احمد الطيباوي
2008-01-04, 19:49
السلام عليكم يا اهل خيمة الادب الجلفاوية و رحمة الله و بركاته هذه هدية و زهرات ازفها الى كل عشاق الشعر العربي قطفتها لكم من الانترنت بمناسبة افراحنا و بهجتنا بقدوم هذا العام السعيد الميلادي ثم الهجري الذي لم يبقى عليه الا القليل و هي تضم منتقيات مضحكة و طريفة من عجائب وغرائب الشعر العربي الجميل .... الذي لا ساحل له ويا له من محيط واسع ورائع ...
ونبدأ بهذه الابيات التي تستطيع قرأتها افقيا وعموديا ....
الوم صديقي وهذا محال
صديقي احبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
و من طرائف اشعار الامام علي"كرم الله وجهه" قوله :
مودته تدوم لكل هول = وهل كل مودته تدوم
إقرأ البيت بالمقلوب حرفاً حرفاً واكتشف الإبداع.حيث إن هذا البيت يُقرأ من الجهتين
ايضا من طرائف الشعر هذه القصيدة ..
والتي هي عبارة عن مدح ( لنوفل بن دارم ) .. واذا اكتفيت بقرأة الشطر الاول من كل بيت .. فأن القصيدة تنقلب رأس علي عقب .. وتغدوا قصيدة ذم لا مدح ....
قصيدة المدح هي ...
اذا اتيت نوفل بن دارم ** امير مخزوم وسيف هاشم
وجدته اظلم كل ظالم ** علي الدنانير او الدرهم
وابخل الاعراب والاعاجم ** بعرضه وسره المكاتم
لا يستحي من لوم كل لائم ** اذا قضي بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم ** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم ** اذا لم يكن من قدم بقادم
اما قصيدة الذم فهي ....
اذا اتيت نوفل بن دارم ** وجدته اظلم كل ظالم
وابخل الاعراب والاعاجم ** لايستحي من لوم كل لائم
ولايراعي جانب المكارم ** يقرع من يأتيه من النادم
رأيت الناس قد عدلوا ** الي من من عنده العدل
ومن لا عنده عدل ** فعنه الناس قد عدلوا
والابيات التالية هي جزء من القصيدة الرجبية ولها ميزة عجيبة جدا وهي ان الابيات هي ابيات مدح ....
ولكن اذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة .. اي تبدأ من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي بأول كلمة بالشطر الاول من البيت الاول .... فأن النتيجة تكون ابيات هجائية موزونة ومقفاه ومحكمة ايضا ....
حلموا فما ساءت لهم شيم ** سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فلا زلّت لهم قدم ** رشدوا فلا خلّت لهم سنن
وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي ...
منن لهم شحت فما سمحوا ** شيم لهم ساءت فما حلموا
سنن لهم خلّت فلا رشدوا ** قدم لهم زلّت فلا سلموا
قال بعضهم :
لَبِقٌ أَقْبَلَ فِيــــــهِ هَيَفٌ
كُلُّ ما أَمْلِكُ إِنْ غَنَّى هِبَهْ
وكل جملة ملونة بلون واحد تُقْرَأُ من اليمين إلى اليسار وبالعكس حرفًا حرفًا.
قال الحريري في مقاماته :
(1)أَيْ جَرَّدَ الزمانُ عَلَيَّ سَيْفَهُ لـِـيُخِيفَني وسَنَّ غَرْبـَـهُ، والغَرْبُ حَدُّ السَّيْفِ.
(2)أَيْ وانْــتَزَعَ من عيني نَــوْمَها مُغَاضِبًا وأَسَالَ مَجْرَى دُمُوعِها.
(3)أَيْ لِي في كُلِّ فَضَاءٍ طلعةٌ كالشمس وغربةٌ كَــغُرُوبِها.
(4)أَيْ وكذلك الذي يَأْتِي المَغْرِبَ فهو متغربٌ، والجِهَةُ التي يَنْوِيها غربةٌ أَيْ بَعِيدةٌ.
من الكتب الجميلة و العجيبة كتاب ل ابن الميرزا المعروف بقطرب و كتابه معروف ب مثلثة قطرب
حيث جمع الكلمات التي تتغير معانيها بتغيير حركة أول الكلمة و سكون الوسط ,,,
حيث عرضها في شكل منظومة رباعية سردها أولا ثم ذكر المعنى في السطر التالي ,,, ومطلعها:
يا مولعا بالغضب ****** والهجر و التجنب ******* هجرك قد برح بي ****** في جده و اللعب
إن دموعي غَمر ******** و ليس عندي غِمر******* فقلت يا ذا الغُمر ****** أقصر عن التعتب
بالفتح ماء كثرا ******** و الكسر حقدا سترا ******* و الضم شخص ما درى ****** شيئا و لم يجرب
أبيات للقاسم بن علي الحريري قرأتها في الصفحة 140 من كتابه "مقامات الحريري" في طبعة غير مؤرخة من إصدار دار صادر في بيروت:
أُسْ أَرْمَلاً إِذَا عَرَا
وارْعَ إِذَا المَرْءُ أَسَا
أَسْنِدْ أَخَــا نَبـَاهَةٍ
أَبِنْ إِخَــاءً دَنَّسَـــــا
اُسْلُ جَنَابَ غاشِمٍ
مُشَاغِبٍ إِنْ جَلَسَا
اُسْرُ إِذَا هَبَّ مِراً
وَارْمِ بِــهِ إِذَا رَسَا
اُسْكُنْ تَـقَـوَّ فَعَسَى
يـُسْعِفُ وَقْتٌ نَكَسَا
أَيْ أَعْطِ الأَرْمَلَ الذي نَفِدَ زادُهُ وافْتَقَرَ إذا أَتَى طالِبًا للرِّفْدِ، واحْفَظْ العلاقة الطيبة إذا المرءُ أَسَاءَ.
أَيْ أَعِنْ الشَّخْصَ النَّبِيهَ واقْطَعْ وأَبْعِدْ إِخَاءً يُلَــوِّثُ العِرْضَ.
أَيْ انْسَ وطِبْ نَفْسًا عن فِراقِ فِناءِ الظالِمْ المُهَيِّجِ للشَّرِّ.
أَيْ كُنْ سَرِيـــًّا سَيِّدًا رَئيسًا إذا ثارَ الجَدَلُ وتَخَلَّصْ منه إذا ثَبَتَ.
أَيْ إذا هَدَأْتَ تَــتَــقَــوَّى وعسى الوقت الذي قلب يسعفك.
وكل بَيْتٍ من الأبياتِ السابقةِ يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس (حرفًا حرفًا).
________________________________________
بيتان للقاضي أحمد بن محمد الأرجاني قرأتُها في الصفحة 62 من الجزء الثاني من كتاب "حياة الحيوان الكبرى" لكمال الدين الدميري (وبهامشه كتاب "عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات" لزكريا بن محمد بن محمود القزويني) من إصدار دار الفكر في بيروت بدون تأريخ:
أُحِبُّ المَرْءَ ظاهِرُهُ جَمِيلٌ
لـِصَاحِـبِهِ وباطِـنُهُ سَلِيمُ
مَوَدَّتُهُ تَدُومُ لـِكُلِّ هَــوْلٍ
وهَـلْ كُلٌّ مَوَدَّتُهُ تَدُومُ؟
والبيت الثاني يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس (حرفًا حرفًا).
عَدَلوا فما ظُلِمَتْ لَــهُم دُوَلٌ
ثَبـَتوا فلا زَلـــَّتْ لَــهُمْ قَدَمُ
بَذَلوا فما شَحَّتْ لَــهُم شِيَمٌ
سَعَدوا فلا زالَتْ لَــهُم نِعَمُ
وكل بيت مما سبق إذا قُرِئَ طَرْدًا (أي من اليمين إلى اليسار) كَلِمَةً كَلِمَةً كان مدحًا، وإن قرئَ عكسًا كَلِمَةً كَلِمَةً كان ذَمًّا.
وكذلكم:
سِيَرٌ لَهُم طابَتْ فَمـَا خَبُثَتْ
رَبِحَتْ لَهُم سِلَعٌ فَمَـا خَسِرُوا
أُزُرٌ بِهِم شُدَّتْ وَمَا جَلَبَتْ
رُفِعَتْ لَهُم مِدَحٌ فَمَا كَدِرُوا
نُصِرُوا فَمـَا خُـذِلَتْ لَهُم دُوَلٌ
عَمِلُوا بِمـَـا عَلِمُوا وَمـَـا نَفَــرُوا
قَدِرُوا فَمـَـا ذُمَّتْ لَهُم شِــــيَمٌ
كَرُمَتْ لَهُم ذِمَمٌ فَمـَــــا غَدَرُوا
ظَفَرُوا وَمَا ضَعُفَتْ لَهُم فِرَقٌ
رَفَعُوا فَمَا هُدِمَتْ لَهُم جُدُرُ
عَمَرُوا فَمـَا خَرِبَتْ لَهُم طُرُقٌ
كَبُرَتْ لَهُم هِمَمٌ وَمــَــا صَغُرُوا
ظَهَرُوا وَمـَــا خَفِيَتْ لَهُم مِنَنٌ
ظُلَمٌ بِهِم شَــــرِقَتْ فَمَا كَفَرُوا
زَهَرُوا وَمـَـا شانَتْ لَهُم خِلَقٌ
مُدِحُوا فَمــَـا ذُمَّتْ لَهُم سِيَرُ
شُكِرُوا فَمـَــا كُفِرَتْ لَهُم نِعَمٌ
عَظُمُوا فَمـــَا مُحِيَتْ لَهُم أَثَرُ
وكل بيت مما سبق إذا قُرِئَ طَرْدًا (أي من اليمين إلى اليسار) كَلِمَةً كَلِمَةً كان مدحًا، وإن قرئَ عكسًا كَلِمَةً كَلِمَةً كان ذَمًّا.
ذوات القوافي :
وتعني أن يبني الشاعر بيته على وزنين من أوزان القريض وقافيتين فاذا اسقط جزءا أو جزئين صار ذلك البيت من وزن أخر غير الأول
ومن ذلك قول أبي عبدالله محمد بن جابر الضرير الأندلسي:
يرنو بطرفٍ فاترٍ مهما رنا = فهو المنى ، لا أنتهي عن حبه
يهفو بغصن ناضر، حلو الجنى = يشفي الضنى ، لا صبر لي عن قربه
لو كان يوما زائري، زال العنا = يحلو لنا ، في الحب أن نسمى به
فإذا أسقطنا ما بعد القافية الاولى كان على الصور التالية :
يرنو بطرف فاتر= مهما رنا فهو المنى
يرنو بطرف فاتر = مهما رنا
الطرد والعكس :
ونعني به أن ينظم الشاعر قصيدة .. فتقرأ على وجوه متعددة، دون أن يكون وراء ذلك معان جديدة
ويبدو أن القدماء لم يعرفوا هذا التصنيع ، واذا كان قد ورد شئ من ذلك في كلامهم فهو عفوي غير متكلف ، كما ورد في القرآن الكريم" وربك فكبر" فاذا ما قرئت في العكس جاءت من جديد " ربك فكبر"
ومما يقرأ أفقياً ورأسيا بنفس المعني .. أبيات صفي الدين الحلي.. وهو أول من ابتدع هذا الضرب :
ليت شعري ..لك علم .. من سقامي ..يا شفائي
لك علم .. من زفيري .. ونحولي.. وضنائي
من سقامي.. ونحولي.. دواني إذ.. أنت دائي
يا شفائي.. وضنائي .. أنت دائي .. ودوائي
مالا يستحيل بالانعكاس:
وهو أن يكون عكس البيت.. أو عكس شطره كطرده..
وجاء في الكتاب العزيز" كل في فلك" : ربك فكبر". فلو عكسنا الحروف لاكونت نفس الكلمات
ومن الكلام الذي رق لفظه " أرض خضرا" " ساكب كاس" " كبر رجاء أجر ربك" " لذ بكل مؤمل إذا لم وملك بذل "
ومنه في الشعر :
قمر يفرط عمدا مشرق = رش ماء دمع طرف يرمق
قد حلا كاذب وعد تابع = لعبا تدعو بذاك الحدق
قبس يدعو سناه إن جفا = فجناه أنس وعد يسبق
فلو عكسنا الحروف وقرأنها من نهاية كل بيت حرفا حرفا ..لم يتغير المعنى
محبوك الطرفين:
يراد بهذا اللون نوع من المنظوم تكون كل أبيات القصيدة أو القطعة مبتدأة ومختتمة بحرف واحد من حروف المعجم.
ومنها ما جاءت اولها ألف كما هو أخرها :
أبقيت لي سقما يمازج عبرتي= من ذا يلذ مع السقام بقاءَ
أشمت بي الاعداء حين هجرتني= حاشاك مما يشمت الاعداءَ
أبكيتني حين ظننت بأنني = سيصير عمري ما حييت بكاءَ
التطريز:
وقصدوا به أن يجعل الشاعر حروف أوائل الابيات تشكل اسما معينا..
فاذا أراد تطريز اسم "أحمد" مثلا جعل الحرف الأول من البيت الأول ألفا .. وجعل الحرف الأول من الثاني حاء وهكذا .. كقول عبد القادر الطبري المكي:
أستودع الله ظبيا في مدينتكم= سلامه كان لي في الحال توديعا
حلو المراشف إلا أن مبسمه= قد رصعته لآلي الثعر ترصيعا
مهفهف القد إلا أن عاشقه=على الوداد له مازال مطبوعا
دنوت منه فحاباني بمنطقه= فأنتج الفكر تأصيلا وتفريعا
وكقول الأمير نظام الدين أحمد مطرزا اسم خديجة:
خلت خال الخد في وجنته= نقطة العنبر في جمر الغضا
دامت الافراح لي مذ أبصرت= مقلتي صبح محيا قد أضا
يتمني القلب منه لفتة= وبهذا الحظ للعين رضا
جاهل رام سلوا عنه إذ= حظر الوصل وأولاني النضا
هامت العين به لما رأت= حسن وجه حين كنا بالأضا
القصيدة المهملة (الخالية جميع حروفها من النقاط) :
الحمد لله الصمد = حال السرور والكمد
الله لا اله إلا الله = مولاك الصمد
أول كل أول = أصل الأصول والعم
الواسع الآلاء والآ = راء علما والمدد
الحول والطول له = لا درع إلا ما سرد
كل سواه هالك = لا عدد ولا عدد
القصيدة المعجمة (كل حروفها منقطة) :
بين جنبي شقةُ خشنت= في قضيض تُبيتي خشنِ
قِضتُ جفني بيقظة ثبتت= غبّ بينٍ فبت ُّ في غبنِ
بي شقيق يغيب غيبة ذي= ضغنٍ بينٍ تجنّبي
إهمال كلمة واعجام اخرى :
لا تفي العهد فتشقيني ولا= تنجز الوعد فتشفي العللا
تقتضي أحكام بغي، طالما= نفذت أحكامها بين الملا
إهمال حرف واعجام آخر :
ونديم بات عندي= ليلة منه غليل
خاف من صنع جميل= قلت لي صبر جميل
قرة لي ميل قلب= منك يا غصنا بميل
سيدي رقّ لذلي= سيدي عبد ذليل
الجناس الغريب :
أخّي أجئ بقيل ثقيلٍ= مُهيب مهيب بِطلِّ بَطَل
كلامٌ كلام وياء وثاء= بخدر بخدر مدل مذل
يُنبي بُنَيّ بأني باني= خلال جلال تحل بجل
يفيد بقيد بعود يعود= يعيد بعيد المحل المجل
يحدّ بحدّ يقدّ بقدّ= يوشّي بوشي كخل كحل
الجناس الملفق :
لآلي ثغور أم بدور تشف عن= لآلي بحور أم بروق نحور
سما لثمها عني فيا لهفي على= فوات نحور من فواتن حور
نأى الحب فاشتد الجوى بي فصرت في= فيافي فنائي في سياق طريح
ألا فابعثوا لي نفحة وانظروا إلى= مساق طريحٍ في مساقط ريح
تساوي الآخر مع ماقبله :
بنيّ استقم فالعود تنمو عروقه= قويما ويغشاه إذا ما التوى التّوى
ولا تطع الحرص المذِلّ وكن فتى= إذا التهب أحشاؤه بالطوى طوى
وعاص الهوى المُردي فكم من محلق= إلى النجم لما أن أطاع الهوى هوى
ومن ذلك :
لا ترد من خيار دهرك خيرا= فبعيد من السراب الشراب
رونق كالحباب يعلو عل الكا=س ولكن تحت الحباب الحُباب
عذُبت في النفاق ألسنة القو=م وفي الألسن العذاب العذاب
ومن ذلك :
أُواري أُواري والدموع تبينه= وكم رُمتُ إطفاء اللهيب وقد وَقَد
فلا تعذلوا من غاب عنه حبيبه= فمن فقد المحبوب مثلي فقد فَقَدَ
ومن ذلك قول القطب السالمي عبدالله بن حميد :
أقول الخلِّي أوقدِ النار إنني=أريد اصطلاء ثم قام وقد وَقَدَ
فأجازه ابن عمه محمد بن شيخان_وهذا ما كتبه بخط يده الإمام الحارثي في الكويت:
فأصلي الحشا جمرا فقلت لعله= تفقد ما يشكو فقلت فقد فقد
كل كلمةٍ تبدأ بعين :
على عهد علوى علتي عن علمها= عسى علمت عذري عفت عن عقوبتي
ظاء في كل كلمة :
ظنت عظيمة ظلمنا من حظها=فظللت أوقظها لتكظم غيظها
وظعنت أنظر في الظلام وظله= ظمآن أنتظر الظهور لوعظها
ظهري وظفري ثم عظمي في لظى= لأظاهرن لحظها ولحفظها
النون في كل كلمة :
نزه لسانك عن نفاق منافق= وانصح فإن الدين نصح نصيح
وتجنب المن المنكد للندى= وأعن بنيلك من أعانك وامنن
الشعر ذو الحروف المقطعة :
إذا زار داري زور ودودٍ = أودُّ وأورده وِردَ وُدي
الشعر ذو الحروف الموصولة :
سل متلفي عطفا عسى يتعطف = فلقد قسا قلبا فلا يتلطف
التخيير في القوافي :
وهو أن يأتي الشاعر ببيت يسوغ فيه أن يُقفى بقوافٍ شتى، فيتخير منها قافية يرجحها على سائرها، يستدل بتخييرها على حسن اختيار .
ولقد اشتهر بين الناس أبيات ديك الجن:
قولي لطيفك ينثني= عن مضجعي عند المنام
فعسى أنام فتنطفي= نار تأجج في العظام
جسد تقلبه الأكف على فراش من سقام
أما أنا فكما علمتِ فهل لوصلك من دوام
فالقوافي التي يمكن أن ينشد بها هذا الشعر هي:
عند المنام.. عند الرقاد.. عند الهجوع.. عند الهجود.. عند الوسن
في العظام ..من الفؤاد ..في الضلوع.. في الكبود … في البدن
من سقام .. من قتاد .. من دموع .. من وقود … من حزن
من دوام .. من معاد.. من رجوع… من وجود… من ثمن
ولا ريب أن في هذا التلوين تصنيعا يخرج بالشعر عن حد الطبع ألى مجال الكلفة والافتعال.
القوافي المشتركة والملونة:
من الكلام ألفاظ تشترك في معان كثيرة ، وهي هي في الدلالة على كل تلك المعاني المختلفة .
انظروا لهذه الابيات:
يا ويح قلبي من دواعي الهوى=إن رحل الجيران عند الغروب
أتبعتهم طرفي وقد أزمعوا= ودمع عيني كفيض الغروب
بانوا وفيهم طفلة حرة= تفتر عن مثل أقاحي الغروب
فلفظ (الغروب) الأولى يعني غروب الشمس ، والثاني جمع غرب ، وهو الدلو العظيمة المملوءة، والثالث جمع غرب ، وهو الوهاد المنخفضة .
وأكثر الحريري في مقاماته من هذا النظم ، ومما قال أيضا :
لا تخطُون الى خطءٍ ولا خطأ= من بعد ما الشيب في فوديك قد وخطا
وأي عذر لمن شابت ذوائبه= اذا سعى في ميادين الصبا وخطا
الخطا الشيب : خالطه وفشا فيه.
و خطا: فعل ماض بمعنى فتح قدميه للمشي.
النثر شعر :
كتاب المعري:
((أصلحك الله وأبقاك ،لقد كان من الواجب أن تأتينا اليوم إلى منزلنا الخالي ، لكي يحدث لي أنسك ، يا زين الأخلاء فما مثلك من غير عهدا أو غفل))
وهذه الكلمات تخرج من بحر الرجز المجزوء ، وتشتمل على أربعة أبيات روي اللام .
وتكتب الأبيات على الصورة التالية:
أصلحك الله و أبـ=ـقاك لقد كان من الـ
ـواجب أن تأتينا الـ=ـيوم إلى منزلنا الـ
ـخالي لكي يحدث لي= أنسك يا زين الأخلـ
ـلاء فما مثلك من= غيّر عهدا أو غفل
هذا البيت كل كلمة فيه يمكن قراءتها من الجهتين (كل كلمة ) :
ليل يضئ هلاله =انى يضئ بكوكب
أرجو أن تنال اعجابكم هذه القطف الرائعة و الحلوة من شعرنا العربي العظيم و ان ترسم البسمة و الفرحة على شفاهكم و قلوبكم
ونبدأ بهذه الابيات التي تستطيع قرأتها افقيا وعموديا ....
الوم صديقي وهذا محال
صديقي احبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
و من طرائف اشعار الامام علي"كرم الله وجهه" قوله :
مودته تدوم لكل هول = وهل كل مودته تدوم
إقرأ البيت بالمقلوب حرفاً حرفاً واكتشف الإبداع.حيث إن هذا البيت يُقرأ من الجهتين
ايضا من طرائف الشعر هذه القصيدة ..
والتي هي عبارة عن مدح ( لنوفل بن دارم ) .. واذا اكتفيت بقرأة الشطر الاول من كل بيت .. فأن القصيدة تنقلب رأس علي عقب .. وتغدوا قصيدة ذم لا مدح ....
قصيدة المدح هي ...
اذا اتيت نوفل بن دارم ** امير مخزوم وسيف هاشم
وجدته اظلم كل ظالم ** علي الدنانير او الدرهم
وابخل الاعراب والاعاجم ** بعرضه وسره المكاتم
لا يستحي من لوم كل لائم ** اذا قضي بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم ** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم ** اذا لم يكن من قدم بقادم
اما قصيدة الذم فهي ....
اذا اتيت نوفل بن دارم ** وجدته اظلم كل ظالم
وابخل الاعراب والاعاجم ** لايستحي من لوم كل لائم
ولايراعي جانب المكارم ** يقرع من يأتيه من النادم
رأيت الناس قد عدلوا ** الي من من عنده العدل
ومن لا عنده عدل ** فعنه الناس قد عدلوا
والابيات التالية هي جزء من القصيدة الرجبية ولها ميزة عجيبة جدا وهي ان الابيات هي ابيات مدح ....
ولكن اذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة .. اي تبدأ من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي بأول كلمة بالشطر الاول من البيت الاول .... فأن النتيجة تكون ابيات هجائية موزونة ومقفاه ومحكمة ايضا ....
حلموا فما ساءت لهم شيم ** سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فلا زلّت لهم قدم ** رشدوا فلا خلّت لهم سنن
وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي ...
منن لهم شحت فما سمحوا ** شيم لهم ساءت فما حلموا
سنن لهم خلّت فلا رشدوا ** قدم لهم زلّت فلا سلموا
قال بعضهم :
لَبِقٌ أَقْبَلَ فِيــــــهِ هَيَفٌ
كُلُّ ما أَمْلِكُ إِنْ غَنَّى هِبَهْ
وكل جملة ملونة بلون واحد تُقْرَأُ من اليمين إلى اليسار وبالعكس حرفًا حرفًا.
قال الحريري في مقاماته :
(1)أَيْ جَرَّدَ الزمانُ عَلَيَّ سَيْفَهُ لـِـيُخِيفَني وسَنَّ غَرْبـَـهُ، والغَرْبُ حَدُّ السَّيْفِ.
(2)أَيْ وانْــتَزَعَ من عيني نَــوْمَها مُغَاضِبًا وأَسَالَ مَجْرَى دُمُوعِها.
(3)أَيْ لِي في كُلِّ فَضَاءٍ طلعةٌ كالشمس وغربةٌ كَــغُرُوبِها.
(4)أَيْ وكذلك الذي يَأْتِي المَغْرِبَ فهو متغربٌ، والجِهَةُ التي يَنْوِيها غربةٌ أَيْ بَعِيدةٌ.
من الكتب الجميلة و العجيبة كتاب ل ابن الميرزا المعروف بقطرب و كتابه معروف ب مثلثة قطرب
حيث جمع الكلمات التي تتغير معانيها بتغيير حركة أول الكلمة و سكون الوسط ,,,
حيث عرضها في شكل منظومة رباعية سردها أولا ثم ذكر المعنى في السطر التالي ,,, ومطلعها:
يا مولعا بالغضب ****** والهجر و التجنب ******* هجرك قد برح بي ****** في جده و اللعب
إن دموعي غَمر ******** و ليس عندي غِمر******* فقلت يا ذا الغُمر ****** أقصر عن التعتب
بالفتح ماء كثرا ******** و الكسر حقدا سترا ******* و الضم شخص ما درى ****** شيئا و لم يجرب
أبيات للقاسم بن علي الحريري قرأتها في الصفحة 140 من كتابه "مقامات الحريري" في طبعة غير مؤرخة من إصدار دار صادر في بيروت:
أُسْ أَرْمَلاً إِذَا عَرَا
وارْعَ إِذَا المَرْءُ أَسَا
أَسْنِدْ أَخَــا نَبـَاهَةٍ
أَبِنْ إِخَــاءً دَنَّسَـــــا
اُسْلُ جَنَابَ غاشِمٍ
مُشَاغِبٍ إِنْ جَلَسَا
اُسْرُ إِذَا هَبَّ مِراً
وَارْمِ بِــهِ إِذَا رَسَا
اُسْكُنْ تَـقَـوَّ فَعَسَى
يـُسْعِفُ وَقْتٌ نَكَسَا
أَيْ أَعْطِ الأَرْمَلَ الذي نَفِدَ زادُهُ وافْتَقَرَ إذا أَتَى طالِبًا للرِّفْدِ، واحْفَظْ العلاقة الطيبة إذا المرءُ أَسَاءَ.
أَيْ أَعِنْ الشَّخْصَ النَّبِيهَ واقْطَعْ وأَبْعِدْ إِخَاءً يُلَــوِّثُ العِرْضَ.
أَيْ انْسَ وطِبْ نَفْسًا عن فِراقِ فِناءِ الظالِمْ المُهَيِّجِ للشَّرِّ.
أَيْ كُنْ سَرِيـــًّا سَيِّدًا رَئيسًا إذا ثارَ الجَدَلُ وتَخَلَّصْ منه إذا ثَبَتَ.
أَيْ إذا هَدَأْتَ تَــتَــقَــوَّى وعسى الوقت الذي قلب يسعفك.
وكل بَيْتٍ من الأبياتِ السابقةِ يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس (حرفًا حرفًا).
________________________________________
بيتان للقاضي أحمد بن محمد الأرجاني قرأتُها في الصفحة 62 من الجزء الثاني من كتاب "حياة الحيوان الكبرى" لكمال الدين الدميري (وبهامشه كتاب "عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات" لزكريا بن محمد بن محمود القزويني) من إصدار دار الفكر في بيروت بدون تأريخ:
أُحِبُّ المَرْءَ ظاهِرُهُ جَمِيلٌ
لـِصَاحِـبِهِ وباطِـنُهُ سَلِيمُ
مَوَدَّتُهُ تَدُومُ لـِكُلِّ هَــوْلٍ
وهَـلْ كُلٌّ مَوَدَّتُهُ تَدُومُ؟
والبيت الثاني يُقْرَأُ مِن اليمين إلى اليسار وبالعكس (حرفًا حرفًا).
عَدَلوا فما ظُلِمَتْ لَــهُم دُوَلٌ
ثَبـَتوا فلا زَلـــَّتْ لَــهُمْ قَدَمُ
بَذَلوا فما شَحَّتْ لَــهُم شِيَمٌ
سَعَدوا فلا زالَتْ لَــهُم نِعَمُ
وكل بيت مما سبق إذا قُرِئَ طَرْدًا (أي من اليمين إلى اليسار) كَلِمَةً كَلِمَةً كان مدحًا، وإن قرئَ عكسًا كَلِمَةً كَلِمَةً كان ذَمًّا.
وكذلكم:
سِيَرٌ لَهُم طابَتْ فَمـَا خَبُثَتْ
رَبِحَتْ لَهُم سِلَعٌ فَمَـا خَسِرُوا
أُزُرٌ بِهِم شُدَّتْ وَمَا جَلَبَتْ
رُفِعَتْ لَهُم مِدَحٌ فَمَا كَدِرُوا
نُصِرُوا فَمـَا خُـذِلَتْ لَهُم دُوَلٌ
عَمِلُوا بِمـَـا عَلِمُوا وَمـَـا نَفَــرُوا
قَدِرُوا فَمـَـا ذُمَّتْ لَهُم شِــــيَمٌ
كَرُمَتْ لَهُم ذِمَمٌ فَمـَــــا غَدَرُوا
ظَفَرُوا وَمَا ضَعُفَتْ لَهُم فِرَقٌ
رَفَعُوا فَمَا هُدِمَتْ لَهُم جُدُرُ
عَمَرُوا فَمـَا خَرِبَتْ لَهُم طُرُقٌ
كَبُرَتْ لَهُم هِمَمٌ وَمــَــا صَغُرُوا
ظَهَرُوا وَمـَــا خَفِيَتْ لَهُم مِنَنٌ
ظُلَمٌ بِهِم شَــــرِقَتْ فَمَا كَفَرُوا
زَهَرُوا وَمـَـا شانَتْ لَهُم خِلَقٌ
مُدِحُوا فَمــَـا ذُمَّتْ لَهُم سِيَرُ
شُكِرُوا فَمـَــا كُفِرَتْ لَهُم نِعَمٌ
عَظُمُوا فَمـــَا مُحِيَتْ لَهُم أَثَرُ
وكل بيت مما سبق إذا قُرِئَ طَرْدًا (أي من اليمين إلى اليسار) كَلِمَةً كَلِمَةً كان مدحًا، وإن قرئَ عكسًا كَلِمَةً كَلِمَةً كان ذَمًّا.
ذوات القوافي :
وتعني أن يبني الشاعر بيته على وزنين من أوزان القريض وقافيتين فاذا اسقط جزءا أو جزئين صار ذلك البيت من وزن أخر غير الأول
ومن ذلك قول أبي عبدالله محمد بن جابر الضرير الأندلسي:
يرنو بطرفٍ فاترٍ مهما رنا = فهو المنى ، لا أنتهي عن حبه
يهفو بغصن ناضر، حلو الجنى = يشفي الضنى ، لا صبر لي عن قربه
لو كان يوما زائري، زال العنا = يحلو لنا ، في الحب أن نسمى به
فإذا أسقطنا ما بعد القافية الاولى كان على الصور التالية :
يرنو بطرف فاتر= مهما رنا فهو المنى
يرنو بطرف فاتر = مهما رنا
الطرد والعكس :
ونعني به أن ينظم الشاعر قصيدة .. فتقرأ على وجوه متعددة، دون أن يكون وراء ذلك معان جديدة
ويبدو أن القدماء لم يعرفوا هذا التصنيع ، واذا كان قد ورد شئ من ذلك في كلامهم فهو عفوي غير متكلف ، كما ورد في القرآن الكريم" وربك فكبر" فاذا ما قرئت في العكس جاءت من جديد " ربك فكبر"
ومما يقرأ أفقياً ورأسيا بنفس المعني .. أبيات صفي الدين الحلي.. وهو أول من ابتدع هذا الضرب :
ليت شعري ..لك علم .. من سقامي ..يا شفائي
لك علم .. من زفيري .. ونحولي.. وضنائي
من سقامي.. ونحولي.. دواني إذ.. أنت دائي
يا شفائي.. وضنائي .. أنت دائي .. ودوائي
مالا يستحيل بالانعكاس:
وهو أن يكون عكس البيت.. أو عكس شطره كطرده..
وجاء في الكتاب العزيز" كل في فلك" : ربك فكبر". فلو عكسنا الحروف لاكونت نفس الكلمات
ومن الكلام الذي رق لفظه " أرض خضرا" " ساكب كاس" " كبر رجاء أجر ربك" " لذ بكل مؤمل إذا لم وملك بذل "
ومنه في الشعر :
قمر يفرط عمدا مشرق = رش ماء دمع طرف يرمق
قد حلا كاذب وعد تابع = لعبا تدعو بذاك الحدق
قبس يدعو سناه إن جفا = فجناه أنس وعد يسبق
فلو عكسنا الحروف وقرأنها من نهاية كل بيت حرفا حرفا ..لم يتغير المعنى
محبوك الطرفين:
يراد بهذا اللون نوع من المنظوم تكون كل أبيات القصيدة أو القطعة مبتدأة ومختتمة بحرف واحد من حروف المعجم.
ومنها ما جاءت اولها ألف كما هو أخرها :
أبقيت لي سقما يمازج عبرتي= من ذا يلذ مع السقام بقاءَ
أشمت بي الاعداء حين هجرتني= حاشاك مما يشمت الاعداءَ
أبكيتني حين ظننت بأنني = سيصير عمري ما حييت بكاءَ
التطريز:
وقصدوا به أن يجعل الشاعر حروف أوائل الابيات تشكل اسما معينا..
فاذا أراد تطريز اسم "أحمد" مثلا جعل الحرف الأول من البيت الأول ألفا .. وجعل الحرف الأول من الثاني حاء وهكذا .. كقول عبد القادر الطبري المكي:
أستودع الله ظبيا في مدينتكم= سلامه كان لي في الحال توديعا
حلو المراشف إلا أن مبسمه= قد رصعته لآلي الثعر ترصيعا
مهفهف القد إلا أن عاشقه=على الوداد له مازال مطبوعا
دنوت منه فحاباني بمنطقه= فأنتج الفكر تأصيلا وتفريعا
وكقول الأمير نظام الدين أحمد مطرزا اسم خديجة:
خلت خال الخد في وجنته= نقطة العنبر في جمر الغضا
دامت الافراح لي مذ أبصرت= مقلتي صبح محيا قد أضا
يتمني القلب منه لفتة= وبهذا الحظ للعين رضا
جاهل رام سلوا عنه إذ= حظر الوصل وأولاني النضا
هامت العين به لما رأت= حسن وجه حين كنا بالأضا
القصيدة المهملة (الخالية جميع حروفها من النقاط) :
الحمد لله الصمد = حال السرور والكمد
الله لا اله إلا الله = مولاك الصمد
أول كل أول = أصل الأصول والعم
الواسع الآلاء والآ = راء علما والمدد
الحول والطول له = لا درع إلا ما سرد
كل سواه هالك = لا عدد ولا عدد
القصيدة المعجمة (كل حروفها منقطة) :
بين جنبي شقةُ خشنت= في قضيض تُبيتي خشنِ
قِضتُ جفني بيقظة ثبتت= غبّ بينٍ فبت ُّ في غبنِ
بي شقيق يغيب غيبة ذي= ضغنٍ بينٍ تجنّبي
إهمال كلمة واعجام اخرى :
لا تفي العهد فتشقيني ولا= تنجز الوعد فتشفي العللا
تقتضي أحكام بغي، طالما= نفذت أحكامها بين الملا
إهمال حرف واعجام آخر :
ونديم بات عندي= ليلة منه غليل
خاف من صنع جميل= قلت لي صبر جميل
قرة لي ميل قلب= منك يا غصنا بميل
سيدي رقّ لذلي= سيدي عبد ذليل
الجناس الغريب :
أخّي أجئ بقيل ثقيلٍ= مُهيب مهيب بِطلِّ بَطَل
كلامٌ كلام وياء وثاء= بخدر بخدر مدل مذل
يُنبي بُنَيّ بأني باني= خلال جلال تحل بجل
يفيد بقيد بعود يعود= يعيد بعيد المحل المجل
يحدّ بحدّ يقدّ بقدّ= يوشّي بوشي كخل كحل
الجناس الملفق :
لآلي ثغور أم بدور تشف عن= لآلي بحور أم بروق نحور
سما لثمها عني فيا لهفي على= فوات نحور من فواتن حور
نأى الحب فاشتد الجوى بي فصرت في= فيافي فنائي في سياق طريح
ألا فابعثوا لي نفحة وانظروا إلى= مساق طريحٍ في مساقط ريح
تساوي الآخر مع ماقبله :
بنيّ استقم فالعود تنمو عروقه= قويما ويغشاه إذا ما التوى التّوى
ولا تطع الحرص المذِلّ وكن فتى= إذا التهب أحشاؤه بالطوى طوى
وعاص الهوى المُردي فكم من محلق= إلى النجم لما أن أطاع الهوى هوى
ومن ذلك :
لا ترد من خيار دهرك خيرا= فبعيد من السراب الشراب
رونق كالحباب يعلو عل الكا=س ولكن تحت الحباب الحُباب
عذُبت في النفاق ألسنة القو=م وفي الألسن العذاب العذاب
ومن ذلك :
أُواري أُواري والدموع تبينه= وكم رُمتُ إطفاء اللهيب وقد وَقَد
فلا تعذلوا من غاب عنه حبيبه= فمن فقد المحبوب مثلي فقد فَقَدَ
ومن ذلك قول القطب السالمي عبدالله بن حميد :
أقول الخلِّي أوقدِ النار إنني=أريد اصطلاء ثم قام وقد وَقَدَ
فأجازه ابن عمه محمد بن شيخان_وهذا ما كتبه بخط يده الإمام الحارثي في الكويت:
فأصلي الحشا جمرا فقلت لعله= تفقد ما يشكو فقلت فقد فقد
كل كلمةٍ تبدأ بعين :
على عهد علوى علتي عن علمها= عسى علمت عذري عفت عن عقوبتي
ظاء في كل كلمة :
ظنت عظيمة ظلمنا من حظها=فظللت أوقظها لتكظم غيظها
وظعنت أنظر في الظلام وظله= ظمآن أنتظر الظهور لوعظها
ظهري وظفري ثم عظمي في لظى= لأظاهرن لحظها ولحفظها
النون في كل كلمة :
نزه لسانك عن نفاق منافق= وانصح فإن الدين نصح نصيح
وتجنب المن المنكد للندى= وأعن بنيلك من أعانك وامنن
الشعر ذو الحروف المقطعة :
إذا زار داري زور ودودٍ = أودُّ وأورده وِردَ وُدي
الشعر ذو الحروف الموصولة :
سل متلفي عطفا عسى يتعطف = فلقد قسا قلبا فلا يتلطف
التخيير في القوافي :
وهو أن يأتي الشاعر ببيت يسوغ فيه أن يُقفى بقوافٍ شتى، فيتخير منها قافية يرجحها على سائرها، يستدل بتخييرها على حسن اختيار .
ولقد اشتهر بين الناس أبيات ديك الجن:
قولي لطيفك ينثني= عن مضجعي عند المنام
فعسى أنام فتنطفي= نار تأجج في العظام
جسد تقلبه الأكف على فراش من سقام
أما أنا فكما علمتِ فهل لوصلك من دوام
فالقوافي التي يمكن أن ينشد بها هذا الشعر هي:
عند المنام.. عند الرقاد.. عند الهجوع.. عند الهجود.. عند الوسن
في العظام ..من الفؤاد ..في الضلوع.. في الكبود … في البدن
من سقام .. من قتاد .. من دموع .. من وقود … من حزن
من دوام .. من معاد.. من رجوع… من وجود… من ثمن
ولا ريب أن في هذا التلوين تصنيعا يخرج بالشعر عن حد الطبع ألى مجال الكلفة والافتعال.
القوافي المشتركة والملونة:
من الكلام ألفاظ تشترك في معان كثيرة ، وهي هي في الدلالة على كل تلك المعاني المختلفة .
انظروا لهذه الابيات:
يا ويح قلبي من دواعي الهوى=إن رحل الجيران عند الغروب
أتبعتهم طرفي وقد أزمعوا= ودمع عيني كفيض الغروب
بانوا وفيهم طفلة حرة= تفتر عن مثل أقاحي الغروب
فلفظ (الغروب) الأولى يعني غروب الشمس ، والثاني جمع غرب ، وهو الدلو العظيمة المملوءة، والثالث جمع غرب ، وهو الوهاد المنخفضة .
وأكثر الحريري في مقاماته من هذا النظم ، ومما قال أيضا :
لا تخطُون الى خطءٍ ولا خطأ= من بعد ما الشيب في فوديك قد وخطا
وأي عذر لمن شابت ذوائبه= اذا سعى في ميادين الصبا وخطا
الخطا الشيب : خالطه وفشا فيه.
و خطا: فعل ماض بمعنى فتح قدميه للمشي.
النثر شعر :
كتاب المعري:
((أصلحك الله وأبقاك ،لقد كان من الواجب أن تأتينا اليوم إلى منزلنا الخالي ، لكي يحدث لي أنسك ، يا زين الأخلاء فما مثلك من غير عهدا أو غفل))
وهذه الكلمات تخرج من بحر الرجز المجزوء ، وتشتمل على أربعة أبيات روي اللام .
وتكتب الأبيات على الصورة التالية:
أصلحك الله و أبـ=ـقاك لقد كان من الـ
ـواجب أن تأتينا الـ=ـيوم إلى منزلنا الـ
ـخالي لكي يحدث لي= أنسك يا زين الأخلـ
ـلاء فما مثلك من= غيّر عهدا أو غفل
هذا البيت كل كلمة فيه يمكن قراءتها من الجهتين (كل كلمة ) :
ليل يضئ هلاله =انى يضئ بكوكب
أرجو أن تنال اعجابكم هذه القطف الرائعة و الحلوة من شعرنا العربي العظيم و ان ترسم البسمة و الفرحة على شفاهكم و قلوبكم