ghezal mohamed
2010-04-22, 16:13
* علاقة مصر بالثورة الجزائرية
الثورة المصرية اندلعت وهي حاملة لشعار دعم وتحرير العالم العربي، وكان أي تقاعس مصري على نصرة الشعوب العربية المنادية بالاستقلال، يعني تشكيك مباشر في الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. كما أن عبد الناصر دخل بكل قوته في ثورة الجزائر، الأمر الذي يعني ببديهية أن نجاح الثورة يمثل إضافة جديدة لثورة مصر، وإخفاقها كان سيعني نهاية حركة التحرر العربية التي قادتها مصر آنذاك، وكان هناك أعداء كثر لعبد الناصر في الداخل والخارج دخلوا من جانبهم المعركة ضده على مسرح الثورة الجزائرية، وبات معروفا في ذلك الوقت أن عبد الناصر يقاتل الدول الاستعمارية والاحتلال خارج بلاده، وبالأخص في الجزائر.
الجزائريون كانوا يدركون مدى أهمية ثورتهم بالنسبة لعبد الناصر، لذلك لم يترددوا في طلب الدعم منه والتنسيق معه، وكان ظنهم في محله، لأنه قبِل طلبهم على الفور. وهناك معلومة أريد الوقوف عندها؛ وهي أن الثورة الجزائرية بدأ الإعداد لها في مصر مطلع الخمسينيات، وقبيل قيام الثورة المصرية، وكان بالقاهرة مكتب يعرف باسم "المكتب العربي لدعم المغرب العربي". ومن خلال هذا المكتب، تعرف مجلس قيادة الثورة بقيادة عبد الناصر، على قادة النضال الجزائري. وبعد قيام الثورة في مصر، حفز عبد الناصر هؤلاء الشباب لانتهاج العمل المسلح لطرد فرنسا من الجزائر. وحينما وافق أولئك الشباب على فكرة عبد الناصر، بدأ الإعداد بشكل عملي للثورة.
فتح عبد الناصر أبواب الكلية الحربية بالقاهرة من أجل تدريب القادة والمقاتلين الجزائريين وتأهيلهم للعمل العسكري، ثم بدأت المخابرات المصرية في تسهيل وتأمين دخول هذه الكوادر البشرية المدربة للجزائر. ثم جاءت المرحلة الأخرى، وهي الأهم؛ وهي عمليات نقل الأسلحة عبر ليبيا وتونس، وأخيرا الجزائر،
عبد الناصر كان في أمس الحاجة لدعامة عربية لاستكمال مشروعه الرامي لبناء أمة عربية موحدة، وكانت تلك الأمة ممزقة تحت سطوة الاستعمار، وكان عليه أن يسرع في تحرير العالم العربي وتوحيده تحت راية واحدة لاستكمال المشروع.
طالما عبد الناصر تغنى بالشعب الجزائري، وأنه قال إن وحدة الأمة العربية لن تتم إلا بالجزائر. كما أن الجزائر سياسيا كانت الأهم في هذا المشروع، لأنها الدولة العربية الوحيدة التي قرر الاستعمار ابتلاعها للأبد وإخراجها من الحظيرة العربية، وأن تحرير العالم العربي كله في ظل بقاء الجزائر تحت الاحتلال، ينسف المشروع برمته، من هنا حارب عبد الناصر بكل قوته من أجل تحرير الجزائر، ورمى بكل ثقله هناك.
استقلال الجزائر
** بعد استقلال الجزائر أول ساحات الجزائر الكبرى، سميت باسم "بور سعيد" أثناء زيارة عبد الناصر وكانت المسافة من ميناء الجزائر وحتى المكان المخصص لإقامته، لا يستغرق أقل من نصف ساعة، لكنه قطعها في خمس ساعات كاملة بسبب اكتظاظ الناس الذين جاءوا من كل مكان في الجزائر ليحيوه ويهتفون باسمه ويقولون له إنهم سيظلون على عهد الثورة العربية، وتسببت تلك الهتافات والعبارات الثورية في إبكاء عبد الناصر، الذي ذكر ذات مرة أنه لم يبك إلا مرتين في حياته، الأولى في الجزائر فرحا بحب وإخلاص الشعب الجزائري، والثانية أثناء خطاب التنحي عن السلطة عام 1967 عقب النكسة.
مذيعة "صوت العرب" الإعلامية "همت مصطفى" التي كانت تغطي الحدث، استطاعت أن تنقل الصورة بدقة عبر الأثير الإذاعي، فقد بكت هي الأخرى من المشاهد المؤثرة التي رأتها عن قرب، وأبكت المصريين معها عن بعد، قالت إن الموكب تعطل بسبب تدفق الناس، مما أجبر السلطات الجزائرية لإحضار عربة مطافئ لتقل عبد الناصر وقادة الثورة الجزائرية.
أن التنسيق المصري ـ الجزائري والمواقف المشتركة بينهما كان يدل على أنهما دولة واحدة، بدء من مشروع حركة عدم الانحياز،
واستمرارا باستثمار نجاح الثورة الجزائرية لصالح مشروع عبد الناصر في تحرير إفريقيا، والذي كانت أبرز محطاته استقلال أنغولا وجنوب إفريقيا، وانتهاء بنزوح عائلات جزائرية كثيرة للعيش في مصر التي لم يروا فيها إلا نموذجا لوطنهم الأم الجزائر.
حرب67
أخذت العلاقة بين مصر و الجزائر بعدا أكثر قوة بعد حرب 67، فحينها انتقل وزير الخارجية الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة للقاهرة للوقوف عن قرب على حقيقة ما يجري، فكان الشخص الوحيد غير المصري الذي شارك المصريين أحزان النكسة. وكان بوتفيلقة يحمل رسالة واضحة من الرئيس بومدين، مفادها أن الجزائر تضع جيشها بأكمله ومقدراتها خدمة لمصر في صراعها مع الكيان الصهيوني، و أنه أثناء ورود أنباء لعبد الناصر بقيام المشير عامر بإصدار أوامره للجيش بالانسحاب، كان بوتفليقة رفقة عبد الناصر في اجتماع يضعون فيه اللمسات الأخيرة على عملية تحريك القوات الجزائرية صوب المعركة، وقتها غضب بوتفليقة بشدة، لكن الكارثة كانت قد وقعت، فطلبت الجزائر مواصلة الحرب ولم توافق على وقف إطلاق النار.
الفترة من 05 جوان 67 إلى بدايات عام 68 كانت صعبة جدا على ناصر ومصر، وهي ذات الفترة التي وصلت فيها القوات الجزائرية وكتائب المتطوعين لتعسكر على ضفاف قناة السويس، وهنا بدأ الجيش المصري يتعافى ويلتقط أنفاسه، وكانت تلك القوات بمثابة سند كبير للجيش المصري، ووصل أيضا سرب طائرات، رغم أن سلاح الجو الجزائري كان لا يزال في مهده. وكان لوصول القوات الجزائرية تأثيره السلبي على اليهود، الذين بدأوا يشعرون أن المصريين ليسوا فرادى وأن هناك مددا عربيا وثوريا كبيرا معهم في الصراع. وفي الوقت الذي كان الجيش المصري يعيد تنظيم صفوفه، سدت القوات الجزائرية الفراغ ولعبت دورا كبيرا في الميدان، إضافة إلى الدور السياسي الكبير الذي لعبته الجزائر في المحافل وعلى الساحة الدولية نصرة لمصر في الصراع.
حينما وصلت القوات الجزائرية لمصرقامت بمهمة دفاعية لحين إعادة ترتيب صفوف الجيش المصري. وحتى وفاة الزعيم كان الالتحام بين القوات المصرية والجزائرية لا مثيل له، في عام 73 الطريق البري الساحلي من ليبيا وحتى القاهرة، كان مكتظا بعربات الشحن الجزائرية ليل نهار، وهذه الحكاية معروفة لدى كل المصريين في ذلك الوقت، وكانت القوات الجزائرية ترتدي الزي الأخضر، كما أن بومدين سافر خصيصا للاتحاد السوفياتي ودفع مبلغ مليوني دولار لموسكو، أي ما يعادل 05 مليارات دولار حاليا، ولم يغادر قبل إقلاع طائرات الشحن العملاقة الروسية بالحمولات العسكرية لمصر وسوريا.
** كان بوتفليقة مستعجلا للحرب وأخذ الثأر وكان رافضا للحلول السلمية، من مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. طالب عبد الناصر باستمرار المعركة مهما كان الثمن، وأخبره أن الجزائر جاهزة لتحمّل عبء الحرب الأكبر بالعتاد والرجال، وأن الجزائريين متلهفون لنزال اليهود، لكن ناصر كان يطلب المهلة لحين إعداد القوات، وبالأخص سلاح الجو الذي يستغرق وقتا لتجهيزه.
كان يعرف أن الهزيمة أثرت لأبعد مدى على الجزائريين الذين ينتمون لجيل الثورة، ولا يعرفون شيئا اسمه مستحيل في الحروب والصراع مع الأعداء، وكانوا يشعرون أن العدوان على مصر هو اعتداء مباشر وإهانة الجزائر.
موت الزعيم
** المأتم دخل كل بيوت الجزائريين، وكان الرئيس بومدين أول الواصلين إلى القاهرة وكان معه بوتفليقة. ومن المعروف عن بومدين أنه لا يبكي، لكن الدموع سقطت من عينه في الجنازة، وظل سائرا على قدميه من أرض المعارض بالجزيرة إلى فندق الهيلتون لمسافة كيلومتر، وعند الفندق اختلط الحابل بالنابل وانفلت النظام، مما اضطر الأمن لإدخال الضيوف إلى الفندق خوفا عليهم.
يوم 14/11/209 هل سيكون يوم للذكرى او يوم للتذكر
** المأتم دخل كل بيوت الجزائريين، وكان الرئيس بومدين أول الواصلين إلى القاهرة وكان معه بوتفليقة. ومن المعروف عن بومدين أنه لا يبكي، لكن الدموع سقطت من عينه في الجنازة، وظل سائرا على قدميه من أرض المعارض بالجزيرة إلى فندق الهيلتون لمسافة كيلومتر، وعند الفندق اختلط الحابل بالنابل وانفلت النظام، مما اضطر الأمن لإدخال الضيوف إلى الفندق خوفا عليهم.
يوم 14/11/209 هل سيكون يوم للذكرى او يوم للتذكر
الثورة المصرية اندلعت وهي حاملة لشعار دعم وتحرير العالم العربي، وكان أي تقاعس مصري على نصرة الشعوب العربية المنادية بالاستقلال، يعني تشكيك مباشر في الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. كما أن عبد الناصر دخل بكل قوته في ثورة الجزائر، الأمر الذي يعني ببديهية أن نجاح الثورة يمثل إضافة جديدة لثورة مصر، وإخفاقها كان سيعني نهاية حركة التحرر العربية التي قادتها مصر آنذاك، وكان هناك أعداء كثر لعبد الناصر في الداخل والخارج دخلوا من جانبهم المعركة ضده على مسرح الثورة الجزائرية، وبات معروفا في ذلك الوقت أن عبد الناصر يقاتل الدول الاستعمارية والاحتلال خارج بلاده، وبالأخص في الجزائر.
الجزائريون كانوا يدركون مدى أهمية ثورتهم بالنسبة لعبد الناصر، لذلك لم يترددوا في طلب الدعم منه والتنسيق معه، وكان ظنهم في محله، لأنه قبِل طلبهم على الفور. وهناك معلومة أريد الوقوف عندها؛ وهي أن الثورة الجزائرية بدأ الإعداد لها في مصر مطلع الخمسينيات، وقبيل قيام الثورة المصرية، وكان بالقاهرة مكتب يعرف باسم "المكتب العربي لدعم المغرب العربي". ومن خلال هذا المكتب، تعرف مجلس قيادة الثورة بقيادة عبد الناصر، على قادة النضال الجزائري. وبعد قيام الثورة في مصر، حفز عبد الناصر هؤلاء الشباب لانتهاج العمل المسلح لطرد فرنسا من الجزائر. وحينما وافق أولئك الشباب على فكرة عبد الناصر، بدأ الإعداد بشكل عملي للثورة.
فتح عبد الناصر أبواب الكلية الحربية بالقاهرة من أجل تدريب القادة والمقاتلين الجزائريين وتأهيلهم للعمل العسكري، ثم بدأت المخابرات المصرية في تسهيل وتأمين دخول هذه الكوادر البشرية المدربة للجزائر. ثم جاءت المرحلة الأخرى، وهي الأهم؛ وهي عمليات نقل الأسلحة عبر ليبيا وتونس، وأخيرا الجزائر،
عبد الناصر كان في أمس الحاجة لدعامة عربية لاستكمال مشروعه الرامي لبناء أمة عربية موحدة، وكانت تلك الأمة ممزقة تحت سطوة الاستعمار، وكان عليه أن يسرع في تحرير العالم العربي وتوحيده تحت راية واحدة لاستكمال المشروع.
طالما عبد الناصر تغنى بالشعب الجزائري، وأنه قال إن وحدة الأمة العربية لن تتم إلا بالجزائر. كما أن الجزائر سياسيا كانت الأهم في هذا المشروع، لأنها الدولة العربية الوحيدة التي قرر الاستعمار ابتلاعها للأبد وإخراجها من الحظيرة العربية، وأن تحرير العالم العربي كله في ظل بقاء الجزائر تحت الاحتلال، ينسف المشروع برمته، من هنا حارب عبد الناصر بكل قوته من أجل تحرير الجزائر، ورمى بكل ثقله هناك.
استقلال الجزائر
** بعد استقلال الجزائر أول ساحات الجزائر الكبرى، سميت باسم "بور سعيد" أثناء زيارة عبد الناصر وكانت المسافة من ميناء الجزائر وحتى المكان المخصص لإقامته، لا يستغرق أقل من نصف ساعة، لكنه قطعها في خمس ساعات كاملة بسبب اكتظاظ الناس الذين جاءوا من كل مكان في الجزائر ليحيوه ويهتفون باسمه ويقولون له إنهم سيظلون على عهد الثورة العربية، وتسببت تلك الهتافات والعبارات الثورية في إبكاء عبد الناصر، الذي ذكر ذات مرة أنه لم يبك إلا مرتين في حياته، الأولى في الجزائر فرحا بحب وإخلاص الشعب الجزائري، والثانية أثناء خطاب التنحي عن السلطة عام 1967 عقب النكسة.
مذيعة "صوت العرب" الإعلامية "همت مصطفى" التي كانت تغطي الحدث، استطاعت أن تنقل الصورة بدقة عبر الأثير الإذاعي، فقد بكت هي الأخرى من المشاهد المؤثرة التي رأتها عن قرب، وأبكت المصريين معها عن بعد، قالت إن الموكب تعطل بسبب تدفق الناس، مما أجبر السلطات الجزائرية لإحضار عربة مطافئ لتقل عبد الناصر وقادة الثورة الجزائرية.
أن التنسيق المصري ـ الجزائري والمواقف المشتركة بينهما كان يدل على أنهما دولة واحدة، بدء من مشروع حركة عدم الانحياز،
واستمرارا باستثمار نجاح الثورة الجزائرية لصالح مشروع عبد الناصر في تحرير إفريقيا، والذي كانت أبرز محطاته استقلال أنغولا وجنوب إفريقيا، وانتهاء بنزوح عائلات جزائرية كثيرة للعيش في مصر التي لم يروا فيها إلا نموذجا لوطنهم الأم الجزائر.
حرب67
أخذت العلاقة بين مصر و الجزائر بعدا أكثر قوة بعد حرب 67، فحينها انتقل وزير الخارجية الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة للقاهرة للوقوف عن قرب على حقيقة ما يجري، فكان الشخص الوحيد غير المصري الذي شارك المصريين أحزان النكسة. وكان بوتفيلقة يحمل رسالة واضحة من الرئيس بومدين، مفادها أن الجزائر تضع جيشها بأكمله ومقدراتها خدمة لمصر في صراعها مع الكيان الصهيوني، و أنه أثناء ورود أنباء لعبد الناصر بقيام المشير عامر بإصدار أوامره للجيش بالانسحاب، كان بوتفليقة رفقة عبد الناصر في اجتماع يضعون فيه اللمسات الأخيرة على عملية تحريك القوات الجزائرية صوب المعركة، وقتها غضب بوتفليقة بشدة، لكن الكارثة كانت قد وقعت، فطلبت الجزائر مواصلة الحرب ولم توافق على وقف إطلاق النار.
الفترة من 05 جوان 67 إلى بدايات عام 68 كانت صعبة جدا على ناصر ومصر، وهي ذات الفترة التي وصلت فيها القوات الجزائرية وكتائب المتطوعين لتعسكر على ضفاف قناة السويس، وهنا بدأ الجيش المصري يتعافى ويلتقط أنفاسه، وكانت تلك القوات بمثابة سند كبير للجيش المصري، ووصل أيضا سرب طائرات، رغم أن سلاح الجو الجزائري كان لا يزال في مهده. وكان لوصول القوات الجزائرية تأثيره السلبي على اليهود، الذين بدأوا يشعرون أن المصريين ليسوا فرادى وأن هناك مددا عربيا وثوريا كبيرا معهم في الصراع. وفي الوقت الذي كان الجيش المصري يعيد تنظيم صفوفه، سدت القوات الجزائرية الفراغ ولعبت دورا كبيرا في الميدان، إضافة إلى الدور السياسي الكبير الذي لعبته الجزائر في المحافل وعلى الساحة الدولية نصرة لمصر في الصراع.
حينما وصلت القوات الجزائرية لمصرقامت بمهمة دفاعية لحين إعادة ترتيب صفوف الجيش المصري. وحتى وفاة الزعيم كان الالتحام بين القوات المصرية والجزائرية لا مثيل له، في عام 73 الطريق البري الساحلي من ليبيا وحتى القاهرة، كان مكتظا بعربات الشحن الجزائرية ليل نهار، وهذه الحكاية معروفة لدى كل المصريين في ذلك الوقت، وكانت القوات الجزائرية ترتدي الزي الأخضر، كما أن بومدين سافر خصيصا للاتحاد السوفياتي ودفع مبلغ مليوني دولار لموسكو، أي ما يعادل 05 مليارات دولار حاليا، ولم يغادر قبل إقلاع طائرات الشحن العملاقة الروسية بالحمولات العسكرية لمصر وسوريا.
** كان بوتفليقة مستعجلا للحرب وأخذ الثأر وكان رافضا للحلول السلمية، من مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. طالب عبد الناصر باستمرار المعركة مهما كان الثمن، وأخبره أن الجزائر جاهزة لتحمّل عبء الحرب الأكبر بالعتاد والرجال، وأن الجزائريين متلهفون لنزال اليهود، لكن ناصر كان يطلب المهلة لحين إعداد القوات، وبالأخص سلاح الجو الذي يستغرق وقتا لتجهيزه.
كان يعرف أن الهزيمة أثرت لأبعد مدى على الجزائريين الذين ينتمون لجيل الثورة، ولا يعرفون شيئا اسمه مستحيل في الحروب والصراع مع الأعداء، وكانوا يشعرون أن العدوان على مصر هو اعتداء مباشر وإهانة الجزائر.
موت الزعيم
** المأتم دخل كل بيوت الجزائريين، وكان الرئيس بومدين أول الواصلين إلى القاهرة وكان معه بوتفليقة. ومن المعروف عن بومدين أنه لا يبكي، لكن الدموع سقطت من عينه في الجنازة، وظل سائرا على قدميه من أرض المعارض بالجزيرة إلى فندق الهيلتون لمسافة كيلومتر، وعند الفندق اختلط الحابل بالنابل وانفلت النظام، مما اضطر الأمن لإدخال الضيوف إلى الفندق خوفا عليهم.
يوم 14/11/209 هل سيكون يوم للذكرى او يوم للتذكر
** المأتم دخل كل بيوت الجزائريين، وكان الرئيس بومدين أول الواصلين إلى القاهرة وكان معه بوتفليقة. ومن المعروف عن بومدين أنه لا يبكي، لكن الدموع سقطت من عينه في الجنازة، وظل سائرا على قدميه من أرض المعارض بالجزيرة إلى فندق الهيلتون لمسافة كيلومتر، وعند الفندق اختلط الحابل بالنابل وانفلت النظام، مما اضطر الأمن لإدخال الضيوف إلى الفندق خوفا عليهم.
يوم 14/11/209 هل سيكون يوم للذكرى او يوم للتذكر