عُضو مُحترم
2010-05-09, 19:04
السلام عليكم
****************
قال الأصمعي:
زُرت بلادا يُقال لها الجزائر
و مررت بمدينةٍ فيها
على ضفاف وادٍ يُقال له شَلَفْ
و دخلت حيا من أحيائهم
فوجدت بُنَيَّةً تحمِلُ قارورة مشروبات و هي تقول:
أبتي... ادرك فاها
غلبني فوها
لا طاقة لي بفيها
فقال الأصمعي:
و الله قد جَمَعَت العربية في ثلاث
فسألتُها :
من الغزالة
فقالت :
بنت أبو خولة
فقلت :فأين بيتكم
فقالت:
بجانب الواد
فقلتُ :إني اليوم ضيفكم
فقالت :
الضيفُ الكريم قَصَدَ البيت الكريم
فقلت :هلمّي
فقالت: اسبقني
و قلت لماذا لا تسبقيني
فقالت
من ادب المرأة ان تمشي خلف الرجل و ليس أمامه
فقال الأصمعي: فعجبتُ من أدبِها و فصاحتها
و مضينا
حتى وصلنا فرايتُ رجلا
فقلت السلام
فقال
و عليكم السلام من الرجل ؟؟؟
فقلت الأصمعي
فقال
الفتى الالمعي؟؟؟
فقلت نعم
فقال حللت أهلا و نزلت سهلا
ونادى زوجه :
يا أم خولة عندنا ضيفٌ فأكرميه
و دخلنا و جلسنا و تكلمنا
فإذا بيته كبيوت الفقراء
ومجلسه كمجلس الأمراء
و كلامه ككلام الفقهاء
و حجته كحجة العلماء
و خلقه كخلق الادباء
و أبطات زوجه
فنادى ابنته خولة و استعجلها الأكل
فمضت البنت ثم عادت
و قالت
تقول أمي
قل للأصمعي
أبا خول لا تعجل علينا **********
***********و انظِرنا يجهزِ العجينا
فإنا نورد الموائد خاويات********
*********و نصدرهنّ ملئ طواجينا
فضحك ابو خولة و قال
وعدتي فانجزي ام خولة********
***********واسرعي فقد جوعتينا
و ما هي إلا لحظات حتى دخل عليّ أبو خولة بخِوان كبير
في أنواع من الطعام
بين البارد و الساخن
و المالح و الحامض
و الحلو و الحار
و مشروبات و عصائر
و لفت إنتباهي طبقٌ
يأكله أهلُ الجزائر يقال له
الكسكس
فقلتُ ابا خولة
ماهذا ؟؟؟
فقال
يا أصمعي لكل مقال مقال
و نحن في مقال الطعام
اكلت و اكلت ...و نظرت الى ابي خولة
فقلتُ يا أبا خولة قُل في هذا شيئًا
فقال:
هذا الطعام اعدته ..........لنا ربات الحِجالِ
فنحن إذا وجدنا........... اكلنا اكل الرجالِ
و إذا نحنُ فقدنا........ صَبَرنا صبرَالرجالِ
فزاد إعجابي به و بعائلته
و حين أردت الرحيل قال لي
يا اصمعي
تقول لك أم خولة قل شيئا فيما طبخت
فقلت
إِنِّي إلى اللحم يا جُنْدَ القِرَى قَرِمُ***وَفِي فُؤَاِديَ مِنْهُ النَّارُ تَضْطَرِمُ
لَحْمُ الخِرَافِ إِذَا مَا طَابَ يُعْجبني***والطب قال:بهِ الأَدْوَاءُ تَنحسمُ
يزيدُ فِي الوَجْهِ نُورًا سُرَّ نَاظِرُهُ***ولا يَنَالُ الذَي أَدامَهُ السَّأمُ
مَا اَجْمَلَ الَّلحمَ فَوقَ النَّارِ تُنضِجُهُ***والسَّمْنُ في جوفه والجمع يَبْتَسِمُ
أما الحساء فمالي عنه مُصْطَبَرٌ***بِهِ وبالكُسْكُسِى اللَّذَّاتُ تنسجمُ
حساء لحم الدجاج بالفريك لهُ***طعمٌ عَجيبٌ إليه تَنْشَطُ الهممُ
والحوتُ اجادت أم خولة طِبَاخَتَهُ***فاق الحَنِيذَ بهذا قال بعضُهُمُ
والرُّزُّ والعَيْنَ و الكِفْتَاةُ بينهمُ+++ وَكُلُّ مَا يُشْتَهَى في البيت منتظم
موائدٌ فوقَهَا ما لَذَّا من أَكَلٍ***والماءُ كالشَّهدِ في أكوابه شبمُ
وقال للقَومِ داعيهم الا انتبهوا***هذي الموائد قد مُدَّت هَيَا انتظموا
هَبُّوا إليهَا كَأُسدِ الغابِ يدفعهم***شَوقٌ الى مَا حَوتْ وكُلُهمْ بهمُ
رجالُ حربٍ لدى الهيجاءِ تعرفهُمْ***مَا منهُمُ أَحدٌ في الرَّوعِ يَنْهَزِمُ
سَلُّوا السيوف وراحوا يفتكون بها***فَتكَ الحَقُود بمن زَلَّت بهِ القدمُ
فالخبزٌ مُبتلَعٌ والحَسْوُ مُنْسَرِطٌ***والرَّزَّ مُلْتَقَمٌ واللَّحمُ مُلتهَمُ
والشوك تعمل والأضراس طاحنة***والبطن يكبر والمضيف يحتدم
لَكنهُ قَلَّ من في الحَرْبِ يَثْبُتُ فِي***يَومِ الكِفاحِ إذا ما استُوقِدَ الضَّرَمُ
الا الذي هو في ذا الجمع يُنْشِدُكُم***فَانَّهُ بَطلٌ بل مُفْرَدٌ عَلَمٌ
الحَسْوُ والرُّزُّ والمَطْلُوعُ يَعْرِفُنِي***والكَعْكُ والخبز و الكسكاس واللحم
والبرتقال له في الناس سمعته***والموز والعنب المُصْفَرَّ مُحترم
ولي شُهُود على ما قلت تشهد لي***بأنني في ميادين القِرى نهمُ
أشم كالقط ريح اللحم من بُعُدٍ***فاستريح وما ازْدَرْدَتُّ ينهضمُ
كأنني ما أكلت الخبز من زمن***وما شربت ولم يفتح لذاك فَمُ
فلا تظنوا رفاقي ان ثمة من***في الناس غيري لذا الطعام يلتهِمُ
يمناي كالبرق للأخباز خاطفة***وفي حشاي رحًى كالنار تضطرِمُ
تَرْحي الحجارةَ بل ترْحِي الحديدَ وما***تنفك غرثى أخي لانها حطم
وهل هلال أو البراش ميسرة***أو ابن هند فشافي البلع ذكرهم
وهل سليمان مثلي في شراهته***وهل يشق غباري في الورى نهم؟؟
شكرا جزيلا لأبي خولة أكرَمَنَا***وهكذا فليكن أمثاله الكرم
ولست اغمط حق الآكلين فهم***ذخري وفخري وجمعي احتمي بهم
فالله يجزيهم خيرا ويحفظهم***من كل ما يستعيذ منه جمعهم
****************
قال الأصمعي:
زُرت بلادا يُقال لها الجزائر
و مررت بمدينةٍ فيها
على ضفاف وادٍ يُقال له شَلَفْ
و دخلت حيا من أحيائهم
فوجدت بُنَيَّةً تحمِلُ قارورة مشروبات و هي تقول:
أبتي... ادرك فاها
غلبني فوها
لا طاقة لي بفيها
فقال الأصمعي:
و الله قد جَمَعَت العربية في ثلاث
فسألتُها :
من الغزالة
فقالت :
بنت أبو خولة
فقلت :فأين بيتكم
فقالت:
بجانب الواد
فقلتُ :إني اليوم ضيفكم
فقالت :
الضيفُ الكريم قَصَدَ البيت الكريم
فقلت :هلمّي
فقالت: اسبقني
و قلت لماذا لا تسبقيني
فقالت
من ادب المرأة ان تمشي خلف الرجل و ليس أمامه
فقال الأصمعي: فعجبتُ من أدبِها و فصاحتها
و مضينا
حتى وصلنا فرايتُ رجلا
فقلت السلام
فقال
و عليكم السلام من الرجل ؟؟؟
فقلت الأصمعي
فقال
الفتى الالمعي؟؟؟
فقلت نعم
فقال حللت أهلا و نزلت سهلا
ونادى زوجه :
يا أم خولة عندنا ضيفٌ فأكرميه
و دخلنا و جلسنا و تكلمنا
فإذا بيته كبيوت الفقراء
ومجلسه كمجلس الأمراء
و كلامه ككلام الفقهاء
و حجته كحجة العلماء
و خلقه كخلق الادباء
و أبطات زوجه
فنادى ابنته خولة و استعجلها الأكل
فمضت البنت ثم عادت
و قالت
تقول أمي
قل للأصمعي
أبا خول لا تعجل علينا **********
***********و انظِرنا يجهزِ العجينا
فإنا نورد الموائد خاويات********
*********و نصدرهنّ ملئ طواجينا
فضحك ابو خولة و قال
وعدتي فانجزي ام خولة********
***********واسرعي فقد جوعتينا
و ما هي إلا لحظات حتى دخل عليّ أبو خولة بخِوان كبير
في أنواع من الطعام
بين البارد و الساخن
و المالح و الحامض
و الحلو و الحار
و مشروبات و عصائر
و لفت إنتباهي طبقٌ
يأكله أهلُ الجزائر يقال له
الكسكس
فقلتُ ابا خولة
ماهذا ؟؟؟
فقال
يا أصمعي لكل مقال مقال
و نحن في مقال الطعام
اكلت و اكلت ...و نظرت الى ابي خولة
فقلتُ يا أبا خولة قُل في هذا شيئًا
فقال:
هذا الطعام اعدته ..........لنا ربات الحِجالِ
فنحن إذا وجدنا........... اكلنا اكل الرجالِ
و إذا نحنُ فقدنا........ صَبَرنا صبرَالرجالِ
فزاد إعجابي به و بعائلته
و حين أردت الرحيل قال لي
يا اصمعي
تقول لك أم خولة قل شيئا فيما طبخت
فقلت
إِنِّي إلى اللحم يا جُنْدَ القِرَى قَرِمُ***وَفِي فُؤَاِديَ مِنْهُ النَّارُ تَضْطَرِمُ
لَحْمُ الخِرَافِ إِذَا مَا طَابَ يُعْجبني***والطب قال:بهِ الأَدْوَاءُ تَنحسمُ
يزيدُ فِي الوَجْهِ نُورًا سُرَّ نَاظِرُهُ***ولا يَنَالُ الذَي أَدامَهُ السَّأمُ
مَا اَجْمَلَ الَّلحمَ فَوقَ النَّارِ تُنضِجُهُ***والسَّمْنُ في جوفه والجمع يَبْتَسِمُ
أما الحساء فمالي عنه مُصْطَبَرٌ***بِهِ وبالكُسْكُسِى اللَّذَّاتُ تنسجمُ
حساء لحم الدجاج بالفريك لهُ***طعمٌ عَجيبٌ إليه تَنْشَطُ الهممُ
والحوتُ اجادت أم خولة طِبَاخَتَهُ***فاق الحَنِيذَ بهذا قال بعضُهُمُ
والرُّزُّ والعَيْنَ و الكِفْتَاةُ بينهمُ+++ وَكُلُّ مَا يُشْتَهَى في البيت منتظم
موائدٌ فوقَهَا ما لَذَّا من أَكَلٍ***والماءُ كالشَّهدِ في أكوابه شبمُ
وقال للقَومِ داعيهم الا انتبهوا***هذي الموائد قد مُدَّت هَيَا انتظموا
هَبُّوا إليهَا كَأُسدِ الغابِ يدفعهم***شَوقٌ الى مَا حَوتْ وكُلُهمْ بهمُ
رجالُ حربٍ لدى الهيجاءِ تعرفهُمْ***مَا منهُمُ أَحدٌ في الرَّوعِ يَنْهَزِمُ
سَلُّوا السيوف وراحوا يفتكون بها***فَتكَ الحَقُود بمن زَلَّت بهِ القدمُ
فالخبزٌ مُبتلَعٌ والحَسْوُ مُنْسَرِطٌ***والرَّزَّ مُلْتَقَمٌ واللَّحمُ مُلتهَمُ
والشوك تعمل والأضراس طاحنة***والبطن يكبر والمضيف يحتدم
لَكنهُ قَلَّ من في الحَرْبِ يَثْبُتُ فِي***يَومِ الكِفاحِ إذا ما استُوقِدَ الضَّرَمُ
الا الذي هو في ذا الجمع يُنْشِدُكُم***فَانَّهُ بَطلٌ بل مُفْرَدٌ عَلَمٌ
الحَسْوُ والرُّزُّ والمَطْلُوعُ يَعْرِفُنِي***والكَعْكُ والخبز و الكسكاس واللحم
والبرتقال له في الناس سمعته***والموز والعنب المُصْفَرَّ مُحترم
ولي شُهُود على ما قلت تشهد لي***بأنني في ميادين القِرى نهمُ
أشم كالقط ريح اللحم من بُعُدٍ***فاستريح وما ازْدَرْدَتُّ ينهضمُ
كأنني ما أكلت الخبز من زمن***وما شربت ولم يفتح لذاك فَمُ
فلا تظنوا رفاقي ان ثمة من***في الناس غيري لذا الطعام يلتهِمُ
يمناي كالبرق للأخباز خاطفة***وفي حشاي رحًى كالنار تضطرِمُ
تَرْحي الحجارةَ بل ترْحِي الحديدَ وما***تنفك غرثى أخي لانها حطم
وهل هلال أو البراش ميسرة***أو ابن هند فشافي البلع ذكرهم
وهل سليمان مثلي في شراهته***وهل يشق غباري في الورى نهم؟؟
شكرا جزيلا لأبي خولة أكرَمَنَا***وهكذا فليكن أمثاله الكرم
ولست اغمط حق الآكلين فهم***ذخري وفخري وجمعي احتمي بهم
فالله يجزيهم خيرا ويحفظهم***من كل ما يستعيذ منه جمعهم