تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عيد رأس السنة الميلادية وتهنئة النصارى واليهود وفتاوى العلماء


أم إدريس
2008-01-08, 15:24
عيد رأس السنة الميلادية وتهنئة النصارى واليهود وفتاوى العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ }[الممتحنة :1]

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }[الممتحنة :4]

وعن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((أبغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاثَةٌ ؛ مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ ، وَمُبْتَغٍ في الإِسلامِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ ، وَمُطَّلِبٌ دَمَ امرِئٍ بِغَيرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ)) رواه البخاري في صحيحهالحمد لله رب العالمين وبعد :
فأسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعًا على الحق وأن لا يفتننا وأن يختم لنا بالحسنى .
سألني بعض الإخوة عن أمرٍ قرأه في الشابكة (الإنترنت) وهو زعم بعض الناس أنّ تهنئة أهل الكتاب اليهود والنصارى في أعيادهم أمرٌ اجتهادي ؛ هناك من العلماء من أجازه ومنهم من منعه واليوم لا حاجة لنا للأخذ برأي المانعين والأولى الأخذ بقول المجيزين!! وأنّ المانعين هم من طائفة المتشددين المعاصرين!!!
فسألته وهل ذكر أصحاب هذه الدعوى من هم العلماء الذين قالوا بالجواز؟
فأجابني بـ :لا!
فقلت له هذا ما كنت أتوقعه ، لأن هذه المسألة من الأساسيات والواضحات ولا أظن أنّ أحدًا من علماء المسلمين الأعلام قال فيها بالجواز ، لأنّ في ذلك تعارضًا شديدًا مع قطعيات الإسلام .
فطلب الأخ السائل أن أذكر له أقوال الأئمة الكبار وتلامذتهم في العصور المتقدّمة ، واستعجلني كثيرًا .
وهذه نقول مقتضبة أضعها بين أيديكم جميعًا حتى تتبينوا الحق من الباطل . وهناك غيرها كثير جدًا .
وأنا أطالب أصحاب هذه الدعوى الجديدة أن يكونوا صادقين مع الناس ، فلا يفتونهم بفتاوى تنقصها الأمانة .
ليفتوا برأيهم إن كانت لهم أدلّة يقتنعون بها ، ولكن لا يجوز لهم أن يوهموا الناس أن فتواهم هي فتوى علماء المسلمين منذ القديم ، وأن المخالفين لهم هم من المتشددين الذين لا سلف لهم!!
فأقول :قال ابن الحاج المالكي في المدخل : ((ومِنَ (العُتبيّة) قال أشهب قيل لمالك أترى بأسًا أن يُهدي الرجل لجاره النصراني مكافأة له على هدية أهداها إليه؟
قال (مالك) : ما يعجبني ذلك ، قال الله عزوجل : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الآية.قال ابن رشد رحمه الله تعالى : قوله مكافأة له على هدية أهداها إليه إذ لا ينبغي له أن يقبل منه هدية لأن المقصود من الهدايا التودد لقول النبي صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء) فإن أخطأ وقَبِلَ منه هديته وفاتت عنده فالأحسن أن يُكافئه عليها حتى لا يكون له عليه فضل في معروف صنعه معه .
ومن مختصر (الواضحة) سُئل ابنُ القاسم عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم؟
فكَرِه ذلك مخافَةَ نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له .قال وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له . ورآه من تعظيم عيده وعونًا له على مصلحة كفرهِ .ألا ترى أنه لا يحلّ للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئًا من مصلحة عيدهم لا لحمًا ولا إدامًا ولا ثوبًا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم . لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم .
وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحدًا اختلف في ذلك .انتهى
ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث (من تشبّه بقوم فهو منهم) ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به . وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمدًا يريد أن لا يدع شيئًا إلا خالفنا فيه .
وقد جمع هؤلاء بين التشبه بهم فيما ذكر والإعانة لهم على كفرهم فيزدادون به طغيانًا ، إذ إنهم إذا رأوا المسلمين يوافقونهم أو يساعدونهم أو هما معًا كان ذلك سببًا لغبطتهم بدينهم ويظنون أنهم على حق ، وكثر هذا بينهم!)) انتهى [المدخل 2/46ـ47]

وقال الإمام الونشريسي المالكي في المعيار :تحت عنوان (الاحتفال بفاتح السنة الميلادية)
(( وسُئل أبو الأصبغ عيسى بن محمد التميلي عن ليلة ينير (يناير) التي يسميها الناس (الميلاد) ويجتهدون لها في الاستعداد ، ويجعلونها كأحد الأعياد ، ويتهادون بينهم صنوف الأطعمة وأنواع التحف والطرف المثوبة لوجه الصِّلة ، ويترك الرجالُ والنساءُ أعمالهم صبيحتها تعظيمًا لليوم ، ويعدّونه رأس السنة ، أترى ذلك ـ أكرمك الله ـ بدعة محرّمة لا يحل لمسلم أن يفعل ذلك ، ولا أن يجيب أحدًا من أقاربه وأصهاره إلى شيء من ذلك الطعام الذي أعدّه لها؟
أم هو مكروه ليس بالحرام الصراح؟ أم مستقل؟ وقد جاءت أحاديث مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتشبّهين من أمته بالنصارى في نيروزهم ومهرجانهم ، وأنهم محشورون معهم يوم القيامة . وجاء عنه أيضًا أنه قال : (من تشبّه بقوم فهو منهم) . فبيّن لنا أكرمك الله ما صح عندك في ذلك إن شاء الله .
فأجاب : قرأت كتابك ووقفت على ما عنه سألت وكل ما ذكَرْتَه في كتابك فمحرّمٌ فِعْلُه عند أهل العلم . وقد رويت الأحاديث التي ذكرتها من التشديد في ذلك .
ورويتُ أيضًا أن يحيى بن يحيى الليثي (راوي الموطأ) قال : لا تجوز الهدايا في الميلاد من نصراني ولا من مسلم ، ولا إجابة الدعوة فيه ، ولا استعداد له . وينبغي أن يجعل كسائر الأيام ، ورَفَعَ فيه حديثًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يومًا لأصحابه : (إنكم مُسْتَنْزَلون بين ظهراني عجم ، فمن تشبه بهم في نيروزهم ومهرجانهم حُشِرَ معهم) قال يحيى : وسألتُ عن ذلك ابن كنانة ، وأخبرته بحالنا في بلدنا فأنكر وعابه وقال : الذي يثبت عندنا في ذلك الكراهية ، وكذلك سمعت مالكًا يقول : لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تشبّه بقوم حشر معهم) . [المعيار 11/150ـ151]
ووقع لسحنون مثل ما تقدم ، ونصّه :"ولا تجوز الهدايا في الميلاد من مسلم ولا من نصراني ولا إجابة الدعوة فيه ، ولا الاستعداد له. انتهى [المعيار 11/154]

قال الإمام النووي الشافعي في (الروضة) 10/230 عند المسألة العاشرة من مسائل في السلام
: (قول الرافعي)..العاشرة في استحباب السلام على الفساق ووجوب الرد على المجنون والسكران إذا سلما وجهان ولا يجوز ابتداء أهل الذمة بالسلام فلو سلم على من لم يعرفه فبان ذمياً استحب أن يسترد سلامه بأن يقول استرجعت سلامي تحقيراً له وله أن يحيي الذمي بغير السلام بأن يقول هداك الله أو أنعم الله صباحك ولو سلم عليه ذمي لم يزد في الرد على قوله وعليك.
قلت (النووي): ما ذكره من استحباب استرداد السلام من الذمي ذكره (المتولي) ونقله عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وقوله أن يحيي الذمي بغير السلام ذكره المتولي وهذا إذا احتاج إليه لعذر فأما من غير حاجة فالاختيار أن لا يبتدئه بشيء من الإكرام أصلاً فإن ذلك بسطٌ له وإيناس وملاطفة وإظهار ودٍّ وقد قال الله تعالى {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}


وقال الإمام الغزالي الشافعي في إحياء علوم الدين 2 / 16
بيان مراتب الذين يبغضون في الله وكيفية معا ملتهم:
فإن قلت: إظهار البغض والعداوة بالفعل إن لم يكن واجباً فلا شك أنه مندوب إليه والعصاة والفساق على مراتب مختلفة فكيف ينال الفضل بمعاملتهم وهل يسلك بجميعهم مسلكاً واحداً أم لا؟ فاعلم أن المخالف لأمر الله سبحانه لا يخلو إما أن يكون مخالفاً في عقده أو في عمله، والمخالف في العقد إما مبتدع أو كافر والمبتدع إما داع إلى بدعته أو ساكت والساكت إما بعجزه أو باختياره: فأقسام الفساد في الاعتقاد ثلاثة: الأول: الكفر، فالكافر إن كان محارباً فهو يستحق القتل والإرقاق وليس بعد هذين إهانة، وأما الذمي فإنه لا يجوز إيذاؤه إلا بالإعراض عنه والتحقير له بالاضطرار إلى أضيق الطرق وبترك المفاتحة بالسلام، فإذا قال: السلام عليك، قلت: وعليك. والأولى الكف عن مخاطبته ومعاملته ومؤاكلته ، وأما الانبساط معه والاسترسال إليه كما يسترسل إلى الأصدقاء فهو مكروه كراهة شديدة يكاد ينتهي ما يقوى منها إلى حد التحريم، قال الله تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} الآية، وقال صلى الله عليه وسلم: (( المسلم والمشرك لا تتراءى ناراهما)) وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الآية.

والحمد لله رب العالمين
خلدون مكي الحسني

le fugitif
2008-01-08, 20:26
شكرا ام ادريس واتمني ان نسمع اقوال العلماء المجيزين

http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/950.gif

lalla
2008-01-08, 20:35
الف شكر لك يا اختاه

أم إدريس
2008-01-10, 14:08
السلام عليكم
أخي الكريم إنّ الغرض من البحث السابق أن يعرف الناس

أنه لا أحد من علماء المسلمين أجاز تهنئة اليهود أو النصارى بأعيادهم! وإنما هناك إجماع من علماء المسلمين على حرمة ذلك .

قال الإمام ابن القيم: (( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظـلـمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه...)) انتهى انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة... لابن القيم رحمه الله.

وبهذا تعلم أخي أن دعوى أن هناك من العلماء من أجاز التهنئة ، هي دعوى باطلة !!!

أم إدريس
2008-01-10, 20:13
ولك ألف شكر حبيبتي للا.

مهاجر إلى الله
2008-01-10, 20:28
مشكورة على توضيح الحق ....

وللاسف الشديد فبلادنا مبتلاة بالاحتفال بهذه العادة الغربية الشنيعة.....

s.kheiro
2008-01-10, 23:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي أم إدريس موضوعك يتناول علاقة المسلم بغير المسلم, , أرى أنه قد خالف الصواب في تبيان رأي الإسلام فيه.

لقد بنيت فتواك على الآية الأولى والرابعة من سورة الممتحنة , دون أن تذكري سبب نزولهما , وهاك السبب ليتضح الأمر, وقد وردت في حق حاطب بن أبي بلتعة, وهو بمصلح هذا العصر يكون قد قام بعمل تجسسي ضد دولة الإسلام الناشئة .

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَاء } قَالَ أَبُو جَعْفَر : يَقُول : تَعَالَى ذِكْره لِلْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي } مِنْ الْمُشْرِكِينَ { وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَاء } يُعْنَى أَنْصَارًا . وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَات مِنْ أَوَّل هَذِهِ السُّورَة نَزَلَتْ فِي شَأْن حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَة , وَكَانَ كَتَبَ إِلَى قُرَيْش بِمَكَّة يُطْلِعهُمْ عَلَى أَمْر كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخْفَاهُ عَنْهُمْ , وَبِذَلِك جَاءَتْ الْآثَار وَالرِّوَايَة عَنْ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرهمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنِي عُبَيْد بْن إِسْمَاعِيل الْهَبَّارِي , وَالْفَضْل بْن الصَّبَّاح قَالَا : ثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة , عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ حَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ , أَخْبَرَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي رَافِع , قَالَ : سَمِعْت عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَقُول : بَعَثَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْر بْن الْعَوَامّ وَالْمِقْدَاد - قَالَ الْفَضْل ; قَالَ سُفْيَان : نَفَر مِنْ الْمُهَاجِرِينَ - فَقَالَ : " اِنْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ , فَإِنَّ لَهَا ظَعِينَة مَعَهَا كِتَاب , فَخُذُوهُ مِنْهَا " ; فَانْطَلَقْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى اِنْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَة , فَوَجَدْنَا اِمْرَأَة , فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَاب , قَالَتْ : لَيْسَ مَعِي كِتَاب , قُلْنَا : لِتَخْرُجْنَ الْكِتَاب , أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَاب , فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصهَا , وَأَخَذْنَا الْكِتَاب ; فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا فِيهِ : مَنْ حَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَة إِلَى نَاس بِمَكَّة , يُخْبِرهُمْ بِبَعْضِ أَمْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا حَاطِب مَا هَذَا ؟ " قَالَ : يَا رَسُول اللَّه لَا تَعْجَل عَلَيَّ ; كُنْت امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْش , وَلَمْ يَكُنْ لِي فِيهِمْ قَرَابَة , وَكَانَ مَنْ مَعَك مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَات , يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ بِمَكَّة , فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَب أَنْ أَتَّخِذ فِيهَا يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي , وَمَا فَعَلْت ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا اِرْتِدَادًا عَنْ دِينِي , وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْد الْإِسْلَام , فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ صَدَقَكُمْ " فَقَالَ عُمَر : يَا رَسُول اللَّه دَعْنِي أَضْرِب عُنُق هَذَا الْمُنَافِق , فَقَالَ : " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا , وَمَا يُدْرِيك لَعَلَّ اللَّه قَدْ اِطَّلَعَ عَلَى أَهْل بَدْر فَقَالَ : اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ " زَادَ الْفَضْل فِي حَدِيثه , قَالَ سُفْيَان : وَنَزَلَتْ فِيهِ { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَاء } . .. إِلَى قَوْله { حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاَللَّهِ وَحْده } .


وكان من الأجدى لك وأحوط أن تكملي مسار السورة إلــى الآية الثامنة والتاسعة.

{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ , إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }.

فالآية لم ترغب في العدل والإقساط فحسب إلى غير المسلمين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين, ولم يخرجوهم من ديارهم بل رغبت الآية في برهم والإحسان إليهم. والبر كلمة جامعة لمعاني الخير والتوسع فيه. فهو أمر فوق العدل.

وحتى في الجدال , إذا جادل المسلمون أهل الكتاب فليتجنبوا المرآء الذي يوغر الصدور و ويثير العداوات:{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } العنكبوت (46) .

هذا في أهل الكتاب عامة, أما النصارى منهم خاصة, فقد وضعهم القرآن موضعا قريبا من قلوب المسلمين فقال:{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} المائدة (82)
وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بأهل الذمة وتوعد كل مخالف لهذه الوصايا بسخط الله وعذابه , فجاء في أحاديثه الكريمة {من آذى ذميا, فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله},{من آذى ذميا فأنا خصمه. ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة}.

وقد رأينا في السيرة النبوية كيف إستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط -وهو مشرك- ليكون دليلا له في الهجرة.

وأكثر من هذا يجوز لإمام المسلمين أن يستعين بغير المسلمين -بخاصة أهل الكتاب- في الشؤون الحربية وأن يسهم لهم في الغنائم كالمسلمين.
روى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إستعان بناس من اليهود في حربه فأسهم لهم, وأن صفوان بن أمية خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين وكان لايزال على شركه.

ويجوز للمسلم أن يهدي إلى غير المسلم, وأن يقبل الهدية منه.
ويكافئ عليها كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى إليه الملوك فقبل منهم وكانوا غير مسلمين.

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:{إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأواقي من حرير}.
إن الإسلام يحترم الإنسان من حيث هو إنسان فكيف إذ اكان من أهل الكتاب؟ وكيف إذ اكان معاهدا أو ذميا؟

مرت جنازة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام لها واقفا, فقيل له يارسول الله إنها جنازة يهودي! فقال :{أليست نفسا}؟. بلى كل نفس في الإسلام لها حرمة ومكان.

أختي هذا هو الإسلام كما نعرفه من نبعه الصافي , القرآن الكريم , وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, وسنة الخلفاء من بعده.

أرجو أن تراجعي فتواك.
وأرجوا أن يدلي الأخوة الأعضاء خصوصا المختصين بدلوهم في الموضوع.

وأنا مستعد أن أوجهكم إلى كتب مفكري الأمة المعتدلين , قديما وحديثا.

أم إدريس
2008-01-12, 19:05
أخي الفاضل مهاجر إلى الله شكراً لطيب مشاركتك ، وخلّص الله بلاد الإسلام من هذه البدعة آمين ..

الأخ (إس ـ خيرو): وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
إنّ أساس مشكلاتنا في هذا العصر هو التسرّع في كل شيء!
التسرّع في القراءة والتسرّع في الفهم والتسرّع في الظن السيّئ والتسرّع في إطلاق الأحكام الخاطئة والتسرّع في إظهار النفس!
فلو أنك قرأت المقال الذي نشرتُه بهدوء من أوله إلى آخره
ولو كنت تمهّلت عند كل فكرة ففهمتها على حقيقتها ، ولو أنّك تريّثت قبل أن تطلق أحكامك الخاطئة المبنيّة على الظن السيّئ بأخيك المسلم
لما قلتَ ما قلت!!
أولاً :إن ما قدمتُه في هذا المنتدى المبارك ليست فتوىً لي!!(وما كان لي أن أفتي) ، وليست موضوعًا مستقلاً في بيان علاقة المسلم بغير المسلم . ولا أدري من أين فهمتَ ذلك؟!
فالموضوع واضح تمامًا بأنه جواب عن سؤال وجّه للدكتور خلدون مكي الحسني يتعلّق بمسألة واحدة وهي : (هل أجاز أحدٌ من علماء المسلمين وأئمتهم تهنئةَ اليهود والنصارى بأعيادهم؟)لأنّ بعض الناس في عصرنا يزعم أن أئمّة المسلمين أجازوا ذلك .
فكان جواب الدكتور الحسني فيه بيان الحقيقة العلمية للموضوع.
وقد اقتصر جوابه على عرض بعض النقول العلميّة الموثقة بخصوص هذا الموضوع .
وأي أخٍ يقرأ هذه النقول برويةٍ يدرك تمامًا أنّها فتاوى لعلماء كبار وأئمّة أطهار بدءًا من إمامنا الإمام مالك رحمه الله مرورًا بابن القاسم ويحيى بن يحيى الليثي وأشهب وسحنون وأبي الأصبغ والونشريسي والإمام الغزالي والرافعي والنووي رحمهم الله جميعًا.
وهؤلاء نقلوا في فتاويهم اتّفاق العلماء على ما قالوا ، وأنه لا مخالف لهم!!!!
وهم الذين استشهدوا بآيات سورة الممتحنة وغيرها من الأحاديث ؛
وهم الذين استنبطوا منها الأحكام وأصدروا الفتاوى ولست أنا !!
فإذا كان كلامهم لا يعجبك ولا يروق لك ولا تدين به وترى نفسك
أعلم منهم وترى أنك تعرف تفسير الآيات أكثر منهم
فكن شجاعًا وأعلن رفضك لكلامهم
وكن جريئًا واتهمهم بالتطرّف والغلو!!! :cool:
أمّا أن تتهمني بذلك وأنا كل الذي فعلته هو نقلي لجواب فيه فتاوى أولئك الأئمة فهذا ليس من العدل ولا من الإنصاف الذي تنادي به مع اليهود والنصارى!! ;)
وأمّا وصفك لفتاوى العلماء بأنها تمثل انحراف فكري وغلو في الدين
فهذا دليل على أنّك بحاجة لدروس كثيرة في العدل والإنسانية وقبل ذلك في طلب العلم!:confused:
ثانيًا : إنني نقلت كلام أشخاص متخصصين في العلوم الشرعيّة ومشهود لهم بالعلم والصدق .فهم يعقلون الكلام الذي يكتبونه بخلاف غيرهم .
ثالثًا : إن كلامك عن آيات سورة الممتحنة غير صحيح ويبدو لي أخي الكريم أنّك تقرأ وحدك وتفهم بطريقتك الخاصة وليس لك مرجع شرعي فيما تقول! (فالآيات تتحدث عن المودّة والموالاة، وأنت تتحدث عن العدل؛ وهناك فرق كبير بين العدل وبين المودّة ، والآيات تضع لنا دستورًا عامًّا ، وأنت تتحدث عن أسباب النزول!
مع أن القاعدة الأساسية في أصول التفسير التي يتعلّمها الطلاب تقول : :[العِبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب] ومع ذلك فإنني أدعوك وأدعو الجميع لقراءة تفسير سورة الممتحنة (من تفسير القرطبي مثلاً) حتى يتبيّن لك وللجميع أنك كنت مخطئًا في فهمك .
وإليكم ملخّص ما قاله المفسّرون :
لقد نهانا الله عن التودد إلى المشركين واتخاذهم أولياء ، ثم ضرب لنا مثلاً نتأسّى به وهو سيدنا إبراهيم والذين معه ، إذا تبرّؤا من قومهم لكفرهم ، وأعلنوا لهم العداوة والبغضاء أبدًا حتى يؤمنوا (وهذا بلا شك خلاف التودد والمباسطة والملاطفة) ، ثم استثنى اللهُ قولَ إبراهيم لأبيه (لأستغفرنّ لك) فنهانا عن الاقتداء به!
وأما الآية الثامنة فهي لا تجيز التودد ولا التولّي ، وإنما تجيز للابن المسلم أن يبرّ أباه المشرك بشرط أن لا يكون أباه ممن يقاتلون المسلمين أو يعادونهم (والبرّ شيء والتودد شيء آخر!)، كما تجيز للمسلمين أن يُعطوا قسطًا من أموالهم لأقاربهم أو أهلهم من المشركين الفقراء والمحتاجين على وجه الصِّلة ، وهذا بالشرط السابق أيضًا . وكما ترى ففي كلتا الحالتين المسلم هو الأعلى وهو المعطي وهو المحسن.
وليس في الآية الثامنة والتاسعة أي قيد أو تخصيص للآيات الأولى والرابعة ، فتلك آيات محكمة وموضوعها مستقلّ وليس فيها أي غموض حتى توضّحه الآيات التي بعدها .
ولذلك استشهد بها الأئمة وبنوا أحكامهم عليها!
والعجيب أنّك أخي خيرو رحت تتحدث عن أحكام أهل الذمة والمعاهدين وآداب مجادلة أهل الكتاب وابن أريقط والنجاشي وغير ذلك ..وكل ما ذكرته لا تعلّق له بموضوعنا!!
وليتك أتيت بدليل واحد له علاقة بمسألة التهنئة .
وإنما رحتَ يا أخي تلقي التهم وتشنّع و... وهذا ليس من أدب الحوار ولا من أدب إبداء الرأي الآخر ولا من العدل ولا من الإنصاف!!
رابعًا: موضوعنا ليس فكريًا! ولا مجال فيه لعرض أفكار الرائح والغادي أوكل من له رغبة في عرض رأيه . وإنما هو موضوع علمي صرف . سؤال وجواب . ولا مجال فيه إلاّ لأهل العلم الثقات .
فبعضهم يسأل هل صحيح ما يزعمه البعض من جواز تهنئة اليهود والنصارى بأعيادهم عند بعض علماء المسلمين؟ فكان الجواب ما قرأت .

ونحن هنا نعرض فتاوى علماء المسلمين أصحاب الينابيع الصافية بحق ....

أم إدريس
2008-01-12, 19:23
وبالمناسبة فإنّ جدّ الدكتور خلدون الحسني هو الأمير عبد القادر الجزائري ابن محيي الدين الحسني
وكما هو معلوم عند أهل العلم أن الأمير هو الذي وقف في وجه الغوغاء والأشقياء في الحادثة المشهورة والمسمّاة بـ (فتنة النصارى) في بلاد الشام سنة 1860م عندما حرّض الإنكليز والفرنسيون الدروز في جبل لبنان على المسيحيين وامتد القتل حتى وصل إلى دمشق
فقام الأمير عبد القادر وأسرته وأتباعه من الجزائريين وأهل العلم في دمشق
بالتصدي لتلك الفتنة وحمى الأمير النصارى وردَّ عنهم الأذى والقتل
كلّ ذلك عملاً بتعاليم الدين الحنيف الذي يأمرنا بعدم إيذاء النصراني الذي في ذمّتنا وبحمايته من اعتداء المعتدين .
وهذا العمل يفتخر به كل علماء المسلمين ويجعلونه من مكارم الأمير عبد القادر وقد كافأه السلطان العثماني عبد المجيد خان بأشرف وسام .
واعترفت يومها جميع الدول الأوربية وغيرها بأصالة الأمير وعدالة التشريع الإسلامي.
ولكن هذا لا يعني أنّ الأمير كان يتودد للنصارى ويواليهم ويرضى بعقائدهم ويهنّئهم بولادة الرب أو ابن الرب!!(والعياذ بالله)
ولكن للأسف الشديد فإن الدول الأوربيّة في هذه الأيام وبمساعدة بعض أبناء هذه الأمّة المغفّلين الذين ضاعت عندهم أساسيات الدين الإسلامي
صاروا يفسّرون تصرّف الأمير عبد القادر على أنه كان بسبب حبّه القلبي للمسيحيين لا على أنه بسبب العدل الذي أمرنا به الإسلام
وها هم اليوم يصدرون في باريس كتابًا ضخمًا (شارك فيه بعض الجزائريين) يقولون فيه عن الأمير : (( لقد كان يهرول إلى الكنائس ويعظّم الآب والابن وروح القدس ، وكان يدعو إلى اليهودية!!)) انتهى كلامهم الساقط
هذا هو العدل الأوربي الصليبي الذي يتمسّح به بعض أبناء أمتنا
لذلك أحببتُ بمشاركتي السابقة أن أضع النقاط على الحروف لكي لا يُنسب في المستقبل لأئمة المسلمين أنهم كانوا يجيزون تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم التي يقولون فيها : ولد الرب أو ولد ابن الرب أو ما شاكل هذا الكلام الباطل الذي جاء الإسلام ليحذرنا من الوقوع فيه أو الرضى به!
كما يحاول أن يروّج له بعض الجهلة :mad: .
والسلام عليكم ورحمة الله

أم إدريس
2008-01-12, 19:29
أطلب منك أخي الكريم خيرو أن تحضر لنا دليلك على أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم استعان باليهود في حروبه وأسهم لهم!!
وأن تبرز لنا كلام علماء المسلمين الذين تزعم أنهم أجازوا موالاة غير المسلمين والتودد إليهم [طبعاً العلماء الكبار والأئمة لا من هو دونهم من أهل هذه الأيام])

ميمونة 25
2008-11-27, 15:57
يلاحظ أن بعضاً من المسلمين يشاركون المسيحيين في عيد الميلاد, أو الكرسمس -كما يسمونه- ويرجو التوجيه.



لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة النصارى, أو اليهود, أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم, بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم, والرسول - صلى الله عليه وسلم - حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم, فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك, وأن لا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله, ويقيمها أعداء الله فلا يجوز الاشتراك فيها, ولا التعاون مع أهلها, ولا مساعدتهم بأي شيء, لا بالشاي, ولا بالقهوة, ولا بأي شيء من الأمور كالأواني, ونحوها وأيضاً يقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان,

فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ترك ذلك, ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم, الواجب أن ينظر في الشرع إلى الإسلام وما جاء به, وأن يمتثل أمر الله ورسوله, وأن لا ينظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله, كما قال الله- عز وجل في كتابه العظيم-: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وقال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ فالعوائد المخالفة للشرع لا يجوز الأخذ بها وإن فعلها الناس, والمؤمن يزن أفعاله, وأقواله, ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة ,بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول, وإن تركه الناس, وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإن فعله الناس رزق الله الجميع للتوفيق والهداية. جزاكم الله خيراً


الشيخ ابن باز


هذا مساعدتهم فقط فما بالك الاحتفال باعيادهم


بارك الله فيك اختي

أم إدريس
2008-11-27, 23:01
وفيك عزيزتي بارك الله
جزاك الله خيراً على حسن مشاركتك

أم عدنان
2008-11-28, 12:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ، قد وفيتي وكفيتي أختي أم ادريس في نقل ما أفتاه علماؤنا وبيان حكم تهنئة النصارى واليهود بعيد رأس السنة ، واستفدنا من ردك على الأخ ، فسلمت يداك وجزيت كل الخير .

أم إدريس
2008-11-28, 23:02
حياكِ الله وبيّاكِ وجعل الجنة مثواك..ونفعني وإياك أختي الغالية.

عطر الجنة
2008-11-29, 06:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله الف خير وبارك الله فيك حبيبتي ام ادريس على الموضوع المتميز وعلى جميع الاعضاء قرائته

وذللك للمصيبة التي تحدث في بلادنا عند هذا العيد فهناك من يحتفل وهناك من يذهب خصيصا الى فرنسا وبلدان الخارج من اجل الاحتفال

واطرح سؤاااال فقط مادمنا نحن نحتفل باعياد النصارى فلماذا هم لا يحتفلوون باعيادنا بعيد الفطر وعيد الاضحى ام اننا اعتدنا التقليد وفقط


مشكووووووووورة حبيبتي ننتظر موضوعات اخرى منك

أم إدريس
2008-12-19, 22:19
وعليك السلام والرحمة والإكرام:
وفيك بارك الله غاليتي:D
صدقت ِوالله!
هذه حال أمتنا وإنا لله وإنا إليه راجعون (لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)!:mad:
اللهم فرج عنا وجنبنا الفتن وأعنا على التمسك بالحق والصدع به.:rolleyes:
شكراً عزيزتي.http://www.kuwaitup.net/up/uploads/4678-5218-1784.gif (http://www.kuwaitup.com/)