تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإيجابية


H_SRM
2010-04-11, 08:55
قد تكون الإيجابية بالنسبة للبعض مفهوماً ومضمونا تختلف تماما عن المعنى الصحيح, فليست الإيجابية خروج عن النص والمألوف, خروج عن العادات والتقاليد إن لم تكن تلك العادات والتقاليد متضاربة مع الدين, ولا تكن الإيجابية خروجاً عن الخلق والأدب, لكنها خروجاً عن المعتقدات الفكرية التي تحتم على صاحبها الوقوف في مكانة دون أي تحرك, الإيجابية مزيج ما بين الجرأة والثقافة والدين, فلو أتت الإيجابية بدون أحد العناصر الثلاثة قد تتحول لسلبية.
إن تولدت الإيجابية بدون جرأة فلن تكون إلا كبعض من الطاقة, ستكون كالشمعة التي أوشكت على النفاذ, فالجرأة هي التي تفتح الباب أمام كل من ينوي الدخول لعالم الإيجابية, وقد نجد من هم اهل للنصح لكن لعدم توفر الجرأة بشكل مناسب يجعلهم من كاتمي النصيحة.
إن تولد الإيجابية بدون ثقافة فقد تنقلب على صاحبها, قد يعتقد من حوله أنها شيئ آخر كالإساءة أو التعالي عندما يتوجه إليهم لينصحهم أو ليدلهم على الطريق الصحيح, فالثقافة تفتح الباب أمام صاحب تلك الإيجابية للتعامل مع الموقف على أكمل وجه, تتيح نقل الأمر سواء كان نصح أو إرشاد أو توعية بالشكل الملائم دون أن تُنقل بشكل يسيئ فهمها الطرف الآخر.
إن تولدت الإيجابية بعيداً عن الدين فسيكون الأمر دون قواعد راسخة, دون عوامل يستند عليها الشخص الإيجابي في كل تحركاته, حيث أنه قد يتحرك في طريق متضارب مع الدين دون أن يشعر, وقد تكون الإيجابية في طريق الدعوة إلى الله وهنا لابد من أن يكون الشخص ملماً بشكل كبير بالأسس الدينية وعلم وفير.
بعيداً عن الإيجابية وعواملها يتردد دائما في عقلي سؤال لا أجد إجابته بشكل مباشر, سؤال هام في حياتنا وفي عالمنا وفي نهضتنا كأمة, ألا وهو : لماذا لا نكون إيجابيين؟
لقد قال الله في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم (كنتم خير أمة إخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }.. صدق الله العظيم.
من خلال نظرتي وتدبري للآية السابقة رأيت أن الله عز وجل أشار وتحدث عن الإيجابية المتمثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ما يعني أنه أمر فطري أمر كامن بعقولنا وقلوبنا, قد تكون تلك القوة تحتاج من يوجهها, قد تكون تلك القوة تحتاج لتنميتها, لكنها في النهاية بداخلنا فقط علينا تحريكها صوب الطريق الأنسب, صوب الطريق الأفضل, فكثيراً ما نجد أنفسنا نتحدث مع الأخرون ونرشدهم في طريق الموضة أو الإلمام البرمجي بأسس تشغيل برنامج ما لكننا لا نفتح باب الدين نهائياً معه.
ما الفرق بيني وبين صلاح الدين الأيوبي؟
أرى الفرق بين أي شخص وبين صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين هي الإيجابية التي وجدها في صغره, كبر وحمل في حياته هم المسجد الأقصى ووضعه صوب عينيه يفعل كل ما يفعل في حياته من أجله, وأنا لا أقول أنه علينا التصرف مثله بل علينا إستخلاص معاني جديدة للإيجابية التي جعلته قائد تحرير المسجد الأقصى.
إن العمر يجري بنا, وينقص لحظة تلو الأخرى, ونريد كجيل رأى كافة التطورات في كل المجالات أن نستغلها في نشر مايرضي الله ورسوله في نشر ما يرتقي بنا ولا ينزلنا لأبعد ما نحن عليه.
كلما تذكرت حالنا كأمة منذ مئات السنين تحسرت على حالنا الآن, نعم تحسرت لأنني أرى شعوباً شعارها السلبية لا تقف أمام الظلم أو الإستبداد, لا تتحرك فيما يصلح, بل تتحرك فيما يهدم وينشر الشر والفساد وأحداث مصر والجزائر خير شاهد ودليل.
لذلك لا يجب علينا إنتظار أي موقف إيجابي من مسئول سياسي أو إعلامي, بل علينا نحن أن نيقظ الإيجابية كي نصبح أصحاب أدوار إيجابية في تلك الحياة, لنضع بصماتنا فيما يرضي الله ورسوله, لنضع بصماتنا فيما ينشر الخير والرخاء والإيخاء والتسامح بعيداً عن نشر أي سلبيات تنزل بنا لأعماق الأعماق من سابع أرض.
ولنحيا بروح الإيجابية بعيداً عن مقولة ( ليس لي شأن أسيتغير العالم بي).