المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *فخر*الفرزدق وجرير*هجاء*


mecrosys
2010-05-03, 19:13
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس (38 هـ / 658م - 110 هـ / 728م). ولد في البصرة ويعود نسبه إلى سلالة مضر بن نزار من تميم في نجد في جزيرة العرب. شاعر من النبلاء وعظيم الأثر في اللغة وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه. لقبه الفرزدق، ومعناها الرغيف، لقب بذلك لجهامة كانت في وجهه، وقيل لقبح ودمامة، إذ كان وجهه كالرغيف المحروق.

منزلة الفرزدق
الفرزدق من شعراء العراق شعراء الطبقة الأولى، وهو وأبوه قثراء ومن نبلاء قومه وسادتهم بنو تميم ومن أكثر الشعراء، يقال أنه لم يكن يجلس لوجبة وحده أبدا، وكان يجير من استجار بقبر أبيه، وجده صعصعة كان محيي الموؤودات وهن البنات التي كانت تدفن قبل الإسلام في الجاهلية. كان الفرزدق كثير الهجاء، إذ أنَّه اشتهر بالنقائض التي بينه وبين جرير الشاعر حيث تبادل الهجاء هو وجرير طيلة نصف قرن حتى توفي جرير سنة 732 م. تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم.

انتهى تبادل الهجاء بينه وبين جرير عند وفاة الفرزدق وليس وفاة جرير حيث انه كانت وفاة الفرزدق قبل وفاة جرير ورثاه في قصيدة.

رثاء جرير للفرزدق
لعمري لقد أشجى تميمـاً وهدها على نكبات الدهر موت الفرزدق

عشيـة راحـوا للفـراق بنعشه إلى جدثٍ في هوة الأرض معمـقِ

لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي إلى كل نجم فـي السماء محلقِ

ثوى حامل الأثقال عن كل مُغـرمٍ ودامغ شيطان الغشـوم السملـقِ

عمـاد تميـم كلهـا ولسانـهـا وناطقها البذاخ فـي كـل منطـقِ

فمن لذوي الأرحام بعد ابن غالبٍ لجارٍ وعانٍ في السلاسـل موثـقِ

ومن ليتيم بعد موت ابـن غالـب وأم عـيـال ساغبـيـن ودردقِ

ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما يداه ويشفي صدر حـران مُحنَـقِ

وكم من دمٍ غـالٍ تحمـل ثقلـه وكان حمولاً في وفـاءٍ ومصـدقِ

وكم حصن جبار هُمـامٍ وسوقـةٍ إذا مـا أتـى أبوابـه لـم تغلـق

تفتـح أبـواب الملـوك لوجهـه بغيـر حجـاب دونـه أو تملُـقِ

لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثـوى فتى مُضرٍ في كل غـربٍ ومشـرقِ

فتىً عاش يبني المجد تسعيـن حجـةً وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي

فما مات حتى لـم يُخلـف وراءه بحيـة وادٍ صولـةً غيـر مصعـقِ

الفرزدق وجرير وآل البيت
نظم في معظم فنون الشعر المعروفة في عصره وكان يكثر الفخر يليه في ذلك الهجاء ثم المديح. مدح الخلفاء الأمويين بالشام، ولكنه لم يدم عندهم لمناصرته لآل البيت. كان معاصرا لالأخطل لجرير الشاعر أيضا، وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسدا وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، لجرير في الفرزدق رثاء جميل.

كانت للفرزدق مواقف محمودة في الذود عن آل البيت. وكان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا. يقول أهل اللغة:

لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية

كان مقدما في الشعراء، وصريحا جريء، يتجلى ذلك عندما يعود له الفضل في أحياء الكثير من الكلمات العربية التي اندثرت. من قوله:

إذا مت فابكيني بما أنا أهله فكل جميل قلته فيّ يصدق

وكم قائل مات الفرزدق والندى وقائلة مات الندى والفرزدق

قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته وقد كان معهم الشاعر العربي الفرزدق وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنه ولم يفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الامام زين العابدين الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه انشقت له صفوف الناس حتى ادرك الحجر الاسود فثارت حفيظة هشام واغاضه ما فعلته الحجيج لعلي بن الحسين رضى الله عنه فسئل هشام بن عبد الملك من هَذا؟

فأجابه الشاعر العربي الفرزدق هذه القصيدة وهي من اروع ماقاله الفرزدق:

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ هذاالتّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ

كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ

حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ

ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ

عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ

إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ

يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ

بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ

الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ

أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ

مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ

يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ

مَنْ جَدُّهُ دان فضْلُ الآنْبِياءِ لَهُ وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ

مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ

يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ

مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ أوْ قيل: من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل: هم

لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ

لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا

يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

تم الاسترجاع من وأيضا له قصائد في الحذر ومنها:

وأطلس عسال وما كان صاحبا دعوت بناري موهنا فأتناي

فلما دنا قلت ادن دونك إني وإياك في زادي لمشتركان

كان جد الفرزدق يشتري المؤودات في الجاهلية ثم أسلم أبوه بعد ظهور الإسلام. تربى الفرزدق في البادية فاستمد منها فصاحته وطلاقة لسانه.

وفاته
توفي وقد قارب المئة سنة 110 هـ الموافق 728. توفي في منطقة كاظمة بالكويت ودفن فيها وتعرف حاليا بمنطقة الصبية ولا زال مكان قبره معلوما

mecrosys
2010-05-03, 19:15
كان جريرمرسل العنان لا يعوقه قيد , حاد الذهن , خبيث اللسان , والفرزدق سليط اللسان , فاجر النفس متين الشعر , وسهل القافيه ,للاثنين نقائض عديده , وهجاءات جمه , انقل لكم بعضٌ منها ,( جواهر الادب ) .

ـ الفرزدق :
ان الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه اعزّ واطولُ
بيتاً زرارة محتبٍ بفنائه ومجاشعٌ وابو الفوارس نهشلِ
لا يحتبى بفناء بيتك مثلهم ابداً اذا عُد الفعال الافضل

ـ يرد عليه جرير :
أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً وبنى بناءك في الحضيض الاسفل
بيتٌ يُحمم قينكم بفنائه دنساً مقاعدهُ خبيثُ المدخل ِ
قُتل الزبير وانت عاقد حبوةٍ تباً لحبوتك التي لم تحللِ
وافاك غدرك بالزبير على منى ومجرُ جعثنكم بذات الحرمل
بات الفرزدق يستجير لنفسه وعجان جعثن كالطريق المعمل

( جعثن اخت الفرزدق )

ـ الفرزدق :
حُلل الملوك لباسنا في اهلنا والسابغات الى الوغى نتسربل

ــ جرير :

لا تذكروا حُلل الملوك فانكم بعد الزبيركحائضٍ لم تغسلِ

ــ الفرزدق :

احلامنا تزن الجبال رزانةً وتخالنا جُناً اذا لم نجهلُ
خالي الذي غصب الملوك نفوسهم واليه كان حباء جفنة يُنقلُ
انا لنضربُ راس كل قبيلةٍ وابوك خلف اتانه يتقملُ

ــ جرير :
كان الفرزدق اذ يعوذ بخالهِ مثل الذليل يعوذ تحت القرملِ
افخر بضبةَ ان امك منهم ليس بن ضبةَ بالمعم المخولِ
ابلغ بني وقبان ان حلومهم خفت فلا يزنون حبة خردل

فريدرامي
2010-06-19, 23:36
بارك الله فيك أختي الكريمة
على هذا المجهود الرائع
.....وشكــــــــرا لك

mecrosys
2010-06-22, 23:58
بارك الله فيك أختي الكريمة
على هذا المجهود الرائع
.....وشكــــــــرا لك

وبارك الله فيك على المرور

http://img21.imageshack.us/img21/2646/get122008btpm4vsi.jpg