الباشـــــــــــق
2010-04-03, 21:21
إن صحت الروايات فإننا أمام مصيبة وتحدٍ خطير وجديد للوطن؟! كمبدأ فإن كل مواطن مسؤول عن وطنه، فما بالنا بمن هو مسؤول تم تعيينه لخدمة الوطن وحماية مصالحه؟ وطبعاً الأمر أكبر وأعظم مسؤولية عندما يكون هذا المسؤول منتخباً وممثلاً للإرادة الشعبية، لأن المواطنين هم الذين انتخبوه وأوصلوه إلى قبة البرلمان ليدافع عنهم وعن مصالح الوطن، ويسن القوانين والتشريعات، ويراقب أعمال الحكومة لضمان سيرها. لكن إذا كان هذا النائب هو يجاهر بخيانة وطنه، فإننا لسنا بحاجة إلى هكذا مسؤولين وزراء كانوا أم نواباً! إن صحت الروايات، فإننا سمعنا أن النائب جلال فيروز الذي يرافق رئيس مجلس النواب في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في العاصمة التايلندية بانكوك عرّف نفسه أثناء لقاء مع رئيس مجلس الشورى الإيراني بأنه ''خادمكم جلال فيروز''!! إن صحت هذه الروايات فأعتقد أننا بصدد اتخاذ موقف من هذا النائب الذي لم يحترم انتماء الوطن العروبي، وانتماءنا الأصغر لتراب البحرين. إن صحت الروايات، فهناك تساؤلات لهذا النائب: هل بالفعل تم ذلك؟ وهل هذا ما قلته خلال لقاء الوفد الإيراني؟ ما سبب ذلك؟ وما دوافعك فيه؟ هل أصبح البحرينيون اليوم خدماً لإيران أو لغيرها؟ وهل يقبل أي بحريني أن يعامل نفسه قبل أن يعامل الآخرين بأنه خادم لهم في ذل وخضوع وهوان؟ لا أعتقد أن المواطنين بحاجة لأن يكونوا خدماً لإيران. ولو كنا بحاجة -لاقدر الله- لذلك لكنا خدماً لأشقائنا في الدم والعروبة والأرض لأن خدمتنا لهم شرف فهم أشقاؤنا وما يصيبهم يصيبنا. ولكن هذه المرحلة لم تحدث لأي بلدي عربي من قبل طبعاً! إن صحت الروايات، وكان النائب ''خادماً'' مطيعاً لإيران، فأعتقد أن النظام الإيراني أولى به من المنامة، فهناك بإمكانه الترشح للانتخابات، والفوز بمقعد في مجلس الشورى وممارسة الديمقراطية نحو مزيد من الطاعة والاحترافية في الخدمة. خصوصاً وأن الجمعيات السياسية موجودة أيضاً في طهران، وتمارس دورها الديمقراطي بحرية، دون المساس بها، ودون أي تدخل من قبل شخصيات النظام السياسي في ظل أجواء من الحرية التي تسمح للمواطنين باستخدام الإنترنت للتعبير عن مشاكلهم وهمومهم على مدار الساعة. إن صحت الروايات، فما هو تفسير النائب لنحو 7203 بحرينيين صوتوا له وأوصلوه للمقعد البرلماني في انتخابات 2006؟ ماذا سيقول لهم؟ زلة لسان؟ أم فُهم الكلام في غير السياق؟ وكيف سيفبرك قسمه أمام مجلس النواب هذه المرة؟ وهل آلاف الناخبين الذين صوتوا له يقبلون بما صدر عنه في حضرة رئيس مجلس الشورى الإيراني؟ إن صحت الروايات، فإنني أعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن يقنع النائب آلاف الناخبين بأنه قصده كان شريفاً، وأنه ملتزم بثوابت الوطن وانتمائه العروبي والإسلامي. خصوصاً وأن النائب لديه صلات وثيقة مع هذه الأرض الطيبة، ولم ولن يفرط في يوم من الأيام بشبر منها! إن صحت الروايات، فإن النائب مطالب بشكل عاجل وفوري أن يبرر ويعلق حول ما حدث، سواءً صحت الروايات أم لم تصح. وإذا كان النائب راغباً في الصمت فإن هناك بدائل أعتقد أنها معروفة جداً.
الوطن البحرينية
الوطن البحرينية