تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أعواد الحطب الدافئة


HICHAM TLEMCENI
2008-01-05, 00:26
رأيتها وهي تجلس على ذاك الكرسي المتهالك
وكانت ملامح وجهها شاحبة ..
بسمتها خائفة ..
نظرتها يائسة ..
أعينها دامعة ..
لسانها يحكي بألمها وجرح الحياة لها ... يشتكي معاناتها
وعذابها لذكرى فقيدها ..
ولكن هناك شيء غريب يحدث أمام عيناي !!!!
كانت كلماتها وأحرفها ودموعها كالصاعقة على وجهي ..
تلك الصاعقة التي حطمت صمتي وسكوتي منذ أيام ..
ولم يكن سكوتي هذا لشيء ليس إلا ؟؟؟!!!!
أنني لم أجد من يكفكف دموعي ويضع بلسمه على جرحي ..
ففقيدي الذي أحن لرؤيته هو أبي الراحل ....
أما فقيدها هي هو ........؟؟؟
لم أتمالك ذرف دموعي حينها فلقد تركتها تبحر في دنيا
عيوني ثم تنهمر كالماء الجارف .... ولكن ؟؟؟!!!
للأسف لم أستطع أن أبينها لأنني بعينهم عندما أشكو قد
زودت على حالي وهذا بلغتهم مجرد :: دلع :: لم يعلموا
أن نفحة الهواء الباردة التي كانت بالأمس قد حركت
وعذبت بداخلي أشياء وأشياء ...
تذكرته عندما كان يأتي الصباح الباكر بجانب فراشه
يضع بعض أعواد الحطب كي تدفيني أولا ومن ثم
تدفيه هو ..
يضع عليها كوب حليبه لكي لا يبرده هذا الجو القارص ..
وما يلبث أن يحس بالبرد قد إشتد وقد بدء يداعب أحشائي
من الداخل إلا وأتى بفروته وغطاني بها ..
ويضغط على يدي بيده الخشنة ولكن خشونتها لم ولن تكن
بالنسبة لي عيبا أو شيء آخر .. فقد تحسسني بالدفء والأمان والحنان
فأرتكي على كتفه .. على ذالك العظم النحيل من التعب ..
وأشم رائحته الجملية ..وكذلك لن أنسى تلك الشعرات
البيضاء التي كانت تملئ وجهه ..فكنت أعاتبه قليلا إذا حلق
شيء منها .. لأنني كنت أستمتع برؤيتها هكذا ..
وبعد أيام ..
و
أيام
و
سنين
و
سنين
ومالبثت إلا وأن تناثرت أمام عيناي على
شواطئ حياتي بضعة حروف حزينة جدا ..
وهي ..

ق د ر ح ل

ف ق د ت ك

وبعد هذا كله من سوف بدفيني..يضمني..يحميني..يطعمني بيده
أصبحت أعواد الحطب التي كانت بالأمس مشتعلة كالرماد الكثيف ..
أصبحت فروته ممزقه بعيني ..
وكوبه قد كسر وتحطم ..
من أين لي بمثلك يالغالي ..؟؟
قولي لي يادنيا من أين لي ..؟؟
من أين لي بمثله .......؟؟؟؟؟؟؟...

................ مع تحياتووووو