الأستـ كريم ــاذ
2010-04-18, 11:32
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بكل جرأة
عن شَـعر بلقِيسَ.. وعن شفاه ميسون..
وعن هند، وعن دعد.. وعن لبنى، وعن رباب..
عن مطر الكُحل الذي ينزل
كــالوحي من الأهداب..
لن تجدوا في حوزتي قصيدة سرية..
أو لغة سرية.. أو كتبا سرية..
أَسجُنُها في داخل الأبواب؛
وليس عندي أبداً قصيدة واحدةً
تسير في الشارع، وهي ترتدي الحجاب..
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا كتبنا عن بقايا وطنٍ مُخَلّعٍ..
مفكّك.. مهترئ..
أشلاؤه تناثرت أشــلاء
عن وطن يبحث عن عنوانه..
وأمّـةٍ ليس لها سماء.
عن وطن .. لم يبق
من أشعاره العظيمة الأولـى
سوى قصائد الخنساء..
عن وطن لم يبق في آفاقه
حرية حمراءُ.. أو زرقاء.. أو صفراء.
عن وطن .. يمنعنا
أن نشتريَ الجريدة، أو نسمعَ الأنباء..
عن وطن.. كل العصافير به ممنوعة من الغناء..
عن وطن .. كُتّابه تعوّدوا أن يكتبوا
من شدّة الرعب.. على الهواء.
عن وطن.. يمشي
إلى مفاوضات السَلَمِ ..
دونما كرامة.. ودونما حذاء.
عن وطن ...
رجالُه بالوا على أنفسهم خوفاً..
ولم يبق سوى النساء.
*** *** ***
عن وطن يشبه حالَ الشِعر في بلادنا
فهو كلام سائبٌ.. مرتَجل.. مستَورَدٌ..
وأعجميّ الوجه واللسان.
فما له بداية.. وما له نهاية..
ولا له علاقةٌ بالناس.. أو بالأرض..
أو بمأزَق الإنسان.
*** *** ***
الملح في عيوننا.. والملح في شفاهنا..
والملح في كلامنا..
فهل يكون القَحْطُ في نفوسنا إرثاً
أتانا من بني قحطـان؟؟
لم يبق في أمّتنا معاويةُ.. ولا أبو سفيان.
لم يبق من يقول: (لا)...
في وجه من تنازلوا عن بيتنا..
وخبزنا.. وزيتنا..
وحوّلوا تاريخَنا الزاهي إلى دكّـان.
لم يبق في حياتنا قصيدة..
ما فـقدت عفافـها..
في مضجع السلطـان.
لقد تعوّدنا على هواننا..
ماذا من الإنسان يبقى حين يعتاد الهوان؟؟
ماذا من الإنسان يبقى حين يعتاد الهوان؟؟
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الوردة.. والمرأة العصماء
والقصيدة.. وزُرقة السمــاء
عن وطن.. لم يبق في أرجائه ماءٌ ولا هواء
لم تبق فيه خيمة.. أو ناقة، أو قهوة سوداء
أبحث في دفـاتر التاريخ
عن أسامةَ بن منقِذٍ..
وعقبة بن نافع..
عن عمرَ.. عن حمـزةَ..
عن خالدٍ يزحف نحو الشام..
أبحث عن معتصمٍ بالله..
حتى ينقذ النساء من وحشية السبي.. ومن ألسنة النيران
آخر الزمــــان
أبحث عن رجال..
فلا أرى إلا قططا مذعورة..
تخشى على أرواحها من سلطة الفئران..
هل العمى القومي، قد أصابنا، وهو أبكم؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان؟؟
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا موتنا بجرّافات إسرائيل
تنكش في ترابنا، تنكُش في تاريخنا..
تنكش في إنجيلنا، تنكش في قرآننا..
تنكش في تراب أنبيائنا..
إن كان هذا ذنبنا..
فما أجمل الإرهاب
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا محونا..
على يد المغول.. واليهود.. والبرابرة.
إذا رمينا حجرا..
على زجاج مجلس الأمن
الذي استولى عليه القياصرة.
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا أن نفاوض الذئب
وأن نمـدّ كفّنا لعاهرة..
*** *** ***
..أمريكا..
ضد ثقافات البشر.. وهْي بلا ثقافة،
ضد حضارات الحضر.. وهي بلا حضارة
..أمريكا..
بناية عملاقة، ليس لها حيطان
بالأمسَ.. كان الشارع القومي
في بلادنا يصهل كالحصان
وكانت الباحات أنهاراً
تفيض عنفوان
وبعد أوسلو.. لم يعد في فمنا أسنان
فهل تحولنا إلى شعب...
من العِميان.. والخُرسان؟
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا زمنا صارت به أمريكا
المغرورة.. الغنية.. القوية..
مترجِما محلَفا للغة العبرية.
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رمينا وردةً للقدس..
للخليل.. أو لغزّةَ.. والناصرة
إذا حملنا الخبز والمـاءَ
إلى طُروادة المحاصَرة
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفعنا أصواتنا ضد الشعوبيين من قادتنا..
وكلِ من قد غيّروا سروجهم..
وانتقلوا من وِحدويين .. إلى سماســرة
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا اقترفنا مهنة الثقافة..
إذا تمرّدنا على أوامر الخليفة العظيم والخلافة..
إذا قرأنا كتبا في الفقه والسياسة..
إذا ذكرنا ربَنا تعالى.. إذا تلونا (سورة الفتح)..
وأصغينا إلى خطبة الجمعة،،
فنحن ضالعون في الإرهاب..
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا حمينا آخر النخيل في صحرائنا..
وآخر النجوم في سمائنا..
وآخر الحروف في أسمائنا..
وآخر الحليب في أثدائنا..
إن كان هذا ذنبنا..
فما أروع الإرهاب..
*** *** ***
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن ينقذني من المهاجرين
من روسيا.. ورومانيا.. وهنغاريا.. وبولونيا..
وحَطوا في فلسطين على أكتافنا..
ليسرقوا مآذن القدس..
وباب المسجد الأقصى..
ويسرقوا النقوش.. والقباب.
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن يحرّر السيح..
ومريمَ العذراءَ..
والمدينة المقدّسـة..
من سفراء الموت والخراب.
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا تمرّدنا على الاغتصاب:
اغتصاب الشعب واغتصابنا..
إن نحن دافعنا عن الأرض..
وعن كرامة التراب
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بكل قوة..
عن إرثنا الشعري.. عن حائطنا القومي..
عن حضارة الوردة.. عن ثقافة النايات في جبالنا
وعن مرايا الأعين السوداء.
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بما نكتبه..
عن زرقة البحر..
وعن رائحة الحِـبر..
وعن حريّةِ الحرف..
وعن قدسية الكتاب.
*** *** ***
...لذا...
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن ينقذني
من قيصر اليهود.. أو من قيصر الرومان
وإن كان يستطيع تحرير الشعب
من الطغاة.. والطغيان..
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان..
ويُرجِعَ الليمون.. والزيتون.. والحسّـون..
للجنوب من لبنان
ويُرجع البسمةَ للجولان..
*** *** ***
أنا مع الإرهاب..
ما دام هذا العالم الجديد.. مقتَسماً
ما بين أمريكا .. وإسرائيل
بالمناصفة..
*** *** ***
أنا مع الإرهاب..
بكل ما أملك من شعر، ومن نثرٍ، ومن أنياب..
مادام هذا العالم الجديد.. بين يدي قصّـاب
مادام هذا العالم الجديد..
قد صنّفَنا من فئة الذباب.
...لذا...
أنا مع الإرهاب..
إن كان مجلس الشيوخ في أمريكا..
هو الذي في يده الحساب..
وهو الذي يقرر الثواب.. والعقاب..
أنا مع الإرهاب..
مادام هذا العالم الجديد..
يكره من أعماقه رائحة الأعراب
مادام هـذا العالم الجديد..
يريد أن يذبح أطفالي..
ويرميهم إلى الكلاب
*** *** ***
من أجل هذا كلِه..
أرفــع صوتي عالياً:...
أنا مع الإرهاب..
أنا مع الإرهاب..
أنا مع الإرهاب..
ما دمنا متهمين بالإرهاب...
نزار قبّاني.
إن نحن دافعنا بكل جرأة
عن شَـعر بلقِيسَ.. وعن شفاه ميسون..
وعن هند، وعن دعد.. وعن لبنى، وعن رباب..
عن مطر الكُحل الذي ينزل
كــالوحي من الأهداب..
لن تجدوا في حوزتي قصيدة سرية..
أو لغة سرية.. أو كتبا سرية..
أَسجُنُها في داخل الأبواب؛
وليس عندي أبداً قصيدة واحدةً
تسير في الشارع، وهي ترتدي الحجاب..
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا كتبنا عن بقايا وطنٍ مُخَلّعٍ..
مفكّك.. مهترئ..
أشلاؤه تناثرت أشــلاء
عن وطن يبحث عن عنوانه..
وأمّـةٍ ليس لها سماء.
عن وطن .. لم يبق
من أشعاره العظيمة الأولـى
سوى قصائد الخنساء..
عن وطن لم يبق في آفاقه
حرية حمراءُ.. أو زرقاء.. أو صفراء.
عن وطن .. يمنعنا
أن نشتريَ الجريدة، أو نسمعَ الأنباء..
عن وطن.. كل العصافير به ممنوعة من الغناء..
عن وطن .. كُتّابه تعوّدوا أن يكتبوا
من شدّة الرعب.. على الهواء.
عن وطن.. يمشي
إلى مفاوضات السَلَمِ ..
دونما كرامة.. ودونما حذاء.
عن وطن ...
رجالُه بالوا على أنفسهم خوفاً..
ولم يبق سوى النساء.
*** *** ***
عن وطن يشبه حالَ الشِعر في بلادنا
فهو كلام سائبٌ.. مرتَجل.. مستَورَدٌ..
وأعجميّ الوجه واللسان.
فما له بداية.. وما له نهاية..
ولا له علاقةٌ بالناس.. أو بالأرض..
أو بمأزَق الإنسان.
*** *** ***
الملح في عيوننا.. والملح في شفاهنا..
والملح في كلامنا..
فهل يكون القَحْطُ في نفوسنا إرثاً
أتانا من بني قحطـان؟؟
لم يبق في أمّتنا معاويةُ.. ولا أبو سفيان.
لم يبق من يقول: (لا)...
في وجه من تنازلوا عن بيتنا..
وخبزنا.. وزيتنا..
وحوّلوا تاريخَنا الزاهي إلى دكّـان.
لم يبق في حياتنا قصيدة..
ما فـقدت عفافـها..
في مضجع السلطـان.
لقد تعوّدنا على هواننا..
ماذا من الإنسان يبقى حين يعتاد الهوان؟؟
ماذا من الإنسان يبقى حين يعتاد الهوان؟؟
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا عن الوردة.. والمرأة العصماء
والقصيدة.. وزُرقة السمــاء
عن وطن.. لم يبق في أرجائه ماءٌ ولا هواء
لم تبق فيه خيمة.. أو ناقة، أو قهوة سوداء
أبحث في دفـاتر التاريخ
عن أسامةَ بن منقِذٍ..
وعقبة بن نافع..
عن عمرَ.. عن حمـزةَ..
عن خالدٍ يزحف نحو الشام..
أبحث عن معتصمٍ بالله..
حتى ينقذ النساء من وحشية السبي.. ومن ألسنة النيران
آخر الزمــــان
أبحث عن رجال..
فلا أرى إلا قططا مذعورة..
تخشى على أرواحها من سلطة الفئران..
هل العمى القومي، قد أصابنا، وهو أبكم؟
أم نحن نشكو من عمى الألوان؟؟
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا موتنا بجرّافات إسرائيل
تنكش في ترابنا، تنكُش في تاريخنا..
تنكش في إنجيلنا، تنكش في قرآننا..
تنكش في تراب أنبيائنا..
إن كان هذا ذنبنا..
فما أجمل الإرهاب
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا محونا..
على يد المغول.. واليهود.. والبرابرة.
إذا رمينا حجرا..
على زجاج مجلس الأمن
الذي استولى عليه القياصرة.
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا أن نفاوض الذئب
وأن نمـدّ كفّنا لعاهرة..
*** *** ***
..أمريكا..
ضد ثقافات البشر.. وهْي بلا ثقافة،
ضد حضارات الحضر.. وهي بلا حضارة
..أمريكا..
بناية عملاقة، ليس لها حيطان
بالأمسَ.. كان الشارع القومي
في بلادنا يصهل كالحصان
وكانت الباحات أنهاراً
تفيض عنفوان
وبعد أوسلو.. لم يعد في فمنا أسنان
فهل تحولنا إلى شعب...
من العِميان.. والخُرسان؟
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفضنا زمنا صارت به أمريكا
المغرورة.. الغنية.. القوية..
مترجِما محلَفا للغة العبرية.
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رمينا وردةً للقدس..
للخليل.. أو لغزّةَ.. والناصرة
إذا حملنا الخبز والمـاءَ
إلى طُروادة المحاصَرة
متهمون نحن بالإرهاب
إذا رفعنا أصواتنا ضد الشعوبيين من قادتنا..
وكلِ من قد غيّروا سروجهم..
وانتقلوا من وِحدويين .. إلى سماســرة
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا اقترفنا مهنة الثقافة..
إذا تمرّدنا على أوامر الخليفة العظيم والخلافة..
إذا قرأنا كتبا في الفقه والسياسة..
إذا ذكرنا ربَنا تعالى.. إذا تلونا (سورة الفتح)..
وأصغينا إلى خطبة الجمعة،،
فنحن ضالعون في الإرهاب..
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا حمينا آخر النخيل في صحرائنا..
وآخر النجوم في سمائنا..
وآخر الحروف في أسمائنا..
وآخر الحليب في أثدائنا..
إن كان هذا ذنبنا..
فما أروع الإرهاب..
*** *** ***
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن ينقذني من المهاجرين
من روسيا.. ورومانيا.. وهنغاريا.. وبولونيا..
وحَطوا في فلسطين على أكتافنا..
ليسرقوا مآذن القدس..
وباب المسجد الأقصى..
ويسرقوا النقوش.. والقباب.
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن يحرّر السيح..
ومريمَ العذراءَ..
والمدينة المقدّسـة..
من سفراء الموت والخراب.
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إذا تمرّدنا على الاغتصاب:
اغتصاب الشعب واغتصابنا..
إن نحن دافعنا عن الأرض..
وعن كرامة التراب
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بكل قوة..
عن إرثنا الشعري.. عن حائطنا القومي..
عن حضارة الوردة.. عن ثقافة النايات في جبالنا
وعن مرايا الأعين السوداء.
*** *** ***
متهمون نحن بالإرهاب
إن نحن دافعنا بما نكتبه..
عن زرقة البحر..
وعن رائحة الحِـبر..
وعن حريّةِ الحرف..
وعن قدسية الكتاب.
*** *** ***
...لذا...
أنا مع الإرهاب..
إن كان يستطيع أن ينقذني
من قيصر اليهود.. أو من قيصر الرومان
وإن كان يستطيع تحرير الشعب
من الطغاة.. والطغيان..
وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان..
ويُرجِعَ الليمون.. والزيتون.. والحسّـون..
للجنوب من لبنان
ويُرجع البسمةَ للجولان..
*** *** ***
أنا مع الإرهاب..
ما دام هذا العالم الجديد.. مقتَسماً
ما بين أمريكا .. وإسرائيل
بالمناصفة..
*** *** ***
أنا مع الإرهاب..
بكل ما أملك من شعر، ومن نثرٍ، ومن أنياب..
مادام هذا العالم الجديد.. بين يدي قصّـاب
مادام هذا العالم الجديد..
قد صنّفَنا من فئة الذباب.
...لذا...
أنا مع الإرهاب..
إن كان مجلس الشيوخ في أمريكا..
هو الذي في يده الحساب..
وهو الذي يقرر الثواب.. والعقاب..
أنا مع الإرهاب..
مادام هذا العالم الجديد..
يكره من أعماقه رائحة الأعراب
مادام هـذا العالم الجديد..
يريد أن يذبح أطفالي..
ويرميهم إلى الكلاب
*** *** ***
من أجل هذا كلِه..
أرفــع صوتي عالياً:...
أنا مع الإرهاب..
أنا مع الإرهاب..
أنا مع الإرهاب..
ما دمنا متهمين بالإرهاب...
نزار قبّاني.