تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب بين الأمس واليوم


ithguel
2010-04-03, 11:55
.الشباب بين الأمس واليوم
يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث القدسي فيما يرويه عن ربّه إن الله عزّ وجلّ يقول: {أيّها الشاب التائب أنت عندي أفضل من بعض ملائكتي}.
نظرنا في التاريخ فوجدنا سرّ نجاح هذه الدعوة المباركة وهذه الفتوحات الربّانية يكمن في شباب محمّد صلّى الله عليه وسلّم ولذلك كانت مرحلة الشباب من عمر الإنسان أعظم مرحلة لأنها مرحلة القوة وهذه القوة جاءت بين ضُعفين: ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، قال تعالى: {اللهُ الّذي خلقكم من ضُعف ثُمّ جعل من بعد ضُعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفًا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} الروم:.53
فالشباب مرحلة القوة، مرحلة الحيوية، مرحلة النشاط ولذلك كانت المسؤولية كبيرة لأن كل إنسان سيسأل يوم القيامة أربعة أسئلة رئيسية منها عن عمره عامة وعن شبابه خاصة، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''لا تزول قدمَا عبد عند ربّه حتّى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه..'' صدق رسول الله.
ومن هنا كان الشباب حملة الدعوة وحملة الرسالات، وكان أتباع موسى شباب ذرية ناشئة قال تعالى: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْن وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} وكان أصحاب الكهف الّذين خلّد الله ذكرهم في القرآن كانوا شبابًا، قال تعالى: {نَحْنُ نُقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إنّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} وكان إبراهيم حين عزم على أن يحطّم الأصنام بفأسه كان شابًّا فتى {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم} وكان إسماعيل عليه السّلام شابًّا فتَى حين سَلَّم رقبته لله لمّا أراد أبوه أن يذبحه امتثالاً لأمر الله {يَا بَنِيّ إنّي أرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّيَ أَذْبَحُكَ} وكان يوسف فتى شابًّا حين تعرّض للمحن من كلّ نوع وأشدّها خطرًا تلك المرأة الّتي تعرّضت له وهيّأت الأسباب وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك، ولم تكتف بالتّلميح عن التّصريح بل راودته، قال تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدَتْهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}، وكان الشّاب سيّدنا يوسف بين خيار رهيب إمّا أن يزني ويكن من الفاسقين، وإمّا أن يسجن ويكن من الصّاغرين، قال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.
كان أصحاب رسول الله شبابًا أكبرهم أبو بكر وكان فيهم مَن هو دون العاشرة من عمره، وكان صلاح الدّين الأيّوبي شابًّا حين فتح بيت المقدس لا يزيد عمره عن العشرين سنة، وكان أسامة بن زيد قائد أوّل حملة للفتوحات الإسلامية كان شابًّا لا يزيد عن الواحد والعشرين من عمره.
فلا عجب أيّها الإخوة أن نجد اليوم مَن يحمل هذا المشعل، هذه الدّعوة، هذا الدِّين جلّهم من الشّباب.
l يقول رائد هذه الأمّة المصلح العظيم الشيخ عبد الحميد ابن باديس وهو يعلّق كلّ الآمال على الشّباب ليدود عن حمى الوطن ويدافع عن المكاسب:
يا نشأ أنتَ رجاءنا وبك الصباح قد اقترب
خُذ للحياة سلاحها وخُد الخطوب ولا تهب
فالشباب معشر المسلمين نصف الحاضر وكل المستقبل، هذا شباب الأمس.. فماذا عن شباب اليوم؟ فما تطالعنا به الصحف وتجود علينا به الأخبار عن شبابنا يندى له الجبين وتسيل له الكبد مرارة إلاّ من رحم ربّي.
شباب مدمن عن المخدّرات والأقراص المهلوسة وما زاد الطين بلّة ما أصبح يعرف بالهجرة السّرية) الهجرة غير الشرعية (حيث عرّضوا أنفسهم للأخطار فعبروا البحار والمحيطات بحثًا عن عيش مظنون وحياة وهمية، قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} وقال عزّ من قائل: {وَلاَ تلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وبهذا يعرّضون وطنهم للأضرار، فأصبحت بلادنا معبرًا لكلّ مَن هبّ ودبّ، وبذلك تنتقل الأمراض إلينا بسبب ذلك. اللّهم اهدي شباب الإسلام والمسلمين، آمين يا ربّ العالمين.

الشيخ جمال حجري
إمام مسجد أبو موسى الأشعري
بني صاف ـ ولاية عين تموشنت

V0LCAN0
2010-04-03, 13:29
عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''لا تزول قدمَا عبد عند ربّه حتّى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه..'' صدق رسول الله.

walid omrani
2010-04-03, 13:44
و ما أنقذ سيدنا يوسف عليه السلام من تلك الفتنة إلا تثبيت الله له ..ليس لجلده و لا لقوته و لا لعلمه و لكن لإخلاصه العبادة لله وحده و لتقواه للمولى في أوقات الرخاء، فتذكره الله في أوقات الشدة، ألم تقرأ قوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ

اللهم إنا نسألك الاخلاص و العمل الصالح
بارك الله في صاحب الطرح

**همسة حنين**
2010-04-03, 18:15
بارك الله فيك الأخ ithguel على الموضوع

والله يا أخي يا ريت يعود شباب الزمان القديم
فشباب اليوم للأسف هو في تدهور مستمر سواء بالنسبة للذكور أو للإيناث

نسأل الله الصلاح للجميع انشــــــــــاءالله

جازاك الله كل خير
ننتظر مزيدك المميز دائما
السلام عليكم

م.ح.م.د
2010-04-03, 18:41
بارك الله فيك
اللهم متعنا بشبابنا ما احييتنا
سلاااام

م.جواد
2010-04-03, 18:48
السلام عليكم
بارك الله فيك

حمـ 0418 ــزة
2010-04-03, 18:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا اخي
من الذين يدخلون الجنة شاب نشأ في طاعة الله
الهم نسالك سواء السبيل و حين الخاتمة

سلام

مريم بوزيدي
2010-04-03, 19:03
أشكرك أخي على موضوعك
و أرى الساعة أننا بالرغم من التقدم لذي وصل إليه العالم إلا أننا نتأخر في أفكارنا و معتقداتنا و هذا راجع إلى تراجعنا في ديننا الحنيف .
نسأل الله الهداية لنا و للجميع .