تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جعفر بن أبي طالب .. الشهيد الطيار


hamoubay
2010-05-08, 12:15
جعفر بن أبي طالب .. الشهيد الطيار
المحتويات :
• المقدمة .
• في الحب والقرب .
• في التضحية والهجرة .
• في الجود والكرم .
• في الشجاعة والإقدام .
المقدمة
وهو واحدً من خريجي مدرسة النبوة المباركة المدرسة ، التي خرّجت لنا معالم القمة والقدوة في سائر جوانب الحياة .. في العقيدة صفاءً وعمقاً وثباتاً ، وفي العبادة كثرةً وإخلاصاً وخشوعاً ، وفي الفكر إدراكاً ونضجاً ووعياً ، وفي المعاملات المالية ورعاً وبذلاً وزهداً ، وفي سائر جوانب الحياة المختلفة .
القرب والحب
فجعفرٌ قريب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبيب ، وأما قربه فمن وجوه كثيرة :
فهو ابن عم رسول الله - عليه الصلاة والسلام - إذ هو جعفر بن أبي طالب ، واسم أبو طالبٍ عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، وهو الأخ الشقيق لعلي وعقيل ابني أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، فنسبه موصول برسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الأب ومن جهة الأم .

وأسلم جعفر ابن أبي طالب كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب بعد علي رضي الله عنه بقليل .. وروى ابن إسحاق ، كما نقل عنه ابن عبد البر وابن حجر كذلك في الإصابة : " أنه أسلم بعد واحدٍ وثلاثين رجلاً ، وكان هو الثاني والثلاثين " .
وفي رواية أخرى : " أنه كان الخامس والعشرين " ، فهو من السابقين الأوائل إلى الإسلام ، وورد في بعض الروايات أن من دعاه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
وفي رواياتٍ أخرى وإن كانت الروايات السابقة أشهر وأظهر : " أنه كان في أوائل من أسلم بعد خديجة بنت خويلدٍ رضي الله عنها وعلي ابن أبي طالبٍ وزيدٍ وبلالٍ والمقربين القريبين من رسول الله عليه الصلاة والسلام " .
في التضحية والهجرة
وهي السمة الغالبة على حياه جعفر رضي الله عنه ، فقد هاجر كما لم يهاجر غيره من الصحابة إلا نفر قليل .
قال ابن عبد البر في الاستيعاب : " هاجر الهجرتين إلى الحبشة ، وهاجر إلى المدينة المنورة فحياته كلها كانت هجرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولإقامة الدين والدعوة إليه ، والأمان لإقامة شعائره وشرائعه " .
فهو ممن هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى وهاجر إلى الحبشة مع زوجه أسماء بنت عميسٍ رضي الله عنها الهجرة الثانية ، وولد له أولاده الثلاثة في الحبشة وعاش فيها ردحاً من الزمن ، وذكر ابن حجر في الإصابة ، قال : " وعلى يديه أسلم النجاشي ومن تبعه في الحبشة " ، وذكر رواية عن ابن مسعود : " أن جعفر بن أبي طالبٍ كان أمير المهاجرين في الحبشة " ، وروى ذلك ابن سعدٍ في الطبقات .
الجود والكرم
ولقد نال منها جعفر مبلغاً ورتبةً لم ينلها كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - وأبو هريرة كما تعلمون كان من أهل الصفة ومن فقراء المسلمين الذين كان ليس لهم مصدر دخلٍ ولا قوت ولا طعام إلا ما يكون من الغنائم في الجهاد ، وما يكون من إكرام المسلمين وهداياهم وصدقاتهم لهم - يقول أبو هريرة رضي الله عنه : "خير الناس للمساكين فكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إنه ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها ".
يعطي ما عنده لا يستبقي شيئاً لا قليلاً ولا كثيراً .
ولذلك كثر مدح أبي هريرة على وجه الخصوص له ؛ لأنه كان من الفقراء ويعلم شدة الفقر والجوع رضي الله عنه وأرضاه .
الشجاعة والإقدام
وهنا بيان لمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وإرادته إظهار المناقب والمراتب لبعضهم ؛ فإن جعفر رضي الله عنه كان في الحبشة وقتاً طويلاً ، لم يشهد غزوة بدرٍ ، ولا أُحد ، ولا الخندق ، ولا الحديبية ، ولا خيبر ، لكنه وافى مع الصحابة خيبر فقسم له النبي عليه الصلاة والسلام من غنائم خيبر ، وأول معركةٍ أو غزوةٍ عظيمةٍ كانت بعد ذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم جعفر من قادتها .
وهذه المعركة الشهيرة التي سميت غزوة - واشتهرت بأنها غزوة - وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يشارك فيها هي " غزوة مؤتة " ، وهي أول تحرك عسكري للمسلمين خارج الجزيرة العربية ، وخارج المواجهة مع العرب وقبائل العرب لمقاتلة ومنازلة الروم .
وهكذا ختمت هذه الحياء العطرة التي كانت في أولها هجرة ، وفي آخرها شهادة ، وسطّر حسان بن ثابتٍ ذلك الموقف العظيم ، والشهادة المباركة لشهداء وقواد غزوة مؤته ، فكان مما قاله رضي الله عنه :
غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم **** إلى الموت ميمون النقيبة أزهر
أغرّ كضوء البدر من آل هاشم **** أبيّ اذا سيم الظلامة مجسر
فطاعن حتى مال غير موسد **** لمعترك فيه القنا يتكسّر
فصار مع المستشهدين ثوابه **** جنان، ومتلف الحدائق أخضر
وكنّا نرى في جعفر من محمد **** وفاء وأمراً حازما حين يأمر
فما زال في الاسلام من آل هاشم **** دعائم عز لا يزلن ومفخر
وينهض بعد حسّان، كعب بن مالك، فيرسل شعره الجزل :
وجدا على النفر الذين تتابعوا **** يوما بمؤتة، أسندوا لم ينقلوا
صلى الإله عليهم من فتية **** وسقى عظامهم الغمام المسبل
صبروا بمؤتة للإله نفوسهم **** حذر الردى، ومخافة أن ينكلوا
إذ يهتدون بجعفر ولواؤه **** قدّام أولهم، فنعم الأول
حتى تفرّجت الصفوف وجعفر **** حيث التقى وعث الصفوف مجدّل
فتغير القمر المنير لفقده **** والشمس قد كسفت، وكادت تأفل
وهنا نختم بملحوظاتٍ يسيرة ، ولكنها مهمة :
أولها : أن الفضل والأجر والمثوبة بالسبق والعمل والبذل ، وليس بالنسب والقرب والحب وحده ؛ فإن جعفراً رضي الله عنه - وإن كان من النبي صلى الله عليه وسلم قريب وإليه حبيب - إلا أنه كان لله عز وجل باذلاً ، وبأمره قائماً ، ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متبعاً ، وبشأن دعوته قائماً ،فكان حينئذٍ على هذا المقام العظيم والقدر الجلي الذي كان عليه رضي الله عنه وأرضاه .
والأمر الثاني : كما نلحظ أن جعفراً رضي الله عنه لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاً طويلاً ، وذلك يدلنا على أن أساس الإيمان والإسلام ليس الارتباط بالأشخاص وإنما الاعتقاد بالحق والارتباط بكتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر عظيم ؛ فإن جعفراً بقي محافظاً على إسلامه مع من معه من الصحابة ، يحرصون على الإيمان والطاعة والعبادة ويتصلون ويأخذون ما قد يرد إليهم من أخبار الرسول عليهم الصلاة والسلام ، ثم كانوا دعاة يدعون إلى الإسلام ويقيمونه فيما بينهم ، وربوا عليه أبناءه وأقاموه في مجتمعهم دون أن يكونوا قريبين ومتصلين مباشرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
والأمر الثالث : الحرص على السبق والفضل في مناقب الخير والدعوة ن والبذل والنصرة لدين الله - عز وجل - كما رأينا في قصة مفاضلة بين عمر وأسماء رضي الله عنهم أجمعين ، كانوا أحرص شيءٍ على الخير ، وأحب شيء إليهم أن يبذلوا وأن يسبقوا في طاعة الله ومرضاته ونصرة دينه وعون عباده .
الأمر الرابع : الخصال العظيمة التي يعظم بها أثر المسلم ، ويخلد ذكره عند الناس ، وتكون له في القلوب محبةً عظيمة ، ومكانه كبيرة .
فذلك ما كان من جوده وكرمه رضي الله عنه وأرضاه ، وما كان من شجاعته وإقدامه ، فكان في هذه الأحوال أي حال السكون وحال الإقامة على ذلك القدم من السبق في الإحسان والجود والإكرام ، وكان في موضع الشدة والقتال على ذلك القدم من السبق في الشجاعة والإقدام رضي الله عنه وأرضاه .

وأخيرً مسألة مهمة :
أن دعوة المسلم يحملها بين جنبيه ، ينشغل بها فكره ، ويهتم بها قلبه ، وينطق بها لسانه ، ويجتهد في الإحسان والإتقان بقدر ما يستطيع ؛ حتى تؤدي الدعوة ثمرتها ، وتبلغ غايتها ، كما رأينا في فطنه ودعوة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه .
نسأل الله - عز وجل - أن يلحقنا به وببقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على خيرٍ وتقى وهدى ، وعلى استمساكٍ بكتاب الله ، واتباعٍ لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
نسألك اللهم أن تلحقنا بهم في الشهداء الصالحين وفي المؤمنين العاملين برحمتك يا أرحم الراحمين ..

seddik63
2010-05-08, 12:37
شكرا لك على هذه المعلومة الهامة و القييمة ونرجوا منك دايمنا المفيد والجديد ونطلب من الله تعالى ان يوفقك وينجيك ويصلح بالك وان يذيدك من فضله امين امين

sousou24
2010-05-08, 12:52
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااا

abou wassim
2010-05-08, 12:58
ثم انقضت تلك السنون واهلها فكانها وكانهم احلام

alouani
2010-05-08, 13:10
بارك الله فيك شكرا لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــك