ووجداننا ، فقط هي بحاجة إلى أن نفلتها من هذه الأوعية ونترك لها المجال للإنسياب ، فنراها تتدفّق كشلّال المياه ، كيف نفلتها وكيف نترك لها المجال ، أعتقد أننا بحاجة إلى حاسة التّذوق والوعي لننطلق في عالم الفكر والإبداع ، فكلنا يمتلك ملكات للفكر والإبداع وهذه الملكات سريعا ما تستجيب إذا ما قمنا بإستعمالها وإيقاظها بشكل متكرّر ،فعندما نتذوّق الكلمات نعشقها فيسيل لعابها ، وتتدحرج ككرة الثلج على صفحات أذهاننا وعقولنا ، وهنا أيضا يجب ألّا نضيع أو نغرق في دوّامة الواقع المحبط ، بل يجب أن نرسّخ في أذهاننا وعقولنا أننا ما خلقنا للتعب أو الوجع أو الشعور بمرارة ، بل خلقنا لنعيش ونصادق ونحب ونعشق ونستمتع بالحياة بالوجود بالكون .
ويبقى الأمل بريقا وبوصلة لنا نسير معه إلى عالم الرجاء والتمنّي .
تحياتي لك ، ودمتم بود وسعادة . [/center]


أفهم أن القراءات هي دافعك وحافزك في الكتابة وهذا أمر جميل أشترك فيه معك يا أخي

وأفهم أيضا أنك تؤمن بفلسفة التفاؤل في الحياة وهو أمر جميل أيضا ولكني لا أتفق فيه معك كثيرا لأن الحياة خلقت بذوقين واحد حلو وآخر مر ولا وجود للواحد دون الآخر ، أقصد لا معنى للسعادة إن لم نذق طعم الحزن، ولا معنى للحب إن لم نعاني الإهمال ونسيان الآخرين.


وشكرا لك أخي على تعطير صفحتي بكلامك المفيد وفكرك المستنير

المجهـول
2010-05-13, 13:33
الـــــــــسلام عليكم ورحمة الله وبركــــــــاته

أولا : بـــــــــارك الله فيك أختي الكريمة على هدا السؤال الضارب في صميم الابداع

تانيا وهده اجابتي : أنا أجد المعاني في الحزن الذي أعتبره دافعا للابداع فمن باب الأحزان نصل للسعادة المنشودة


تحيتي / المجهـول

فريدرامي
2010-05-13, 13:43
أختي الكريمة
هي لحظات جنون داخلي تدفعني
الى كتابة خربشات أقول خربشات لانه من صعب
ان يصل الانسان الى الابداع
بين عشية وضحاها
وكما ذكرت
أقصد لا معنى للسعادة إن لم نذق طعم الحزن، ولا معنى للحب إن لم نعاني الإهمال ونسيان الآخرين.
هذا دافع ربما
كما لا يمكنني ان أدعي الالهام
فهذه الدرجة القصوى في عالم الابداع
.........بارك الله فيك

الجارية ♥تودّد
2010-05-13, 13:47
الـــــــــسلام عليكم ورحمة الله وبركــــــــاته

أولا : بـــــــــارك الله فيك أختي الكريمة على هدا السؤال الضارب في صميم الابداع

تانيا وهده اجابتي : أنا أجد المعاني في الحزن الذي أعتبره دافعا للابداع فمن باب الأحزان نصل للسعادة المنشودة


تحيتي / المجهـول

إذا تتولد الخاطرة لديك عند الشعور بأسراب الأحزان تتوافد على قلعة إبداعك، وهذا يدل على أنك تبحث عن كل ما هو عميق من إحساس وأفكار ومعاني لتشيد بها إبداعا ينفذ مباشرة إلى قلوب معجبيك من القراء، ويزيح عن قلبك أوجاس الزمان فلك بذلك فرحتان، فرحة الخلاص من العذاب، وفرحة ميلاد حرف إبداع

شكرا على مشاركتي في هذا الموضوع وبارك الله فيك أيضا

الجارية ♥تودّد
2010-05-13, 13:58
أختي الكريمة
هي لحظات جنون داخلي تدفعني
الى كتابة خربشات أقول خربشات لانه من صعب
ان يصل الانسان الى الابداع
بين عشية وضحاها
وكما ذكرت
أقصد لا معنى للسعادة إن لم نذق طعم الحزن، ولا معنى للحب إن لم نعاني الإهمال ونسيان الآخرين.
هذا دافع ربما
كما لا يمكنني ان أدعي الالهام
فهذه الدرجة القصوى في عالم الابداع
.........بارك الله فيك




وفيك بارك أخي المحترم وشكرا على انضمامك إلى صفحتى

لقد أعجبني تواضعك وهكذا يجب أن نكون كلنا، غير أنه لا جدال في أن كل عمل متقن أو إبداع راق يبدأ بالخربشات والمحاولات الفاشلة، وأظن أن لحظات الجنون التي تدفعك للكتابة هي أمر جميل لأن التعبير عن الأحاسيس القوية يولد المعاني التي تسحر القلوب وتستثير الوجدان وليس أجمل من خاطرة تأخذنا بقوتها إلى عوالم الفن والجمال

يوناس
2010-05-13, 15:41
كيف يأتيكم الإلهام وتشرعون في كتابة الخاطرة

أو ما الذي يوحي لكم بالمعاني

أهي ذكرى ؟ أم إحساس ؟ أم مشهد أم صورة معبرة ؟ أم أغنية أم قصيدة ؟ أو ربما ... ؟




الخاطرة تبدأ نورا خافتا هاربا أسفل الباب يصدم مقلتيك وقد ألفتا ضلمة السكون ومشاهد غير واضحة إنها ذكريات متسارعة وصراخ أطفال يلعبون وقد اختلط بموج البحر ثم تفقدين الوعي لتفتحي عينيك على خبايا نفسك إنّها الخاطرة جاثمة أمامك مرآة روح أو ربما انعكاس لزمن هارب

هادي حامد
2010-05-14, 00:20
أفهم أن القراءات هي دافعك وحافزك في الكتابة وهذا أمر جميل أشترك فيه معك يا أخي

وأفهم أيضا أنك تؤمن بفلسفة التفاؤل في الحياة وهو أمر جميل أيضا ولكني لا أتفق فيه معك كثيرا لأن الحياة خلقت بذوقين واحد حلو وآخر مر ولا وجود للواحد دون الآخر ، أقصد لا معنى للسعادة إن لم نذق طعم الحزن، ولا معنى للحب إن لم نعاني الإهمال ونسيان الآخرين.


وشكرا لك أخي على تعطير صفحتي بكلامك المفيد وفكرك المستنير



أختي الكريمة ، أعلم تماما أن الأضداد كلها موجودة على هذه الأرض ، الحب الكره السعادة الشقاء الصدق الكذب الأبيض الأسود الحلو المر ........ وهكذا ، ولكن في الشعور بمعاني الأشياء ، ليس بالضرورة أن نتذوّقها أو أن نلامسها ، ففرق كبير ما بين وجود الأشياء وما بين ملامستها لكي نصل إلى معانيها ، وهنا أقول أننا يكفينا إدراك ماهية الأشياء وطبيعتها سواء عن طريق الملامسة أو القراءة أو المشاهدة والإستماع لكي تتحقّق المعرفة بقيمة ومعنى الشيئ ، أما وجود النقيض فوجوده أو معرفة ماهيته تقودنا لتعزيز قيمة النقيض الآخر ، وسأضرب أمثلة في هذا الإتّجاه .
حينما أشاهد مسلسلا يحكي قصّة إبن يعقّ أبيه مع أن أبيه كافح وضحّى كثيرا من أجله وتعب وسهر الليالي على راحة إبنه ، هنا من خلال المشاهدة تحصّلت عندي معني القسوة متمثلة بسلوك هذا الإبن العاق ، وأيضا معنى الرحمة والحنان متمثّلة بسلوك الأب .
أيضا حينما أطالع قصة رومانسية وأغرق في تفاصيلها وأندمج معها ، أكون قدتحصّلت على مشاعر الحب والغرام ومعانيهما من خلال أبطال هذه القصّة ،أيضا عندما أجلس في مجلس وأستمع إلى حديث أحدهم وهو يحكي واقعة مؤلمة حدثت مع شخص ما ، فهنا أيضا أشعر بمعني الألم .
كل ما أعنيه هنا أنه يكفي أن تكون من حولنا الأشياء حتي ندرك قيمة الأشياء المعاكسة ، فالسعادة يمكن أن نشعر بمعانيها دون تذوق طعم الشقاء ، ولكن وجود الشقاء في محيطنا يعطينا ويوضّح لنا قيمة وأهمية السعادة في حياتنا ، وفي الألم يكفينا معرفة ماهية الألم وأي فعل يقوم به على النفسي والبدني لنا حتي ندرك قيمة وأهمية الصحة اللتي نعيشها .
أما عن أن الحياة خلقت بذوقين أحدهما حلو والآخر مر ، لا وجود للواحد دون الآخر ، هنا أقول أن وجودهما التكويني في هذا الكون ليس ملزما في الأخذ بهما على السواء حتي يتذوّق معانيهما ، ونحن دائما نبحث عن الفرح والحب والسعادة ، فهل ينبغي علينا أن نتألم ونكره ونشقى لكي نحصل على معنى الفرح والحب والسعادة ؟
أرجو أن تكون الفكرة قد إتّضحت حتي يكون التوافق كاملا بإذن الله ، تحياتي لك ، وأنتظر رأيك ، ودمتم بود وسعادة .

الجارية ♥تودّد
2010-05-14, 16:36
أختي الكريمة ، أعلم تماما أن الأضداد كلها موجودة على هذه الأرض ، الحب الكره السعادة الشقاء الصدق الكذب الأبيض الأسود الحلو المر ........ وهكذا ، ولكن في الشعور بمعاني الأشياء ، ليس بالضرورة أن نتذوّقها أو أن نلامسها ، ففرق كبير ما بين وجود الأشياء وما بين ملامستها لكي نصل إلى معانيها ، وهنا أقول أننا يكفينا إدراك ماهية الأشياء وطبيعتها سواء عن طريق الملامسة أو القراءة أو المشاهدة والإستماع لكي تتحقّق المعرفة بقيمة ومعنى الشيئ ، أما وجود النقيض فوجوده أو معرفة ماهيته تقودنا لتعزيز قيمة النقيض الآخر ، وسأضرب أمثلة في هذا الإتّجاه .
حينما أشاهد مسلسلا يحكي قصّة إبن يعقّ أبيه مع أن أبيه كافح وضحّى كثيرا من أجله وتعب وسهر الليالي على راحة إبنه ، هنا من خلال المشاهدة تحصّلت عندي معني القسوة متمثلة بسلوك هذا الإبن العاق ، وأيضا معنى الرحمة والحنان متمثّلة بسلوك الأب .
أيضا حينما أطالع قصة رومانسية وأغرق في تفاصيلها وأندمج معها ، أكون قدتحصّلت على مشاعر الحب والغرام ومعانيهما من خلال أبطال هذه القصّة ،أيضا عندما أجلس في مجلس وأستمع إلى حديث أحدهم وهو يحكي واقعة مؤلمة حدثت مع شخص ما ، فهنا أيضا أشعر بمعني الألم .
كل ما أعنيه هنا أنه يكفي أن تكون من حولنا الأشياء حتي ندرك قيمة الأشياء المعاكسة ، فالسعادة يمكن أن نشعر بمعانيها دون تذوق طعم الشقاء ، ولكن وجود الشقاء في محيطنا يعطينا ويوضّح لنا قيمة وأهمية السعادة في حياتنا ، وفي الألم يكفينا معرفة ماهية الألم وأي فعل يقوم به على النفسي والبدني لنا حتي ندرك قيمة وأهمية الصحة اللتي نعيشها .
أما عن أن الحياة خلقت بذوقين أحدهما حلو والآخر مر ، لا وجود للواحد دون الآخر ، هنا أقول أن وجودهما التكويني في هذا الكون ليس ملزما في الأخذ بهما على السواء حتي يتذوّق معانيهما ، ونحن دائما نبحث عن الفرح والحب والسعادة ، فهل ينبغي علينا أن نتألم ونكره ونشقى لكي نحصل على معنى الفرح والحب والسعادة ؟
أرجو أن تكون الفكرة قد إتّضحت حتي يكون التوافق كاملا بإذن الله ،تحياتي لك ، وأنتظر رأيك ، ودمتم بود وسعادة .


عادة لا أحب الاختلاف مع الناس خاصة إذا كانوا مثقفين وأفكارهم عميقة ومتبحرة، ولكن ليس من طبعي النفاق ولا قول ما لا أعتقد؛ وآمل أن تتقبل اختلافي معك كما تقبلت اختلافك معي، فالاختلاف كما يقول المثل لا يفسد للود قضية.


إذا أرى أن هناك فرقا بين أن نعيش الحياة وبين أن نقرأ عن الحياة، بين أن تمر علينا ساعة ألم وبين أن نمضي المساء نستمع الناس يشكون آلامهم، وسأستشهد بحادث صغير مررت به : كنت وإحدى صديقاتي مقربتين جدا ويجمع بيننا ذات التفكير وذات المبادئ من الحياة، كانت تمر بأزمة عاطفية وكنت دوما أعارضها في طريقة تفكيرها أو لنقل بكل صراحة لم أكن أفهم ما كانت تمر به رغم أنها كانت تطلعني على كل التفاضيل، ولكن لأني لم أمرر في حياتي بمثل ما مرّت به لم أستطع أن أقتنع بأن تصرفها طبيعي وعادي، ولم يشفع لي في ذلك لا الأفلام والمسلسلات ولا الروايات التي اطلعت عليها ولا غيرها، كان علي أن أنتظر مرور بعض السنين لأعود إليها وأقول لها أخيرا فهمت ما مررت به وقد فرحتْ كثيرا لأني توصلت أخيرا لتجسّد الأحاسيس التي كانت تعاني منها .


كيف ذلك ؟ لأني عرفت في الأخير أن الارتباط العاطفي حالة يجب أن تعيشها لتفهمها وقد عشتها وفهمت شيئا منها. وأظن أن الأمر ينطبق على الكثير من الأشياء في الحياة.


وأعطيك مثالا آخر يتصل بالذي قلته لك في المرة الماضية : الذوق الحلو والذق المالح، تخيل أنك لم تتذوق أحدهما من قبل ويُطلب منك أن تتصورهما أجبني بصراحة هل ستنجح؟ شخص لم يذق في حياته الملح هل يستطيع من خلال الوصف الذي نقوله له أن يتجسّد هذا الطعم ؟ هو حامض والكثير منه مر ... لا . لا أظن. ولكني أنتظر موقفك من القضية وأظن أن النقاش سيطول بيننا فمرحبا أخي المحترم وبآرائك المفيدة .

حسن نصر الله
2010-05-14, 17:09
كيف يأتيكم الإلهام وتشرعون في كتابة الخاطرة


أو ما الذي يوحي لكم بالمعاني

أهي ذكرى ؟ أم إحساس ؟ أم مشهد أم صورة معبرة ؟ أم أغنية أم قصيدة ؟ أو ربما ... ؟



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك أختي وعلى جميع الأعضاء

الخاطرة هي فن من فنون النثر الأدبي
وهي تعبر عما يجول بخاطر الكاتب
فيصطاده كما كان يفعل الإمام ابن الجوزي
حتى ألف لنا صيد الخاطـر
فتكون المدعاة لكتابة الخاطرة
أولا وقبل كل شيء:
التدوين في وقتها، لأن ما يجول بالخاطر
يكون سريع التناسي، فإن لم يصطد ويدون في وقته
لات حين مناص من تذكره
ثانيا، أكثر الأمور مدعاة للخاطرة
هي الحزن والغضب
وتتفاوت الدرجات
حتى تصل الخواطر إلى الحضيض


هذا إذا قلنا الخواطر الأدبية
أما ما نجده ونقرأه في الصحافة والمنتديات
فهذا نوع أدبي آخر
أسماه النقاد المختصون:
أدب الصحافة
وفيه مزالق كثيرة:
من وهن في اللغة، والحشو في الاسترسال، وركاكة الأسلوب الإنشائي
وغيرها

هذه وجهة نظر
بارك الله فيك أختي

الجارية ♥تودّد
2010-05-14, 17:18
الخاطرة تبدأ نورا خافتا هاربا أسفل الباب يصدم مقلتيك وقد ألفتا ضلمة السكون ومشاهد غير واضحة إنها ذكريات متسارعة وصراخ أطفال يلعبون وقد اختلط بموج البحر ثم تفقدين الوعي لتفتحي عينيك على خبايا نفسك إنّها الخاطرة جاثمة أمامك مرآة روح أو ربما انعكاس لزمن هارب

تصوير جميل إذا الخاطرة هي فقدان وعي وإبحار في اللاوعي البشري الملئ بالأسرار والأشياء المخفية
شكرا على مشاركتي في هذا الموضوع أخي المحترم

الجارية ♥تودّد
2010-05-14, 17:26
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك أختي وعلى جميع الأعضاء

الخاطرة هي فن من فنون النثر الأدبي
وهي تعبر عما يجول بخاطر الكاتب
فيصطاده كما كان يفعل الإمام ابن الجوزي
حتى ألف لنا صيد الخاطـر
فتكون المدعاة لكتابة الخاطرة
أولا وقبل كل شيء:
التدوين في وقتها، لأن ما يجول بالخاطر
يكون سريع التناسي، فإن لم يصطد ويدون في وقته
لات حين مناص من تذكره
ثانيا، أكثر الأمور مدعاة للخاطرة
هي الحزن والغضب
وتتفاوت الدرجات
حتى تصل الخواطر إلى الحضيض


هذا إذا قلنا الخواطر الأدبية
أما ما نجده ونقرأه في الصحافة والمنتديات
فهذا نوع أدبي آخر
أسماه النقاد المختصون:
أدب الصحافة
وفيه مزالق كثيرة:
من وهن في اللغة، والحشو في الاسترسال، وركاكة الأسلوب الإنشائي
وغيرها

هذه وجهة نظر
بارك الله فيك أختي

شكرا على هذا التعريف الجميل لوصف الدافع إلى كتابة الخاطرة " صيد الخاطر" لن أجد أجمل منه للتعبير عن الحيرة في انتقاء المعنى واختيار الحرف وصياغة الإبداع ، وأوافقك فيما قلته بأن ضعف اللغة وعدم احترام النحو وقواعد الصرف والإملاء يضعف من الإبداع الأدبي وينقص من قيمته غير أن ذلك لا يمنع من أن تحوي المنتديات ومواقع الأنترنت على أقلام تسحر بما تحبكه من أفكار وفنون في الكلام وقد توافرت على كل شروط العمل الأدبي الراقي ، ولكن بصراحة هي قليلة . وكثيرا ما نجد الذي يجيد اللغة يفتقر للموهبة والذي أوتي الموهبة تخونه اللغة

وفي الأخير أشكرك على إضافتك القيمة ورأيك السديد ومرحبا بك في موضوعي

حَكَـايَا إِحسَـღـاس
2010-05-14, 18:05
تدفعني خواطر الآخرين
لكتابة خواطري
فمنها أستمد الإلهام

هادي حامد
2010-05-14, 18:29
عادة لا أحب الاختلاف مع الناس خاصة إذا كانوا مثقفين وأفكارهم عميقة ومتبحرة، ولكن ليس من طبعي النفاق ولا قول ما لا أعتقد؛ وآمل أن تتقبل اختلافي معك كما تقبلت اختلافك معي، فالاختلاف كما يقول المثل لا يفسد للود قضية.


إذا أرى أن هناك فرقا بين أن نعيش الحياة وبين أن نقرأ عن الحياة، بين أن تمر علينا ساعة ألم وبين أن نمضي المساء نستمع الناس يشكون آلامهم، وسأستشهد بحادث صغير مررت به : كنت وإحدى صديقاتي مقربتين جدا ويجمع بيننا ذات التفكير وذات المبادئ من الحياة، كانت تمر بأزمة عاطفية وكنت دوما أعارضها في طريقة تفكيرها أو لنقل بكل صراحة لم أكن أفهم ما كانت تمر به رغم أنها كانت تطلعني على كل التفاضيل، ولكن لأني لم أمرر في حياتي بمثل ما مرّت به لم أستطع أن أقتنع بأن تصرفها طبيعي وعادي، ولم يشفع لي في ذلك لا الأفلام والمسلسلات ولا الروايات التي اطلعت عليها ولا غيرها، كان علي أن أنتظر مرور بعض السنين لأعود إليها وأقول لها أخيرا فهمت ما مررت به وقد فرحتْ كثيرا لأني توصلت أخيرا لتجسّد الأحاسيس التي كانت تعاني منها .


كيف ذلك ؟ لأني عرفت في الأخير أن الارتباط العاطفي حالة يجب أن تعيشها لتفهمها وقد عشتها وفهمت شيئا منها. وأظن أن الأمر ينطبق على الكثير من الأشياء في الحياة.


وأعطيك مثالا آخر يتصل بالذي قلته لك في المرة الماضية : الذوق الحلو والذق المالح، تخيل أنك لم تتذوق أحدهما من قبل ويُطلب منك أن تتصورهما أجبني بصراحة هل ستنجح؟ شخص لم يذق في حياته الملح هل يستطيع من خلال الوصف الذي نقوله له أن يتجسّد هذا الطعم ؟ هو حامض والكثير منه مر ... لا . لا أظن. ولكني أنتظر موقفك من القضية وأظن أن النقاش سيطول بيننا فمرحبا أخي المحترم وبآرائك المفيدة .


دعيني أختي الفاضلة في البداية أقول أن هذا النقاش ليس إختلافا بقدر ما هو إثراء وتعزيز للفكرة اللتي هي مثار البحث والمناقشة وهذا بحد ذاته قيمة عالية ومكسب كبير ، حيث يأخذ النقاش هذا الشكل العقلاني والهادئ والبنّاء واللذي أرجو أن يتعزّز فيما بيننا كأسلوب حضاريّ راق يخدمنا جميعا في مسألة تقريب وجهات النّظر إلى حد قد يصل إلى النظر للأشياء من منظور واحد .
أختي الكريمة سأعلق على ما ذكرتيه بالآتي :
أولا :إذا أرى أن هناك فرقا بين أن نعيش الحياة وبين أن نقرأ عن الحياة، بين أن تمر علينا ساعة ألم وبين أن نمضي المساء نستمع الناس يشكون آلامهم، وسأستشهد بحادث صغير مررت به : كنت وإحدى صديقاتي مقربتين جدا ويجمع بيننا ذات التفكير وذات المبادئ من الحياة، كانت تمر بأزمة عاطفية وكنت دوما أعارضها في طريقة تفكيرها أو لنقل بكل صراحة لم أكن أفهم ما كانت تمر به رغم أنها كانت تطلعني على كل التفاضيل، ولكن لأني لم أمرر في حياتي بمثل ما مرّت به لم أستطع أن أقتنع بأن تصرفها طبيعي وعادي، ولم يشفع لي في ذلك لا الأفلام والمسلسلات ولا الروايات التي اطلعت عليها ولا غيرها، كان علي أن أنتظر مرور بعض السنين لأعود إليها وأقول لها أخيرا فهمت ما مررت به وقد فرحتْ كثيرا لأني توصلت أخيرا لتجسّد الأحاسيس التي كانت تعاني منها .


كيف ذلك ؟ لأني عرفت في الأخير أن الارتباط العاطفي حالة يجب أن تعيشها لتفهمها وقد عشتها وفهمت شيئا منها. وأظن أن الأمر ينطبق على الكثير من الأشياء في الحياة.

أقول هنا بأنني ذكرت في السابق أنه من الممكن التحصّل على فهم المعاني الحقيقية للأشياء عن طريق الملامسة أو وجودها في محيط قريب منّا يسمح لنا بإدراك ماهيتها وطبيعتها وما تتركه من آثار ، فالملامسة تعني أن الشخص نفسه يقع ضمن المواجهة المباشرة للمعاني الحقيقية وأثرها ، وهذا بالتّأكيد يجعل فهم المعاني وإدراكها سريعا جدا وواضحا ، ولكن أيضا من الممكن أن نرى ونتفهّم معاني الأشياء إذا ما كانت عندنا المعرفة الكاملة لطبيعة وأثر هذه المعاني دون الحاجة إلى المواجهة المباشرة معها ، فحتّي أن الشعور بالأشياء والتفاعل معها هي عملية عقلية في أصولها ثم تتوزّع حسب مواقعها فمنها ما يأخذ في تفاعله مع الأشياء الجانب العقلي ومنها ما يأخذ الجانب القلبي أي العاطفي والوجداني ، فالحب وإن كانت تفاعلاته ضمن المشاعر والعواطف والأحاسيس القلبية ، إلا أن أصلها هو العقل أما القلب فدوره هنا يكون تنفيذيا لما يأمر به العقل .
أيضا هنا لابد من الإشارة بأننا نمتلك أكثر من وسيلة للتعرّف على الأشياء ومعانيها ،هذه الوسائل متمثّلة بالحواس الخمسة السمع والبصر واللّمس والشم والتذوّق ، بإحدي هذه الوسائل يمكن إدراك معني الأشياء وحقيقتها .
وهنا اعود لبعض ما ذكرتيه أختي الكريمة حول أنك لم تستطيعي التفاعل مع قضيّة صاحبتك إلا بعدما تحققت لديك بعض منها ، هنا أقول أنه بالتأكيد هنا فرق بين الملامسة والإستماع ، ولكن هذا في درجة سرعة الإستجابة وسرعة تفهّم المعاني ، وليس أن الإستماع لا يأتي بنتيجة ، فكلاهما يأتي بالنتائج ولكن أحدهما أسرع من الآخر ولحد ما أقوى من الآخر .
وفي نفس السياق أقول مستشهدا ومبرهنا ، أن كثير من كبار الشعراء برعوا كثيرا لحد الذّهول في وصف أشياء لم يلمسوها ولم يعيشوها بالمطلق ، فمحمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير ، قد كتب قصائد وأشعار في الألم والمعاناة والفقر ، وهو يعيش في فنادق خمس نجوم وكانت عيشته شديدة التّرف والغنى ، ولو أتينا بشخص فقير يملك موهبة شعرية وقلنا له أن يكتب عن الفقر والمعاناة ، فإنه لن يستطيع أن يأتي بما أتى به محمود درويش... كيف يكون ذلك إذن ؟؟؟
أما بخصوص السؤال حول الذوق الحلو والذوق المر وكيف لي وصفها إن لم أتذوّقها ، هنا أقول أننا كيف يمكن لإنسان أن ثري وغني جدا ولم يعش يوما من الأيام حالة الحرمان أن يتفاعل مع المحرومين ويتألم بسببهم ؟ هل شعر بالألم ؟ أم أنه كان يعلم بصورة أخرى غير اللمس والمعايشة طبيعة الحرمان والألم وأثرهما على الشخص ؟
كيف لنا أن نتألم ونتعاطف ونشعر بالمرارة لحالة يتيم فاقد لأبويه ، ونحن بحمد الله لنا أبوين ؟ولم نعيش حالة اليتم ؟
كيف لي أن أذكر فضل الزوجة وأهمية الزواج وكيف أن الحياة الزوجية حياة حلوة أو قد تكون سيئة وأنا أعزب ، وبالمثل عند الفتاة ؟

كيف لي أن أقول أن العسل لذيذا وحلوا على الرغم أنني لم أتذوقه في حياتي مثلا ؟ كيف لي أن أصف أنواعا كثيرة من الورود والأزهار وأتغنّى بها وبعذوبة شذاها وجمال شكلها وأنا لم أر الكثير منها ؟؟؟
أقول في النهاية أننا من الممكن والجائز أن نصف أشياء ونفهم معانيها وأثرها من خلال وجودها بإحدى الطرق في كائننا المحيط بما يسمح لنا بإدراكها ومعرفة طبيعتها ، دون ملامستها أو المواجهة معها بشكل مباشر ، وإن كان الأخير أقوي وأسرع في تفهم الأشياء ومعانيها .
عند البحث عن الحب والتمتّع به ليس بالضرورة أن نعيش لحظات الألم أو الجفاء ، حتّى نعرف المعنى الحقيقي للحب وأثره ، ولكن الألم والجفاء الموجود في قصص المحيط الخاص بنا ، يشعرنا بعظمة الحب ومتعته ولذّته ، ما يجعلنا نتمسّك اكثر فأكثر بالحب في هذه الحياة .
سعدت كثيرا ، تحياتي لك ، ودمتم بود وسعادة .

الجارية ♥تودّد
2010-05-15, 14:31
دعيني أختي الفاضلة في البداية أقول أن هذا النقاش ليس إختلافا بقدر ما هو إثراء وتعزيز للفكرة اللتي هي مثار البحث والمناقشة وهذا بحد ذاته قيمة عالية ومكسب كبير ، حيث يأخذ النقاش هذا الشكل العقلاني والهادئ والبنّاء واللذي أرجو أن يتعزّز فيما بيننا كأسلوب حضاريّ راق يخدمنا جميعا في مسألة تقريب وجهات النّظر إلى حد قد يصل إلى النظر للأشياء من منظور واحد .
أختي الكريمة سأعلق على ما ذكرتيه بالآتي :
أولا :إذا أرى(...)

أقول هنا بأنني ذكرت في السابق أنه من الممكن التحصّل على فهم المعاني الحقيقية للأشياء عن طريق الملامسة أو وجودها في محيط قريب منّا يسمح لنا بإدراك ماهيتها وطبيعتها وما تتركه من آثار ، فالملامسة تعني أن الشخص نفسه يقع ضمن المواجهة المباشرة للمعاني الحقيقية وأثرها ، وهذا بالتّأكيد يجعل فهم المعاني وإدراكها سريعا جدا وواضحا ، ولكن أيضا من الممكن أن نرى ونتفهّم معاني الأشياء إذا ما كانت عندنا المعرفة الكاملة لطبيعة وأثر هذه المعاني دون الحاجة إلى المواجهة المباشرة معها ، فحتّي أن الشعور بالأشياء والتفاعل معها هي عملية عقلية في أصولها ثم تتوزّع حسب مواقعها فمنها ما يأخذ في تفاعله مع الأشياء الجانب العقلي ومنها ما يأخذ الجانب القلبي أي العاطفي والوجداني ، فالحب وإن كانت تفاعلاته ضمن المشاعر والعواطف والأحاسيس القلبية ، إلا أن أصلها هو العقل أما القلب فدوره هنا يكون تنفيذيا لما يأمر به العقل .
أيضا هنا لابد من الإشارة بأننا نمتلك أكثر من وسيلة للتعرّف على الأشياء ومعانيها ،هذه الوسائل متمثّلة بالحواس الخمسة السمع والبصر واللّمس والشم والتذوّق ، بإحدي هذه الوسائل يمكن إدراك معني الأشياء وحقيقتها .
وهنا اعود لبعض ما ذكرتيه أختي الكريمة حول أنك لم تستطيعي التفاعل مع قضيّة صاحبتك إلا بعدما تحققت لديك بعض منها ، هنا أقول أنه بالتأكيد هنا فرق بين الملامسة والإستماع ، ولكن هذا في درجة سرعة الإستجابة وسرعة تفهّم المعاني ، وليس أن الإستماع لا يأتي بنتيجة ، فكلاهما يأتي بالنتائج ولكن أحدهما أسرع من الآخر ولحد ما أقوى من الآخر .
وفي نفس السياق أقول مستشهدا ومبرهنا ، أن كثير من كبار الشعراء برعوا كثيرا لحد الذّهول في وصف أشياء لم يلمسوها ولم يعيشوها بالمطلق ، فمحمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير ، قد كتب قصائد وأشعار في الألم والمعاناة والفقر ، وهو يعيش في فنادق خمس نجوم وكانت عيشته شديدة التّرف والغنى ، ولو أتينا بشخص فقير يملك موهبة شعرية وقلنا له أن يكتب عن الفقر والمعاناة ، فإنه لن يستطيع أن يأتي بما أتى به محمود درويش... كيف يكون ذلك إذن ؟؟؟
أما بخصوص السؤال حول الذوق الحلو والذوق المر وكيف لي وصفها إن لم أتذوّقها ، هنا أقول أننا كيف يمكن لإنسان أن ثري وغني جدا ولم يعش يوما من الأيام حالة الحرمان أن يتفاعل مع المحرومين ويتألم بسببهم ؟ هل شعر بالألم ؟ أم أنه كان يعلم بصورة أخرى غير اللمس والمعايشة طبيعة الحرمان والألم وأثرهما على الشخص ؟
كيف لنا أن نتألم ونتعاطف ونشعر بالمرارة لحالة يتيم فاقد لأبويه ، ونحن بحمد الله لنا أبوين ؟ولم نعيش حالة اليتم ؟
كيف لي أن أذكر فضل الزوجة وأهمية الزواج وكيف أن الحياة الزوجية حياة حلوة أو قد تكون سيئة وأنا أعزب ، وبالمثل عند الفتاة ؟

كيف لي أن أقول أن العسل لذيذا وحلوا على الرغم أنني لم أتذوقه في حياتي مثلا ؟ كيف لي أن أصف أنواعا كثيرة من الورود والأزهار وأتغنّى بها وبعذوبة شذاها وجمال شكلها وأنا لم أر الكثير منها ؟؟؟
أقول في النهاية أننا من الممكن والجائز أن نصف أشياء ونفهم معانيها وأثرها من خلال وجودها بإحدى الطرق في كائننا المحيط بما يسمح لنا بإدراكها ومعرفة طبيعتها ، دون ملامستها أو المواجهة معها بشكل مباشر ، وإن كان الأخير أقوي وأسرع في تفهم الأشياء ومعانيها .
عند البحث عن الحب والتمتّع به ليس بالضرورة أن نعيش لحظات الألم أو الجفاء ، حتّى نعرف المعنى الحقيقي للحب وأثره ، ولكن الألم والجفاء الموجود في قصص المحيط الخاص بنا ، يشعرنا بعظمة الحب ومتعته ولذّته ، ما يجعلنا نتمسّك اكثر فأكثر بالحب في هذه الحياة .
سعدت كثيرا ، تحياتي لك ، ودمتم بود وسعادة .



أخي هادي حامد شكرا على هذا الكم الهائل من المعلومات وهذا التحليل المنطقي والجميل الذي أفادني جدا وتعلمت منه الكثير.

ولكن اسمح لي أن أرتب أفكاري حتى لا نضيع مع تطورات الأحداث؛ بدأنا بالحديث عن ضرورة الألم في حياة الإنسان من عدمه، فقلتُ أن مرور الإنسان بأوقات الحزن في حياته ضروري ليعرف قيمة السعادة، وقلتَ أنت العكس وأن المعرفة النظرية تفي بالغرض فلا حاجة للألم فالتأمل فيه وحده يكفي لكي نعرف قيمة السعادة.

فأجبتك أن المعرفة التي تعتمد على الجانب الذهني مهما كانت عميقة فإنها لا يمكنها أن تعوض المعرفة التي نستقيها من التجربة الفعلية، ومثلت لك بطعم المأكولات التي إن لم نذقها لم يكن في وسعنا تحديد معنى دقيق لطبيعتها.

فأعقبت على كلامي قولك أن الحواس من شأنها أن تفوق الواقع وتتفوق عليه وأعطيت مثالا عن الشاعر الكبير محمود درويش؛ وكيف برع في وصف الحرمان والتعبير عنه رغم أنه لم يذق وباله. وأقررت فيما قلته بأن هناك أمورا تحتاج منا أن نعيشها لنصل إلى معناها، وأظن أننا اتفقنا في كثير من النقاط إلى حد بعيد.

ولكني أود أن أسجل ملاحظة عن الشاعر الكبير محمود درويش وعلاقته بالواقع، فمن رأيي أن الأدب مهما كان راقيا لا يعدو أن يكون تلخيصا للواقع وانتخابا لبعض مظاهره، ولا تكمن قيمته بالنسبة لهذا الواقع الذي أُخذ منه، ولكن قيمته تكون بالنسبة للفن كفن وللجمال والإبداعات الأدبية التي سبقته باعتبارها أعمالا لها شروطها ومواصفاتها، فالشاعر الفقير الذي انهزم أمام براعة وخبرة درويش لا ينقصه الوعي بالفقر بقدر ما ينقصه التبحّر في أسرار الأدب والفن الشعري.

تحياتي أخي الكريم

الجارية ♥تودّد
2010-05-15, 14:54
تدفعني خواطر الآخرين
لكتابة خواطري
فمنها أستمد الإلهام


نِعم القراءات التي تستثير الوجدان وتدفعه إلى الإبداع
شكرا على إثراء الموضوع