ghezal mohamed
2010-04-14, 12:15
ترتبط الانتصارات والألقاب في عالم كرة القدم دائماً بالاستقرار، بينما ترتبط الانتكاسات والهزائم بالبلبلة والفوضى وانعدام الاستقرار، وهذه حقيقة تدركها جماهير كرة القدم في مختلف أنحاء العالم.
لكن نادي بورتسموث أثبت أنه حالة استثنائية، حيث أثبت قدرته على الجميع بين متناقضين خلال أيام معدودة، ففي الوقت الذي تأكد فيه هبوط النادي من الدرجة الممتازة في انجلترا بعد فوز وست هام على سندرلاند مساء الأحد الماضي، نجح الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس انجلترا بعد التغلب على توتنهام مساء الأحد الماضي.
وأعتقد أن بورتسموث يظل للعديد من الأسباب هو قصة هذا الموسم، فبعد اتهامه بالمغالاة في الإنفاق والتهرب من قوانين الضرائب على حقوق الملكية في كرة القدم الإنجليزية وخصم تسع نقاط من رصيده، إلا أنه نجح في إرساء درس أخلاقي للعديد من الأندية في العالم، كما نجح أيضاً في تقديم نموذج جيد من كرة القدم في أبهى صورها، وظهر ذلك من فريقٍ توحد في هذه المحنة ليقدم نتائج لم يكن أحد يتوقعها من لاعبين لن يكون سوى للقليل منهم مستقبل مع النادي، ظهر ذلك من لاعبي كرة القدم أصحاب الثروات الكبيرة الذي أنفقوا على توظيف أعضاء الجهاز بعد إقالة الجهاز الإداري، ظهر ذلك من فريق يحاول أن يثبت أنه يستحق تشجيع الجمهور المخلص الذي وقف مع الفريق طوال هذا الموسم الذي شهد العديد من المحن التي ألمت بالنادي.
وأظن أن الكأس الآن تناديهم وتغريهم بحمالها مثلما تفعل مع تشلسي الطرف الآخر في المباراة النهائية، بينما لن يكون مسموحاًَ للبومبي اللعب في أوروبا لأنه لا يمكنه الحصول على رخصة المشاركة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نتيجة وضع النادي تحت الحراسة القضائية التي تعتبر جوهر المشكلة لأنها كانت سبباً في خصم تسع نقاط من رصيد النادي والتي كانت سبباً مباشراً وفقاً لتصريحات أفرام غرانت مدرب الفريق في الهبوط من البريميرليغ.
والذي يتأمل فوز بورتسموت على توتنهام بهدفين نظيفين يرى أن هذا الفوز تضمن العديد من صور الثأر ورد الاعتبار، فالهدف الأول جاء عن طريق كيفن برينس بواتينغ، الذي لم يحصل على فرصة كاملة في "وايت هارت لين"، كما كان خط الدفاع يضم ريكاردو روتشا أحد اللاعبين الذين تم إهمالهم تماماً في توتنهام، لكنه حط رحاله مع رجال البومبي القدامى جيرمين ديفو وبيتر كراوتش ونيكو كرانيكار، ويأتي الثأر من هاري ريدناب الذي على الرغم من أنه المدرب الأكثر نجاحاً خلال نصف قرن مع بورتسموث، إلا أنه تخلي عن النادي ورحل عنه مرتين.
ولا شك أن العودة إلى ويمبلي في 15 مايو القادم حدث هام لبورتسموث، إلا أنها تحمل دلالة أخرى في نفس الوقت، وهنا ربما نتذكر أن ديفيد جيمس أكد عندما فاز بورتسموث بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2008 على أن ذلك الموسم هو بداية النهاية لعصر عاش فيه النادي بمستوى يتجاوز إمكانياته ودخله، لكنه تكبد أموالاً طائلة واستدان من أجل التعاقد مع اللاعبين والسداد للأندية الأخرى في الوقت الذي جفت فيه أموال مالك النادي ألكسندر غايداماك.
وقام النادي بتأجيل السداد إلى مواعيد آجلة، لكن موعد السداد كان أكثر قسوة وكان يحمل بين طياته مجموعة كبيرة من الدائنين الذين وصلت ديونهم المستحقة على النادي 85 مليون يورو، في الوقت الذي لم يكن النادي يجد ما يكفيه لدفع رواتب ومستحقات اللاعبين والعاملين خلال سعيه للبحث عن مالك خامس للنادي خلال الموسم.
وبعد رحيل مجموعة من أفضل نجومه، ظهر الفريق الذي تم تجميع معظم عناصره بشكل سريع أفضل بكثير من بعض المحتالين والحالمين الذين أحاطوا بالنادي لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن الفرق الخاسرة دائماً ما تتحجج بسوء الحظ الذي يلازمها وعلى أدائها القوي فوق أرضية الميدان، إلا أن هذا هو ما حدث فعلاً في حالة بورتسموث، فلو كان الفريق قد نجح في الاحتفاظ بخدمات لاعبين قادرين على إنهاء الهجمات وهز الشباك أمثال كراوتش وديفو، لتمكن النادي من تجنب الهبوط حتى بعد خصم تسع نقاطٍ من رصيده.
وعلى الرغم من أن ما ذكرته يظل مجرد افتراض، لكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هو أن غرانت تحمل الكثير، فهذا المدرب كان من بين الأفراد الذين كانوا يحصلون على مستحقاتهم بعد مواعيدها بفترة كبيرة أو لم يحصلوا عليها من الأساس، إلا أن سلوكه الهادئ أثر بشكل كبير على الأحداث في "فراتون بارك"، كما أثبت أنه مدرب تكتيكي من طراز عال وتمكن من تكوين فريق يتمتع بروح معنوية يحسده عليها أكثر الفرق استقراراً في الدوري الإنجليزي.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه مطالبات الدائنين، تصاعد أداء الفريق داخل أرضية الميدان، وركز الفريق في لعب كرة القدم وتقديم أداء جيد، واستطاع البومبي وسط هذا الموج المتلاطم من الأحداث الكئيبة إحراز انتصارات لم يكن أحد يتوقعها على الإطلاق.
لكن نادي بورتسموث أثبت أنه حالة استثنائية، حيث أثبت قدرته على الجميع بين متناقضين خلال أيام معدودة، ففي الوقت الذي تأكد فيه هبوط النادي من الدرجة الممتازة في انجلترا بعد فوز وست هام على سندرلاند مساء الأحد الماضي، نجح الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس انجلترا بعد التغلب على توتنهام مساء الأحد الماضي.
وأعتقد أن بورتسموث يظل للعديد من الأسباب هو قصة هذا الموسم، فبعد اتهامه بالمغالاة في الإنفاق والتهرب من قوانين الضرائب على حقوق الملكية في كرة القدم الإنجليزية وخصم تسع نقاط من رصيده، إلا أنه نجح في إرساء درس أخلاقي للعديد من الأندية في العالم، كما نجح أيضاً في تقديم نموذج جيد من كرة القدم في أبهى صورها، وظهر ذلك من فريقٍ توحد في هذه المحنة ليقدم نتائج لم يكن أحد يتوقعها من لاعبين لن يكون سوى للقليل منهم مستقبل مع النادي، ظهر ذلك من لاعبي كرة القدم أصحاب الثروات الكبيرة الذي أنفقوا على توظيف أعضاء الجهاز بعد إقالة الجهاز الإداري، ظهر ذلك من فريق يحاول أن يثبت أنه يستحق تشجيع الجمهور المخلص الذي وقف مع الفريق طوال هذا الموسم الذي شهد العديد من المحن التي ألمت بالنادي.
وأظن أن الكأس الآن تناديهم وتغريهم بحمالها مثلما تفعل مع تشلسي الطرف الآخر في المباراة النهائية، بينما لن يكون مسموحاًَ للبومبي اللعب في أوروبا لأنه لا يمكنه الحصول على رخصة المشاركة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نتيجة وضع النادي تحت الحراسة القضائية التي تعتبر جوهر المشكلة لأنها كانت سبباً في خصم تسع نقاط من رصيد النادي والتي كانت سبباً مباشراً وفقاً لتصريحات أفرام غرانت مدرب الفريق في الهبوط من البريميرليغ.
والذي يتأمل فوز بورتسموت على توتنهام بهدفين نظيفين يرى أن هذا الفوز تضمن العديد من صور الثأر ورد الاعتبار، فالهدف الأول جاء عن طريق كيفن برينس بواتينغ، الذي لم يحصل على فرصة كاملة في "وايت هارت لين"، كما كان خط الدفاع يضم ريكاردو روتشا أحد اللاعبين الذين تم إهمالهم تماماً في توتنهام، لكنه حط رحاله مع رجال البومبي القدامى جيرمين ديفو وبيتر كراوتش ونيكو كرانيكار، ويأتي الثأر من هاري ريدناب الذي على الرغم من أنه المدرب الأكثر نجاحاً خلال نصف قرن مع بورتسموث، إلا أنه تخلي عن النادي ورحل عنه مرتين.
ولا شك أن العودة إلى ويمبلي في 15 مايو القادم حدث هام لبورتسموث، إلا أنها تحمل دلالة أخرى في نفس الوقت، وهنا ربما نتذكر أن ديفيد جيمس أكد عندما فاز بورتسموث بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2008 على أن ذلك الموسم هو بداية النهاية لعصر عاش فيه النادي بمستوى يتجاوز إمكانياته ودخله، لكنه تكبد أموالاً طائلة واستدان من أجل التعاقد مع اللاعبين والسداد للأندية الأخرى في الوقت الذي جفت فيه أموال مالك النادي ألكسندر غايداماك.
وقام النادي بتأجيل السداد إلى مواعيد آجلة، لكن موعد السداد كان أكثر قسوة وكان يحمل بين طياته مجموعة كبيرة من الدائنين الذين وصلت ديونهم المستحقة على النادي 85 مليون يورو، في الوقت الذي لم يكن النادي يجد ما يكفيه لدفع رواتب ومستحقات اللاعبين والعاملين خلال سعيه للبحث عن مالك خامس للنادي خلال الموسم.
وبعد رحيل مجموعة من أفضل نجومه، ظهر الفريق الذي تم تجميع معظم عناصره بشكل سريع أفضل بكثير من بعض المحتالين والحالمين الذين أحاطوا بالنادي لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن الفرق الخاسرة دائماً ما تتحجج بسوء الحظ الذي يلازمها وعلى أدائها القوي فوق أرضية الميدان، إلا أن هذا هو ما حدث فعلاً في حالة بورتسموث، فلو كان الفريق قد نجح في الاحتفاظ بخدمات لاعبين قادرين على إنهاء الهجمات وهز الشباك أمثال كراوتش وديفو، لتمكن النادي من تجنب الهبوط حتى بعد خصم تسع نقاطٍ من رصيده.
وعلى الرغم من أن ما ذكرته يظل مجرد افتراض، لكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هو أن غرانت تحمل الكثير، فهذا المدرب كان من بين الأفراد الذين كانوا يحصلون على مستحقاتهم بعد مواعيدها بفترة كبيرة أو لم يحصلوا عليها من الأساس، إلا أن سلوكه الهادئ أثر بشكل كبير على الأحداث في "فراتون بارك"، كما أثبت أنه مدرب تكتيكي من طراز عال وتمكن من تكوين فريق يتمتع بروح معنوية يحسده عليها أكثر الفرق استقراراً في الدوري الإنجليزي.
وفي الوقت الذي تصاعدت فيه مطالبات الدائنين، تصاعد أداء الفريق داخل أرضية الميدان، وركز الفريق في لعب كرة القدم وتقديم أداء جيد، واستطاع البومبي وسط هذا الموج المتلاطم من الأحداث الكئيبة إحراز انتصارات لم يكن أحد يتوقعها على الإطلاق.