المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات مختزلة


سلمى عبدالله
2010-04-06, 14:05
ككل يوم أصحوا متثاقلة الخطى أجر أقدامي إلى سيارة الأجرة إن وجدت أو شيء ما يشبهها المهم أن أصل.
وفي طريقي تُحمِّلني السيارات أحيانا مواجع ترهقني كاهتزازات بسبب الطرق المهترئة أو اهتزازات نفسية تلقي بي في لجج الحكايا المتداولة بين الراكبين.
الجديد في هذا اليوم عجوز تروي فاخرة قصصا عن أمسها وكيف كانت تغزل الصوف في الصباح الباكر وتعد البرانيس والقشاشيب الزرابي وغيرها تتحدث عن كل ما يمت بصلة لأمسها وتفخر أنها كانت تصارع البقاء فهي تحتطب تعد الغداء الخبز بمفردها كانت تتحدث بكل فخر وأنا لا زلت أطوق إلى المخدة فإني لم أنم جيدا ليلة البارحة بسبب برنامج تلفزيوني لنقل مسلسل يحرك بالحب أوتاري.
نظرت إلي بشكل غريب حاولت تعديل جلوسي حتى لا تلحظ ما أعانيه من إرهاق إلا أنها استرسلت في حديثها ما الذي يمكن أن تفعله بنات اليوم أمام ما كنا نقوم به. وأنا أرسل نحوها نظرات خفية وأنصت لكلماتها ضحكت حتى اهتز جسدها ثم قالت يتقنّ شيئا واحدا تحمل الواحدة منهن هاتفها النقال وتقول ألو أين أنت ؟ احضر معك الخبز، لا لا لتكن بيتزا فإني متعبة اليوم سأرهق نفسي بالغسيل وأي غسيل ؟ وكل الوسائل متوفرة
ربما ما يقتل أبناءنا هو ذاك الفراغ الذي يشل عقولهم.
كنت كالمجنونة أحاكي نفسي وأجيب على كل ما تطرحه من أسئلة : فمرة تحسديننا على النعمة، وأحيانا الفراغ لنملأه بحكاياك أفضل ثم أقول خلسة بيني وبين نفسي : لا شك أن هاته المرأة الخرفة تحاول استفزازي.
أما صاحب السيارة فقد كان كهلا لم يكف عن إحناء رقبته وقد أعجبه حديثها وراح يشاركها ويقهقه بصوت عال أرقني الوضع كثيرا فكنت دائما أهرب من هذا الواقع لأمتطي خيالي وأجيب بيني وبين نفسي ألا يجدر بك أن تتقن عملك أولا وتهتم بسياقة سيارتك شطرت ظهري بسبب هاته السياقة المتزلزلة.
طالت الطريق مع هاته السيارة وهذه الأحاديث وبدأ الملل السأم الضجر يزرع في أعماقي ثورة إلا أن المحطة الأخيرة كانت كفيلة بانقاذي من هذا التبجح الصباحي وسمحت لي المغادرة بصمت.

الأستـ كريم ــاذ
2010-04-06, 14:29
شكرا هي محاولة ممتازة
ربما كان الأجدر أن تكون في قسم القصص
أفكارك غير مسترسلة
حاولي أكثر
أنتظر منك أختي المزيد

سلمى عبدالله
2010-04-06, 16:12
شكرا على الإهتمام والمرور

شكري وامتناني

سلمى عبدالله
2010-04-06, 18:07
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عذرا منكم أيها السادة اعتقدت أن المنتدى لقصص وكفى ولم أعلم أن هنالك مسابقة لذا يمكنكم نقل الموضوع إلى المكان المناسب له

وأعتذر مسبقا فأنا عضوة جديدة وعذري بأن ليس لي عذر




غادرت سيارة الأجرة بصمتي واستيائي. متوجهة إلى مقر عملي تتداولني بعض الأفكار تتعلق بكلمات العجوز ماذا لو حاولت النظر إليها من زاوية مختلفة بعيدا عن غضبي بعيدا عن ذاتيتي بعيدا عن المسافات المرسومة بيننا إنها تركز على حقائق لا يمكن أن أنكر صحّتها ولكن لما أرفضها ؟
ألأنها كانت بطريقة مستهزئة مستهترة ؟ !!

أعلم أنه لا يجدر بي أن أحكم على شخص قابلته للحظة الأولى على هذا النحو ، لذا لمت أفكاري المضطهدة لآراء تلك السيدة المختلفة عني. لأن جدّتي رحمها الله كانت تروي ذات القصص ولكن بطريقة ممتعة تجعلني أطلب المزيد وأسأل كيف كان ذلك وماذا يعني هذا؟
فالعودة للماضي تجعلني أبتسم وأرسم ابتسامة على شفاهي قبل أن ألقي التحية على زملائي في العمل.
وأواصل بقية يومي الذي لا زال يحمل في جنباته الكثير فقد استوقفني أحد الموظفين الجدد عند مدخل المؤسسة قائلا عليك أن تسجلي حضورك يا آنسة.
** أسجل حضوري وكيف ذلك ؟
ـ أشار للجهاز بَصْمَتُك.
لا داعي لأن يذهب فكرك بعيدا ليست بصمتك في آداء الأعمال المنوطة بك بشكل متقن بل بصمة تبرز أنك حاضرة كجسد.
آه فهمت وشكرا لك أعتقد أن الحال لا يختلف كثيرا عمّ أحاول فعله حاليا بمنتدى القصة فقط أسجل بصمة الحضور كشاغل مكان أي جسد بلا روح.

سجلت حضوري وأنا أتساءل لماذا أسجل حضوري بينما المدير لم يصل بعد ؟
حتى أني دائما أسبقه على الرغم من كل شيء.
أضف إلى ذلك أن يوسف وعبد الحميد ولخضر عند مدخل المؤسسة يرسلون الأنظار للمارة ربما من الساعة الثامنة إلا ربع دون عمل أي شيء. وهاهو خالد يقابل جهاز الحاسوب ويلعب لعبة الـ Démineur بعد آخر كدمة تعرّض لها لما رفض العمل في غير أوقات العمل فانهال عليه رئيس المصلحة باللكمات والشتائم على الرغم من أن جابر رئيس المصلحة أدرى بالقوانين كونه المكلف بالمنازعات القانونية.
لم يمنعه شيء عن فعل فعلته ذاك اليوم استطاع أن يبرر فعلته بأنها لحظة غضب واحتوى الموقف مع المدير العام ليصبح الظالم مظلوما والمظلوم ظالما مع صمت من وقع عليه الظلم مقابل منحه أسبوع للحفاظ على هدوء الأعصاب.
أعتقد أن التسامح شعور نبيل وخلق حميد ولكن ليس حيال أمثال جابر.
فلازلت لحد الساعة أذكر قصته مع نذير الحارس السابق الذي امتنع عن حمل الأثقال مرددا إن مهنتي الحراسة وليست حمل الأثقال ولا حقائب جابر هكذا كان رد نذير لجابر الذي راح يستعمل طرقا مستحدثة في التعنيف لم يستطع نذير قبول الوضع وفي لحظة غضب أصابه بلكمة أطاحت بسن أو سنتين ففصل عن العمل ودخل السجن مخلفا عائلته مشردة لا تملك قوت يومها.

سلمى عبدالله
2010-04-19, 00:43
وأخيرا حضرت صديقتي كانت متعبة قالت أن ولدها لم يسمح لها بالنوم فهي من عملها كربة بيت إلى عملها الوظيفي تشتت أفكارها بين هذا وذاك كان باديا والتعب الذي رافقها طوال اليوم لم يسمح لها بتأدية عملها بشكل متقن، سألتها ذاك اليوم تلبية لفضولي ماذا لو كان زوجك قادرا على تلبية حاجياتك هل كنت ستواصلين العمل؟
قالت بالحرف الواحد أنا لو سألتني قبل سنتين ذات السؤال لقلت كلا ؟
ولكن اليوم أشعر برغبة في حضن أطفالي والبقاء معهم لفترة أطول تصوري أن طفلي ينادي للدادة ماما وأنا يلقبني باسمي فهي تقضي معه ثمانية ساعات باليوم أو أكثر بينما أنا أقضيها هاهنا بين جدران هذا المكتب أهتم بالأوراق والملفات.
للحظات أرغب أن أرمي كل شيء واتجه صوب عائلتي ألبي حاجياتهم هذا الشعور يراودني من زمن إلا أني أرفض أن أستمع إليه ربما لأني قررت ورأيت أن هذا أفضل بالنسبة لي.
و واصلت سردها المتقطع وهي محاولة أن ترتب الدفاتر قالت : إن المدنية الغربية لم تمنحني شيئا إلا تفككي الأسري إن المدنية الغربية استطاعت أن تبعدني عن أطفالي فلا أعلم كيف قضو يومهم جعلتني أصبغ حياتي بألوان الطبيعة وأفقد لوني.
صرخت ياااااا ما كل هذا يا سيدتي أنت تحاولين أن ترسمي لي نظرة وفكرا مختلفا للحظات كنت أعتقد أنك ستصرخين بوجه العالم أرفض هذا التطور وأريد أن أعود إلى عصر ما بعيدا عن هذا العصر والتمدن الذي يحمله ؟
أجابتني ابتسمي واضحكي لكن ستفكرين يوما ما في كلامي بجدية وواقعية أكثر
نظرت في عينيها وكان بريقا يحدوهما تساءلت كثيرا ثم قلت ألم تكن السيدة عائشة رضي الله عنها تؤدي رسالتها كمربية ومعلمة لماذا يحدث الآن العكس على الرغم من أننا نقول أننا في عصر التطور والتقنية فكرت قليلا وقلت محدثة نفسي أعتقد أننا لا نحتاج لتطور التقنية وإنما نحتاج إلى تطور في الأفكار والعقول
إن الذي دفع بنا نحن النساء إلى الخروج من بيوتنا والبحث عن وسائل العيش ليس بغية في تطوير الفكر وإنما البحث عن شيء استحدثه الغرب ومنحوه صبغة تسر الناظرين ولهذا فكرت وبحثت وأردت أن أرسم منهاجا جديدا بعيدا عن السفسطة والسفسطة بحد ذاتها هي نتاج فكر مختلف عنا فالسفسطائيون هم مجموعة من المعلمين الذين كان همهم الوحيد الاستفادة العملية العاجلة من أحوال الحياة العارضة بالاتجار بالعلم خاصة. حيث أنهم سمّوا أنفسهم المعلمين البلغاء أو معلمي الحكمة ثم خالفوا طرق التعليم القديمة والمألوفة كما بدّلوا أهداف التعليم نفسها من الجانب النظري المثالي المجهد إلى الجانب العملي الواقعي السهل على الأنفس.
هؤلاء المعلمين المتكسبين جعلوا من صفة المدح ذما وإننا نقول سفسطة ونعني الكلام الذي فيه تمويه للحقائق مع فساد المنطق. وأنا إن قارنت حال المرأة العاملة بحال هؤلاء المعلمين فأعتقد أن هذا الشبل من ذاك الأسد وهنا يكمن حسب رأيي الاختلاف
ربما نحتاج أن نجعل من هدفنا للخروج من بيوتنا هدفا أسمى من كل المبالغ المالية. هل هناك شخص يبذل النفس والنفيس دون أن يطلب مبالغ مالية لست أدري ربما يوجد. كتمت بداخلي كل ذلك لتستوقفني لحظات السكون.

سلمى عبدالله
2010-05-01, 03:26
لحظات السكون لم تستمر لوقت أطول ها قد عدت للبيت أخيرا سمعت أغنية لا أذكر كلماتها ربما كانت تقول ستوب تعالى بص لا أعلم ما هاته الكلمات ولكني رددت الأغنية على النحو الآتي هُسْ تعالى بَسْ كان للأغنية لحن جميل ورقة وعذوبة وانكسار وتشظي فرددت الكلمات عند الفرح الحزن الهلع الخوف الجبن والألم أحسست أنها استطاعت أن تحكي حكاية ما لمخاطبة عالم ينفصل عن الذات كان هنالك جرس ما صوت أسرني لذلك أنا مغرمة بها ولا زلت أردد هُسْ تعالى بَسْ ، حسْ
أعجبت بالكلمات الجديدة لدرجة أني بتّ أكررها إلى غاية أن سمعني أخي وهو يكبرني سنا وقال يا بنية :
ألا تعتقدين أنّ هُسْ تستعمل لزجر الضأن
وبَسْ صوت للراعي يسكن به الناقة عند الحلب. وهي بمعنى حسب أي إن أنا ضربتك وما قلتِ لا حسْ لا بسْ يعني أنك لم تتوجعي ولم تطلبي الكف.
فقلت هلا من المتحدث
قال وأنت الآن تزجرين الخيل
قلت : حَلْ
قال : لا أراك إلا تزجرين ناقة
ما فهمت له قولا لذلك قلت لما لا تشرح فإني سئمت تماطلك وأنت بلا شك أخي المفضل والمعلم وكذا الأكبر قال : ذاك كتاب قواعد اللغة فابحثي في أسماء الأصوات.
زمجرت وقلت يعني تقول لـ : هجْ هجْ
قال من وضع نفسه في موضع كهذا لن أمنعه من ذلك.

** لا أحد **
2010-10-22, 18:51
قرأت صفحتين ..
وعندما انتهي ساضع بصمتي ..
تحمّليني .. شكرا