المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رضوان


sollo44
2010-05-11, 12:33
- تسمر الجميع أمام التلفزيون متطلعين إلى الخبر السعيد ، و آخرون تطاولت أبصارهم إلى كبد السماء من جهة الغروب ،ينتظرون الحدث السعيد ، كأنه مولود سيولد ، أو عرس سيقام ،و عاجلا ستطلى البيوت بدهان جميل و تعاد للبيوت حلية جديدة توحي بالسرور، أما رضوان الصغير فكان من السرور في غاية أنسته اسمه !
و عقب نشرة الثامنة أعلنت لجنة الأهلة ثبوت رؤية هلال رمضان، و قوة مهما كانت لن تمنع رضوان من صيام رمضانه الأول .. و قال نبيل و هو واحد ممن يأكلون رمضان :
- ما أطوله من شهر !
ثم ألقى نظرة الى أصدقائه و قال كأن أحدا يقتلع عينيه :
- و سنكف عن الحب لشهر كامل !
و في تلك الليلة اشتغلت النساء باعداد السحور، و اغتسل من هو على جنابة ، و جدد العزم كل فاسق ،فأزكمت رائحة رمضان النفوس، أما القرآن فانتشر من النوافذ و البيبان و السقوف ،و لاحظ الجميع فرحة رضوان الصغير بحلول الشهر الفضيل !
كم تحل أيها الفضيل من مرة . ترحل في كل سنة ثم تحل علينا ببهائك. و النفس تحتاج إلى تحيين ، و القلب يحتاج إليه كذلك ،و فيك يتصالح المتخاصمون ، و تزكى الأموال المكنوزة لتطهر.
و مع شروق الشمس، تكف الأفواه عن الأكل و الشرب ، و تخرص الألسن البذيئة عن السباب ، انطلق رضوان مع والده الى السوق لاقتناء الخضر ، و بدأ الحر ينهك الجميع ،
حتى رضوان شعر به و قال لوالده مخاطبا :
- يا له من عطش !
- قلت لك لا تصم من أول يوم ..... و اصبر حتى الأسبوع القادم...لكنك لا تأتمر.
- سأصوم يا أبي.... لقد عزمت.
ابتسم الوالد و شعر في قلبه بغبطة ، و رغم صغر الفتى و ضعفه إلا أنه صام متحديا كل صعوبة..... و بدأت سلة الخضار تمتلئ ،من بصل و بطاطا و طماطم و لفت ، كم أكرهك أيها اللفت و كم أحب البطاطا المقلية ..... فمتى يحين الغروب ؟... و فجأة تكلم رضوان :
- أبي ... لقد ارتفعت الأسعار بحدة !
فتنهد بحدة و قال و هو ينوء بثقل السلة :
- غلاء ممقوت !
- و لكنه شهر الرحمة !
- إنه شهر تعادى فيه الرحمة يا ولدي ..... تصبح الرحمة فيه كفرا !
- يا له من زمن !
- ألا زلت مصرا على الصيام ؟
- لن تمنعني يا أبي ...... هههه .!
و معا عادا إلى البيت ، و تدلت من السلة رؤوس البصل ، و أطلت منها ربطة الكسبرة ، أما الزلابية فقد لطخت ثياب رضوان و رغم ذلك ظل سعيدا.
و في طريق العودة قال الأب حاكيا لرضوان :
عندما كنت شابا ، كنت أشتغل في شركة إيطالية ، و كان رمضان يحل علينا بسره الأبدي فنصومه بكل احترام ،و حتى الطليان تأثروا بصيامنا. و رغم كفرهم إلا أنهم كانوا لا يفطرون أمامنا مراعاة لشعورنا.
و في هذا الوقت رأيت العجب ، رأيت الحب يتولد في رمضان تحت الأشجار ، و رأيت الماء يشرب في وضح النهار.
بدى أن رضوان لم يفهم شيئا من كلام والده إلا أن موعد الإفطار قد حان ، و كانت الأفواه قد جفت و داخت الرؤوس تحت وطأة الجوع فهتف الصغير :
- يا له من يوم مضن !
- ألا زلت مصرا على الصيام ؟
فقال بيقين مطلق :
- ما زلت !
و مع ارتفاع صوت الآذان. انتهى فصل من فصول الصيام. و هدأت الأمعاء. و ما أجمل منظر التمام العائلة على مائدة واحدة .
و عند الانتهاء استند رضوان الى الجدار و حمد الله على نعمة اتمام الصيام و قال مازحا :
- ما أصعب الصيام ..... فلا عجب إذ رأيت نبيل يأكل العنب عند العصر !
ضحك الجميع و قالوا :
- يا له من آكل رمضان .!!

chef_bilal
2010-05-11, 14:17
أنت تهذي !!!!!!!! iهههههههههههههه
تحياتي

hakou_40
2010-05-11, 14:59
جميلة جدا واصل ابداعك

sollo44
2010-05-11, 15:33
أنت تهذي !!!!!!!! Iهههههههههههههه
تحياتي.
- كتبتها و أنا صائم ....ربما هذا سبب الهذيان. على كل حال فأنت مشكور على روحك الطريفة.
تحياتي.

sollo44
2010-05-11, 15:34
جميلة جدا واصل ابداعك.
جزاك الله كل خير . شكرا على كلماتك المشجعة. تقبل تحياتي و احترامي.
سلام.

sollo44
2010-05-24, 12:28
- فهل من تعليقات أخرى ؟