المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعوذ بـ الله من الشماته ؟


أم الحسين التبسية
2010-04-14, 10:10
بسم الله الرحمن الرحيم


لقد حرص الإسلام على تربية أبنائه على معاني الأخوة والوحدة، وحذرهم من كل ما يتنافى مع هذه الرابطة أو ينتقص منها.

ومن أهم الأخلاق السيئة التي تضر بهذه الرابطة ما يكون من سرور الأخ بما يصيب أخاه من المصائب في الدنيا أو الدين، وهذه هي الشماتة.

إن الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا، بل هي من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ، قال تعالى (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ) سورة آل عمران120.

قال تعالى (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) سورة التوبة50.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من شماتة الأعداء .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، كان النبي صلى الله عليه وسلم " يتعوذ بالله من جَهْد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء".

إن من الأمور المهمة بالنسبة للمجتمع المسلم أن يوطن أبناؤه أنفسهم على الفرح بفرح بعضهم، والتألم والحزن لما يصيبهم، وقد جعل الله تعالى من العقوبات القدرية لمن كان شامتـًا بأخيه المسلم أن يُبتلى بمثل ما كان سببـًا لشماتته.

قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " لا تظهر الشماتة لأخيك في رحمه الله ويبتليك ".

ومن الشماتة المذمومة شرعـًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم " من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله ".

الشماتة تدل على انتزاع الرحمة من قلوب وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء .