أم إدريس
2010-04-30, 01:04
الموساد يسرق ماس أفريقيا ليمول به المستوطنات في فلسطين
معظم النشاط الصهيوني في إفريقيا يتركز في مجالين أساسيين هما: تجارة الماس وتجارة الأسلحة وضمنهما: تدريب الجيوش وحماية القادة الأفارقة وتوفير شركات المرتزقة.
ومقابل هذه الخدمات الأمنية الصهيونية يسعى ضباط الجيش الصهيوني وعملاء الموساد لسرقة الماس الأفريقي عبر صفقات السلاح التي تعطى للحركات المتمردة بهدف إحكام سيطرتها على مناطق تواجد الماس التي تدفع منها مقابل الخدمات الصهيونية .. باختصار هم عصابة متكاملة تبيع الماس مقابل السلاح!
ومع أن هذا أمر معروف وأثبتته منظمات دولية وأسمته (تجارة الماس الدموي)، فالجديد هو أنه ثبت أن هذا الماس المسروق من أفريقيا يستخدم لتمويل عمليات الاستيطان الصهيونية والاستيلاء على الأراضي العربية في الضفة والقدس وغيرها!
فغالبية تجار الماس الإسرائيليين هم من ضباط الجيش، لدرجة أنه يمكن الحديث عن مثلث له ثلاثة أضلاع
( الماس + الجيش وضباط الموساد + الاستيطان)
يربط بين النشاط الصهيوني لتجارة الماس والسلاح في أفريقيا من جهة بضباط الجيش الصهيوني من جهة ثانية .. ثم الاستيطان من جهة ثالثة.
والمثال الأوضح على هذا هو الصهيوني ليف ليفايف وهو ملياردير إسرائيلي من أصل روسي، يعد أحد أقطاب صناعة الألماس في العالم، والمصنف رقم 210 في قائمة أغنياء العالم، فهو كان ضابطا سابقا في الجيش، وعمل في تجارة الماس في أفريقيا، وفي الوقت نفسه هو الممول الرئيسي للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ولذلك أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) مؤخرا مقاطعته هو وشركاته ورفض أي دعم مادي منه، لبنائه المستوطنات بالمخالف لقرارات الأمم المتحدة باعتبار الضفة أرضاً محتلة!
وعلى سبيل المثال تتولى شركته "دانيا سيبس" التابعة لشركة "إفريقيا-إسرائيل" المملوكة لـ"ليفايف": بناء الحي الاستيطاني الجديد "متتياهو الشرقي" في قرية بلعين غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وبناء وحدات سكنية في مستوطنات "معاليه أدوميم" و"هار حوما" المقامة على جبل أبو غنيم، والتي تقطع القدس الشرقية المحتلة عن الضفة الغربية.
كما تقوم شركة أخرى مملوكة له، هي "ليدر"، ببناء مستوطنة "تسوفين" على أراضي قرية جيوس بالضفة، وأيضا يمول هذا الملياردير "صندوق استرداد الأرض"، وهي هيئة يهودية يُديرها متطرفون يهود تستخدم الإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين لسرقة أراضيهم والاستيلاء عليها بهدف بناء المستوطنات.
فقد تورطت (إسرائيل) في ( تجارة الماس الدموي ) أي التجارة المتعلقة بتمويل الحكومات الأفريقية بالسلاح لقمع شعوبها وسفك الدماء مقابل الحصول على الماس، و(لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة) سبق أن اتهمت (إسرائيل) بالتورّط في تصدير الماس بطريقة غير قانونية من إفريقيا, وتحدث تقرير صادر عن اللجنة عن علاقة مباشرة لـ(إسرائيل) بتجارة الماس الدموي في دول افريقية عديدة، بينها ساحل العاج.
وبرغم أن موقع وزارة الخارجية الإسرائيلي يتحدث بفخر عن صناعة الألماس، ويقول إنه عام 2006 بلغ مجموع الصادرات من الألماس 13 مليار دولار، حيث كانت الولايات المتحدة أكبر المستوردين (63%)، تلتها هونج كونج (14%) فسويسرا (11)، وأن (إسرائيل) تقوم بإنتاج معظم الماس الصغير المصقول والمستخدم في ترصيع الجواهر في العالم، كما أنها مسؤولة عن صقل 40% من الماس من جميع الأشكال والأحجام، ما يجعلها أهم مركز عالمي لصقل الألماس من حيث الإنتاج والتسويق على حد سواء.
وعندما تزايدت الانتقادات الصهيونية لسرقة (إسرائيل) الماس بدأت خطط صهيونية لتوقيع معاهدات أخرى للحفاظ على النشاط الصهيوني في تجارة الماس كغطاء لتجارة السلاح، حيث وقع المعهد الإسرائيلي للماس في نوفمبر 2007 على اتفاق معها بإرسال خبرائه لمساعدته على البحث عن الماس، والأنظار الصهيونية متركزة على الماس الذي يوجد في 7 دول أفريقية تقريبا هي : ليبريا وساحل العاج وغينيا وزائير وسيراليون وأفريقيا الوسطى وتنزانيا.
وصحيفة هآرتس كشفت في تقرير أخير لها أن الشركات الإسرائيلية التي تعمل في تجارة الماس، والمرتزقة والزراعة، والإعلام والحماية، تتركز أساسا في دول مثل سيراليون، ناميبيا، جنوب أفريقيا، بوتسوانا، أنغولا وكينيا ويعيش في أفريقيا المئات من الإسرائيليين، غالبا في عائلات على مقربة من مناجم الماس في غربي أفريقيا.
ونقلت الصحيفة عن تجار ماس إسرائيليين في غربي أفريقيا، أن المنطقة خطرة لناحية الأمن الشخصي، »فهناك الرشوة والجريمة، كما أن الشرطة لا تعمل، والإسرائيليون الذين يعيشون هناك مكشوفون تماما ويفتقدون لأي حماية. وهناك دول مسلمة موالية للعرب في كل ما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي، وهي مرتع مريح جدا لنشاطات حزب الله«.
المشكلة أن السياسة الإسرائيلية في إفريقيا منذ البداية كانت تطمح إلى تحقيق هدفين: أولهما سياسي، هو محاولة كسر العزلة التي فرضتها عليها مصر والدول العربية وقد بات هذا الهدف أمراً ملحاً بالنسبة لـ(إسرائيل) في أعقاب مؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز عام 1955، حيث تم تبني سياسة مقاطعة الدولة العبرية. وعليه فقد اعتمدت (إسرائيل) على سلاح المساعدات الفنية والتنموية للدول الإفريقية كأداة مهمة لاختراق جدار العزلة التي فرضها العرب.
يقول ديفيد بن جوريون، رئيس الوزراء الأسبق، في خطاب له أمام الكنيست في عام 1960: "إن المساعدات التي نقدمها للدول الحديثة ليست عملا من أعمال الخير. إننا بحاجة إلى صداقة هذه الدول أكثر من حاجتها هي إلى مساعداتنا".
أما الهدف الثاني فإنه ذو طبيعة إستراتيجية، ويرجع إلى تصور كل من ديفيد بن غوريون وجولدا مائير باختراق العزلة التي فرضها العرب على (إسرائيل) من خلال إقامة تحالفات إسرائيلية مع القوى الإقليمية غير العربية مثل تركيا وإيران وإثيوبيا في منطقة القرن الإفريقي.
ولكن للأسف الآن الهدف الإسرائيلي لم يعد فك الحصار العربي لأن العرب أصلا أصبحوا لا يعرفون طريق أفريقيا، وإنما التوطن في أفريقيا وخنق العرب أنفسهم من هناك من منابع النيل وخلق مناطق نفوذ عسكرية واقتصادية وفتح طرق إستراتيجية والتعاون مع الخطط الأمريكية والأوروبية لإعادة بناء أفريقيا موالية للغرب ونهب ثرواتها والتحكم في دولها ولهذا يحاربون السودان مثلا.
ولذلك مطلوب من العرب العودة للعب دور قوي كما كان الحال في عهد الرئيس عبد الناصر، والتعاون العربي– الإيراني في أفريقيا ضد الوجود الصهيوني خصوصا أن لإيران 26 مكتبا ثقافيا في الدول الأفريقية تلعب دورا في تعزيز النفوذ الإيراني السياسي والاقتصادي هناك، وتحديد إستراتيجية عربية موحدة للتحرك في القارة الأفريقية لحماية دول عربية أفريقية مثل السودان من المؤامرات الصهيونية ومكافحة الدور الصهيوني هناك وفضح مخططاته.
محمد جمال عرفة
المصدر: فلسطين أونلاين، 27/4/2010
معظم النشاط الصهيوني في إفريقيا يتركز في مجالين أساسيين هما: تجارة الماس وتجارة الأسلحة وضمنهما: تدريب الجيوش وحماية القادة الأفارقة وتوفير شركات المرتزقة.
ومقابل هذه الخدمات الأمنية الصهيونية يسعى ضباط الجيش الصهيوني وعملاء الموساد لسرقة الماس الأفريقي عبر صفقات السلاح التي تعطى للحركات المتمردة بهدف إحكام سيطرتها على مناطق تواجد الماس التي تدفع منها مقابل الخدمات الصهيونية .. باختصار هم عصابة متكاملة تبيع الماس مقابل السلاح!
ومع أن هذا أمر معروف وأثبتته منظمات دولية وأسمته (تجارة الماس الدموي)، فالجديد هو أنه ثبت أن هذا الماس المسروق من أفريقيا يستخدم لتمويل عمليات الاستيطان الصهيونية والاستيلاء على الأراضي العربية في الضفة والقدس وغيرها!
فغالبية تجار الماس الإسرائيليين هم من ضباط الجيش، لدرجة أنه يمكن الحديث عن مثلث له ثلاثة أضلاع
( الماس + الجيش وضباط الموساد + الاستيطان)
يربط بين النشاط الصهيوني لتجارة الماس والسلاح في أفريقيا من جهة بضباط الجيش الصهيوني من جهة ثانية .. ثم الاستيطان من جهة ثالثة.
والمثال الأوضح على هذا هو الصهيوني ليف ليفايف وهو ملياردير إسرائيلي من أصل روسي، يعد أحد أقطاب صناعة الألماس في العالم، والمصنف رقم 210 في قائمة أغنياء العالم، فهو كان ضابطا سابقا في الجيش، وعمل في تجارة الماس في أفريقيا، وفي الوقت نفسه هو الممول الرئيسي للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ولذلك أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) مؤخرا مقاطعته هو وشركاته ورفض أي دعم مادي منه، لبنائه المستوطنات بالمخالف لقرارات الأمم المتحدة باعتبار الضفة أرضاً محتلة!
وعلى سبيل المثال تتولى شركته "دانيا سيبس" التابعة لشركة "إفريقيا-إسرائيل" المملوكة لـ"ليفايف": بناء الحي الاستيطاني الجديد "متتياهو الشرقي" في قرية بلعين غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وبناء وحدات سكنية في مستوطنات "معاليه أدوميم" و"هار حوما" المقامة على جبل أبو غنيم، والتي تقطع القدس الشرقية المحتلة عن الضفة الغربية.
كما تقوم شركة أخرى مملوكة له، هي "ليدر"، ببناء مستوطنة "تسوفين" على أراضي قرية جيوس بالضفة، وأيضا يمول هذا الملياردير "صندوق استرداد الأرض"، وهي هيئة يهودية يُديرها متطرفون يهود تستخدم الإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين لسرقة أراضيهم والاستيلاء عليها بهدف بناء المستوطنات.
فقد تورطت (إسرائيل) في ( تجارة الماس الدموي ) أي التجارة المتعلقة بتمويل الحكومات الأفريقية بالسلاح لقمع شعوبها وسفك الدماء مقابل الحصول على الماس، و(لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة) سبق أن اتهمت (إسرائيل) بالتورّط في تصدير الماس بطريقة غير قانونية من إفريقيا, وتحدث تقرير صادر عن اللجنة عن علاقة مباشرة لـ(إسرائيل) بتجارة الماس الدموي في دول افريقية عديدة، بينها ساحل العاج.
وبرغم أن موقع وزارة الخارجية الإسرائيلي يتحدث بفخر عن صناعة الألماس، ويقول إنه عام 2006 بلغ مجموع الصادرات من الألماس 13 مليار دولار، حيث كانت الولايات المتحدة أكبر المستوردين (63%)، تلتها هونج كونج (14%) فسويسرا (11)، وأن (إسرائيل) تقوم بإنتاج معظم الماس الصغير المصقول والمستخدم في ترصيع الجواهر في العالم، كما أنها مسؤولة عن صقل 40% من الماس من جميع الأشكال والأحجام، ما يجعلها أهم مركز عالمي لصقل الألماس من حيث الإنتاج والتسويق على حد سواء.
وعندما تزايدت الانتقادات الصهيونية لسرقة (إسرائيل) الماس بدأت خطط صهيونية لتوقيع معاهدات أخرى للحفاظ على النشاط الصهيوني في تجارة الماس كغطاء لتجارة السلاح، حيث وقع المعهد الإسرائيلي للماس في نوفمبر 2007 على اتفاق معها بإرسال خبرائه لمساعدته على البحث عن الماس، والأنظار الصهيونية متركزة على الماس الذي يوجد في 7 دول أفريقية تقريبا هي : ليبريا وساحل العاج وغينيا وزائير وسيراليون وأفريقيا الوسطى وتنزانيا.
وصحيفة هآرتس كشفت في تقرير أخير لها أن الشركات الإسرائيلية التي تعمل في تجارة الماس، والمرتزقة والزراعة، والإعلام والحماية، تتركز أساسا في دول مثل سيراليون، ناميبيا، جنوب أفريقيا، بوتسوانا، أنغولا وكينيا ويعيش في أفريقيا المئات من الإسرائيليين، غالبا في عائلات على مقربة من مناجم الماس في غربي أفريقيا.
ونقلت الصحيفة عن تجار ماس إسرائيليين في غربي أفريقيا، أن المنطقة خطرة لناحية الأمن الشخصي، »فهناك الرشوة والجريمة، كما أن الشرطة لا تعمل، والإسرائيليون الذين يعيشون هناك مكشوفون تماما ويفتقدون لأي حماية. وهناك دول مسلمة موالية للعرب في كل ما يتصل بالصراع العربي الإسرائيلي، وهي مرتع مريح جدا لنشاطات حزب الله«.
المشكلة أن السياسة الإسرائيلية في إفريقيا منذ البداية كانت تطمح إلى تحقيق هدفين: أولهما سياسي، هو محاولة كسر العزلة التي فرضتها عليها مصر والدول العربية وقد بات هذا الهدف أمراً ملحاً بالنسبة لـ(إسرائيل) في أعقاب مؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز عام 1955، حيث تم تبني سياسة مقاطعة الدولة العبرية. وعليه فقد اعتمدت (إسرائيل) على سلاح المساعدات الفنية والتنموية للدول الإفريقية كأداة مهمة لاختراق جدار العزلة التي فرضها العرب.
يقول ديفيد بن جوريون، رئيس الوزراء الأسبق، في خطاب له أمام الكنيست في عام 1960: "إن المساعدات التي نقدمها للدول الحديثة ليست عملا من أعمال الخير. إننا بحاجة إلى صداقة هذه الدول أكثر من حاجتها هي إلى مساعداتنا".
أما الهدف الثاني فإنه ذو طبيعة إستراتيجية، ويرجع إلى تصور كل من ديفيد بن غوريون وجولدا مائير باختراق العزلة التي فرضها العرب على (إسرائيل) من خلال إقامة تحالفات إسرائيلية مع القوى الإقليمية غير العربية مثل تركيا وإيران وإثيوبيا في منطقة القرن الإفريقي.
ولكن للأسف الآن الهدف الإسرائيلي لم يعد فك الحصار العربي لأن العرب أصلا أصبحوا لا يعرفون طريق أفريقيا، وإنما التوطن في أفريقيا وخنق العرب أنفسهم من هناك من منابع النيل وخلق مناطق نفوذ عسكرية واقتصادية وفتح طرق إستراتيجية والتعاون مع الخطط الأمريكية والأوروبية لإعادة بناء أفريقيا موالية للغرب ونهب ثرواتها والتحكم في دولها ولهذا يحاربون السودان مثلا.
ولذلك مطلوب من العرب العودة للعب دور قوي كما كان الحال في عهد الرئيس عبد الناصر، والتعاون العربي– الإيراني في أفريقيا ضد الوجود الصهيوني خصوصا أن لإيران 26 مكتبا ثقافيا في الدول الأفريقية تلعب دورا في تعزيز النفوذ الإيراني السياسي والاقتصادي هناك، وتحديد إستراتيجية عربية موحدة للتحرك في القارة الأفريقية لحماية دول عربية أفريقية مثل السودان من المؤامرات الصهيونية ومكافحة الدور الصهيوني هناك وفضح مخططاته.
محمد جمال عرفة
المصدر: فلسطين أونلاين، 27/4/2010