المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افعلوا شيئاً قبل أن تنفجر جراح غزة !!!!!!


ملاك فلسطين
2008-01-22, 05:23
صحيفة الشرق القطرية

لا يمكن توصيف ما يتعرض له قطاع غزة بأقل من جريمة إنسانية، فالاحتلال يشن حرباً قذرة ضد الفلسطينيين دون استثناء أحد، وعلى كافة الصعد العسكرية والاقتصادية، متجرداً من أي إحساس آدمي، يصب جام حممه من خلال القصف الجوي والتوغلات البرية فيغتال حتى المدنيين، دون تمييز بين مقاوم أو طفل أو شيخ مسن في الشارع، أو بين اجتماع لفصيل وحفلة عرس، يغلق المعابر إغلاقاً محكماً، ويطبق سياسة العقاب الجماعي منذراً بانفجار وشيك لكارثة إنسانية، فيمنع حتى دخول المساعدات والمعونات الإغاثية، والمواد الغذائية الضرورية كحليب الأطفال، ويقلص كميات الوقود اللازمة لضخ المياه، وتوليد الكهرباء للمنازل والمستشفيات، ويحظر على الجرحى والمرضى الذين تقتضي حالاتهم الخروج للعلاج، ليلاقوا حتفهم بدم بارد، هل بقي شيء آخر لم يقم به هذا العدو للنيل من إرادة هذا الشعب المصابر المحاصر منذ سبعة أشهر حصاراً خانقاً؟!

يحدث كل ما سبق في ظل صمت عربي ودولي، ولا أقصد هنا الإدانة والشجب الذي لن ينفع مليوناً وثلاثمائة ألف نسمة يتعرضون لموت بطيء، وإنما أقصد المواقف أو ردود الأفعال العملية، التي تتمرد على هذا الواقع الذي فرضته الإرادة الصهيو- أمريكية الظالمة، وتنتصر للفلسطينيين وتنهي معاناتهم التي طالت كثيراً.

ومن المؤسف أن يدفع الشعب الفلسطيني اليوم كله- وليس حماس أو فصائل المقاومة- ثمن إخفاقات حكومة الاحتلال في إسقاط حركة حماس بعد أن فازت بانتخابات نزيهة، ثم بعد أن سيطرت على غزة، وعجز جيشها عن وضع حد لصواريخ وقذائف المقاومة المستمرة ضد المغتصبات الصهيونية جنوبي "إسرائيل" رغم قصفه الجوي واغتيالاته المتواصلة، كما يدفع ثمن مشاكل أحزابه وتوازناتها السياسية الداخلية، فمعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي يخشى من اجتياح كامل لغزة، يسمح بارتكاب مجازر دموية، إرضاء لبعض قادة جيشه المتعطشين للدماء، ولأحزاب في ائتلافه الحاكم تتهمه بالتفريط بالثوابت الإسرائيلية لاستمراره بالتفاوض مع الفلسطينيين، رغم أنه لم يقدم للسلطة شيئاً، ولا ينتظر أن يقدم لها إلا الفتات. كما أنه يغطي بجرائمه مقدماً على نتائج تقرير "فينوغراد" الذي يحمله الخسارة التي منيت بها "إسرائيل" في الحرب العدوانية التي شنها ضد لبنان 2006، في محاولة منه للهروب إلى الأمام.

لنقارن بين نوعيات مختلفة من ردود الأفعال، أولا على مستوى الأراضي المحتلة والكيان الصهيوني، فقد قدم وزراء حزب "إسرائيل" بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان (وهو وزير الشؤون الاستراتيجية بالحكومة الإسرائيلية) استقالاتهم من الحكومة احتجاجاً على ما اعتبروه بدء مفاوضات الوضع النهائي بين "إسرائيلط ومنظمة التحرير، ويشغل هذا الحزب أحد عشر مقعداً من الكنيست الإسرائيلي، وأولمرت مايزال مهدداً بسبب هذه القضية وغيرها بانسحاب أحزاب أخرى من ائتلافه، مما قد يعرضه للانهيار.

على المستوى الفلسطيني الداخلي فرغم استمرار الاستيطان الصهيوني حتى بعد مؤتمر أنابوليس، ورغم مجازر جيش الاحتلال الأخيرة في القطاع والضفة الغربية فإن رئيس السلطة محمود عباس وفريقه لم ينه المفاوضات، ولم يعلقها، غير آبه لمطالبات حركة حماس وفصائل أخرى لذلك كيلا تُستغل للتغطية على جرائم الحرب التي تقترفها "إسرائيل" صباح مساء، وترسيخ الانقسام الفلسطيني، وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي، كما وجهت هذه الحركات نداء عاجلاً من أجل الوفاق والمصالحة لتوفير المواجهة الناجحة للعدوان الوحشي والاستيطاني، ولكن السلطة لا تزال- وهي التي لا تشترط على "إسرائيل" شيئاً- تصر على ضرورة أن تتراجع حماس عن انقلابها كشرط من أجل استمرار الحوار أو المصالحة.

وقد استبعدت شخصيات في حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس أن يسبب ما يحدث في غزة إحراجاً للسلطة الفلسطينية، أو معوقاً لمسارات التسوية ومفاوضاتها الراهنة، أي أنها ستستمر في وهم المفاوضات مع تل أبيب ولن يعيقها شيء.

على المستوى العربي والإسلامي، فإن المطلوب معروف ويتلخص في أمرين معروفين قديمين جديدين وهما فك الحصار عن غزة، والضغط من أجل إعادة لحمة الصف الفلسطيني، وقد لخص الأمين العام للجامعة العربية المطلب الأول في عبارته التي أطلقها مؤخراً: "أطالب كل العرب بأن يرفعوا أصواتهم على الأقل ليطالبوا بإيقاف الحصار على غزة، ويمدوا أهلها بكل ما يستطيعون من أموال وأدوية وأطعمة، خاصة وأنها في حصار كامل وعدوان يومي".

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي ينتظره العرب والمسلمون بعد أن بلغ الوضع حدّ تجويع الشعب الفلسطيني ومنع الحليب عن أولاده، وموت المرضى والجرحى، وقصف الأطفال والنساء والمدنيين العزل أمام أعينهم.

إن معبر رفح هو معبر بين مصر وقطاع غزة، فما الذي يمنع مصر أن تبادر في خطوة شجاعة تحسب لها، لفتحه من أجل كسر الحصار الظالم، وما الذي يمنع من بلورة موقف عربي عاجل لتأييد مصر في هذا المسعى الإنساني والقومي النبيل، خصوصاً في ظل إصرار التحالف الأمريكي الصهيوني الغربي على حصارهم دون أن يرقبوا في أهلنا الفلسطينيين إلاًّ ولا ذمة، والاتهامات الإسرائيلية الأمريكية لمصر بزعزعة أمن المنطقة، لأنها لا تقوم بدور ممتاز في حراسة أمن "إسرائيل".

ولماذا لا نجعل من حالة الحجاج الفلسطينيين الذين مروا من معبر رفح وأصروا على العودة من خلاله، حالة دائمة- وليست عابرة- لنصرة الشعب الفلسطيني وكسر إرادة الصهاينة وحلفائهم.

من المؤكد أن توحد الموقفين الفلسطيني والعربي حول مسألة إنهاء الحصار عن غزة خصوصاً بعد أن وصل مرحلة كسر العظم عقب الإغلاق الكلي للمعابر- سيجعل من الحصار رهاناً خاسراً حتى وإن وقفت خلفه الإدارة الأمريكية، وإذا لم يسارع العرب إلى حسم خياراتهم في هذا الاتجاه فإن عليهم تحمل آثار انفجار بركان الكارثة الإنسانية الذي يوشك أن يطلق حممه، والتبعات التي ستنجم عنه، وتطول الجميع.

وإذا تجاوزنا النظام الرسمي العربي فلا يبدو الشارع العربي أحسن حالاً؛ بأحزابه، ومنظمات المجتمع المدني فيه، وهيئاته الخيرية والإغاثية، حتى التفاعل الآني العاجل- غير المستدام- لم نعد نلمسه، وكأن الجميع في سبات شتوي.

عماد الفلسطينى
2008-01-23, 00:22
بارك الله فيك اختي الغاليه ملاك فلسطين وجزاك كل خيرا اخوك عماد الفلسطيني

ملاك فلسطين
2008-01-23, 11:41
مرورك اخى الغالى عماد بيسعدنى وبيشرفنى