رشيدة نور
2008-01-27, 18:15
بين أحضان هذا الوجود مكان عالق في الذاكرة ، ذاكرة امرأة في الخمسين ، كلما شدها حنين الشباب و الطفولة لجأت إليه معانقة أهدابه الخضراء .
في ذاك الركن من تلك الحديقة بقعة خضراء خضراء ، لونها يميل إلى الدكنة الشبيهة بالسواد ، هكذا هي تراه .
إمرأة في الخمسين أحبت ذاك المكان ، و عهدت الجلوس فيه لترحل إلى عالم ما قبل الخمسين ، لتسترجع أحلى ذكرى عمرها طال و لم يمت بعد ، هي ساعات طوال ترحل عبرها إلى عالم التأوهات القديم الجديد في الوقت نفسه .
نفس العمر يمتد مع امتداد الزمن و لا أحد يمت ، لا الخمسين انتهت و لا سنين الآه و الألم انتهت .
بالنسبة لها هو عالم جميل جميل ترحل عبره إلى الأفق ، تحلم به و كأنه لم يزل ، تحاول قتله في العديد من المرات و لم تستطيع ، تعاود الكرة و تأبى ذكرياتها الموت و الاستسلام .
قبل الخمسين كانت و لا تزال رمزا لأنشودة قتلها الزمن ... بعثرها الوجود ، فأضحت باقة من الخلايا التائهة عبر مسيرة اللاتهاية .
ارجعي إلى الصفر ، هكذا قالت الرياح لماشدت أطراف الأوراق و زعزعتها بجنون ، هي أحست بها ، ألف آه لفظتها الريح في ثوان ، هي ثوان عمرها ألف سنة عاشت معها و كبرت معها ، لكنها ما أحست بها يوما .
كيف لا ؟ و الثوان خائنة ، و الزمن خائن .
كيف لا ؟ و الوجود كله خائن .
هكذا الدنيا صارت بعد الخمسين ، تأوهات خائنة .
عدم و وجود ...لكن الخيانة تسري فينا .
كم حلمت به ، كم عانقته ، كم أحبته و كم انتظرته .... هو عالم المثل ، عالم أفلاطوني ساحر ، كم تمنته و مع الأمنيات كم عاشت ، و مع خيابة الأمل كم ودت الانتحار و الهروب إلى عالم الوجود فيه انعدام و الانعدام فيه وجود .
لا استغراب فكل شيء ممكن ، فمن الممكن أن ننعدم و لا نوجد في الوقت نفسه ، من الممكن أن ننعدم و نحن موجودون ....
لما يصير الانسان حزنا ، لما يصير شرارة تحرق نارها كل الوجود ... لما يصير الجنون الذي بداخلي جنونا حقا
في ذاك الركن من تلك الحديقة بقعة خضراء خضراء ، لونها يميل إلى الدكنة الشبيهة بالسواد ، هكذا هي تراه .
إمرأة في الخمسين أحبت ذاك المكان ، و عهدت الجلوس فيه لترحل إلى عالم ما قبل الخمسين ، لتسترجع أحلى ذكرى عمرها طال و لم يمت بعد ، هي ساعات طوال ترحل عبرها إلى عالم التأوهات القديم الجديد في الوقت نفسه .
نفس العمر يمتد مع امتداد الزمن و لا أحد يمت ، لا الخمسين انتهت و لا سنين الآه و الألم انتهت .
بالنسبة لها هو عالم جميل جميل ترحل عبره إلى الأفق ، تحلم به و كأنه لم يزل ، تحاول قتله في العديد من المرات و لم تستطيع ، تعاود الكرة و تأبى ذكرياتها الموت و الاستسلام .
قبل الخمسين كانت و لا تزال رمزا لأنشودة قتلها الزمن ... بعثرها الوجود ، فأضحت باقة من الخلايا التائهة عبر مسيرة اللاتهاية .
ارجعي إلى الصفر ، هكذا قالت الرياح لماشدت أطراف الأوراق و زعزعتها بجنون ، هي أحست بها ، ألف آه لفظتها الريح في ثوان ، هي ثوان عمرها ألف سنة عاشت معها و كبرت معها ، لكنها ما أحست بها يوما .
كيف لا ؟ و الثوان خائنة ، و الزمن خائن .
كيف لا ؟ و الوجود كله خائن .
هكذا الدنيا صارت بعد الخمسين ، تأوهات خائنة .
عدم و وجود ...لكن الخيانة تسري فينا .
كم حلمت به ، كم عانقته ، كم أحبته و كم انتظرته .... هو عالم المثل ، عالم أفلاطوني ساحر ، كم تمنته و مع الأمنيات كم عاشت ، و مع خيابة الأمل كم ودت الانتحار و الهروب إلى عالم الوجود فيه انعدام و الانعدام فيه وجود .
لا استغراب فكل شيء ممكن ، فمن الممكن أن ننعدم و لا نوجد في الوقت نفسه ، من الممكن أن ننعدم و نحن موجودون ....
لما يصير الانسان حزنا ، لما يصير شرارة تحرق نارها كل الوجود ... لما يصير الجنون الذي بداخلي جنونا حقا