sollo44
2010-04-14, 08:33
يقولون بأن النظر إلى نفس الشيء من جهات مختلفة يعطينا صورا مختلفة رغم وحدة الشيء ، إليكم هذه القصة :..............................في ذلك اليوم اشتد الحر و انتشر الغبار الأحمر في جو السماء، و كانت الكآبة تنغرز في الوجوه الكالحة كأنها تعلن عن حدوث مأساة،و غير بعيد جلس كبار السن عند حائط المسجد يستمتعون بالظل و يرددون حكايات من زمن الشباب و الكهولة، قال واحد منهم مباهيا : لقد تزوجت أربع نساء في حياتي ، طلقت اثنين و ماتت واحدة و هرمت الأخرى حتى صارت بلا فائدة !! فرد عليه عجوز مسن: أسكت يا ابن اللئيمة ، ستقتلك لو علمت بأمرك ..........و بدى الشيوخ في جلستهم من غير حراك كسلاحف متحجرة،يتحلقون حول كؤوس الشاي،و يدخنون و يلعبون بأسنانهم الإصطناعية حتى علت ضحكاتهم و على حينها قال الحاج محمد: إضحكوا...... إضحكوا... و غدا سيختاركم الموت واحدا تلو الآخر !!...... يقولها كأنها مأساة، أليس الموت آخر الحياة ؟.... ألسنا نعيش و نحن نعلم أن الله سيسترجع أرواحنا ؟!!..و البارحة فقط ،احتفل جمال بعيد ميلاده، أقام حفلا كأنه عرس،حلوى ضخمة ،مأكولات و شراب مبرد،و على الموائد أطباق تحلية من الموز و العنب و التين،و انطلقت الأغاني من الأفواه الباسمة : سنة حلوة يا جميل !!.....و الشاب كان من السرور في غاية !..........قال الياباني : تمضي السنون من غير عودة و الأحمق يحتفل بانقضاء العمر ،.... و رغم الجو الحار مازال الشيوخ عند حائط الجامع،و في مقابلتهم يوجد عمارات عالية ، و القهوة القديمة قهوة "سلام".....و بين القهوة و البنايات طريق من الاسفلت اهترأ بفعل الزمن ،و على يسار الطريق بناية صغيرة ، حيطانها زرقاء و نوافذها نهب للريح و الطحالب الخضراء، و تسلقت على جدرانها نباتات متطفلة، و عملت الرطوبة في سقفها بكل براعة !!و في الحين برزت عند البناية الزرقاء جماعة من الناس و راحوا يتقاذفون الشتائم، و يقذعون بأبشع السباب ، قام الشيوخ من مجلسهم و جروا صوب البناية لكن الناس كانوا قد بدأوا في شجار بالعصي و الأيادي و الهراوات....... العنوا إبليس أنتم أبناء العم ،و ليتصل بالشرطة أحدكم...... لم ينصت لنداء التهدئة أحد ، و زاد العداء مناديا بالإنتقام،.. عائلة سليمان تتقاتل مع عائلة الكوري من أجل البناية !!......... و الناس لا يستطيعون ايقافهم ، و بسرعة تجمع عدد من الناس هائل..... و فجأة انطلق رجل بسرعة كبيرة صوب الطريق و الدماء تنهمر من رأسه و كان يهدد بطلب الشرطة ..................... ( يتبع)