بلمامون6
2010-05-12, 20:49
http://www.ruowaa.com/vb3/uploaded/2009/15842/1258262141.gif
(في عالم الصغار )
تعلمت من جدي أن أنزل إلى مستوى الصغار لأفهمهم ,
وأن أعيش ساعات في عالمهم لأوجههم , فوجدت أن كلمة - من التوجيه - في جوٍّ من المودة والقرب والاسترخاء تعدل ألف كلمة في جوٍّ من التوتر والجد والانفعال .
كان جدي لطيفا معنا ونحن صغار ,
يرحب بنا إذا دخلنا غرفته تاركا مابيده يجلسنا على ركبتيه ويمازحنا .
وكان إذا وجد منا فتورا يبتكر أي أسلوب ليدخل البهجة إلى قلوبنا , فتارة يبني لنا من وسائد الكنب بيتا نلعب فيه , وحينا يصنع لنا طعاما خفيفا .
وفاجأنا ذات يوم بنزهة لم ننس روعتها إلى اليوم , نزل بنا إلى الشارع ثم اقترح أن يختار أصغر حفيد بيننا الطريق الذي نسلكه , فاختار مابدا له من اتجاه , ومضينا في ذلك الدرب حتى وصلنا أول تقاطع طرق فاختار الحفيد الذي يلي بالسن الدرب الذي يريد ....وهكذا كلما وصلنا تقاطعا اختار أحدنا وجهتنا , وكل ذلك وجدي ماض معنا منتبه ألا يقطع أحدنا الطريق بغير انتباه أو يبتعد أي واحد عن المجموع ,يسمي لنا الشوارع ويعرفنا الاتجاهات , ويقص علينا بعض الطرائف أو الذكريات التي تذكره بها الأماكن التي نمر بها .
فيا أيها الأباء ادخلوا عالم أولادكم وعيشوا معهم في الجو الذي يعيشون وخاطبوهم باللغة التي يفهمون ويألفون . واعلموا أن لكم بالفرحة التي تُدخلونها إلى قلوبهم أجرا ومثوبة من الله , ثم استغلوا هذه اللحظات لتوجهوا وتزرعوا من المفاهيم والقيم ما تريدون .
------------
عن :الأديبة عايدة العظم ، حفيدة الشيخ علي الطنطاوي.
------------
(في عالم الصغار )
تعلمت من جدي أن أنزل إلى مستوى الصغار لأفهمهم ,
وأن أعيش ساعات في عالمهم لأوجههم , فوجدت أن كلمة - من التوجيه - في جوٍّ من المودة والقرب والاسترخاء تعدل ألف كلمة في جوٍّ من التوتر والجد والانفعال .
كان جدي لطيفا معنا ونحن صغار ,
يرحب بنا إذا دخلنا غرفته تاركا مابيده يجلسنا على ركبتيه ويمازحنا .
وكان إذا وجد منا فتورا يبتكر أي أسلوب ليدخل البهجة إلى قلوبنا , فتارة يبني لنا من وسائد الكنب بيتا نلعب فيه , وحينا يصنع لنا طعاما خفيفا .
وفاجأنا ذات يوم بنزهة لم ننس روعتها إلى اليوم , نزل بنا إلى الشارع ثم اقترح أن يختار أصغر حفيد بيننا الطريق الذي نسلكه , فاختار مابدا له من اتجاه , ومضينا في ذلك الدرب حتى وصلنا أول تقاطع طرق فاختار الحفيد الذي يلي بالسن الدرب الذي يريد ....وهكذا كلما وصلنا تقاطعا اختار أحدنا وجهتنا , وكل ذلك وجدي ماض معنا منتبه ألا يقطع أحدنا الطريق بغير انتباه أو يبتعد أي واحد عن المجموع ,يسمي لنا الشوارع ويعرفنا الاتجاهات , ويقص علينا بعض الطرائف أو الذكريات التي تذكره بها الأماكن التي نمر بها .
فيا أيها الأباء ادخلوا عالم أولادكم وعيشوا معهم في الجو الذي يعيشون وخاطبوهم باللغة التي يفهمون ويألفون . واعلموا أن لكم بالفرحة التي تُدخلونها إلى قلوبهم أجرا ومثوبة من الله , ثم استغلوا هذه اللحظات لتوجهوا وتزرعوا من المفاهيم والقيم ما تريدون .
------------
عن :الأديبة عايدة العظم ، حفيدة الشيخ علي الطنطاوي.
------------