نصرو
2008-01-03, 01:08
انتحاري يستهدف مبنى الشرطة بشاحنة ملغمة
نفذ فرع القاعدة في شمال إفريقيا التهديد الذي أطلقه عشية نهاية العام الماضي، عندما دعا المواطنين إلى الابتعاد عن المقرات الأمنية والمباني الحكومية، حيث فجر إرهابي نفسه في مقر الأمن الحضري لبلدية الناصريةبولاية بومرداس، مخلفا أربعة قتلى ودمارا كبيرا في المساكن والمحلات.
تحول مبنى الأمن الحضري بالناصرية، أمس، إلى ركام من الأنقاض بفعل انفجار قوي اهتزت له المنطقة بكاملها، حيث يذكر شهود عيان أن إرهابيا انطلق على متن شاحنة تجارية بسرعة فائقة وارتطم بمقر الشرطة، مخلفا أربعة قتلى، حسب حصيلة رسمية، والعديد من الجرحى. وقال شهود تحدثت إليهم ''الخبر'' بمدينة الناصرية، إن ثلاثة من الضحايا ينتمون إلى الشرطة، وسجل العديد من الجرحى في صفوف السكان المجاورين ممن انهارت عليهم أسقف بيوتهم.
وكانت الساعة السابعة إلا الربع صباحا، حسب شخص يسكن بالمدينة، عندما سمع انفجار عنيف بالقرب من مدخل الناصرية باتجاه الطريق السريع. وهرع بعض الأشخاص إلى مصدر الانفجار، فشاهدوا دمارا كبيرا لحق بمقر الأمن الحضري، حيث تحطمت واجهته، وطال الخراب المكاتب وغرفة نوم أعوان الأمن التي بقيت منها أسرتهم متدلية إلى الخارج. ولوحظت بالقرب من مدخل المبنى حفرة كبيرة يفوق عمقها المترين أحدثتها السيارة التي انفجرت. وعلى بعد أمتار قليلة منها، كان رجال الشرطة العلمية يتفقدون ما بقي من السيارة المفخخة مثل المحرك وجزء من صفائح الهيكل. وقال أحد المحققين لـ''الخبر'' إن المؤشرات الأولية تفيد بأنها شاحنة صغيرة، فيما ذكر شخص من أهل المدينة أنه شاهد سيارة تجارية من نوع تويوتا ترتطم بمقر الشرطة، لكنه أوضح أنه لا يتذكر ملامح الشخص الذي كان يقودها.
وقال شاب في الـ30 يسكن على بعد 40 مترا من مركز الشرطة: ''بعد أقل من 10 دقائق من استفاقتي من النوم، سمعت دوي انفجار هائلا في الخارج، اهتز البيت لقوته وسقط جزء من السقف.. أسرعت إلى الباب لأخرج فوجدت صديقي أمامي ليخبرني بأن مقر الشرطة بوسط المدينة تعرض للتخريب بواسطة قنبلة، ولما توجهنا إليه وجدناه ركاما وأربعة من موظفيه عبارة عن أشلاء مبعثـرة، وهم من أعوان الشرطة الذين نراهم يوميا في المدينة''.
وقد جمع أفراد الشرطة العلمية، الذين انتشروا كالنحل في محيط التفجير، قطعا صغيرة من أجساد الضحايا، ووضعوها في علبة من الكرتون تحسبا لنقلها إلى المخبر لإخضاعها للتحليل. وظهر في العلبة بقايا رأس شخص، رجح شرطي أنه لأحد أعوان الأمن الذين قتلوا في الانفجار. وبالقرب منها تم جمع بقايا من لباس الشرطة الذين راحوا ضحية التفجير. ولوحظ وسط الركام الذي امتزجت فيه رائحة الدم برائحة المتفجرات، انتشار كلاب مدربة تبحث عن أشلاء الضحايا.
وقال شرطي كان مكلفا بمنع الصحافيين من الاقتراب من موقع التفجير، متحسرا على ما حدث: ''يوجد من بين الضحايا صديق لي وزميل اشتغلنا سويا سنوات طويلة في بومرداس. وقد بقيت أنا في مكان عملي، بينما تم تحويله هو قبل شهرين فقط إلى مركز شرطة الناصرية.. وقد حدثني خلال تفجيرات فيفري الماضي بأنه يتوقع أن يكون الضحية المقبلة، وكان دائما يقول لي إننا سنهلك في أحد التفجيرات''. ويقصد بحديثه سلسلة تفجيرات في 13 فيفري 2007 وقعت في ولايتي بومرداس وتيزي وزو استهدفت مقرات الدرك والشرطة، وكانت أول عملية تفجيرية استعراضية جرت في .2007
ورجح مصدر أمني مسؤول أن يكون الانتحاري انطلق من معاقل سيدي علي بوناب، التي تطل على مدينة الناصرية. وقال إن المكان يعد مصدرا للعديد من الاعتداءات التي وقعت بولايتي تيزي وزو وبومرداس. أما العاملون بالمركز الأمني، فقد ذكروا أنهم لم يكونوا يستبعدون التعرض للاعتداء، بدعوى أن الفضاء الذي يتواجد فيه مقرهم المفتوح على طرق المدينة، يجعل من اليسير استهدافه، وأن نقطة المراقبة الأمنية المتقدمة الموجودة على بعد أمتار منه، لا يمكن أن توقف سيارة قادمة بسرعة.
المصدر
الخبر
نفذ فرع القاعدة في شمال إفريقيا التهديد الذي أطلقه عشية نهاية العام الماضي، عندما دعا المواطنين إلى الابتعاد عن المقرات الأمنية والمباني الحكومية، حيث فجر إرهابي نفسه في مقر الأمن الحضري لبلدية الناصريةبولاية بومرداس، مخلفا أربعة قتلى ودمارا كبيرا في المساكن والمحلات.
تحول مبنى الأمن الحضري بالناصرية، أمس، إلى ركام من الأنقاض بفعل انفجار قوي اهتزت له المنطقة بكاملها، حيث يذكر شهود عيان أن إرهابيا انطلق على متن شاحنة تجارية بسرعة فائقة وارتطم بمقر الشرطة، مخلفا أربعة قتلى، حسب حصيلة رسمية، والعديد من الجرحى. وقال شهود تحدثت إليهم ''الخبر'' بمدينة الناصرية، إن ثلاثة من الضحايا ينتمون إلى الشرطة، وسجل العديد من الجرحى في صفوف السكان المجاورين ممن انهارت عليهم أسقف بيوتهم.
وكانت الساعة السابعة إلا الربع صباحا، حسب شخص يسكن بالمدينة، عندما سمع انفجار عنيف بالقرب من مدخل الناصرية باتجاه الطريق السريع. وهرع بعض الأشخاص إلى مصدر الانفجار، فشاهدوا دمارا كبيرا لحق بمقر الأمن الحضري، حيث تحطمت واجهته، وطال الخراب المكاتب وغرفة نوم أعوان الأمن التي بقيت منها أسرتهم متدلية إلى الخارج. ولوحظت بالقرب من مدخل المبنى حفرة كبيرة يفوق عمقها المترين أحدثتها السيارة التي انفجرت. وعلى بعد أمتار قليلة منها، كان رجال الشرطة العلمية يتفقدون ما بقي من السيارة المفخخة مثل المحرك وجزء من صفائح الهيكل. وقال أحد المحققين لـ''الخبر'' إن المؤشرات الأولية تفيد بأنها شاحنة صغيرة، فيما ذكر شخص من أهل المدينة أنه شاهد سيارة تجارية من نوع تويوتا ترتطم بمقر الشرطة، لكنه أوضح أنه لا يتذكر ملامح الشخص الذي كان يقودها.
وقال شاب في الـ30 يسكن على بعد 40 مترا من مركز الشرطة: ''بعد أقل من 10 دقائق من استفاقتي من النوم، سمعت دوي انفجار هائلا في الخارج، اهتز البيت لقوته وسقط جزء من السقف.. أسرعت إلى الباب لأخرج فوجدت صديقي أمامي ليخبرني بأن مقر الشرطة بوسط المدينة تعرض للتخريب بواسطة قنبلة، ولما توجهنا إليه وجدناه ركاما وأربعة من موظفيه عبارة عن أشلاء مبعثـرة، وهم من أعوان الشرطة الذين نراهم يوميا في المدينة''.
وقد جمع أفراد الشرطة العلمية، الذين انتشروا كالنحل في محيط التفجير، قطعا صغيرة من أجساد الضحايا، ووضعوها في علبة من الكرتون تحسبا لنقلها إلى المخبر لإخضاعها للتحليل. وظهر في العلبة بقايا رأس شخص، رجح شرطي أنه لأحد أعوان الأمن الذين قتلوا في الانفجار. وبالقرب منها تم جمع بقايا من لباس الشرطة الذين راحوا ضحية التفجير. ولوحظ وسط الركام الذي امتزجت فيه رائحة الدم برائحة المتفجرات، انتشار كلاب مدربة تبحث عن أشلاء الضحايا.
وقال شرطي كان مكلفا بمنع الصحافيين من الاقتراب من موقع التفجير، متحسرا على ما حدث: ''يوجد من بين الضحايا صديق لي وزميل اشتغلنا سويا سنوات طويلة في بومرداس. وقد بقيت أنا في مكان عملي، بينما تم تحويله هو قبل شهرين فقط إلى مركز شرطة الناصرية.. وقد حدثني خلال تفجيرات فيفري الماضي بأنه يتوقع أن يكون الضحية المقبلة، وكان دائما يقول لي إننا سنهلك في أحد التفجيرات''. ويقصد بحديثه سلسلة تفجيرات في 13 فيفري 2007 وقعت في ولايتي بومرداس وتيزي وزو استهدفت مقرات الدرك والشرطة، وكانت أول عملية تفجيرية استعراضية جرت في .2007
ورجح مصدر أمني مسؤول أن يكون الانتحاري انطلق من معاقل سيدي علي بوناب، التي تطل على مدينة الناصرية. وقال إن المكان يعد مصدرا للعديد من الاعتداءات التي وقعت بولايتي تيزي وزو وبومرداس. أما العاملون بالمركز الأمني، فقد ذكروا أنهم لم يكونوا يستبعدون التعرض للاعتداء، بدعوى أن الفضاء الذي يتواجد فيه مقرهم المفتوح على طرق المدينة، يجعل من اليسير استهدافه، وأن نقطة المراقبة الأمنية المتقدمة الموجودة على بعد أمتار منه، لا يمكن أن توقف سيارة قادمة بسرعة.
المصدر
الخبر