المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موعظة سياسية


matrixano02
2010-04-29, 21:27
يحكى أن شيخاً بعث إليه بعض السلاطين بأبنائهم ليعدهم لخلافتهم في السيطرة على رقاب العباد والتحكم بمصائرهم.
فجمعهم هذا الشيخ وذهب بهم إلى الغابة، وهناك وبعد أن خُـيّـل إليهم أنه سوف يتحدث عن تاريخ الشعوب وعن المعارك الفاصلة في عمر الأرض، وجدوه وقد وضع كتبه جانباً ثم قال :
اليوم سوف أعلمكم كيف تطبخون الضفدع حياً.
نظر الحاضرون إلى بعضهم البعض ليتأكدوا من أنهم سمعوا الهذيان نفسه .. وعندما عادوا إليه بأبصارهم كان يتابع كلامه وكأن شيئاً لم يكن :
لنرَ من منكم لديه بعض الحلول؟
لكن غرابة السؤال أذهلتهم، فرد أحدهم بعفوية قائلاً : نطبخه في إناء فيه ماء يغلي!!
بكل هذه البساطة!!!
ردد الشيخ في تهكم : وما الذي سوف يغريه بالبقاء في إناء لا يوجد به إلا ماء .. ويغلي أيضاً .. ترى لو كنت مكانه هل كنت ترغب في البقاء؟؟!!
سكن الجمع .. وأحس الجميع بسحابة من الغباء تظللهم .. أما العجوز .. وبعد أن زرع في نفوسهم أنهم بحضرة من هو أعلم منهم بكثير، قال :
لو وضعنا الضفدع في الماء الساخن لقفز منه فوراً.. مهما كانت المغريات بدافع حب البقاء، ولو وضعناه في ماء دافئ لبقي قليلاً ثم قفز خارجاً .. طلباً للغذاء، لكن لو وضعناه في الماء الدافئ فوق النار الهادئة، ووضعنا في الماء بعض الطعام بطريقة تجعل الحصول عليه صعباً ولكن ليس مستحيلاً فإن الضفدع سيبقى في الإناء حتى يموت مغلياً!!!.
لماذا لا يقفز والماء يغلي؟؟!
قال الشيخ سائلاً نفسه .. لأن ردة فعله التي كان يتميز بها قد تم ترويضها بالماء الدافئ الذي زادت سخونته تدريجياً، حتى أصبحت ردة الفعل تلك خيطاً من دخان لا يعلم أحد أين ذهب.
ثم أكمل الشيخ رافعاً صوته : هكذا أيتها العقول الفارغة تـُحكم الأمم .. هكذا توضع الأغلال في أعناق الشعوب .. تلك التي لا طاقة لكم بمواجهتها .. ولا قدرة لكم على تحمل غضبتها .. أشغلوها بالبحث عن طعامها بيدٍ .. وباليد الأخرى حافظوا على استمرار اتقاد النار الهادئة تحتها في ازدياد محسوب .. احذروا من أن تزيدوا حدة النار فجأة .. إلا بعد أن تروا أطرافها قد تمددت وأصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار قفزتها .. ولا يغيبن عن بالكم استمرار وجود الطعام، ولكن بالقدر الضروري .. فقط لإشغالها عن التفكير في ما تحت الإناء.
ثم أخذ الشيخ في التحرك أمامهم واضعاً يديه خلف ظهره وهو يقول :
هناك عقولٌ لا تستطيع التفكير في أكثر من أمر واحدٍ في ذات الآن .. أشغلوها بأمرها ذاك.
وهناك عقولٌ حُبست في محيط جسدها .. لا تفكر إلا في إشباع رغباته .. اجعلوا تلك الرغبات أفقاً لا نهاية له.

وفي موعظة سياسية أخرى يحكى أن حاكماً عربياً أراد أن يورث الحكم لولده الذي كان يطمح بمنصب أبيه، فحاول الأب أن يمتحن قدرة الابن على حكم البلاد، فطلب منه أن يجمع عدداً كبيراً من الفئران، وأن يضعها في كيس، ثم يقوم بفتح الكيس، فتهرب الفئران، وينبغي على الولد هنا أن يعيد جميع الفئران إلى الكيس.
فإذا نجح في ذلك يكون مرشحاً قوياً لاستلام الحكم من أبيه.
وفعلاً جمع الولد عدداً كبيراً من الفئران، ووضعها في كيس، ثم أطلق لها العنان، فذهب كل فأر باتجاه، ولم يتمكن الطامح للقيادة من إعادة سوى عدد ضئيل جداً من الفئران إلى الكيس، فسخر والده كثيراً من قلة حيلة الابن، وقال له يا بني :
أنا سأعلمك كيف تقوم بهذه العملية، فتعيد كل الفئران إلى الكيس، فقام بوضع عدد من الفئران في كيس، ثم راح يضرب الكيس على الأرض مرات ومرات، وعندما فتح الكيس كانت الفئران دائخة ومغلوبة على أمرها، فلم يهرب منها أحد، فأعادها إلى الكيس بكل يسر.
ثم قال لولده : يا بني، هكذا أمر الشعوب لا تستطيع التحكم بها إلا بعد أن تكون قد أوهنتها بطريقة أو بأخرى، فتصبح سهلة الانقياد.


ملاحظة:صاحب هاتين القصتين كاتب عربي وهو محمد بن ظفر الصقلي (1104 — 1172) وقد عاش قبل مكيافيللي بـ350 سنة مستشاراً لحاكم صقلية العربي أبو القاسم بن علي القرشي عندما كان العرب يحكمون جزيرة صقلية الإيطالية.وقد أوردهما في كتاب له بعنوان "سلوان المطاع في عدوان الأتباع"موضوعه الأساسي كيفية السيطرة على الشعوب بالخبث والمكر والخداع وهو الشيء الذي تفننت فيه الأنظمة الحاكمة المستبدةفي المجتمعات العربية وما زالت في حين تعلمت المجتمعات الغربية من أخطائهاو انه لايوجد طريق آخر للخروج مما أطلقوا عليه بعصور الظلام الا بتاسيس مجتمع يكون العدل فيه هو اساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم و هو ما ادى بهم في النهاية الى انتاج ما يسمىبالأنظمة الديموقراطية التي لا يستطيع ان ينكر أحد اليوم أنها المحرك الأساسي لعجلة التطور في هذه المجتمعات.

mahdidou
2010-04-30, 14:13
بارك الله فيك شكرااااااااااااااا

ايمان23
2010-04-30, 14:45
بارك الله فيك
هذه فعلا حال جميع الشعوب

محب بلاده
2010-04-30, 15:27
بارك الله فيك

ساحرة الجزائر
2010-04-30, 15:38
قصة ومعها حكمة سياسية

matrixano02
2010-04-30, 22:54
ملاحظة:صاحب هاتين القصتين كاتب عربي وهو محمد بن ظفر الصقلي (1104 — 1172) وقد عاش قبل مكيافيللي بـ350 سنة مستشاراً لحاكم صقلية العربي أبو القاسم بن علي القرشي عندما كان العرب يحكمون جزيرة صقلية الإيطالية.وقد أوردهما في كتاب له بعنوان "سلوان المطاع في عدوان الأتباع"موضوعه الأساسي كيفية السيطرة على الشعوب بالخبث والمكر والخداع [/size] وهو الشيء الذي تفننت فيه الأنظمة الحاكمة المستبدةفي المجتمعات العربية وما زالت في حين تعلمت المجتمعات الغربية من أخطائهاو انه لايوجد طريق آخر للخروج مما أطلقوا عليه بعصور الظلام الا بتاسيس مجتمع يكون العدل فيه هو اساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم و هو ما ادى بهم في النهاية الى انتاج ما يسمىبالأنظمة الديموقراطية التي لا يستطيع ان ينكر أحد اليوم أنها المحرك الأساسي لعجلة التطور في هذه المجتمعات.

ومن شاء الإطلاع عليه بامكانه تحميله من هذا الرابط
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=m000202.pdf
شكرا على تعليقاتكم