المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جميع خطب الجمعة بمساجد الوطن


⋟صقر☬الأندلس⋞
2010-04-16, 11:38
http://dc417.4shared.com/img/KTCYAkxP/s7/142571d95d0/no_subject.jpg?async&rand=0.3053931613985815 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=290819)

الهامل الهامل
2010-07-02, 09:12
ذكرى استقلال الجزائر
الخطبة الأولى
الحمد لله ثم الحمد لله، تعالت أسماؤه وتمت كلماته صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته، جعل النصر يتنـزل من عنده على من يشاء من عباده حيث يبتليهم فيعلم المصلح من المفسد ويعلم صدق يقينهم وإخلاص نياتهم وصفاء سرائهم وطهارة ضمائرهم. سبحانه تعالى جعل السيف فرقانا بين الحق والباطل، وأنتج من المتضادات أضدادها، فأخرج القوة من الضعف وولد الحرية من العبودية وجعل الموت طريقا إلى الحياة، وما أعذب إذا كان للحياة طريقا، وبايعه عباده المؤمنون الصادقون على الموت، فباءوا بالصفقة الرابحة، واشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا
سجانه تعالى جده، تجلى على بعض عباده بالغضب والسخط فأحال مساجد التوحيد بين أيديهم إلى كنائس للتثليث، وتجلى برحمته ورضاه على آخرين فأحال فيهم كنائس التثليث إلى مساجد للتوحيد، وما ظلم الأولين ولا حابى الآخرين، ولكنها سنته في الكون وآياته في الآفاق يتبعها قوم فيفلحون، ويعرض عنها قوم فيخسرون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعدهونصر عبده وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده.
أما بعد: يومكم هذا هو اليوم الأنور الأزهر، واليوم المحجَّل الأغر، اجتمع لكم فيه عيد وذكرى، أمَّا العيد فهو يوم الجمعة، وأمَّا الذكرى فكان حقُّها أن تعدَّ بالتقويم الإسلامي الهجري الهلالي، لكنَّها عدَّت بالتقويم الميلادي المسيحي، فتوافقت مع هذا العيد، إنَّها ذكرى استقلال الجزائر. والجزائر قطعة من أرض الإسلام، فيها نبتنا، وعلى حبِّها ثبتنا.
والاستقلال نعمة تستوجب شكر الله تعالى، ولا يشكر الله عليها حقَّ شكره، إلاَّ من عرف مخازي الاستعمار، وذاق مرارة الذلِّ والاستعباد، وعانى حياة البؤس والشقاء في ظلِّ الاستعمار، أو تواترت إليه بذلك الأخبار.
فإلى الله نتوجَّه بالشكر على ما أنعم به علينا من تخليصنا من أنياب شيطان الاستعمار، وأعاد أرض الإسلام إلى أمَّة الإسلام، وأحال كنائس التثليث إلى مساجد للتوحيد.
ونستنزل من رحمات الله الصيِّبة، وصلواته الزكيَّة الطيبَّة، لشهدائنا الأبرار ـ والله أعلم بمن مات شهيدًا في سبيله ـ ما يكون كفاء لبطولتهم في الدفاع عن شرف الحياة وحرمات الدين وعزَّة الإسلام وحقوق هذا الوطن الغالي، وطن الجزائر.
والجزائر ـ أيُّها السامعون ـ من أزكى المغارس التي غرست فيها شجرة الإسلام، فنمت وترعرت ثمَّ آتت أكلها طيِّبًا مباركًا فيه، من القرن الأوَّل للهجرة: فقد حمل الفاتحون وفيهم أولو بقيَّة من أصحاب رسول الله تعاليمَ الإسلام إلى شمال إفريقيا، وقلب هذا الشمال هو الجزائر، نشروا عقائد الإسلام حتَّى استقرَّت في النفوس، واجتثُّوا وثنية البربر وبقايا العتوِّ الروماني. ومن قرأ تاريخ المدن الجزائريَّة التي كانت لها في الحضارة الإسلامية أوفر نصيب؛ تلمسان وبجاية وتيهرت وقلعة بني حمَّاد وزواوة والمسيلة وطبنة وبسكرة وقسنطينة وغيرها، من قرأ التواريخ علم أيَّة سمات خالدة وَسم بها الإسلام هذا القطر.
فلم يزل حصنًا منيعًا في وجه أطماع المستعمر الصليبي، لأنَّ من دخله سهل عليه دخول بقيَّة أوطان المسلمين، ولهذا لم يزل فيه طامعًا، متربِّصًا به مبيِّتًا الفرصة المواتية، فكانت الفرصة في عام 1246 هـ، الموافق لعام 1830م، حين تدهورت أمور البلاد، واختلَّ الدين واعتلَّ الاعتقاد، وفشا في الحاكم والمحكوم الفساد، فتداعت علينا عساكر الاستعمار، وانقضَّت علينا جيوش الاستدمار.
احتلَّت فرنسا الجزائر المسلمة احتلالاً مدبَّرًا مبيَّتًا على برنامج يدور كلُّه على محور واحد، ويرمي إلى غاية واحدة، وهي إذلال المسلمين ومحو الإسلام في الشمال الإفريقي كلِّه، وكان الإسلام في الجزائر يوم الاحتلال قويًّا بمعنويَّاته ومادِّيَّاته، مكينًا في النفوس، متمكِّنًا في الأرض بمقوِّماته من مساجد لإقامته، ومدارس لعلومه، وأوقاف دارَّة الريع للقيام به وحمايته، وكان هو المرجع في التشريع والتنفيذ.
فماذا صنع الاحتلال الفرنسي من أوَّل يوم؟ بدأ بخطَّة كانت مرسومة من قبل، وكشف عن مقاصده المبيَّتة للإسلام بعد أسابيع من احتلال الجزائر العاصمة، بدأ بمصادرة الأوقاف الإسلاميَّة بجميع أنواعها في العاصمة وإلحاقها بأملاك الدولة المحتلَّة، وأصدر قانونًا بتعميم المصادرة في كلِّ شبر يحتلُّه، ثم عمد إلى المساجد فأحال بعضها كنائس وبعضها مرافق عامَّة، وهدم بعضها لتوسيع الشوارع وإنشاء الميادين، ثمَّ عمد إلى المساجد الباقية فاحتكر التصرُّف فيها لنفسه، واستأثر بتعيين الأئمَّة والخطباء والمؤذِّنين والمفتين، وأجرى عليهم الأرزاق من خزينته العامَّة ليبقوا دائمًا تحت رحمته، يدورون في فلكه، يتوخَّون رضاه، ويخدمون مصالحه.
وله أعمال من دون ذلك هو لها عاملٌ، وكلُّها تتلاقى عند غاية واحدة وهي محو الإسلام من الجزائر حتَّى تصفو له، وتصبح فرنسيَّة الهوى واللسان والعاطفة والفكر والاتجاه.
ومن مكائده الخفيَّة لمحو الإسلام تشجيعه للخرافات والبدع والضلالات الشائعة بين مسلمي الجزائر لعلمه أنَّها تفسد عقائد الإسلام الصحيحة، وتحبط عباداته، وتبطل آثارها، وتخلط الموازين، فتلتبس السنَّة بالبدعة، والحق بالباطل، خبَّ الاستعمار وأولع في هذا المضمار وجمع على حرب الإسلام كلَّ ضالٍّ من أبنائه، وكلَّ دجَّال وكلَّ مبتدع وكلَّ متَّجر بالدين، يشجِّعهم ويرعاهم، وظاهرهم بجيش آخر من المبشِّرين يحميهم ويمهِّد لهم الطريق، ثمَّ بجيش آخر من الملاحدة الذين أنشأتهم مدارسه على درجات تبدأ بالزهد في الإسلام، ثمَّ بالتنكر له، ثمَّ بالخروج منه والازدراء بأهله والسخرية بهم، وسمَّوهم: المفكِّرين والمثقَّفين والمتنوِّرين ونخبةَ المجتمع، والحقيقة أنَّهم دوابٌّ مسيَّرة بخطَّة مدبَّرة، أعدَّهم المستعمر إعدادًا، ليكونوا له امتدادًا، وللهدم والتدمير إمدادًا، ولنشر الإلحاد والفساد أعوانًا ومددا.
فإنَّ نشره للإلحاد بين المسلمين وسيلة لمحو الإسلام، وحمايته للفواحش كالخمر والبغاء والقمار، وسيلة أخرى لنفس الغرض والمرام.
ففي الجزائر يبيح الاستعمار الفرنسي فتح المقامر لتبديد أموال المسلمين، وفتح المخامر لإفساد عقولهم وأبدانهم، وفتح مواخر البغاء والزنا لإفساد نسلهم ومجتمعهم، لكنَّه في المقابل لا يسمح بفتح مدرسة عربيَّة تحيي لغتهم، ولا بفتح مدرسة دينيَّة تحفَظ عليهم دينهم.
هذا بعض ما فعله المستعمر الفرنسي من موبقات نحو الإسلام، وما جنَّده من جنود لحرب الإسلام في الجزائر، لعلمه أنَّه لا بقاء لسلطانه وجبروته ما دام القرآن محفوظًا، والعقائد الصحيحة ثابتة، والشعائر المرفوعة قائمة، والسنن المأثورة مشهودة، ولغة القرآن مالكة للأسنة، ومظاهر الإسلام ظاهرة.
فنحمد الله ونشكره على ما منَّ به علينا من نعمة الاستقلال.
_________
الخطبة الثانية
الحمد لله القائل {وكان حقا علينا نصر المؤمنين وأشهد أن لا إله إلا الله القائل } إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد سبحانه نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين والمجاهدين بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده فما داهن وما استكان صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه الذين وصفوا بأنهم رهبان بالليل أسود على الأعداء بالنهار رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون أما بعد
عباد الله، يقول الله عز وجل: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ [الحج:41].
هذا شرط شرطه الله عز وجل على الذين مكّن لهم في الأرض وأصبح أمرهم بيدهم أن يقوموا بهذه الأربعة.
لقد تحقَّق الاستقلال ومكَّن الله العباد في البلاد، وأصبح أمرنا بأيدينا لا بأيدي المستعمر، فهل أقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر؟!
كلاَّ، فالصلاة لا آمر بها ولا زاجر عنها، وكأنَّها من شأن المسلم ونفسه، إن شاء أقامها وإن شاء تركها. والمسلمون قد أجمع علماؤهم أنَّ المصرَّ على ترك صلاة واحدة يجب على الحاكم أن يقيم عليه حدَّ القتل، وحدِّث عن مانعي الزكاة التي حين تركها حيٌّ من العرب جهَّز لهم أبو بكر جيشًا لقتالهم، وأجمع الصحابة على ذلك، ولم يمنعهم من ذلك الخطر المداهم من قبل الروم الذين كانوا يجمعون لهم في اليرموك، وما ذاك إلاَّ لعظمة هذه الفريضة وخطورة الامتناع عن أدائها، وحدِّث عن تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الرعيَّة عمومًا ومن الرعاة خصوصًا، كلّ حسب ما هو فيه من مسؤوليَّة ورعاية.
هل حققنا لأنفسنا في مدة أربعين سنة ـ وهي ثلث المدَّة التي قضاها المستعمر في بلادنا ـ ما كنا نطالب به الاستعمار؟! هل قضينا على الموبقات والمحرمات التي نشرها الاستعمار في بلادنا؟! هل قضينا على الخمر والقمار والدعارة المنظَّمة؟! قد كان من أوَّل ما ألغاه الاستعمار المحاكم الشرعيَّة، فهل أعدنا بناءها بعد أزيد من ثلث قرن؟!
إنَّ كلَّ محاولة اليوم لمحو مظاهر الإسلام وسمة التديُّن والعبث بلغة القرآن ومقوِّمات الأمَّة وتاريخها إنَّما تصبُّ في مصبٍّ واحد، وهو ما كان يرمي إليه المستعمر من قبل، وقد خرج المستعمر، لكنَّه خلَّف من ورائه أفراخًا ليكونوا امتدادًا له، وأيديَ موصولة بخيوطه، من دجاجلة الخرافة والبدع، ومن المنصِّرين، ومن المسمِّين أنفسهم بالمثقَّفين والنَّخبَوِيِّين المتنوِّرين الذين لسانهم لسان المستعمر، وفكرهم فكره، وعواطفهم عواطفه، وحنينهم إليه، وهو بالأشواق إلى وطنهم يستنزف خيراته.
يا معشر الجزائريِّين، إنَّ الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبيُّنا : ((إنَّ الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنَّه رضي بالتحريش بينكم)).
فهو قد خرج من أرضكم، ولكنَّه لم يخرج من مصالح أرضكم، ولم يخرج من ألسنتكم، ولم يخرج من قلوب بعضكم، فلا تعاملوه إلاَّ فيما اضطررتم إليه، فإنَّ الاستعمار العسكري ذنبٌ، والاستعمار الثقافي والفكري هو الرأس، والحيَّة لا تموت بقطع ذنبها، بل كما قال الشاعر:
لا تقطعنَّ ذنب الأفعى وترسلها إن كنت شهمًا فأتبع رأسها الذنبا
وعلى الجزائر أن تحرِّر ثقافتها من التبعيَّة كما حرَّرت أرضها من الاستعمار، والخطوات البطيئة في هذا المضمار لا ترضي شهداءها الأبرار، بل البدار البدار، ليتأكَّد الانتصار، ويكتمل الاستقلال والانتصار.
نسأل الله تعالى لأهل هذه البلدة وللقائمين عليها عودةً إلى الله تعالى وإلى دينه، تعود بها العزَّة والكرامة، وحكمةً مستمدَّةً من تعاليم الإسلام، تسدِّد الرأي وتثبِّت الأقدام، وألفة تجمع الشمل، ووحدةً تبعث القوَّة، وعزيمةً تقطع دابر الاستعمار من النفوس، بعد أن قطعت دابره من الأرض.
ونعوذ بالله من كلِّ داع يدعو إلى الفرقة والخلاف، وكل ساع إلى التفريق والتمزيق، وكل ناعق ينعق بالفتنة والفساد.
ألا فاتقوا الله - رحمكم الله - وآمنوا به واعتمدوا عليه ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .
ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله ؛ فقد أمركم بذلك ربكم فقال - عز قائلا عليما - في محكم تنزيله قولا كريما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (56 سورة الأحزاب) .. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخلق الأكمل وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، وارض اللهم عن الأربعة الراشدين والأئمة المهدين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وجودك يا أكرم الأكرمين .
اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

الهامل الهامل
2011-03-18, 10:16
في ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960


الخطبة الأولـى :

الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين ،الحمد الله ناصر المظلومين، ومفرج الكربات عن المكروبين ،القاهر فوق عباده أجمعين ، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك، و نشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، نصر عبده و هزم الأحزاب و حده وللمؤمنين حقق وعده ، قال تعالى: ﴿ يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم و أضل أعملهم ﴾ [محمد:7-8] ونشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخير خلقه، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلوات الله وسلامه عليك يا حبيب الله وعلى آله والصحب والأتباع إلى يوم الوقت المعلوم أما بعد:

فيا عباد الله اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ﴿واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون﴾ [البقرة: 281].

﴿يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾ [النساء : 01].

أيها الإخوة المسلمون، أيتها الأخوات المسلمات تحل علينا ذكرى عزيزة من ذكريات هذا البلد الطاهر الذي صنع أبناؤه أمجادا و تاريخا بطوليا ما صنع مثيل له في عصرنا الحاضر. تحل الذكرى الخمسون لمظاهرات الحادي عشر من ديسمبر عام 1960 م التي رصّع فيها الشعب الجزائري تاجه الكفاحي بلؤلؤة من لآلئ بطولاته و إنجازاته التاريخية العظيمة ، حكاية هذه المظاهرات أن شعبنا كان يئن تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم لأزيد من قرن و ربع القرن ، و لما رفع رأسه و طالب بحقه في الحياة والحرية ، كان الجواب الفرنسي القمع و الاضطهاد و التقتيل و التشريد... لأبناء هذا الوطن ، فأدرك الشعب حينها أن ما أخذ بالقوة لا يمكن استرجاعه إلا بأسلوب القوة فرفع راية الجهاد و دوت صيحات الله أكبر في ربوع البلاد، وزئر المجاهدون الأشاوس فاهتزت أركان الجمهورية الرابعة ، وقامت على أنقاضها الجمهورية الخامسة.

وجاء الجنرال ديغول بسياسة استعمارية جديدة أراد من خلالها خنق الثورة التحريرية، و عزلها عن الشعب في الداخل و عزلها أيضا عن الخارج من جهة، و الإبقاء على الجزائر جزءا من فرنسا من جهة أخرى ، وذلك في إطار فكرة "الجزائر جزائرية" ، واقفا ضد المعمرين الفرنسيين الذين مازالوا يحملون فكرة "الجزائر فرنسية" ، فخرج المعمرون في مظاهرات مناهضة لسياسة ديغول و ذلك في 10 ديسمبر 1960م.

في ظل هذه الأجواء المشحونة خرج الشعب الجزائري في مظاهرات شعبية هائلة ، رافعا شعار "الجزائر مسلمة مستقلة" ، بدلا من شعار ديغول "الجزائر جزائرية" و شعار المعمرين "الجزائر فرنسية" ، وذلك عبر أرجاء البلاد كلها ، و التف الشعب حول الثورة مطالبا بالاستقلال الكامل . هذا ولم تقف السلطات الاستعمارية مكتوفة الأيدي، بل تصدت بوحشية لا مثيل لها لهذه المظاهرات ، فمارست كل أشكال القمع والتقتيل الجماعي و إرهاب أبناء الشعب المناضل و المكافح و قد دامت هذه المظاهرات أكثر من أسبوع في أكثر من مدينة .

أيها الأحبة : لقد كان لهذه الهبة الشعبية الكبيرة نتائج على عدّة أصعدة ، إذ بينت هذه المظاهرات مدى و حشية وغطرسة المستعمر أمام أنظار كل العالم، و عبرت أيضا عن مدى تشبث الشعب بالحرية ، و مبدأ تقرير المصير للشعوب فأدرج بسببها ملف القضية الجزائرية في الأمم المتحدة ، و كسب نداء الحرية تأييد أغلب شعوب العالم. الأمر الذي جعل فرنسا تجلس إلى طاولة المفاوضات و ترضخ لشروط الثورة.

عباد الله ، مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كانت بداية النهاية للإستعمار الكولونيالي، فهي من آخر المسامير التي دقت في نعش سالبي الحرية . و هي لنا ذكرى خالدة في سجل إنجازات هذه الأمة ، أمة الجهاد ، أمة المقاومة ، أمة الثورة ، أمة الصبر على المكاره و رفع التحديات ، إنها أمة الجزائر .الأمة التي رفعت راية لا إله إلا الله فنصرها الله ، وشعبها الذي أعتدي عليه و ظلم ، و أخرج من دياره و قراه ومدنه، و هجر بلده - بغير حق- ظلما و عدوانا فأراد أن يسترد حقه و كرامته و عزته ، فجاهد في سبيل الله تعالى و صنع أعظم ثورة و أكبر ملحمة جهادية في العصر الحديث ،يقول الله تعالى ﴿ أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله﴾ [الحج 39-40].

أيها الأعزاء : التاريخ منصف و عادل و هو يقول : نعم لا يستوي الظالم و المظلوم ، المعتدي و المعتدي عليه ، الطيب و الخبيث ، المؤمن و الكافر ، جنون الاستعمار و رجال الثورة الأحرار و الله يقول لنا : ﴿ لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة ﴾ [الحشر : 20 ] ، ﴿ أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ﴾ [القلم 35-36] علمنا التاريخ و أنبأنا أن أبناء هذه الأرض الطيبة لا ينكسرون و لا يستسلمون و لا يخضعون أو يركعون .....للمحتل بل إنهم يجاهدون ، يقاومون، يناضلون ، يكافحون ...إنهم لدرب الحق سالكون ، لا يرضون الدنية لا في دينهم و لا في دنياهم ، ويعني عن كل هذا عبارة يرددها المجاهدون بينهم أثناء ثورة نوفمبر "موت واقف " و هي غنية عن كل شرح أو تعليق قال الشاعر :

بئسما تاج على رأس خانع ذليل و نعم ما قيد على يد ساعد حر أبي .

﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء ،و أما ما ينفع الناس فيمكت في الأرض﴾ [الرعد:17]

أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم لي و لكم ...



الخطبة الثانية :

الحمد الله فاطر السموات و الأرض ، الحمد لله غافر الذنب و قابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ، لك الحمد في الأولى و الآخرة . و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و نشهد أن محمدا عبده و رسوله ، اللهم صـل و سلـم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد و على أصحاب سيدنا محمد و التابعين له بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،

أيها المؤمنون أيتها المؤمنات : ثورة التحرير المباركة بأحداثها و صورها و مشاهدها، ومظاهرات 11 ديسمبر 1960 ترشدنا إلى أن قوة الأيمان و الثقة بالله في النصر لن تقف أمامهما القوة المادية للاستعمار الفرنسي الصليبي الذي سرق البسمة من شفاه الجزائريين لعقود طويلة ، و أراد أن يسلخ شعبا بأكمله من هويته ، و يطمس دينه و لغته و ثقافته ... بعدما أغتصب حريته ، فكان بحق أسوأ استعمار عرفته البشرية و إن كان الاستعمار كل الاستعمار عمل مشين لكن إرادة الله فوق إرادة الخلق : ﴿ و ما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ﴾

{ الإنسان : 30 } و البقاء ليس للأقوى ، بل للأصلح ، و من تمسك بحبل الله المتين نجا و أفلح ،قال تعالى : ﴿ و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و أذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداد فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ... ﴾{ ال عمران : 103} .

أيها الإخوة : أبناء نوفمبر امنوا بأن النصر من عند الله ، و أن النصر مع الصبر ، فبذلوا الغالي و النفيس في سبيل تحقيق هذا النصر الموعود ﴿ و لينصرن الله من ينصره ﴾{ الحج : 40 } ، و في سبيل نيل الحرية ، فباعوا أنفسهم و أموالهم لله مقابل ثمن هو جنة عرضها السموات و الأرض ، قال تعالى : ﴿ إن الله اشترى من المومنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ﴾{ التوبة : 111 } و كان الثمن باهضا أيضا في الدنيا ، مليون و نصف مليون شهيد و ملايين المشردين و الأيتام و الأرامل ... ، لكن جاء الذي في سبيله يهون كل شيء ، جاءت الحرية ،

و جاء الاستقلال .

الدعــــاء :

" اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا و أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، و أصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا ، و اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، و اجعل الموت راحة لنا من كل شر " ( مسلم )

" ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رؤوف رحيم "

( ااحشر : 10 ) .

عباد الله إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربة و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم ، و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون .

الهامل الهامل
2011-03-18, 10:16
في رحاب ذكرى الفاتح من نوفمبر 1954


الخطبة الأولى: الحمد لله حق حمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونشهد أن لا إله إلا الله، أعز المؤمنين بعد ضعف وذلة، وأيدهم بحوله وقوته، ونشهد أن سيدنا محمدا رسول الله جاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه الله اليقين، أخلص له الدعـاء فحقـق له الرجاء، فسلام الله عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه إلى يوم الدين. أمـا بعـد ،

أيها الإخوة : يقول الحق تبارك وتعالى في محكم تنزيله : (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) ( الذريات55)، يحي هذه الأيام الشعب الجزائري ذكرى عزيزة عليه، ذكرى ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، هذه الثورة المباركة التي وضعت حدا لاستعمار مقيت دام أكثر من 130 عاما، ذاق خلالها الشعب الجزائري أحداثا مليئة بالآلام والحرمان، والدم والظلم من قبل المستعمر الفرنسي، فمن واجب الأجيال المتعاقبة الآن – على الخصوص ممن لم يكتووا بنار الاستعمار – أن يتفحصوا صور الماضي الأليم ليقفوا على الحقد الدفين الذي كانت فرنسا الاستعمارية تمارسه ضد شعب أعزل لم يجد ما يسد به رمقه، ومن واجب الشباب الآن استحضار كل المشاهد الأليمة وإمعان النظر، ليعرف كرم الله عز جل وفضله وإنعامه علينا بنعمة الحرية والاستقلال، يقول الحق تبارك وتعالى : (( وأما بنعمة ربك فحدث )) (الضحى 11).

أيها الإخوة المؤمنون: هذا يجعلنا نقف وقفة إجلال واحترام واعتراف، لمن فجروا ثورة نوفمبر رجالا ونساء، فجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله، ورفع راية الوطن فنالوا الصفقة الرابحة التي جاء فيها قوله تعالى : (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون ف سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا)) ( التوبة 111).

أيها الإخوة المسلمون : إننا حينما نتحدث عن إنجازات الثورة المباركة، فلا يمكن بحال أن نغفل عن تعيين الأشخاص والأبطال الذين كان لهم الفضل في تحرير الجزائر، كما لا يمكن نسيان الزمان والمكان الذي جرت فيه وقائع المعارك والبطولات، ولكن أكبر إنجاز نذكره هو : احتضان الشعب للثورة المباركة والتفافه حولها والسؤال الذي نطرحه الآن :

ما الذي جعل الشعب الجزائر يحتضن الثورة المباركة ويلتف حولها؟
- إن المتمعن في تاريخ الجزائر ابتداء من دخول فرنسا سنة 1930، وانطلاق المقاومات الشعبية وعلى رأسها مقاومة الأمير عبد القادر سنة 1832، إلى ثورة الفاتح من نوفمبر سنة 1954 يجد أن المحرك الأساسي والروح المغذية لهذه المقاومات والثورات هو : روح الإسلام، وحب هذا الشعب لوطنه، حيث كان لنضج الوعي الوطني دور في الدفاع عنه، وكذا تجذّر الإسلام في أعماق الشعب الجزائري، وامتزاجه بدمه ولحمه، فكانت نداءات الله أكبر التي تخرج من قلوب المجاهدين وتنطلق بها ألسنتهم كالمغنطيس يجذب أفراد الشعب إلى ثوراتهم فرعى الشعب الثورة وشد إزرها، ودفع الآباء والأمهات بفلذات أكبادهم إلى معارك الوغى، فكانت البطولات والتضحيات، والكرامات التي أجزاها الله على يد المجاهدين الطاهرين، وكان الاستشهاد في سبيل الله وكانت الانتصارات المتتالية انتهت باستقلال الجزائر ونيل حريتها.

*اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، وأدم علينا نعمة الحرية والاستقلال، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفورا رحيما.

الخطبة الثانية:

الحمد لله المنعم الوهاب، واهب النعم ودافع النقم ومهيء الأسباب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أمـا بعـد،

أيها الإخوة المؤمنون: يقول الحق تبارك وتعالى في محكم تنزيله (( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم)) (فاطر/3)، ويقول : (( لئن شكرتم لأزيدنكم)) ( إبراهيم /7).

إن من النعم الجليلة التي أنعمها الله علينا، نعمة الإسلام ونعمة الأمن ونعمة الحرية والاستقلال … ونعم أخرى لا تعد ولا تحصى، ومن واجب المسلم انطلاقا من مفهوم الآيتين السابقتين :

*1 وجوب ذكر نعم الله علينا (( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم)).

*2 وجوب شكر الله تعالى على هذه النعم (( لئن شكرتم لأزيدنكم)).

فلا يعرف نعمة الحرية والاستقلال إلا من فقد ذلك واكتوى بنار الاستعمار الفرنسي وما خلفه من فقر وجهل واستغلال وإذلال.

أيها الإخوة المؤمنون: إن من واجب ذكر النعمة وتمام الشكر في هذه المناسبة السعيدة واجبات نوجزها في :

1- حب هذا الوطن العزيز الذي ضحى من أجله مليون ونصف المليون شهيد، وبذل النفس والنفيس في سبيله واعتبار ذلك – أي حب هذا الوطن – من أعظم القربات عند الله فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على جلالة قدره عندما خرج من مكة قال : (( الله يعلم أنك من أحب البلاد إلي – أي مكة – ولكن قومك أخرجوني)).

2- استكمال مسيرة المجاهدين الذين خاضوا معركة تحرير الجزائر، فنحن الآن أمام معركة التحديات الكبرى للمحافظة على أصالة الجزائر وقيمها.

3- التمسك بمبادئ الإسلام الغراء وروح الثورة المباركة، وذلك بالاعتصام بجبل الدين المتين.

4- السير على خطى الشهداء – رحمهم الله – وما كانوا عليه من أخوة ومحبة ووحدة وعدم التفرق والتنافر والخلاف فهذا يؤدي إلى الضعف والهوان يقول الحق تبارك وتعالى : (( إنما المؤمنون اخوة)) ( الحجرات /10).



** الدعـاء**

* فالله نسأل في الأخير أن يجعلنا من الشاكرين لما أولانا، ومن الذاكرين لما أنعم علينا، اللهم أرحم شهداءنا الأبرار، وأدم علينا العفو والعافية يا رب العالمين.

*اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا مريضا إلا شافيته ولا ميتا إلا رحمته ولا حاجة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

*اللهم وفق ولاة أمورنا إلى ما فيه صلاح الدين والدنيا ووفق ولاة أمورنا خاصة إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

*عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ويعظم لعلكم تذكرون وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله .

الهامل الهامل
2011-03-18, 10:17
بمناسبة اليوم الوطني للطالب
الخطبة الأولى :

الحمد لله رب العالمين والعاقبة الحسنى لعباده المتقين ولا عدوان إلا على الظالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين الذي كلفه ربه وأمره بقوله : "وقل رب زدني علما" ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..وبعد،
معاشر المسلمين وأيها الجمع الكريم : لا يُعرف دين مثل الإسلام ولايوجد كتاب مثل القرآن الكريم، ولا يذكر نبي مثل محمد صلى الله عليه وسلم قد اهتموا بالعلم وأشادوا به،وحثُّوا عليه،ورغَّبوا في طلبه ونوَّهوا بمكانته،وأعلوا من قدره وبيَّنوا أثره في الدنيا والآخرة دون غيرهم ,وحسبنا أن أول آيات نزلت من الوحي الإلهي على قلب محمد صلى الله عليه وسلم أشارت إلى فضل العلم،فأمرت بالقراءة،وهي مفتاحه ونوَّهت بالقلم وهو أداته، فقال تعالى: " إقرأ بسم ربك الذي خلق, خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علَّم بالقلم, علَّم الإنسان ما لم يعلم" (العلق: 1-5) ومن أوائل مانزل كذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: " ن والقلم وما يسطرون"(القلم:1) فأقسم بالقلم, والقسم به يدل على أهميته،إذ لا يقسم الله تعالى بشيء إلا ليلفت الأنظار إلى قيمته ومكانته، وإذا كان الناس قد استووا في الخلق فقال : "الذي خلق ، خلق الإنسان من علق" فإن أول ما قرع آذانهم في العهد المكي هذا التميز في المكانة بسبب العلم فقال تعالى." ...قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون..." (الزمر: 09)، فلا يستوي الأعمى والبصير, ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور، ولا الأحياء و لا الأموات.
وقد قال الإمام الشافعي – عليه رحمة الله.
تعلَّم فليس المرء يولد عالمـا * وليس أخو علم كمن هو جاهل.
وإن كبير القوم لا علم عنده * صغيرا إذا التفَّت عليه الجحافل.
وإن صغير القوم إن كان عالما* كبيرا إذا رُدَّت إليــه المحافل.
إذا كان القرآن الكريم قد احتفل بموضوع العلم إحتفالا كبيرا، فقد تكرر خطاب" تعلمون" 56 مرة، بالإضافة إلى 03 مرات بصيغة "فستعلمون، كما جاء بصيغة "تعلموا" 09 مرات، وبصيغة " يعلمون" 85 مرة، وبصيغة " يعلموا" 7 مرات،تكرر الفعل "علم" وما يشتق منه،وما يتعلق به 47 مرة كما تكررت صغة "عليم" مُعرَّفة ونكرة 140 مرة، وكلمة "علم" مُعرَّفة ونكرة 80 مرة وهذه الصِّيغ كلُّها تبين وتؤكد على فضل العلم وبالغ أهميته في نظر القرآن الكريم.
إلا أنه لابد أن ننبِّه إلى حقيقة كثيرا ما نغفل عنها،وهي أننا نعتقد أن هذا العلم الذي يحتفل به القرآن الكريم هو ما يسمى: "العلوم الشرعية" و المتمثلة في التفسير والحديث،والسيرة والعقيدة والفقه.. وغيرها، وهذا الإعتقاد باطل وتصوُّر فاسد، فإننا إذا تتبعنا مواضع العلم فيه لوجدناه يتحدث عن الكثير من التخصصات العلمية التي تسمى تجاوزا العلوم الدنيوية أو العلوم الكونية والطبيعية. ويعتقد البعض أنها علوم وتخصصات لا فائدة منها،ولا طائل من تعلمها، والتخصص فيها، وهذا جهل بموضوع العلم، وعناية القرآن الكريم به.
فعندما ينبِّهنا القرآن الكريم إلى علم الفلك وعلم الحساب (الرياضيات) يقول الله تعالى: "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا، وقدَّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك إلا بالحق، يفصِّل الآيات لقوم يعملون " (يونس:5). وعندما يحدِّثنا عن الظواهر الفيزيائية كظاهرة الإنحلال الضوئي (الشفق الأحمر ) وظاهرة الإنعكاس الضوئي (نورالقمرمن ضوء الشمس) وظاهرة الإمتصاص الضوئي (ظلمة الليل) يقول الله تعالى: " فلا أقسم بالشفق،والليل وما وسق،والقمر إذا اتسق" (الإنشقاق:16-17-18)، وعندما يحدِّثنا عن ظواهر كيميائية كظاهرة التركيب الضوئي عندما يجتمع ضوء الشمس مع يخضور النبات الذي يمتص الماء فيتحول في تفاعلات كيميائية إلى مركبات عضوية قابلة للإشتعال يقول الله تعالى: "الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون" (يس: 80) . وعندما يحدثنا عن علم الزراعة والنبات المختلف ألوانه،علم الجيولوجيا وأنواع التربة واختلاف ألوانها،وعن علم الإنسان (الإنثربولوجيا)،وعلم الحيوان،واختلاف ألوانها كذلك يقول الله تعالى: " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها و غرابيب سود، ومن الناس و الدواب و الأنعام مختلف ألوانه كذلك ..." ثم ختم الله هذه التخصصات العلمية بقوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء، إن الله عزيز غفور" (فاطر: 27، 28).
وعندما يحدثنا القرآن الكريم عن علم الصناعات الحديدية والحربية يقول الله تعالى عن هذا التخصص العلمي الذي أنفرد به نبي من أنبيائه في زمانه وهو داود عليه السلام، فقال : " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون " (الأنبياء :80 ) . وعندما يحدثنا عن علم نطق الحيوان والذي برع فيه آل داوود عليهم السلام قال: " وورث سليمان داوود ، وقال ياأيها الناس عُلِّمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين" (النمل:16) ، وعندما يحدثنا القرآن الكريم عن الثقافة العامة، والمعرفة بمسمَّيات الأشياء يقول الله تعالى عن آدم عليه السلام:" وعلَّم آدم الأسماء كلَّها ..." (البقرة:31), وعندما يحدثنا عن ضرورة الإنتباه إلى علم اللغات الأجنبية المختلفة وأنها آية من آياته الدالة عليه عبر عنها باختلاف الألسنة فقال تعالى: " ومن آياته خلق السموات و الأرض و اختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمين" (الروم:22) .

أيها الإخوة المؤمنون:
من كلِّ ما سبق يجب أن ننتبه إلى مدى علاقتنا بالعلم، وحقيقة هذا الإرتباط الأزلي بيننا وبينه, فقد يعتقد البعض أن هذا العلم مرتبط بمكان أو زمان أو إنسان، والحقيقة الشرعية تدفعنا إلى أن نقول بملء أفواهنا أنه لا معنى لوجود الإنسان ولا قيمة له في هذا الوجود إلا إذا أدرك وتيقن بأن هذا العلم هو:
1/ أول عبادة و فريضة كُلِّفنا بها، وتشرفنا بالقرب من الله تعالى عن طريقها، فهي أول أمر إلهي خوطب به الإنسان بشريعة الله الخاتمة فقال تعالى:" إقرأ ..." على سبيل الإلزام والحتم لا على سبيل الإختيار و التطوع.
2/ وأنَّ هذا العلم يسبق الإيمان والعقيدة كما يسبق العبادة والعمل، وبدونه لا يستقم إيمان ولا عمل فقال تعالى:
"فاعلم أنه لا إله إلا الله، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات... " (محمد: 19)
3/ وأنَّ هذا العلم مطلوب لذاته، لمِاَ يملكه من الشرف في نفسه، فهو لا يستورد القيمة من الشهادة العلمية، لا من الوظيفة العملية ولا من المكانة الاجتماعية له، وإن كان كل ذلك غرض وقصد شرعي نبيل، إلا أن العلم يطلب لأنه هو العلم، ويكفي الإنسان فخرا ودرجة يُرفع بها بسببه قال تعالى: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" (الزمر:09) وقال " يرفع الله الذين آمنوا منكم،والذين أوتوا العلم درجات ... " (المجادلة :11) .
4/ وأنَّ هذا العلم غير مرتبط بمكان يطلب فيه دون سواه وإنما كما قيل :" أطلبوا العلم ولو في الصين" . فأرض الله كلُّها محرابٌ لطلب العلم، فقال تعالى : «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق..» (العنكبوت:20)، وهذا السير وهذا النظر هو النظر العلمي المنهجي المتخصص.
5/كما أن هذا العلم غير مرتبط بزمان، ولا بمرحلة دراسية ينتهي عندها، ويتوقف فيها، وإنما كما قيل في الحكمة:«اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد». وما دام للإنسان نَفَس وقلب ينبض فلابد أن يردِّد دائما قول ربِّ الخلق على لسان حبيب الحق : «...وقل ربِّ زدني علما»(طه :114).
6/ كما أن هذا العلم غير مرتبط بعالِم واحد أو بإنسان نأخذ العلم عنه بذاته بالنظر إلى دينه أو ثقافته أو لغته، وإنما نأخذ هذا العلم الذي لا جنسية له من أي إنسان كان كما قال صلى الله عليه وسلم : «الحكمةُ ضالَّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها».
كما أن هذا العلم يعطي لصاحبه شرفٌ وقيمة و أنه من خرج في طلبه فهو في سبيل الله، وهو في مرضاة الله، وهو طريق مختصر للجنة، تتفاعل معه أشرف الخلائق (الملائكة) رِضًا بما يصنع، حتى الحيتان في البحر.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مَن سلك طريقا يبتغي فيه علما سهَّل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العمل رِضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواهُ أبُو داوُد والتِّرمذِيُّ.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يعلِّمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علَّمنا وأن يزيدنا علما وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيِّه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
أيها الإخوة المؤمنون :
وإذا كانت هذه علاقتنا بالعلم العلاقة الأزلية التي لا تنفكُّ حياة الإنسان عنها لحظة واحدة، فلا بد لطالب العلم من آداب يجب مراعاتها والحرص عليها حتى يكتمل هذا الشرف بمصاحبة هذا العلم في هذه الحياة وهي :
1- إخلاص النية لله عز وجل : فليكن طَلبُنا للعلم لا نبتغي من ورائه إلا مرضاة الله تعالى بعيدا عن الإعجاب بالنفس والغرور بها والتطاول على غيرها، وبعيدا عن حبِّ الشُّهرة وطلب مدح الناس، وتصيُّد المكانة بينهم, فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ثلاثة ... » وذكر منهم : «... ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأُتِي به فعرَّفه نعمه فعَرَفها، قال فما عملت فيها ؟ قال : تعلَّمت العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكن تعلَّمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار...»، وجاء فيما رواه ابن ماجه عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تعلَّموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار». وروى الدرامي في سننه عن مسروق قال : « كفى بالمرء علماً أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يُعجب بعلمه».
2- التواضع في طلب العلم واحترام المعلِّم : وقد قال الشاعر يوما :
قُمْ للمعلم وَوفِّه التبجيل * كاد المعلم أن يكون رسولا
فقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة لطلبة العلم في أخذهم له، وفي رحلتهم إليه، فقد قصَّ علينا قصة سيدنا موسى عليه السلام وهو أعلى مقاما وأفضل حالا من الرجل الصالح الخضرعليه السلام ومع ذلك قال له :« هل أتبعك على أن تعلمني مما عُلِّمت رشدا» (الكهف:66) وهذا الاستفهام والسؤال في غاية الأدب والتواضع والتلطُّف مع المعلم، وما توحي إليه كلمة "اتبعك" من السمع والطاعة، وإذا كان هذا العلم يحتاج إلى تحمل المشاق والصبر عليها، ومجاهدة النفس فيها فقد نبَّه الخضر عليه السلام إلى ذلك فقال : « إنك لن تستطيع معي صبرا» (الكهف: 67)، فردَّ عليه موسى عليه السلام بكل ثقة وتوكل على الله : « ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا»(الكهف : 69).
ومن التواضع في العلم : الوقوف عند حدود ما يعلم، ولا يقف ما ليس له به علم، ولا يستنكف أن يقول : « لا أعلم»، ويردِّد دائما :« وقل ربي زدني علما». وقد سأل جبريل عليه السلام محمدا صلى الله عليه وسلم- مع علوِّ مقامه في العلم- عن الساعة فقال بكل تواضع: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل», ولم تتردَّد الملائكة أن تقول : « .. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا» وقد قال الله تعالى: «ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا» (الإسراء : 36).
3- ومن آداب طالب العلم : العمل بهذا العلم : وقد قيل : من عمل بما علم علمه الله ما لم يكن يعلم، حتى يكون هذا العلم حجة له لا حجة عليه، وحتى يجد لذلك السؤال يوم القيامة جوابا: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع.....» ومنها : «وعن علمه ماذا عمل فيه»، وقد جاء في الصحيحين عن أسامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا أتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه...».
ووبَّخ القرآن الكريم بني إسرائيل بقوله : «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون»
(البقرة :44)، وذمَّ أقواما خالفت أقوالُهم أفعالَهم فقال تعالى: « يا أيها الذين آمنوا لِما تقولون مالا تفعلون، كَبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» (الصف:2-3).
4- ومن آداب طالب العلم : نشر هذا العلم، وتبيانه للناس وعدم كتمانه : وهو من حقوق العلم على صاحبه، وهو زكاته، وهذا هو شأن الربَّانيين الذي قال فيهم الله تعالى :« ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب، وبما كنتم تدرسون» والرباني هو : العالِم، العامل ، المعلِّم .
ولذلك فإن الخيرية ليست في تعلُّم القرآن الكريم فقط بل لا بد لها من شرطٍ ثانٍ وهو : تعليمه فقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه». وإذا كان يُحرم على الإنسان أن يقول ما لا يعلم فإنه يحرم عليه كذلك أن يكتم ما يعلم، قال الله تعالى : « إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيِّنات والهدى من بعد ما بيَّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله،ويلعنهم اللاعنون» (البقرة:159).وجاء في سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن سُئل عن علم علِمه ثم كتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار»، قال ابن حجر:«لأن تعلم العلم إنما يقصد لنشره ونفعه الناس، وبكتمه يزول ذلك الغرض الأكمل، فكان بعيدا ممن هو في صورة العلماء والحكماء...».
أيها الإخوة المؤمنون الأكارم:
إن هذا العلم لا ينفكُّ عن الآيات القرآنية المسطورة (كعلومٍ دينية)،كما لا ينفكُّ عن آيات الله الكونية المنظورة (كعلومٍ دنيوية)، ولا بد أن يسوق صاحبها إلى الله تعالى، فيزداد به إيمانا، ويرتقي في مدارج القرب منه أخلاقا, ولذلك كان للعلم ارتباطا بالإيمان، يوصل إلى ثمرته وهي الأخلاق.
- فالعلم والإيمان في الإسلام لا ينفصلان، ولا يوجد بينهما برزخ لا يبغيان، ولذا جمع القرآن الكريم وقرن بينهما في كثير من الآيات كقوله تعالى:« وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتــاب الله إلى يــوم البعـث...»(الروم: 56)، وقال: «.. يرفع الله الذين آمنوا منكم، والذين أوتوا العلم درجات ..» (المجادلة: 11)، بل جعل الله تعالى الإيمان ثمرة للعلم، والعمل ثمرة للإيمان,فقال تعالى:« وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك، فيؤمنوا به، فتخبت له قلوبهم ..... » (الحج: 54 ) ولذلك لابد أن يهدينا هذا العلم إلى الإيمان، ويعرفنا قيمة القرآن، فنؤمن إيمانا علميا ويقينيا بما جاء به من الآيات المسطورة أو المنظورة فنتأثر به، قال الله تعالى: « ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد » (سبأ:6 ).
- كما أن هذا العلم لا بد أن يكون دليلا على الأخلاق والسلوك، وقد قال الشاعر:
ولا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يُتوَّج ربُّه بخلاق
فقد كان العلم دائما يهدي إلى العمل الصالح، ويرشد إلى السلوك القويم، ويدل على الأخلاق السامية وقد اعتبر القرآن الكريم السلوك السيء-كالإستهزاء- جهلا حقيقيا, فلما قال موسى عليه السلام لقومه: « ... إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة. قالوا أتتخذنا هزؤا. قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين »(البقرة:67). فالعلم ليس بكثرة المعارف الذهنية، ولا بقوة الإدراك العقلية ولابحشو المعلومات الذكية، ولكنه بالسلوك السويِّ، وبالخلق الزَّكيِّ. يقول الإمام الشافعي- عليه رحمة الله-:
إذا لم يزد علم الفتى قلبَه هدًى وسيرته عدْلا وأخلاقه حُسنا.
فبشِّره أن الله أوْلاه نَقمــة يُساء بها مثل الذي عَبَد الوَثنا.
ولذلك كانت المعاصي منافية للعلم، ومُذهبة لبركاته، ومتسبِّبة في ضعف تحصيله، فمحلُّ العقل هو القلب كما قال تعالى: «... لهم قلوب لا يفقهون بها ....» ( الأعراف: 179 )، والذنوب هي عدوة القلب، وقاتلة له كما قال الشاعر:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذلَّ إدمانُها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصـيانها
ولمَّا وقع الإمام الشافعي في معصية النظر إلى المحرمات اشتكى إلى شيخه "وكيع" وأنشد يقول:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي.
فـــأيقنـت أنَّ العــلـــــم نــــور ونور الله لا يهدى لعاصي .
نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يتولى أمرنا وأن ييمن كتابنا وأن ييسر حسابنا وأن يختمبالباقيات الصالحات أعمالنا . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الهامل الهامل
2011-03-18, 10:18
اليوم العالمي للمعوقين

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والأرض جعل المرض رحمة للطائعين يرفع به درجات المؤمنين في جنات النعيم وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القائل في كتابه العزيز " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد أيها الإخوة الأعزاء أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإنها وصية الله للمؤمنين من عباده قال تعالى : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " أيها الإخوة المؤمنون وبناسبة اليوم العالمي للمعوقين أحدثكم اليوم بما فتح الله ويسر في هذا الموضوع ، أولا الابتلاء للمؤمن من الله تعالى ليس كرها له ولا انتقاما منه بل هو محبذ فيه قال تعالى في سورة البقرة : "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" قال المفسرون في هذه الآية أن الله تعالى يبتلي المؤمنين ليمتحن صبرهم وهو أعلم بهم فيرفعهم بذلك الصبر إلى درجة أنه يصلي عليهم وينزل عليهم الرحمة ويوفقهم إلى الهداية وإلى الطريق المستقيم فالبلاء إذن فيه رحمة ومحبة وفي الحديث النبوي الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأل عن أشد الناس بلاء قال:" الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الإنسان على قدر إيمانه فإن كان في إيمانه صلابة كان بلاؤه أشد وإن كان في إيمانه لين كانت البلوى على قدر الإيمان " رواه الترمذي عن سعد .

وفي حديث الترمذي وابن ماجه عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أحب الله قوما إبتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " .

أيها الإخوة الأعزاء : إن مما يبتلى به الإنسان الإعاقة في الجسد وقد تكون هذه الإعاقة من يوم ولادته كمن يولد أعمى مثلا وقد تكون هذه الإعاقة بشيء يتعرض له في حياته كحوادث المرور وغيرها ، ولقد عنيت الشريعة الإسلامية بالضعفاء بوجه عام وهؤلاء بوجه خاص فالشريعة الإسلامية تنظر إلى المعوق على أنه :

1- إنسان له حقه الكامل في المساواة بغيره ليحيا حياة كريمة

2- التخفيف عليه من الالتزامات الشرعية بقدر طاقته

3- أنه مطالب بالعمل في حدود طاقته

وقد وضع الإسلام نظاما مدنيا واجتماعيا واقتصاديا لايحول ولايعوق دون حرية الأفراد واستغلال طاقاتهم البشرية لتحسين نوعية حياتهم والقضاء على مظاهر الإعاقات العامة المختلفة ومن هنا نقول أنه على الإنسان أن يستغل ما أعطاه الله تعالى فإن الله لا يسأله إلا على ما آتاه من نعمة قال تعالى :" لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها " وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين حمد الحامدين الشاكرين والصلاة والسلام على البشير النذير المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛

ظن كثير من الناس أن المعاق حقيقة هو من فقد الأهلية على الحياة الطبيعية من ذوي الاحتياجات الخاصة وهذه الطائفة ممن أصيب بعاهة ذهنية أو فكرية أو نفسية مأجور في الإسلام لهم منزلتهم من الاحتفاء والاعتناء ، لكن المعاق حقيقة هو من عطل عقله وجمت حواسه واتت مشاعره ، فمن لم يفكر بعقله التفكير الصحيح ولم يعتقد بقلبه الاعتقاد السليم ومن لم ينهج النهج القويم ويسلك الصراط المستقيم فهو معاق حقيقة أما من أصيب بعاهة في جسمه فقد تكون هذه العاهة سببا لعظمته ونجاحه وتفوقه وقد طالعت حياة كثير من المشاهير والنجوم والعظماء والعلماء فإذا طائفة منهم كانوا ممن أصيب بعاهات في أبدانهم فهذا عطاء ابن أبي رباح عالم الدنيا أعرج ، والزمخشري كان مبتور الرجل وهكذا لو بحثنا لوجدنا الآلاف المؤلفة من العظماء ولكنهم معاقون ، وإننا في هذا البلد العظيم الجزائر الذي اعتنى بهذه الفئة من المجتمع فجعل لها تسهيلا في كل الميادين الحياتية والتعليمية ، فلهم من الله جزيل الثواب والتوفيق .

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا آمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الهامل الهامل
2011-03-18, 10:19
ابن باديس إمام الجزائر وقائدها إلى برّ الأمان
الخطبةالأولى:

الحمد لله جعل العلم طهارة للنفوس، ونورا للبصائر، وطريقا إلى الحق، وهاديا إلى الجنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له ، في ملكه، ولا نظير له في ربوبيته، ولا مثيل له في ألوهيته، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله بيّن لنا معالم الدين، وهدانا إلى الصراط المستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: معاشر المؤمنين الموحدّين

احتفل شعبنا الجزائري المسلم بعيد العلم الذي يصادف من كل عام ذكرى وفاة رائد النهضة الإصلاحية، وباعث لواء العلم في الجزائر ألا وهو الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، ففي مثل هذا اليوم 16 أفريل من عام 1940م فقدت الجزائر علما من أعلامها البررة، وأفل شمس من شموسها العظام، ورائد من روادها الكرام، فرحمك الله يا ابن باديس، عشت ومت مجاهدا من أجل الجزائر والعروبة والإسلام، فربطت الجزائر العربية المسلمة ذكرى وفاتك بيوم العلم حتى لا يموت في ذاكرتها، وتبقى حيّا خالدا مخلدا مخلدا إلى أبد الآبدين، حينما اقترنت ذكرى وفاتك بيوم العلم الذي يرمز إلى الحياة الكريمة، حياة الشموخ والسؤدد، لأنّ الأمم تموت بالجهل، وتحي بالعلم، وحريّ بمقامك في قلوب الجزائريين أن يجعلوا من يوم وفاتك يوما للحياة فخلّدت في تاريخهم بيوم العلم.

أيها المؤمنون:

إن أوّل علا قة تمّت بين السماء والأرض انبنت على القراءة والتعلم، لأنّ الإسلام دين خالد، ورسالة سامية للعالمين، تحمل في طياتها قواعد الصلاح، وأركان السعادة والسؤدد للبشرية جمعاء، واتباع هذه الرسّالة وفهم أبعادها ومقاصدها لا يأتي للجهلة والسوقى من دهماء الناس وعوامهم، لأنّ مصيبة الإسلام إنّما تأتي حينما يتصدّر دعوته وقيادته الجهلة بأحكامه ومقاصده وتشريعاته وآدابه، فيجنون عليه وعلى أنفسهم أكثر ممّا يجنيه الأعداء الحاقدون عليه، والإسلام بريء من كلّ هذا، لأنه دين الله الكامل، فمن أخذه بعلم مكين، وفهم صحيح، فقد أخذ بحظ وافر من الخير والسعادة، ومن أخذه بجهل فإنما جنى على نفسه وعرّض إسلامه للمساومة وصدّ النـاس عنـه، ولذلـك كان الله سبحانه وتعالى خبيرا بضعفنا وجهلنا فجعل من شروط الانتساب إليه وإلى دينـه هو العلـم به، ومعرفـة مقتضياتـه حينمـا قال : ( فاعَّلَمْ أنَّهُ لاً إِلًهَ إِلاَّ اللهُ) (محمد : 19).

أيها المؤمنون :

إنّ الجهل شرّ بلية يصاب بها الفرد وتصاب بها الأمة، وإذا عمّ الجهل وتصدّر أهله زمام الأمور تسلّل على أيديهم شرّ مستطير، ووباء خطير، فهو الطّامة الكبرى، والحالقة التي لا تحلق الشعر وإنّما العباد والبلاد.

وإنّ ما نجنيه من تخلف وتأخر وخراب ودمار وتشتت وتشرذم إنما بسبب طفو الجهّال على زمام أمورنا، وغياب العلماء في كبرى اختيارات مجمعاتنا.

والحق أنّ العلم عندما ينفصل عن الخلق، ويفارقه الإخلاص يمسي وبالا على أهله والناس أجمعين، وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يستعيد بالله من علم لا ينفع فيقول: " إنّ أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان" رواه البزار.

أيها الموحدون والمسلمون الجزائريون:

إن الناس إن لم يجمعهم الحق شعّبهم الباطل، وإذا لم توحدهم عبادة الرحمان مزّقتهم عبادة الشيطان، وإذا لم يستهوهم نعيم الآخرة تخاصموا على متاع الدنيا.

إنّ الشقاق يضعف الأمم القويّة، ويميت الأمم الضعيفة، ولو عقل المسلمون أحوالهم في هذه المرحلة العصيبة من تاريخهم لأحسّوا بأن ما لحقهم من عار وخيبة ودمار وخراب إنما مرده إلى انحلال عراهم، وتفرّق هواهم.

أيها المؤمنون:

إن شعبنا الجزائري المسلم ابتلى عبر مساره التاريخي بمحن وإحن ونكبات ونكسات، وفي الآونة الأخيرة دخل شعبنا في فتنة عمياء بسبب ما حلّ به من بلاء وخراب، وها هي العافية رجعت إلى ربوع البلاد، وخيّم الأمن في القرى والجبال والوهاد، وبعد أن أطمأن الجزائريون براحة البال، وشعروا بالسلم والأمان.

إن هذا الصنيع المؤلم والمحزن وإن حاول بعض الدّجالين والمفترين ربطه بعقيدة الإسلام وانتسابه إلى سنة خير الأنام، فإنه صنع الهوى ووحي الشيطان والإسلام منه براء، أو لم يصغوا مقولة رسول الهدى ونبي الإسلام محذّرا أمته : " فلا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنّتي ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد" اللهم أهدنا إلى سواء السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، الحمد لله رفع أهل العلـم والإيمان، ومنّ عليهم بالتوفيق والعرفان، فقال منوها بمكانتهم ومنزلتهم عنده : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتُوا العلم دَرَجَاتٍ) (المجادلة : 11).

أحمده سبحانه وأشكره على جزيل الإنعام وموائد الإكرام، وأسأله التوفيق لمعرفة الحلال و الحرام والهداية إلى ما فيه خير الإنسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام خير مبعوث وأفضل مرسل لبني الإنس والجان، صلي الله عليه وسلم، وشرف وكرم ومجد وعظم، وعلى آله الأبرار وأصحابه الأخيار وأزواجه أمهات المؤمنين الأطهار والتابعين ومن تبعهم بإحسان.

أما بعد… فيا أيها المؤمنون ويا أيتها المؤمنات:

اتقوا الله عباد الله فأوثق العرى كلمة التقوى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واعلموا – عباد الله – أن التقوى وحقيقة الإيمان والسلامة من المهلكات والآثام لا تتم ولا تحصل إلا بالعلم النافع لقوله سبحانه: ( فاعَّلَمْ أنَّهُ لاً إِلًهَ إِلاَّ اللهُ) (محمد : 19).

عباد الله ٍ ! ! إن أول ما نزل من آيات القرآن الكريم على النبي الأمي محمد بن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، وهو يتعبد في غار حراء عن طريق أمين الوحي جبريل هو قول الله سبحانه: ( اقرأ باسم ربّك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، أقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم) (العلق : (1-5).

إنها أول صيحة تسمو بقدر العلم، وتنوه بمكانة العلم، وتعلن الحرب على الجهل، وتجعل اللبنة الأولى في بناء المسلم هو أن يقرأ ويتعلم.

ويكفي مكانة ومنزلة للعلم في الإسلام أن نوّه الله به في القرآن الكريم في أكثر من آية، ومن ذلك أن أقسم الله بوسيلة نيله والحصول عليه وهي آلة القلم في سورة "ن" بقوله سبحانه :(ن والقلم وما يسطرون) (ن : 1).

كما أعلى القرآن الكريم من درجات العلماء بإبراز منزلتهم ومقامهم عند الله حينما قال سبحانه: (شهد الله أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيمُ) (آل عمران : 18).

ومما جاء في فضل العلماء وتنويها بمقامهم قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام، : " إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في الماء ليُصلون على معلمي الناس الخير" (رواه الترمذي).

أيها المؤمنون … قد يتوهم بعض الناس أن العلم الذي عناه القرآن الكريم هو العلم بأحكام العبادة فحسب، أي بأحكام الشريعة الإسلامية، التي تقوم عليها فرائض المكلفين دون العلم بأحكام الكون وفقه نواميسه وسننه، وكرد على هذا الزعم نجد الله سبحانه جعل خشية العلماء الذين سخّروا فكرهم في الفهم، وعقولهم في التأمل وتدبر الكون كتابه المفتوح فقال سبحانه : ( ألّم تر أن الله أنزل من السّماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جُدد بيض وحمر مختلف أوالنها وغرابيب سود، ومن النّاس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنّما يخشى الله من عباده العلماء إنّ الله عزيز غفور) (فاطر : 27).

وعلى ضوء ما سبق يتحدد التصور السليم والمقصد الشرعي الصحيح من نظرة الإسلام إلى العلم، على أنه فهم للأحكام الشرعية، وفقه للقوانين والنواميس الكونية، والبحث عن الأسرار التي حباها الله في الكون للانتفاع بها ونيل مراتب القوة والسؤدد لتكون بذلك خير أمة أخرجت للناس؟

أيها المؤمنون… إن التشجيع الذي لقيه البحث العلمي من الإسلام انتهى إلى ذلكم الإنتاج الثقافي والعلمي الباهر في أيام الحضارة العربية الإسلامية عند الأمويين وبني العباس ودولة الأندلس، وإن أوروبا لتعرف ذلك حق المعرفة، لأن ثقافتنا وحضارتنا مدينة للإسلام بتلك النهضة بقرون… فالإسلام لم ولن يقف سدا منيعا في وجه التقدم والعلم بمختلف أشكاله وأنواعه ما دام مفيدا للإنسان، ومحققا لسعادته، ومن توهم خلاف ذلك فهو جاهل أو مستخف بتعاليم هذا الدين.

أيها الجزائريون … في غضون الأسبوع الماضي احتفل شعبنا الجزائري بوجه عام، وطلابنا وعلماؤنا بوجه خاص، بعيد العلم الذي يصادف من كل عام ذكرى وفاة رائد النهضة العلمية والإصلاحية الحديثة، وباعث لواء العلم في الجزائر، ألا وهو الشيخ الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس.

أيها المؤمنون … إن تهميش العلماء وعدم إنزالهم منزلتهم اللائقة بهم من الاحترام والتقدير والاستنصاح منهم في أحوال العباد والبلاد ضياع لمصالح الأمة، وذهاب لروحها، وإيذان بدنو آجلها، وأمة حال علمائها هكذا فكبر عليها سبعا لوفاتها.

أيها المؤمنون… إن من الوفاء للتاريخ والوفاء لأصحاب الفضل أن نرد الجميل لأصحابه ونحن في ذكرى وفاة هذا العظيم المجاهد البار العالم الزاهد الذي بلغ قمة السؤدد في جهاده وعمله الدؤوب من أجل الدفاع عن الجزائر العربية المسلمة الحرة المستقلة، أن تسير على المنهج الذي رشمه ابن باديس، ونسلك الخطة التي بني عليها نهضته العلمية الأصيلة القائمة على الإسلام والمتحررة من كل وافد دخيل من الأفكار والمناهج الضالة والمتفتحة على المعاصرة والجديد الذي يخدم أنيتنا وأصالتنا ويتناسب مع حضارتنا وقيمنا الأصيلة وسيبقى ابن باديس وما أثمرته جهوده المضنية شجرة أرفة الظلال، كثيرة الثمار، نستظل بظلالها الوارقة، ونقتطف أطايب ثمارها الحلوة الشهية، ما يعيننا على جمع كلمتنا، ووحدة صفنا، واستجماع قوانا وتحصين شخصيتنا من الانسلاخ والانحلال وجيلنا من النكوص والذوبان، ونحن في عصر يموج بالتيارات الهدامة، ويغري بالوسائل البراقة، ويدغدغ العواطف الملتهبة، ويلعب بالشهوات الجامحة فاللهم هبنا العلم ونو ره، وقنا الجهل وشروره، واجعلنا نسود بالعلم كما ساد به أسلافنا الأولون، اللهم إنه السبيل إلى عبادتك والطريق إلى طاعتك والمؤدي إلى نصرتك والمنجي في آخرتك فاجعلنا اللهم أن نعبدك على علم ونجاهد في سبيلك على علم، اللهم وأغفر لعلمائنا ومشايخنا ومعلمينا وأساتذتنا وجازهم خير الجزاء وارزقهم صحبة السعداء والمعيشة مع الشهداء ورفقة سيد الرسل في مقعـد صـدق عند مليك مقتدر.

الهامل الهامل
2011-03-18, 10:20
حب الوطن من الإيمان


الخطبة الأولى:
الحمد لله – الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وهو الذي أجزل الأجر والثواب للذين آمنوا من عباده وعملوا الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله أشرقت لنور وجهه الظلمات، وصلح عليه أمر الناس في المحيا وبعد الممات، فمن استمسك بعروته الوثقى فاز واهتدى، ومن حاد عن نهجه نهج التقى ضل اعتدى.. ونشهد أن سيدنا وعظمنا محمدا صلى الله عليه وسلم، نبيه المصطفى وعبده المجتبى، دعا أمته إلى الجنة إلا من أبى، أختاره الله رحمة للعالمين وهاديا بإذنه للناس أجمعين، اللهم صل وسلم وبارك وزد عليه وعلى آله الطيبين وصحابته الطاهرين، وعلى التابعين وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى كل لأثاره اتبع واقتفى، وبهذيه استمسك واكتفى…

اللهم صل وسلم عليه صلاة وسلاما دائمين متصلين، واجعلنا اللهم من الذين يسلكون في الدنيا سبيل طاعته ويفوزون يوم القيامة بشفاعته ويحطون بقربه ومناعته، ومتعنا اللهم بزيادة النظر إلى وجهك الكريم.

عباد الله

إن الله قد أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وعلمنا كيف نشكره عليها ليوجب لنا الزيادة، ونكون أهلا لها بما تأتي من صالح الأعمال وطيب الأقوال، وحذرنا من الكفر بهذه النعم وما يترتب على ذلك من سوء المال وخيبة الآمال، فقال سبحانه جل شأنه : " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" فقد أكد على زيادة النعم إثر الشكر، كما أكد على حلول الثقه – إثر كل كفر – وبهذا وجب علينا أن تلهج ألسنتنا بعبارات افلشكر الدائمة على هذه النعم القائمة، لتكون أهلا لهذه النعم التي لا نحصيها كما ولا كيفا، قال تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".



ولقد علمنا رسول الهداية ونبي العناية نبينا الكرم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كيف نداوم على الشكر في كل حين وعل كل حال، وبين لنا كيف يكون بالأقوال كم يكون بالأفعال، فقد كان عليه الصلاة والسلام يداوم على الاستغفار ويحرص على العبادة بالليل والنهار، ويأتي من أعمال البر ما لا حدودله، وعندما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن سبب قيامه بكل ذلك وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أجابها قائلا: " يا عائشة … أفلا أكون عبدا شكورا" بلى، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وإذا كان هذا شأن خير البرية الذي يدخل الجنة أول الداخلين، فماذا عنا ونحن من أمته التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس؟ أفلا يجب علينا أن نكون من الشاكرين بالأقوال والأفعال، لعلنا نفوز برحمة من الله نطمع أن يدخلنا بها الجنة مع شفيع الأمة ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم؟.

أخوة الإيمان…



إنّ نعم الله قد شملت عباده أفرادا وأمما وشعوبا، وما دام الأفراد الصالحون هم الذين يصنعون الأمم والشعوب الصالحة، فإن هذه الأمم بدورها ينبغي عليها أن تحافظ على نعم الله عليها، وذلك بأن تسلك السبل التي تجمع الشمل ولا تفرقه، فتعمل على توحيد الصف، وإصلاح ذا ت البين، والتأليف بين القلوب، وإشاعة التفاهم والاتفاق والإجماع على ما يخدم الأمة ويبنيها على أساس من الأخذ بأسباب البناء والرقي والازدهار، قال تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وهذا ما لا يكون إلا بالعمل الجماعي والتشاور في الأمور المصيرية التي تعكس صورة الأمة الحقيقية على مرآة الواقع بكل معطياته، مع نبذ كل أسباب الفرقة والتنازع وما إلى ذلك من دواعي الفشل والاندثار، قال جل وعلا:" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".



إن أمة هذا شأنها لهي الأمة التي يمكنها أن تواكب مسيرة الحياة وتطوراتها المختلفة، وهي الأمة التي تستطيع أن تصنع واقعها المشرق باختياراتها الحكيمة.. ومن هذه الاختيارات تعبير أفرادها عن أرائهم، وذلك عن طريق إقبالهم على الانتخاب الذي هو حق لهم وواجب عليهم في أن واحد.

إنّ كل فرد مدعو إلى الإسهام في صنع مصير أمته بتعبيره عن رأيه واختياره بكل حرية، وإيداع كلمته عند من يرى فيه ثقته ويضع عنده أمانته، واضعا نصب عينيه مستقبل وطنه وأمال شعبه، فإن تأخر عن ذلك وأحجم فقد فرط في حقه وقصر في واجبه.



الخطبة الثانية:

الحمد لله.. الحمد لله الذي جعل الأرض مستقرا للإنسان وأنبت له فيها من الخيرات الحسان ما ينفعه ويبعث في نفسه السكينة والاطمئنان.

عباد الله…

أعلموا أنّ الوطن لنا حضن أمان وكنف اطمئنان، لذا كان حبه واجبا علينا جميعا، فعلى ترابه ولدنا، وفي أكنافه ترعرعنا، ومن ثماره تغذينا، وفيه تعلمنا أبجديات الحياة، فلا شيء يشغلنا عن حب الوطن، بل أن ذلك من دلائل الإيمان، قال الشاعر:

وطني لو شغلت بالخلد عنه ** نازعتني إليه في الخلد نفسي

وعندما نستحضر تاريخ كفاح أبناء الجزائر في سبيل تحقيق حريتها واستقلالها وسيادتها، ندرك معنى التضحية التي امتزجت فيها الدماء الزكية بثرى الأرض الطاهرة النقية، وذلك عبر عقود من الزمن، كما ندرك معنى الوفاء والإخلاص لبلادنا في ظل الوحدة والأخوة والألفة بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعكر الصفو، قال الشاعر متغنيا بحب الجزائر وحاثا عليه:

غير مجد في مذهبي واعتقادي قول واش يزيد في الشحناء

أو حقود لنار حقده يبـدي أو حسود يكيد كيد الخفاء

أنا ابن الجزائر بـر ببلادي، نفسي لها بالفداء

وهي أم لنا وحضن أمان نحو أم ما واجب الأبناء؟



إن من واجب الأبناء نحو أمتهم أن يبروما ويخدموها ويطيعوها، وأن يستجيبوا لها عندما تدعوهم ليرفعوا شأنها ويصنعوا مجدها ورقيها وازدهارها بكل صدق وإخلاص وتفان.



أيها الإخوة المؤمنون…

إن علينا أن نسهم في بناء المجتمع الإسلامي المختصر القائم على مبدأ الشورى الذي جاء به الدين الحنيف، وإن تعددنا صيغ الشورى وأساليبها في عصرنا عبر ما يسمى بالانتخاب والديمقراطية وغير ذلك.. وهذا صنيع حضاري يدل على وعي الأفراد بمصير أمتهم وإدراكهم لواجبهم نحوها، وإنهم يحصلون على عواتقهم مهمة قيادتها نحو الطريق المستقيم والسبيل القويم.

اللهم أجعل بلادنا أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، وأجعل سائر بلاد المسلمين أرض رخاء وأمان وسعادة واطمئنان.

اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه، وفيض لهم بطانة حسنة تعينهم على فعل الخيرات ورد المنكرات، وأجعل اللهم بلادنا الجزائر موطن رفاهية ورقي وإزدهار، وأجعلها أرض سلام ومحبة ووئام، عامرة بالخيرات، وأرزق أهلها من كل الثمرات، وقيض لها من الرجال الصالحين المصلحين من يحفظ عزها ويصون مجدها لتبقى رايتها عالية خفاقة، وأحفظها يا ربنا برعايتك واشملها بفضلك وعنايتك.

عباد الله.. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظم لعلكم تذكرون، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون – سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

الهامل الهامل
2012-03-16, 18:40
عيد النصر الخطبة الأولى:
الحمد لله ثم الحمد لله تعالت أسماؤه وتمت كلماته صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته جعل النصر يتنزل من عنده على من يشاء من عباده، وجعل السلاح فرقانا بين الحق والباطل «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» الأنفال 60.
وأشهد أن لا إله إلا الله فضل المجاهدين على القاعدين درجة وأجرا «وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما» التوبة 94.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين صلى الله وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه المجاهدين الأخيار ونستنزل من رحمات الله الصيبة وصلواته الزاكية الطيبة لشهدائنا الأبرار ما يكون كفاء لبطولتهم في الدفاع عن شرف الحياة وحرمان الدين وعزة الإسلام وكرامة الإنسان وحقوق الوطن.
أما بعد:
أيها المؤمنون إن الجهاد في سبيل الله هو طريق النصر للمسلمين في تاريخهم الطويل ولا يزال إلى اليوم هو الطريق السوي لحريتهم وتثبيت استقلالهم.
قال تعالى: «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير» الحج 39.
إن هذه أول آية أذن فيها بالجهاد في السنة الثانية من الهجرة وكانت "غزوة بدر" أولى الغزوات وأولى المعارك والمحطة الأولى من محطات الجهاد ولقد عرف أسلافنا معنى هذه الآية فهبّوا مسرعين إلى الدفاع عن دينهم ووطنهم وحريتهم وكرامتهم فكانت الثورات المتعاقبة بدءا من ثورة الأمير التي دامت سبع عشرة سنة وثورة أحمد باي ثم توالت الثورات الشعبية هنا وهناك حتى سنة 1895، وفي هذه الحقبة الزمنية تعرض الشعب الجزائري للتعذيب والتنكيل كالإبادة الجماعية والتجويع والقهر والتجنيد الإجباري للجزائريين والزج بهم في الحروب والنفي والإبعاد إلى عشرات آلاف الكيلومترات في جزر المحيط الهادي.
وفي مطلع القرن العشرين وفي العقد الأول ظهرت المقاومة السياسية لتوعية الجماهير ولما نضجت الفكرة تحرك الشعب لكن الإبادة تلاحقه، ففي الثامن من ماي سنة 1945 قمعت الانتفاضة وسقط الشهداء بأعداد كبيرة، وتيقن المجاهدون أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
وتهيأت الظروف وبزغ فجر نوفمبر 1954 وطويت صفحة اللوم والعتاب
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب…فاستعدي وخذي منا الجواب
ولعلع صوت الرصاص ونادى المجاهدون في الجبال والوهاد والصحاري والسهوب بصيحات الله أكبر وكانت كلمة السر آنئذ (عقبة - خالد).
فاندكت حصون المستعمر وارتعدت فراسيهم وتزلزلت أركانهم ولم تمض سنوات حتى طويت صفحة الشعارات (الجزائر فرنسية) واعترف الكيان الفرنسي بالوجود الجزائري في المحافل الدولية وبدأت المفاوضات.
وأطل علينا يوم التاسع عشر من مارس 1962 بقراره القاضي بتوقيف القتال ووضعت الحرب أوزارها وتوالت البشائر بالنصر المبين وحق لنا أن نسميه يوم النصر (وكفى الله المؤمنين القتال).
أيها المؤمنون:
هذا هو اليوم الأزهر الأنور الأغر المحجل، وهذا هو اليوم المشهود في تاريخ بلادنا وهذا اليوم الغرة اللائحة في وجه ثورتنا المباركة، وهذا هو التاج المتألق في مفرقها والصحيفة المذهبة الحواشي والطرر من كتابها.
أيّها المؤمنون لولا الجهاد والتضحيات لما كان نوفمبر ولما كان مارس ولما كان يوليو الذي كان شهرا للاحتلال فحوله نوفمبر شهر الاستقلال.
قل ليوليو هنا نوفمبر باق…خلد النصر مجده تخليدا
فالذي لا يجاهد ولا يحدث به نفسه منافقا روى مسلم وأبو داود والنسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق".
فلنتق الله أيها المؤمنون ولنجاهد أنفسنا تأسيا بأسلافنا فجهاد النفس أكبر الجهاد فالذي لا يجاهد نفسه لا يستطيع جهاد عدوه كما ورد في الأثر (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر).
فجهادنا يجب أن يكون تعاونا يثمر المنفعة وإخلاصا يهون العسير وتوفيقا ينير السبيل وتسديدا يقيم الرأي ويثبت الأقدام وحكمة مستمدة من تعاليم الإسلام.
وعزيمة تقطع دابر الاستعمار من النفوس، بعد أن قطعت دابره من الوطن «والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين» العنكبوت 69.


الخطبة الثانية:
الحمد لله يؤيد بنصره المخلصين ويحق الحق بكلماته ويقطع دابر المبطلين وأشهد أن لا إله إلا الله نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده «و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورن وإن جندنا لهم العالبون» الصافات171 - 173. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله جاهد في الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه جند الحق وحزب الإيمان.
أما بعد:
أيها المؤمنون، حرى بنا ونحن نحتفل بعيد النصر أن نستذكر مآثر المجاهدين ونتأسى بهم ونقتفي آثارهم في حب الوطن قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - (إن الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبينا - صلى الله عليه وسلم:" إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضي أن يطاع فيما دون ذلك".
أيها المؤمنون، إذا عدت الأيام ذوات السمات والغرر في تاريخ الجزائر فسيكون هذا اليوم أوضحها سمة وأطولها غرة وأثبتها تمجيدا، والفضل في ذلك يعود إلى الذين رفعوا راية الجهاد وصدقوا ما عهدوا الله عليه «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» الأحزاب23.
فلنتق الله أيها المؤمنون ولنحي هذه الذكريات الخالدة بالوفاء للشهداء وبناء هذا الوطن كما أراده الشهداء.
وفق الله أولياء الأمور جميعا وأجرى الخير على أيديهم وجمع أيديهم على خدمة الوطن وقلوبهم على المحبة لأبناء الوطن وجعلهم متعاونين على البر والتقوى غير متعاونين على الإثم والعدوان. قال تعالى «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا يعبدوني لا يشركون بي شيئاو من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» النور55.
عباد الله صلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله ؛ فقد أمركم بذلك ربكم فقال - عز قائلا عليما - في محكم تنزيله قولا كريما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (56 سورة الأحزاب) .. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخلق الأكمل وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، وارض اللهم عن الأربعة الراشدين والأئمة المهدين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وجودك يا أكرم الأكرمين .
اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

الهامل الهامل
2012-03-16, 18:43
في ذكرى يوم العلم


إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون :

تحتفل الجزائر على مدار العام بأيام تعتز بها وتفتخر هي للذكرى والاعتبار واستنهاض الهمم ، فمنها يوم العلم الذي يأتي في السادس عشر من شهر أفريل من كل عام ، وهي ذكرى متجددة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتتمثل في تاريخ وفاة مؤسسها الأول العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس عام 1940 م والتي تأسست في الخامس من شهر ماي من عام1931 م.بنادي الترقي،حيث اجتمع علماء ومشايخ وأعيان الجزائر وصاغوا القانون الأساسي للجمعية وكونوا إدارة لها أعضاؤها هؤلاء المشايخ : الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيسا ، الشيخ محمد البشير الإبراهيمي نائبا له ، الشيخ الأمين العمودي كاتبا ، الشيخ الطيب العقبي مساعدا له ، الشيخ مبارك الميلي أمينا للمال ، الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض نائبا له رحمة الله عليهم جميعا .

ولا تزال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تجاهد في سبيل الله بالقلم والكلمة الطيبة ، بارك الله في مسيريها وشعبها وأعضائها .

ويجدر بنا في هذه الوقفة التاريخية أن ننوه بالعلم والعلماء والمتعلمين ، وأن نبوئهم مكانتهم اللائقة بهم ، فأمة الإسلام هي أمة اقرأ ، فأول آية نزلت على الرسول محمد ( ص ) هي قوله تعالى : ( اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ).

والرسول ( ص ) يحثنا على التعلم فيقول : ) تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة (.

وواجب علينا أن نهتم بالعلم ونشجع أهله ونتعاون على ترقيته ورفع قدره، والعلم لا يزهر ولا ينمو ولا يأتي بثمار يانعة ونتائج نافعة إلا إذا عرف حقه ثلاث قوى متضافرة على الخير متناصرة : الطلبة والمعلمون والأولياء. فإذا قام كل بواجبه المنوط بكاهله، وشمر على ساعد الجد بكامله، فسوف تتحقق بإذن الله المعجزات، وترقى أمة الإسلام إلى أسمى الدرجات .

أتوجه إلى كل قوة على حدة بهذه الكلمات المتواضعة لتوضع نصب الأعين توضيحا للرؤيا وإضاءة للطريق من باب (و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.)

أيها الطلبة الأعزاء:

أنتم أمل الأمة وذخرها ،وبكم تحيا مرفوعة الرأس موفورة الكرامة، فتسلحوا بأسلحة ثلاثة بها تقهرون عدو الجهل والخذلان، وتغنمون غنائم العلم والعرفان.وهذه الأسلحة هي: الأيمان الراسخ المانع والخلق الفاضل الجامع والعلم الصحيح النافع .

لقد فتحت أمامكم مجالات التعلم وتنوعت،وعرضت عليكم العلوم والمعارف وتعددت ، وكثرت لديكم وسائل الإيضاح وتوفرت ، فغدا المستحيل ممكنا والبعيد قريبا والصعب سهلا والنادر متوفرا، وذلك بفضل الله تعالى عليكم، فانهلوا من هذا المعين ولا تتركوا الفرص تتفلت من بين أيديكم فتتأسفوا، ولا تضيعوا أوقاتكم في اللهو والفراغ فتتجرعوا غصص الندامة ،واعرفوا للوقت قيمته فأهل الغرب يحسبون للدقيقة بل للثانية حسابها ، فقد وقفوا أنفسهم على العلم والاكتشافات، وصمدوا أمام الصعاب والمشقات، فاخترعوا وأبدعوا وراحوا يشقون الأجواء بصواريخهم، ويغزون الفضاء فسخروه لأنفسهم ،ووضعوا فيه أقمارا اصطناعية ومحطات فضائية، لأبحاثهم العلمية ولمراقبة الأرض وتحركات أهلها .

اعلموا أيها الطلبة أنهم ليسوا بأفضل منكم ،ولكن إن أنتم نفضتم عن أعينكم غبار النوم وتراب الكسل وغشاوة الجهل ، ووقفتم وقفة الأسود الكواسر والصقور الجوارح، وتذكرتم أن أسلافكم المسلمين كانوا سباقين إلى الاكتشافات في ميادين الطب والهندسة والجبر والفلك، فاقتديتم بهم وكرستم حياتكم للعلم، فإنكم بإذن الله تعالى ستلحقون بركبهم وقد تسبقونهم و تصبحون عليهم ظاهرين .

يا أبناءنا الطلبة :

لتكن ثقتكم بالله قوية، فإنه وحده الفتاح لمغاليق العلم والموفق لما فيه الخير والصواب ، آمنوا بالله حق الإيمان يمددكم بأنواره ويفتح عليكم من أسراره، عضوا على دينكم بالنواجذ وحافظوا على ما افترضه الله عليكم ، واستعينوا بالصبر والصلاة،و اصبروا على ذل التعلم فإن عاقبته حلاوة وفلاح ،اصبروا على التحصيل بنفقاته وبحوثه وفروضه واختباراته .قال شاعر :

لا تحسبن العلم تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

كونوا في الأقسام حاضرين بأجسامكم وعقولكم،وركزوا انتباهكم أثناء شرح الدروس وشاركوا وناقشوا بأدب واستفسروا، فقد قيل لابن عباس ( ض ) : أنى أصبت هذا العلم يا بن عباس ؟ فقال : بلسان سؤول وقلب عقول .

تلطفوا مع أساتذتكم وتأدبوا عند مخاطبتهم، وتواضعوا لهم حتى يعطوكم من معارفهم وتجاربهم ، فقد قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني لا تجادل العلماء فتهون عليهم فيرفضوك فإنما يلحق بالعلماء من صبر لهم ولزمهم واقتبس من علمهم في رفق.

إياكم أن تنشغلوا عن التعلم بمسلسل أو مباراة أو سهرة أو لعب .... فإن تلك الملهيات وغيرها من دسائس أعداء الإسلام الذين يحاولون جاهدين أن يصرفوا أبناء المسلمين عن التقدم العلمي وابتغاء المعالي حتى لا يتفوقوا، وحتى يبقوا دائما في المؤخرة ،فاجتهدوا وثابروا واسهروا الليالي في المذاكرة والاستزادة خاصة أيام الامتحانات والشهادات، وضعوا نصب أعينكم أهدافا سامية ولا تقنعوا قال شاعر:

شباب قنع لا خير فيهم وبورك في الشباب الطامحينا.

إياكم ثم إياكم أيها الطلبة والغرور إذا ما تعلمتم حرفا أو نلتم شهادة أو شغلتم مركزا مرموقا ، فتزوروا عن مبادئكم، أو تستنكفوا عن خدمة مجتمعكم، أو تتكبروا على والديكم، أو تنكروا جميل من علموكم ، فالفضل فضلهم بعد الله عز وجل وعلى أكتافهم ارتقيتم، فالوفاء الوفاء أيها الأبناء ..واحذروا من مخالطة قرناء السوء فإنهم لا يزيدونكم إلا بخسا ورهقا،واجتنبوا المعاصي والفواحش وتعاطي التدخين والمخدرات وجميع المنكرات، فإنها تحجب نور الهداية عن عقولكم فلا تجدون توفيقا ولا هداية ولا سدادا ولا بركة.قال شاعر:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نــــور ونور الله لا يعطى لعـاص

أبناءنا الطلبة وفقكم الله وسدد خطاكم وفتح عليكم من خزائن علمه وجعلكم قرة أعين لوالديكم وللإسلام والمسلمين.

أيها المعلمون...أيها المربون الأوفياء:

إن أبناءنا وهم فلذات أكبادنا أمانات غالية بين أيديكم فاحفظوها يحفظكم الله، وودائع عزيزة علينا فارعوها حق رعايتها ، وهم صفحات بيضاء فاكتبوا فيها كل خير، فأنتم مسؤولون عنهم اليوم وغدا بين يدي الله.

لقنوهم ما يفيدهم وينفعهم بنزاهة وصبر وصدق،ولا تشغلوهم بسفاسف الأمور والتوافه وما لا يجدي نفعا، فتضعف عزائمهم. قال شاعر :

وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولا

احترموا أوقات التدريس قدوما وانصرافا حتى ينال الطلبة القسط الوافر من التحصيل، ولا تصطنعوا العطل المرضية فيضيعوا في الشوارع، فلا هم في أقسامهم يدرسون ولا هم في منازلهم يرتاحون ... فالتعليم أيها الأساتذة الكرام أشرف مهنة وأقدس مهمة، فهو رسالة قبل أن يكون وظيفة، فأدوا رسالتكم على الوجه الأكمل يبارك الله فيكم وفي أجرتكم ...أعينوهم على فهم ما استعصى عليهم، وخذوا بأيديهم بعزم إلى شاطئ النجاح فهو حلمهم وهدفهم ، فكونوا سببا في تحقيقه واعلموا أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ...كونوا قدوة حسنة أمام الطلبة في سمتكم وتصرفاتكم وأخلاقكم وأقوالكم،وأمثلة حية في الانضباط والتفاني والإخلاص ..ارفقوا بأولادنا، واعذروهم إذا ما صدر منهم بعض ما تكرهون فهم لا يزالون محتاجين إلى التربية والتوجيه، فقوموا اعوجاجهم برفق وحكمة، وما دخل الرفق شيئا إلا زانه وما دخل العنف شيئا إلا شانه ..ازرعوا فيهم بذور المحبة والأخوة الإسلامية، وانفخوا فيهم روح التآلف والمودة، وحذروهم من التعصب والاختلاف المذموم وبث النعرات الطائفية والعرقية وبينوا لهم أخطارها ونتائجها الوخيمة...



أيها الأساتذة والمعلمون : إننا نضع بين أيديكم أولادنا أمانات ، وثقتنا فيكم وفي استقامتكم طيبة فلا تخيبوا ظننا فيكم ، بارك الله فيكم وأحسن إليكم وأعانكم في رسالتكم وأصلح أحوالكم وأثابكم جزاء إخلاصكم يوم القيامة جنة وحريرا....أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيـم.

ــــــــــــــــــ

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون :

أتوجه الآن إلى القوة الثالثة إلى الآباء وإلى أولياء الأمور ، فأقول:



أيها الآباء الكرام ويا أولياء الأمور:

حبذا لو تقللون من اهتماماتكم بتجاراتكم وأموالكم وأسفاركم، وتوجهون بعض همكم نحو مراقبة أولادكم ومتابعة سيرهم العلمي ...احرصوا على مواكبتهم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى يطمئن أولادكم إلى أن وراءهم أيادي حنونة وحراسا أمناء يرعونهم ،فكلكم راع ومسؤول عن رعيته يوم القيامة الزموهم وأحسنوا أدبهم وراقبوا أخلاقهم وتخيروا أصدقاءهم ، فلأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع ...عاملوهم بالحسنى وتفهموا أمزجتهم وطباعهم، وخاطبوهم بأسلوب أبوي حنون ،لا تبخلوا عليهم إن طلبوا منكم ما يلزمهم من الكتب والأدوات المدرسية، وتيقنوا أن الله سيخلف لكم كل ما قدمتموه لهم ويعتبره صدقة مقبولة...لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا . ومن كد على أولاده فأطعمهم وألبسهم من الحلال، وعلمهم ورباهم بلا من ولا أذى ولا تفضيل ولا تمييز فإنهم سيكونون بإذن الله حسنات في حياته ودعوات صالحة بعد مماته .. خصصوا لهم من أوقاتكم من حين لآخر جزءا ولو يسيرا لزيارة المؤسسات التعليمية، لتتعرفوا على مسيريها ومعلميها وبرامجها، وتطلعوا على نتائج أولادكم، وتعرفوا مواطن ضعفهم فتقووها، وتنظروا إلى نقائصهم فتتلافوها بدروس التقوية إن لزم الأمر، حتى لا ترجعوا باللائمة على المؤسسة والإدارة والمدرسين إذا ما سقط أبناؤكم في الامتحانات لا قدر الله.

اضبطوا أوقاتهم ذهابا وإيابا فذلك أضمن لسلامة أخلاقهم وعقولهم . حببوا إليهم العلم والتحصيل والمذاكرة ببعض المكافآت المادية وبكلمات الثناء والاستحسان حتى يتشجعوا ويتفوقوا ويحسنوا مستواهم زودوهم بنصائحكم وتوجيهاتكم ودعواتكم الصالحة، فدعوة صادقة من الوالدين تهدي الولد وتنير له الطريق وتجعل منه رجلا صالحا ناجحا في حياته ومرضيا في الآخرة.

أيها الأولياء :

فرحكم الله بأولادكم ورزقكم من الطيبات وباعد عنكم كل سوء وبلاء.

وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول في ذكرى يوم العلم: إذا تعاونت هذه القوى الثلاث : الطلبة والمعلمون والأولياء، وقام كل بواجبه بنصح وإخلاص، فستفتخر أمتنا بكوكبة من أولادنا العباقرة في شتى التخصصات والميادين، يزيحون عنها غطاء الذل والهوان، بنور العلم والإيمان، ويرفعون رايتها خفاقة بين البلدان، وما ذلك على الله بعزيز.



فاللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا فيما أعطيت واكف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك...ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ...اللهم بارك لنا في معلمينا وأساتذتنا ومشائخنا ومؤسساتنا التعليمية وجمعياتنا الخيرية وارحم من سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم...

اللهم وفق ولي أمرنا وجميع ولاة أمورنا إلى ما تحبه وترضاه ، اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة ، اللهم أعنهم ووفقهم لما فيه صلاح العباد والبلاد...اللهم اجعل بلدتنا هاته وسائر بلاد المسلمين آمنة رخية، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، واجعلنا لنعمك شاكرين، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولا بما كسبت أيدينا ..اللهم باعد عنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن ...اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين يا أرحم الراحمين ..

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الهامل في الاقطار بلادي وسكني

الهامل الهامل
2012-03-16, 18:44
كبار السن




الحمد لله القائل في محكم تنزيله} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ{ . سبحانه خلق الخلق بقدرته، وصرَّفهم في هذا الوجود والكون بعلمه وحكمته، وأسبغ علينا الآلاء والنعماء بفضله وواسع رحمته، خلق الإنسان ضعيفًا خفيفًا ثم أمده بالقوة في صحة والعافية، فكان به حليمًا رحيمًا، ثم يؤول به العمر إلى أرذله ليعاوده الضعف والخوار، سنة الله في الكون وفي الخلق، في الإنسان ضعف فقوة فضعف، كذا النبات يهيج ويخضر ثم يصفر ثم يكون حطاما.
في قوة الشباب يعيش الإنسان أجمل الأيام والذكريات مع الأصحاب والأحباب، ثم تمر السنون والأعوام، وتتلاحق الأيام تلو الأيام، حتى نصير إلى المشيب والكبر، عندها يقف واحد منا، فينظر إلى الحياة كأنها لمح بصر، أو نسج من الخيال وضرب من الأحلام، نقف في آخر هذه الحياة وقد ضعف بدننا وانتابته الأسقام والآلام، الِجلدك فينا قد تجعّد، وثقل السمع، وضعف البصر، وبطِئت حركاتنا، وترهلت العضلات، ومن غير شعور منا يتغيّر كل ذلك ويعلونا الشيب، ومن أراد العبرة من نفسه قبل أن يأخذها من غيره فلينظر إلى صورتين له بين عشر سنين أو أكثر فينظر إلى حكمة الله فينا كيف نكبر ونتحول.. والخلاصة أننا لن نحيد عن قوله تعالى }إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ{.
عباد الله، حديثُنا اليوم سيكون عن المسنين، كبارِ السن في مجتمعنا من الأهل والأقارب والجيران، ممن نخالطهم في المساجد والمجالس. والمناسبة التي حفزتني للموضوع أيها الإخوة ما لاحظته في بعض الكبار من انزواء واستسلام لكبرهم، خاصة إذا لم يجدوا في محيطهم من يتفهم وضعهم، ويساير حاجتهم ومطالبهم. والأمر الثاني الذي يذكِّرنا بحقوق الكبار هو موسم الصيف، حيث يسافر الناس يتنزهون ويستروحون، حيث يخرج الناس إلى الأفنية والظلال بالغداة والعشي، يتنسمون الهواء العليلَ وينسون الكبيرَ العليلَ، حيث يصعد الناس إلى الأسطح في الليالي طلبا لنسمة أو ترويحة، وربما كبيرُ السن قابعا في ركن من الدار ينتظر من يخرجه إلى الفناء على الأقل في الصباح الباكر، ومن يطاوعه في صعود الدرج ليتبوأ مكانا في السطح في العائلة.
أيها الإخوة؟ لقائل أن يقول من هو الكبير وما حاله؟...
الكبير هو أنا وأنت، وكلنا تصدق فيه آية الروم التي تلوناها، فمن لم يبلغ الكبرَ اليوم بلغه غداً إن بارك الله في الأعمار... الكبير هو الذي رق عظمه وكبر سنه، وخارت قواه وشاب رأسه، إنه الذي نظر الله إلى ضعفه وقلة حيلته فرحمه وعفا عنه، قال الله تعالى: } إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ،فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا{
نقف اليوم ـ أيها الأحبة ـ مع كبير السن، نقف مع حقوقه التي طالما ضُيِّعت، ومشاعره وأحاسيسه التي طالما جُرحت.
فيا معاشر الكبار، وكلنا ذاك.. أنتم كبار في قلوبنا، كبار في نفوسنا، كبار بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا، أنتم الذين عَلّمتم وربيتم وبنيتم وقدمتم وضحيتم، لئن نسي الكثير فضلكم فإن الله لا ينسى، ولئن جحد الكثير معروفكم فإن المعروف لا يَبْلى، ولئن طال العهد على ما قدمتموه من خيرات وتضحيات فإن الخير يدوم ويبقى، ثم إلى ربك المنتهى، وعنده الجزاء الأوفى، } إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً{.
أيها الشباب..
أنتم اليوم شباب وغدا أشياب.. ما تؤدونه اليوم من حقوق للكبير يوف لكم أجره عند الله ويؤد لكم...ومن الغريب أن يمسي كبير السن عند البعض من العائلات غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده، ثقيلاً ربما على أقربائه وأحفاده، لا من يجالسه؟! ولا من يؤانسه؟! ويدخل السرور عليه ويباسطه.
فما حقوق الكبير علينا..
يا معاشر الشباب، توقير الكبير وتقديره أدب من آداب الإسلام، وسنة من سنن سيد الأنام عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام.
من الإثم أن تؤول حكمة الكبير وخبرته في الحياة إلى ضياع وخسران، ليس من الشرع الحنيف ولا من شيمنا وعرفنا أن يسفَّه الكبيرُ أو يكون خطأه ستارا حاجبا لكل حسناته، ناهيك عن تعريضه للتجريح والتشكيك في نيته وإخلاصه، والله تعالى وحده العليم بالنوايا وما خبأته الصدور لم يُطلع علمَ ذلك أحداً ولا الملائكة المقربون، الحفظةُ الكاتبون.
والأصل أنه ما كان للكبار من حسنات نشرناها وذكرناها للاعتبار والاقتداء، وما كان من سيئات وهفوات غفرناها وسترناها، فإنه ليس من البر إظهار زلة من أحسن إليك دهرا.
إن إجلالَ الكبير وتوقيرَه مما أثنى عليه الله خيرًا كثيرًا, قال النبي (ص): ((إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم))، وقال (ص)"ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". إذا رأيت الكبير أخي فارحم ضعفه، وأكرم شيبَتهُ, وقدِّر منزلته وارفع درجته. جاء في الأثر عن أنس (رضي الله عنه) أنه قال: جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله (ص)يوم فتح مكة، يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله (ص)، فقال رسول الله (ص) لأبي بكر: ((لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه)).
الكبير في حاجة إلى قضاءِ حوائجه، فذاك سنة من سنن الأنبياء، وشيمة من شيم الصالحين الأوفياء، وفي قصة موسى مع ابنتي شعيب } قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ،فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ{.
ليس غريبا أن تجُول بالكبير الذكريات وقد رأى أن معظم أقرانه وجُلسائه قد فارقوا الحياة، هنالك ينبغي أن يظهر حرصنا الأكبر بمؤانسته حتى لا يشعر بالغربة، وكلُّه إيمان بالله تعالى مستحضرا قول الرسول الأكرم "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله".
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيِّد المرسلين وبقوله القويم، أقولُ قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله, خاتمُ الأنبياء وإمامُ المرسلين, اللهم صل وسلم وبارك على إمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة المؤمنون..
يا معاشر الكبار..
يا معاشر الكبار، أنتم قدوة لأبنائكم وبناتكم وأهليكم، قدوة في مجتمعاتكم، فكن أيها الكبير محافظًا على الخير مقبلا على الطاعات، فبغض الله لعبده العاصي شديد وبغضه للعاصي الكبير أشد، قال العلماء في النذير الوارد في قوله تعالى}أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ{ أنه الشيب بعد الكبر.
إنّ الآلام والأسقام والأمراض التي تجدونها بسبب كبر السن الملائكة تكتبت حسناتِها، والله معظّم أجورها، وستجدونها بين يدي الله تعالى إن هي إلا ابتلاء وامتحان. فالله وحده العليم كم لهذه الأسقام والآلام من حسنات ودرجات. هي اليوم تُزعج وتقض المضاجع، لكنها غدًا بين يدي الله تعالى مفرحة ونعم أجر الصابرين. فلنصبر على البَلاء، ولنحتسب الأجر الجزيل عند الله تعالى، فإن الله لا يمنع عبده المؤمن حُسن العطاء، قال (ص): ((عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خيرٌ؛ إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له, وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له)). نسأل الله أن يجزل ثواب الجميع، الكبيرُ المصاب المحتسِب، والذي أكرمه الله بكبير يتعهده ويخدمه محتسبا الأجر عند الله تعالى.

الهامل الهامل
2012-03-16, 18:45
خطبة جمعة:يوم العلم في الجزائر
الحمد لله الذي أعلى مراتب العلماء وجعلهم ورثة الانبياء واشهد ان لا اله الا الله رب الارض والسماء وهو العليم الخبير واشهد ان محمد عبده ورسو له خير من علمه ربه وخاطبه بقوله:" وقل ربي زدنى علما."1 فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين.
اما بعد معاشر المسلمين.لقد اهتم الاسلام بالعلم اهتماما بالغا لانه السبيل الى معرفة الله وتوحيده وعبوديته.بل انه اساس نهضة الامم وتقدمها وحضراتها .وهو السبيل الى تحقيق السعادة للفرد والمجتمع .لاجل ذالك ليس غريبا ان تنزل اول اية من ايات الله تدعوا الى العلم وتنوه بقيمة القراءة التى هي من اعظم وسائل اكتساب العلم.قال تعالى:"اقرا باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ملم يعلم".2
ولهذا يرغبنا المصطفي صلى الله عليه وسلم بان نسير في طريق العلم لانه الموصل الى الجنات.فقال"....ومن سلك طرقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة " 3.فهنيئا لاهل العلم بهذه الوراثةوبهذا الكنز العظيم الذي حظوا به .ويكفي ان الله رفعهم بالعلم منازل ودرجات قال تعالى:يرفع الله الذينءا منوا منكم والذين اوتوا العلم درجات"4 وقال تعالى :"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب" 5.وصدق المصطفي صلى الله عليه وسلم حين قال :"ان الله وملائكته واهل السموات واهل الارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير".6 اذا ابشر يا طالب العلم بالنور التام في حياتك وبعد مماتك وانت تطلب العلم خالصا لوجهه الكريم.وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية اوعلم ينتفع به او ولد صالح يدعوا له".7
اذا فالعلم والعلماء هم نبراس الامة وضياءها وبفقد العلماء تصبح الامة في اكبر فاجعة لها واعظم مصيبة .ولنا ايها الاحبة في السادس عشرة من أبريل ذكرى غالية ومؤثرة في آن معا وهي تذكرنا بفقدان عالم من علماءنا وبطل من ابطالنا بل امام من ائمتنا ذالكم هو العلامة المصلح الشيخ عبد الحميد بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي .ولد شيخنا بشرق الجزائر اي بمدينة قسنطينة عام سبعة وثلاثمئة للهجرة الموافق ل الخامس من ديسمبر عام تسعة وثمانون وتمانمئة والف ميلادى.نشاء شيخنا في بيئة علمية محافظة وقد حفظ القران وهو ابن العشر سنوات وتتلمذ على العديد من شيوخ الاسلام وعلى رأسهم الشيخ الونيسي رحمه الله الذي يرجع له كل الفضل في توجيه ابن باديس هذه الوجهة الصحيحة هو منهج الدعوة لله عز وجل والاصلاح.وفعلا كان ابن باديس شمعة مضيئة في ظلام دامس قد تركه الاستدمار الفرنسي فقبل مجيئه كانت بلاد الجزائر تتخبط في وحل الجهل والخرفات والبدع التى غرسها الاحتلال في ابناءنا.الى ان جاء شيخنا بعد تخرجه من جامع الزيتونة عام اثنا عشر وتسعمائة والف ميلادى وبعد اداءه لفريضة الحج فهناك التقى بمشياخ عدة وبرفيق دربه الشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله حيث كان هذا اللقاء من انعم اللقاءات وقد تشاورا جميعا في امر الجزائر وصمما على المضي قدما لتطهيرها من ذالك الجهل الذي هي عليه .وجاء شيخنا وكله حما سة ونشاط وراى ان اول خطوة ينبغي القيام بها وهى جانب الاضلاح وغرس العقيدة الصحيحة في ابناء شعبه.فبدا بالتعليم لانه لا يمكن لشعب غارق في وحل الاحتلال ان يفهم معنى التحرر الا بتعليمه فأنشا مدارس لمحو الامية للرجال واخرى للنساء .وايضا قام بالقاء الدروس في كثير من مساجد الوطن .
ولم يكتفي بهذا فحسب بل كتب في العديد من الجرائد والصحف العربية كانت او الاجنبية للتعبير عن مطالب الشعب الجزائره ونظرته للاحتلال الفرنسي.وارتقي بمشواره الدعوي الى ان اسس اعظم جمعية.انداك وهي جمعية العلماء المسلمين في احدى وثلاثين وتسعمائة والف ميلادي وعين كرئيسا لها لجدارته ونشاطه وحيث ركز على اهداف سامية لها ومنها غرس المبادئ والمقومات التى حاول المحتل الفرنسي ان يمحوها من ادهان ابناءنا وهي العروبة والاسلام.فأنشد في ذالك ابيات رائعة يقول فيها:
شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب من قال حاد عن اصله او قال مات فقد كذب.
وضل شيخنا يناضل من اجل دينه ووطنه الى ان شاء قدر الله فيبتلى بمرض عضال يلزمه الفراش الى ان فاضت روحه الى بارئها وكان هذا في السادس عشرة من أبريل سنةاربعون وتسعمائة والف ميلادي .مات شيخنا عن عمر يناهز الخمسين سنة فرحمة الله عليك يا شيخنا مت عالما وشهيدا فنحسبك عند الله مع الذين قال فيهم ربنا عز وجل :"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"8.بارك الله لي ولكم في القران العظيم.

الخطبة الثانية.بعد الحمدلة
اما بعد:كثير منا الان ساء فهمهم لهذه المناسبة ولهذا التاريخ العريق حتى اصبحنا نلمس ألسنة.تطلق على هذا اليوم بأنه عيد للعلم واي عيد هذا ونحن قد تعلمنا من مدرسة الحبيب المصطفي انه لا عيد لهذه الامة الا عيدين اثنين عيد الفطر وعيد الاضحى اما هذه المسميات بغض النظر عن مشروعيتها او عدم مشروعيتها.كعيد المراة او عيد الام او عيد العمال او مشابه ذالك فكلها مسميات دخيلة على الاسلام اي ليست من الاسلام في شىء انما هي جاءتنا كالسيل الجارف من نوافد الغرب فينبغي ان نتفطن لها وندرك حيقتها.
ومن جهة اخرى منا الان من يريد ان يجعل هذا التاريخ يلمع بالمظاهر والشكليات كأن تقام هناك.حفلات.و اغانى ورقصات ويستدعى فنا نين وفننات بمنا سبة عيد العلم كما يزعمون .
انظروا اذا كيف اعطينا هذه المناسبة طابعا شكليا محضا ونسينا جوهرها ومعانيها وهي كما ذكرنا.تشعرنا بفقدان عالم من علمائنا وامام من ائمتنا.
لهذا نقول لهؤلاءقبل ان تتسابقوا الى هذه الشكليات عرفوا ابناءكم اولا بقيمة العلم والعلماء واشيدوا بجهود علماءنا وما بدلوه من تضحيات جسام من اجل ان تستنير الامة بنور العلم .اما انكم تتمسكون بالقشور وتتركون ما هو اسمى واعظم فهذا لا يقول به عقل ولا دين .
اسال الله ان ينفعنا واياكم بما علمنا
1_سورة طه 114
2_سورة العلق
3رواه مسلم
4سورة المجادلة11
5_الزمر9
6_رواه الترمدى وقال
حديث حسن
7_رواه مسلم

الهامل الهامل
2012-03-16, 18:46
النساء


الخطبة الأولى:


الحمد لله القائل في محكم تنزله )ولقد كرمنا بني آدم(، والصلاة والسلام على النعمة المهداة، والرحمةِ المسداة، نبيِّ الأمة وسراجِ الظلمة، مَن كان الإحسانُ إلى النساء أوكدَ كلامه فقال "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ" وهو القائل محفزا معشر الآباء والأولياء من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ "مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ".
أيها الإخوة المؤمنون..
المرأة بالإسلام مكرّمةٌ مطهّرة، وفي الملّة الغرّاء مصونةٌ معتبَرَةٌ؛ الجنّةُ لها إن أدّت فرضها وأطاعت زوجها، والفضلُ إليها إن هي ربّت ولدها فاستحقّت رضوان ربّها. وإذا صَحّ اعتقادُها، وحسُن أدبُها، وسما فكرُها كانت سِرَّ الصلاح وقوّة الإصلاح، وأسَّ الفلاح؛ والرجل بلا امرأةٍ كتاب بلا عنوان.. البيت بلا امرأة محراب ولا إمام.. ومجتمعٌ بامرأة فاسدة مفكّك الأركان، آيل إلى الزوال. كما أن المجتمع القويَّ المتماسك، لبناتُه من الأسرة الطيّبة، وطيبة الأسرة من جوهرته الغالية.
من أجل ذلك أيها الإخوة قامت مدارس التعليم الحر لتحقق غاية الإسلام من المرأة، وساندتها في ذلك الهيئات العرفية دينية واجتماعية، طلبا لأم مثالية متدينة متخلقة، في زمن كثر فيه الخبث وعلا صوت الباطل والضلال، وعلت مزامير هادمة بدعوى طلب الصلاح للمرأة، وأي صلاح. وسنقف في هذه العجالة أيها الإخوة عند بعضٍ من الثغرات التي يؤتى منها مجتمعنا صانه الله ورعاه ومن كل سوء وقاه. فلنتعاون ولنتكامل ولنرد المنكر ونكف على يد الظالم، وكفانا كلاما ونقدا لبعضنا بعضٍ، ودعاة تحرير المرأة وضربِ المجتمع من بابها، يعملون خفاء وفي العلانية ونحن متفرجون، إن المجال يسعنا جميعا لنقوم بواجبنا نحو المرأة لعلنا ندرك ونفلح.
أيها الإخوة المؤمنون..
إذا كان تنقل المرأة أحيانا لبعض الضرورة كصلة الأرحام أو ما تتطلبه مقتضيات الحياة أمر لا بد منه، فإن على أولى الأمر تدبر المواصلات التي تصون المرأة، فأيّ كرامة لمجتمع تهان فيه المرأة في المركبات والحافلات. وإني هنا أخاطب بكل مسؤولية مَن قدّر الله تعالى عليه مهمة النقل، أن يعلم أنه حصن من حصون الأمة التي تُحفظ فيها المرأة أو تهان. إن المهمة قبل أن تكون وظيفة يسترزق منها أربابُها يجب أن تحوطها ضوابط الدين وقيم الأخلاق، فلتتعامل أخي السائق ويا أيها المكلف بتحصيل نقود الركاب مع النساء في حافلتك بأمانة وغيرة، وكأنك تتعامل مع أمك أو بنتك أو حريمكِ. لا ترضى للغافلات من النساء مزايدةً في الكلام أو غلظة في التعامل بنهر الحديث، ورفع الصوت، ولتنهَ عن المنكر بحكمة إن بدا منهن طيش أو خروج عن حدود الله. ولتدفع عنهن الاختلاط بالرجال بتعمد الزحمة ودك الحافلة بما لا تطيق، فإذا المرأة العجوز تُدفع، وإذا بأم الوليد تكاد تخرج أنفاسها وهي تحتاط لابنها، ومن ذلك الذي يرضى أن تهان أمُّه أو أختُه أو زوجتُه.. واستحضر معي يا كلَّ معتد على حريم غيرِه وعيد الله الشديد. وما كل امرأة ركبت الحافلة هي راغبة، فالكثير من الناس يركب رغم أنفه، ولنرحم الضعاف من النساء. وما كان رجلاً ولا شهما من استغل ضعف المرأة.. فما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم".. وكما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ" (رواه الترمذي وأبو داود وأحمد).
إخواني التجار وأصحاب المحلات..
الجميع يعلم بالأصل الذي جاء به الشرع الحنيف، أنّ الرجل هو المسؤول عن المرأة في قضاء مصالح الحياة، يكفي عنها غشيان الأسواق ودخول المحلات التجارية وارتياد الإدارات والمكاتب، إذ المرأة مكفولة في بيتها ولها من المهام المنزلية ما يشغلها عن الخروج من البيت إلا لحاجة وضرورة. وتلك حالات استثنائية لم تُمنع فيها المرأة من أن تبيع أو تشتري، أو تنجز ما به صلاح أمور الدنيا عندما يتقاعس الرجال عن أداء واجبهم، لكن وضعَ لذلك قيودا ضابطة وشروطا حافظة.
نبئوني أيها المؤمنون، أيّ خير يأتي من تجارة تُنتهك فيها حدود الله تعالى؟ ولأصحاب المحلات المسؤوليةُ العظمى في صون الشرف وحفظ الحرمات. أليس منكرا أخي التاجر أن تتعدى حدود الشرع والأدب مع امرأة عفيفة دخلت محلك التجاري، ربما تسترق النظر إلى ما بدا من زينة، أو تزايدها بكلمات لا علاقة لها بجانب المعاملة مستغلا غفلتها ووجودها في محلك.
وقد يعتذر إلي البعض من التجار ويتذرع بأن الحياء سقط عن الكثير من نسائنا، وأنّ البعض منهن هي المبادِرة بالغواية والمزايدة. قد يكون ذلك ولا ننكر، لكن أين الغيرة على الدين والأخلاق؟ وما دورك أنت، هل المتاجرة تعني التنكر لواجب النصح والتذكير بحدود الله الصارمة. أيكون العذر مقبولا إن وجدت ضعفا فانقدت إليه واستجبت لوسوسة الشيطان.
كيف لا تنجرف إلى العاطفة بعض النساء والعديد من تجارنا سامحهم الله تعالى في محلاتهم كمين تسقط فيها ضعيفات النفوس من اللائي فقدن الرجل الرقيب، كيف ترجو السلامة أخي لنفسك وللزبائن من النساء أو المراهقين من الشباب وحتى بعض الشيب الذين أبوا إلاّ أن يبقوا مراهقين بتصرفاتهم، كيف يسلم الكلّ وفي محلك صور كبيرة لفنانات وعارضات أزياء لاستجلاب الزبائن، أو على مجلات تخدش الحياء، ولا يهمك تصدير القيم الخاطئة بعد ذلك.
ولا تسل عن الموسيقى التي يقال إنها تجذب الزبائن وتوفر لهم راحة وهدوءا، ولم لا تنمي الذوق فيختاروا أفضل الموضات من ملابس تشخص العورة، وسراويل للنساء لا تستعمل إلا للخارج، أو كثير من مواد الزينة التي فيها كلام وضبطٌ، القليل منا يتورع ويسأل. والقاعدة أنّ كلَّ ما أدى إلى الحرام فهو حرام. إنّ القابض على دينه كالقابض على الجمر، ولك أخي التاجر في الحلال غُنية، وراحة في الضمير أنك لم تكن معول هدم للمجتمع، فأنت تعيش بالقيم وبالدين ولا يستو من كان أمر دينه همه وأولويته ومن سعى لجمع المال ولا يهمه من أين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيِّد المرسلين وبقوله القويم، أقولُ قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله, خاتمُ الأنبياء وإمامُ المرسلين, اللهم صل وسلم وبارك على إمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الآباء والأولياء..
من آفات العصر التي أرقت المضاجع وحيّرت أولي الأمرِ وكلَّ غيور على دينه يريد الخير لهذه الأمة المصونة مشكلةُ الهواتف النقالة. وبغض النظر عن فوائده لمن اشتدت حاجته إليه وقليل ما هم، نسأل معشر الحاضرين ما الضابط في اقتناء هذه الأجهزة؟ هل نحن نوازن بين المصالح والمفاسد؟ إنه من الخطورة البالغة أن تتحول وسائل الحضارة إلى غير ما وضعت لها. ومع اتساع خدمات النقال من نقل الصوت والرسائل ثم الصوَرِ الثابتِ منها والمتحرّك وحتى الاتصال بالشبكة العنكبوتية، تولدت العديد من الآفات التي نحن في غنى عنها.. وكلما زادت الخدمة تعمقت النقمة. وإني اليوم مخاطبكم معشر الرجال والأولياء، آباءً وأزواجًا.. يا مَن اقتنى لحريمه جهازا نقالا محتجا بالضرورة التي قد تكون فعلا وقد لا تجد للضرورة مكانا أصلاً وهو الغالب، إنما هي المعاصرة وموجة التحديث، أو التباهي والمفاخرة، أو،أو.. أين عينك الرقيبة لما تقتني لابنك المراهق جهازا أو تسمح له باقتنائه من دريهمات كان الأولى أن يوفرها عندك مصروفا لدراسته أو ما ينفعه ليوم حاجته، ولا ترى الشبان إلا وهم منكبون على الأزرار يضغطون وعلى الصور يقلبون ويتبادلون، وجل ذلك ضحل ينم عن ضعف في الهمة وخوار في العزيمة.
ثم أين سلطتك أيها الرجل إن كنت رجلاً، في أن تقول لا وألف لا إذا ما مُسّ الدين وخدشت الأخلاق. والله لا أدري في أيٍّ خيرٌ؛ في زمن قريب لم يكن النقال معروفا ولو حلما والحياة ماضية ولم تتعطل، أم في خدماته البسيطة التي يُستغنى عن معظمها لكن مع فساد عظيم.
لقد غدرت بعض النساء ونقلن صورا ومشاهد في مناسبات، ولي يقين أن العديد منهن لم تتورع من كتابة رسائل واستقبال أخرى، كانت سببا لإتمام صفقات خاسرة في خيانات بالهواتف النقالة، وقع فيها رجال بهمتهم ورجولتهم، وهلكت نساء بأزواجهن وأولادهن لما غدرن ودنّسن عش الزوجية. ألا فلتعم أيها الزوج ويا أيها الأب، ويا أيها الولي أنّ كامل المسؤولية تقع عليك، وستحاسب على ذلك بالنقير والقطمير "إن الله سائل كلّ راع فيما استرعاه أحفظ أم ضيّع".
أيها الإخوة المؤمنون..
من الحقوق التي أداها الإسلام للمرأة فوفاها، حقها في الميراث، لكن، في هذه اللحظة التي أقول ما تسمعون، اسألوا كم للمرأة من حق في الميراث هو معطل، أو يسمي لها على الأوراق من غير أن تمكّن من استغلاله لسنوات، وربما تنتقل إلى ربها وقد سمعت أن لها حقا من الميراث، وقد تتحرج المسكينة الحرجَ الشديد من أن تمكنه زوجها أو أبناءَها. فترى المسكينةَ صابرة محتسبة وربما محتاجة لقلة يد زوجها وعندها من المال في الميراث ما يكفي حاجتها وأزيد، لا تستطع أن تطلبه اتقاء غضبةٍ من إخوانها وأهلها، نعم هذا موجود وواقع، ولو محصنا في الصدور لسمعتم العجب، الكثير من نسائنا تصبر صبرا على حقها في الميراث شراءً لوُدِّ أهلها أو أحد إخوانها... بأي حجةٍ تنهك هذه الحقوق. فكم في البيوت من أنثى مظلومة تبكي حقوقها المهضومة وتشتكي إلى ربها، والله تعالى سامع لكل شكوى، وهو سبحانه رافع الضر وكاشف البلوى، وكفى به حسيباً وكفى به وكيلاً. كم تحضرنا العاطفة في مثل هذه المواضيع، وتحضر البعضَ منا الرجولةُ والأنفة في مثل هذه المواقف وتغيب حيث يجب أن تكون مما أشرنا إليه آنفا، ألا وإنها الحقوق، مبنية على المشاححة لا على المسامحة، فلنؤد لكل ذي حق حقه، قبل الوقوف أمام الله الملك الحق المبين حيث الحساب الدقيق يوم الغضب الأكبر عن كل نعيم.. ويا ويح، من كان نعيمه من حق أو نصيب لأخت له مغلوبة أو حريم له مقهورة "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ".
أيها الناس.. أيها المؤمنون..
هذه وقفات قصيرة في واجباتنا تجاه المرأة، فلنتب إلى الله جميعا، وليصلح كل واحد تقصيره في حقوق النساء وهو الذي يعرف أين وكيف قصر ومتى.. كيف يرحم الله مجتمعا والحقوق فيه مهضومة، والنساء فيه مظلومة، ووصيتة المصطفى الذي ما ينطق عن الهوى مدفونة.
وبعد أيام، ستحلُّ علينا ككلَّ عامٍ مناسبةٌ دينيّة-اجتماعيّة عزيزة على قرى الوادي هي "مؤتمر لا إله إلاّ الله". اجتماعٌ دينيّ أصيل يفوق في قوّته وروحانيّته المؤتمرات الدوليّة؛ حتى وإن كان أضيق مجالاً، وأضعفَ وسائل. لكنّه للحق يبني، وعنه يدافع وينافح، بل هو الحقّ ذاته، فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال...
اللهم أبرم لأمتنا أمر رشد، يعزُّ فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

صـائـد القراصنة
2012-04-19, 16:35
السلام عليكم
مشكور أخي أبوحميدة على الفكرة مع أنها لم تتلقى إقبالا من الأعضاء
بالنسبة للأخ الهامل الهامل (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=123263)
هل هذه محاظرات تارخية أم ماذا
خطب الجمعة لا تكون هكذا أين الواقع الذي نعيشه
أين خطب إصلاح المجتمع
أين خطب إصلاح الأسرة

أبو معاذ الأوراسي
2012-05-10, 00:27
رغم أنه لم يفهم الموضوع §§

و الله هذا هو واقع الخطب عندنا.
ليس بهامل بل نحن.

أبو معاذ الأوراسي
2012-05-10, 00:30
أخي الهامل السلالم عليكم و رحمة الله وبركاته ،
حكمي خارج التصور ،
عذرا لفهمنا الخاطئ "لأن قراءة العنوان توحي أنها تاريخية، وطنية"، جزاك الله خيرا.

خولة121
2012-05-22, 16:41
شكرا ... وبارك الله فيكم

الهامل الهامل
2012-07-01, 21:21
السلام عليكم يااخيmah man
خطب إصلاح المجتمع
خطب إصلاح الأسرة
هذه الخطب موجودة وبكثرة لكن الخطب المناسبات الوطنية غير موجودة ونحن نسعى أن تكون عونا لأئمتنا في خطبهم بارك الله فيكم

الهامل الهامل
2012-07-01, 21:23
في ذكرى 05 جويلية 1962
الخطبة الأولى:
الحمد لله على ما أنعم، والشكر له على جزيل فضله وكثير كرمه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حث المؤمنين المظلومين على الجهاد والفداء بقوله:" أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله"الحج: [39 - 40] ونشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام الأنبياء وسيِّد المجاهدين والشهداء، وأولى الأصفياء. اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
أيها الإخوة الكرام، إنه لا يكاد يطل علينا الشهر السابع من السنة الميلادية، ونعني بذلك" شهر جويلية" من كل عام إلا وعادت بنا الأيام قليلا إلى الوراء؛ لنتذكر تلك الإنجازات التاريخية التي قام بها المجاهدون الأفذاذ من هذا الوطن الحبيب.
إنّ يوم الخامس من شهر جويلية عام 1962 لينطوي - أيها المسلمون- عل الكثير من المعاني الجليلة، والأسرار العظيمة بالنسبة لكل مواطن جزائري؛ فهو يوم تم فيه استرداد حرية وكرامة الجزائريين، إذ الحرية - كما تعلمون - هي من أغلى الكنوز حتى للبهائم الحجماوات فكيف بالإنسان المسلم.
إنّ استرجاع الحرية التي كانت مغتصبة مدة من الزمن لم يكن بالأمر الهيِّن، ولا بالشيء السهل اليسير- ولا سيما في ذاك الوقت العصيب والفترة الصعبة، بل اقتضى استرجاعها استشهاد الكثير من الأبطال، وسقوط عدد كبير من العظماء في ميدان الشرف؛ كلُّ ذلك تلبية لواجب الوطن ونداء الدين. وما كان هذا الاستقلال إلا لنعيش سعداء، ونبقى أوفياء لما مات عليه أولئك الأبرار.
والحق- أيها الاخوة - إنّ الحرية لا يقدر قدرها إلا من عاش تحت أسر الأغلال، وفي ظلام الاستبداد، وكفى بالاستعمار غلا واستبدادا، لأنه ما أراد إلا مسخ هذا الشعب الأبي وإبعاده عن قيمة ومبادئه الإسلامية، هذا في الدرجة الأساسية وفي المرتبة الأولى.
ثم يأتي تبعا لذلك - في المرتبة الثانية - استنزاف خيرات المواطنين، والسيطرة على أموالهم وممتلكاتهم.
أيها المسلمون، هل يريد أحدا منا التعرف على حقيقة الاستعمار الغربي، وعلى أفعاله وجرائمه قديما حيال هذا الشعب المجاهد الواقف في هذا الوطن الكبير؟!
هل نريد حقا الاطلاع على ما قام به من أعمال تشيب له الولدان، وتصرع له الثكالى؟!
إذا كان الجواب: نعم! فانظروا إلى ما يحدث في بيت المقدس تمعنوا - رحمكم الله وأعلى شأنكم - في صنيع اليهود الأرجاس بأبناء الإسلام في أرض فلسطين، تلك الأرض التي بارك الله فيها بأن جعلها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبينا العدنان.
أيها الإخوة الأكارم، إنّ مَثَل الاستعمار الفرنسي قديما في بلادنا هذه كمثل الاستعمار الصهيوني اليوم في بيت المقدس، وإن كان ذاك القديم أخطر في بعض الجوانب.
ومن المعاني العظيمة التي يذكرنا بها يوم الخامس من جويلية - أيها الإخوة الكرام - نعمة الاستقلال؛ حيث كانت الحكومة الفرنسية حينها تسعى لإدماج أرض الجزائر في أرضها، وخلط شعبنا المسلم في شعبها الكافر، ولعمري إن هذا لمن أعظم البلاء، وهو أبين ارتكاس لو وقع، لكن "بطل سحر الساحر، ورد الكيد على الكائد" - كما قيل، وذلك بفعل المجاهدين الأبطال، الذين كان همهم الأساس: تحرير البلاد والعباد، وتحقيق الاستقلال عن فرنسا العجوز، فتم ذلك في مثل هذا اليوم، والحمد لله رب العالمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.




الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافي مزيده، كما يرضى ربنا تبارك وتعالى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمد عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين له،
وبعد:
معاشر المسلمين: إنّ من المعاني العظيمة التي نتذكرها في هذه الأيام المشهودة: ما قدمه المجاهدون من تضحيات جسيمة، متمثلة في النفوس والأموال وغيرها؛ كل ذلك استجابة لنداء الحق تبارك وتعالى القائل:
" انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ".
وإنفاذا للصفحة الربانية الرابحة ببيع الأنفس والأموال مقابل شراء الجنة، قال تعالى ((إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله .. )).
إن ما يقارب أكثر من مليون ونصف مليون شهيد - أيها الناس - ما كانوا ليموتوا هباء ويذهبوا بلا شيء.
ولقد كان الإسلام - كما لا يخفى على أحد - من أكبر الدوافع لهذه التضحيات، ولا أدل على ذلك من مصاحبة هتافات " الله أكبر" لدوي المدافع والقنابل.
كل هذا - أيها المسلمون - لنحيا بمبادئ الإسلام وأخلاقه، أفبعد ذلك نعجز عن تحكيم هذا الدين في أنفسنا وأبنائنا؟!
أو هل رغم ما ذكرنا من أمجاد قديمة، ثم ما فعله الأعداء بنا نسعى وراء هذا العدو لنأخذ من سرابه، ونتخير من قبيح عاداته، ورديء أخلاقه وحالنا كما قال القائل:
إنّا مشينا وراء الغرب نقتبس م ضيائه فأصابتنا شظاياه وليتنا - والله - قلدناهم فيما ينفع وما يعود علينا بالفائدة، لكن الحال _وإلى الله المشتكى _ أننا قلدناهم في القشور والغثاء ..
قلدوا الغربي لكن بالفجور …وعن اللبِّ استعاضوا القشور
معاشر المسلمين، عودوا إلى دينكم الحنيف، واعتبروا بماضيكم المجيد، ولا تنسوا - رحمكم الله - دراسة التاريخ ولا سيما تاريخكم ووقائعه:
إقرأوا التاريخ إذ فيه العبر …ضل قوم ليس يدرون الخبر
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
اللهم ارحم شهداءنا، اللهم تقبل شهداءنا، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات،
اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

الهامل الهامل
2012-07-01, 21:23
خطبة في ذكرى استقلال الجزائر يوم 05 جويلية 1962
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده أحمده سبحانه وأشكره على سوابغ نعمه وترادف مننه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد المؤمنين بالنصر والتمكين أكرم بوعد أصدق القائلين ومن يقول للشيء كن فيكون وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله بدد بسيف الحق ظلم الظالمين وبغي المعتدين وتحطم تحت قدميه كبرياء كل باغ وكل جبار عنيد اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيلهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين
أما بعد فاتقوا الله عباد الله ولازموا تقواه في أعمالكم وأفعالكم وأقوالكم واتبعوا كتاب ربكم تهتدوا والزموا سنة نبيكم تفلحوا.
فهنيئا لكم أيها المؤمنون جميعا بذكرى الخامس من جويلية الذي تلتم فيه منة جليلة ونعمة كبيرة ألا وهي الحرية والاستقلال، وتشدّنا الذكرى لنشهد ذلك اليوم الذي تقرر فيه الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة بعدما تحمل شعبنا كلّ ألوان العذاب والنكال في سبيل تحرير البلاد والعباد من براثن الاستعمار الفرنسي البغيض، فكان شعبنا سدا منيعا أمام كل تحديات المستعمر الذي انتهج سياسة التغريب لمحو الشخصية الجزائرية وطمس معالمها، ? ولكن اسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ? (إبراهيم 15).
أيها المؤمنون:يسأل السائل ويقول: لماذا نتخذ هذه الذكريات والأعياد؟ والجواب: لا اشك أنكم تعرفون جميعا هذه الذكريات قد تكون للترفيه عن النفوس ... وقد تكون للتذكير بحادث محبب إلى النفوس ومحفز للهمم .. وقد تكون لإظهار الفرح بنعمة أصابت البلاد والعباد .. كيوم الخامس من شهر جويلية 1962 .. الذي نلنا فيه نعمة الحرية والنعتاق .. ذلك اليوم الذي تحقق فيه حلم شعبنا، وقد صدق الشيخ عبد الحميد بن باديس وتحققت فراسته حينما قال:وإذا هلكت فصيحتي ? تحيا الجزائر والعرب
أيها المؤمنون:إن الأمم الناهضة لا تعرف في تاريخها أعز ولا أعظم من يومها الذي نالت فيه حقها وكرامتها .. ونالت فيه نعمة من نعم الله وكان من واجبها أن تذكر وأن تشكر نعمة المنعم جل جلاله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) (المائدة:11).
- إنه بحق يوم التخرج والنجاح ... يوم فاز فيه المخلصون والمجاهدون في التضحية والفداء لينالوا من الله عز وجل مثوبة البذل والعطاء، ألا وهي الرضا في الدنيا والجنة في الآخرة بإذن الله جل وعلا.
أيها المؤمنون:
إن ذكرى الاستقلال تذكرنا بأيام التضحيات الجسام والإيثار التام، تذكرنا برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. وتذكرنا أيضا بأن هذه الثمرة الطيبة: ثمرة الحرية- لم تأت على سبيل الصدفة والأماني الكاذبة ... وإنما جاءت عن طريق رجال آمنوا بالله ثم آمنوا بضرورة تحرير الأرض وتطهيرها من آثار الذل والاستعباد.
فهبوا جميعا رافعين راية الجهاد والتحرير معتقدين في قرارة أنفسهم أنه هو البلسم الشافي والحل الكافي، مما أرغم المستعمر في النهاية أن يعترف بحق تقرير المصير ... لكنه بعدما دمر وخرب وأزهق عددا فظيعا من الأرواح خلال سبعة سنوات عجاف يكاد العقل يتفطر لضخامة عدد الشهداء والضحايا فيها.
أبها المؤمنون:إننا لنجد في هذا اليوم لذة القيام بالواجب نحو الوطن الذي رفرفت على رباه كلمة التوحيد، ولنفرح بهذا اليوم لأنه اليوم الذي مُنحنَا فيه نعمة من نعم الله: ألا وهي النصر والتمكين.
لقد ترك كل واحد من أبناء هذا الوطن إبان ثورة الجهاد والتحرير أهله وماله وذويه باسم الله ثم لتحرير هذا الوطن وإعزازه ... حتى صار هذا اليوم منبع خير للوحدة والتآخي والتناصر ...
أيها المؤمنون:إن يوما تنتهي فيه رحلة الجهاد والاستشهاد وتبدأ فيه رحلة البناء والتشييد لجدير أن يكون يوم شكر وحمد لله تعالى: قال تعالى: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)) (البقرة: 152).
إذن أيها المؤمنون:
من حقنا أن نفرح لنطبق كل ما تعلمناه في جهادنا من تراحم وتآزر ووحدة وأخوة وشكر النعمة ... وشأن المؤمنين الصادقين هو الاتصال بالله بالعبادة والشكر والاتصال فيما بينهم عن طريق المحبة والإخاء والعطف والمودة.
إخواني:
سوف تظل هذه الذكرى الخالدة مدى الأيام لتقول للدنيا: إن الباطل مهما طال أمده وقويت شوكتهُ ... فلابد من اليوم الذي يخر فيها صريعا أمام روعة الحق وقوة الإيمان. ? ((كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ... )) (الرعد:17).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الهامل الهامل
2012-07-01, 21:25
قال تعالى: {الّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٌ وَجَنَّاتٌ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أبَدًا إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ} التوبة: 20ـ.22
عباد الله.. في الخامس جويلية تحتفل الجزائر باستقلالها ومولد حريتها، وهذا اليوم ليس بالعادي في تاريخ الجزائر، إذ هو يوم احتلالها -يوم وقّع فيه ''الدّاي حسين'' على وثيقة الاحتلال- وكان ممكنًا أن تحتفل الجزائر باستقلالها قبل هذا اليوم. لأن قرار توقيف إطلاق النّار كان يوم (19مارس)، ولكن الرجال الأحرار والمجاهدين الأبطال، أبوا إلاّ أن يثأروا لكل يوم موتور من تاريخ الجزائر حتّى يحقّقوا للحرية نصاعتها وقدسيتها.
أيّها المسلمون.. إنّكم تحتفلون بعيد الاستقلال، فما تراني أقول لكم؟ وقد سبقني كتّاب أفاضل فأفاضوا القول، وعلماء أكابر فأبدعوا اللفظ، ولم يدعوا مجالاً لقائل ولا مسلكًا لسائر، ولكن هذه الجزائر، قبلة الثوار وكعبة الأحرار، فكلّما اقتربت كان المنهل عذبًا والنهر فيّاضًا.
جاء الاستعمار الدنس إلى الجزائر، وكما يقول الشيخ البشير الإبراهيمي عليه رحمة الله ''يحمل السيف والصليب، ذلك للتّمكّن وهذا للتمكين فملك الأرض واستعبد الرقاب وفرض الجزية وسخر العقول والأبدان''.
نعم! لقد وقف الاستعمار للإسلام بالمرصاد منذ أوّل يوم، وتدخّل في شعائره وشرائعه بالتّضييق بروح مسيحية، فلقد وقف ''شارل العاشر'' ملك فرنسا يقول في خطاب العرش يوم 2مارس 1830 ما نصه: ''إن العمل الذي سأقوم به لترضية شرف فرنسا، سيكون بإعانة الله القدير لفائدة المسيحية جمعاء''. وقال الحاكم الفرنسي للجزائر بمناسبة مرور (100) مائة عام على احتلالها: ''يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتّى ننتصر عليهم''.
ولقد أثار هذا المعنى حادثة طريفة جرت في فرنسا، وهي أنّها ومن أجل القضاء على القرآن من نفوس شباب الجزائر، قامت بتجربة عملية. قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية وألبستهن الثياب الفرنسية ولقّنتهنّ الثقافة الفرنسية وعلّمتهنّ اللغة الفرنسية فأصبحن كالفرنسيات تمامًا. وبعد أحد عشرة (11) عامًا من الجهود هيّأت لهنّ حفلة تخريج رائعة، دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون، ولمّا ابتدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري، وثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ''ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مئة وثمانية وعشرين عامًا؟ أجاب ''لاكوست'' وزير المستعمرات الفرنسي: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا''؟.
أيّها المسلمون.. إنّ هذا الشعب العظيم ألحّ عليه الاستعمار الفرنسي في وطنه بالقهر والفقر والعذاب والخراب، والقمع والاضطهاد والمسخ والتشويه، ومنعه من كل وسائل الحياة، وسلّط عليه أسباب الفناء، فما وهن ولا ضعف، ولكن أراد الحياة فاستجاب له القدر، وآمن بأن الجهاد في سبيل الله هو غاية الفضل ونهاية العمل، وأنّ شهداء الجهاد على موعد مع الله، لا يذيقهم طعم العذاب وسكرة الموت، وأنّهم من ساعة استشهادهم أحياء يُرزَقون، فقام الشعب خ كما يقول المرحوم ''أحمد توفيق المدني'': ''كإعصار فيه نار، يصبّ على الظالمين المستعمرين ما تراكم فوق فؤاده من حمم الحقد والضغينة الّتي تولّدت خلال مائة وعشرين عامًا كلّها آلام، وكلّها جراح وكلّها مصائب وآثام، وكلّها لصوصية ونهب وانتهاك حرمات وإهدار كرامة''. واجتمعت في صفوف الثورة المقدسة كلّ ما يملكه شعب أبَيّ قام مستجيبًا لدعوة الجهاد، واجتمعت في جهاده الأقانيم الخمسة الّتي تكوّنَت منها الحرية ورفعت راية الاستقلال عالية ''دم الشهيد، وجهود الفدائي، ومداد الكاتب وكلمة الخطيب، ومال المقتدر''.
قال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا، إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور} الحج: .38
أيّها المسلمون.. لقَد آل الشجعان على أنفسهم، وبذلوا ما في وسعهم، بعد ما بناهم الإسلام على فضائله، وطبعهم على أخلاقه، وهيّأهم للاستخلاف في الأرض، وفرح المؤمنون في مثل يومنا هذا بنصر الله {يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
فاتّقوا الله - عباد الله - وكونوا خير خلف لخير سلف، سيروا على درب الأُولين الّذين ساروا على نهج الهدى، وتدرّبوا على التّضحية والفداء، صِلُوا الحاضر بالماضي لتبلغوا أرفع مدارج العزّ في العاجلة، وخير منازل المقرّبين في العقبى.

الهامل الهامل
2012-11-01, 18:58
خطبة جمعة بعنوان: ** ذكرى أول نوفمبر **
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل (إن الله اشتري من المومنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن اوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ذالك هو الفوز العظيم ) وصدق الله فليس هناك أفضل من المجاهد في سبيل الله باع روحه لله ومن اجل وطنه وأي كرم أعظم من هذا عند الله ونشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبد الله ورسوله قائد المجاهدين والداعي إلي الصراط المستقيم.لك من الله تحية .وسلام عليك ياسيد الوجود وصاحب المقام المحمود والآل والصحب وكل المصطفين الاخيار .اما بعد .أيها الأحبة الكرام .ليس من الوفاء لأجدادنا ان نتنكر للتاريخ ونشك في جهادهم ويقول الواحد منا .(كل المجاهدين ماتوا ولم يبق إلا الحركي والعملاء ) واحتقار التاريخ والتشكيك في كل شئءواللامبالاة التي نلاحظها أمر خطير .
في ليلة الفاتح من نوفمبر المباركة من عام 1954 توحدت الكلمة وانطلق المجاهدون علي بركة الله وكما قال الشاعر الملهم مفدي زكرياء )قمنا نضاهي صحابة بدر. ويكفي شرفا للشهداء الآية الكريمة التي نرددها صباح مساء وهي بمثابة وسام فخر لكل
الشهداء(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند
ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله.من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا يحزنون) وكان الشعب الجزائري عصيا علي فرنسا .فعلت المستحيل لترويضه وإذلاله فما استطاعت .حتي يحكي المؤرخون الجزائريون : أن فرنسا لما لم تقدر في بداية الاحتلال علي تركيع الجزائريين عمدت إلي سياسة الترويع بحشر المئات من الناس في المغاراتوقتلهم أوالغلق عليهم بالإسمنت حتي يموتون جوعا ولاحول ولاقوة إلا بالله .انتفض الأمير عبدالقادر رحمه الله وقال الشعب مرحبا وبقي يجاهد في فرنسا 16سنة ولظروف عديدة كانت المعاهدة التي أدت إلي نهاية مقاومة الأمير لكن مقاومات أخري هنا وهناككثورة الشيخ بوعمامة وأولاد سيدي الشيخ والزعاطشة وغيرهم. معاشر المسلمين إن الجهاد الذين أعلن ضد الاستدمار الفرنسي وتكلل ببزوغ شمس الحرية، قد أعدَّ أسبابه ابن باديس رحمه الله ، ووعد به ابن باديس، وهمَّ به ابن باديس لولا كتاب من الله سبق.
معاشر المسلمين أما تهيئة الأسباب فهذا كان من الواجبات الشرعية، وقد قال تعالى وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال:60)، وقد قسم العلماء هذه العدة إلى مادية ومعنوية ، وأهمهما على الإطلاق العدة المعنوية والتي منها تعبئة الجماهير وإقناعهم بفرضية الجهاد وبقدرتهم على الانتصار بإذن الله تعالى ، ونزع الخوف من قلوبهم ، ومما لا شك فيه أنه لا يمكن تحرير الأوطان إلا بتحرير الإنسان، وإلا كيف يتوقع من إنسان عقله مأسور، وسلّم أمرَه لفرنسا باسم القضاء المقدور أن يفكر في الجهاد. لقد صحح ابن باديس عقائد الناس فحارب الطرقيةالمنحرفة التي نشرت الشرك وعبَّدت الناس للمشايخ ولفرنسا، وحارب عقيدة الإرجاء التي يقول أصحابها الإيمان قي القلب فضيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحارب عقيدة الجبر التي جعلت من فرنسا قدرا محتوما لابد من الرضا به، وجعلت الناس في ذلك الزمان يقولون :نأكل القوت وننتظر الموت، أحيا في قلوب الناس عقيدة الولاء والبراء التي تقي المسلم من الذوبان في محبة الكفار وتقليدهم والتي هي من أسباب العزة والتمكين، قال تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (المجادلة:22) وحارب دعاة الإدماج ومَسْخ الشخصية الجزائرية الإسلامية حيث أفتى بأن المتجنس بالجنسية الفرنسية كافر مرتد عن دين الإسلام، ربط الناس بكتاب الله تعالى الذي به تحيى القلوب والأمم، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)(الأنعام:122) وسعى في تصحيح عقلية الناس وعقائدهم لأن ذلك هو الطريق الموصل إلى الحرية قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11) وبدأ ابن باديس مشروع بناء الأمة الجزائرية من خلال التعليم، ولا تستهينوا بذلك فقد بلغت مدراس الجمعية في سنة 1954 قرابة 170 مدرسة تضم ما بفوق 700 معلم و50 ألف تلميذ، وليس ذلك أمرا سهلا مع انتشار الجهل بين الجزائريين وفقرهم ومضايقات الإدارة الفرنسية للتعليم العربي.
معاشر المسلمين وأما وعده به وتنبؤه به رحمه الله فقد جاء في النشيد الوطني المعروف بشعب الجزائر مسلم الذي يقول فيه:
يا نشء أنت رجـاؤنا وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحـها خض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإحسان واصدم من غصب
وأذق نفوس الظالمــين السم يمزج بالرهب
واقلع جذور الخائنيـن فمنهم كل العطب
واهزز نفوس الجامدين فربما حيي الخشب
يا قوم هذا نشأكـم وإلى المعالي قد وثب
كونوا له يكن لكـم وإلى الإمام ابنا وأب
إلى أن قال :
من كان يبغي ودنـا فعلى الكرامة الرحب
أو كان يبغـي ذلنا فله المهانة والحرب
هذا نظـام حياتنـا بالنور خط وباللهب
حتى يعـود لقومنـا من مجدهم ما قد ذهب
ويرى الجزائر رجعت حق الحياة المستلب
هذا لكم عهدي بـه حتى أوسد في الترب
فإذا هلكت فصيحتي تحيا الجزائر والعرب
وقد نقل عنه أنه قال لبعض جلسائه عام 1936م إذ لم يكن من مطالبهم الاستقلال:" وهل يمكن لمن شرع في تشييد منزل أن يتركه بدون سقف ، وما غايتنا من عملنا إلا تحقيق الاستقلال".
وفي سنة 1937 كتب مقالا عنوانه هل آن أوان اليأس من فرنسا، لوح بالجهاد عندما تحدث فيه عن اللجوء على سلاح اليائسين، وسلاحهم النحر أو الانتحار.
معاشر المسلمين أما همه بإعلان الجهاد فقد نقله الثقات الأثبات في شهادات متعددة المبنى ومتطابقة المعنى وذلك عام 1939 عند اندلاع الحرب العالمية، ومن ذلك أنه لما بان الخور والعجز الفاضح في جيش فرنسا بادر بعض الزعماء السياسيين هيبة من فرنسا أو إيمانا بها فتطوعوا في جيشها فاشتدت حسرة الشيخ من فعلهم وقال:"لو استشاروني لأشرت عليهم بالصعود إلى جبالي أوراس وشن الثورة منها على الاستعمار». وقال لبعض من كان معه في نادي الترقي عاهدوني فلما عاهده مصافحة قال :« إني سأعلن الجهاد على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب»، وإنما عيّن دخول إيطاليا بالذات لأنها كانت تجاورنا ويمكن أن نستمد منها السلاح. وقال في مجلس آخر:« والله لو وجدت عشرة من عقلاء الأمة الجزائرية يوافقونني على إعلان الجهاد لأعلنته».
معاشر المسلمين وليس فقط ابن باديس من حمل فكرة الجهاد وعمل لأجلها، بل كذلك خليفته الإبراهيمي، فإنه قال معلقا على حوادث 8 ماي:" إنها فورة ستعقبها ثورة" ، قال في خطاب ألقاه في باريس بمناسبة نيل ليبيا الاستقلال عام 1951:" إن الجزائر ستقوم قريبا بما يدهشكم من تضحيات وبطولات في سبيل نيل استقلالها وإبراز شخصيتها العربية الإسلامية" وقال في خطاب أيضا أمام الوفود العربية عام 1952بباريس أيضا :" وإن بعد اللسان لخطيبا صامتا هو السنان، وإننا لرجال وإننا لأبناء رجال وإننا لأحفاد رجال ..وإن فينا لقطرات من دماء أولئك الجدود، وإن فينا لبقايا مدخرة سيجليها الله إلى حين". وفقكم الله جميعا، وأجرى الخير عل
أيديكم جميعا، وجمع أيديكم على خدمة الوطن، وقلوبكم على المحبة لأبناء الوطن، وجعلكم متعاونين على البر والتقوى غير متعاونين على الإثم والعدوان.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض, وجعل الظلمات والنور, ثم الذين كفروا بربهم يعدلون, ولدينه وأوليائه يحاربون, أحمده تعالى وأشكره, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, بعثه الله رحمةً للعالمين, على حين فترة من الرسل, فدعا الناس كافةً إلى توحيد رب العالمين, والانقياد إلى شرعه القويم، بُعث بين يدي الساعة بالسيف بشيرًا ونذيرًا, فبلغ الرسالةَ أحسنَ البلاغ, وأدى الأمانة أتم الأداء, وجاهد في الله الأعداء؛ من اليهود والمشركين والنصارى والمنافقين, حتى أتاه اليقين, وهو على ذلك، فصلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه, وعلى سائر عباد الله الصالحين.
أيها المسلمون الأحرار إننا كلما ذكرنا شهداء هذه البلاد الأبرار، ثم رأينا ما آلت إليه اليوم الأمة من محبة وتقليد الكفار، تمتلئ قلوبنا حزنا وتتقطع كمدا، هل حارب الآباء والأجداد فرنسا بعسكرها وعقيدتها ولغتها في الأمس ليرجعها الأبناء اليوم، أيها المسلمون إنه إن كان في زمن الجهاد بعض الخائنين أحبوا بقاء فرنسا وساندوها ضد المجاهدين، فكثير منا اليوم مثلهم في الخيانة أوأكثر
أقصد خيانة الدين والوطن وهؤلاء الشهداء الذين دفعوا أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل إعلاء كلمة الإله الجبار وإذلال أعدائه الكفار، أليس في الناس اليوم من يحب فرنسا؟ ويهتف بحياة فرنسا ويمجد ويعظم فرنسا؟ ويلبس لباس فرنسا ويقلد الفرنسيين في عاداتهم وتقاليدهم؟ ويتكلم في بيته بلغة فرنسا؟ نسأل الله الهداية وحسن الخاتمة. اللهم ارحم علماءنا وشهداءنا وتقبلهم أعمالهم وجهادهم،اللهم ارحم شهدائنا الأبرار اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، اللهم اغفر لنا تقصيرنا وانحرافنا وردنا إلى ديننا ردا جميلا اللهم اغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا........
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه، قَالَ
تَعَالَى:] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [([4]) ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً» ([5]) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،
اللهم أعنّا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها.
، للهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدارا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعو

الهامل الهامل
2012-11-01, 19:00
فضل الإكثار من ذكر الله تعالى
الخطبة الأولى:
إن الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهده اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلمَ تسليماً كثيراً. أما بعد:- عباد الله:
اتقوا الله تعالى وأكثروا من ذكره, فإن الله أعد للذاكرين الله كثيرًا والذاكرات مغفرة وأجراً عظيما. يقول الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما).
يأمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة عباده المؤمنين بالإكثار من ذكره, لأنه لا حياة للقلب إلا بذلك, فهو غذاء الروح ونور القلب, وسبب جلائه وسعادته وطمأنينته. بخلاف غذاء البدن فإنه لا ينبغي الإكثار منه لأن في ذلك ضرراً على القلب والبدن. عن المقداد بن معْدِ يَكرِب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدميٌّ وِعاءً شرَّاً من بطنه, بِحَسْبِ ابن آدم أكلاتٌ يُقِمن صُلْبَه, فإن كان لا مَحَالَة, فَثُلُثٌ لطعامه، وثلث لِشَرَابِه, وثُلُثٌ لِنَفَسِه) رواه أحمد والترمذي، وفضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي، ويثقلها عن الطاعات والعبادات، وحسبك بهذين شراً، فكم من معصية جلبها الشبعُ وفضولُ الطعام، وكم من طاعة حال دونها، فمن وُقِى شرّ بطنه فقد وُقِى شراً عظيماً، والشيطان أعظم ما يتحكم في الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام، ولهذا جاء في بعض الآثار: إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة. وقال بعض السلف: " لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراً، فتناموا كثيراً فتخسروا كثيراً ". أضف إلى ذلك ما يصيب الإنسان من أمراض مستعصية يصعب علاجها وقد تفتك بحياته, كما هو الحاصل اليوم مما هو غير خاف على كثيرٍ من الناس بسبب الترف وكثرة الأكل.

أما ذكر الله فإنه ينبغي الإكثار منه, وكلما كَثُر زادت حياة القلب وانشراحه وفَرَحُه, وكلما نقص نقصت حياة القلب, وإذا انعدم مات القلب, عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) رواه البخاري، وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، و أزكاها عند مليككم، و أرفعها في درجاتكم، و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق، و خير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله)، وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبق المفردون, قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات).
عباد الله:
ذكر الله يطرد الشيطان ويرضي الرحمن ويزيل الهم والغم ويجلب للقلب الفرح والسرور وينور الوجه, ويجلب الرزق, ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة, ويورث العبد الهيبة لربه والمراقبة حتى يدخله في باب الإحسان. ويورث العبد ذكر الله تعالى له كما قال تعالى: (فاذكروني أذكركم). ويحط الخطايا ويذهبها، ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى. وهو سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر, وهو سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل. ويؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة. ويوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر. وكثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق, لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإيِّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه؛ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: عباد الله:
إن ذكر الله ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الذكر العملي, وهو أنواع العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله, من صلاة وصيام وحج وغير ذلك. روى أبو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات).
القسم الثاني: الذكر القولي: وهو تلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والاستغفار, ومنه ما هو مقيّد بوقت أو حال, كأذكار الصلاة وأوراد الصباح والمساء، وأذكار النوم ودعاء السفر, وغير ذلك مما هو ثابت في الكتاب والسنة.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه، قَالَ
تَعَالَى:] إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [([4]) ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً» ([5]) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،
اللهم أعنّا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها.
، للهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدارا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعو

hussenelshaeer2012
2012-11-04, 11:23
جزاك الله خيرا

الجليس الصلح
2012-11-08, 06:40
شكرا على هذه الخطب بوركت

الهامل الهامل
2013-08-31, 06:31
الشهيد ..
.....
أما بعد ؛ أيها المؤمنون ، أيتها المؤمنات ..
في نظام قيمنا الإسلامية التي صنعت وصبغت أمتنا التي أخرجت للناس ، نجد قيمة من أجـل القيم ، ومبدأ من أقدس المبادئ ، لاسيما عندما تتعرض الأمة لحالة الخطر الداهم ، وتكون في ظروف استثنائية ؛ تتطلب من الذين يشعرون بصدق الانتماء وصفاء الولاء : مواقف من التضحية والإيثار ، وبطولات من الفداء والمغامرة ..
هذه القيمة العظيمة ، والتي لايفقهها ولايظفر بها إلا القليل ؛ هي : قيمة الشهادة في سبيل الله عزوجل ؛ من أجل الحق ، ومن أجل الوطن ، ومن أجل العرض ، ومن أجل المستضعفين في الأرض ..
تلك القيمة التي صنعت انطلاقة الأمة في أيامها الأولى ، عندما امتزجت آيات الوحي المتنزلة في غار حراء ، مع دماء الشهداء في بطحاء مكة المحرمة ؛ وكانت تلك الكلمات النبوية الراشدة للقلوب والصفوف : صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .. صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .. وتوالى موكب الشهداء في بدر وأحد وغيرهما يصنع البناء ويسطر المجد للأجيال اللاحقة إلى الآن ؛ في مواقف من الإيثار والتضحية تستحق الإكبار والإجلال .. وليس هذا بمستغرب ؛ فهكذا هي هذه الأمة لا يخلو جيل فيها من نبلاء وفضلاء ، وصلحاء ونصحاء ، وعلماء وأولياء ؛ كلهم بصدقهم واستقامتهم وبذلهم يفتحون أبواب الشهادة إلى يوم الدين ..
ووالله إن الحديث عن الشهادة والشهيد ؛ فيه ما فيه من الهيبة والرهبة ، والتفخيم والتعظيم ، والإجلال والوقار ؛ ما يعـجز المتكلم أن يخوض فيه ، ولكن ما لنا بد من أن نتذاكر ونتدارس أمرهما ؛ فإن القوم هؤلاء لا يشقى بهم جليسهم ..
إن كلمة ( شهيد ) في المعنى والمبنى ، والدلالة والعبارة ، تتفرع وتتنوع إلى أغصان باسقة تصنع شجرة طيبة ؛ أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..
فمن تلك المعاني : الحضور والمعاينة ، وهذا صحيح فالشهيد حاضر حي مطلع .. والله عز وجل يقول : ( ولا تقـولوا لمن يقتـل في سبيل الله أمواتا ؛ بل أحياء ولكن لا تشعرون ) [ البقرة : 154 ] . وقال أيضا : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) [ آل عمران : 169 – 170 ] .
ومن المعاني كذلك : الخبر القاطع اليقيني الذي لا شك فيه ، والإعلام والتبيين والإبلاغ ، وهذا كذلك صحيح .. والله عز وجل يقول : ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا يحزنون ، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) [ آل عمران : 170 – 171 ] .
وتكثيرا في المعنى ؛ قال العلماء : سمي الشهيد بهذا الاسم ، لحياته ، وشهود الملائكة له بالجنة ، ولأنه شاهد على أعمال من يعرفه يوم القيامة ، ولأنه يشهد على الدين بالصحة والحق والقسط بدمائه وتضحياته ..
وقد جاءت الآيات والأحاديث بالحديث عن الشهداء والشهادة بأروع بيان ؛ فمن ذلك قول الله تعالى :
( والذين قـتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ، سيهديهم ويصلح بالهم ، ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) [ محمد : 4 – 6 ] .
( والذين آمنوا بالله ورسله ، أولئك هم الصديقون ، والشهداء عند ربهم ؛ لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) [ الحديد : 19 ] .
( ولئن قتلتم في سبيل الله ، أو متم ؛ لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ، ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ) [ آل عمران : 157 – 158 ] .
( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم ، وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ؛ لأكفرن عنهم سيئاتهم ، ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله ، والله عنده حسن الثواب ) [ آل عمران : 195 ] .
وأما الأحاديث النبوية الصحيحة ؛ فالشهيد لا يجد ألم القتل ولا يعاني شدة الموت ، وهذا من كرم الله بالشهداء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الشهيد لا يجد مس القتل ؛ إلا كما يجد أحدكم من القرصة يقرصها ) رواه ابن حبان ..
فما أن تسقط أول قطرة من دمه الطاهر حتى ينال بها الشهيد البشارات العظيمة الأولى ، وبداية خصال الكرامات ؛ يخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :
( يغفر له في أول دفعة ..
ويرى مقعده من الجنة ..
ويجار من عذاب القبر ..
ويأمن من الفزع الأكبر ..
ويوضع على رأسه تاج الوقار ؛ الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ..
ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ..
ويشفع في سبعين من أقاربه .. ) رواه الترمذي وابن ماجه .
وجعل الله أرواحهم تصل إلى ظل العرش الأعظم من يوم وفاتهم إلى يوم الحساب الأخير .. كما في صحيح مسلم ، حتى أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم من ذلك ؛ فقال : ( ما من عبد يموت ؛ له عند الله خير يسره : أن يرجع إلى الدنيا ؛ وأن له الدنيا وما فيها ؛ إلا الشهيد : لما يرى من فضل الشهادة ، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا ؛ فيقتل عشر مرات : لما يرى من الكرامة ) رواه مسلم .
ومن أجل ذلك تمنى النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة في سبيل الله عز وجل ، وأحبها ؛ فقال : ( والذي نفسي بيده ؛ لوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم أقتل ثم أحيى ، ثم أقتل ثم أحيى ، ثم أقتل ) رواه البخاري .
وما سبب هذه الأمنية المحمدية الغالية ؛ إلا للمقام الرفيع الذي أعده الله لأحبابه الذين اشترى الله منهم أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رأيت اللـيلة : رجلين ، أتياني ، فصعدا بي الشجرة ، فأدخلاني دارا ؛ هي أحسن وأفضل : لم أر قط أحسن منها ؛ قالا : أما هذه الدار ؛ فدار الشهداء ) رواه البخاري .
وقال : ( والذي نفسي بيده ؛ لا يُكلم _ أي : لا يجرح _ أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ؛ إلا جاء يوم القيامة : اللون لون الدم ، والريح ريح المسك ) رواه البخاري .
ولأجل هذه الكرامات الربانية الجليـلة للشهداء ؛ دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل أن يوسع في أسباب الشهادة ؛ فاستجاب الله له ، ولقد جاءت الأحاديث الصحيحة تخبر عن أنواع الشهداء :
من مات في الجهاد ولو بدون قتال فهو شهـيد ؛ كما في صحيح البخاري ..
قال عليه الصلاة والسلام : ( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد )
وقال كذلك : ( من سأل الشهادة بصدق ؛ بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ) رواه مسلم .
وقال أيضا : ( المطعون : شهيد ..
والغرِق : شهيد ..
وصاحب ذات الجنب : شهيد ..
والمبطون : شهيد ..
والحرِق : شهيد ..
والذي يموت تحت الهدم : شهيد ..
والمرأة تموت بجمع : شهيدة ) رواه مالك في الموطإ .
وقد قال العلماء في المرأة التي تموت بجمع ؛ ثلاثة أقوال كلها مقبولة عندنا : النفساء ، والتي تموت وجنينها في رحمها ، والعذراء التي لم يسبق لها زواج .
وجاء في الحديث كذلك : ( موت الغريب : شهادة ) رواه ابن ماجه وغيره ، ويشهد له قول الله عز وجل : ( ومن يهاجر في سبيل الله ؛ يجد في الأرض : مراغما كثيرا وسعة ، ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ؛ ثم يدركه الموت ، فقد وقع أجره على الله ، وكان الله غفورا رحيما ) [ النساء : 100 ] .
إن هؤلاء الأصناف النبيلة الطاهرة من الشهداء ؛ يجتمعون في خصلة واحدة نادرة ، ويتقاسمون قاعدة من التربية والتزكية مشتركة ؛ ألا وهي : نية صادقة صافية مخلصة في طلب الشهادة ، وعقيدة إيمانية عملية تنفيذية قائمة على التوحيد لله رب العالمين ، والاستعداد الصادق للفوز بالجنة ، ولملاقاة الله ؛ وهو عليهم راض ، وهم عنه راضون ..
ومثل هذه الخصلة ؛ تحتاج إلى شخصية إسلامية : متواضعة في الأمة ، خاشـعة في الصلاة ، عارفة بالله ، شجاعة في تبليغ الحق ، صابرة على الاستقامة ، كريمة النفس ، حليمة عند المكاره ، صادقة العهد ، وفية للمبادئ ..
قال تعالى : ( من المؤمنين : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا ؛ ليجزي الله الصادقين بصدقهم ، ويعذب المنافـقين إن شاء أو يتوب عليهم ، إن الله كان غفورا رحيما ) [ الأحزاب : 23 – 24 ] .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ؛ فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم ..
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم ، على سيدنا ومولانا محمد النبي الأكرم ، وعلى آله وصحبه أجمعين .









الثانية :
أما بعد :
قال الله جل جلاله في كتابه العزيز : ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا ؛ فقل سلام عليكم ، كتب ربكم على نفسه الرحمة ؛ أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ، ثم تاب من بعده وأصلح ؛ فإنه غفور رحيم ) [ الأنعام : 54 ] .
سبحانك : لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ..
جل وجهك ، وعز جاهك .. يفعل الله ما يشاء بقدرته ، ويحكم ما يريد بعزته ..
يا حي يا قيوم ، يا بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ..
سبحانك اللهم وبحمدك : قولك الحق ، ولك الملك ، إنما أمرك إذا أردت شيئا ؛ أن تقول له : كن فيكون ..
سبحانك اللهم : بيدك ملكوت كل شئ : يداك مبسوطتان تنفق كيف تشاء ، وتختص برحمتك من تشاء ، وأنت ذو الفضل العظيم .
سبحان من خلق الأنام بفضله ..
سبحان من حكم الوجود بعدله ..
سبحان من فاضت علينا نعمه ..
سبحان من وجبت علينا طاعته ..
سبحان من جادت يداه على الورى ..
سبحان من بجلال صنعته يُرى ..
سبحان من بكت العيون لهيبته ..
سبحان من أعطى ولا يعطي سواه ..
سبحان من خضعت له كل الجباه ..
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .

ثم الصلاة والسلام عليك ؛ يا رسول الله ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا حبيب الله ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا خير خلق الله ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا صفوة الله ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا سيد المرسلين ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا رحمة للعالمين ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا منة الله على المؤمنين ..
الصلاة والسلام عليك ؛ يا شفيع المذنبين ..

اللهم يا الله ، يا الله ، يا الله ، يا لطيف ، يا رزاق ، يا قوي ، يا عزيز ، لك مقاليد السماوات والأرض ، تبسط الرزق لمن تشاء وتقدر ، فابسط لنا من الرزق ما توصلنا به إلى رحمتك ، ومن رحمتك ما تحول به بيننا وبين نقمتك ، ومن حلمك ما يسعنا به عفوك ..
اللهم اختم لنا بالسعادة التي ختمت بها لأوليائك ، واجعل خير أيامنا وأسعدها يوم لقائك ، وزحزحنا في الدنيا عن نار الفتنة والشهوة ، وأدخلنا بفضلك في ميادين الحكمة والرحمة ، واكسُنا من نورك بأستار الحفظ والعصمة ..
اللهم اجعل لنا ظهيرا من عقولنا ، ومهيمنا من أرواحنا ، ومسخَّرا من أنفسنا ؛ كي نسبحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا ؛ إنك كنت بنا بصيرا ..
اللهم هب لنا مشاهدة تصحبها مؤانسة ، وافتح أسماعنا وأبصارنا ، واذكرنا إذا غفلنا عنك بأحسنَ مما تذكرنا به إذا ذكرناك ، وارحمنا إذا عصيناك بأتمَّ مما ترحمنا به إذا أطعناك ، واغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر ، واطف بنا لطفا يحجبنا عن غيرك ولا يحجبنا عنك ، فإنك بكل شيئ عليم ..
اللهم إنا نسألك لسانا رطبا بذكرك ، وقلبا منعَّما بشكرك ، وبدنا هينا لينا بطاعتك ، وأعطنا مع ذلك ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..
اللهم أغننا بلا سبب ، واجعلنا سبب الغِنا لأوليائك ، سلما لأحبابك ، حربا على أعدائك ؛ إنك على كل شيئ قدير .
اللهم إنا نسألك إيمانا دائما ، ونسألك قلبا خاشعا ، ونسألك علما نافعا ، ونسألك يقينا صادقا ، ونسألك دينا قيما ، ونسألك العافية من كل بلية ، ونسألك تمام العافية ، ونسألك دوام العافية ، ونسألك الشكر على العافية ، ونسألك الغنى عن الناس .
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل في قوبنا غلا للذين آمنوا ، ربنا إنك رءوف رحيم ) ..
اللهم وحد صفوفنا ، واجمع كلمتنا ، ولم شملنا ، وارفع رايتنا ، وآمن روعاتنا ، واستر عوراتنا .

الشريعة تبسة
2013-08-31, 07:38
بارك الله فيك

على الساورة
2013-12-11, 22:26
شكرا جزيلا
بارك الله فيكم على المواضيع القيمة

زارع المحبة
2014-02-25, 15:05
بارك الله فيك على جميل ما قدمت .

*الامبراطورة*
2014-02-28, 12:16
شكرااااااااااااااااااااااا

الهامل الهامل
2014-03-01, 12:08
في ضحايا الطائرة

لقد علمنا ربنا وخالقنا كيف نستقبل البلايا والمحن ، فقال الله سبحانه وتعالى : " وبشر الصابرين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" البقرة156
كلمة" : إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " تدعو إلى التفاؤل والتسلية عن المصاب ، وتهدف إلى رفع الروح المعنوية ، واستقرار الحالة النفسية ، فهي حصن للمسلم من الوقوع في عدم الرضا بقضاء الله وقدره .
كلمة : "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " كلمة اعتراف وإقرار من المصاب بأنّه هو وما أُصيب فيه وما فقده من مال أو أهل أو نحوه .. لله سبحانه وتعالى ، وما دام الأمر كذلك ، وما دام أننا وما نملك وما نحب: ملك لله ، فليفعل الله بنا ما يشاء وليأخذ منا ما يشاء ، ولترضى النفس ولتطمئن الروح " فإنّا إليه راجعون".
كلمة : "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "كلمة جالبة لعظيم الثواب في العاجلة والآجلة ، وقد بشر الله أصحابها فقال : " وبشر الصابرين .....". وروى مسلم ، في " صحيحه " ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اؤجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها . إلا أجره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها".
و بكلمة: "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "نستقبل اليوم وتستقبل امتنا كلها هذه المصيبة العظيمة التي حلت بوطننا وأمتنا ، على إثر تحطم طائرتنا العسكرية ، بأعالي جبل فرطاس بعين امليلة - أم البواقي - ولقد مات في هذا الحادث 100 أو يزيدون أبنائنا وبناتنا ، إنه لحادث مؤلم حقا ، ولكننا لا نملك أن نقول كما عمنا ربنا : " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
ومن الإيمان: أن نشعر بآلام إخواننا المصابين ؛ وفي الحديث : " " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى."
ومن الإيمان :أيضا أن نحسن العهد والوفاء لضحايانا من قواتنا المسلحة ، المرابطة على الثغور ، الحافظة لأمن هدا الوطن ندمن شرقه إلى غربه ، ومن جنوبه إلى شماله .
وقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنًّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجدَ ففقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فسأل عنها ؟ فقالوا: ماتت ، قال: (أفلا كنتم آذنتموني؟!) قال: فكأنهم صغَّرُوا أمرَها ، فقال: (دُلُّوني على قبرها) فدَلُّوه، فصلى عليها، ثم قال: (إن هذه القبور مملوءةٌ ظُلمةً على أهلِها، وإن الله -عز وجل- ينَوِّرُها لهم بصلاتي عليهم".
هكذا كان وفاؤه صلى الله عليه وسلم – لامرأة كانت تقوم بهمة بسيطة [ وهي نظافة المسجد ] ، فكيف لا نكون نحن أوفياء لمن كانوا يقومون بجلائل المهمات ، ويتحملون عظم المسؤوليات ، من حماية ثغور الوطن وحمائة الأمة من كيد الخائنين والماكرين .
ولقد أفتى الفقهاء بان العسكريين لهم أجر المرابطين منذ أن تسجل أسماؤهم في الديوان العسكري العام ، ولو كانوا عسكريين احتياطيين ؛ لأن العسكري الاحتياطي إنما جيء به للترب على فنون القتال ؛ ليكون على أهبة الاستعداد لرد ألأخطار عن وطنه وأمته .
وإذا ثبت هذا فإن المرابط إدا مات فهو عداد الشهداء إن شاء الله ، وهكذا نتحسب ضحايا حبل فرطاس، هذا ظننا وهو رجاؤنا و لا نتألأ الله على الله جل في علاه .
اللهم اغفر لهؤلاء الضحايا جميعا ، وارحمهم بواسع رحمتك ، وأسكنهم فسيح جناتك ، واجعل قبورهم رياضا من رياض الجنة ، وألهم ذويهم الصبر وأعظم أجرهم وأحسن عزاءهم وقو إيمانهم واربط على قلوبهم ، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الهامل الهامل
2014-03-01, 12:13
الدين النصيحة الخطبة الأولى
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ حَثَّ عَلَى النَّصِيحَةِ وَذَمَّ الْفَضِيحَةَ، وَحَبَّبَ كُلَّ مَا يَجْلِبُ الْفَرَحَ وَالْخَيْرَ وَالسُّرُورَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ اتَّقُوا اللهَ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، وَاجْتَنِبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى:) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ? وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ([الطلاق: 2 - 3].
عباد الله : فقد روى مسلم عن تميم الداري قال رسول الله : ((الدين النصيحة)) قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) ، هذا حديث جليل عدّه بعض السلف رُبع الدين أي أحد أربعة أحاديث يقوم عليها الدين.
والنصيحة في اللغة هي الإخلاص وتخليص الشيء من الشوائب وإصلاح الخلل وهي في الشرع كلمة جامعة جعلها النبي ترادف الدين فإذا ضاعت النصيحة ضاع الدين، والنصيحة لله تعالى هي توحيده وعبادته وطاعة أمره وترك نهيه.
والنصيحة لكتاب الله إتقان تلاوته وفهم معانيه والعمل بأحكامه، والنصيحة لرسول الله محبته وطاعته وتصديقه والعمل بسنته، والنصيحة لأئمة المسلمين تشمل نصح الأمراء والعلماء فنصيحة الأمراء بكفهم عن الظلم وجمع كلمة الناس عليهم وإعانتهم على الخير والنصيحة للعلماء بتوقيرهم ونشر علومهم وإحسان الظن بهم.
والنصيحة لعامة المسلمين بأن تحب لهم من الخير ما تحبه لنفسك وأن ترشدهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم وألاّ تغشهم.
وقد أرسل الله تعالى رسله الكرام ليكونوا ناصحين لأقوامهم، قال تعالى عن نوح عليه السلام: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:62]. وقال تعالى عن هود عليه السلام: {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف:68]. وقال تعالى عن صالح عليه السلام{وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } [الأعراف: 79]
والنصيحة من حق المسلم على أخيه المسلم روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : ((حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
وروى البخاري عن جرير بن عبد الله أن رسول الله بايعه على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم،. أي المؤمن ينصح أخاه ويريه عيوبه كما يرى الإنسان نفسه في المرآة.
كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يتناصحون فيما بينهم ويقبلون النصيحة ولو كان الناصح دونهم في السن أو العلم أو الجاه وحذروا من رد النصيحة، قال ابن مسعود في تفسير قوله تعالى: وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم [البقرة]. هو الرجل ينصح أخاه فيقول: [عليك نفسك] أو [مثلك لا ينصحني].
وقد كان لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم مواقف إيمانية عظيمة في نصح الحكام لا تأخذهم في الله لومة لائم وهذه نماذج منها:
- دخل محمد بن سيرين على ابن هُبيرة أمير البصرة فقال لابن سيرين: ماذا رأيت مذ قربت من بابنا؟ قال: رأيت ظلماً فاشياً، فغمزه ابن أخيه، فقال: إنك لست تُسأل، ولكن أنا أُسأل، فلما انصرف أرسل إليه الأمير بثلاثة آلاف فلم يأخذها.
- ودخل سفيان الثوري على الخليفة المهدي فنصحه وأغلظ له في القول فقال له وزير المهدي: تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا؟ فقال له سفيان: اسكت ما أهلك فرعون إلا هامان، فلما ولّى سفيان قال الوزير للمهدي: أتأذن لي أن أضرب عنقه؟ فقال له: اسكت، ما بقي على وجه الأرض من يُستحيا منه غير هذا.
- وكان الإمام النووي رحمه الله كثيراً ما ينصح الظاهر بيبرس وكان الظاهر يقول: إني أخاف من هذا الرجل، إذا رأيته كأني رأيت سَبُعاً.
- وخرج السلطان أيوب في يوم عيد في عساكر وأبهة والأمراء يقبلون الأرض بين يديه فرآه العز بن عبد السلام فقال: يا أيوب ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك ملك مصر، ثم تبيح الخمور؟ فقال: هل جرى هذا، قال: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور فقال السلطان: يا سيدي هذا ما أنا عملته هذا من زمان أبي فقال العز: أنت من الذين يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون [الزخرف]. فأمر السلطان بإبطال تلك الحانة، فقيل للعز بن عبد السلام: أما خفته؟ فقال: استحضرت هيبة الله تعالى، فكان السلطان في عيني كالقط.
قال السلف رحمهم الله: من خاف الله تعالى أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله تعالى أخافه الله من كل شيء.
فاتقوا الله أيها المومنون و تمسكوا بدينكم تسعدوا و طبقوا هدي نبيكم صلى الله عليه و آله وسلم تهتدوا و ترشدوا , و تناصحوا فيما بينكم تفلحوا و تعاونوا علة البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم





الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّاصِحُ الأَمِينُ، صَلُّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَنَصَحُوا للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ مَجْزِيُّونَ:) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ([الزلزلة: 7 - 8].
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ:للنصيحة آداب لابد من مراعاتها أهمها:
1- الإخلاص لله تعالى فيها وألا يكون الغرض منها الشماتة في المنصوح والفرح بأنك ظفرت له بعيب فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، ولا يجوز للمسلم أن يشمت في أخيه المسلم بل يحب له ما يحب لنفسه.
2- أن تكون النصيحة سراً قال بعض السلف: من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه ومن نصحه علانية فقد فضحه وشانه.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحك في انفرادٍ # وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع # من التوبيخ لا أرضى استماعه
3- أن يسلك الناصح أفضل الوسائل التي يرجى معها استجابة المنصوح فيمكن أن يُعرِّض فيقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا)) ويمكن أن يهدي إليه شريطاً أو كتاباً، وكذلك على الناصح اختيار الوقت الملائم حتى لا يعين الشيطان على أخيه.
أيها المسلمون: لما جَبُن الناس عن النصيحة فشت فيهم الغيبة فصاروا إذا رأى أحدهم عيباً في أخيه لم ينصحه في وجهه بل فضحه به في غيابه والغيبة من كبائر الذنوب.
عن أنس قال: قال رسول الله : ((لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) [رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 533].
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ إِذَا نَصَحُوا أَخْلَصُوا، وَإِذَا نُصِحُوا انْتَصَحُوا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَمَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَالشُّكْرَ عَلَى النَّعْمَاءِ، وَالصَّبْرَ عَلَى الْبَلاَءِ، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاءِ. اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا، وَيَسِّرْ أَمُورَنَا، وَاشْرَحْ صُدُورَنَا، وَاخْتِمْ بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا،اللهم إنا نسألك أن تغفر ذنوبنا ، وأن تستر عيوبنا ، وأن تصلح قلوبنا ، وأن تزكي نفوسنا ، اللهم ارزقنا جميعا الفقه في الدين ، والتمسك بالكتاب المبين ، والأقتداء بسيد الأولين والآخرين . إنه سميع مجيب
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات،
اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدارا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

نايلي ياسين
2014-03-15, 22:49
خطب مقبولة

بياض الثلجdh
2014-05-08, 19:30
شكرا جزيلا جعلها الله في ميزان حسناتكم آمين

agudalomar
2014-10-29, 19:20
مشكور اخي وجعل الله في ميزان حسناتك

der
2015-03-14, 19:03
مبادرتك حسنة أخي الهامل الهامل جزاك الله ألف خير

morinio101
2015-03-21, 22:41
شكرا بارك الله فيك