تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وإذا دفنت فبللي بالدمع قبري واذكريني


الباشـــــــــــق
2010-03-30, 14:48
اخترت لكم هذه القصيدة الجميلة للشاعر فهد العسكر واتمنى ان تستمتعون بقراءتها , والقصيدة تستحق قرائتها كاملة فبين ثنياتها ابيات في قمة الروعة الشعرية الم تكن كل القصيدة ، وقد عرفت بالشاعر لمن لا يعرفه

فهد بن صالح بن محمد العسكر من أبرز شعراء الكويت في القرن العشرين، ولد فهد العسكر في الكويت سنة 1910 و عاش فيها حتى وفاته في سنة 1951، نشأ بين أسرة متدينة محافظة على العادات والتقاليد حيث كان والده إماماً بإحدى المساجد، درس في إحدى مدارس الكويت ثم تركها و إعتمد علي التثقيف الذاتي، كتب الشعر مبكراً و ابدع فيه.
حياته
عاش الشاعر فهد العسكر حياتاً تعيسة وبائسة تكللت بالآلام و المآسي و الشعور بالغربة و الوحدة، عاش بعيداً عن أفكار مجتمعه، حاربه الناس و القوا عليه اتهامات بالكفر و الإلحاد و التمرد، قاطعوه الناس و أهله إلا والدته التي كانت تأتيه من حين إلى آخر، شكى آلامه و اتهامات مجتمعه في شعره، أبدع الشاعر بقصائد الغزل، حيث كان منارة أدب و معرفة و ذو فكر متحرر بحيث لا يؤمن بالأوضاع الموروثة و إتجه نحو التجديد بالأفكار و الشعر.
وفاته
لم يلاقي فهد العسكر إقبال الناس على شعره أو حتى افكاره، لذلك عاش وحيداً و اصيب بالعمى في أواخر عمره، حبس نفسة بعيداً عن الناس في غرفة مظلمة في سوق واجف حتى سقط مريضاً فنقل إلى مستشفى الأميري، ظل هناك حتى توفي في المستشفى، حرق أهله معظم أشعاره بعد وفاته و لم يتبقى إلا ما كان في يد أصحابه أو في الصحف، جمعها صاحبه عبدالله زكريا الأنصاري في كتاب ( فهد العكسر، حياته و شعره – ط)، فهاهو شاعر الكويت فهد العسكر عاش و مات حزيناً و بائساً، وكان العسكر ضحية مجتمعه و بيئته المنغلقة ، ظل العسكر زاهداً بالحياة و بالشهرة و انعزل لوحده بعيدا عن عالم الواقع.


كفي الملامَ وعلليني فالشك أودى باليقينِ
وتناهبت كبدي الشجون فمن مجيري؟ مِن شجوني
وأمضني الــداء العياء فمـن مغيثيي؟ مـن مـعيني؟
أيـن التي خـلقت لتهـوانـي وباتت تـجـتويـنـــــــي
أمـاه قـد غـلب الأسـى كـفي المــلام وعـللـينـــــي
الله يــا أمـــاه فـــيَّ تـــرفــقـــي لا تـعـذلــيـنـــــي
أرهــقتِ روحـي بـالعـتاب فـأمسـكيهِ أو ذرينـــي
أنـا شـاعرٌ أنـا بـائسٌ أنـا مسـتهامٌ فـاعـذرينـــي
أنـا مـن حـنيني في جـحـيمٍ آه مـن حـر الحـنيـن
أنـا تـائـه فـي غـيهبٍ شـبح الـردى فـيه قـريني
ضاقت بي الدنيا دعـيني أنـدب الماضي دعـيني
وأنا السجين بعقر داري فاسمعي شكوى السجين
بـهزال جـسمي بـاصـفراري بالتجعـد بـالغـضون
وطني ومـا أقسى الحـياة بـه عـلى الحـر الأمين
وألـذ بين ربـوعه مـن عـيشتي كـأس المنـــون
قـد كنت فـردوس الـدخيل وجنـة النذل الخؤون
لهفي على الأحرار فيك وهم بأعـماق السجون
ودمـوعـهم مهـج وأكـباد تـرقـرق فـي العيــون
مـا راع مـثل الليث يؤسر و ابن آوى في العرين
والبلبل الغريد يـهوي و الغـراب عـلى الغـصـون
وطني وأدت بك الشباب وكل مـا ملكت يـمينــي
وقبرت فيك مواهبي واستنزفت عـللي شؤوني
ودفنت شـتى الذكريـات بـغور خـافقي الطــعين
وكسرت كأسي بعـدما ذابت بأحشائي لحــــوني
وسـكبتها شـعراً رثيت بـه الـروح الـحـزيــــــن
وطـويتها صـحفـاً ظننت بهـا ومـا أنا بالظـنين
ورجعـت صفر الكـف منطويـاً عـلى سـر دفـين
فلا أنت يـا وطني المعين ومـا هـزارك بالمدين
وطني وماسـاءت بـغير بنيك ، يا وطني ظنوني
أنـا لـم أجـد فيهم خـديناً آه مـن لي بـالخـديــنِ
واضيعة الأمل الشـريدِ وخـيبة القــلب الحنونِ
رقصوا على نوحي وإعوالي وأطربهــم أنيني
وتحاملوا ظلما ً وعــدواناً عــليّ وأرهـقـونــي
فـعـرفـتهـم ونـبذتهـم لـكنهـــم لـم يـعرفـونـي
وهنـاك منهم معشـرٌ أفٍّ لـهم كـم ضايقــونــي
هـذا رمـاني بالشذوذِ وذا رمـاني بالجـنــــــونِ
وهناك مـنهم مـن رمـاني بـالخلاعة والمجونِ
وتـطاول المتعصـبون ومـا كـفرت و كـفـرونـــي
وأنا الأبي النفس ذو الوجدان والشرف المصون
الله يشـهد لـي ومـا أنـا بـالذليــل المســتكـيـن
لادرّ لا درّهــمُ فـلو حـزت الـنضار لألـهونـــــي
أو بـعت وجـداني بأسـواق النفـاق لأكــــرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
فعرفت ذنبي أن كبشي ليس بالكبش الســـمينِ
ياقـوم كـفّوا ، دينكم لكـمُ ، ولـي ياقـومُ دينــــي
ليلاي يـا حـلم الفـؤاد الحـلو يـا دنيا الفتـــــون
يا ربة الشرف الرفيع البكـر والخلق الرصـين
يا جمرة القلب الشجي وحـجة العـقل الـرزيــن
صنت الهوى ولم أحد عنها فيا ليلاي صـــوني
عودي لقيسك بالهوى العذري بالقلب الرهين
عودي إليه واسمعي نجواه في ظل السكون
فهو الـذي لهواك ضـحى بالرخيص وبالثمين
ليلى تعـالي زوديني قبـل الممات وودعـينــي
ليلاي لا تتمنــعي رحـماك بـي لا تـهجـــريني
ليلى تعالي واسمعي وحي الضمير وحدثيني
ودعي العـتاب إذا التقينا أو ففي رفق ولين
لم لا وعمر فتاك أطول منه عمر الياسمين
لله آلامــي وأوجـــاعــي إذا لـــم تسعـفـيـني
هيمان كالمجنون أخبط في الظلام فأخرجيني
متعثرأ نهب الوساوس والمخاوف والظنون
حـفت بي الأشباح صـارخـة بـربك فانقذيني
واشفي غليلي وابعثي ميت اليقين ودلليني
ليلى إذا حـل الرحـيل وغـص قلبك بالأنـين
ورأيت أحلام الصبا والحب صرعى في جفوني
ولفظت روحي فاطبعي قبل الوداع على جبيني
وإذا مشوا بـجنازتي ببنات فـكري شــــيعيني
وإذا دفنت فبللي بالدمع قبري واذكريني

دلوعة ماما
2010-03-30, 18:41
حقا انها تستحق القراءة كاملة رووووووووووووووووووووعة تسلم

الباشـــــــــــق
2010-03-31, 09:49
شكرا لمرورك ، فعلا انها قصيدة رائعة المعاني , تشخص ما عاناه الشاعر في حياته

mourad smith
2010-04-02, 16:55
مشكوووووووووووووووووووووووور