الباشـــــــــــق
2010-04-03, 14:09
الكاتب :د.عصام عبدالله محمد الخرساني
لو كان الأمر بيدي لأمرت بتدريس كتاب أدب الطبيب لإسحاق الزهاوي والذي ذكر فيه «على الطبيب أن يوسع خلقه ويحتمل من المرضى ضجرهم.....» . أتذكرأنه أثناء دراستي في بريطانيا كنت أحضر عيادة البروفسور المشرف على تدريبي، وهناك رأيت العجب العجاب. رأيته يحمل الملف الطبي ويخرج من العيادة إلى قاعة الانتظار، ويدعو المريض باسمه ويتحدث معه ويعرفه بنفسه ويفتح له باب العيادة ويسحب الكرسي ويجلسه ويسأل المريض عن أحواله، وإذا كان من المرضى الذي له مراجعة متعددة فيلاطفه بالسؤال عن كلبه أعزكم الله وهل أخذه للنزهة ليلة البارحة، وإذا احتاج المريض للفحص فيساعده على الصعود إلى سرير الكشف، ويقوم بنفسه بفتح ازارير قميصه، ويقوم بنزع جوارب المريض، حقيقة صعقت من حسن المعاملة وكانت هي تلك نقطة تحول لا رجعة فيها في معاملتي للمرضى، لذا فإنه من باب أولى أن يكون الطبيب المسلم على خلق عظيم، ولنا في سيد الخلق عظة وعبرة فلقد كان اليهودي يضع الشوك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ولما افتقده وهو الذي يؤذيه ذهب عليه الصلاة والسلام لزيارته فكيف بالطبيب يقل أدبه على المريض وهو لم يؤذه. لذا فإنني أعجب من حال بعض الأطباء ممن وصل إلى مرتبة الإستشارية وهو بلا أدب . فلقد حدثتني طبيبة إستشارية سعودية عن طبيب في أحد المستشفيات التخصصية تقول : ذهبت بأختي إلى عيادة هذا الطبيب وما أن دخلت عليه، إلا وهو يقلب الملف الطبي وهو يغلي من الغضب، وما أن رآنا إلا بدأ يزمجر ويتوعد ومن الذي حولكم إلى العيادة وأين التقرير الطبي وانا لا أناظر الحالات من غير تقرير طبي وعليكم اتباع النظام وكانت طريقته في الكلام وكأنه لا يتحدث إلى إنسان بل يتحدث إلى حشرات. فردت عليه الإستشارية بكل أدب : يا دكتور حنا ما جينا من النافذة أتينا من الباب، وأتينا بموعد رسمي ولقد أعطينا الموعد للاستقبال وبموجبه دخلنا عليك. أما عن التقرير الطبي فيوجد تقرير طبي وباللغة الإنجليزية بالملف وليس ذنبي انك وجدته أم لم تجده. إلا ان الطبيب المذكور استمر في تعامله السيئ مع المريضة ومرافقتها بل تعدى حدود الأدب عندما وصف الفنية التي قامت بأخذ الأشعة بأنها حمارة!!! وبالرغم من سوء أدبه فإنهم لم ينزلوا لمستواه علماً بأنه كان بالإمكان أن تقول له مرافقة المريضة إلزم أدبك فأنا إستشارية مثلك، وأعرف حقوق الزمالة وأعرف كذلك أن أبسط حقوق المريض هو أن ُيعامل بخلق حسن وينبغي أن تحترم ورقة الموعد الصادرة من مستشفاك ولا تبد امتعاضك أمام المريضة وبعد العيادة تذهب الى إدارتك وتقدم الشكوى إذا كان أصلا لديك حق في الشكوى، وكان بالإمكان أيضا أن تقول له اني أستطيع إيصال سوء أدبك لمديرك ولمعالي وزير الصحة ، وتنهي الإستشارية حديثها بأنها لم تجد سببا وجيها لسوء معاملة الطبيب وتتساءل هل هم الوحيدون أم هكذا تعامله مع جميع المرضى .
المشكلة تكمن في وجود مثل هذا الطبيب في هذا المرفق الحساس الذي تبذل إدارتة جهودا مضنية لتقديم خدمة تخصصية تحفظ للمرضى حقوقهم وكرامتهم إلا أن مثل هذا الطبيب ينسف تلك الجهود بسوء أدبه فهل نترك هذا وأمثاله ممن لا خلق لهم يصولون ويجولون بلا عقاب في مستشفياتنا أم أن إدارتهم ستتصدى لهم؟
لو كان الأمر بيدي لأمرت بتدريس كتاب أدب الطبيب لإسحاق الزهاوي والذي ذكر فيه «على الطبيب أن يوسع خلقه ويحتمل من المرضى ضجرهم.....» . أتذكرأنه أثناء دراستي في بريطانيا كنت أحضر عيادة البروفسور المشرف على تدريبي، وهناك رأيت العجب العجاب. رأيته يحمل الملف الطبي ويخرج من العيادة إلى قاعة الانتظار، ويدعو المريض باسمه ويتحدث معه ويعرفه بنفسه ويفتح له باب العيادة ويسحب الكرسي ويجلسه ويسأل المريض عن أحواله، وإذا كان من المرضى الذي له مراجعة متعددة فيلاطفه بالسؤال عن كلبه أعزكم الله وهل أخذه للنزهة ليلة البارحة، وإذا احتاج المريض للفحص فيساعده على الصعود إلى سرير الكشف، ويقوم بنفسه بفتح ازارير قميصه، ويقوم بنزع جوارب المريض، حقيقة صعقت من حسن المعاملة وكانت هي تلك نقطة تحول لا رجعة فيها في معاملتي للمرضى، لذا فإنه من باب أولى أن يكون الطبيب المسلم على خلق عظيم، ولنا في سيد الخلق عظة وعبرة فلقد كان اليهودي يضع الشوك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ولما افتقده وهو الذي يؤذيه ذهب عليه الصلاة والسلام لزيارته فكيف بالطبيب يقل أدبه على المريض وهو لم يؤذه. لذا فإنني أعجب من حال بعض الأطباء ممن وصل إلى مرتبة الإستشارية وهو بلا أدب . فلقد حدثتني طبيبة إستشارية سعودية عن طبيب في أحد المستشفيات التخصصية تقول : ذهبت بأختي إلى عيادة هذا الطبيب وما أن دخلت عليه، إلا وهو يقلب الملف الطبي وهو يغلي من الغضب، وما أن رآنا إلا بدأ يزمجر ويتوعد ومن الذي حولكم إلى العيادة وأين التقرير الطبي وانا لا أناظر الحالات من غير تقرير طبي وعليكم اتباع النظام وكانت طريقته في الكلام وكأنه لا يتحدث إلى إنسان بل يتحدث إلى حشرات. فردت عليه الإستشارية بكل أدب : يا دكتور حنا ما جينا من النافذة أتينا من الباب، وأتينا بموعد رسمي ولقد أعطينا الموعد للاستقبال وبموجبه دخلنا عليك. أما عن التقرير الطبي فيوجد تقرير طبي وباللغة الإنجليزية بالملف وليس ذنبي انك وجدته أم لم تجده. إلا ان الطبيب المذكور استمر في تعامله السيئ مع المريضة ومرافقتها بل تعدى حدود الأدب عندما وصف الفنية التي قامت بأخذ الأشعة بأنها حمارة!!! وبالرغم من سوء أدبه فإنهم لم ينزلوا لمستواه علماً بأنه كان بالإمكان أن تقول له مرافقة المريضة إلزم أدبك فأنا إستشارية مثلك، وأعرف حقوق الزمالة وأعرف كذلك أن أبسط حقوق المريض هو أن ُيعامل بخلق حسن وينبغي أن تحترم ورقة الموعد الصادرة من مستشفاك ولا تبد امتعاضك أمام المريضة وبعد العيادة تذهب الى إدارتك وتقدم الشكوى إذا كان أصلا لديك حق في الشكوى، وكان بالإمكان أيضا أن تقول له اني أستطيع إيصال سوء أدبك لمديرك ولمعالي وزير الصحة ، وتنهي الإستشارية حديثها بأنها لم تجد سببا وجيها لسوء معاملة الطبيب وتتساءل هل هم الوحيدون أم هكذا تعامله مع جميع المرضى .
المشكلة تكمن في وجود مثل هذا الطبيب في هذا المرفق الحساس الذي تبذل إدارتة جهودا مضنية لتقديم خدمة تخصصية تحفظ للمرضى حقوقهم وكرامتهم إلا أن مثل هذا الطبيب ينسف تلك الجهود بسوء أدبه فهل نترك هذا وأمثاله ممن لا خلق لهم يصولون ويجولون بلا عقاب في مستشفياتنا أم أن إدارتهم ستتصدى لهم؟