مشاهدة النسخة كاملة : العمالقة الأقزام
عندما كنت صغيرة كانت لي دمية أكبر مني ، وكنت أنظر إليها باحترام وإجلال , وكنت أعتقد أن في صمتها حكمة وأن وراء هذا الصمت كلاما.
اخترت لها اسما وعلمني أهلي أن أسميها اسما لائقا بهذا السمت وكنت أنمو و أنمو ، وفي كل مرحلة أقول ستخرج الدمية من هذا الصمت الحكيم لتقص لي حكاية العمر والصبر.
وكبرت وبدأ صبري ينفذ فقد طال صمتها، وتكلمت إليها ، عنفتها فلم ترد جوابا .. زجرتها لعلي أحرك فيها الكوامن .. لم تنبس ببنت شفة ، وضربتها فاستسلمت سقوطا في يدي وفهمت أخيرا أنها دمية
كانت عملاقة قبلا .. يال خيبة الأمل والحلم
ما أكثر الأقزام التي كانت عملاقة في الماضي ، ولا ندري أنحن وضعنا العصابة على الأعين أم أن لعبة الزمن لا بد لها ن تمر بهذه الأطوار؟
من بين العمالقة الأقزام من خار في ذا الزمان وخانته حكمته .. كنا نظنه يمتلك عصا موسى بدهائه لكن عصاه تلك لم تنقذه من السقوط ،قال أنه يستطيع أن يمشي بعصاه فوق الماء ، ولكنه كان يمسك حبلا يخيل للناظر كأنه عصا .. ثم سقط وانقلب السحر على الساحر.. وجاء عملاق آخر ملأ الأسماع صخبا وضجيجا
دخل السياسة كواجب وطني أعطاه التخويل للخوض في المياه الآسنة
تغزل بحضارة اسرائيل وأراد أن يوسع قاعدة نفوذه السياسي عالميا لتشمل أنحاء المعمورة.. وخول نفسه مدافعا عن فلسطين فظهر في التلفزيون اليهودي وقهر العدو في نظره ، وصعد سلم المجد بدخول اسمه في أعمد الصحافة الإسرائيلية.
ترى أي طموح ؟ وأي محل يرتقي إليه بعد ؟ ولم يكتف بهذا القدر ، فطموح الرجل أكبر من كل التصورات وأكبر من حجم كل مأساة ، بقي أن يلتقي بكبير يليق بمقامه ويقدر الدور التمثيلي له.. ووجد ضالته ، وظهر مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة بل ومع سفراء اليهود في العالم. في ندوات حوار أظهر فيها براعة العرب في علم الكلام ومسح الحذاء ورميه أيضا..
ثم أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
سفيان حسن
2010-04-22, 19:02
عندما كنت صغيرة كانت لي دمية أكبر مني ، وكنت أنظر إليها باحترام وإجلال , وكنت أعتقد أن في صمتها حكمة وأن وراء هذا الصمت كلاما.
اخترت لها اسما وعلمني أهلي أن أسميها اسما لائقا بهذا السمت وكنت أنمو و أنمو ، وفي كل مرحلة أقول ستخرج الدمية من هذا الصمت الحكيم لتقص لي حكاية العمر والصبر.
وكبرت وبدأ صبري ينفذ فقد طال صمتها، وتكلمت إليها ، عنفتها فلم ترد جوابا .. زجرتها لعلي أحرك فيها الكوامن .. لم تنبس ببنت شفة ، وضربتها فاستسلمت سقوطا في يدي وفهمت أخيرا أنها دمية
كانت عملاقة قبلا .. يال خيبة الأمل والحلم
ما أكثر الأقزام التي كانت عملاقة في الماضي ، ولا ندري أنحن وضعنا العصابة على الأعين أم أن لعبة الزمن لا بد لها ن تمر بهذه الأطوار؟
من بين العمالقة الأقزام من خار في ذا الزمان وخانته حكمته .. كنا نظنه يمتلك عصا موسى بدهائه لكن عصاه تلك لم تنقذه من السقوط ،قال أنه يستطيع أن يمشي بعصاه فوق الماء ، ولكنه كان يمسك حبلا يخيل للناظر كأنه عصا .. ثم سقط وانقلب السحر على الساحر.. وجاء عملاق آخر ملأ الأسماع صخبا وضجيجا
دخل السياسة كواجب وطني أعطاه التخويل للخوض في المياه الآسنة
تغزل بحضارة اسرائيل وأراد أن يوسع قاعدة نفوذه السياسي عالميا لتشمل أنحاء المعمورة.. وخول نفسه مدافعا عن فلسطين فظهر في التلفزيون اليهودي وقهر العدو في نظره ، وصعد سلم المجد بدخول اسمه في أعمد الصحافة الإسرائيلية.
ترى أي طموح ؟ وأي محل يرتقي إليه بعد ؟ ولم يكتف بهذا القدر ، فطموح الرجل أكبر من كل التصورات وأكبر من حجم كل مأساة ، بقي أن يلتقي بكبير يليق بمقامه ويقدر الدور التمثيلي له.. ووجد ضالته ، وظهر مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة بل ومع سفراء اليهود في العالم. في ندوات حوار أظهر فيها براعة العرب في علم الكلام ومسح الحذاء ورميه أيضا..
ثم أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
السلام عليكم رائع هدا النص الادبي اراه ممن يشار اليه بالبنان لا بسبب الجمال الدي فيه وفقط بل ايضا بسبب ما يحويه من قضايا مهمة هادفة وفقك الله وجعله في ميزان حسناتك
فريدرامي
2010-04-22, 19:12
عندما كنت صغيرة كانت لي دمية أكبر مني ، وكنت أنظر إليها باحترام وإجلال , وكنت أعتقد أن في صمتها حكمة وأن وراء هذا الصمت كلاما.
اخترت لها اسما وعلمني أهلي أن أسميها اسما لائقا بهذا السمت وكنت أنمو و أنمو ، وفي كل مرحلة أقول ستخرج الدمية من هذا الصمت الحكيم لتقص لي حكاية العمر والصبر.
وكبرت وبدأ صبري ينفذ فقد طال صمتها، وتكلمت إليها ، عنفتها فلم ترد جوابا .. زجرتها لعلي أحرك فيها الكوامن .. لم تنبس ببنت شفة ، وضربتها فاستسلمت سقوطا في يدي وفهمت أخيرا أنها دمية
كانت عملاقة قبلا .. يال خيبة الأمل والحلم
ما أكثر الأقزام التي كانت عملاقة في الماضي ، ولا ندري أنحن وضعنا العصابة على الأعين أم أن لعبة الزمن لا بد لها ن تمر بهذه الأطوار؟
من بين العمالقة الأقزام من خار في ذا الزمان وخانته حكمته .. كنا نظنه يمتلك عصا موسى بدهائه لكن عصاه تلك لم تنقذه من السقوط ،قال أنه يستطيع أن يمشي بعصاه فوق الماء ، ولكنه كان يمسك حبلا يخيل للناظر كأنه عصا .. ثم سقط وانقلب السحر على الساحر.. وجاء عملاق آخر ملأ الأسماع صخبا وضجيجا
دخل السياسة كواجب وطني أعطاه التخويل للخوض في المياه الآسنة
تغزل بحضارة اسرائيل وأراد أن يوسع قاعدة نفوذه السياسي عالميا لتشمل أنحاء المعمورة.. وخول نفسه مدافعا عن فلسطين فظهر في التلفزيون اليهودي وقهر العدو في نظره ، وصعد سلم المجد بدخول اسمه في أعمد الصحافة الإسرائيلية.
ترى أي طموح ؟ وأي محل يرتقي إليه بعد ؟ ولم يكتف بهذا القدر ، فطموح الرجل أكبر من كل التصورات وأكبر من حجم كل مأساة ، بقي أن يلتقي بكبير يليق بمقامه ويقدر الدور التمثيلي له.. ووجد ضالته ، وظهر مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة بل ومع سفراء اليهود في العالم. في ندوات حوار أظهر فيها براعة العرب في علم الكلام ومسح الحذاء ورميه أيضا..
ثم أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
أختاه ارشاد
بدون تعليق أنا مذهول امام هذا الابداع اولا
وعمق المعني والقضية ثانيا
ولي امنية ان اقرألك المزيد
ماشاء الله وسلمت يداك
بطبووووطة
2010-04-22, 19:18
الله يبارك اختي تعبيرك رائع وموضوع هادف اسمتعت بالقراءة لكي واتمنى ان اقرا لكي مقالات اخرى فمستواك راقي في التعبير شكرا لك بارك الله فيك اختي واصلي
بحر الجروح
2010-04-22, 19:25
تقبلي مروري اختي الكريمة
*الداعية لك بالتوفيق *
روح القلم
2010-04-23, 11:58
جميل و جميل جدا أنكي قد أدركتي حقيقة الدمى أنها تبقى دمى و أن صمتها ليس فيه حكمة و أن كلامها هو النقمة ....
تحياتي لكي/روح
أريج الغار
2010-04-23, 13:18
عندما كنت صغيرة كانت لي دمية أكبر مني ، وكنت أنظر إليها باحترام وإجلال , وكنت أعتقد أن في صمتها حكمة وأن وراء هذا الصمت كلاما.
اخترت لها اسما وعلمني أهلي أن أسميها اسما لائقا بهذا السمت وكنت أنمو و أنمو ، وفي كل مرحلة أقول ستخرج الدمية من هذا الصمت الحكيم لتقص لي حكاية العمر والصبر.
وكبرت وبدأ صبري ينفذ فقد طال صمتها، وتكلمت إليها ، عنفتها فلم ترد جوابا .. زجرتها لعلي أحرك فيها الكوامن .. لم تنبس ببنت شفة ، وضربتها فاستسلمت سقوطا في يدي وفهمت أخيرا أنها دمية
كانت عملاقة قبلا .. يال خيبة الأمل والحلم
ما أكثر الأقزام التي كانت عملاقة في الماضي ، ولا ندري أنحن وضعنا العصابة على الأعين أم أن لعبة الزمن لا بد لها ن تمر بهذه الأطوار؟
من بين العمالقة الأقزام من خار في ذا الزمان وخانته حكمته .. كنا نظنه يمتلك عصا موسى بدهائه لكن عصاه تلك لم تنقذه من السقوط ،قال أنه يستطيع أن يمشي بعصاه فوق الماء ، ولكنه كان يمسك حبلا يخيل للناظر كأنه عصا .. ثم سقط وانقلب السحر على الساحر.. وجاء عملاق آخر ملأ الأسماع صخبا وضجيجا
دخل السياسة كواجب وطني أعطاه التخويل للخوض في المياه الآسنة
تغزل بحضارة اسرائيل وأراد أن يوسع قاعدة نفوذه السياسي عالميا لتشمل أنحاء المعمورة.. وخول نفسه مدافعا عن فلسطين فظهر في التلفزيون اليهودي وقهر العدو في نظره ، وصعد سلم المجد بدخول اسمه في أعمد الصحافة الإسرائيلية.
ترى أي طموح ؟ وأي محل يرتقي إليه بعد ؟ ولم يكتف بهذا القدر ، فطموح الرجل أكبر من كل التصورات وأكبر من حجم كل مأساة ، بقي أن يلتقي بكبير يليق بمقامه ويقدر الدور التمثيلي له.. ووجد ضالته ، وظهر مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة بل ومع سفراء اليهود في العالم. في ندوات حوار أظهر فيها براعة العرب في علم الكلام ومسح الحذاء ورميه أيضا..
ثم أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
لست متابعة للسياسة
أعتبر نفسي صغيرة على أن أهتم بها أو أفهمها ..
و لكن نصك جاء جميلا ملخِصا لواقع معين .
شكرا على الذوق الراقي في إختيار العبارات
و على الفكرة الذهبية ...
تحياتي / أريج
http://www.munasbh.com/upload/uploads/images/0569944524-456a54a821.gif
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/27517/31924/398857.gif
يوسُف سُلطان
2010-04-23, 20:16
.. من عندك هاته !!
والله أحييك .. قمة الوعي.. وتمّكن في المرور عبر العقول ..
حكايتك اختنا الفاضلة .. مثل روعة لحظات الطفولة .. تقبع ذكرياتها بأعمق نقطة .. فينا
انا شخصيا لن انسى اني قرات اليوم هذه ..
منها إذا لديك فامتعينا
نزار علي
2010-04-24, 10:34
سلام الله عليكم
هكذا فلتكن الكتابة وإلا " بلاش"
حقيقة انبهرت أمام قوة الأسلوب ورقاء الفكرة
أختاه أحسنت مبنى ومعنى
وفقك الله لما فيه الخير والصلاح لك وللأمة الإسلامية
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir