علي ساعد
2010-04-04, 20:18
عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة ضئيلة قصيرة،تبدأ من حيث بدأنا نعي،وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود......
أما عندما نعيش لغيرنا،أي عندما نعيش لفكرة،فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأمن حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض...
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة،نربحها حقيقةً لاوهماً،فتصوُّر الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا.وليست الحياة بعد السنين،ولكنها بعداد المشاعر.وما يسميه الواقعيون في هذه الحالة وهماً هو في الواقع،حقيقةً أصحّ من كل حقائقهم....لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة...جرّد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي..ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته،فقد عاش حياةً مضاعفة فعلاً...
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة،حينما نعيش للآخرين ،وبقدر ما نضاعف احساسنا بالآخرين ، نضاعف احساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية....
بذرة الشر تهيج،ولكن بذرة الخير،تثمر،إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة،حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء..مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر،ونفحص عن قوتها وصلابتها تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية...على حين تصبر شجرة الخير على البلاء وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهادىء البطيىء، لاتحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك...
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيراً كثيراً لاتراه العيون أول وهلة..شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم،شيء من الودّ الحقيقي لهم، شيء من العناية باهتماماتهم وهمومهم ،..ثم ينكشف لك النبع الخيّر في نفوسهم،حينما يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم،في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك،متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء واخلاص.إن الشر ليس عميقا في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا .إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء ..فإذا أمِنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية..هذه الثمرة الحلوة ، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يُشعر الناس بالأمن من جانبه،بالثقة في مودته،بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم ، وعلى أخطائهم وحماقاتهمكذلك..وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله،أقرب مما يتوقع الكثيرون .............
مقتبسة من كتاب أفراح الروح للشهيد سيد قطب رحمه الله
....... يتبع إن شاء الله.......
أما عندما نعيش لغيرنا،أي عندما نعيش لفكرة،فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأمن حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض...
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة،نربحها حقيقةً لاوهماً،فتصوُّر الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا.وليست الحياة بعد السنين،ولكنها بعداد المشاعر.وما يسميه الواقعيون في هذه الحالة وهماً هو في الواقع،حقيقةً أصحّ من كل حقائقهم....لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة...جرّد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي..ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته،فقد عاش حياةً مضاعفة فعلاً...
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة،حينما نعيش للآخرين ،وبقدر ما نضاعف احساسنا بالآخرين ، نضاعف احساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية....
بذرة الشر تهيج،ولكن بذرة الخير،تثمر،إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة،حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء..مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر،ونفحص عن قوتها وصلابتها تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية...على حين تصبر شجرة الخير على البلاء وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهادىء البطيىء، لاتحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك...
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيراً كثيراً لاتراه العيون أول وهلة..شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم،شيء من الودّ الحقيقي لهم، شيء من العناية باهتماماتهم وهمومهم ،..ثم ينكشف لك النبع الخيّر في نفوسهم،حينما يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم،في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك،متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء واخلاص.إن الشر ليس عميقا في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا .إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء ..فإذا أمِنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية..هذه الثمرة الحلوة ، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يُشعر الناس بالأمن من جانبه،بالثقة في مودته،بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم ، وعلى أخطائهم وحماقاتهمكذلك..وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله،أقرب مما يتوقع الكثيرون .............
مقتبسة من كتاب أفراح الروح للشهيد سيد قطب رحمه الله
....... يتبع إن شاء الله.......