تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [®] وماذا بعد كل هذا ؟![®]..بقلمي


امين الاسلام
2010-04-23, 23:23
يقتضي منطق الطبيعة أن يكون لكل عمل نتيجة مستقبلية تختلف بين الايجاب والسلب باختلاف درجة الإتقان,أن يكون لكل مجتهد نصيب وأن يكون لكل مشروع مجتمعي,اقتصادي أو ثقافي أفاق تختلف باختلاف أهدافه ومراميه. اذ لا يعقل أن يتم العمل على مشروع ما دون تحديد خطواته ومراحله وأهدافه,والا سيكون ذلك اولى الخطوات للفشل.وفي حياتنا لا بد أن نمر بمشاريع قد تفشل وقد تنجح,تماما كما يبدو من الضروري الإنخراط في مشاريع مجتمعية في محاولة للتفاعل الإيجابي مع الحياة ومتطلباتها.مشاريع قد نكون أحد حلقاتها سواء رغبنا في ذلك أو رفضناه.

يعتبر التعليم أحد أهم المشاريع المجتمعية التي لا بد لنا أن كون طرفا فيها كمتعلمين أولا تم كفاعلين تربوين في البيت أو في المؤسسات التربوية.فمند ولادتنا ونحن منخرطون في هذا المشروع حتى قبل ادراك ذواتنا تمام الإدراك.وقلما نسأل أنفسنا ذلك السؤال الساذج الذي غالبا ما نحاول إعتباره من المسلمات أو من التساؤلات العبثية. ماذا بعد التعلم ؟ ما الذي نريده بهؤلاء المتعلمون ؟

سيقول اغلبنا أن أهداف التعلم هي تكوين مواطن صالح تربويا ومؤهل معرفيا للتفاعل مع مستجدات عصره.فهذه الإجابة تبدوا الأكثر تداولا بيننا رغم اننا لا ندقق كثيرا في دلالتها ولا في مدى تحققها على أرض الواقع.فماذا نقصد بالمواطن الصالح ؟ وما هو الصلاح في نظر صانعي القرار ؟

إن التدقيق في الاجابة هنا سيكون ضربا من التكهن الغير منطقي على اعتبار أن وصف المواطن بالصالح مسالة نسبية تخضع لمعايير ذاتية ويصعب قياسها وبالتالي التأكد من مدى تحققها في مجتمعنا.وهذه أحد أهم مكامن الضبابية التي ما فتئ نظامنا التربوي التعليمي يعاني منها على الأقل في الشق التربوي.

أما بالنسبة لما هو معرفي أو مهاري فمعاناتنا أكبر من خلال ذلك الشرخ الحاصل بين المؤسسة التعليمية كمكون لفاعلين اقتصاديين وبين سوق العمل كمجال لتطبيق ما تلقاه هؤلاء الفاعلين من معارف ومهارات.لذلك فمن الطبيعي أن نجد هذا الكم الكبير من المتخرجين الغير مرغوب فيهم يرابطون في الساحات والشوارع العام في انتظار فرج قد تجود به الدولة دون ان يملك اغلبهم تلك القدرة او لنقل الكفاءة على المبادرة الشخصية.فالمدرسة لم تؤهلهم لذلك ولم تخبرهم صراحة عما ينتظرهم حتى يستعدوا له.بل هم من ايقن حقيقة الوضع ولو بعد حين,فمنهم من انسحب قبل إتمام المشوار ومنهم من أكمل الرحلة نحو المجهول.

إن أساس نجاح العملية التعليمية هو ذلك الجانب المرتبط بالتحفيز والدافعية للتعلم.ولا يمكننا أن ننتظر إرادة وعزيمة قوية من أناس يعلمون مسبقا أنهم سيقفون يوما في صفوف البطالة ينتظرون.ولا مجال لتجاوز هذه الأزمة وتجنب إعادة انتاجها الا بربط المؤسسات التعليمية بالواقع الإقتصادي وحاجيات سوق الشغل.وعوض أن ننادي بأهداف فضفاضة وغير واضحة, يجب أن نحدد أهدافا دقيقة وقابلة للقياس في ضرف زمني محدد. فنقول مثلا أننا نريد 30 طيارا في افق 2020 عوض أن نقول أننا نريد إنسانا صالحا مندمجا في واقعه الإقتصادي و الإجتماعي و... .وهكذا سيكون من السهل التأكد من تحقق الأهداف التعليمة و ادماج الناتج التعليمي في مكانه المناسب دون أن يعيد السؤال القديم الجديد : وماذا بعد كل هذا ؟! .

امين الاسلام
2010-04-30, 12:39
اليس هناك ردود