امين الاسلام
2010-04-15, 22:23
إذا كان رجال و علماء الاقتصاد يرون أن محور الدولة و عمودها الفقري يكمن في قوة اقتصادها؛ فان رجال الفكر و المعرفة بصفة عامة و المهتمين بشؤون التربية و التكوين و الفاعلين التربويين بشكل خاص يجزمون بأن المدرسة هي اكسير حياة كل المجتمعات الانسانية؛ اذ بواسطتها تتميز هذه الاخيرة عن باقي المجتمعات الكونية- أي بالقرااءة و الكتابة- و على رأسها المجتمعات الوحشية- كما يرى الانتروبولوجي الفرنسي كلود لفي ستراوس-هذا فضلا عن كون المدرسة تلعب دورا رياديا في تقدم المجتمع و ازدهاره. لكن عن أية مدرسة نتحدث؟ وهل الأمر يتعلق بانواع عديدة من المدارس؟ واذا كان الأمر كذلك فما هي المدرسة التي يتطلع لها جيلنا الجديد؟
أجل؛ان الأمر هنا يتعلق بالمدرسة الواقعية التي تقدم لتلاميذها تعلمات ؛ مفاهيم و معارف ذات معنى و مدلول وهو ما يعنى به اليوم : مدرسة منسجمة مع تاريخها الفكري و الثقافي و معنية بتحولات مجتمعها الداخلية و منفتحة على ما يجري في الخارج.ولعل أول ميزة تبرر هذا المعنى و هذه الواقعية الحداثية هو الخطاب التربوي المتداول داخل فضاءاتها الرحبة سواء بين المتعلمين والادارة او بينهم و بين المدرسين او بين بعضهم أنفسهم.
ان التواصل الذي تفتقده جل مؤسساتنا التربوية في وطننا العربي؛ يظل السمة البارزة للمدرسة الجديدة- مدرسة جيل النجاح كما اصطلح عليها المخطط الاستعجالي للتربية و التكوين- انها المدرسة التي تقوم على قيم انسانية كونية عادلة و على مبادئ ثقافية يتقاسمها أبناء العالم مثل مبدأ التعاون و الانصاف و التشارك و الانصات للاخر و التحفيز و التشجيع اللذان يولدان لدى المتعلم حب الاستطلاع و المبادرة و التساؤل والانخراط عن حب و اقتناع في كل الاوراش و الأنشطة التي تقوم بها مؤسسته؛ انها بعبارة أخرى مدرسة التواصل الفاعل و الهادف الذي يبني الأجيال الجديدة و يقلص المسافات بين الثقافات و الحضارات العالمية.
ترى لماذا التواصل كمادة دراسية و سلوك استرتيجي و ثقافة بيداغوجية ؟
لان بصراحة؛ اذا كانت قيمة المواد الدراسية تموت- تقريبا- بانتهاء المواسيم الدراسية و الانتقال من مستوى الى اخر ؛ فان دينامية التواصل تتقوى و تتطور أكثر فأكثر مع السيرورات التعليمية/ التعلمية للمتعلم و مع النجاح المتواصل الذي يحرزه ليس فحسب على مستوى الامتحانات و انما على مستوى العلاقات و المعارف و القيم و الكفايات التي اكتسبها هذا الاخير من جراء تواصلاته اليومية سواء مع أصدقاء القسم أو غيرهم و سواء مع الطاقم الاداري و مدرسيه داخل المؤسسة او مع جيرانه و أقاربه خارجها.
و تأسيسا على ما سبق يمكن القول : ان امتلاك المتعلم للكفاية التواصلية يعد بمثابة المفتاح الذهبي الذي سيلج به المتعلم كل أبواب الكفايات - و على رأسها الكفاية السلوكية التي تربي المتعلم على السلوك المدني الحسن و المروءة - و المهارات المتبقية- وعلى رأسها مهارة الملاحظة و التحليل و ابداء الرأي- ولن نبالغ في هذا المقال اذا أعطينا أمثلة حية من مشروع المربي الفرنسي سيليستيان فرينيه في التربية على التواصل التربوي و روح المبادرة و مشروع مدرسة سامير هيل و رائدها ألكسندر نايل؛ انهما المربيان اللذان جعلا من استراتيجية التواصل سواء مع التلاميذ أو مع الاباء و أولياءأمرهم و في انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي أنجع طريقة لتحقيق أهداف و غايات العملية التدريسية من جهة و معالجة كل الصعوبات و المشاكل التي تحول دون استيعاب المتعلم لدروسه و فهمها فهما جيدايقوده في نهاية المطاف الى استثمارها في واقعه المعيشي اليومي من جهة ثانية ؛ ناهيك عن الأساليب البيداغوجية المتميزة التي تنهجها الاوساط الادارية و التربوية لهاتين المؤسستين في الوصول بالمتعلم الى تخطي كل العقبات النفسية- الخوف؛ القلق و الارتباك- للاقبال على دراسته بحب و شغف. ترى؛ هل سيتربى جيل مدرسة النجاح على مبدأ التواصل و الاختيار وروح المبادرة؟
ثم الى أي حد نحن مقتنعون بهذا التحول وهذه الاصلاحات القيمة؟
مع تحياتي...
أجل؛ان الأمر هنا يتعلق بالمدرسة الواقعية التي تقدم لتلاميذها تعلمات ؛ مفاهيم و معارف ذات معنى و مدلول وهو ما يعنى به اليوم : مدرسة منسجمة مع تاريخها الفكري و الثقافي و معنية بتحولات مجتمعها الداخلية و منفتحة على ما يجري في الخارج.ولعل أول ميزة تبرر هذا المعنى و هذه الواقعية الحداثية هو الخطاب التربوي المتداول داخل فضاءاتها الرحبة سواء بين المتعلمين والادارة او بينهم و بين المدرسين او بين بعضهم أنفسهم.
ان التواصل الذي تفتقده جل مؤسساتنا التربوية في وطننا العربي؛ يظل السمة البارزة للمدرسة الجديدة- مدرسة جيل النجاح كما اصطلح عليها المخطط الاستعجالي للتربية و التكوين- انها المدرسة التي تقوم على قيم انسانية كونية عادلة و على مبادئ ثقافية يتقاسمها أبناء العالم مثل مبدأ التعاون و الانصاف و التشارك و الانصات للاخر و التحفيز و التشجيع اللذان يولدان لدى المتعلم حب الاستطلاع و المبادرة و التساؤل والانخراط عن حب و اقتناع في كل الاوراش و الأنشطة التي تقوم بها مؤسسته؛ انها بعبارة أخرى مدرسة التواصل الفاعل و الهادف الذي يبني الأجيال الجديدة و يقلص المسافات بين الثقافات و الحضارات العالمية.
ترى لماذا التواصل كمادة دراسية و سلوك استرتيجي و ثقافة بيداغوجية ؟
لان بصراحة؛ اذا كانت قيمة المواد الدراسية تموت- تقريبا- بانتهاء المواسيم الدراسية و الانتقال من مستوى الى اخر ؛ فان دينامية التواصل تتقوى و تتطور أكثر فأكثر مع السيرورات التعليمية/ التعلمية للمتعلم و مع النجاح المتواصل الذي يحرزه ليس فحسب على مستوى الامتحانات و انما على مستوى العلاقات و المعارف و القيم و الكفايات التي اكتسبها هذا الاخير من جراء تواصلاته اليومية سواء مع أصدقاء القسم أو غيرهم و سواء مع الطاقم الاداري و مدرسيه داخل المؤسسة او مع جيرانه و أقاربه خارجها.
و تأسيسا على ما سبق يمكن القول : ان امتلاك المتعلم للكفاية التواصلية يعد بمثابة المفتاح الذهبي الذي سيلج به المتعلم كل أبواب الكفايات - و على رأسها الكفاية السلوكية التي تربي المتعلم على السلوك المدني الحسن و المروءة - و المهارات المتبقية- وعلى رأسها مهارة الملاحظة و التحليل و ابداء الرأي- ولن نبالغ في هذا المقال اذا أعطينا أمثلة حية من مشروع المربي الفرنسي سيليستيان فرينيه في التربية على التواصل التربوي و روح المبادرة و مشروع مدرسة سامير هيل و رائدها ألكسندر نايل؛ انهما المربيان اللذان جعلا من استراتيجية التواصل سواء مع التلاميذ أو مع الاباء و أولياءأمرهم و في انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي أنجع طريقة لتحقيق أهداف و غايات العملية التدريسية من جهة و معالجة كل الصعوبات و المشاكل التي تحول دون استيعاب المتعلم لدروسه و فهمها فهما جيدايقوده في نهاية المطاف الى استثمارها في واقعه المعيشي اليومي من جهة ثانية ؛ ناهيك عن الأساليب البيداغوجية المتميزة التي تنهجها الاوساط الادارية و التربوية لهاتين المؤسستين في الوصول بالمتعلم الى تخطي كل العقبات النفسية- الخوف؛ القلق و الارتباك- للاقبال على دراسته بحب و شغف. ترى؛ هل سيتربى جيل مدرسة النجاح على مبدأ التواصل و الاختيار وروح المبادرة؟
ثم الى أي حد نحن مقتنعون بهذا التحول وهذه الاصلاحات القيمة؟
مع تحياتي...